Skip to main content

Full text of "أعداد سلسلة عالم المعرفة"

See other formats




مشرف التحرير: جضمرى سار در 
ترجمة: ف. إمام عبد الفتاج إمام 
مراجعة: ن . عبد الغفار مكاو ى 


|0 
3 
اح 
5 
5 
3 
5 
9 
9 
3 
28 


ع [امعونر 


سلسلة كتب ثقافية شهرية يسدرها المبلس الوطفيٍ للثقافة والفنون والآداب الكوية 


صدرت السلسلة فى يناير 1978 بإشراف أحمد مشارى العدوانى 1923 1990 


1713 
المعتقدات الدنية 
لذدى السشعوب 


مشرف التحرير: جفرى بارشدر 
ترجمة: د. إمام عبدالفتاج إمام 
مراجعة: ه. عبدالغفار مكاو ى 





] © 


2 








وج 17592229 
المواد المنشورة في هذه السلسلة تعبر عن رأي كاتبها 
ولا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس 


المنوع 


الفصل الأول: 
بلاد ما بين النهرين 


الفصل الثاني: 


مصر القديمة 


ا اا 


اليونان القديمة 


الفصل الرابع: 


روما القديمة 


االفصمال |الخاامس: 


إيران القديمة 


اكت ا 
الهندوسية 


الفصل السابع: 
مذهب السيخ 


الفصل الثامن: 
البوذية 


الفصل التاسع: 
الصين 


القصيل العااقير: 


اليابان 


اذ 


49 


69 


59 


107 


6١ 


75 


223 


203 





مقدمه 


إذا كان أرسطو قد عرّف الإنسان بأنه «حيوان 
ناطق» أي مفكر فقد عرّفه غيره من الفلاسفة 
بأنه «حيوان متدين» فذهب هيجلء مثلا إلى «أن 
الإنسان وحده هو الذي يمكن أن يكون له دين» وأن 
الحيوانات تفتقر إلى الدين بمقدار ما تفتقر إلى 
القانون والأخلاق'("«ذلك لأن التدين عنصر 
أساسي في تكوين الإنسان: والحس الديني: إنما 
يكمن فى أحماق كل كلب بشرى: بل هو يدطل.فن 
صميم ماهية الإنسان. مثله في ذلك مثل العقل 
شبواع تعشؤاع 20 

ولعل هذا ما حدا ببعض صوفية الإسلام- 
كالجنيد وابن عطاء الله السكندري وغيرهماء إلى 
القول بأن الإيمان فطرى في النفس البشرية: آلتي 
كانت سابقة في وجودها على البدن؛ وأن البدن هو 
الذي حجب الإيمان ومنع ظهوره. وهي فكرة 
لخصوها فيما بموهعباليخاق الأعظم» مسكددين 
فيها إلى قوله تعالى «وإذ أخذ ربك من بنى آدم: من 
ظهورهم ذريتهم: وأشهدهم على أنفسهم ألست 
بركم؟ قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا 
كنا عن هذا غافلين». (الأعراف آية 172). 

وإذا سلمنا بآن الحس الديني جز أساسي في 
تكوين الإنسان وأنه موجود بدرجات متفاوتة عند 
لقان عميه ا فقن يكون امور | عند عن يحاون 
أن يحجبه أو يمنعه من الظهور بل ربما يجحد 
وجودهلة, وقد يكون عارما وطاغيا عند الصوضي 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


العظيم الذي يرى الفعل الإلهي في كل حركة كونية من حبة الرمل في 
الصحراء إلى نجوم السماء-فلا بد أن نسلم بالتالي أن تفسير هذا الحس 
الديني قد خضع لنفس التطور الذي خضع له الإنسان: فاختلف وفقا 
لمراحل كثيرة لارتباطه ارتباطا وثيقا بالإطار الثقافي الذي وجد فيه . 

ومن هنا نشأت كثرة من الديانات منذ أن دب على ظهر الأرض إنسان» 
فكانت الأساطير والخرافات والسحر والشعوذة ومحاولة السيطرة على 
القوى الخفية والتقرب إليها بالأضاحي والقرابين. مما يزخر به تاريخ 
الشعوب في الشرق والغرب. على حد سواء ! ثم ظهرت الديانات البشرية 
من زرادشتية إلى كونفوشية إلى بوذية وجينية.. الخ+حتى نزلت الديانات 
السماوية الكبرى: اليهودية والمسيحية والإسلام. 

ولقد دأب المسلمون إِبّان ازدهار حضارتهم: على دراسة الديانات البشرية 
المختلفة القريبة منهم والبعيدة على حد سواء. لأنهم أدركوا في هذا العهد 
المبكر ذلك الأثر القوى الذي يتركه الدين في نفوس الناس وسلوكهم حتى 
قيل إن دراسة العقائد والشعائر الدينية يمكن أن تكشف عن طبائع الشعوب 
والأمم. وهكذا سافر أبو الريحان البيروني (في القرن الخامس الهجري) 
إلى الهند وقضى فيها أربعين عاما يدرس أولاً لغتها القديمة-السنسكريتية 
ويّتقنها إتقانا يجعله يترجم إلى اللغة العربية عددا من المؤلفات السنسكريتية 
كما يترحم إلى السنسكريتية كتاب «أصول الهندسة» لإقليدس والمجسطي 
لبطليموس”". ثم يكتب كتابه العظيم «تحقيق ما للهند من مقولة؛ مقبولة 
في العقل أو مرزولة»©". الذي أتمه في المحرم من عام 423 ه (1031 م). ولم 
يكن الكثير مما يضمه هذا الكتاب القيم جديدا على المسلمين فحسبء بل 
كان كذلك حتى بالنسبة للثقافة الأوربية في العصور الحديثة على ما يشير 
اشرق الأنانى إنوارد بخان كاشى الكتات: 

وبعد ذلك بفترة وجيزة كتب الشهرستاني أشهر كتبه «الملل والنحل» 
الذي يؤرخ فيه لأديان عصره بمنهج علمي دقيق. حتى إنه اشترط على 
نفسه في مقدمة الكتاب أن يتجنب التعصب والميل مع الهوى! يقول «شرطي 
على نفسي أن أورد مذهب كل فرقة على ما وجدته في كتبهم من غير 
تعصب لهم, ولا كسر عليهم؛ دون أن أبين صحيحه من فاسده؛ وأعين حقه 
من باطله؛ وإن كان لا يخفى على الأفهام الذكية في مدارج الدلائل العقلية 


مقدمه 


لمحات الحق ونفحات الباطل””». بهذه الروح العلمية الموضوعية كتب 
الشهرستاني عن المجوس واليهود والنصارى والمسلمين؛ كما كتب عن الصابئة, 
وعبدة الكواكب. وعبدة الأوثان» وعبدة الماء. ومعتقدات الهنود لا سيما 
البراهمة؛ فأصبح كتابه دائرة معارف للديانات في عصره (القرن السادس) 
رغم أنه أراده في البداية «مختصرا يحوى ما تدين به المتدينون وانتحله 
المنتحلون؛ عبرة لمن استبصرء واستبصارا لمن اعتبرا». على ما يقول هو 
نفسه في المقدمة؛ لكن هذا المختصر طال حتى زاد عن خمسمائة صفحة: 
ولا يزال حتى الآن مرجعا لا غنى عنه لكل من يهتم بتاريخ الأديان» حتى إنه 
ترجم لآهميته إلى بعض اللغات الآجنبية! 

وهناك الكثير من الكتب الأخرى التي كتبها المسلمون عن الديانات والملل!”, 
فضلا عما كتبوه في ثنايا الكتب التي تؤرخ للفرق أو لأحداث التاريخ. 

وكتابنا هذا عن «المعتقدات الدينية بين شعوب العالم». يواصل ما بدأه 
الأقدمون في تراثنا العربي في التعريف بديانات العالم. وهو في أصله 
الإنجليزي كتاب ضخم لا يتحمله حجم السلسلة لهذا اختارت منه هيئة 
التحرير فصولا منوعة بلغت عشر فصول هي التي تؤلف هذا الكتاب؛ وهى 
تبدأ حيث يتحدث الفصل الأول عن الدين في بلاد ما بين النهرين: أما 
الثاني فهو عرض لديانة مصر القديمة والشخارت من الحضارة الأوربية, 
ديانة اليونان وديانة روما في الفصلين الثالث والرابع؛ ولما كان للديانة 
الإيرانية القديمة أثر قوى في ديانات الهند. فقد تحدث عنها المؤلف (الفصل 
الخامس) قبل أن يقف وقفة طويلة عند الديانات الكبرى في الهند, 
الهندوسية (الفصل السادس) والسيخ (الفصل السابع) ثم درس البوذية 
وحدها (الفصل الثامن) دراسة مستفيضة لأنها رغم كونها ديانة هندية فإن 
أثرها خارج الهند كان هائلا في التبت, والملايو وكوريا وسري لانكا.. فضلا 
عن أنها قامت بدور هام في تاريخ الديانة الصينية وهو موضوع الفصل 
التاسع والديانة اليابانية وهو موضوع الفصل الأخير. 

ومعنى ذلك كله أن الهيئة حذفت بعض فصول الكتاب في أصله الإنجليزي 
حتى يجيء حجمه متفقا مع السلسلة فحذفت فصلا عن الديانات البدائية 
بالفصل الأول في كتابنا وفصلا عن الديانة القبلية في آسيا وفصلا آخر 
عن الديانة الأفريقية وفصلا رابعا عن الديانة الأمشرالية.: الخ كما حذفت 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


الفصول الثلاثة الخاصة بالديانات السماوية الكبرى: اليهودية والمسيحية 
والإسلام. لأن الكتب والشروح لهذه الديانات في متناول الجميع من ناحية, 
ولأننا أقدر على فهم هذه الديانات من غيرنا من ناحية ثانية. 

ولقد رأينا إتماما للفائدة أن نضيف إلى الترجمة العربية معجما بهم 
المصطلحات مع شرح بسيط لكل مصطلح حتى نجنب القارئّ بقدر المستطاع- 
بعضا مما عانيناه في ترجمة هذه المصطلحات إن هو حاول التوسع في 
دراسة الموضوعات المطروحة. 

لا بد لي في النهاية أن أوجه خالص شكري للزميل الصديق الأستاذ 
الدكتور عبد الغفار مكاوي لمراجعته الدقيقة المتأنية لهذه الترجمة التي 


استفدت منها كثيرا. 
والله نسأل أن يهدينا جميعا سبيل الرشاد. 
الهرم في أول يوليو 1992 


إمام عبد الفتاح إمام 


جلاد ما بين التهرين 


تقدم لنا الحضارات المبكرة في الشرق الأدنى 
القديم فرصة فريدة لدراسة نشأة الدين وتطوره 
في منطقة ذات أجناس وثقافات مختلطة ظهرت 
فيها فيما بعد ديانات التوحيد الكبرى: اليهودية, 
والمسيحية. والإسلام التي تدين جميعها ببعض 
الدين: للمراحل المبكرة في الفكر الديني في بلاد 
ما بين النهرين موطن السومريين. والبابليين والآشوريين. 

ولقد كشف علماء الآكان عن بقايا أقدم 
المستوطنات القروية (جيرمو هدتنه1 فى العراق؛ كاتل 
هييوك عاندردة اداه في تركياء وأريحا ضفي فلسطين) 
التي كانت موجودة بالفعل في الألف السابع أو 
السادس قبل الميلاد. وفي الألف الرابع تعلمت 
مجموعات كبيرة من الناس في جنوب بلاد ما بين 
النهرين (العراق الحديث) التحكم في مياه نهر دجلة 
والفرات. وري السهول المحيطة بهماء وهذا التحكم 
فى البيئكة مكن المدن من الاستقرار على ضفاف 
الأنهار, والقنوات الركيسية. 

ومنذ عصور ما قبل التاريخ؛ وهؤلاء الناس على 
وعي بالقوى الروحية التي يعتمد عليها وجودهم, 
وتشهد على ذلك بقايا المعابد والهياكل وأماكن 
التضحية وتقديم القرابينء والتماثيل الرمزية 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


الصغيرة. وتماثيل الآلهة وعادات الدفن. ومع ظهور الكتابة التي وجدت أولا 
في أورك1ن:] (أو آرك طه:5)!!". حوالي سنة 3000 ق. م؛ ظهر مصدر جديد 
من الشواهد التي زودتنا بما يقرب من نصف مليون وثيقة مكتوبة على الطين, 
وكذلك بألواح الكتابة التي استخدمت العلامات المسمارية مما جعل من الممكن تتبع 
تطلووهم الفكرى بحت وول الغزاة من الفربي والأغريق إلى مله المناطق: 

ولقد طوّر السومريون خلال الآلف الثالثة قبل الميلاد. وجهات نظر كان 
لها تأثير هائل لا على معاصريهم من السومريين الأول فحسبء بل على 
خلفائتهم أيضا من البابليين والآشوريين والحيثيينء والعيلاميين. وسكان 
فلسطين من الشعوب المجاورة الذين اعتتقوا معتقداتهم الأساسية وكان 
تصورهم الرئيسيء في جوهره هو أن الكون يتسم بالنظام وأن كل ما يمكن 
أن يدركه الإنسان فهو انعكاس لتجلى العقل الإلهي ولنشاط خارق للطبيعة. 

والستاصو الرئيسية الف يخالفنيتها الكرومتن السومرنية فت النيماة 
آن ةل والأرض كي ل وتبدو الإلهة الألقيرة اللنيه رقرض الثلاف لجرك 
ليل 111 أو الروح؛ وهم يعتقدون أن البحر الذي كان في البدء في هو السبب 
الأول الذي انبثق عنه الكون المخلوق وتشكلت فيه الشمس والقمر والكواكب, 
والنجوم وكل يتحرك في طريقه الإلهي المرسوم وما يحدث في السماء 
يحدث على الأرضء ثم ظهرت النباتات والحيوانات والحياة البشرية.. 

أما الكائنات التي تعلو على الإنسان والموجودات غير المنظورة التي 
مكرك اعون الع راسي :فيه فكافك بالشزورة حوضيت يحقات 
بشرية من ذلك أنها كالرجال والنساء لها انفعالاتها الطاغية وجوانب ضعفها 
كما أنها تآكل وتشرب وتتزوج وتنجب أطفالا وتقتنى خدما ومنازلء لكنها 
على خلاف البشر خالدة... «فالآلهة عندما خلقت البشر احتفظت لهم 
بالموت. وأبقت الحياة في يدها». 

ولقد اعتقد السومريونء وفقا لما تقوله عقيدتهم الدينية؛ وقد بقى 
قائما في نصوص مفصلة منن فجر العصر البابلي القديم حوالي 1900 ق. 
م أن لكل موجود كوني أو ثقافي قواعده وقوانينه الخاصة التي تجعله 
يستمر في الوجود إلى الأبد وفقأ للخطة التي وضعها الإله الذي خلقه: 
وهى تسمى «مه 26 بالسومرية9 وهناك قائمة (مه) وتشمل (السيادة, 
الألوهية التاج. العرش, الملك؛ الكهانة الحقيقة.. الهبوط إلى العالم السفلي 


بلاد ما بين النهرين 


والصعود منهء الفيضان,ء الأسلحة,. المعاشرة الجنسية:؛ القانون: الغنى» 
الموسيقىء القوة: العدوان. الأمانة, تدمير المدن: الصناعات المعدنية: الكتابة, 
الصناعات الجلدية:؛ البناء. الحكمة؛ الخوفء الرعب. الصراع.؛ السلام, 
الضجرء الانتصارء القلب المضطرب. الحكم (القضاء)» غير أن هذه 
التناقفضات الظاهرة في تعدد الآلهة دؤاعطالاا0 لم يكن يثير قلقا عند 
رجال الدين السومريين.. وعندما حل عصر فاره 2ه78”)(حوالي 2500 ق.م) 
وضع السومريون مئات الأسماء المقدسة. وصنفوا كلا منها على أنه إل 
(والإله في السومرية هو دينجر :نومزط ©)؛ وفي السامية ايل-و) وكتبوا هذه 
الأسماء مع تصديرها بعلامة لأحد النجوم. ولكل إله أو إلهة خاصية مميزة, 
ومناطق مسؤولية محددة؛ رغم أن كثيرا منها آلهة ثانوية؛ لكنهم يجمعونها 
في أسرة تلتف حول إله قوي بوصفها زوجات أو أبناء. أو موظفين أو خدما. 


الحاكم الأسمى 

كان «آن. و. ناصة» إله السماء في الأصل هو الحاكم الأسمى والإله 
الرئيسي في مجمع الآلهة السوري. وكان في البداية مهتما بشئون الحكم 
ويرمز له بغطاء للرأس ذي قرون علامة على ألوهيته؛ وكان معبده الرئيسي 
في أوروك عانمنآ (الوكاء). 

ولكن عندما هزمت مدينة نيبوركدامم37 المجاورة لمدينة أوروك أصبح 
إلهها إنليل ناه الليل 1ذات1 (سيد الغلاف الجوى والرياح)! وأصبح معبده 
الرئيسي في إكور ءدط1 موضوع توقير عال. وإنليل هو المحسن:؛ والجد 
الآول الذي يعزى إليه خلق الشمسء والقمرء والنباتات والآدوات الضرورية 
التي يسيطر الإنسان بواسطتها على الأرض. وتقول بعض النصوص الدينية 
إن إنليل هو ابن آنو ادها رغم أنه في نصوص أخرى من نسل أول زوجين 
إلهين وهما أنكى 8011 ونينكي-1 1/10 (سيد الأرض وسيدتها)” . 

وعلى الرغم من أن إنليل يرتبط بمدينة نيبور«فإنه يعد الإله الأسمى 
لكل سومرء وهو يمسك بالألواح التي متطرت فيها أقدار البشر جميعا ولقد 
ظلت مدينة نيبور مدينة مقدسة ومركزا للحج طوال التاريخ لبالى؛ رغم أن 
الإله مردوخ 3:16:ة219701 استولى في أواسط الألف الثانية على مكانة إنليل 
ووظيفته داخل بابل» وفي أشور كانت نينليل اناه:/ا زوجة إنليل ورفيقته في 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


ذلك الوقت. متحدة مع الإلهة العظمى إنين«نهمآ السومرية التي تسمى 
شعبيا إينانا ددهدهة!''2 سيدة السماء وهي عشتار عند البابليين».2). 
وثالث قادة مجمع الآلهة (رغم أنه لم يكن لدى السومريين أي تصور عن 
تثليث الآلهة) هو إنكى 5514 (إله العالم السفلي) المعروف أيضاباسم «أيا دظ1» 
إله الأعماق”'' فقد حكم المياه في بدايتها وتعزى إليه الحكمة كلهاء وفي 
مقابل استعلاء «آنو» وانليل؛') وغطرستهما نجد أن «أيا 582» كان محبوبا 
من البشر ومن رفاقه الآلهة في آن معا. ولما كان يعلم جميع الإسرار فقد 
علّم الإنسان الأول جميع الفنون اللازمة للحياة والتقدم؛ وهو الذي عرف 
بخطط الآلهة/*". ولذلك فقد كان الناس يعودون إليه ليستوضحوه بعض 
الأسرار الملغزة عليهم: فلهذا أصبح فيما بعد راعي السحرة والحرفيين, 
وكانت مدينة إريدو 1:40 على الخليج العربي هي المركز الرئيسي لعبادته. 
وكان ابنه مردوخ عانالتة21 هو الذي عهد إليه برئاسة مجمع الآلهة كله 
عند البابليين عندما كانت مدينة بابل هي مركز الدولة (أو السلالة) القوية 
التي سيطرت؟ على معظم بلاد ما بين النهرين؛ وفي ذلك الوقت كان الإله 
«نابو 2191/2001 ابن مردوخ وهو راعي العلم: لا سيما الفلك وفنون الكتابة 
قد ظفر بمناطق جديدة تحت سيطرته سواء في بابل أو في المدينة المجاورة 
لها التي يوجد قيها معبده وهى مدينة «بورسيبا 3م180:510» ويرجع صعود 
نجم الإله مردوخ من ناحية إلى مدرسة دينية ألفت التراتيل والصلوات 
لتمجيده ثم أضافت الفصل الثاني عشر والأخير إلى ملحمة الخلق 
«الكلاسيكية» لكي تجمع له النعوت والألقاب التي يوصف بها الآلهة الخمسون 
الرئيسيون جميعا. وهكذا نجد في قوائم الآلهة إلها مثل حدد 70054" يقال 
عنه إنه «مردوخ» الذي ينزل المطر وإله القمر سن م:ز5/؟' على أنه «مردوخ 
الذي يضيء الليل» ولقد سعت هذه الجماعة عن طريق عمليتي التوفيق بين 
اللعتعوات والحماضن العالي إلى فرض نوع من «الوحدانية 55 
ولكنها لم تنجح قط لأن الآلهة المحلية كان لا يزال لهم أنصار متعلقون بهم 
رغم توقيرهم «لمردوخ» بقدر توقيرهم ل «إنليل» من قبل على أنه بعل 861(أو 
السيد)”'' ولقد قامت هذه الحركة بدورها في زيادة تبسيط مجمع الآلهة. 
وهناك إلهة رابعة هي ننخرساج لسقتاطصنة أو نينماح طددمذا(السيدة 
المبجلة أو الأم الأرض الأصلية)/”. وهى ترتبط في الفكر السومري «بانليل» 


1“ 


بلاد ما بين النهرين 
و«أيا» فى خلق الجنس اليشرى. 


2- النجوم والكواكب: 

هناك مجموعة ثانية من الآلهة تتألف من القمر (وهو ننار مهممهلا عند 
السومريين وكذلك سين): والشمس (أتو انا عند السومريين وشاماس أو 
شمس عند الساميين) ثم هناك الكواكب الرئيسية ونجمة الصباح عشتار 
:]وهى كوكب الزهرة فينوس )1١6005‏ والقمر في قاربه الهلالي (على 
شكل الهلال) يعون السماء اللظامة بانفطام.. ويقمم السنة إلى أشي كل 
منها ثلاثون يوماء أما الإله «... ننار مهصمه81» فهو ابن آنو عمك (أو ابن إنليل 
عند آخرين) وزوجته ننجال 0هعه:ة أما إله الشمس والإلهة الرائعة 
«اناناهههدمل»!!”) ويقع معبده الرئيسي في مدينة أور :1] وحران أماشاماش 
أو شمش أو الشمس فهو يعبر السماء يوميا بعربته مبددا الظلام والشرء 
بينما يوزع أشعته بالتساوي على جميع الموجودات على نحو صارم وبلا 
تفرقة؛ وفي الليل يعبر العالم السفلي؛ ويواصل دورته؛ بوصفه القاضي 
الأكبر و «إله القرارات» وكان يرمز له في بابل بالشمس ذات الأشعة الأربعة 
في حين أنهم كانوا يصورونه في آشور بقرص الشمس المجنح:؛ وعلى الرغم 
من أن المراكز الرئيسية لعبادته كانت تقع في مدينة سيبارمهمم:5 ولارسا 2“ 2دنهآ وكان 
هناك هيكل واحد على الأقل مخصص لعبادته فى كل مدينة من المدن الرئيسية. 

ولقد استولت الإلهة العظيمة «عشتار)(03) بالتدريج على وظائف كثيرة 
من الإلهات الإناث السابقات وأصبح اسمها مرادفا للفظ «الإلهة» في حين 
أنها كانت هي نفسها راعية الحرب والحب في آن معاء ويمكن أن نراها ضي 
تعبير الفنون عنها وهي تقف سيدة للمعركة مسلحة بالقوس والرمح وترتدى 
قلادتها اللازوردية وهى تضع قدمها على رمزها: الأسد . أما بوصفها إلهة 
الحب فقد كانت في العبادة الشعبية-تعبد في جميع أنحاء البلاد وتحت 
صور محلية مختلفة. 

ويوجد معبدها الرئيسي في مدينة نينوى كما انتشرت عبادتها من هذه 
الدينة تجاه الغرب» حيث عرفت إلهة الحب والخصب باهم عشكان إرييل: 
وكان ينظر إليها على أنها ملكة السماء وبهذا الاسم جذبت نساء اليهود 2. وهى 
تعبد عند السومريين باسم عناة :412 وعند العرب اسم عثتر عونخ 257 وعند 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


اليونان باسم عشتارت24؛ وعند المصريين باسم إزيس 1815 ولقد كان يوجد 
في بابل وحدها مائة وثمانون معبدا على جانب الطريق في الهواء الطلق 
حيث كان من الممكن التوجه إليها بالصلاة أو تقديم النذور. ووفقا لما ترويه 
نصوص التراث البابلية فقد هبطت عشتار ذات مرة إلى العالم السفلي 
وهي تبحث عن حبيبها المفقود «دموزي انامس » أو تموز المطصط م 277 ونتيجة 
لهبوطها هذا توقف الخصب والإخصاب في البلاد؛ وكانوا يربطون في علم 
التنجيم بينها وبين نجمة السماء ونجمة الصباح (فينوس كنامء؟) . 

وهذه الآلهة السبعة الرئيسية كان يخصص لها حجرة داخلية صغيرة 
في مجمع الآلهة وهي الآلهة السبعة التي تحدد مصائر البشر جميعا 
يساعدها خمسون روحا عظيما (آنوناكي 1118م وأجيجي :م زع1]) !29 الذين 
يحددون مجتمعين القوى الروحية التي تعمل تحت الأرض وفوقها . 


3 - ركوب العاصفة: 

أما آشور فقد كانت آلهة أخرى موضع توقير وتبجيل عندها فإله الجو 
«حدد» يركب العاصفة مطيته الرمزية. وهو يرعد كالثور. ممسكا في يده 
بشوكة البرق الثلاثية. وعلى الرغم من أنه كان يجلب الخراب والدمار عن 
طريق ما يسوقه من فيضانات فانه كان أيضا شخصية محبوبة تجلب 
الرخاء عن طريق المطر. ومع أن عبادته كانت في بابل وآشورء فإنه كان أكثر 
شعبية في المدن السورية كثيرة التلال حيث كان يسمى «رامان مقتصصهة 2 » أو 
ريمون «مصسصمنع (المرعد) أو يعرف باسم «حدد» أو «آدو 4000» أو ياسمه 
الحيثي تشوب طناطوه1 . 

ولقد احتاجت آشور باستمرارء لتاكيد وضعها السياسي والاقتصادي 
أن تقوم بحملات عسكرية مستمرة لتبقي على طرق تجارتها مفتوحة عبر 
التلال والصحاري المحيطة؛ ولهذا لا يدهشنا أن نرى آلهتها تتسم في الأعم 
الأغلب بسمات عسكرية؛ وذلك مثل «نينورتا #دسة]< :2 إله الحرب والصيد 
وربما كان هو نفسه نمرود 0931:094 الذي يذكره الكتاب المقدسء وربما 
كان أيضا جيرسود 01:50 عند السومريين: وهو أيضا نوسكو نداون]< 17 )وجبيل 
لزنن 027 إله النار. ويضيف الساميون الفارون إلى الغرب آلة أخرى إلى 
مجمع الآلهة البابلي مثل «أمورو تسدصدة» و«دجن مدعد»!”" اللذين يبتهل 


106 


بلاد ما بين النهرين 


إليهما بأسمائهما الشخصية. 

ولكل إله من الآلهة الكبرى صفات خاصة يبتهل له عباده لها أثناء 
الصلاة. وهي في مجملها تشع بهاء وروعة وتخلق جوا من الرهبة يجعل 
الأنصار قبل الأعداء يرضخون وقد كان لكل منها أيضا تمثاله ورمزه الذي 
أنفق على زينته بسخاء ليحل محل الإله نفسه. ويعرف الإله في الأعمال 
الفنية» بغطاء للرأس ذي قرون حتى لا يبدو منظره عاديا كأي رجل أو امرأة 
ولا بد لكل إله أن يحمل رمزا يعين هويته مثل إله الشمس «وشاماش أو 
شمش «ؤدسمةم5» الذي يحمل في يده منشار البت والقطع؛ أو تراه واقفا 
فوق حيوان رمزي أو بحواره.» كما نجد «مردوخ» يقف فوق نسر له رأس 
حية أو أسد. والإلهة جولا 70:15" إلهة الشفاء يمكن تمييزها في الآثار 
الفنية من وجود كلبها بجوارها ويمكن كذلك تمييز الإلهة الرئيسية بعدد 
معين يمكن استخدامه في كتابة أسمائهم. آنو العدد 60: وإنليل 50: وأيا 240 
وسين 30, وشمش 20, وعشتار 15 . 


4- حكايات و قصص : 

المناقشات الفلسفية المتعلقة بأدوار بعض هده الآلهة وقواها النسبية 
وجدت تعبيرا عنها في الحكايات والقصص (الأساطير بأوسع معنى لهذه 
الكلمة) وقد وضعت في الأعم الأغلب. لتفسير الوقائع الكسمولوجية 
والمعتقدات الشائعة. وعلى ذلك نجد أن أسطورة «أنانا» و «إنكى»-التي 
تروى كيف نقلت فنون الحضارة «ال مه» هم 7 من مدينة أريدو 8400 إلى 
مدينة أوروك قد حاولت أن تفسر كيف أصبحت المدينة الأخيرة المركز 
الروحي الأول في سومر بفضل الإلهة «أنانا»» وهى الإلهة الأم ذات العبادة 
الواسعة الانتشارء فقد زارت سأنانا» الإله «إنكى» المطلع على قلب الإلهة 
ذاتها»!*"' في مدينة «أريدو» فأقام لها وليمة شهية حتى لعبت الخمر برأسه 
فوهبها ألواح القدر«مه» التي تشتهيهاء وحملتها «أنانا» مسرعة على سفينة 
السماء. وعندما أفاق «إنكى» أرسل رسوله «أسيمود 0نادزة:1» ليخبر أنانا أن 
الإله غير رأيه وعلى الرغم من الهجمات المتكررة التي شنتها عليها وحوش 
المثير فقد وصلت إلى مدينتها«أوروك» بسلام في النهاية بمساعدة وزيرتها 
نينشويور عتاطناتطقصذاا . 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


وظهرت الإجابة عن السؤال حول أصل العالم في أساطير مختلفة اشتركت 
فيها الآلهة فقد كان مولد القمرء مثلاء موضوع قصيدة. في حين أن ملحمة 
«الاينوما إيليش كنات هسسمظ»(”*وهى واحدة من ملاحم الخلق عند البابليين, 
وقد هيت تعلباك الاتعابمية يعتدما في الأعالي» تعزو خلق السماوات 
والآأرض إلى البطل «مردوخ» الذي حارب تعامة أو تيمات :دسهة11(تنين البحر) 
ومعناها الحرفي اليم أفعى الظلام وقتلها ثم شقها نصفين فانفتحت كالصدفة 
فصنع السماء من نصفها الأول والأرض من نصفها الثاني. وهناك ملحمة 
أخرى تصف تكوين الأرض بطريقة أكثر واقعية غالإله يربط قصبات بعضها 
إلى بعض ويبسط الأرض فوقها على طريقة تكوين القرى في المستنقعات 
الجنوبية في بلاد ما بين النهرين. 

وتروى النصوص السومرية أصل الرجال والنساء بلغة الميلاد. قفي إحدى الحكايات 
يعمل «آنو وإنليل» سويا متعاونين مع الإلهة الأم «ننخرساج» في خلق البشر. 

وفي رواية أخرى نجد أن «أيا 2ظ,/2”) والإلهة أرورو دسدمخ يخلقان الإنسان 
من الطين بقوة الكلمة الإلهية.. وتصف الملحمة البابلية القديمة «أتراحسيس 
5ذوة! مناة» ميلاد الموجودات البشرية في شيء من التفصيل/* عندما جعل 
«إنليل» الإلهة الصغرى تحفر القنوات وتعمل من أجل ازدهار الزراعة التي 
يعقبد عايها كنذاء الالية فتهي كقامر | بالاشر انو الاتتماء مو نهدا 
العمل الشاق ووصلت شكواهم إلى آنو تدخ إله السماء وبقية الآلهة. فخلقوا 
البشر من طين ودم بفعل من أفعال الميلاد مستخدمين الإلهة الأم (التي 
تسمى ماما ددمه]! أو نينتو :هذلة) وتناولت الاينوما إيليش هذا الموضوع ذاته 
عندما ذهبت إلى أن خلق البشر عمل يخدم الآلهة ولقد قام بهذا الخلق 
مردوخ بعد انتصاره على تعامة فمزج الطين بدم إله مقتول هو الإله كينفو 
0 


5- العصر الذهبى:41) 
تعود إحدى القصص السومرية واسمها «أنيمكار وإله أراتا» إلى العصر الذهبي: 
«في تلك الأيام لم يكن هناك حية ولا عقرب. | 
لم يكن هناك سبع ولا ضبع ولا كلب شرس ولا ذئب» 
لم يكن هناك خوف ولا رعب؛ 


بلاد ما بين النهرين 


لم يكن للإنسان منافس ولا غريم؛ 

كانت بلاد مارتو دضهة]3(الغرب) آمنة مطمئثنة 

وكان الكون جميعه:؛ والناس كلهم 

يمجدون إنليل بلسان واحد» 

وهناك أسطورة أخرى لانكى تتحدث عن أرض الأحياء الطاهرة المشرقة 
أرض دلمون منامائط على الخليج العربي/2): هاهنا كل شيء في سلام فلا 
مرض ولا شيخوخة.. رغم نقص اللمياه العذبة» وعندما ظهر إله الشمس 
ثم تقوم «ننخرساج» بخلق ثمانية أنواع من النباتات وعندما أكلها أنكى كلها 
لعنته الآلهة. لكنها اقتنعت في نهاية الأمر بخلق ثمانية آلهة لعلاجه. كل إله 
يختص بعلاج أحد أعضاء «أنكى» العليلة.(* و قد خلقت الآلهة هؤلاء 
الإلهات بأن وضعتهن بغير ألم وتحمل واحدة منهن هي نينتي غ44 
المختصة بعلاج ضلعه اسماء يمكن أن يعنى «سيدة الضلع» أو السيدة التى تحيى 
وهى تذكرنا بحواء التي أخذت من ضلع آدم على نحو ما جاء في سفر التكوين. 

وينعكس التمرد البشرى على الآلهة فى قصة البساتى شوكا ليتودا 
3 ةنا الذي ارتكب خطيئة قاتلة بأن أوقع «أنانا» في الفواية!45) 
وطيقا لما جاء في ملحمة «أتراحسيس 41353515 » فقد انسحب الناس من 
أعمالهم على نحو ما فعلت الآلهة الصغرىء وقبلهم غضب الإله إنليل لأن 
الخروج عن العمل الإلهي الذي يقتضي تزويد الآلهة بما تحتاج إليه. مضافا 
إلى ذلك الضجيج الذي أحدثه تكاثر الأعداد الهائلة من الجنس البشرى 
مكن الرحال والنساء مق البقاء: وتجنب هذه العقونات المتغررة فنا 


6- الهرب من الطوفان: 

شير لبها )تر اهميق ساني الطلوفاع طلى اله حكات اقزلفه 
الآلهة بالجنس البشرى. ولقد ظفر البطلء؛ وهو إنسان: في كل ملحمة 
قينا بالخلوة ويقى قصل ها كدمه له الآله أتكن فو تحذيرات 17و الال آنا 
هلوا وكذلك هن ظريق ينا سفيدة تهرن عليهنا عاقلات الى والحيوانات: 


10 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


إن «أوتنابشتيم «:ناونم2من]» «الملقب بالبعيد»”/ ينبئْ جلجاميش الذي كان 
قد عبر لتوه شهر الموت. كيف هرب من الطوفان وكيف استقرت سفينته في 
القيانة عن جيل نالحد أن اككدر اعضاو اللا نان اطلق أقواها 
مختلفة من الطيور*. ولقد غضب الإله إنليل لأن إنسانا استطاع الهرب 
من الدمار ثم أقنعته الآلهة بعد جهد أن يهبه الخلود . 

يقول أوتنابشتيم لجلجامش أما الآن: فمن لأجلك سيدعو الآلهة إلى 
مجمع مقدس حتى تجد سر الحياة الذي تسعى وراءه؟ وفي سلسلة من 
الاختبارات أثبت أن الإنسان العادي عاجز عن أن يظل يقظانا سبعة أيام 
وسبع ليال أو أن يحافظ على نبتة الحياة إذا ما حصل عليها مرة. 

وهناك ملاحم أخرى تحاول أن تفسر جوانب الشذوذ في عملية الخلق, 
من ذلك مثلا وجود كائنات بشرية ناقصة أو وجود بعض الشخصيات 
المتميزة أو عادات البدو في أرض مارتو 312:1 كما كانت الكوارث والأمراض 
التي جلبتها رياح الجنوب موضوعا لقصة الإله نينورتا جسدمة! والعفريت 
أساج عددى عفريت الأوبئة0'.. وفي استطاعتنا أن نلاحظ أن جميع هذه 
القصص يتكرر فيها ورود تصورات معينة خاصة بالسفر أو الترحال؛ والعقاب 
وتدخل الآلهة ونبتة الحياة؛ والحاجة إلى التعبد وخدمة الآلهة. 


7- الموت هو قدر 8١‏ نسان: 

على الرغم من وجود الكثير من الأساطير التي تؤكد أهمية سعي الإنسان 
وراء الحياة: مثل أسطورة إيتانا هه الراعى الذى حاول أن يرقى إلى 
السماء على أجنحة النسر©© فقد باءت كل هذه المحاولات بالفشل إذ كان 
الموت نصيب البشر رجالا ونساء بل إن دموزى :ت#ناتهدا2 الذى كان فى الأصل 
ملكا على أوروك والذي قيل إنه تزوج من الآلهة إناناء كان لا بد أن يموت. 
وعندما هبط إلى العالم السفلي راحت حبيبته تبحث عنه بغير جدوى, 
وبقي دموزي ليحكم تلك الأرض التي لا عودة منها وعلى عكس الاعتقاد 
الشائع وأيضا على عكس الافتراض الذي افترضته مجموعة من الباحثين 
في تفسيرهم للأسطورة وللطقوس الدينية بأنها تمثل البعث الذي يعبر عن 
الموت الموسمي للنبات وعودة الحياة إليه. على العكس من ذلك فإن دوموزي 
أو تموز لم يعد إلى الحياة على الأرض مرة أخرى طبقا لما ترويه الأسطورة 


بلاد ما بين النهرين 


التالية التي تتحدث عن هبوط عشتار إلى العالم السفلى(ا") 

وهناك قدر من الفموض في نظرة بلاد ما بين النهرين إلى الموت والحياة 
الأخرى: فالجحيم المظلم أزالى ولتم أو الأرض الهائلة أو «دار الأشباح» 29" توجد 
تحت الأرض. وتبلغها أرواح المتوفين عندما تعبر بالقوارب نهر خبرة 
سدوطة781** وينعكس هذا الاعتقاد على شكل القوارب التي عثر عليها في 
بعض القبور؛ فها هنا نجد مملكة أريشكيحال 01821ة::5 وزوجها نرجال 
امع" مع حاشيتها من الآلهة والموظفين من صرعى الحروب بما في 
ذلك وزيرهما أشروه”" وإلهة الكتابة بعلة صيرى «ا5هاءاء8 التي تقوم 
بتسجيل الداخلين وهؤلاء جميعا يحتاجون إلى طعام وملابس وأدوات: 
شأنهم شأن الآلهة الموجودة على سطح الأرض والبشر الذين يعيشون فوقها 
وتعتمد مرتبة المرء في العالم الآخر على نشاطه إبان حياته ويتولى الحكم 
على أرواح الموتى إله الشمس الذي يمر بالعالم السفلي في السماء فيزودهم 
بالضوء الوحيد الموجود لديهم كما يحكم عليهم أيضا الإله ننار الذي يقرر نصيبهم. 

يقص «أنكيدو» أحلامه على جلجامش ويصف العالم السفلي بأن الحياة 
فيه كثيبة موحشة فهي انعكاس شاحب للحياة على الأرض ويروى له كيف 
سيق إلى بيت الظلام. 

إلى البيت الذي لا يغادره من يدخله, 

إلى الطريق الذي لا عوده منه, 

إلى المكان الذي لا يرى سكانه نورا ولا ضياء. 

حيث الغبار طعامهم والطين قوتهم؛ 

عليهم أجنحة بدل الملابس 

يعيشون في الظلام غلا يرون النور. 

في بيت التراب شاهدت الملوك؛ وتيجانهم مطروحة على الأرض والأمراء 

الذين حكموا في القرون الخوالي. 

ملحمة جلجامش: اللوح السابع (34- 42) 

وهؤلاء النزلاء يطعمون ويشربون مياها باردة من زقاق الماء وتلك مسئولية 
الابن الأكبر الذي عليه أن يقوم في فترات دورية بسكب السكائب تكريما 
للآلهة وتقديم ولائم جنائزية ليقيم أود الأسلاف فإذا ما رقد شخص ما أو 
روحه (إتيمو عا )9 بغير دفن أو حرمت من المساندة التي يقدمها 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


الأحياء فإنها تطوف بهم وتعذبهم ويدغن الملوك. كالعامة. في مقابر أو 
أسفل مساكنهم وتضم القبور الملكية في أور (2600 ق. م) ما بين 73 إلى 74 
من الأتباع والموسيقيين؛ كما تشتمل على هدايا من الجواهرء وأواني وأدوات 
موسيقية ومزلجة للمدفن وحيوانات لتجرها (كما هو الحال في مقبرة بوآبى-م 
أث). وربما كانت هذه ممارسات من أصول غير سامية مستمدة من خارج بلاد ما 
بين النهرين؛ ومشابهة لتلك الطقوس المعروفة في مصر. وإن كانت تشير على كل 
حال إلى حاجة الإنسان للتزود بالمؤن من أجل الحياة في العالم الآخر. 


8- الديانة الشخصية: 

تقول الغالبية العظمى من النصوص التي تروي عن دور الملك الرسمي 
في العبادة: إنه مثل الآلهة على الأرض أو أنه ينوب عنهاء فقد منحته الآلهة 
السلطة لكي يتصرف نيابة عنهاء. وهى تتوقع منه أن يعامل الناس بالعدل 
وبلا محاباة بحيث يدافع عن الضعيف أمام القويء وأن يكون نصيرا لليتامى 
والأرامل. وقد كان يوجه الاعتبارات الأخلاقية لما تجلبه من رضا الآلهة 
وبركاتها وما يمنع لعناتها. ولقد تداولت الأجيال طرائق الحياة والحكم 
السليمة وأيدتها بالنصوص التي تقدم التعليمات والنصائح. لقد كانوا 
يعتقدون أن سلامة الملك تقوم عليها سلامة الجماعة ولهذا فإنه تتخذ 
إجراءات صارمة تضمان ذلك كما أن ضمان استمرار الإنجاب يجعل الملك» 
بوصفه خليفة «ديموزي» يعيد ممارسة طقوس الزواج المقدس مرة أو أكثر 
في عهده أما دور الآلهة فيعهد به إلى كاهنة منتقاة. 

وما يقوم به الملك طوال حياته من أعمال يحكمه طقوس دينية واحتفالات 
تضمن طهارته وتحرس شخصه وفي حالات معينة كحالة ترقب نذير مشئوم 
يوضع على العرش ملك بديل يتلقى الفأل السيئ أو حتى الموت إذا كانت 
النبوءة تقول به. 

ولقد حدث ذلك مرة على الأقل» في عهد أسرحدون ممه0 0ق طتدوظ8 
الآشوري (669-680 ق. م) وليس ثمة دليل عل أن الملك كان يعد نفسه إلهاء 
رغم أن هناك بعض الملوك (وهم أساسا من الأسرة الثالثة في سلالة أور 
بن) كانت توجه إليهم الصلوات والتراتيل؛ وربما كان ذلك جزءا من حفلات 
التأبين التي تقام لهم كل عام. 


بلاد ما بين النهرين 


ويمكن للأغراد إلى حد ما أن يتحكموا في حياتهم كما يفعل الملك كما 
أنه لا بد لهم من توجيه صلواتهم إلى إله بعينه. يعبدونه ويتلون التراتيل 
التي تمجد صفاته الإلهية ومنجزاته وتنتهي بتسبيحه نمطية للشكر وتشمل 
المزامير السومرية والأكادية تراتيل موجهة إلى المعابد والمدن المقدسة. ويمكن 
أن تتجه الناس إلى الآلهة الشفيعة لاما 2نه1 التي تأخذ بيد المتعبد إلى 
حضرة الإله كما يؤخذ المرء إلى حفرة الملك الجالس على عرشه ويمكن 
كذلك الابتهال الأرواح الحارسة «شدو دال506» دولا ماسو ناكهدم1» لكن من 
الواضح أن المسؤولية الفردية ضرورية في الدين. 


«أعبد إلهك كل يوم؛ 

وقدم له القرابين والصلوات: 

التي تتم على أكمل وجه مع تقديم البخور, 

قدّم قريانك طائعا لإلهك. 

لأن ذلك يتناسب مع الآلهة. 

قدملة الصلاة والضراغة والسجود كل يوم: 

وسوف تثاب على ما تفعل. 

عندئن سيكون بينك وبين الله اتصال كامل؛ 

إن التبجيل يولد الحظوة, 

والقران يطيل الهاة: 

والصلاة تكفر عن الذنب». 

(«نصائح الحكمة 135- 145) 

شطع المعيه القرى: ودلااهخ القياء وتقنيه بالضيالةة والتوات و يوقت 
[لعيد قينا جاربا على سيل الودية مالالا موكيا عضي لآو لى التحاسية: 
قاهدا ان مسو كارا مدامة خاقاء خطفة مي | السوفر اح تمتها 
مصغرا). وتوضع هذه الأشياء على مقربة من تمثال الإله لتذكره بالطلب أو 
لتشكره على نعمة. وقد تكتب الصلوات كذلك على هيئة رسائل توجه بطريقة 
مناسبة: وتكتب» عادة: في شيء من التفصيل عارضة الشكوى أو الالتهاس 
أو الاحتجاج أو الصلاة: وإيماءات الصلاة: بالإضافة إلى الركوع والسجود؛ هي رفع 
اليديخ مها إلى أهلذ. أو وضع يف والحدة أماء الثم على آن تكون راحتها تجاة الوجة. 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


9- العبادة: 

المعبد هو بؤؤرة النشاط الدينيء؛ ويعد معبد الإله إنكى 11م في مدينة 
إريدو 15100 أقدم ما وصلت إليه أعمال التنقيب: وهو بناء على شكل مستطيل؛ 
في حائطه كوة يوضع فيها تمثال صغير للاله أو شعار مقدس وأمامها 
منضدة للقربان؛ ويقوم البناء على نموذج أقدم طراز للهياكل من أعواد 
القصب. ثم أعقبته مبان أرحب وأضخم وفي مبنى صومعة 06118 حيث 
يرفع الإله فوق منبر أو قاعدة في محراب داخلي مظلم ويوضع أمامه 
المذبح أو المنضدة وتوجد مغسلة أو بثر ماء في الساحة الرئيسية للمعبد 
بعد مدخله الرئيسي كما يضم المبنى أماكن جانبية للعبادة وغرفا للتخزين 
وفي بعض الأحيان يقوم المدخل الرئيسي للمعبد على زوايا قائمة بالنسبة 
للمحراب الداخلي كيما تضفي مزيدا من الخصوصية. 

وأوسع المعابد وأشهرها هو معبد الإله مردوخ في بابل المسمى: ألا 
يزاكيل-28112 85 (أي المبعد الذي تناطح ذروته السحاب) هاهنا يقف تمثال 
مردوخ الضخم وأريكته التي تزن خمسين وزنه من الذهب. وبداخل المعبد 
قاعة ذات أعمدة تغطى جدرانها بالألواح الخشبية وكل منها داخل برواز 
خاص كما توجد خمس وخمسون حجرة صغيرة للعبادة منخفضة الارتفاع 
مخصصة لبقية آلهة المجمع. ولقد اهتم الملوك المتعاقبون بتجديد هذا 
المعبد وزخرفته؛ كما فعلوا نفس الشيء في جميع المدن التي كانت تخضع لحكمهم. 

وفي «أوروك» أقيم معبد الإله آنو اده (3000 ق. م) فوق تل صناعي 
يتآألف من سلسلة من المنصات من الطوب النيئ تتناقص في أحجامها 
ويمكن الوصول إليها بواسطة سلم. ويتطور هذا النوع من البناء من مزار 
صغير مقام على منصة صغيرة كالموجودة في «أوكاير 15ه1[01» تبلغ 5 ر4 م 
(5! قدما) فوق السهل المحيط بها . وعلى هذا النحو تطورت الزقورة السومرية 
5100 كما تطور برج المعيد. 

وكانت الزقورة التي بناها أورنامو ناددمة]3-:1] في مدينة «أور» عام 2100 
ق. ع" تتألف من ثلاثة طوابق حجم القاعدة 30160 مترا (00220! 
قدم) وارتفاع الزقورة كلها 2١‏ مترا أي 70 قدما”*” ولكل طابق لون مختلف 
وعلى القمة يوجد مزار إله القمر ننار :0م31 بلونه الفضي. ويروي 
«هيرودوت» أن برج المعبد في بابل المسمى «أتمنانكي كامهمعدمءا8» (وهى 


24 


بلاد ما بين النهرين 


تعني: المبنى الذي هو أساس السماوات والأرض) يتكون من سبعة طوابق 
ذوات سطوح خارجية مائلة تلتف صاعدة من طابق إلى طابق. 

وقد أمكن التعرف على أكثر من ثلاثين «زقورة» تكوين بعضها غير 
عادي كبناء «آنو-حدد» المزدوج الأبراج في آشور. ولقد اختلف الباحثون في 
تحديد الغرض من بناء هذه الزقورات فذهب بعضهم إلى أنها تجسيد 
لجبل كوني أو مذبح عملاق أو عرض إلهي ولقد قيل إن الإله هبط على 
الآرض في هذه البقعة وفي فمة المعبد تتم زخرفة عريشة خضراء تقام 
فيها احتفالات الزواج المقدس التي يعتمد عليها إخصاب الأرض. 


0- الكاهن والملك: 

القعاب العرادة إلى مجعويكة كروزة بتو للوفاقين لديو القياء عل 
فكرنها. ركان نين الخمامة ابزدد ف البداية كوم يدور الللكيوا كاهن 
ويسكن في جناح من المبعد (جيبارو نتهم:6) ويكون هذا الرئيس رجلا أو 
امرأة تيعا لجنس الإله المخصص له المعبد. وهكذا نجد الإلهة «إنانا» فى 
أوروك يخصص لطقوسها رئيس ذكرء أما إله القمر «ننار» في أور فتقوم 
الرئيس 82 إلى قفصر دينوى وأصبح الإنسي أعمتارأي الملك فيما يعد) ارتبط 
الدور الروحى بوظيفة حاكم المدينة الذي كان يتولى إدارة شكون الأراضى 
الزراعية التابعة للمعبد نيابة عن الإله. وقد كان عليه أن يحافظ على 
التأدية الصحيحة للطقوس والاحتفالاات وهي التى يعتمد عليها انسجام 
العلافقة مع الإله. 

لكن الملك سرعان ما عهد إلى كهنة مختصين (شانجو ناومقط5) يبعض 
الواجبات الخاصة تحت إشراف رئيس لهم, ومن يدخل المحراب (أريب 
بيتى ز8116) يصحيه أولئتك الذين يقومون بتقديم القرابين» وصب السكائب» 
الساينوبوا لسع ازعو اتن يعو قفو ل الور تقد 1 رو شيب هدر 
طريق تلاوة التعاويذ والرقى أو عن طريق الغناء والإنشاد والموسيقى. ويعمل 
كهنة التعاويذ والعرافون داخل المعبد وخارجه وكثيرا ما يذهبون إلى المنازل الخاصة. 

وحول المعيد توجد بيوت الخصيان:ء وعييد المعيدء واليغايا المقدسات. 
فضلا عن جيش ضخم من التجار. والحرفيينء والجزارين: والخبازين, 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


وعمال المعادن» والفضة. والخشب الذين يقومون بإعداد القرابين». وصيانة 
البق وما مرف هليه رذن قا لبن كا يكو رساك ولجنا 3 تجاه اللشيده 
والقاكحون بالستول وك ساف عددهم ينكل ملعو مع ازدياك الترعة 
الدنيوية بعد العصر البابلي القديم كما كان لبعض المعابد مجموعة من 
الكاهنات أو الراهبات يعشن في أديرة. ويساند هذا النشاط كله هيئة 
إدارية كبيرة هن الكفنة وامتاءع المخازن: والحراس. 

والوصول التطيقات الغينة انليا محدده الكوقة التبار» ويقطاب :أن 
كو الترقك سليما جح اتنائدية |الصحة حتعيع لبد كل جيد القاي. 

وتحتاج الآلهة؛ كالبشرء إلى مؤن منتظمة من الطعام والشراب توضع أمامها على 
الموائد في الصباح والمساء واللحوم المفضلة عندها هي لحوم القرابين (نيكو بوز81). 

ولا بد أن يصب الدم أولا في فناجين ثم تختار الأجزاء الممتازة كالرئتين 
والكبد لمعرفة الطالع. وتقدم إلى الآلهة الفاكهة والسمك والطيور والعسل 
والزبد واللبن إلى جانب الأطعمة الرئيسية كخبز الشعير والبصلء والبلح, 
أما الزيت والخمور والبخور فهي تقدم بسخاء وكل شى يسجله الكتبة بدقة 
قبودة ث ترم ظارمرمة ارقيف اعد واتحظى العناكيل بريناة سويد 
وكارك عدينة فى العين الكاضن وهار 


١١‏ - الأعياد: 
كانت تقام احتفالات خاصة وتقدم القرابين؛ في الأيام المقدسة عند إله 
معين. وذلك بالإضافة إلى أيام الأعياد الشهرية المنتظمة في اليوم الأول 
من الشهر القمري (عندما يولد القمر الجديد) وفي اليوم السابع؛ والخامس 
عشر (ثم أصبح فيما بعد اليوم الخامس والعشرون) وكذلك يوم اكتمال 
القمر (شباط) ويوم اختفائه (بوبيلو «اد0ط8). وما كان التقويم السومري 
يختلف في المدن الكبرى من مدينة إلى أخرىء فإنه يزودنا بدليل للأعياد 
المحلية. غفي لجش 5هع12 كان الشهر الأول (مارس-أبريل) عيد تناول 
شعير الإله «نينجرسو و60 والشهر السادس هو عيد دموزي. وضي 
كنك لمكن وغيرها عاض مرا سه االحصاك رجدو سمر ف لقنم كقبط بإقاف: 
المهرجانات والمواكب. أما العيد الرئيسي فهو عيد السنة الجديدة (12كاه) 
عندما يحتفل على الأقلء في بابل وأوروك وآشور بدعوة جميع آلهة المناطق 


20 


بلاد ما بين النهرين 


المحيطة للحضور ولقد ظلت الطقوس التفصيلية باقية ومنها طقوس معظم 
عمليات العبيادة كالقيام بعمل تمثال وكسوته. و وضع الأسناس في بناء ماء 
قدا القتحا كر كى ابل رقف الجر فى اليود الأول شم رفتعه) تدده القرابية 
ثم صناعة التماثيل الصغيرة ثم يعقب ذلك في اليوم الرابع, تلاوة ملحمة 
الخلق. وصلوات خاصة لمردوخ وينهض الملك في اليوم التالي ليغتسل في 
مياه النهر الطاهرة قبل أن يدخل المعبد مرتديا كساء كتانيا جميلاء وبعد 
الصلاة يفتح الباب للكهنة ويشرف على تقديم قرابين الصباح, وينخرط 
المللك في صلاة طويلة مظهرا براءته وحسن إدارته. وفي نهاية اليوم يقترب 
الكاهن الأكبر من الملك وينزع عنه الشارة الملكية» ثم يصفعه على خده فإذا 
انسكبت الدموع كان معنى ذلك أن كل شيء على ما يرام وأن «مردوخ» أبدى 
سرورهء فكل شيء في البلاد يسير سيرا حسناء عندتّذد يسجد الملك وهو 
يساك مضي القارة لكيه كيل ان تقد م قريان السام وف ألجوم 
الكامن يككا ون الاك وحمل ليقود الانه خا رجا ليحك كن دوعي وتددى سير 
خلفه الآلهة الزائرون والكهنة. وعامة الشعب. ويقع المنزل الذي يقام فيه 
الاحتفال بالسنة الجديدة خارج المديئة على ضفة النهر عند المنيع, وهم 
يصلون إليه عن طريق بوابة عشتار ويقطعون الرحلة في سفينة كبيرة 
مزدانة وهنا تقرر الآلهة مصير البلاد في السنة القادمة ويعيدون تمثيل 
التمباز مردوخ على .قري اشير وياضي العبد بوالاحتفال بالرواج القدين يلين 


('4) مصحوبا بمهرجان شعبي كبير. 


«مردوخ» وزوجته «صربنيتو المدميه5 » 
12- الخطينة والعذاب: 
وضع البابليون؛ بها لديهم من ولع بالنظامء قوائم بجميع أنواع الظواهر 
الملاحظة؛ بها فى ذلك الأخطاء التى تستوجب. فيما يبدو؛ القصاص الإلهى 
في دوز ترص 1ن الاستطظرات ل وحن الموت. أما نتائج الأقعال التحستة 
فكانت تسجل أيضا. وهناك نصوص من التعاويذ تصف الآثم بأنه ذلك 
الذي يأكل ما حرّمه على إلهه أو آلهته وهو من يقول «لا» بدلا من أن يقول 
«نعم» أو يقول «نعم» بدلا من «لا» وهو من يشير بإصبعه إلى مواطن (باتهام 
باطل) وهو الذي يقول مالا يجوز قوله وهو الذي يحتقر إلهه أو يسخر من 
آلهته وهو الذي ينطق بالباطل ولا يحكم بالحق وهو الذي يظلم الضعيف 


27 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


ويباعد بين الابن وأبيه وبين الصديق وصديقه ولا يعتق الأسير؟ 11 نامسط؟) . 

ويكن أن تغفر هذه الخطايا بتلاوة تراتيل التوبية والصلاة أو التفجيع 
والنواح. كذلك يمكن التحرر منها بتقديم قربان التكفير الذي يحل فيه 
الحمل مكان الإنسان غير أن هذا القربان يتكلف كثيرا بالنسبة لعامة 
الشعب الذين يستطيعون عند الحاجة الماسة استدعاء كاهن متخصص في 
طرد الأرواح الشريرة لتلاوة التعاويذ المناسبة من كتبه وعندما يكون سبب 
المرض مجهولا أو عندما تكون حالة المرض ناتجة من لمسة من يد الإله أو 
الروح أو الشيطان: فإن الطقوس المصاحبة تنصب في العادة على تحويل 
الشر إلى شيء جامد فينقلب إلى شيء لا حول له ولا قوة بفعل رمزي كريط 
تمثال صغير من الطين أو الخشب للمريض المعذب أو إذابة تمثال من 
الشمع أمام النار-كما يستدعي الكاهن كذلك كلما كان ذلك ضروريا للتغلب 
على قوة عدو أو السيطرة على أخطار قوى تفوق الطبيعة تتهدد بناء ما . 

أما العذاب الجماعي فكان موضوع المرثيات والطقوس الدينية غير أن 
عذاب الفرد يخلق مشكلة؛ فأحد نصوص أدب الحكمة المسمى باسم السطر 
الأول فيه «لأمتدحن رب الحكمة» (لدلول 4101:آ) يمكن أن يقارن بينه وبين 
سفر أيوب حيث إنه يصف رجلا غنيا يفقد جميع ممتلكاته كما يفقد 
صحته وريما عقله أيضا لسبب مجهول وهو يحاول عبئًا اكتشاف السبب 
من خلال كهنة التعاويذ والرقى وتأويل الأحلام وغيرهم. ويتعرض لتوبيخ 
أصدقائه وأسرته كلما ناجى نفسه ليعرف الأسباب الفامضة للشرء ثم لا 
يجد حلا للمشكلة إلا بالتوجه إلى الإله مردوخ بالتسبيح والدعاء؛ وذلك 
يعنى أنه وجد الجواب في مشيئة هذا الإله وهواه. وتعالج التيوديسية(62) 
البابلية الموضوع نفسه في صورة قصيدة من نوع خاص على هيئة حوار بين 
المعذب وصديقه؛ فعندما يعرض الأول وجهة نظره في انتشار الظلم فان 
الصديق يرد عليه بالحجة المعتادة وهي حجة ظاهرة التناقض تقول إنه 
مادام الآلهة ينظمون الكون ويسيطرون عليه فإن أساليبهم لا يمكن التكهن 
بهاء غير أن التقوى مفيدة, باستمرار في نهاية المطاف. 


3- التنبؤ بالغفيب 
على الرغم من إيمان المعذب بالقضاء والقدر, فإن وجهة النظر الأكثر 


بلاد ما بين النهرين 


انتشارا عند المفكر البابلي القديم هي أن الناس يمكنهم أن يتحققوا من 
إرادة الإله ما دام كل ما يجرى في السماء يتكرر حدوثه على الأرضء فما 
عليهم إلا ملاحظة الأدلة وفحصها حتى يعثروا على الجواب.. ولقد أدى 
ذلك منذ وقت مبكرء إلى حصر الظواهر الأرضية وربطها بمواقع الكواكب 
في السماءء وعندما يتكرر الحدث نفسه فإن التقارير إذا أحسن تفسيرها 
أخصائي كفء تعطينا الحدث المصاحب الذي لا بد لنا أن نتوقعه سواء كان 
عدوا أو خصماء أو طوفانا أو ثورة أو موت ملك أو ما شابه ذلك. وعلم 
التنجيم الذي لم يشمل خريطة البروج و0 (63) حتى القرن الرابع ق. 
م في بابل؛ هو الذي أدى إلى ظهور علم الفلك في وقت مبكر وهو العلم 
الذي برع فيه البابليون. 

هناك طرق أخرى للتنبؤٌ بالغيب منها مللاحظة خصائص الكبد وغرائبه 
لإوهءههةم 781 “والرئة في الحيوان المذبوح. وكانت هي الطريفة الشائعة 
الاستخدام عندما تكون الدولة على وشك إصدار قرارات خاصة كالاتفاقات 
الدولية أو شن الحرب وكان الأطباءء وكهنة التعاويذ. على حد سواء يسجلون 
الفأل السيئّ من المواليد المشوهة (مبحث عجائب الموجودات نروماهلدم 6517 
ومن علم الفراسة (دراسة ملامح الوجه) كالندبة على الوجه أو الطريقة 
المميزة في الكلام أو المشيء والفحص التفصيلي للمرضى يؤدي إلى تشخيص 
المرض وتطوراته المحتملة ومناهج البحث المستخدمة تكشف عن طرق 
تجريبية هي التي وضعت الأساس في الخطوات الأولى على طريق التقدم 
العلمي الحقيقي كما يلاحظ العرافون أيضا نماذج الزيت على الماء أو 
تحليق الطير أو حركات الحيوان. 

وهناك مجموعة كاملة من الألواح تزيد عن مائة لوح من سجلات التفاؤل 
والتشاوم المأخوذة من الأحداث العامة تطور عنها علم التاريخ تتطمهمومتمه)1]115 
(أو علم تدوين الوقائع التاريخية) وكما هي الحال في معظم الممارسات 
الدينية فقد ارتبطت هذه الأحداث في البداية بالملك. ومن ثم فمن المفيد 
أن نعرف أن الشكل الأدبي لنصوص الفأل التي تقول إذا حدثت «س» 
فسوف تحدث «ص» كانت هي الأساس في تسجيل قانون السوابق والأحكام 
القضائية؛ فجميع القرارات التشريعية والاتفاقيات القانونية يتم التصديق 
عليها عن طريق القسم أمام الآلهة. كما أنها تخضع للجزاءات الإلهية في 


20 


حالة انتهاكها. ومادام القانون والنظام يتحدان في هوية واحدة مع الحق 
والعدل (كيتوم وميشاروم متناتط و21 عت هد6]ن؟1) وهما من مسؤولية الآلهة 
والملك والبشر العادين رجالا ونساءء فقد ساد الاعتقاد يأن الحياة فى 


مجموعها تجربة دينية موحدة. 


2 مص القديمة 


احتفظ علم الآثار. من بقايا مصر القديمة 
بالشيء الكثير الذي يرتبط بالدين أكثر من ارتباطه 
بالحياة الدنيوية. وهذه المادة الدينية هي في الأعم 
الأغلب جنائزية الطابع؛ فإذا ما ورد إلى أذهاننا 
قبل أي شي آخر المقابر والأهرامات والموميات- 
ونحن نفكر في هذه الحضارة فلا بد أن نتذكر أن 
هناك تأكيدا ليس في محله قد نتج بالضرورة عن 
طبيعة ال مادة المتاحة لناء فمعظم المدن الكبيرة: 
والقصور والمدن الصغيرة والقرى لا يسهل الوصول 
إليها في عمليات التنقيب لأنها شيدت في عصور 
ماطيه معاخرة وقضاة حونالك كان إلاية لقي 
استخدموها في إقامة مبانيهم هي في الغالب أرق 
كثيرا من المواد المستخدمة في تشييد القبور. فقد 
شيدت القبور في الصحراء بعيدا عن المناطق الآهلة 
بالسكان؛ وبعيدا عن الأرض الزراعية؛ ولهذا كانت 
فرص بقاء المباني الجنائزية على الدوام أكبر بكثير, 
بغض النظر طبعا عن خطر تلصوص المقابر. أما إن 
المصريين قد استهدفواء عن وعيء الدوام لقبورهم 
فهذا ما تكشف عنه عبارة دار الخلود التي تستخدم 
كثيرا للدلالة على القبر(قارن على سبيل المثال «كتاب 
الموتى» نشرة نافيل 8 و170). 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


ويبدو أن الهرم كان هو أفضل وسيلة لتحقيق هذا الدوام؛ وأول خطوة 
اتخذت في هذا السبيل هي هرم الملك «زوسر» من الأسرة الثالثة. الذي 
وقيل ذلك كان المصريون يدفئنون موتاهم, في الأعم الأغلب» في بناء من 
الطوب يسمى الآن «مصطبة» من الكلمة العربية التي تعنى الأريكة('". وهي 

كما أنها فكرة معقولة لتفسير شكل هرم سقارة دي الدرج الضخم 
والفكرة الأساسية هى تكديس عدد من المصاطب ذات الأحجام المتناقصة 
بعضها فوق بعض. ويوجد حول الهرم مجمع من المباني الحجرية الأخرى 
القصد منها أن تستخدم في الاحتفالات الدينية خلال عملية الدفن وبعدها. 

ومن المحتمل أن يكون التصور الرئيسي الكامن خلف الهرم المدرج هو 
الصعود إلى السماءء وإلى الشمس. ولقد عدّل التصميم في الأسرة الرابعة 
لصالح الهرم الحقيقي. وأشهر الأمثلة على ذلك هي أهرامات خوفو. وخفرع, 
ومنقرع في الجيزة. 

كانت عبادة الشمس في هليوبوليس لا تزال هي ملحمة البناء إذ كان في 
هليوبوليس حجر قديم مخروطي الشكل يسمى «بن بن» هو الذي تمت 
محاكاته فيما يبدو؛ وإن لم تكن المحاكاة دقيقة في بناء الأهرامات©. 

ارتبط هرم خوف الأكبر في الأذهانء كفيره من الأهرامات؛ بأنه معبد 
للموتى: تقام فيه عبادة الملك المبت . وهناك ممر من الحجر يؤّدي من هذا 
المعيد إلى حافة الصحراء. وهنا يقع «معيد الوادي» الذي يستقبل حجثمان 
الملك ويقيم له الطقوس الواجبة قبل أن ينتقل عبر الممر إلى الهرم؛ ومن ثم 
فاتهرم في جوهره: قبر هائل يستهدف حفظ جثمان الملك الميت من الناحية 
المادية والروحية على السواء. ومن ثم فمن سحرية الأقدار ألا توجد مومياء 
ملكية واحدة من الدولة القديمة. وتتجمع حول الأهرامات قبور حاشية 

ومع ذلك فقد ظهر مع نهاية الدولة القديمة نوع جديد من المقابر ضفي 
الصلبة. وينحت هيكل في الصخرة العليا يؤّدي إلى ممر رئيسيء يؤدي 
بدوره إلى حجرة الدفن. ولقد استخدمت سمات متعددة من هذا التخطيط 


مصر القديمه 


في دفن كثير من الفراعنة في الدولة الحديثة بما فيهم توت عنخ آمون ضفي 
وادي الملوك بالقرب من طيبة. وأحد هذه القبور المنحوتة في الصخر هو 
قبر سيتى الأول الذي يمتد داخل الصخر حوائلي 200 مترا (700 قدم) 
ونقشت على جدران حجراته نصوص ككتاب ذلك الموجود في العالم السفلي) 
وهي نصوص تصف الرحلة الليلية لإله الشمس خلال مروره بالعالم السفلي 
حتى يظهر مع الفجر في العالم العلوي. وكان المصريون يعتقدون أن الملك 
الميت يصحب إله الشمس في رحلته كيما يشرق معه في فجر جديد. ومن 
الواضح أن ذلك ضمان لبقائه حيا بعد الموت. 


١‏ - الكتابسة: 
كان اختراع الكتابة جزءا هاما من التقدم الذي تم مع بداية العصر 
التاريخي (3000 ق. م) وتمثل ألواح «مينا أو نارمر» مرحلة أولية في الكتابة 
الهيروغليفية. فقد نظر المصريون إلى الإله تحوت 100:08 كاتب الآلهة على 
أنه مخترع الكتابة» لكنهم ربطوا بين وظيفته ووظيفة زميلته الإلهة سشات 
:دوه 5 التي يعهد إليها بأرشيف الحوليات الملكية. ولا شك أن الكتابة 
كانت دائما هامة في الطقوس الدينية؛ ولقد اعتقد المصريون أن دورها 

يجاوز الأغراض المباشرة للتسجيل والتوصيل. 

ويمكن أن نتبين تطورا فعليا في الدولة القديمة: غلا شك أن التعاويذ 
كانت تتلى في أقدم المعابد والقبورء ومن المرجح أن الكهنة كانوا يقرؤون من 
نصوص مكتوبة على أوراق البردى, كما احتفظت النقوش المنحوتة على 
الحجر بأسماء الأشخاص الذين دقنوا في المقبرة؛ ثم أضيفت بعض التعاويذ 
التي تضمن استمرار تقديم القرابين مثلما تضمن الهناء أو السعادة الأبدية 
المتركي ووتكن ان ترصن آن هده التعرش لمكن عر تتتجيل لامال 
ورعه؛ غير أنهم آمنوا بأنها تكفل بحضورها الدائم البقاء السحري للبركات 
الروحية والبدنية المذكورة. 

ثم حدث توسع ملحوظ في استخدام مثل هذه النقوش في أهرامات 
الأسرة الخامسة والسادسة في سقارة؛ وكان أقدمها هرم الملك ونيس 5نمء77 
(ازدهر حوالي 2350 ق. م) وتغطي جدران غرف الدفن والممرات المؤدية 
إليها بالنصوص الهيروغليفية التي تتحدث عن الحياة المقبلة للملك وتتضمن 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


شواهد لها أهميتها في اللاهوت والطقوس والأساطير. وتسمى هذه الكتابات 
«متون الأهرام». وهي تشكل أقدم مجموعة كاملة تتعلق بالديانة المصرية, 
وكان أثرها على الكتابات التالية عميقاء لآن مضمونها يتكرر كثيرا في 
النصوص الجنائزية. وبصفة خاصة في «متون التوابيت» و«كتاب الموتى». 

و«تون التوابيت»- كما يدل اسمها-كتبت على التوابيت التي تصنع عادة 
من الخشبء وقد ظهرت في الحقبة التي تلت انهيار الدولة القديمة حتى 
نهاية الدولة الوسطى. ومنن بداية الدولة الحديثة أصبح من المألوف تقديم 
الفوائد التي تتضمنها هذه الكتابات إلى الميت في صورة مختلفة أتم 
الاختلاف: وهو أن تكتب هذه النصوص والمتون على مجموعة من أوراق 
البردى المطلوية ثم تودع القبر مع المتوفى. لو قارناها «بمتون الأهرام» 
لكانت «متون التوابيت» و«كتاب الموتى» معا أكثر اتساعا من حيث التطبيق 
العملي. لأنها تقدم مميزاتها للأشخاص غير الملكيين. واستخدام أوراق 
البردى في الكتابة أدى كذلك إلى ابتكارات أيعد مدىء إذ أصبح النص 
يوضح بصور ملونة تلوينا جميلا كما هي الحال مع أوراق البردى الخاصة 
بآني نس وهنفر “عاعمن]] . وهكذا أصبح كثير من الأدب الديني في مصر 
القديمة أدبا جنائزي الطابع. 

وثمة موضوعات أخرى تشمل نقوش المعبد. وكانت سائدة في العصر 
انسل مميقة خاسنة. وقراقيل إني الآلئة عاج الكقبى منيا متطيقا عل 
الألوات السحرية 6 . وحكايات أسطورية؛ والفئة الأخيرة تكشف عن 
نغمة عابثة على نحو ما هو موجود في «النزاع بين حوريس وست» التي 
حفظتها لنا بردية بيتى الآولى. وهناك بردية أحدث هي بردية يوملهك 
اننا تشتمل على قصص عن الآلهة لم تتورع عن أن تنسب إليهم سلوكا 
شائنا بالغ الفجاجة. 


2 - الخار يوخ: 

يمكن أن تتعقب الديانة المصرية إلى أصولها فيما قبل التاريخ حتى 
فترة مبكرة تصل إلى عام 4000 ق. م. عندما كان الاعتناء بدفن «الثور»؛ 
و«ابن آوى» وغيرهما من الحيوانات أمورا تدل على عبادة الحيوان. وضي 
منتصف القرن السادس ق. م تم إغلاق آخر معبد للإلهة إيزيس في جزيرة 


5“ 


مصر القديمه 


فيلة. ولذلك فإن الحقية الزمنية التى استغرقتها الديانة المصرية حقبة 
طويلة. لقد كان «مينا» هو الذي أسس أول دولة متحدة مستقرة تحت 
حكمه عام 3500 ق. م. وظهر إبان الدولة القديمة حوالي (2686- 2181 ق. م) 
نظام ملكي مركزي فقوي عاصمته «ممفيس». ثم أعقبها فترة من التمزق؛ و 
عندما عادت مصر المتحدة مرة أخرى فى الدولة الوسطى حوالى (2050- 
6 ق. م) أصبحت عاصمتها طيبة في مصر العلياء وظلت طيبة هي 
العاصمة حتى عهد التوسع الذي شهدته الدولة الحديثة. ثم حدث غزو 
وتسلل من سوريا وفلسطين غلئن يد الشعب المعروف «بالهكسوس» الذي 

أما فى الفترة المتأخرة فقد كانت هناك تغيرات عديدة فى الأسر الحاكمة 
فقد شهد القرن السادس ف. م» إحياء واعيا لعظمة قديمة لكل من الدين 
والفن» وعلى الرغم من هذه النهضة فقد كانت مصر ضعيفة عسكريا 
فسقطت عام 525 ق. م أمام الهجوم الضاري للفرس . ومع أن النير الفارسي 
قد تم التخلص منه لفترة من الزمان: فإن غزو الإسكندر الأكبر عام 332 ق. 

ومن الطبيعى أن يكون الأثر اليونانى شاملاء إلا أن العبادات الوطنية قد 
سمح لها بالازدهار. وقامت عبادة جديدة. هى عبادة سيرابيس --000 بصورة 
رئيسية على أسس مصرية:؛ وانتشرت عبادة سيرابيس وإيزيس في العالم 
اليونانى. وعندما أصبحت مصر ولاية رومانية عام 0 ق. م وضعت أرض 
المعابيد تحت سيطرة الحكومة. وامتدت جذور المسيحية في مصر إبان 
الحكم البيزنطي (من 395- إلى 640 بعد الميلاد) وشن هجوم مباشر على 
الديانة المصرية القديمة-ففى مصر نشأت الرهينة:؛ وريما كان للديانة القديمة 
تأثير واضح في هذا التطور-كما كانت اليهودية والغنوصية7©) قوتين مؤثرتين 


3 - الآلهة المحلية: 

كان للظروف التاريخية والسياسة أثر واضح. بصفة مستمرةء على 
الاتجاهات الدينية في مصرء وعندما تكون لك آلهة محلية منفصلة فذلك 
أمر طبيعي في منطقة مثل المنطقة الواقعة جنوب الدلتا التي لم تكن سوى 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


واد طويل لنهر يمتد حوالي ألف كيلومتر (حوالي 600 ميل) ومع التوحيد 
السياسي للبلاد أصبح إله المدينة العاصمة في الحال قائدا لجميع الآلهة, 
واتجهت ديانته لاستيعاب الديانات الأخرى. وهكذا نجد أنه مع وجود ديانات 
أخرى كثيرة للصقرء فإن سيادة ديانة حوريس, الإله الصقر الذي توحد مع 
فرعون الحىء تعنى أن الديانة الملكية استوعبت الديانات الأخرى. فقد 
ظير الإلةاسوريين فى لركدوميقاة البكر فيو لمان مسب اللي هلي 
مصر السفلى بوصفه حدثاء تم بفضل الإله وبتوجيه منه. وضي ألواح مبكرة 
أخرى يبدو الإله وهو يقود إحدى العشائر متحدا مع رئيسها. وذلك إنما 
يوحي بنظام يرجع إلى ما قبل التاريخ ويشبه العبادة الطوطمية سونسعاه77 . 

ولقد تجنب المصريون: بطريقة غريزية: محو التراث المحلي حتى ولو 
حدثت عملية تمثل لهذا التراث. ونتيجة ذلك أن أغكارهم الدينية تكشف 
عن بعض الخلطء بل عن بعض التناقضء كما هي الحال في التصورات 
المختلفة لعملية الخلق أو في المعتقدات الجنائزية. ويبدو هذا التطور في 
مرحلة تالية موحيا بأن تنوع المعتقدات كان إثراء ودعما لمتطلبات المرء 
الروحية. وهكذا فسر «هنري فرانكفورت» هذا الاتجاه تفسيرا إيجابيا بأنه 
يتضمن «الاستمتاع بتعدد السبل». لكن السبب؛ من الناحية التاريخية: لهذا 
المجمع الهائل هو المزج بين عدد كبير من العبادات والتقاليد المحلية المأثورة. 


4- أساطير الخلدق: 

إن الصدارة في أي مجمع للآلهة تكون: في العادة: للآلهة المسؤولة عن 
الخلق؛ وليس مجمع الآلهة المصري استثناء من هذه القاعدة رغم وجود 
أساطير متعددة ومتنوعة عن الخلق. ولا شك أن أسطورة «هليوبوليس» 
كانت أوسعها انتشارا . وتقول هذه الأسطورة إن الإله الخالق الأول هو «أتوم 
طحا الذي اتحد في هوية واحدة مع إله الشمس رع. 

وتقول الأسطورة أن «أتوم» خرج من عماء المياه الذي يسمى «نون م:37)(", 
ثم ظهر فوق تل""". وأنجب بغير زواج الإله «شو دط3» (الهواء)!'". والآلهة 
«تف نوت» أو تفنت :0م2772" ؛ (الرطوبة) . وكان إله الهواء «شو» هو الذي 
زج بنفسه بين إلهة السماء «نوت» :نالا وزوجها إله الأرض جب 3/065" , 
وبذلك فصل السماء عن الأرض. وهنا تمثل المصريون الإنجاب الطبيعي؛ 


56 


مصر القديمه 


ويصدق الشيء نفسه على أولاد الإله «جب والإلهة» «نوت» وهم «أوزوريس», 
و«إيزيس». ودست». «ونفتيس 0035ام716» رغم أن مغزاهم أو دورهم الكوني 
كان في البداية أقل وضوحا. وهذه الآلهة التسع تشكل ما يسمى «تاسوع 
هليوبوليس2' وهو تصور للآلهة طبقه المصريون فيما بعد على مجموعة 
أخرى من الآلهة المحلية؛ وامتد نطاقه في بعض الأحيان ليشمل عددا يزيد 
على الآلهة التسع. أما أن بداية خلق الكون كانت انبثاق الأرض من الما 
فيبدو أنها فكرة وردت على نحو طبيعي على أذهان سكان وادي النيل الذين 
يستلهمون في بعض الأحيان جزرا من الطين تظهر في النيل. والواقع أنه 
كان من الخبرات المألوفة قبل أن يكتمل بناء السد العالي في أسوان أن ترى 
القرى المصرية إبان فيضان النيل؛ كما لو كانت جزرا خرجت من المياه المحيطة. 

وهناك وجه آخر لعقيدة هليوبوليس يتعلق بالقوى الخلاقة للاله الأول 
آتوم ددا فلا بد لجميع القصص التي تدور حول نشأة الكون أن تواجه 
مشكلة عويصة هي كيف نشأ الخلق إذا لم يمكن هناك سوى خالق واحدء 
ثم كيف خلق هو نفسه5!. ذهب المصريون إلى أن آتوم «داة الذي يعني 
اسمه «الواحد الكامل». ظهر إلى الوجود بأن أوجد ذاته (متون الأهرام 
7+ ب وتشير إلى صورته على أنه خبري 1:م1260). فهو إذن قد أنجب 
نفسه؛ لكن كيف أصبح أبا للاله «شو»»؛ والإلهة «تفنت» ؟ تم ذلك عن طريق 
الاستمناء (المصدر السابيق 248! أ-د): أو عن طريق السعال أو البصق (نفس 
المصدر 652 ج. مع اللعب بالألفاظ في أسماء الإلهية)!”'". فيد الإله «أتوم» 
في السياق الأول تشخصه في صورة «إلهة» (وكلمة «يد» مؤنثة في اللغة 
المصرية القديمة). وفي سياق آخر يصف الإله نفسه بأنه «ثنائي الجنس» 
إنني أنا الذي أنجبت «شو» إنتي أنا هو-وهي. . (متون التوابيت 161,2- 09)1, 
5- عقيدة منفيس!27). 

وتنسب ثنائية الجنسء من حين لآخرء إلى الإله بتاح مها أيضا وهو 
الإله الخالق لمدينة منف الذي يسمى في آن معا الأب والأم في «لاهوت 
منفيس»'!'". الذي هو وثيقة رائعة ترجع؛ برمتها إلى الدولة القديمة: وتقول 
الوثيقة إن خلق العالم خطط له عقل الإله وكانت وسيلة التنفيذ كلمة نطق 
بها-وهذا استباق مذهل لعقيدة الإغريق التي ظهرت بعد ذلك بفترة طويلة 


537 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


حول اللوجوس 1005 أو الكلمة المقدسة""2. وفضلا عن ذلك فإن «لاهوت 
الخلق» في هرموبوليس نامو ) (20) 

كان وقيق الصلة يتعاليم هليوبوليس. ومنن هنأ قيل إن الخلق بدا مع 
ظهور التل الأول من مياه العماء. وارتبط أربعة أزواج من الآلهة في الصفات 
الكونية «نون» «ونونت» بمياه العماى وحح طن[ وحوحت ع1 باللائهاية. 
وكوك عاناكاة كوكيت :هكانه>ا, بالظلام. وآمون0” وأمونيت بالاختفاء. هذه 
الآلهة الثمانية تتألف من أزواج لا تمايز بينها الذكر والأنثى من الناحية 
النظرية, وربما كانت أربعة آلهة ثنائية الجنس هي الأشكال الأصيلة. وكان 
آمون هو رأس الثمانية 004 )(22) واسمه يعنى «الموجود الخفى». 

كان خفق الكائنات الحية. في مقابل خفق الموجودات الكونية-يعزى في 
الأعم الأغلب إلى الإله الصانع خنوم سدصط؟ فهو الذي يخلق البشر عندما 
يجلس إلى دولابه الفخاري. وقد توصف الأرضء مرة أخرىء بأنها انبثقت 
من زهرة اللوتس التي ظهرت هي نفسها من المياه الأولى على هيئة إله شاب 
هو الإله «نفر-ثم». وى نصوص معيد «إدفوى» يرد ذكر «بحيرة اللوتس» 
بوصفها المقر القديم للإله الخالق» وهذه النصوص تبجل أيضا مجثم الطير" وهو 
قطعة من الغاب حط عليها الإله حوريس. الإله الصقرء لأول مرة. 


6- آلهة النيل والشمس: 

أن النيل والشمس مسؤولان أساسا عن هذه الخصوية:» ومن هنا فقد كتبت 
السيادة للآلهة التي ارتبطت بهاتين القوتين الطبيعيتين. ولقد ارتبط فيضان 
النيل المحلية التى صورتء؛ تقليديا. وهى تحمل النباتات ممثلة القوة الخيرة 
اها ونا كلاف ماسر الفيضان حاتي :شمن يولي الث كتير نكهوى 
الساطع اسم «سوتيس» أي الشعرى اليمانية, التى ترمز لتمو النبات 
نتيجة لخصوية الفيضان. وهناك ارتباطات مماثئلة بين الإله سبك عاواء5 
الإله التمساحة وبين السنة المشخصة ل#6نههوه2 والمفروض أن الإلهة 
انديس تفل مياق جفاكري.العاؤظة الوظيفية بين القيل وى الات : 


مصر القديمه 


أما بالنسبة للشمسء فالإله «رع» آله هليوبوليسء هو الذي يمثل أساسا 
قوتها في مجمع الآلهة. وقد استخدم المصريون لفظ «رع» كاسم عام يعني 
«الشمس» ثم توحد «رع» مع آتوم في صيغة واحدة هي «رع-آتوم» ومع إله 
السماء حوريس (الإله الصقر الذي يعني اسمه «الكاهن البعيد»24) على 
أنه «رع-حوراختى» وصوروا هذا الإله في جسم إنسان ورأس صقر. ولقد 
كان الرمز الرئيسي لرع هو المسلة. وارتبط. مثل حوريسء ارتباطا وثيقا 
بالملك الحي؛ وقد أصبح فرعون يسمى ابتداء من الأسرة الخامسة (فضلا 
عن مثال واحد من الأسرة الرابعة) باسم «ابن الإله رع». كما ارتبطت فكرة 
العدالة ونظام العالم باسم «رع». ونظر المصريون إلى الإلهة ماعت :1122(ربة 
العدالة والحقيقة والتوافق) على أنها ابنته. 


7- مساعد و الموتى: 

أعطى المصريون السيادة باستمرار للآلهة التي اعتقدوا أنها تساعد 
الموتى. ومن هذه الآلهة:«أنوبيس وزطناصث». و «سوكاريس كتتهاه5». 
وخنتمانتيس و5ءط)معصماصعط؟] ودأوب وات اع ىه نزمع117» كفت 20 ٠‏ وهي 
مجموعة كانت معروفة فى الدولة القديمة. وقد اتخن أنوبييس بين هذه 
الآلهة شكل «ابن آوى» أو «الكلب» وارتبط بعملية تحنيط الموتى؛ وكانت له 
أهمية دائمة طوال تاريخ الديانة المصرية الطويلء أما أوزريس فقد ظهر 
من غموض نسبي إلى مركز بالغ الأهمية في العبادات الجنائزية؛ ولقد مر 
أوزريس برحلة هامة في ارتفاعه كقوة روحية. وهي مرحلة تقمصه لفرعون 
المتوفى, وهو ما حدث في الآسرة السادسة. لقد كان أوزريس في الأصل 
إله الموتى» وكان مركز مدينته الأول فيما يبدوء هو مدينة أبيدوس. أما 
الدافع وراء اتحاد الملك الميت بأوزوريس فقد كان واضحاء وهو ضمان 
استمرار سيادة الملك بعد الموت: فعندما يصبح فرعون الميت هو أوزريس 
فإن ذلك يعني أنه سوف يحكم مملكة الموتى. 

وكثيرا ما عبد المصريون الأشياء الجامدة لا سيما في عهد الأسر 
الأولى. مثال ذلك قوسى الإلهة نايت طانء1! المتقاطعين 229 ومسلة هليويوليس: 
وتميمة الإله دمين ا التي لا تزال؛ إلى حد ماء لغزا غامضا. وكانت 
التمائم تتبع الإلهة التي ترتبط بهاء وهكذا تضاءلت أهميتهاء ولهذا تراهم 


5© 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


يصورون «مين» إله الإخصاب الجنسي في صورة بشرية وفي صورة قضيب 
في وقت 0007 

وكان هناك عدد قليل من الآلهة اتخذ صورة بشرية خالصة إلى جانب 
الإله «مين» منها الإله «بتاح» في منف, والإله أتوم في هليوبوليس والإله 
آمون في طيبة؛ وكذلك إله الموتى أوزريسء وآلهة النيل. ولكن في معظم 
الحالات تظهر صورة الحيوان فيتخذ الإله إما صورة حيوانية خالصة أو 
يرتبط بالإله الثور أو العجل «أبيس ونمث»؛ أو على هيئة جسم إنسان ورأس 
حيو انه وقد تلطون هذ الزيع اللتب قينا يعن كنوع وين لحل الوسظا 
ووجدنا له أمثلة في صورة أنوبيس الكلب. وحوريس الصقرء وخنوم الكبش» 
وأحيانا يتضاءل العنصر الحيواني أكثر من ذلك. كما هي الحال عندما 
تحن بحتحون إلية السماء شكل البقوة السمارية تتميون دن بج ران 
مشردين: ولكن مع فاح سكل قرني البعرة متحدحة كردن الشوس: 


8- عبادة الحيوان: 

الواقع أن عبادة الحيوان كانت جزءا أساسيا من الديانة المصرية؛ وهي 
تشير إلى أن الأصل كامن في الحياة الخصبة في وديان الأنهار في أفريقيا . 
ولقد جاء العديد من الإلهة البشرية «الكونية من منطقة شرق الدلتا . ويرجح 
بعض العلماء أن يكون هذا نتيجة تأثير سامي. وهنالك بالطبع ديانات 
أخرى كثيرة تبدو فيها عبادة الحيوان ظاهرة: لكن الظاهر على نحو ملفت 
في مصر هو إحياء هذه العبادة وانتشارها بقوة في الفترة المتأخرة. وتعد 
عبادة عجل أبيس 15م في منف. من أقدم عبادات الحيوان في مصرء إذ 
أن عبادته قديمة قدم الآسر الأولى. وتكشف عبادة أبيس عن تطور كان 
شائعا في الواقع؛ فهي تبدأ عبادة مستقلة قائمة بذاتها ثم ترتبط عقائدياء 
بعد ذلك بكبار الآلهة مثل «رع» و«أوزريس» كما ترتبط باسم «بتاح» وكذلك 
بأهم آلة منف. وقد تمت خطوة أبعد لا نظير لها: ففي بداية العصر 
البطلمي انتشرت عبادة أوزريس-أبيس. عن وعيء لإقامة عبادة جديدة هي 
عبادة سيرابيس نم79 ؛ وربما قصد بها أن توجه للإغريق المقيمين في 
مصر غير أن سيرابيس ققد (بمرور الزمن) هيئة الثور أبيس. 

وعلى حين أن فرعون كان هو نفسه من الناحية الرسمية: إلهاء فلم يبلغ 


420 


مصر القديمه 


أحد غيره من البشر هذه المكانة» باستثناء عدد ضئيل للغاية من البشرء 
وحتى في هذه الحالة كان ذلك نوعا من التقدير الموجه إليهم بعد موتهم 
اعترافا بخصالهم الحميدة. لقد تم تأليه أمنحوتب المهندس البارع في عهد 
الملك زوسر في الأسرة الثالثة بهذه الطريقة كما حدث نفس الشيء لأمنحوتب 
بن حابو أحد وزراء الأسرة الثامنة عشر. وكشفت عبادة أمنحوتب في 
مرحلتها الأخيرة بصورة غير متوقعة أنه هو نفسه إله الطب الذي يتحد في 
هوية واحدة من مع اسكليبوس «ناامهاءهة إله الشفاء عند 0005 
وهناك قائمة أخرى مختلفة من الآلهة تشمل سلسلة من التجريدات 
المشخصة مثل سيا 514(الفهم) وهو :-1](النطق) وهيك 6غ:11(السحر). 


9- الثالوثات: 

تتجمع الآلهة في الغالب. في مراكز عبادتها في تساعيات على نمط 
هليوبوليس. لكن هناك تصنيفا محببا آخر تجمع فيه الآلهة على هيئة 
ثالوث يرتبط فيه الإله المحلى الرئيسي بزوجته وابنه. وهكذا نجد الآلهة 
«بتاح» و«سخمت» و«نفرتم,/92, 8ذ على هذا النحو في منفء كذلك 
تجمع الآلهة «آمون» و«دموت» و«خنسو» في ثالوث آخراة) 
فهناك ثالوث ثالث يجمع بين «بتاح» و «سوكاريس»7” و«أوزريس» حيث 
يتجمع ثلاثة آلهة للموتى من الذكور. وهناك سمة مذهلة تطبع النصوص 
المتعلقة بهذا الثالوث في منف-كما كانت موجودة في ثالوثات أخرى أيضا- 
وأعنى بها النظر إلى هذا الثالوث على أنه وحدة. ومن الواضح أننا نجد 
هنا استباقا للعقيدة المسيحية؛ حتى لو أعوزنا الدليل الذي يثبت أن لها 
تأثيرا معينا على الصياغة المسيحية. 

وعلى الرغم مما يذهب إليه ه . ينكر :11.1151 من أن الوحدانية البدائية 
قد ظهرت في الديانة المصرية (والحجة الرئيسية التي يقدمها هي أن لقب 
«ور 185» ومعناه «الواحد العظيم» قد لغب به بعض الآلهة) فإن ماين 
بالفعل؛ وعلى نحو مألوفء هو تعدد الآلهة. ونحن لا ننكر أنه قد ظهرت في 
عهد «أمنوفيس الرابع»» أو «إخناتون» صورة من الوحدانية الحقة, وكانت 
على الأرجح بقيادة الفرعون نفسه. كما كشفت الأبحاث الحديثة عن عناصر 
متعددة في تعاليمه كانت قد ظهرت من قبلء إلا أن الوحدانية الصريحة 


أما في منف 


اله 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


كانت متميزة للغاية في عقيدته النهائية؛ وكان لا بد لها أن تكون قصيرة 
الأجلء كما لم تنجح الجهود التي بذلت لبيان تأثيرها على ديانة العبرانيين المبكرة. 

وعلى الرغم من التتوع الذي لا حصر له الذي تكشف عنه عبادة الآلهة 
في مختلف التقاليد والبيئات المحلية, فإن المظاهر الخارجية للعبادة 
والطقوس الدينية تكشف عن تماسك جذري؛ لقد اتخذ المعبد المصري منذ 
الدولة الوسطى وما بعدها تخطيطا مشتركاء وهو أن يُبنى على شكل مستطيل 
في عدا واس يهام بو المح جدواق عائية روعي بيواية للخل جوا ينان 
برا كرضي البداية يكل الرواساء وابيعا مكهرفا يحرف صيدرها فين 
الأعمدة على ثلاثة صفوف. ومن هذا الفناء يشق طريقه إلى مدخل القاعة 
الرئيسية؛ التي تحمل سقفها على أعمدة. وخلف القاعة الرئيسية وحدة 
ثالثة يوجد فيها محراب داخلي يحفظ فيه تمثال الإله في هيكل يوضع في 
قارب عبارة عن صندوق كبير. ولا يسمح إلا للملك وحده؛ أو لكبار الكهنة 
من أصحاب المكانة العالية بدخول المحراب الداخلي. وهذه التقاليد الدينية 
قترت قن انين الإنمراكيليين اكثى من تعائين اليونان الآ اليونان تحاتوا 
سحن جنع التعيد ين بالدتفرل تروية فيال الأله فى متخرات 3017 
المعبد . وهناك فكرة يكثر التعبير عنها وهي أن ذلك المعبد صورة من العالم 
المخلوق: وآن انسولة كرف إلى أون .كيو نمكم النخاق من الماع اندي كان 
في البدء. 


-١0‏ الطقوس الدينية اليومية: 

بقيت نسختان من الكتب المقدسة التي تصف الطقوس الدينية اليومية 
الثي كان وتارسها النانس :شه جميع القايده وهى جدا يتطهر الكاضن فين 
البتحيرة المقدسة القاكة تحوار اللعيد»:وهندما يذخل اللعِيد تفسة يوقد 
ناراء ويعد مبخرة مزودة بالفحم والبخور. ثم يتجه نحو تمثال الإله في 
المحراب الداخلي. وبعد السجود والركوع وتقديم القرابين الواجبة يجرد 
تمثال الإله من ثيابه ويطهره ويزينه بثياب وشارات مناسبة. ويعقب ذلك 
إقاحة سادية معيسة قبل أن يوضع التمكال مرة آخري فى شيكله. :وترقيط 
بهذه القرابين فكرتان إذ ينظر إليهما كهدية سارة؛ تتحد مع عين حوريس/**, وضي 
أوقات الخرى: لا سيما إذا كانت الضحايا مما يذب فإنها تتعد مع أعداء 


412 


مصر القديمه 


«حوريس» و «أوزريس» أي تصبح هي الإله «ست» وأعوانه. 

ومن الطبيعي أن يعثر الباحثون على طقوس دينية متميزة تقام في 
أعياد فرعون أو أعياد الآلهة؛ ففي عيد الملك اليوبيلي المسمى «سد ل56» 
يعاد الاحتفال الطقسي الذي تم فيه توحيد الوجهين في مصر على يد 
الملك ميناء ويصل الاحتفال إلى ذروته برقصة يؤديها الملك. وهو يرتدى 
تنورة قصيرة يعلق بها من الخلف ذيل حيوان. وقد كانت المسيرة أو الموكب 
أو «ظهور الإله» مظهرا ملفتا للنظر في الاحتفال بأعياد الآلهة إذ يحمل 
فيه الكاهن تماثيل الآلهة إلى أماكن أخرى مقدسة كيما تزور آلهة أخرى أو 
تقوم بأداء دور في قصة أسطورية ترتبط بهذه الأماكن. 

ولقد قامت الإلهة «حتحور» إلهة دندرة بزيارة حافلة بالبهجة للاله 
حوريس إله إدفو في العصر البطلميء وتم الاحتفال في هذه الزيارة بالزواج 
المقدس بين الإلهة حتحور والإله حوريس_-أما العيد العظيم للاله «مين هنا3» 
(إله الخصب» فقد ارتبطت قوة الإنجاب عند هذا الإله بالحصاد. وبشخصية 
الملك. ومن المرجح أن عملية الاتحاد الجنسي بين الملك والملكة كانت جزءا 
من الطقوس الدينية. أما عيد «أوبت :م2120" وهو عيد الإله آمون إله 
طيبة؛ فقد كان يتطلب القيام برحلة يقوم بها الإله «آمون» مع زوجته الإلهة 
«موت» وابنهما الإله «خنسو» من معبد الكرنك إلى الأقصر ثم العودة من 
أخرى وهى رحلة نيلية يشارك فيها حشد غفير من الناس في النهر وعلى 
الضفتين7”. وهناك عيد آخر للاله «آمون» هو عيد الواديء الذي يعني 
عبور نهر النيل لزيارة معابد الموتى من الفراعنة في الضفة الغربية. وتنتهي 
الرحلة عند وادي الدير البحري حيث يوجد معبد الملكة حتشبسوت الجميل» 
وحيث شيد معبد الإلهة حتحور. 

والتمثيل الدرامي الأسطورة كان أوضح ما يكون في علاقته بأوزريس؛ 
فهناك نص من الأسرة الثانية عشر يصف قتالا على سطح بحيرة بين 
أوزريس وأعدائه. ويمثل المنظر مرسى منطقة «أبيدوس» حيث يتم تصوير 
موت الإله ودفنه؛ ثم يعقب ذلك انتصاره وعودته ليطرد أعداءها**". وهناك 
نص في معبد دندرة يرجع لفترة متأخرة أثناء العصر البطلميء: ويصف 
عيد أوزريس الذي كان المصريون يحتفلون به في جميع أنحاء البلاد. وكان 
المصريون يندبون موت الإله؛ أما ميلاده من جديد فكان الاحتفال البهيج به 


423 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


يتم في صورة رمزية تمثل الشعير الذي ينبت من تمثال الإله*0. ومن 
الشعائر المرتبطة به أيضا ارتفاع النصب التذكاري (أو الجيد) الذي يرمز 
كذلك إلى البعث. 


-١ ١‏ الطقوس الجنافز يية: 

دأب المصريون على الاهتمام الشديد بالاحتفال بدفن الموتى؛ إذ اعتقدوا 
أن سعادة الشخص الميت في المستقبل تتوقف على هذا الاحتفال: وعلى 
المعتقدات المرتبطة بالطقوس.ء كان الميت يدفن دائما ولا تحرق جثته أبداء 
كما تؤدى الطقوس الخاصة بفتح الفم لجسد الميت أو لتمثال المتوضي9. 
وتشمل هذه الطقوس على ممارسات التطهر والقريان» لكن أهم جوانب 
هذا الاحتفال هو لمس الفم بقدوم صغيرء فبهذه الطريقة. كما يعتقدون, 
تتجدد الحياة لجميع قدرات الجسد(41). 

واعتقد المصريون؛ في الوقت ذاته؛ أن من المهم الاحتفاظ بالجسد 
نفسه. وقد ساعدهم على ذلك جفاف التربة في الأماكن الصحراوية لدفن 
الموتى؛ وقد كان الأسلوب المتقن في عملية التحنيط يستلزم إزالة المخ والأمعاء. 
كما يستلزم أحيانا في حالة الذكور إزالة الأعضاء الجنسية. ثم يوضع على 
الجسم من الخارج النطرون (أو الصوديوم الطبيعي) ثم يحشى مزيج من 
النطرون والتوابل والزيت في التجاويف التي أحدثها تفريغ الأمعاء. وتملاً 
الفراغات بعد ذلك بحشوة من الكتان وتوضع التوابل الحارة والزيوت على 
الجسم من الخارج أيضاء ثم يلف بأربطة من الكتان قبل وضعه في التابوت. 
ويحتفظ كذلك بالأعضاء التي أزيلت من الجثة. فيحتفظ بالأحشاء في 
أربعة قدور صغيرة قيل إن أربعة من أبناء حورس يقومون على حمايتها . 
ويبدو أن عملية تحنيط الجسد كله؛ من الناحية العقائدية. هي محاكاة 
ضمنية لما حدث في الأسطورة لأوزريس على يد أنوبيس في أبيدوس !7 
مما يعنى أن الشخص المتوفي قد اتحد مع أوريس (انظر متون الأهرام 
2 اجدد)20. وتوضح بعض التمائم عادة داخل أربطة المومياء. كما يعني 
عناية خاصة بجعران القلب الذي يوضع على الصدر. ومن الواضح أن 
المصريين كانوا ينظرون إلى القلب على أنه أداة للفهم الروحي؛ ولهذا لا 
يزيلونه كما يفعلون مع الأعضاء الداخلية. ويكتب في العادة على الجعران 


441 


مصر القديمه 
نص قصير يناشد القلب ألا يشهد على الميت أثناء محاكمته أمام أوزريس. 


2- طبقة الكهنة المغلفة: 

الدور الرئيسي في الطقوس الجنائزية يؤديه الكاهن الذي يجسد 
أنوبيس. وكان الكهنة. بصفة عامة؛ يعينهم الملك في البداية؛ لكن في الدولة 
الحديكة وما بعدها تظورت.ظبقة للكينة واأصبحت الوظاكث الهامة ورائية, 
وهؤلاء الكهنة المحترفون كانوا يسمون «خدم الآلهة». ومن الطبيعي أن 
تكون هناك أنواع متعددة من التقسيمات الفرعية للكهنة تبعا للوظيفة التي 
يشغلونها . ولم تكن إدارة الأملاك الفخمة التي تملكها المعابد أقل المهام 
الملخصصة لهم. 

أما الدور النسائي في الكهانة فهو دور ثانوي لأنه انحصر أساسا في 
إعداد الموسيقى والرقص. وأما في طيبة فقد كانت الكاهنة الرئيسية لآمون 
تحمل لقب «زوجة الإله». وكانت قائدة الإناث اللآثئى يعزفن الموسيقى وينظر 
إليهن على أنهن حريم الإله. ولقد اتحدن مع الإلهة «حتحور» التي ارتبط 
اسمها أساسا بالحب الجنسي والموسيقيء ومنن الأسرة الثانية والعشرين 
وما بعدها كانت هذه الكاهنات؛ من الناحية العملية. حكام المدينة الدينية. 


3- مفاهيم أخلافقية: 

في استطاعتنا أن نقيّم المفاهيم الأخلاقية المتضمنة في الديانة المصرية 
على نحو أفضل لو قرأنا«أدب الحكمة» بدلا من تحليل النصوص المخصصة 
مباشرة للأسطورة والعبادة. فالسلوك المستقيم طبقا لتعاليم «بتاح حوتب»9” قد 
أقر النظام الأخلاقي الذي وضعته الإلهة «ماعت :203/55 . في بداية الخلق, 
وماعت. كما سبق أن رأيناء هي ربة الحقيقة والعدالة والوفاق. ويقول هذا 
النص «ماعت خيّرة وقميتها باقية لم تتزعرع قط من يوم خالقها!». وهناك 
نصوص مماثلة تمتدح فضائل أخرى كالتواضع: وضبط النفس والصبر 
والحكمة. فهناك نقوش جنائزية لنبيل من الدولة القديمة جاء فيها «لم 
أتفوه قط بقول سيىّ ضد الناس لشخص ذي نفوذ. فقد أردت أن تكون 
صورتي حسنة أمام «الإله العظيم»2": لقد قدمت الخبز للجائع؛ والكساء 
للعاري». والإشارة هنا «إلى الإله العظيم» تعني الإيمان بيوم الحساب بعد 


425 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


الموت: فقد ارتبطت المفاهيم الأخلاقية عند المصريين ارتباطا وثيقا بهذا الاعتقاد. 

ولقد عبّر المصريون عن صورته المتطورة في الإيمان بآن كل إنسان بعد 
الموت سوف يواجه «بميزان القلب» أمام أوزريس والقضاة الاثنين والأربعين. 
وهناك العديد من الرسوم والنصوص التي تعالج هذه الفكرة وتظهر كفتي 
الميزان: واحدة فيها رمز الإلهة ماعت (ربة الحقيقة) وفي الكفة الثانية قلب 
المتوفى؛ فإذا استطاعت فضائله إحداث توازن مع كفة اسع روه فسوف 
يصدر الحكم لصالحه بالسعادة الأبدية؛ وإلا فهنالك وحش يسمى «ملتهم 
الموتى» يقف منتظرا القضاء على الشخص المدان. ولقد خصص الورد رقم 
5 من «كتاب الموتى» لموضوع يوم الحساب. وهو يحتوى على عدد من 
«إعلانات البراءة»/”' مثل: «لم أسرق حصص الخبزء ولم أتطفل على شؤون 
الآخرينء ولم أتجادل إلا في شئوني الخاصة:؛ ولم أضاجع امرأة متزوجة». 

كان «كتاب الموتى» هو وسيلة توصيل الحماية السحرية. ولقد ذهب 
البعض إلى القول بآن ذلك كله لم يتجاوز حدود السحر البدائي». فحتى 
توحد شخصية الميت مع أوزريس-وذلك هو الضمان الأخير لتبرئته يوم 
الحساب-فقد اعتبر من هذه الزاوية خلوا من العمق الأخلاقي. ولا شك أن 
عنصر السحر موجودء ولكن يمكن القول كذلك أن وجود قلق خفي حول 
المعايير الأخلاقية والمقاييس الأدبية أمر واضح أيضاء وهذا إن لم نجد هنا 
نوعا من الاقتراب بشكل غامض من فكرة غفران الذنوب. 


4 !1 - الحياة بعد الموت: 

كان التوحّد مع أوزريس هو كذلك الأمل الرئيسي في الخلود . ومنذ 
الدولة الوسطى وما بعدها أصبح هذا التوحّد ميزة يحصل عليها كل من 
مارس الطقوس الدينية المناسبة. وفي العهد الروماني أصبح التوحد مع 
أوزريس يعبّر عنه بتصوير المتوفى في بعض الأحيان وهو يحمل صفات من 
أوزريس. لقد أصبح عرفا سائداء لمدة طويلة» أن يوضع اسم «أوزريس» قبل 
اسم المتوفى. وإذا كان تجدد الحياة النباتية. كما لاحظنا من قبل؛ قد أصبح 
رمزا لتجدد الحياة؛ فقد قام اعتقاد مماثل على أساس فكرة تجدد الحياة 
في السماءء على اعتبار أن الشمس بعد غروبها يمكن أن تشرق من جديد. 
وفضلا عن ذلك فإن التجلي الخارجي للروح (با 2)82) كان يتضمن إمكان 


410 


مصر القديمه 


تحولها إلى أشكال كثيرة. بحيث تستطيع أن تغادر قبرها وقتما تشاء. 

ربما كانت قوة هذا الإيمان بالحياة بعد الموت هي التي دعّمت الديانة 
المصرية وجعلتها تبقى قائمة في إحدى صورها المتأخرة حتى القرن السادس 
الميلادي وإن كان الاحتكاك بالثقافات الغازية قد صوّر وغيّر جانبا من 
مضمونها وصورتها. وهكذا فسرت ديانة «إيزيس وأوزريس» كما صورها 
المؤرخ اليوناني «بلوتارك» في القرن الثاني الميلادي تفسيرا حرا بمعاونة 
الفلسفتين الأفلاطونية والرواقية. لكن من حسن الطالع أن البقايا الأثرية 
العديدة والكمية الضخمة من الكتابات الأصلية تسمح لنا بأن نقدر التراث 
المبكر حق قدره في صورته الأصلية التي لم تشبها شائبة. 


417 


0 ليودان القديعه نت 


نتشرت عبادة الإلهة الأنثى فى مناطق واسعة 
من الشرق الأدنى, لأنها تمثل قوة الخصوبة في 
الطبيعة؛ وفي ذلك إسقاط للنموذج الأنثوى الأصلى 
عليها . وأطلق عليها أسماء منوّعة: فهي «الأم». و«الأم 
العظيمة»»؛ كما أطلق عليها فيها بعد «أم الآلهة». 

ويمكن كذلك أن تسمى إننا ه2مصهةم1 أو عشتار 
عماطكل؛ عناة غمهة 1 أو أتارجاتيس دنادعتداك : وريا 
دعطع أو ديكتينا هصسراعنط؛ باوبو هطنة8 أو ما أو مه 
واللات :112ك أو سيبيل ءا0966 . وغالبا ما يكون 
لها زوج أو رفيقء إله شاب» يموت فتحزن عليه؛ ثم 
ينهض من جديد أو يبقى حيا بمعجزة. ولقد كان 
هذا الإله هو «دوموزى 21نادسنا2», أو تموز #ناحصسة1 
«أوأدونئيس 015 »46» روح النيات الذى يموت فى 
فصل الشتاء. 

كانت الإلهة الأم موجودة بالفعل عندما وصل 
النوللشون إلى اليوناق» وكاخ اشعها في رموس 
ودعنث هيرا 116:5 (أي السيدة) التى حلت محل ديونى 
عده1 زوجة لزيوس «ناء2,: وكان اسمها فى دلفى ع 
أو«الأرض» وكانت لها عرافة قديمة» وفى إلوسيس 
كان اسمها أيضا الأرض الأم «ديمتر عاء مع 120 
وكان اسمها في إسبرطة أورثيا 3ن ولقد جاءت 


49 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


بدورها من آسيا عبر جزر بحر إيجه متخفية في أشكال مختلفة؛ وكان 
اسمها في أفيسوس أرتميس 8:15 وأصبح معبدها إحدى عجاتب الدنياء 
ومن هناك وصلت إلى جزيرة ديلوس 2615 ثم من ديلوس إلى اركاديا في 
البلبونيز (المورة) وبرورون «هتناة:8 في اتيكا . 

ولقد روضها اليونان وجعلوا منها ربة للطبيعة البرية. وصائدة عذراء. 
وإن كانت تسربت روايات عن حملها لطفل وعن رمقتها كالليستو 0:وزال©7. أما 
أغروديت الأم (المولودة من زبد البحر) فقد رحلت إلى بافوس واه ضي 
قبرص”؟. ولتسميتها «بالمولودة من زبد البحر» معنى مزدوج: فهذه التسمية 
تدل على البحر الذي خرجت منه أفروديت كما هي الحال في لوحة بوتشيلي 
الشييرة!" كيز قل ايض فلن الوخارى السيطة بالحيواكاك اريف" 

وانتقلت عبادتها من قبرص فوصلت ميناء كورنثة. حيث كان معبدها 
يرتفع عاليا على الاكروبوليس؛ مزودا بأكثر من ألف معبد للبغايا أو «بنات 
الضيافة» اللائي كن؛ كما يقول استرابو 8850)©-مركز الجذب الرئيسي 
في المدينة. وأصبح فعل «يتكرنث» (المشتق من اسم المدينة كورنثة) مرادفا 
في نظر الأتقياء «للاأخلاقية الجنسية». ولهذا اعتمد اتهام القديس بولس 
للمجتمع الأثيني في الإصحاح الأول من رسالته إلى أهل رومية؛ على سنتين 
قضاهما في كورنثة: فإذا ما استبعدنا النزعة التجارية ظهرت قوة الأم 
العظيمة. ولقد عرف الإغريق أيضا قصة موت الروح النباتية في أسطورة 
حب أفروديت لأدونيس الذي قتل وهو يطارد الخنزير البري. 


الديانة المينوية!7. 

كانت كريت هي المركز الرئيسي للثقافة المبكرة كما كان «للأم» فيها 
مكانة عالية. فقد سادت ضي البداية التماثيل الصغيرة؛ رغم أنها لم تكن 
تقتصر على تماثيل الأنثى. ولكن في الألف الثانية قبل الميلاد اكتملت 
صورة الإلهة تماما. ولقد ارتبطت بالحيوانات والطيور والثعابين» كما ارتبطت 
بالعمود والشجرةء والسيف والفأس المزدوج. وصارت لها السيطرة كلى 
جميع مجالات الحياة والموت. ويصورها تمثال شهير وهي واقفة فوق الجبل 
يحيط بها أسدان؛ وتمثال آخر والثعابين تطوق ذراعيهاء أما رفيقها الشاب 
الذي عرفه الإغريق باسم زيوس فقد ولد فوق جبل إيدا 108. 


اليونان القديمه 


وكانت العقيدة هى عبادة الخصب حيث ارتبطت الإلهة بالقمر (لما للقمر 
من ارتباط بالطمث وقوة النساء)-كما ارتبط زوجها بالشمسء وقد تمثلوهما 
مرة أخرى على صورة البقرة والثور. وكانت أسطورة حب باسيفي 6هطامنعدم)!8) 
لثورء واغتصاب إيروبا ءموسد8)”" من قبل ثورء أسطورتين تنتميان معا إلى 
كريت. وكان الزواج المقدس جانيا هاما من الطقوس» وضي إحدى صور هذه 
الأسطورة جامع ياسيون 125105 «ديمتر» فى تخقل متحزوك 219 وها هنا نجد 
للحيوانات إلى اشتباه بعض الشراح في وجود الطوطمية. 

كانت هناك محاريب هامة فى الكهوف والمغارات» وقد كشفت عمليات 
التتقيب في كهف كماريس 1238:03:65 عن أواني جميلة من الفخارء وأكوام من 
الحبوب كانت فيما يبدو تقدم «للأم». وقد بقي الكهف الواقع أسفل قمة 
جبل «إيدا» حتى العصور الرومانية بمثابة محراب لزيوس كما وجدت قرابين 
من الحيوانات؛ وأعمال برونزية مبهرة؛ كما قدم إلينا كهف بسيكرو متاءلزوط 
لوحة يرونزية» وفاء لندر من حوالى ١500‏ سنة ق. م عليها منظر للعيادة 
يبين الربة على شكل طائر وهي تقف على شجرة مقدسة. وفي خلفية 
اللوحة الشمس والقمر وقرنا التكريسء والناذر نفسه. 


ز سو اس 226115 

جاء الهيلينون الغزاة إلى الجنوب في الألف الثانية ق. م. وجلبوا معهم 
إله السوء الهند-أوربي العظيم «ديوس 5اةلا2» أو زيوس و1102 ولقد فقيل 
إن هذا هو كل ما نعرفه عنهما . وكان من الطبيعي للبدو المهاجرين أن يظلوا 
على تمجيدهم لقبة السماءء فالأرض يمكن أن تتغير أما السماء فلا تتغير. 
ومع «زيوس» جاءت رفيقته الملازمة له ملازمة الظل ديوني ءده81: والعذراء 
بلاس ودالوم)2'"؛ التي تقوم بالإشراف على المعارك/3). 

التقى هؤلاء الغزاة في اليونان بآلهة «الأرض الأم». ومع أول موجة من 
موجات المهاجرين من الهيلنين احتفظت هذه الآلهة بمكانتها المرموقة 
السابقة. وأصبح إله السماء «بوزيز-داس 20515-255» زوجا للأرض. بعد 
ذلك لم يتعرف الهيلنيون على إلههم هنا . وكلما ثيّت «زيوس» سلطانه انزاحت 
صورة «زيوس» إلى البحر لتصبح بوزيدون 00561000 وبصفة عامة كان هناك 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


حل وسطء؛ وهو أن تختفي «ديوني» ويقبل زيوس الأرض الأم في صورها 
المختلفة رفيقة لفراشه: ومن هنا جاءت غرامياته المتعددة. فزواج السماء 
والأرض جعل الخصوبة مضمونة؛ ويمكن أن يصبح رفيق الأم هو ابن زيوس 
مثل هرقل 216:20165. أما فى أثينا فقد تمت الغلبة للعذراء. وتحولت الأم إلئ 
عذواء مقاتلة هى «أثينا-بلاس». ولما كان من الطبيعى أن يعيد إله السماء 
فوق الجبالء فقد اتخذ زيوس عرشه فوق أعلى جبل وهو جبل أوليميوس 
15 حيث شيد قيما بعد محرابه فوق إحدى القمم المنخفضة:؛ رغم 
وجود عروش كثيرة له. في الآكرويول في أرجوس 47805 وفي جبل كوريسوس 
125 فى أفسسء وفى جبلين فى أنطاكية. 

ومن الطبيعي أن يمر الإله العظيم نفسه بألوان من التحولات المختلطة: 
تفي كريت يديك وحدت حكاباك كبر عن مرلد زيوس امقر الالة لمان 
للخصوبة: وتوحى أسماوؤه المتعددة بأنه كتبت له السيادة على وظائف معظم 
الآلهة المتخصصين. فقد أدرك اليونانيون مبكرين؛ على نحو غير عادي؛ 
وجود إله عال محيط بكل شيء» وأصبح زيوس هو الإله الذي برعي 
الاستقامة. وظهر اتجاه نحو وحدانية ممكنة. وتطلب عيد الإله زيوس فى 
أولميا هذمه019 عقد هدنة حتى بين اليونانيين المتحاربين. وفي ثلاثية 
أسخيلوس المسرحية «الأورستيا 5زه:وه:220) نراه فى خلفية المسرحية يتكاثر, 
فهو زيوس «المنقد», زيوس» «محمق الآمال»». ومع التحول من زيوس حامي 
حمى النياقةة إلى ريون إله اللجلين السراسى يعدا دحتي ذاتفي ولق 
صوره المثال «قيدياس» فى تمثال اعتقد كونتيليانوس قداص نل اسنس7” أنه 
يضيف جديدا إلى الديانة التقليدية؛ وهو تمثال أوحى إلى ديون البروزى 
06 215 بموعظة نبيلة: أما بالنسبة للرواقيين فقد كان زيوس كل شىء 
ومنبثا في كل شيء.؛ ولهذا كان من الطبيعي أن يطلقوا على الكون اسم: 


«مدينة زيوس». 


مجمح الآلهة فى الأوحب: 

في الشعر الذي ينسب عادة إلى هوميروس يظهر مجمع الآلهة في 
جبال الأولب أشبه بالمجتمع البشريء لكنه مكتوب بأحرف كبيرة؛ فزيوس 
هو السيد المسيطرء والقائد الأعلى؛ وأب الآلهة والبشرء ثم هناك.» يعد 


اليونان القديمه 


ذلك؛ بعض التخصصات في الوظائف: فهيرا 116:2 هي حارسة الزواج. 
وبوزيدون يحكم البحرء أفروديت هي قوة الحب؛ وآرتميس 4171615 هي ربة 
الطبيعة البرية. أما أثينا فهي-بالإضافة إلى خصائصها الحربية-ربة الحكمة 
ورافطة البحرق القدية بان ديميتر بعامسه92' أصبحت الأرض الأم: 
وارتبطت بصفة خاصة بحصاد القمح. وأما الإله «أبوللو» فهو مركب ومثير 
للخلاق: قاسمه مزدوج «فوبس أبوللو هلاممىم وناطء ولط 2177 (آي أبوللو المطهر)- 
والمركز الرئيسي لعبادته مزدوج أيضاء فهو يوجد في «ديلوس» وضي «دلفي» 
كما أنه يرتبط ارتباطا مزدوجا بالشمال والشرق؛ وهذا يشير إلى أصله 
المركب. ويوحي لقب (فويس) بأنه إله الشمس الذي يرسل أشعته فتنشر 
الوباء كالسهام؛ والذي يستطيع أن يعالج الطاعون كما يستطيع أن يأتي به 
ولقد أشرفء في العصور الكلاسيكية على الثقافة بمعناها الواسع: الموسيقى 
والآدب» والفكر الراقي. أما الإله هرمس 65دتء]1 فهو «ركام من حجارة» أو 
كومة من الأحجارا*"). توضع على جانب الطريق للتوقيرء ولهذا أصبح 
مرشدا للمسافرين والتجارء ورسول الآلهة الذي يرافق الموتى؛. وهو بصفة 
عامة المحتال النشط”""؛ مثل القيوط عاهزه فى أمريكا أو الأنانسى أكصدهه 
في غرب إفريقيا!". وكلمة هرمايون :وندددء8 (كومة حجارة) تعني لقية 
تلب الشظل كاه السجارة او الأعدن الريعة لكشن لحيل هه انان 
وعضو الذكورة تحدد شوارع المدينة/21 . أما هيف اين 15 فيمكن 
أن تتعقب أثره حتى حقول النفط في الشرق الأدنى: فمن الطبيعي بوصفه 
إله النار أن يرتبط اسمه بالحدادة والتقنية. وأما آريس 4:65 فيبدو أنه قدم 
من تراقياء وأيا ما كان أصله فقد كان عند الإغريق إله الحرب وعشيق 
أفردويت2. وأخيرا هناك هستيا 11505 ربة المدفأة والمنزل. وبذلك يكتمل 
عدد الآلهة اثنى عشر إلها. 

غير أن «ديونسيوس» أزاحها إلى الخلف. وظهر اسمه على لوح بخطوط 
على شكل الحرف ب*2 في العصر الميكيني9؛ وبذلك عرف في فترة 
مبكرة. ولا بد أنه أجبر على التراجع أو الانزواء فترة ما (فهو لا يظهر عند 
هوميروس) ليعود إلى الظهور على نحو مفاجىّ وعنيف. لقد جاء من تراقيا 
كقوة للطبيعة البرية؛ والوجد والنشوة الدينية؛ والنبيذ وثماره. وانتشرت 
عبادة النشوة بين النساء اللاتي كن يصعدن هائمات فوق الجبل في نوبة 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


سعار مقدس. ويصطدن إلههن في صورة حيوان ثم يلتهمنه. وهي صورة 
أعاد «يوربيدس» إبداعها على نحو بالغ الروعة فى مسرحية «عايدات 


ياخوس مقطععة 3 م250 , 


لقد أطلق الباحثون على قصائد هوميروس اسم «إنجيل الإغريق» وهي 
إن لم تكن كذلك فقد كانت مسؤولة أكثر من أي عامل فردي عن تثبيت 
وتدعيم صورة الآلهة الشبيهة بالبشر في أذهان الناس؛ غير أنه من الأهمية 
بمكان أن نتذكر أن هناك قوة القدر :2310 التي تعني أن زيوس قد 
يستطيع تحدي القدرء لكن من الخير له ألا يفعل. 

وتحولت بعض الآلهة إلى آلهة مدن, وسرعان ما دخلت الديانة السياسية. 
ولدينا أثينا كمثال واضح. ففي عام 405 ق. م صدر قرار يعطي حق المواطنة 
الآثينية إلى أبناء ساموس 53:008: وهو قرار يوضحه منظر هيرا إلهة ساموس 
وأثينا إلهة الأثينيين وهما يتصافحان: وتمثل هيرا أيضا مدينة آرجوس 
95 كما يمثل أبو للو مدينة إسبرطة وملطية وقورينة. أما الإلهة أرتميس 
فهي تمثل «أفيسوس» والإله هرقل جزيرة ثاسوس 153505 وبريابوس 5دصممرط 
د لاميساكوس مم]/ 271 


قوة الطبيعة : 

الطبيعة كلها عند الإغريق مفعمة بالحياة؛ فالجبل هو عرش إله السماء. 
ويصعد المتعبدون إلى قمة الهضبة للصلاة من أجل المطر. ولكل شجرة 
حورية من حوريات الغابة» وشجرة البلوط مقدسة عند زيوس. وشجرة 
الزيتون مقدسة عند الإلهة أثيناء والغار عند أبوللوء والنباتات العطرية عند 
أفروديت. وخشب الحور عند هرقل. والأيكات والبساتين. بصفة خاصة 
كانت موضع التقديسء فهي ملجأ وملاذ كما عبر عن ذلك ايسخليوس في 
مسرحية «الضارعات». ولكل ينبوع حورية؛ ولكل نهر إله. ولقد ألف جيمس 
ر. سميث طانم1.5 05م:ة1 مجلدا ضخما حقا صنف فيه «الينابيع والآبار في 
الأدب اليوناني والروماني» مع عرض لأساطيرها وقصصها المقدسة. 

ومن يضل طريقه في الريف يمكن أن يلتقي بالإله «بان مدط,20. أو 
بالساطير )!229 أو القتاظيو ةمح (30) 0 كان اليحر هو مسكن 
الإله بوزيدون» وهو أيضا بيت بروتيوس ع0 بقدرته السحرية على 


541 


اليونان القديمه 


تغيير شكله؛ وعروسة البحر الرمادية جلوكس ودهن2061', والحورية المقدسة 
انوليوكوثيا 000 وعرائس البحر الفاتنات «الناريدات 30 
والتريتون المتوحشة وم:ن:71**'والسيرينيات المهلكات!*". أما فوق, في السماء. 
فكان «زيوس» يمارس فوته الرعدية. وأما الشمس والقمر المقدستان فيتحركان في 
هدوء؛ رغم ما قد يعلنه أحد العلماء الملاحدة من أن الشمس حجر ملتهب077) 

وكان للنجوم أساطيرها المناسبة: ولقد أعلن فيلسوف عميق مثل أغلاطون 
أنها مفعمة بالروح: وكلما مر الزمن امتلآت القبة الزرقاء بين السماء والأرض 
بقوى وسيطة. 

إن كان هذا يؤثر في فهمنا لبعض النصوص في الأدب اليوناني: فهناك 
تقدير ضعيف لجمال الطبيعة في ذاته؛ فاليونانيون لا يتسلقون جبالهم 
كن امقر اننا اكاكلى|الطلبيدية لعن عالت الظطريمة نوع الخنناء والشبرات: 
والظلال الدافئة أو الباردة. فهى مفيدة ونافعة أو هى مرعبة ومدمرة. غير 
اخ الطبيعة تنتى اساسا كرة الحياة. وليذ] عاق مقديبف واحتظي الشوير 
في بداية محاورة «غايدروس» لأغلاطون ليس وصفا للجمال الطبيعي؛ وإنما 
هو وصف لأيكة مقدسة ولظل مريح وعشب وماء*". ولا تذكر ديوتيما 
8 جمال الطبيعة ضمن قائمة الجمال التى سردتها فى 
محاورة «المآدبة» لأفلاطون07. والواقع أن الريف يكاد يزخر بالهياكل 
والتمقيل الصغيرة والقراين:ولقن.وضف اسكرايو وطممة مهيب نهر الفيوس 
وسعاماك على النحو التالي: ضفة النهر كلها مليئة بهياكل للالهة آرتميس 
ونمعاءة» والإله أفروديت؛ وحوريات البحر في بساتين مزدهرة ترجع أساسا 
لوفرة الماء» والعديد من تماثيل «هرميس» على الطريق؛ وتمتد هياكل للاله 
«بوزيدون» على لسان من الأرض داخل البحر!! ويعلق الأستاذ مارتن نيلسون 
صنامة ]1 و0915 بقوله: يكاد يصعب على المرء أن يخطو خطوة واحدة 
خارج الدار دون أن يلتقي بهيكل صغيرء أو سياج مقدسء أو صورة؛ أو حجر 
مقدسء أو شجرة مقدسة, وربما لا تكون هذه هي الصورة المثلى للديانة 
اليونانية» لكن من المؤكد أنها أكثر الصور ثباتا. 


التطهر والقداسة: 
ارتبط جانب كبير من الديانة اليونانية بالتطهر والقداسة: فالمحراب أو 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


قاعة الأسرار الدينية 5همومه1 مفصولة؛ معزولة على حدة: وليست المعابد 
التي نعجب بها أماكن للعبادة العامة بالمعنى الحديث؛ فقد لا يدخلها بعض 
الناس إلا مرة واحدة فقط في السنة؛ أو قد لا يدخلها سوى الكهنة فحسب. 
وقد لا تدخلها الكاهنات إلا منقبيات. (مثل معبد سوسيبوليس 15 دم051 في 
مدينة إليس 8115) ويكتب على الهيكل الداخلي كلمة م2050 (أي ممنوع الدخول). 
وهناك أماكن أخرى يمنع فيها المشي مثل أيكة الإلهة ديمتر والإلهة كورى مره (*ا 
في مدينة ميجالوبوليس:ناهمهادعء1١!42)‏ أو أي مكان آخر يظهر فيه البرق. 

كان الدنس تهمة بشعة. ويمكن أن نسوق مثلا جيدا على ذلك من مأساة 
أوديب الذي قتل أباه وتزوج أمه؛ ولا يهم أن تكون الجريمة قد ارتكبت عن 
علم وتعمد أم لا. كما كان على «أورست» أيضا أن يتطهر: ونحن نراه 
مرسوما على مزهرية وقد رش فوقه دم خنزير؛ وفي بعض الأحيان تستأصل 
الرضوماد المادية المرتبطة بجريمة ماء ففي جزيرة «قوس» بعد أن انتحر 
رجل بشنق نفسه على شجرة؛ عوقب الحبل والشجرة بالإبعاد. وضي أعياد 
بوفونيا 5021م80 الغريبة» وهو عيد يحتفل فيه لزيوس فضي أثينا يفر الكاهن 
بعد التضحية الرسمية وتحاكم الفأس وتدان ويلقى بها في البحر. 

وكبش الفداء صورة من صور التطهر. ففي أثيناء وفي غيرها من المدن 
الأيونية في عيد ترجيليا اءومه71/. وهو عيد الإله أبوللوء تلقى خطايا 
الجماعة على عاتق فرد واحد يسمى فقارماكوس كلق مقاط اي العقار أو 
الدواء)7). ثم يطرد من المدينة. وهناك أساليب عديدة للتطهر. أبسطهاء 
التصضحية يغنزير أ وكلب آوديك او الاغتسال فى ماء البتحن كم امقدت هده 
الأسائيت إلى خيرات كير دك شين أكون الأكية مانا عست ومكذا 
يقضى على المرضء أو تهدى ملابس امرأة في المخاض إلى الإلهة آرتميس 
اليرورية «مسه:8 01 قتسمعتتك . 


الأسرار: 

هناك عبادتان مميزتان من بين العبادات التي غلب عليها طابع الديانة 
الشخصية: فالناس في إليوسيس وزوده4©951), تروى كيف اغتصب إله العالم 
كورى العذراءء كما تروى قصة حزن أمها الإلهة «ديمتر» وهي تبحث عنهاء 
وقصة الآفات التي شرن نيا وذتمكن الأرض.وففية اكيادة الأم ابنتها 


56 


اليونان القديمه 


جزءا من العام فحسب, واتحاد الابنة من جديد مع الربة7”). وتعكس 
الأسطورة دفن بذور القمح تحت الأرض في قدور تخزين أثناء الجفاف 
الشتوي المظلم وظهورها من جديد عندما تبذر في الربيء . 

ويقام احتفال عظيم في شهر سبتمبر يبدأ بالحث على البعث الروحي 
والتعميد في البحرء وفي ١9‏ سبتمبر يأتي موكب من أثينا وتقام عملية 
الترسيم؛ وكانت الأسرار تصان ويحّرم على أي إنسان البوح بهاء لكن الاستنتاج 
المعقول أن هناك أداء دراميا للأسطورة ينتهي بزواج مقدس 49 كما يحدث 
نوع من الاتحاد مع الربة. ولقد سك الإمبراطور جالينوس 5نام6ذالة0© على 
النقود صورة جالينا 5مونااه6 الأنثى فى ذكرى ترسيمه. وكان الوعد هنا 
وتموت فإنها تظل وحيدة, ولكنها لو ماتت لجلبت الكثير من الثمار». لقد 
كان هذا هو وعد «الترنيمة إلى ديمتر»”" التي تقول أبياتها: 

«مبارك بين البشر على الأرض» 

من رأى هذه الأشياء: 

لكن من لم يشارك في مراسم 

الطفومن القدمنة: 

ومن لم يكن له نصيب قيهاء 

فلن يستمتع بالمشاركة في مثل هذه الأشياء. 

وكما قال شيشرون «لقد تعلمنا أن نعيش في بهجة؛ وأن نموت مع أمل 
أفضل». ولم يكن ثمة سوى أمل ضثيل بعيدا عن الطقوس السرية فيما وراء 
القبرء فهاديس التي يروي عنها هوميروس مكان للأشباح والظلال. أما 
العبادة الأخرى فهي عبادة «أورفيوس 5 وهو موسيقي أسطوري, 
وصورة أخرى من دينسيوس . ونحن نلتقي بالأورفيين (أتباع النحلة الأورفية) 
في صقلية؛ وفي اليونان في القرن الخامس ق. م.: وفي الألواح الذهبية 
المدفونة في بتليا دناء:20 التي يعطى فيها تعليمات لأرواح الموتى. كما نلتقي 
بهم فيما يسمى بالترانيم الأورفية من فرع آخر للأخوة الديونسيوسين في 
الإمبراطورية الرومانية. فنحن نعرف (رغم أننا لم نعرف ذلك إلا في فترة 


57 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


متأخرة) الأسطورة المعقدة التى تروي كيف قتل التيتان ومه11 617 الأشرار 
ديونسيوس وأكلوه, وكيف تم إنقاذ قلبه الذي ولد منه ديونسيوس مرة أخرى. 
تاكاكي سابيه رون صوا مهو ور لله الحنين الوقر مي يقايا رونا ده 
هو الروح, ومطلوب منه لكي يطهر النفس من الأثر التيتاني أن يراعي 
السلوك الدينىء. يما فى ذلك أن يكون نباتيا. وكانت هناك عقيدة التجسيد 
تمثل «دورة مرهقة محزنة» من الموت والميلاد من جديد؛ يكون الترسيم 
مهربا سريعا منها. وقد كان حنين الشخص الذي سيتم ترسيمه يتمثل في 
الاستماع إلى الكلمات الآتية «طوبى لك. ومبارك أنت يا من أصبحت إلهياً 

«أيمكن أن يكون مصير باتيكسيون 23360105 اللص أفضل من مصير 
«أبامينونداس وم همع (52) لمجرد أنه قد تم ترسيمه؟» ذلك هو أقدم 
سؤال» وهو يعني أن الترسيم وحده لا يكفي» وأن المطالب الدينية تمثل 
مسرحيات-ميناندر :ولهده27)31" الكوميدية تقابل على هذه الأسس بين 
مطالب ديمتر ومطالب «سيبل» الآسيوية. 


النظر الفلسفيى: 

كثير من النظريات التي تدور حول نشأة الكون تتحدث عن انفصال 
السماء والأرضء وعن ارتباطهما عن طريق الاتحاد الجنسي. ففي كتاب 
هزيود. (في القرن الثامن ق. م)- «أنساب الآلهة :ردمعمءط1”» -نجد أن العماء 
وهطع أو الفجوة المتثائبة -«قد ظهرت إلى الوجود» هكذا ببساطة. وكذلك 
فعلت الأرضء وأيضا طارطاروس هتنمداعة1 (العالم السفلي أو الجحيم)- 
والحب. وهذه الموجودات تؤخذ كما تعطى: ولم تقم أسطورة الاتحاد الجنسي 
بعملها إلا بعد ظهور الحب فنحن إذن على أبواب العقلانية. 

كان طاليس الملطي (في فجر القرن السادس ق. م) هو مؤّسس الفلسفة 
العلمية؛ لقد سأل أسئلة عن نشأة الكون» وبحث لها عن أجوبة بمصطلحات 
المادة» فرأى أن الأشياء جميعا أشكال منوعة من الماء الذي لا غنى للحياة 
عنه. شفي استطاعته أن يتجمد, أو أن يصبح غازاء وتلك هي بداية العملية 


اليونان القديمه 


التي أنزلت «زيوس» عن عرشه وأحلّت فورتكس :0262 (الدوامة) محلهأ*©. 

ومع ذلك فإن هذه النظريات العلمية لم تتحرر من الآسطورة: فالماء 
الذي يتمثل في صورة الأوقيانوس ودامدء700”*. كان أحد الموجودات الأولية 
في الأساطير اليونانية. ولقد ذهب طاليس متأثرا بالخصائص المغناطيسية 
للمادة إلى أن «كل شيء مملوء بالآلهة». أما «انكسمانيس» الذي أحل الهواء 
محل الماءء فقد أعلن أنه إلهي. وكان هناك اعتقاد عام في ألوهية مادة 
واعية تحيط بالكون وتتسرب من خلاله لتشكل الهواء العلوي أو الآثير. 
وبحث فلاسفة آخرون عن قوة محركة: فكانت المحبة والنزاع عند أبناء 
قليسء والعقل عند أنكساجوراس. 

غير أن الحركة كانت تتجه نحو العقلانية: فهاجم اكزينوضان*”, النزعة 
التشبيهية (تشبيه الآلهة بالبشر) زاعما أن الثيران يمكن أن تصنع لنفسها 
أصناما ممائلة من الثيران» كما تصنع الأسود أصناما للأسود . كذلك أنكر 
انكساجوراس ألوهية الشمسء وذهب إلى أنها حجر أحمر ملتهب أكبر 
حجما من جبل البليونيز (شبه جزيرة المورة). وكتب «كريتياس كمناتيه0» 
مسرحية ذهب فيها إلى أن القانون هو اختراع أريد به وضع القوى تحت 
السيطرة: كما أن الآلهة اختراع أريد به إرهاب الماكرء وفيما بعد وضع 
أويهيمروس وناءم6طا1 نظرية تقول إن الآلهة ليست سوى أبطال وطنيين 
ألههم مواطنوهم ومازلنا حتى الآن نسميها النزعة الأويهيميزية-ن5 
عع )570 , وأنكر أحد الأطباء أن يكون الصرع مرضا مقدسا مرجعه 
إلى عقاب إلهيء كما كان يعتقد بصفة عامة؛ وذهب إلى أنه يوصف بأنه 
إلهي لأنه لم يفهم بعد. 

واستعاد أغلاطون (427- 347 ق. م) البعد الديني وتتضمن فكرته عن 
الخلق وجود إله صانع؛ وصور (أو مثل) أزلية لا تتغير. وهي نماذج وأنماط 
للعالم: أما «الوعاء» فهو ما يمكن أن نسميه بالمادة. والعالم المادي عالم قابل 
للفناء. كذلك الجسد الذي يدركه هو أيضا قابل للفناء. أما عالم الصور (أو 
المثل) فهو التقوى الحقة؛ والعدالة التامة. والجمال في ذاته؛ خالد لا يفنى: 
والروح التي تدركه بدورها خالدة: وعالم الصور أو المثل هو وحدة العالم 
الحقيقي. ويكمن خلفه؛ بل وراء عالم الواقع معيار الوجود كله وهو: مثال الخير. 

أما أرسطو (384- 322 ق. م) أنبغ تلاميذ أغخلاطون وقد قَدّم كذلك 


59 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


فلسفة دينية-فرأى أن هناك سلسلة كبرى من الموجودات تبداً من المادة 
الكائفية القى لا مك أن قبركياء ف لقاع وسيوميهها إلى المعؤرة 
الكائضة ال هني الله هن القن :وهى سلملة تكد من الإمكان البحت (آو 
الوجود بالقوة) إلى الفعل الكامل (أو الوجود بالفعل التام) وينشغل الإله 
بتأمل ذاتي لا نهاية له فهو لا ينشغل بالعالم؛ وإنما يحركه كما يحرك 
المحبوب محبه دون أن يحتاج إلى أن يقوم بأدنى حركة؛ فهو المحرك الذي 
لا يتحركء وإنها لإحدى مفارقات التاريخ أن نجح الأسكولائيون في العصور 
الوسطىء وهم على جانب من العمق والدقة. في التوحيد بين هذا المحرك 
الذى للا وكهراك وبين أن يشو الداقي العمل. 


العسرا فسات53, 

أشهر المتنبئات عند الإغريق هي عرافة دلفى. وكانت في الأصل عرافة 
الأرض الأم غير أن أبوللو أخن بعد ذلك وظائفها . وقد جرت العادة أن تكون 
الاستشارة من خلال الكاهنة «بثيا ونم#رم»7”*؛ التي تروح في غيبوبة بسبب 
التركيز العقلي والروحي الكامل (ولم تكن هناك أبخرة كريهة الرائحة)!9, 
وتنطق بأصوات مبهمة غير مفهومة. وكان الكهنة الذين كان لديهم نظام 
كفء يستخدمونه في نقل المعلومات: يحولون هذه الأصوات إلى أنباء مناسبة 
في لغة مفهومة بالشعر والنثرء وأن تكن أحيانا مزدوجة المعنى/!*). ومن 
الإجابات الغامضة المشهورة الإجابة عن سؤال للملك كرويسس ملك ليديا 
إذ كانت الإجابة «إذا ما عبر كرويسس نهر هاليس 5رزاة11. فسوف يدمر 
إمبراطورية هائلة». وكان هذا ما فعله إذ دمر إمبراطوريته هو. وهناك 
طريقة أخرى للاستشارة بأن يسحب السائل مجموعة حبوب ملونة بألوان 


ومن الطبيعي أن نسمع أكثر من ذلك عن الاستشارات السياسة الكبرى: 
غير أن يوربيدس فى مسرحية «أيون» يبين أن الاستشارات الخاصة كانت 
كثيرة". وكان يتوقع أن تدور حول المحاصيل والأولاد ويمكن أن نضيف 
أيضا الاستشارات الخاصة بالمرض»؛ ويسجل لنا التاريخ استشارة يقدمها 


عبد يريد أن يعرف كيف يرضى سيده. ويقول بلوتارك (حوالي 45- 125 م) 


00 


اليونان القديمه 


إن السلم الروماني تمع عروم(63), 

جعل الاستشارات السياسية القديمة غير ضرورية غي عصره: إذ أصبح 
الأفراد يسألون عن الزواج؛ والسفرء وتدبير المال. 

وعلينا أن نتذكر أن عرافة دلفي. مثل «عرافة يوربا ايف»7). هي المستودع 
الجامع للحكمة. وهناك بعض الأسئلة الطريفة مثل: «كيف أستطيع أن 
أعالج إبني من مرض الحبء والإجابة «عامليه بلطف!». وكانت دلفي هي 
التي أشاعت الحكمتين العظيمتين «إعرف نفسك» و«إياك الإغراط». 

وهناك عرافات أخريات كعرافة الإله «زيوس» في بلدة دودونا 2م2000 
التي كانت تفسر أصوات حفيف الأوراق في شجرة البلوط وغيرها من 
الأصوات بأنها إرادة الإلهل©). وكانت الأسئلة تكتب على رقائق معدنية بقى 
بعضها حتى الآن. ولقد أراد ليزانياس 25نههو,ز:آ أن يعرف ما إذا كان 7 
والد الطفل الذي كانت تحمله أنيلا #انزهدث وتسأل نيكوكراتيا 72068مغ11ا 
إلى من هن الآلهة تضحي من أجل اكتساب الصخة: ويسنال صبي ما إذا 
كان عليه أن يمتهن حرقة أبيه في صيد السمك. ويسأل الكوركيريون 
95 كيف نتجنب الحرب الأهلية64) . وفى بلدة لبيديا 1.65306128 كانت 
داف قرا قل قد نيد دوت لرذزبو قو قارفو أن عا الساك ل يوق التطاين 
وتقديم القرابين يدفع به إلى مغارة تحت الأرض ليتلقى على نحو مباشر 
وحيا يثير الرهبة؛ ولقد كان لأبوللو بعض العرّافات الشهيرات في آسيا مثل 
عرّافة معبد ديديما .01051*) التي ترجع إن الشرن السنافسق. ف لكن 
عرّافة معبد كلاروس 701:05 طغت عليها فيما بعد وكان لهذا المعبد في 
العصر الروماني جهاز إداري كبير. فضلا عن جوقة من المنشدين. ولقد 
انتشرت شهرة هذه العرافة حتى وصلت إلى مناطق بعيدة مثل دالماتيا 
دحل )2 ؛ ونوميديا دنءةانستح)7(0: و بريطانيا منمان8. 


الخر ا فسسسات: 

يصور ثاوفر اسطوس7/ في كتابه البديع «الطباع» الرجل المؤمن بالخرافة 
في صورة كوميدية بقوله:«من الواضح أنه يمكن تعريف عالم الخرافة بصفة 
عامة بأنه ضرب من الجبن أمام القوى الخارقة للطبيعة. إن المؤّمن بالخرافة 
هو ذلك النوع من الناس الذي لا يخرج من داره أول النهار إلا بعد أن يفسل 


ان 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


يديه ويرش نفسه بالماء من العيون التسع؛ ويضع في فمه قطعة من ورق 
شجر الغار يأتي بها من أحد المعابد» فإذا ما اعترضت طريقه قطة لم 
يواصل السير حتى يمر به إنسان آخرء أو يقذف بثلاثة أحجار في الشارع. 
وإذا أبصر أفعى في بيته وكانت من النوع الأحمر اللون يستنجد بديونسيوس 
(أوسبازيوس ونائ2ه900) أما إذا كانت الأفعى مقدسة فإنه يقيم هيكلا من 
فوره في البقعة التي أبصرها فيها. وإذا مر بحجر أملس من تلك الحجارة 
المقامة في مفترق الطرق صب عليه الزيت من قنينة؛ ولم يواصل السير في 
طريقة إلا بعد أن يركع له ويحني رأسه إلى الأرض. وإذا قرض فأر جراب 
طعامه؛ توجه مباشرة إلى العرّاف وسأله ماذا يفعل؛ فإذا أشار عليه أن 
يرسل الجراب إلى الإسكافي ليرقعه» أهمل هذه النصيحة؛ وتخلص من 
التذير اللشكوم يطقوس تمتم غنه الشر المرتعب. 

وهو يحتفل دوما بتطهير بيته لأن الإلهة هيكاتي 0:ده7*!)]1) كانت تسكنه. 
وإذا سمع نعيب البوم وهو يمشي خارج البيت ارتعش ولم يكمل سيره إلا 
وهو يتمتم «القوة للالهة أثينا». وهو يرفض أن تطأ قدمه حجر ضريح أو 
أن يسير في أي مكان بجوار جثة ميتء أو امرأة في المخاضء مرددا أنه لا 
يريد أن يعاني من النجاسة. 

وفي اليوم الرابع والسابع من كل شهر كان يصدر تعليماته بإعداد الخمر 
للأسرة. ويخرج ليشتري أغصان الريحان وبخورا وصورا مقدسة:؛ ثم يعود 
إلى البيت ليقضي بقية النهار في صناعة أكاليل الزهور ليزين بها تماثيل 
«هرمفروديت انل عه ص 77 لتقدم كقرابين. وفي كل مرة يرى فيها 
حلما يهرع إلى مفسري الأحلام: وإلى العرّافين والمنجمين ليستفتيهم فيما 
ينبغي عمله ليرضى الإله أو الإلهة. وعندما يكون على وشك الترسيم في 
أسرار «أورفيوس» فإنه يزور الكهنة مرة كل شهر مصطحبا معه زوجته. 
فإن كانت مشغولة اصطحب الأطفال مع مرييتهم. والكل يعلم أنه كثير ما 
ينزل البحر ليرش جسده بالماء المقدس. وكلما رأى أحد تماثيل هيكاتي في 
مفترق الطرق مع حزمة ثوم. فإنه يذهب إلى البيت فورا ليغسل يديه؛ 
ويرسل للكاهنات يسألهن أن يطهرنه بأن يحملن جروا أو زنبقة ويطفن بها 
في موكب. وإذا وقعت عينه على رجل مصاب بالجنوب أو الصرع ارتجف 
وبصق في صدره. ولو تخيلنا أن هذه صورة كاريكاتورية؛ فمن الخير أن 


02 


اليونان القديمه 


نتذكر أن القائد العسكري ورجل الدولة الأثيني بعد موت «بركليس» واسمه 
نكياس 5دزه:]72”” فقد جيشين عام 412 ق. م لأن عرّافين نصحاه أن ينتظر 
بعد خسوف القمر في 27 أغسطس «ثلاث مرات تسعة أيام»©” قبل أن 
يتحرك بقواته. ولقد أدان «بلوتارك» المؤرخ الإنساني العطوف - الذي جاء 
بعد ذلك بخمسة قرون: ذلك الإيمان بالخرافة؛ لكنه أوضح أنه كان هناك 
كثيرون في عصره «ممن كانت كلماتهم وإشاراتهم الخرافية. وسحرهم 
وشعوذتهم: وجريهم إلى الإمام وإلى الخلف ودقهم للطبولء؛ وتطهراتهم 
الشينة وكزسهم العذن وزسدهة التريسيقير الشروع - توك بالمقلاع هن الفلين 
إلى الإلحاد. ومع ذلك فبلوتارك نفسه لم يجد حرجا في التشاؤم من العطس/”7. 


الديانة الهلنستية: 

دفعت حياة الإسكندر الأكبر القصيرة (356- 323) بالحدود إلى الوراء 
بعدة طرق؛ فاهتزت الآلهة القديمة؛ وعظّم اليونانيون «أبطالهم» ومؤسسي 
المدن؛ فحاول أن يجعل ألوهيته هي الفكرة التي تربط الإمبراطورية. صحيح 
أنه فشلء لكنه وضع سابقة. وعندما زار «ديمتريوس فاتح المدن»/2" أثينا 
عام 307 ق. م أنشدوا له ترنيمة جميلة تعلن أن الآلهة الأخرى غائبة: 
صماءء غير مكترثة أو غير موجودة: أما هو فهو تجل للاله الواحد الحق,» 
وقدموا «البارثتون» ليكون قصرا له. وبعد ذلك اتخن الحكام ألقابا مثل 
دامع «المحسن»0” أو المنقن. وتجلى الإله؛ بل ويتخذون لقب الصاعقة 
كيراونوس 05تنهرع 1 . 

وقد استمر وجود الآلهة القديمة؛ ولكن كان هناك تأكيد جديد على 
الشياطين والأرواح الوسيطة؛ كما جاءت آلهة جديدة من الشرق ومن الجنوب 
لتبقى جنبا إلى جنب مع الآلهة القديمة. ودخل التنجيم عن طريق بابل؛ 
واشتد الطلب على آلهة الشفاء. كما أصبح محراب اسكليبيوس 5ناأمعاءنم 
في أبيدورس شعبيا إلى أقصى حد**. ولقد أدت الشكوك إلى الإعلاء من 
شأن تيكى 6طء73 (إلهة الحظ أو الصدفة).: أو ريما وجدت لكل آله نقيضه. 
ومن هنا طوزرت فلسفات ثنائية مثل الغنوصية «دواءناةه60 غير أن المسألة 
كان لها وجه آخر. 

فقد كانت هناك وحدة عظيمة أكثر من أي وقت مضىء وتطلب هذا 


05 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


تعبيرا دينيا جديدا . وكان هناك ميل نحو الوحدانية أو على الأقل نحو 
إفكائية الوخد اليم فى الإعااك مرج ساق وريوسن والذياد النجائيه الأخلوقي 
في الدين. وظهر اكذهت التوفيقي «ددناء:5900 تعبيرا من هذا المزاج بيه : 
وكان الإله سيرابيس ؤذم2:ة5. واحدا من أطرف إبداعات العصر وهو صيغة 
جديدة من الإلهين المصريين أوزريس!!* الإله المخلص؛ وأبيس نمه الإله 
العجل؛ كما هو واضح من اسمه؛ ومع ذلك فهو يرتبط ارتباطا غريبا مع 
سينوب 6م5100 الواقعة على البحر الأسود, إذ اتحد مع زيوس الإله الشاضي. 
الإله المخلص: الإله الأب الذي نألف ملامح وجهة الطيب الملتحي من تماثيله الكثيرة, 
والذي يُشكل موضوعا للحب والتفاني ليلبي الحاجات التي اقتضاها تغيير البيئة. 


تسيسسكسسسى :11-6 

ليس الناس متسقين منطقياء والإنسان الحديث الذي يسجل نجاحه 
بعبارات «شكرا لله. وامسك الخشب» يمكن أن يسير في خط مواز للعالم 
القديم حيث كانت تيكي أو الحظ والصدفة لا تعبر فقط عن مجرد اعتقاد, 
وإنما كانت تعبد كما تعبد الآلهة والإلهات الأخرى. والمؤرخان العظيمان 
للعصر القديم-ثوكيديدز» وبوليبيوس و«ناذطز[201 اعتبرا الصدفة أو الحظ 
(دون كتابته بأحرف كبيرة أعني بغير تضخيم) العنصر الرئيسي في التحليل 
التاريخي. والفيلسوفان العظيمان أغلاطون وأرسطوء اللذان نظرا إلى الكون 
نظرة غائية تماماء جعلا الصدفة مساوية لكل ما لا ينتمي مباشرة إلى 
الفعل الغائي للآلهة والناس؛ أعني في النهاية لكل ما لا ينتمي للقانون الطبيعي. 

إذا كانت الصدفة قد سيطرت على هذا النحو؛ على خيال المثقف: فلن 
نندهش عندما نجد أن رجل الشارع يعبدها. ولما كانت توصف بأنها هوائية 
ولا يمكن التنبؤ بمسلكها. فقد تصورها أنثىء وعبّر عنها برموز الرخاء 
والازدهار الذي تمنحه أو تمنعه؛ مثل قرني الوضرة؛ أو أجنحة النمرء أو 
برموز الشهوة. مثل العجلة التي تقف عليها بغير استقرارء أو برمز الدفة 
المشهورة كتعبير عن اتجاهها في الحياة. أما الكرة التي تقف عليها في 
بعض الأحيان: فهي رمز غامضء فقد تكون إشارة إلى كرة الكون الذي 
تسيطر عليه: ولكنها مهزوزة ووضعها غير مأمون. 

وكان العصر الهلنستي أبهى عصور تيكي وإن عرفت قبل ذلك بفترة 


4ن 


اليونان القديمه 


طويلة. فقد ذكرها هوميروس-في «ترنيمة إلى ديمتر» المنسوبة إليه-على 
أنها واحدة من «الناريدات 712:6465». أما هزيود في كتابه «أنساب الآلهة 
/إدهعه16» فهو يقول إنها ابنة الإلهة «أوقيانوس». ويقول أرخيلوخوس 
وناطءعه| 21 . إن الحظ أو الصدفة والقدر تسيطر على مصائر البشر. 
ويوحد بندار :هه هزط”**) بين الصدفة وإحدى رباب القدر. وهي بارزة في 
مسوحيافت ويوربيدسن» ولق عبتت دذورا هاما في الرواية إعان العمرين 
الهلنستي والروماني. وتصورها عمياء حاقدة متحيّزة. وفصة شاريتون 
دوانطط 7 * المسماة كارياس وكاليروه عوط:ذاله© 0مة 012:55 هي قصة صراع 
عنيف بين الصدفة التي تسبب جميع الآمراض وأفروديت التي تنقذ العشاق. 
وضي قصة «أبوليوس «داذلامى» «الحمار الذهبي»!**) نموذج مماثل فيما عدا 
أن إيزيس-وليست أفروديت-هي المنقذء أما إن هؤلاء الروائيين قد عبّروا 
عن رأي شائع بين الناس فهذا ما نراه في نقوش الأضرحة:؛ فها هنا نجد 
الإشارة إلى تيكي 1906 باستثناء واحد فريد-تعبر عنها بألفاظ المرارة 
والكراهية اليائسة؛ وهناك نموذجا لها: 

«هنا أرقد أنا فليرموس ك5دددمءءء1نطط جثة هامدة, 

وهو ما كانت تشتهيه الطاغية؛ تيكى: 

فقد أرادت أن تجرني الأرواح من الدقاه 

وثمة ثلاثة تعديلات لهذه الصورة؛ لها بعض الأهمية: فهناك أولا: روح 
الخصوبة المعروفة باسم الروح الخير (روح أجاثوس :0اهعة) الذي احتاج 
إلى رفيقة فكانت له «تيكي أجاثي» أو الصدفة الطيبة. وقد كان الروح 
الخير يتحد أحيانا مع «زيوس».؛ ومن هنا جاء النقش البارز المدهش من 
أثينا-وهو الآن في كوبنهاجن-الذي يرجع إلى القرن الرابع ق. م. ويصور 
«زيوس» بقرني الوفرة مع قرينته الصدفة الطيبة. وهناك. ثانيا: في آسيا 
حيث حكمت الإلهة طويلاء وكان من الطبيعي أن ينظر إلى تيكي على أنها 
شكل آخر من أشكالها الكثيرة. وثالثا: في الحياة العامة إبان العصرين 
الهلنستي والروماني أصبحت الصدقة إلهة مدينة. وهناك تمثال برونزي 
شهر-نحته يوتكيدز 5هلن1اه:ؤناظ لللالهة «تيكي» إلهة أنطاكية وهي جالسة 
فوق شجرة تمثل عرش الأم الجبليء وفي يدها حزمة قمح ترمز إلى الرخاء؛ 
وتضع على رأسها تاج على شكل حصن يرمز لحماية المدينة. وبالمثل نجد 


05 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


أنطيوخوس الأول الكوماجينى©*) يقوم بوضع نقوش هائلة مع تماثيل تجسد 
مدينة كوماجيني على هيئة الإلهة تيكي. 

وقد كتب الموسوعي الروماني بلنى الأكبر والذي كان يعرف العالم اليوناني 
معرفة تامة-ملخصا ممتازا حول وضع «تيكي» العام يقول فيه: إن تيسكي 
هي الوحيدة في جميع أنحاء العالم التي نتوسل إليها. وهي الوحيدة المدعى 
غليهنا والمتيعة؛ والفكرة الوحينة الفي تشغل اذهان الكاس: زهي الوحيدة 
موضع الثناء كما أنها السبب الأول «أننا نرزح تحت رحمة الصدفة بحيث 
صارت الصدقة هي إلهتنا». 


الفلسفة الهلنستية : 

سعت جميع الفلسفات في العصر الهانستي-بطرق مختلفة-لتحقيق 
الكفاية الذاتية-(أو الاستغناء) كانت الرواقية تدين بمذهب شمول الألوهية 
أووحدة الوجود نؤاعاصة؛ وضي نهاية الكتاب الأول من قصيدة بوب وروم (87) 
«مقال عن الإنسان» عرض رائع للمذهب الرواقي: 

«ليست الأشياء كلها إلا جوانب من كل رائع؛ 

جسده الطبيعة؛ وروحه الله» 

ويتساءل «سنيكا»: أتسميه بالقدر؟ لن تكون مخطنًا.. أتسميه العناية 
الإلهية؟ ستكون على صواب؛ أتسمية الطبيعة؟ لن تكون تسميتك كاذبة, 
أتسميه الكون5 لن تكون قد انخدعت». 

لقدكاق الأسيم لقصل هو «زيوس» وتحثك هذا الاسم كركم بانيمه أعفق 
المتدينين من الرواقية المتأخرة وهو كليانتيس 5©طاههء1© ق. م (331-232) 180). أما 
ابكتيتوس (55 ق م. م-35ام) نظيره في الإمبراطورية الرومانية؛ فقد قال إن 
عمله الحقيقي هو أن ينشد ترنيمة للاله. كان الرواقيون جبريين؛ وعندهم 
أن كل شيء يقف بين يدي الله؛ ودورنا هو أن نتقبل الأمر فحسبء فنحن 
مجرد ممثلين في الدراما الإلهية. وسواء قمنا بدور الملك أو العبد فهو دور 
جوهري بالنسبة للكل. وقد كان من بين قادة الرواقية عبيد مثل إبيكتيتوس 
وأباطرة مثل الإمبراطور ماركوس أوريليوس 180-١20(‏ م). 

أما عند اليهود فقد كان الآبيقوريون والملاحدة اسمين مترادفين ولم 
يكن ذلك عدلا. صحيح أن أبيقور (270-341 ق. م) هاجم الخرافة وما تنضح 


ك4 


اليونان القديمه 


به من شرورء لكنه كان رجلا متديناء ونصائحه الأربعة لكي تنال الصحة هي: 

-١‏ لا يصح أن تخاف من الآلهة 

2- إننا لا نشعر بالموت 

3- من السهل الوصول إلى الخير 

4- من السهل تحمل الشر. 

ولقد قال الآبيقوريون بفناء النفس التي هي بنية من الذرات تنحل مع 
انحلال الجسدء وأنكروا أن الآلهة تعاقب الشرير وتكافيّ المستقيم؛ لكنهم 
يجمعون على أن الآلهة موجودة يقول بهذا إجماع الناس. ونحن ندركها في 
الأحلام إنها تعيش في نعيم مقيم؛ دون أن يزعجها شيء؛ وتدور بينها 
مناقشات فلسفية حول العالم وما فيه من خلل دون أن تهتم بشؤون البشر. 
غير أن الروح التي هي و «حالة تناغم مع اللامتناهي» تستطيع أن تلتقط 
فيوضاتهم كما نلتقط موجات الراديو وذلك لمنفعتها وسعادتها. 

وبعد فترة من الشكء والانشغال بالمشكلات الابستمولوجية (مشكلات 
المعرفة) عادت الأفلاطونية إلى اللاهوت. فخلط نومينوس ع ون 897 
بين أغلاطون وفيثاغورس. والبينوس وناهز4[6ى بينه (أي أفلاطون) وبين 
أرسطوء أما أوغسطين وكلمنت وأوريجين فقد مزجوا بينه وبين المسيحية, 
ولكن أعظم عبقرية دينية في العالم القديم هي أفلوطين 270- 205 (5نامناواط م) 
الذي يقف بارزا بين خلفاء أفلاطون: ويتركز فكره حول «الواحد 006 156”» 
الذي يعلو على الشخصية ويجاوز الواقع., والفكرء والتعريف, والفهم,؛ وتتطلع 
جميع الأشياء إليه؛ وعنه صدر الكون بأسره بعملية فيض أو صدور. وأعلى مراتب 
الحياة هي صعود الروح إلى الله بواسطة الاشتياق المسمى بالحب 805. 

والواقع أن أفلوطين يقول صراحة أن الله هو الحبء ولكن ريما لم يكن 
هذا التعريف إلا الشعار المقابل للتعبير المسيحي! «الله محبة» أجابيه ءممعه 
(المحبة المسيحية). والغاية الحقة للروح هي الاتحاد الصوفي مع الواحد 
في نشوة الوجد, أو تحليق المتوحد إلى المتوحد, قد جرب أفلوطين الذي 
كان هو نفسه صوؤياء هذه الوحدة أكثر من مرة. 


07 


41 


"روما القديه: ** 


كان «الأتروسكيون :مدوم (1) أقدم الشعوب 
في إيطاليا وأكثرها أهمية وإثارة للجدل؛ من أين 
جاءوا؟ لا أحد يدري! يقول هيرودت إنهن جاءوا 
من ليديا هندور1©. وتقدم بعض المعتقدات الدينية 
المتشابهة وكذلك التنجيم: والتنبؤ بالغيب الذي كانت 
تمارسه بلاد ما بين النهرين دعما لهذا القول. لكن 
المظاهر الأساسية لثقافة الأتروسكين تطورت فى 
إيظاليا شمال كير القينر 18 فى العرتين السادس 
والسابع قبل الميلاد. وهو شعب يعتمدء من الناحية 
الاقتصادية. على الزراعة والتعدين. ويقوم من 
الناحية السياسية على أساس دولة المدينة التى 
ترتبط بحلف مركزه الديني قرب فوليسيني 0 
حيث يوجد معبد لإله أطلق عليه الرومان اسم 
فيرتومنوس 7100111215 . 

وتقع آلهة الأتروسكين في ثلاث مجموعات. 
فهناك أولا: مجموعة من الآلهة تحمل أسماء 
أتروسكانية خالصة؛ ولا نعرف عنها إلا القليل: فقد 
توحد بعضها مع آلهة اليونان والرومان مما يحمل 
على الظن أن وظائفها متماثلة. وهكذا أصبح ينظر 
إلى الإله تينا هنهة1 على أنه «جوبيتر». وإلى الإله 
ستلانز 05ه1]ء5 على أنه «قولكان». وتوحد الإله ترمز 


09 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 
5 مع عطاردء والإلهة توران هةىنا1" مع «فينوس» (وغالبا ما تنقش على 
المرايا). ونورشيا 210:14 مع فورتونا 9ددكده5. أما المجموعة الثانية فقد 
استعاروهاء فيما يبدو. من جيرانهم الإيطاليين؛ إذ يمكننا أن نتعرف على 
آلهة رومانية مألوفة بين آلهتهم من أمثال آني نسخ (وهوجانوس كنامة1) 
وأوني نهنا (وهي جونو). 

ومنرفا 31172 (وهى ميثيرقا) . ونيتونس 5ت<تتااء]8 (نيبتون عصنطمء8) . وآما 
اللجموعة الخالكة فقد أخذوها من المستعمرات اليونانية في الجنوب ومنها 
الإله آيتى عانى (وهو هاديس) وأبلو نامك (وهو الإلهة أبوللو وتمثاله فى 
فياي 5 آية من آيات الفن الأتروسكاني). والإلهة آرتيمى نصناقتث (وفي 
آرتميس) وشارون متصهك (هو خارون 02:05) وهرقل (هو هركيوليس 
5ع اء]).: وبرسيبينى 31دمزةرء2 (هى الإلهة برسيفونى عدمطامعده2) . 

ومن الواضح هدا أن السانة قانت انيه العالم الكل كن الحموعة الأخيرة: 

لقد كان الانشغال بالحياة الأخرى سمة أساسية للديانة الأتروسكانية: 
فكانت تقام ألعاب جنائزية على شرف الموتى؛ ويقال إنها هي أصل عروض 
المجاليد :20012013:0 وكانت القبور تؤثث تأثيثا جيداء وينظر إليها على أنها 
بيوت الموتى. وتبين بعض اللوحات الجدارية العظيمة التي بقيت حتى الآن 
رحلة الموتى من هذه الدنيا إلى العالم السفلى تحت حراسة إلهية مرعبة. 
ودوآن توكريقين لاعس الشاه رو الآبيقوري كن الغون الأول غبل الخياور. 
عندما كان يسعى إلى تبديد الخوف من العقاب بعد الموت؛ لم يكن في الأعم 
الأغلب. يوجه كتاباته إلى المجتمع المتحضر في روما بل إلى قرى الشمال. 

وهناك شواهد على ارتباط بعض الرموز الجنسية بالقبور. ولو صح 
ذلك فإنه يعني أن الأتروسكانين كانوا يعتقدون أن قوة الحياة في كل فرد 
هي التي تؤلف جوهر وجوده. كما أنها الجانب الذي يبقى بعد الموت. وهذا 
قريب جدا من الفهم الروماني لكلمتى جينيوس 5تانهدء6 و «ايونو 20نا[» وهما 
القوى الجنسية للذكر والأنثى. والحات الآخر من ديانة الأتروسكان الذي 
يدل على أنه عظيم الأثرء هو التنبؤٌ بالغيب. وهناك طرق كثيرة للتنبؤ 
بالغيب ومعرقة إرادة الآلهة. فنحن نعرفها من الرعد والبرق: ومن تحليق 
الطيور. غير أن الأتروسكان اشتهروا بصفة خاصة بعلم معرفة الفيب عن 
ظَريق ذراسة الكين. 


70 


روما القديمه 


فكانت ضحية القربان تذبح ويشق جسدها. ويفحص الكبد لمعرفة 
العلامات أو الخصائص الأخرى. وكان الجانب الأيمن من الكبد هو المنطقة 
التى تشير إلى الحظ السعيد: آما الجاتب الأيسر فيدل على الحظ السييىٌ. 
لعن الدواسشة كات على جاني عظيه من التقيد: ومداق كبن من اليروتز 
ملفت للنظر من منطقة بياشنسيا جدهءد:م)7". مقسم إلى ما لا يقل عن 
أربغين منظقة يشار إلى كل منها باسم إله مختلف. وتكشف لنا مرآة متقوشة 
نقشا جميلا عن المتنبئّ بالغيب وهو يمارس عمله. كما تصور مرآة أخرى 
منظرا من هوميروس استخدمت فيه كمية عناصر مألوفقة؛ ومعاصرة للفنان. 
وفضلا عن ذلك فقد استمرت شهرة المتنبكين قرونا بعد اختفاء الحضارة 
الأتروسكانية كقوة سياسية. وعندما دمر معبد الكابتيول في الحرب الأهلية 
عام امياؤلية مها فسازيان مويك اسمن الأدرون كان الأمادة 
بنائه. وظل جوليان مهنا1[ يستشيرهم بعد ذلك بثلاثماتة سنة. 


-١‏ الدياضة الروماضية القديمة:الأرواج أو القوى الروهسية دمنسد 

عندها كان الكادى في روما العريية يقي القرابية إلى تومي ماكر 
ع1 ]1 دنالاء1» أو الإلهة الآم-إلهة الآأرض» وإلى سيرس 0665 إلهة القمح- 
فإنه كان يتضرع أيضا إلى «فيرفاكتور 02666:6زء» و «ريداريتور]ام2 مهو 1» 
و«دامبروسيتور:مامءم:,0»: و«انستيور 2مأزوه1»» و«أوباريتسور #مندعةط0» 
و«أوكيتور 06023101»: و«سريتور 101:ة5» و«سبرينكاتور 51021222101 » و«ميسور 
01 و«كونفكتور 01]ع00176©» و «كونديتور 0000101©» و«بروميتور 000 وهذه 
القائمة العجيبة من الآلهة الصغيرة اشتقت أسماؤها من العمليات الزراعية 
المختلفة: حرث الأرض المراحةل. الحرث الثاني وعمل الأخاديد؛ وبذر 
البذور وتسميد الأرضء وتمهيد التربة وتسويتهاء حتى جنى المحصول 
وتخزينه ثم صرفه من المخازن؛ فهي قوى روحية يسيطر كل منها على 
عملية محددة لكنها ضرورية:ء ولا وجود للقوى الروحية خارج نطاق هذه 
العملية. ولهذا كانت تسميتها باللغة الألمانية عم تعني آلهة لوظائف 
خاصة:, أو بتعبير أكثر قدرة على التصويرء آلة لطرفة عين (أو للحظة 
محددة)؛ ونحن هنا نعود إلى ما وراء الآلهة التشبيهية (أي التي تشبه 
والاسان) وإلى فسفيع أساس هن الخفصضاد افق وواقية. 


7 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


كرعةزقةه العرق بالساياك [للزراعية سيط امن كبا تردينة مهيا 
الأسرة؛. ويمكن أن نأخذ الميلاد كمثال لحياة الأسرة حيث نجد أن الإلهة 
أليمونا 416208 ترعى الجنين: والإلهتين «نونا ودسيم» (أي التاسع والعاشر) 
تراقبان الأشهر الحاسمة من الحمل. وبارتولا 0118تدم إلهة المخاضء أما 
لوسينا 08زعنارآء وكاند ليفراحهمع]زاء0 مدن والكارمنتس 03206065 فتقدم السحر 
والنور اللازمين للولادة الآمنة. وفي احتفال سحري تطرد الأرواح الشريرة 
بفأس ووتد ومكنسة. بواسطة 10620005 (الساطور) وبيلومنس 5تامتصسائط 
(من يدق الوتد).. وه:3اء9ء2 (الكناس) . 

كما كانت هناك أيضا كونينا هصنهدت الإلهة التى تهز المهد؛ وفاجيتانوس- 
كلاتقازع 18 الإلهة التي تستخرج الصرخات الأولى. ورومينا ممتسس؟ إلهة 
الرضاعة. وعندما ينمو الطفل نجد «ادوسا وبوتينا 20008 *» 18005» تشرفان 
على طعامه وشرابه؛ وتوجه فابوليتوس 5ناهز1نا100 تعلمه الكلام» وستاتلينوس 
ناض نطة]؟ محاولاته الأآولى للوقوفء كما كانت أبيونا 2«هءطى وأديونا 8دمع0لم 
تزاقران خرويسه وسكرنه. 

وبعض هذه «الأرواح» لا تسيطر على الوظائف بقدر سيطرتها على 
القدرة بمعنى مختلف. ومن ثم كانت القوة الداخلية الخلاقة دستمء في 
الرجل؛ وأيضا أونو 0هنآ في المرأة حاضرة تماما طوال فترة الخصوبة لا 
في أثناء عملية الجماع فحسب. وهناك آلهة أخرى كانت تتمتع بمواضع 
محلية لإقامتها. كما كان لها أسماء أخرى منها «فستا 18وء؟» ومقرها 
الموقد, والبينات 5ع:2602 ومكانها المخازن والصوامع؛ وجانوس-205 12 على 
عتبة الدار. وهناك أيضا الإله «ترمينوس كتاصتدمء1» (اله الحدود .) الذي 
يجلس على صخرة الحدود. في حين يستقر جينوس 060105 في رأس رب 
الأسرة ما داموا يعتقدون أن البذور تصدر عن الرأس. 

وتعد اللارات 13:5) 2 من البقايا الهامة لهذه المرحلة من مراحل 
الاعتقاد. ولقد بذل أصحاب النظريات جهودا مضنية لتفسيرها . ويوحي 
التشابه مع أجزاء أخرى من العالم إنها كانت أرواح الأسلاف التي تشرف 
على الخصوبة في الأرض الزراعية؛ «لارفاميلياريس ؤذنةانسة1 :ه.1» دخل 
بيت المزرعة مع العمال الزراعيينء؛ ولاركومبيتاليس 164115م007 :1.31 يحرس 
مترق اللرق الشن جلنشى هيها عند 3 مزاوع 


12 


روما القديمه 


نعود إلى القول بأن هذه في الواقع ليست آلهة؛ وإنما هي «قوى روحية» 
ولكن بعضها تتجسد في شخصيات وأصبح إلهاء قاسم فينوس كنامء7 
محايد في شكله؛ إذ أن «فينوس» كانت «روح» الحديقة بغير جنس محدد 
(أي لا ذكر ولا أنثى)؛ قبل أن تصبح إلهة الحب العظيمة. وكانت جونو 
أويونو دددة)!''". قد ارتبطت ارتباطا وثيقا ودائما بالنساء الصالحات للزواج. 
ولكنها أصبحت كذلك ملكة للآلهة. ويبدو أن اسم ساتوزلوس 005ئنالة5 
(زحل) قد أطلق على إله بذر البذورء بينما أطلق اسم نبتون أمتهامء7 على 
إله الماء. وقد بقيت الديانة القديمة للحقل والمزرعة قوية في الريف إذ 
كانت ديانة مناسبة وذات جمال خاصء فهي تتعامل مع موضوعات هامة 
في حياتهم: كما تكشف عن رغبة في التوافق مع القوى الكامنة خلف الكون 
والمعنية بمشاغل الحياة الأساسية؛ لقد كانت قوى مستمرة ولهذا استمرت 
أيضا في العصور المسيحية؛ وأصبح اسم «الوثني» يعني في الواقع «الرجل الريفي». 


2 - ظهور الآلهة: 

أن كلمة ههندس< كلمة محايدة تعني «إيماءة الرأس». ولقد ارتبط 
استخدامها بالفكرة التي تقول إن الخصوبة مستقرة في الرأس؛ وأصبح 
هذا التصور تشبيهيا (أي ينقل الصورة البشرية إلى الآلهة) ولكنه لم يستمر 
كذلك طويلا. فقد تحول «النومين» شيئًا فشيئًا إلى إله يشبه الإنسان 
تماماء ذكرا كان أو أنثى. وفي بعض الأحيان بغير جنس محددء فإله الرعى 
بالس 20105 يوجد في هيئة رجولية وأنثوية معا. والوظيفة التي كانت تشير 
إلى الإله ككل في مرحلته الجتينية الأول ضيحت الآنفيقة, وقل يجداب 
هذا الإله الجديد مجموعة من الصفات التي تتمثل الألقاب التي تطلق على العبادات. 

يبدو أن الإله العظيم الأول هفك الروفان كان هو الاله ماري صلل 
الذي أصبح في عصور تالية يعرف كإله للحربء. لكنه كان في البداية 
مرتيطا كذلك بالئزاعة والحرت: وكان الناس يتضرفون إليه تحك اسم 
مرمار تقدحة31 لكي يقي الحقول من وباء الطاعون. كما كان بوصفه 
مارميريوس 1105نادتئة1/1 هو روح السنة التي تندفع بسرعة بصولجانين 
منزوعين ثم تعود كسنة جديدة. وكان له كهنته الوثابون أو الساليون ننلة5(أي 
القفازون)”". وتوحي الأمثلة المشابهة بأنهم كانوا يقفزون لاستجلاب 


13 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


محاصيل ذات عيدان أطول. أما الاحتفالات بأعياد الدروع والتروس فقد 
تكون إعدادا للحربء غير أن رنين الرمح والترس قد يعبر كذلك عن سحر 
الرعد. ويضحى له (أي لمارس) في هذا العيد بحصان البطل في الحرب 
الذي يستخدم دمه في الطقوس السحرية للخصب. ويتقبل الإله التضحية 
بالخنزيرء والشاه؛ والثور عهنانده1-ه:0-ن9 2137 من أجل رخاء الأرض ووفرتها . 
وكان شهر مارس البداية القديمة للسنة-وكذلك بداية الحملات الحربية, 
وأعمال الزراعة-هو شهر هذا الإله؛ وربما كان في الأصل إله العاصفة, 
رغم أن هذه الفكرة لا تزال عند الكثيرين مجرد تخمين. 

وكان كويرينوس دمن ز:70'"؛ قوة روحية غامضة؛ ثم توحد مع روميلوس 
139 المؤّسس الآسطوري لروما. وقد ارتبط بمارسء إذ نجد سيرفيوس 
61315 يدعوه «مارس الموكل بالسلام» كما كان يطلق على الرومان اسم 
«الكويريتيس» عندما يجتمعون بصفتهم مواطنين أحرارا. 

أما العضو الثالث في ثالوت الآلهة التي كانت تعبد. في الأصل على تل 
الكابيتولين مناه نمو151) وأصبح هو الإله الأعظم-هو جوبتر معازم1 وهو 
مثل زيوس 5ل2-الإله الهند-أروبي للسماء-هبط إلى روما من معبده فوق تل 
مفيقة ليا فوكها نومره كنز" ارو عاذ عضي | لواف لأكرود وين وسو يسيظر 
على مجمع الآلهة حاملا لقبه «الأفضل والأعظم». ثم ارتبط اسمه على 
نحو فريد بمصير روماء وأصبحت إلهة الأنوثة القديمة جونو «هناد زوجته الملكة. 

هناك روحان آخران من «القوى الروحية»لما السابقة كتبت لهما السيادة 
في مجمع الآلهة بوصفهما من «الآلهة القومية» أما الأول فهو جانوس إله 
الأبواب الذي صوره الرومان فيما بعد وهو ينظر في اتجاهين. والثاني هو 
الإلهة فستا ١65:‏ إلهة الموقد؛ وكان يقوم عن كاد ينها لخر يعد ارق 
فستا» اللائى كن يبدأن الانخراط في سلك الخدمة فيما بين السادسة 
والعاشرة ويواصلنها (فى العصور الكلاسيكية) لمدة ثلاثين سنة17". 

أما الآلهة الأخرى فكانت تسمى 71076051165 وهى إما من الآلهة المغتربة 
أو المهاجرة؛ ومن أبرزها الإلهة الإيطالية الأتروسكانية «منيرها 2/رءه3/11» 
إلهة المهارة الفنية التي ارتبطت مع «جوبتر» و «جونو» في ثالوث جديد في 
الكابتول. ومنها أيضا الإله هركيوليس 110165 إله النجاح في الشتون 
العملية؛ والإله عطارد :ده:ه]2 «الذي يدل اسمه على ارتباطه بالتجار»(9". 


1 41 


روما القديمه 


وأبوللو 10[ومه إله الشفاء» وفورتونا 0122:ه7 إلهة الخصوبة وعرافة الإلهة 
في بارئيست مازعمعنةط وأنتيوم-تسدانا حةء والإلهة ديانا هصهنط روح الج 0195 التي 
ناجاها كاتولوس 22001115 فى ترنيمة رائعة. كما كانت عبادتها فى نيمى 
نده31 نقطة البداية لدان حيس قروزر ,قدي التهبي “ولد تمعدت 
بعض هذه الآلهة مع آلهة اليونان على أساس أن أصلهما واحد هو الإله 
الهند-أوربي. فكما أن «زيوس» هوديوس 2515 فكذ لك جوبتر هو «دى أوبيتر 
ه]زم] 21 » الأب ديوس». والآلهة الأخرى مثل هركيوليس 5ه1نه:ه11 (هرقل 
5 ) وأبوللو استعاروها مباشرة من المستعمرات اليونانية. ولما نما 
الاتخبال بالبرتان/ كفيك نوخد انه انخرى, طب الواح أ الاي ميخو كوي ني 
عراف د موس لك ا شف بلقني 1ل سي فاديا لاوطتى) ليت الم 
هي أفروديت و«عطارد» هو «هرميس». و «نبتون» 37 «بوزيدون». والإله 
#كرلكان ويدى لاله بوذا ياييسد مر وترون ني نوناق لبور وططاانا ززئة 
العنب) هو ديونسيوس (إله الخمر).. وهكذا . وكان الانتقال سهلا في بعض 
الأحياق ولكن ظوات أعلى :«فوتوس: ورضظ) ردي اتشولات ملحوظة. ومع 
الأقيرات سياه اللجكارات الرقيطةاجانية اليوتان تتسي إلى الهة الروفان: 
وقد روى «أوفيد 4 حلقاتها في كتابه «التحولات» 00000 
لكن يصح عموما أن نقول أن أمثال هذه الحكايات تشير دائما إلى تأثير 
يوناني» لآأن الروح 2منصداة عند الرومان ليست لها حكايات. 


3 - السلم ١م‏ لس : تتروءط عروط 

كانت مهمة الدين هي تأمين رضا الآلهة عن طريق تقديم القرابين 
وتأدية الطقوسء وإقامة الاحتفالات المناسبة. وكان تقديم القرابين يثم 
بأيدي جماعة الكهنة و5ءء#5ناده2: وكان للحير الأعظم نجه عرع نا مط 
مكانة سياسية عالية. حتى أن قيصر 7" بطبعه المتشكك تولى بنفسه هذا 
المنصب. وكان يشترك في الخدمة مع «الحبر الأعظم» أربعة من كبار الكهنة 
هم «كاهن القرابين» و«كاهن جوبت». و«كاهن مارس» و«كاهن كويرناليس». 
ووكاهن يمويكي يحضي الجموعة خاضة من اللمتوعات اللمرقة. علا يجوز له 
أن يركب حصاناء ولا أن يرى جيشاء ولا أن يقسم يميناء ولا أن يضع خاتما 
في إصبعه أو رباطا معقوداء أو أن يخرج في الطريق حاسر الرأسء أو 


15 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


يستخدم الحديد في قص الشعر أو تقليم الأظافرء أو يسير تحت كومة: أو 
يلمس كلبا-وتلك أمثلة قليلة للقيود الكثيرة التى يمكن أن نتعقبها إلى معتقدات 
السحرء وهناك تقويم محكم نشر رسميا عام 4 ق. م وإن كان تاريخه 
أقدم من ذلك بكثيرء وهو تقويم بالآيام التي يسمح فيها القيام بممارسة 
الأشغال العامة أو يمنع. وتلك هي الفاستى 1251 (الأيام المقدسة) . وكان من 
الضروري اختيار الضحية المناسبة لكل قربان» بحيث تراعى الطقوس بدقة: 
وتتلى الصلوات المحددة. ومع ظهور الإمبراطورية عين كهنة جدد لإدارة 
شؤون العبادة فيها. 

وطائفة الكهنة العظام الآخرين هم المتطيرون دوده*2: الذين كانت 
مهمتهم تفسير إرادة «جوبتر» بمرافبة تحليق الطير. وطائفة الخمسة عشر 
كاهنا كانوا يعنون عناية خاصة بالكتب السبيلية ومناانرطة2709 . ولكن كان 
هناك كهنة آخرون إخوان أرفال دععطاء:8 264,1 الاثنى عشر الموكول إليهم 
الإشراف على خصوبة الحقول والذين بقيت ترانيمهم إلى اليوم. وجماعة 
تيتوس 11005 الذين يرعون طقوس السابين 6هذ50 القديمة2”7: كما يتحملون 
جانبا من المسؤولية عن موضوع التطير (التنبوٌ بحركة الطير)؛ والفتيالي 
وهلدناع 2 الذين كان اختصاصهم التصديق على المعاهدات, واللوبرسى 
:ومتآ أو إخوان الذئب الذين يحتفلون بطقوس السنة الجديدة فى شهر 
فبراير من كل عام: والساليون 50111 أو الكهنة القافزون الذين كانوا يقومون 
غلى خدمة الإلهين «مارس« و«كويرينوس كي ) . 


4- الدين السياسى: 

امتدح المؤرخ اليوناني بوليبيوس هدناءزا80*” الأرستقراطية الرومانية 
في الوقت الذي نجد فيه القديم أوغسطينء اللاهوتي المسيحيء يدينها- 
والمدح والإدانة معا بسبب استخدامها للدين كمخدر للشعبء ففي عهد 
الجمهورية ظهرت نتيجة للضغط السياسي في أوقات الآزمات؛ بدع جديدة 
من خلال الكتب السيبلية. وهناك حكاية تروي عن كيفية حصول املك 
تاركوينس «ننان:ة7 على آخر ثلاثة كتب سيبلية لقاء ثمن كان يمكن أن يحصل 


به على تسعة لأنه خدع في المساومة. وكانت سبيل الإاز5ة شخصية تنبئية 


غامضة تنسب إليها أشتاتا متتوعة من التنبؤات: وربما تم تنظيم هذه الأشتات 


710 


روما القديمه 


عام 367 ق م؛ أو قبل ذلك. وقد أدخلت على الاحتفالات بأعياد الآلهة 
احتفال الكتسترينوم «تناتدمه]5ناءه.1 الذي يظهر فيه أزواج من الآلهة متجسدين 
ف الماقيل تصدية مسحوفة وعالتبيين علق إزائكوقصب آماتها الرلاكم 
بمازسير اركب لديل ]دموكب الكبواطة إلى الأفيده وهاقها ترق ا لشيلي: 
والترضيه كي الطعاد والمشاهك غير اللالرظة والبيع كما يقدم تركيه تافل 
في صورة مسابقات مسرحية ورياضية. 

والكتب السبيلية مسؤولة كذلك عن ظهور عبادات جديدة. وفي فترة 
مبكرة من أعوام 496- 493 ق. م كان هناك معبد مخصص لعبادة الآلهة 
كيريس م230 والإله ليبر :1ءط1] والآلهة ليبرا عط 011 .وهم عند اليونان 
الإلهة ديمتر والإله ديونسيون والإلهة برسفوني قضت بإقامته العرافة 
السبيلية. وفي عام 293 ق. م انتقل إله القشاء إسسعي سين كأناطة [تاعوع م 
(وهو اسكليوس 5ذتامءاطءوثى عند اليونان) في صورة أفعى إلى الجزيرة عن 
طروف لور شمر نوفا قزق تمد سني قاد وي وجا رق رميو 
0 .. وفي عام 205 ق. م أحضر القائد المتصوف «سكيبيو منمنزه5» 
«الآم الكبرى» في هيئة الحجر الأسود من (يسينوس 5تامزووء0) . والواقع أن 
هذه الكتب كانت في أنشط حالتها أثناء الحرب مع هانيبال ونكباتها المروعة, 
فالثاس يرجموق إلى الديق في اوقات الحرب؛ 

وش خخ العامة هذه المشاكل محدية شد يدة ينما كؤاين الشف يهنا عثد 
الطبقات العليا. وعندما قيل لكلوديوس بالكر 2عاءانظ وسذسرو2© أن الدجاج 
امقس رقض الأكل ا(وقو خدير شوم نخظير) كال «دعيما إذن تشرب: خم 
اقذف بها في البحر». أما فلامينوس هدندنمة751*". فقد أهمل بإرادته 
واجباته الدينية. وأما مارسيلوس ود1اءه:313 المتطير النبيل: أثناء الحرب 
الروية القاجة كح كن ملح مع الحساه كين لا يرى الخد الاخويرة 
وكأن هذا العمل سيقضي عليهاء وبحلول القرن الأول أصبح المتطيرون 
مدعاة للسخرية والتندرء حتى أن أحد الملاحدة تولى منصب الحبر الأعظم 
لأغراض سياسية. 


5- اخ مبراطور أغسطس: 
عشف الانيراظور اتفسيطين خرغة القك الحابةر عقن لذ من الحرمن 


717 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


مبلغا يمنعه من أن يكون مخلصاء صحيح أنه كان يؤمن بالخرافات؛. ولكن 
يصعب أن نصفه بالتدين. غير أن حاسته السياسية أشارت عليه أن يقيم 
لحكمه أساسا دينيا. قفي عام 29 ق. م أغلق معبد «جانوس» مما يعني نهاية 
الحرب. وفي العام التالي 28 ق. م عهد مجلس الشيوخ للحاكم بحق تجديد 
المعابد بحيث استطاع فيما بعد أن يفاخر بأنه عمل على تجديد اثنين 
وثمانين معبدا . وفضلا عن ذلك فقد شيد مباني جديدة كان أعظمها بغير 
منازع هو معبد«أبوللو بلاتين» إله النور والثقافة الذي أشرف على الانتصار 
النهائي في موقعة «أكتيوم». وكان شعارا ممتازا للعهد الجديد؛ كما أقام 
معابد أخرى لوالده بالتبني يوليوس المقدسء ولجويتر إله الرعد, وللاله 
مارس. والإلهة فينوسء ولمارس المنتقم ولفستا. 

وسار تجديد المعابد مع تجديد الشعائر الدينية في خطين متوازيين؛ 
فقد شرف أغسطس منصبه بأن تقلده بنفسه؛ وجعل من نفسه عرافا 
وعضوا في قائمة الخمسة عشر. وعندما مات ليبدوس 5دنالزمع.آ عام ١2‏ ق. 
م أخذ أغسطس وظيفته وأصبح هو «الكاهن الأكبر» أو الحبر الأعظم 
115 2ر1 ناده2 . وبعد أن ظلت وظيفة كاهن الإله مارس شاغرة لأكثر من 
نصف قرن ملت مرة أخرىء فقام الكهنة بتقديم القرابينء وانتعشت المعاهد, 
وتجددت الطقوس الدينية وأقام أغسطس في عام 7 ق. م «الألعاب القرنية,4©, 
إيذانا بافتتاح عصر جديد فكانت مثلا جيدا على ذلك. ولدينا بالمصادفة 
مذكرة عن سيرة حياة أغسطسء نص من العرافة السبيلية التي توصى 
بتنفيذ الطقوس الدينية» تشرح هذه الطقوسء ونقش على نصب تذكاري 
يحتوي على رسالة لأغسطسء وقرارين لمجلس الشيوخ. ووثائق لقائمة 
الخمسة عشرء وترنيمة «هوراس» التي كتبها بذكاء. ولهذا نستطيع أن 
نقتفي أثر سيطرة الموت والحياة الجديدة: والتطهر والتجديد, والدين 
والخصب. والأخلاق. وهناك شاهد آخر هام هو «مذبح السلام 2ه عدناىم 
معهء2» ومواكب التماثيل المهيبة والألواح الخشبية على الجدران التي تمثل 
«الأم الأرض» وأينياس ودعو (35) وهو يقدم القرابين لربات المدفأة ومنومعم (36) 
وتنشئة رومولوس وريموسء والشخصية المقدسة لروما على كومة مكدسة 
بالسلاح. ويشارك في ذلك الشعراء وإن كانوا أبيقورين بحكم تكوينهم, 
فهوراس 10:206]!””' يسهم بمطلبه في تجديد المعبد وبأناشيده. وفرجيل 7*) يركز 


718 


روما القديمه 


رؤيته على روما الخالدة فى سياق التجرية الدينية. بل أن أوفيد 4ذ9!0) 
شغل نفسه فاهتم بالتقويم الديني. 


6- عبادة اله مبراطور: 

تعلمت روماء نتيجة احتكاكها باليونان: أن تنسب ألقاب الشرف المقدسة 
إلى الأفراد. ففي عام 212 ق. م. أقيم احتفال على شرف مارسليوس 
5ناماء »131 في سيراقوزه. وفي عام ١95‏ ق. م منح فلامينينوس 5ناتمتصه11 في 
مدينة خالكيس 01315 مرتبة الكهنوتية التى بقيت طوال ثلاثة قرون. 
وأنشدت ترنيمة للامبراطور تيتوس 711:5 وزيوس وآلهة روما تنتهي بعبارة 
«تعماك يا أبوللىو نعماك يا تيتوس يا مخلصنا». وفى مديئة «افيسوس» كان 
هناك هيكل لآلهة روما ول «ب سرفيلوس أزوريكوس مناعتكتنة؟1آ دساتاتكه5.ط» 
الذى كان فنصلا من».46 حتى عام 44 ق. م. وكان «خيرس 41 الشهير 
موضع تبجيل في قبرصء وقدمت آيات الشرف لشيشرون وشقيقه كوينتوس 
015 .: ولكنهما رفخضاها . وقبيل سنة أو سنتين من ميلاد السيد المسيح 
أقيم احتفال ل «بولس فابيوس ماكسيموس كناتضتءتة]8 دناثط 173 15[اننة2» ارتبط 
بعيد أبوللو سمينثوس .1062 1دم5 وارتبط الاسمان حتى ظل الاحتفال بهما 
معا تحت اسم سمينيثا-بولس في طرود 94و *المدة قرنين بعد ذلك. 

وفي أقصى الشرق وفي الجنوب كان تقديم الشرقيين للملك أمرا مألوفا 
ولقد نظر الرومان إلى الفكرة بافتتان ورهبة. فقلد بومبي0 الاسكندر 
الذي افج علق الالرومية لاغرا من منياسية :ركان قشر على الأقل» ولينل 
ديونسيوس أوزريس زوج كليو بطرة-إيزيس ملكة مصرء وأطلقا على طفليهما 
اسم الشمس والقمر. 

وأقام أغسطس بحاسته السياسية البارعة نموذجا للمستقبلء فكان 
عليه أن يصبح في مصر الملك المقدسء لكنه كان حذرا في أماكن أخرى فلم 
يشأ أن يرجع الرومان لاقتراف الإثم مرة أخرى في حق الحكم. لقد كان 
لدى اليونان جمعيات مختلفة لشتى الأغراض تسمى الكوينا 2«ذه1 وقد 
يسمح لنفسه أن ينال وحده شرف التأليه إذ لا بد لاسمه أن يقترن باسم 


70 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


روما واللارات وعنه.آ. من روما أخذن لقب-5نآ 111 11[ أي ابن الإله (يوليوس). 
ويوحي هذا بأنه يشبه هرقل 04 الذي هوابن إله أيضا وضمه 
مجمع الآلهة إليه نظرا لخدماته في سبيل الإنسانية. وهذا هو السبب فضي 
تقفريع «تبريوس 5داتهء110» لأحد رجال حاشيته المنافقين عندما تحدث عن 
«واجبات الإمبراطور المقدسة» إذ عنّف الإمبراطور ذلك «المجتهد» وكان 
توبيخه لنفاقه الذي يشير إلى ألوهية المستقبل لا ألوهية الحاضر. 

أما المصابون بجنون العظمة من أمثال «كاليجولا دادوناه0».: ونيرون 
ودوميتيان مدنانه2 فهم وحدهم الذين طالبوا بأن يعبدوا في حياتهم: وأن 
ينظر إلى كل منهم بوصفه سيدا وإلها 5ناءط يت دتاستصرهطآ أى مالف للعبيد 
وإله للفانين). ومن هنا كان رد القديس يوحنا (صاحب الإنجيل المعروف) 
على ادعاءات «دوميتيان» أن جعل «توما» يؤكد أن المسيح هو السيد الحق» 
وهو الإله الحق©. وكما أن بنية السماء تعكسء في الأعم الأغلبء بنية 
الأرض؛ فقد كان مجمع الآلهة يصوّر على أنه نوع من مجلس الشيوخ السماوي 
الأعلى. مضاقفا إليه أعضاء مختارون لجدارتهم. ومن ثم ظهرت عملية 
تأليه الأباطرة الممتازين بعد وفاتهم. حتى أن «فسبازيان صدنفة مده؟» القائد 
المتبلد عندما شعر بسكرات الموت تقترب. وكان قد احتفظ لآخر لحظة 
بروح الدعابة7”*-صاح «آه يا عزيزيء وا أسفاه! أظن أنني صائر إلى أن 
أكون إلها»...! 

ولقد كان ذلك بالطبع دينا سياسياء فلم يكن في استطاعة آلهة الأولب 
أن يقيموا إمبراطورية موحدة. أعني إمبراطورية مقدسة قوية. أما في 
روما فقد أصبح الإمبراطور إلها لآنه إمبراطورء وهو مركز العبادة على 
نحو ما كان اينياس 635م46 مركز الانيادة بوصفه رمزا لروما2" . ومعنى 
هذا أن العبادة تحصل على أهمية خاصة من أطراف الإمبراطورية: من 
بريطانيا حيث ظهرت منن البداية عبادة كلوديوس 01300105: ومن آسيا 
حيث تنازعت المدن حول أحقيتها في لقب راعية المعيد 9 و2160 في 
العبادة الرسمية للمقاطعة. واستمرت عبادة الإمبراطور فى القرن الثالث 
إلى أن غير أورليان مدناءسة/” مبدأ الحكم فكديكا اليه لعي هو الله مهنا 
مهد الطريق أمام الإمبراطورية المسيحية على الرغم من أن شخصية 
الإمبراطور قسطنطين ظلت تتلقى التوقير والتبجيل!2©. 


روما القديمه 


7 - مغاطعات ام مسر اطور يدة: 

يكذ | جايس الأديراظووية البرووائية امكو فيه فزوها تع دنم كاك 
ذلك :هو سرها ..وكانت هذه العملية تس من التاحية النينية «التاويل 
الروماني». أو الفهم الروماني لآلهة الأجانب واعتبارها آلهتها الخاصة. ولا 
بد أن نتذكر أنه كانت هناك عملية تناظر هذه العملية؛ وهي قيام المقاطعات 
باستيعاب آلهة الرومان لتصيح الهتها الخاصة: 

وتقدم لنا مقاطعة بريطانيا مثالاً جيذا على هذاء فقد كان هناك عدد 
كنيرهن ا لقنية الكائية عصها الئةمحلية فاناءوووكبها الكجرهر سه هن 
طريق أوربا . وهذان النوعان من الآلهة متشابهان في ذاتهما وفي اتحادهما 
مع مجمع الآلهة الروماني. ضفي باث(!*, اتحذت آلهة الينابيع الحارة سوليز 
وذآن؟ مع منيرفا 72مءم311: وكان التصميم الهندسي لمعبدها كلاسيكياء أما 
النضيع حلم يكن كقلك م وفى هذيكة ردكي كلى لمن شه ه50 تعد از 
قوو انرز ودفو الذى لكتكافه لكا الالساملير ماسم لالت لين كان شن لمعه 
معبد جميل في القرن الرابع الميلادي. وأصبحت برجنتيا خناصةعة:8 في 
الشمال حورية البحر «مابونس 15ادهمة81»: أو «مايون هم31000» واتحث إله 
الشباب مع الإله أبوللو. وكان من الطبيعي أن يقدم الإله «مارس» ليكون ربا 
للحتو بوويات مخطلفة ب وكان الزومان أحيانا وتجلارق إنها فحليا مدل 
«جنيوس كلاتاء6» أو روح المكان. وتحولت الإلهة الكلتية مشاهدة مباني 
معبد كلوديوس في «كولشستر 6 وفضلا عن ذلك فقد جلب 
الجتون والتجار فعهم أثواها مخطفة من عبادات الشرق مكل عبادة الآلية 
«مترا» والإله أبوللو من «دولخى ودءناه2» وإيزيس و«سيبيل» والآلهة السورية. 
آنا كيف وحيات إلبيع الدرانة للرسيهية هية انها الأ قير كد و كن كاد اهف 
بريطانيين حضروا المجمع الكنسي في آرليس 27,106" عام 314 ميلادية, 
كما أن هناك نصبا تذكاريا رائعا في كنيسة ليلنجستون عدماوعهنالان:آ ومريع 
الكلمة في مدينة سرنستر #عاوععمع01) والفسيفساء في هنتون سان مارى 
اتة]/ط .51 اماصنا] . 


8- السحر والخرافة: 
جاء التنجيم إلى الغرب من بابل؛ وشجع عليه الموسوعي الرواقي «بوزيد 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


وئيس وناتد وك نومص (54) فقد كان الرواقيون والأقلاطونيون في صف التنجيم 
في حين كان الأبيقوريون والمسيحيون ضدهء وتفترض نظرية التنجيم وجود 
علاقة بين الناس والنجوم «فنحن نشارك الكواكب في القدرات والمشاعر». 
ونا كان مسار وزحل».يظيكاء فقن اعتفدوا آنه يجفل التاس كسساك: آما 
كوكب الزهرة فهو المشرف على الحب؛ في حين أن كوكب المشترى نماتمنال 
نمت الناس القوة: وعظارن ييارك العجارة وارقيطة الأش يله الشعاء: 
والبرج الذي يحمل هذا الاسم يساعد على الشفاء. وكان التنجيم شبه علم: 
كما كان حساب خرائط البروج عملا معقدا . وكان يطلق على المنجمين لقب 
الرياضيين أعنةتمعطنة/ا . 

وانفجرت الحركة في عهد تبروس ودف,71:0”* الذي اعتكف في كابري 
وطعه حكن فخ البابايين من وض ذلك لوقك كني هاليايوين نانم الرواقي 
فصيدة في التنجيم, وريما اعتبر التنجيم بما فيه من إيمان بالقضاء والقدر 
ركيزة للوضع القائم؛ وربما شجع كذلك على الطموحات الخطرة: ولقد كان 
المنجمون يقعون بين الحين والحينء وإن كان التنجيم لم يمنع أبدا لفترة 
طويلة. وفي عهد الإمبراطور ماركوس أورليوس كتب فيتس فالينز 5دنلاه7؟ 
5 وهو في حالة وجد.ء عن مشاركة المنجم للآلهة. واستخدم ستفانوس 
560000 البيزنطي اللغة نفسها. تقريباء في القرن الخامس الميلادي. 

لقد كان التنجيم خرافة منتشرة على نطاق واسع؛ لكنه لم يكن سوى 
خرافة واحدة بين خرافات كثيرة. ويكفينا أربعة أمثلة: 

أ-استخدم السحر لأغراض طبية؛ فكتب الحجاب السحري للوقاية من 
المرضء ولدينا تعويذات مثل اهرب يا عفريت داء الكلب من حامل هذا 
الحجاب». وكان بلني يؤمن إيمانا غريبا بالخرافات؛ من ذلك أنه كان ينصح 
لعلاج الصداع أن تلتقط حشائش نمت فوق رأس تمثال ثم تلفها في قطعة 
قماش وتربطها حول عنقك مع قطعة من خيط أحمر. 

ب-اللعنات التي تنقش في الأعم الأغلب. على رقائق معدنية ثم تدفن 
في التراب وهي تصلح لمناسبات متنوعة: فأحيانا يكتبها أولئك الذين يفشلون 
في الحبء وأحيانا المقامرون الذين يريدون إضعاف جياد السباق التي لم 
يراهنوا عليها. وهناك مثال نموذجي وجد بجانب عين ماء بالقرب من 
أريزو 220عنث يصب اللعنات على شخص يدعى ك. ليتوريوس بويوس 


روما القديمه 


مآ 5لا ثتتااء.آ.0 ويسمى أيضا كوكاديو 0630150ه© ويستعدى عليه عرائس 
البحر أو المياه المغلية لتقضي عليه خلال عام. 

ج- ويروى المثال الثالث عن اكتشاف ممتع في برجامم ملاوع 5 (56) 
عبارة عن عدة المشعوذ. وهى منضدة برونزية ذات ثلاث أرجل منقوش 
عليها بإتقان صورة آلهة الظلام فيكاتي عنهء116؛ وطبق مستدير عليه علامات 
سحرية؛ وخاتمان. وواضح أن الخاتمين يعلقان بخيط فوق الوعاء ليشيرا 
إلى الرموز المناسبة كلما اهتزا. ولقد وقفنا على قضية أثارت الرأي العام 
في القرن الرابع شملت أدوات مماثلة استخدمت لتحديد خليفة «فالنز 
واعبلة/ ». 

د-في استطاعتنا في النهاية أن نذكر أبيليوس ودذهالامة/”: فقد كانت 
قصته «الحمار الذهبي» مليئة بالسحر والشعوذة. وقد يكون ذلك مجرد 
جانب من تراث رواية القصصء ولكن إقبال القراء عليها في ذلك الوقت 
أمرله مغزاه. بيد أن هذا الأديب نفسه تزوج من أرملة ثرية اتهمته أسرتها 
بأنه سحرهاء وكانت التهمة مضحكة لسخافتهاء وتمكن أبيليوس بمرافعته 
الحاذقة من السخرية منها أمام المحكمة؛ ولكن وصول هذه القضية أصلا 
إلى المحكمة يكشف عن سيطرة الخرافة على هذا العصر. 

ول «بلني» الأكبر” هنا أهمية خاصة:؛ ففي شخصيته جانب من الرجل 
العقلاني الذي يهاجم استخدام السحرء ولكنه مع ذلك يؤمن بالعين الشريرة 
والتخفيء وبتغيرات الجنس <أي التحولات من جنس لآخر). وتأثير القمر, 
والقوة المرعبة لدماء الطمثء والأعداد الوترية» وبالدوائر السحرية:؛ وبقوة 
الحديد, والتأثير الوقائي للبصقء. واستخدام الوصفات السرية أو السحرية 
الغامضة. 
9- الحياة بعد الموات: 

كانت المعتقدات العامة عن الحياة بعد الموت في المجتمع الروماني معقدة 
بنفس درجة تعقيدها في معظم المجتمعات الأخرى. فقد كان الأسلاف في 
التراث الروماني على نفس درجة الأهمية التي كانوا عليها في التراث 
الأفريقى. فكان الرجل الأرستقراطى يحتفظ بتماثيل أو أقنعة لأسلافه 
لكل ينتس متها ينها في الظروفه الحداسية, وكاتك: تلاز جات ده مير 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


بصفة عامة عن أرواح الأسلاف. وكان المعيار الأخلاقي لروما هو ال 7105 
0 أي طريق الأسلاف. أما «الدي مائز 9 12» فهي أرواح الموتى 
التي يشعر نحوها الرومان بالهيبة والإجلال. وكان عيد الوالدين الذي يقع 
في شهر قبراير 8118اد6:ة2 هو في الواقع عيد الأموات أي عيد جميع الآرواح. 
ويحتفل به أساسا داخل الأسرة أكثر مما يقام في مكان عام. 

وامتدت المعتقدات الشعبية إلى «الأشباح» (وهناك قصص ممتازة عن 
الأشباح عند شيشرون وبلني)-وإلى السحرة القادرين على استحضار أرواح الموتى. 

واجتمع الإيمان بالشياطين والعفاريت عند الأتروسكينء والإيمان 
بالأسطورة اليونانية لتعزيز الخوف من العقاب بعد الموت الذي سخر منه 
شيشرون وسينكا؛ لكن الأبيقورين شعروا أنه مفروض على الآخرين؛ غير 
أن النقوش على شواهد القبور لا تكشف بصفة عامة عن خوف ولا عن 
رجاءء وإنما يعبر بعضها عن الآسف لأن المتوفى ترك متع الدنياء بينما يعبر 
بعضها الآخر عن الرضا لأنه أفلت من متاعب الحياة: والصيغة الشائعة 
للتعبير الأخير هي «أنا لم أوجد. ولست بموجود. ولا أبالي». وبعض النقوش 
الأخرى تتحدث عن «النوم الأزلي». والدليل الرئيسي على الأسف مرتبط 
بالقبور التي كانت تقع على جانبي «طريق ابيا دذممه 097:3/*) الذي كان قد 
صمم أساسا ليكون «دار الموتى». وكان يلحق بهذه القبور أحيانا غرف طعام 
ومطابخ حتى يستطيع الأحياء المشاركة في مأدبة تقام لتكريم الميت بمناسبة 
الاحتفال بذكرى يوم ميلاده وفضلا عن ذلك فمنذ عصر هدريانس حتى 
القرن الثالث ونحن نجد سلسلة من التوابيت الفخمة التي تصور مناظر 
ترمز إلى الفنانين الذين دخلوا دار الخلود . ويتخذد ديونسيوس من «ماريان» 
عروسا له أو يظهر في هيئة المنتصر. ويجتاز «كاستور 25008©» وبولوكس 
عجنلاهم(61) مع بنات ون ك7 ,62 الياب إلى حياة جديدة. وترمزر 
ربات الفنون 1/0565 إلى لمسة الإلهام الإلهي. أما برومثيوس فيخلق الإنسان 
ويهبه الحياة. ويظهر هرقل وهاده:ه11 وهو ينجز المهام التي من أجلها وهب 
الألوهية مكافأة له. وتتحدث مناظر المعارك والصيد عن الانتصارات» 
وأندميون دمنم:09م8 أيقظته سيلين عدءاء5 0 أما دورة الفصول فتنبئ 
بميلاد عام جديدء وأما الناريدات ولنعه]< أو التريتون و71 /قتصور 
الرحلة إلى جزر البلست 81656 بأسلوب اعتمد على زخرفة الأمواج وأصبح 


84 


روما القديمه 
بعد ذلك نمطا ثابتا. فى حين تؤكد الزهور والأكاليل وجود الحياة. 


0 - الشمس: 

كانت الشمس فى أجزاء متعددة من الشرق موضوعا بارزا للعبادة ففى 
فلاف الور 0 وجد تراث قديم لعبادة الشمسء وفي عدر قات 
الشمس على المدى الطويل الإله الرئيسي بين الآلهة؛ وفي سوريا كانت 
السيخة فى هيه مده رويك" معروف هون اليوتان ناس هابوتوليسن 
أو مدينة الشمس92. أما فى فارس فقد كانت الشمس أحد الضباظ 
الأساسين لأهورامزداء في كدر اغنة مع الظلام. وكان ل «سول 2501 إله 
الشمس عبادة قديمة في روماء ولكن في عصر الإمبراطور أغسطس حل 
أبوللو محله. وكان من الطبيعي مع تحرك مركز الجاذبية للامبراطورية 
الرومانية تجاه الشرق أن تزداد عبادة الشمس قوة. ولقد كانت قوية بالفعل 
في الدعاية للامبراطورية فكان بيت نيرون الذهبي مسكنا ملائما للشمس 
المجسدة كما أضفى أنطونينوس 4701505 على الشمس احتراما خاصا 9 

ولقد أصبحت عبادة الشمس مهيمنة فى عهد أسرة سيفروس ونطع به (69) 
فكان إله اللاسس يصو رسع 'للهية وسيفروس 086606 اتنيز واعهذ 
الإمبراطور لقب الذي «لا يقهر 5ده01م1» وكان هو اللقب الخاص بإله 
الشمسء وكان ذلك تطورا طبيعياء فالشمس رمز توحيدي رائع ونقطة 
تجميع للإمبراطورية بأسرها. فقد انحطت قيمة الدين القديم. كما أن 
اغتصاب العروش جعل من الصعب أن يعامل الإمبراطور بوصفه نقطة 
مركزية للعبادة. وحتى مبالغات الإمبراطور هليوجابولس ونلةطهعهناء72!]1) 
لم تستطع تدمير قوة الرمزء غفي عام 274 م نصب أورليان مدناءسه!!” إله 
الشمس إلها أعظم للإمبراطورية الرومانية. 

وقال إرنست رينان2 ذات مرة لو أن المسيحية انهارت لكان العالم من 
أتباع مترا :ونم,ط2/01؛ لكن هذا غير صحيح فلو انهارت المسيحية لسادت 
عبادة الشمس ولكن في صورة أخرى غير صورتها الفارسية. والواقع أن 
مسيحية الإمبراطور قسطنطين كانت مسيحية مبهمة غامضة؛ فأسرته 
كانت تدين بالولاء التقليدي لإله الشمسء ولقد جاءته الرؤية الشهيرة للصليب 
من الشمس وهو في طريقه إلى روماء وواصلت الشمس ظهورها على 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


ماسكه من نقود خلال عشرة أعوام: وعلى فوس النصر الذي أقامه في 
روما. ويحمل تمثاله المقام في القسطنطينية التاج المشع لإله الشمس 
إلهه إلها للقوة. لكنه لم يكن أبدا إلها للحب. ومعنى ذلك أن الشمس لم 


-١ |‏ الديانة الشخصية: 

تحول الناس من أجل الديانة الشخصية إلى «ديانات الأسرار» التي لم 
تكن طقوسها السرية معروقة إلا للمنتمين إليها وأشهر ما هو معروف من 
هذه الديانات ديانة «اليوسس وأكلاع81» والتى كانت لا تزال قوية هنك 
شيشرون وبلوتارك. وتنكشف فوة ديونسيوس بصورة طاغية؛ في فيلا 7/1112 
الأسرار .فى بوهبى :نودو92: حيث توجد السلسلة الفخمة من الرسوم 
الجدارية التي تبين عملية الترسيم كلها والتي يشرف عليها الإله. من قراءة 
لتراتيل الطقوس الدينية. إلى تقديم للقرابين. ورضاعة الرضيع؛ والتنبؤ 
بالغيب: وكشت التقاب عن القضيب العامطن: والخلد بالسوط أو طفوين 
الموت؛ ورقصة البعثء والإعداد للزواج المقدس وكلها تعبر عن سجل رائع للعبادة. 

ولقد جاءت أسرار «إيزيس» و«أوزريس» من مصر حيث كانت إيزيس 
هي الإلهة المنفذة, بينما كان أوزريس هو الإله الذي مزق أشلاء ثم ولد من 
جديدء وكان المتوفى في مصر يتحد مع أوزريس في هوية واحدة ويخاطب 
على إنه أوزريس. كانت إيزيس وأوزوريس يقدمان الحماية في هذا العالم, 
وكذلك في العالم الآخر. وكانت رواية أبوليوس«الحمار الذهبي» التي كانت 
مغامراتها الحية تخفى وراءها هدفا حادا هى شهادة واضحة على افتنان 
كاتب روماني من أصل أفريقي بعبادة إيزيس. 
أسرارها. فدخول العضو في الجماعة يتم عن طريق التورويوليوم 
دسناوطامسسه] أو التعميد بدم الثور الذي اعتقد البعض أنه يجلب حياة أبدية() في 
حين أن البعض الآخر كرر الاحتفال نفسه بعد عشرين سنة. وقد سجل 
وجود التعميد في بوتيولي نامءنم747 في بداية القرن الثاني الميلادي. وصلتنا 
الصورة الحية التي وصفها له برودنتيوس-ددانامءودم7” في القرن الرابع. 


كن 


روما القديمه 


وفي الأصل كان أولئك الذين وهبوا أنفسهم للأم يتوقع الناس منهم إخصاء 
أنفسهم؛. مضحين بخصوبتهم من أجل خصوبة العالم. لكن ذلك لم يعد 
قائما منذ عصر كلوديوس 0105داة01: وانتشرت العبادة في عصر الإمبراطورية بين 
جماهير الشعب وكانت هذه العبادة شائعة فى الإمبراطورية. 

وكان الإله «مترا» هو الإله المخلص قن الفرس وهو إله القبة الزرقاء, 
وحليف «أهورا مزدا». وكان الترسيم يتم على سبع خطواتء فالمراتب الدنيا 
أو الخدم :71:0:5-56 كانت هي الغراب؛ والعريسء والجندي. والمراتب العليا 
أو المشاركون كانوا: الأسدء و «الفارسي».: ورسول الشمس والآب. ويتضمن 
الترسيم اختبارات حقيقية أو رمزية للقدرة على التحمل. ولم تتطلب الديانة 
«المثرية» أعدادا كبيرة على الإطلاق فا معابد (المزدانة بنقش بارز على الحجر 
لمترا وهو يقتل الثور الذي يرمز بدمه للحياة) كانت صغيرة باستمرار؛ كما أن أعضاء 
الديانة في معظمهم من الجنود والتجار مع بعض الخدم المدنيين؛ واختلط التنجيم 
بالعبادة التي فرضت متطلبات أخلاقية ووعدت بالنعيم المقيم بعد الموت. 

لقد كانت المسيحية إحدى ديانات الأسرار الشرقية . وكانت عوامل تأثيرها 
متعددة: شخصية مؤسسها القوية الساحرة: نوع الحياة والصحبة؛ وكل ما 
كانت تعنيه الكلمة الجديدة «أجابى عمدوثة» أي المحبة (الحب المسيحى) 
والكراكة القن اصطييت ابام مكل اترمس 0:22:16 وقرين غواده اق تميقا 
فط ر0) . وض أعقبهن فى القرن الثانى شهيدات مثل ملكقريةا لاصلص 81 
وبريتوا دتاعمعءم ةن لاف عننا كان هناك التنظيم القوى للكنائس» 
والاقتناع الذي قضى على الخيارات الكثيرة في العالم القديم وواجه 
الاستشهاد بشجاعة (واعتبر الدم المسيحي بذورا) ورسالة الأمل لكل البشر. 
ولقد عبر الباحث أ. د . نوك عاء48.2.510 عن هذه الفكرة تعبيرا جيدا بقوله 
«لقد كرك للمسيحية أن تجعل هذه الأسرار ديمقراطية». 


67 


© © 


"يران القديمه 


إيران» أو فارس كما كانت تدعى في يوم من 
الأيام؛ تنغلق داخل مثلث من الجبال ويقع في قلبها 
اثنان من الصحاري الملحية تبدوان قاحلتين لدرجة 
أن صحراء جوبي 001 تبدو خصية بالقياس 
إليهما”". وبسبب الجبال الشاهقة التي يبلغ 
ارتفاعها5500 م ١8(‏ ألف قدم) تعتبر إيران أرض 
تقابلات عظيمة. فهناك أدغال استوائية يالقرب 
من بحر قزوينء وهناك أيضا مناخ البحر المتوسط 
في وديان الأنهار في الجنوب الغربي. ولقد أظهرت 
هذه الاختلافات ثقافات مختلفة؛ كما أن الجبال 
جعلت الاتصال بينها صعبا. وعلى حين يخضع غرب 
إيران لتأثير بلاد ما بين النهرين: واليونان» وروماء 
فإننا نجد شرق إيران يخضع لتأثير الهند بل و 
لتأثير الصين. وهكذا تقف إيران كجسر بين الشرق 
والغرب. وهي حقيقة لم تؤثر في دينها فحسب. بل 
جعلت من إيران أيضا ملتقى روافد تاريخية عديدة. 

تحركت موجات من الآريين. وهم شعب بدوي 
مولع بالقتال-حوالي عام 1000 ق. م إلى داخل إيران 
ق. م كانوا قد احتلوا الأرض. ولقد كشفت ديانات 
الهند وإيران معا-تحت التأثير الآري-عن عدد من 


إن 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


الخصائص المتماثلة. فهناك عدد من الآلهة يظهر في كليهما (على سبيل 
المثال الإله مترا)؛ وهناك تصورهما المتشابه لنظام الكون: كما كان لطقوسهما 
الدينية الكثير من السمات المشتركة. 

وتكشف ديانة الآريين عن طريقة حياتهم: فهي ديانة شعب يعيش على 
مقربة من الطبيعة؛ ويجد فيها المتعة ويخشاها في آن معا. إنه مفتون 
بالحياة التي تييها الطبيعة الكيزةوسع ذلك «هويخا هرمن قسرتها المدمرة 
للحياة. وتوحي أسماء الآلهة بالطابع المجرد لهذا الدين: العقد (مترا). 
القول الحق (غارونا وصتصهة؟؟)؛ والضيافة (آريامان ممصسدتصه) وهكذا. 


١-الزرادشتية‏ 
فقيل إن 0 شت أو «زورآستر 221031 (وهو الاسم الذي شاع أكثر 
عند اليونان) قد مارس نشاطه في شمال شرق إيران. ويؤّرخ له من الناحية 
التقليدية ب (628- ا55 ق. م). والواقع أنه ربما عاش في فترة مبكرة عن 
ذلك التاريخ: ونحن لا نعرف عن تفاصيل حياته إلا أقل القليل؛ رغم أن 
التقوى-وهذا شيء لا مفر منه-قد خملت الحكايات التي تروي عنه بعاطفة 
الحي» لقد آكاتعليمة البكر عداوة خضتومة: مما افنظرة :إلى الهرت: ون 
موظتة التحديد بوجن كافينا فى مور ماك سعان هوكمفاسا مواها 1 
وأصبح زرادشت شت منذ ذلك الوقت شخصية على درجة كبيرة من الأهمية في الأمور 
المحلية. وتزوج وأنجب بنتا وولدين. وتقول وثائق التراث إنه قتل في سن السبعين. 
وصلتنا تعاليم زرادشت في سبع عشرة ترنيمة من ترانيمه المسماة 
«جاثا-وهط:ه2,»0'. وعلى الرغم من أنه يصعب ترجمتهاء فإن حماسه؛ وحبه 
لله. وحكمته كانت أمورا مذهلة. إن الله عند زرادشت هو السيد المهيمن 
الحكيمء أهورامزداء خالق السموات والأرضء وهو الأول والآخر. ومع ذلك 
فهو أيضا الصديق الذي دعاه من البداية؛ ولا يمكن أن تكون لله علاقة 
بالشر, فروحه المقدسة هي التي تقيم الحياة, وتخلق الرجال والنساء. 
وتعارضه الروح الشريرة أو القوة المدمرة التي تتسم بالنوايا الشريرة؛ والتكبر 
والكذب؛ وعلى البشر أن يختاروا بين هاتين القوتين المتعارضتين أو بين 
التوأم من الآلهة. فإن سلكوا طريق الشرء فسوف تمتليُ حياتهم بالأفكار 
الشريرة والكلمات الشريرة؛ والأعمال الشريرة. وإن سلكوا طريق الحق 


560 


إيران القديمه 


فسوف يشاركون في العقل الخيرء و يبلغون الكمال والخلود. والورع. وملكوت 
السماوات؛ وكلها جوانب من الطبيعة الإلهية. 

ومع ذلك فالصراع بين الحق والباطل ليس أزلياء إذ سوف تأتى «لحظة 
التحول الأخيرة في العال» عندما يلتحم الجيشان العدوان الكبيران: وسيكون 
على الرجال والنساء أن يخضعوا للاختيار العظيم «عن طريق النار» و 
«سوف تتحقق العدالة». ويتجدد «الكل من جديد» بواسطة «المحسنين» أو 
المخلصين للدين الخير الذين يقمعون الهوى بأعمالهم العادلة؛ وبنشرهم 
للتعاليم الحكيمة. وكل من يعمل على قمع الباطل فهو «المخلص».؛ وهو لفظ 
ينطبق على زرادشت نفسه بصفة خاصة. 

وعلى الرغم من أن زرادشت أدان معظم التراث القديم فإنه لم يتخلص 
منه تماماء فهو بوصفه كاهنا قد وضع عددا من ترنيماته في الشكل التقليدي 
المأثور. ورأى أن طقوس النار القديمة هي رمز النور والقانون الكوني لله 
فاستخدمها في صلواته؛ كما أن بعض صفات الإله-على أقل تقدير-هي 
تعديلات للأفكار الآرية القديمة, كفكرة الحق مثلا . ولقد كان على استعداد, 
كذلك. لاستخدام الصورة المعتادة لمحاسبة الفرد بعد الموت. لكن كل ما 
أخذه من أفكار قد عدّله وشكله من جديد بطريقة فريدة: فحبه لله تطلب 
منه أن يعمل من أجل العدالة. والوفاق الاجتماعيء وأن يعارض الأعمال 
المدمرة التي يقوم بها الغزاة من البدوء لاعتقاده بأن الحياة الريفية المستقرة 
هي نموذج للسلام والحق. 

لا مندوحة لتعاليم مؤسس أي دين من أن تتطور وأن تتعدل عن طريق 
أتباعه. ولم تكن الزرادشتية استثناء من هذه القاعدة. فأفكار زرادشت قد 
قننت وعدلت وتلاءمت مع أفكار العصر وحاجاته. ولم يفسد اتباعه تعاليمه 
عمداء ولكن يبدو أنه حدث «تلاق والتحام» بين تعاليمه وبين الإيمان التقليدي 
في التراث؛ وكانت النتيجة إيمانا عميقا يعبر عنه بطريقه أسطورية. 


2- المكتسسصا نر : 

الكتاب المقدس عند الزرادشتيين هو الأبستاق موه747”'. وليس من 
المرجح أن يكون قد تم تدوينه قبل القرن الخامس الميلادي. لكن جزءا من 
مادة هذا الكتاب يرجع إلى ما قبل هذا التاريخ بفترة طويلة9؛ وربما يرجع 


9 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


لما قبل الحقبة الزرادشتية. ولسوء الطالع لم ينج الأبستاق كله من تخريب 
الزمن. وكل ما بقى منه هى ترنيمات زرادشت «أو الأناشيد 025ا62» ونصوص 
الطقوس التذيقية اللرئيسية (السعا ووم الاو توعد ا ناةة ونا 
وترنيمات أخرى (هي اليشتا هنناههلا) والصلوات”. وفي القرن التاسع 
الميلادي تم تدوين عدد من الكتب الزرادشتية للدفاع عن «ديانة الخير» 
ضد الدعاية المسيحية والإسلامية ولشرح الإيمان لرجل الشارع. ولما كانت 
قد كتبت باللغة الفارسية الوسطىء أو البهلوية؛ فقد كانت ملخصات موجزة, 
وشروحات على الأبستاق. وهي تتحولء في كثير من الأحيان: إلى رصيد 
مثير للمعتقدات القديمة. لكن ذلك ليس كل شيء: كالتلعلور والتقوكن: 
والعملات. وتقارير الملاحظين الأجانبء وإيمان الزرادشتيين المحدثين-كل 
ذلك يضيف إلى معرقتنا بالديانة الإيرانية. 


3 - تصور اف لله: 

والتعاليم الشفهية للديانة الزرادشتية تعلم الناس آن «النسق» والنظاف 
والمبدأء والقاعدة؛ وهو ما نراه في السموات والأرضء تجعلنا نتعرف على 
الوجود اللآامتناهي للاله القادر على كل شيء كما تجعلنا نؤمن به. 
والزرادشتيون يحبون العالم؛ ويؤمنون بأن الحياة تعلمنا «أن الله هو الموجود 
الأعظم؛ والأفضلء والأسمى من حيث الفضيلة والاستقامة والخير»(ج. ج. مودي 
001 التعاليم الشفهية للديانة الزرادشتية: بومباي 1962 ص 6 وما بعدها). 

الكلمة الأولى في الديانة الزائفة هي القول بأن الشر يأتي من الخالق©, فالله 
لا يمكن أن يكون مسئولا عن الشرء لأن الشر جوهرء مثله مثل الخير. وكل 
منهما يرجع في النهاية إلى سبب أول هو الله؛ و«الشيطان: أهرمان ممسضطف» 
الموجود بصفة مستمرة؛ والمسؤول عن كل شرور العالم؛ وعن الأمراض» 
والموت والغضب والتهم”". وبما أنهما جوهران متعارضان تعارضا أساسيا 
فهما لا محالة يشتبكان في صراع. 

ولكل منهما في هذا الصراع قوى خاصة؛ وتصبح صفات الإله كالاستقامة 
والخلود..ث إلخ التي عترضها زرادشث أقرادا محميؤة إن لم حكن كذلك 
بالفعل؛ فهم الخالدون الستة (الملائكة المقريون «أمهراسياند دلصدمكةعطقسه») 
وهم يجلسون أمام عرش الإله؛ ولهم مكانة خاصة في طقوس الزرادشتيين؛ 


92 


إيران القديمه 


لأنهم يحرسون. العناصر التي يتألف منها العالم (النارء والتراب؛ والماء... 
الخ) ومع ذلك فليسوا هم الكائنات السماوية الوحيدة: فهناك أيضا الظاهرون 
أو اليازات مادعملا أو الموجودات المعبودة» وكثيرا ما نمت المقارنة بين وضع 
هذه الموجودات ووضع الملائكة والطبقات العليا من الملائكة في الديانة 
المسيحية. وعدد «اليازا» من الناحية النظرية عدد هائل؛ ولكن من الطبيعي 
أن تكون بعضها شخصيات مهيمنة: وقد كانت في العادة هي الشخصيات 
الآرية القديمة؛ وبغض النظر عن الأساطيرء فإن الطابع المجرد للقوى 
السماوية يبقى على حاله؛ إذ لا تزال تمثل: النية الطيبة؛ والحقيقة والسلام... إلخ. 

وفي معارضة القوى السماوية توجد حشود الأرواح الشريرة. وجماعة 
الشياطين: ونادرا ما تمثل في صورة أغراد كمقابلاتها السماوية؛ لكنها تعبر 
عن طبيعتها على نحو فعال. وتتجمع التفصيلات الكبرى في صورة الشياطين 
الرئيسية الذين يعارضون «الامهارسباند» أو الملائكة المقربين؛ فهم رؤساء 
الشياطين في الارتداد عن الدين: والفوضى والأفكار الشريرة؛ والعصيان؛ 
والجوع والعطشء وقيل ذلك كله: في الكذب. 


4- فهم العالم: 

تاريخ العالم هو تاريخ الصراع بين الله والشيطان: وينقسم هذا التاريخ 
إلى أربع فترات تمتد كل منها ثلاثة آلاف سنة. في الفترتين الأولى والثانية 
كان الله والشيطان يجهزان قواتهما. أما في الفترة الثالثة فقد اشتبكا في 
الصراع. وفي الفترة الأخيرة سوف ينهزم الشيطان في النهاية. وفي بداية 
الخلق اخترق الشيطان استحكامات السماء. وهاجم الإنسان الآول والحيوان 
الأول بالمرض والموت؛ فهو لا يقدر إلا على التدمير. 

ولكن في اللحظة التي يحقق فيها انتصاره الظاهري تنبعث من الإنسان 
والحيوان معا بذور تؤدي إلى ظهور الحياة الإنسانية والنباتية» وكما ظهرت 
الحياة من خلال موتهما. كذلك تدب فيها الحياة حتى يتآكد دوام الخلق 
الطيب وهزيمة الشيطان. إن العالم ينتمي إلى الله نفسه. ولذلك فإن 
الزرادشتيين؛ على خلاف أتباع بعض الديانات الأخرىء لا يعتقدون أن 
المادة شر. والواقع أن الشيطانء لا الكاتنات البشرية؛ هو الذي يوجد في 
عالم مادي غريبء وهو لا يستطيع أن يتخذ شكلا ماديا وإنما يبقى في العالم 


لخن 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 
متطفلا محاولا عبثا تدمير أعمال الله. 


5- الرجال والنساء في العالم: 

إن الناس؛ أو الصور البشرية لذاته السماوية أي الفرفاشي نطاعهج 92" 
هم ذوات حرة في استطاعتهم أن يختاروا أتباع الله أو أتباع الشيطانء فإذ 
ما اختاروا الحق فإنهم يساعدون الله على نصره النهائي. واختيارهم للحق 
يعني قبولهم للعالم على نحو ما هو عليه أعني عالم الله. لكن الزرادشتيين 
لم يقابلوا بين الروح والجسد كما فعل القديس بولس.ء لأن النفس والبدن 
عندهم وحدة واحدة: وإذا ما انسحب المرء من العالم كما يفعل الناسك, 
فإنه بذلك ينبن عالم الله. ومن هنا كان الزهد خطيئة كبرى مثله مثل 
الانفماس في الشهوات. وعلى الرجال واجب ديني يفرض عليهم أن تكون 
لهم زوجة وأطفال وبذلك يزيدون من أتباع ديانة الخيرء أو من المؤمنين 
بالأفعال المقدسة. كذلك حرث الأرض وفلاحتهاء ورعي الماشية. ولما كانت 
الصحة هبة من الله. فإن على جميع البشر أن يسعوا إليها لكي تصح 
أجسافهم «فالعقل السليم فى الجسم السليم وهذا بدوره يمكن الإنسان 
فق القيام والأعيال لسالس 11 

والديانة الزرادشتية في جوهرها ديانة مرحة؛ فمثلا في اليوم المخصص 
من أيام الشهر لإله يوم الحساب. لا ينصحون المرء أن يكتئب.. «أما في يوم 
رشن «دوة2'28 فالحياة مرحة ولك أن تفعل ما تشاء في قدسية»!2"2. إن 
عدم احترام الآخرين والعادات السيئة؛ والشعور بالملل يعد من الخطايا! في 
حين أن استمتاع المرء ذاته بالحياة ومساعدة الآخرين على أن يفعلوا ذلك 
مسألة أساسية في الدين: ولا بد للزرادشتي أن يسلك باعتدال في كل ما 
يفعله سواء أكان رجلا أم امرأة. فبذلك يقضى الأمر الإلهي. للزرادشتية, 
إذن: أخلاق اجتماعية قوية؛ وفي مقابل الهندوسية؛ نجد أخلاقياتها في 
أسانيها إبجابية فكالة: وكالسل موك الحياة. لكن خلق الشخصية لا 
يعبر عنه فقط فيما يفعل المرء ويقوله رجلا كان أو امرأة؛ بل بأفكارهما. 
ولا بد للناس أن يقهروا بعقولهم الشكوك والرغبات السيئّة؛ وأن يقهروا 
الجشع بالرضاء والغضب بالصفاء والسكينة؛ والحسد بالإحسان والصدقات, 
والحاجة باليقظة: والنزاع بالسلام: والكذب بالصدق»(نصائح الحكماء القدامى)2". 


9 


إيران القديمه 


6- التعبير الشكلى للإيمان الزرادشتى: 

للزرادشتية. كالهندوس والسيخ: رموز تذكرهم بدينهم كجزء من زيهم 
اليومي: الرمز الأول (الكوشتى فذاناونة) وهو خيط مقدس به اثنان وسبعون 
خيطاء ترمز لآسفار «اليسنا 2508/ا». وهي تعقد وتربط مرات عديدة في 
اليوم تعبيرا عن التصميم الديني والعزم الأخلاقي معا. والرمز الثاني: 
يرتدون قميصا 6:دمه5”'' يرمز إلى الدين. ويرتدي الكهنة أردية بيضاءء 
ويضعون عمامة على الرأسء وقناعا على الفم أثناء تأديتهم لبعض الطقوس 
ليتجنبوا تلويث النار المقدسة بأنفاسهم. وهناك صلوات بعدد أقسام اليوم 
الخمسة9", كاتنصلاة مع غروب الشمسء واحتفالات لجميع المناسبات 
الكبرى في الحياة: في الميلاد؛ والبلوغ: والزواج» وإنجاب الأبناء والموت. 

والموت من عمل الشيطان؛ وكذلك كانت الجثة مستقر الشياطين:؛ وكلما 
كان الميت صالحا ازدادت قوة العمل الشيطانيء ولما كان إحراق الجثة أو 
دفنها يدنس العناصر المادية» قلا بد أن تعرض الجثث قوق «أبراج الصمت» 
لتلتهمها الطيور الجارحة. ومادام ميلاد الطفل يمكن أن يجلب الموت بسهولة, 
فلا بد من إحاطته بالوصفات الطبية, والحرمات. ولا بد للمرء أن يمر 
بطقوس التطهر قبل أن يقوم بأي عمل رئيسي من أعمال العبادة: وكثيرا ما 
يتم الاعتراف بالخطايا التي ارتكبت عن طريق التفكير أو الكلام أو العمل. 
وهناك نوعان من الطقوس المركزية. طقوس النار وطقوس القربان (الهوما 
8 ووالنار رمز «أهورامزدا» وابنه؛ ولا بد أن تحفظ بعيدا عن أي 
تلوث؛ فلا ينبغي أن تراها الشمس ولا عيون غير المؤمنين» ولا بد أن تحفظ 
فى معبد للنار. وهناك عدد من النيران المقدسة يسهر على خدمتها الكهنة 
دنه مستمرة. والنار الرئيسية هي بهرام دمهتطة8 أو ملك النيران 
الذي يتوج ويوضع على العرش, ولا يكتفي بتنصيبه فحسب. وعندما يزور 
البارسيون وزو:دم7”'' النار يضعون على جباههم علامة بالرماد رمزا للتواضع؛ 
والمساواة. وكمصدر للقوة. 

والهوما تددةة9'' نبات؛ لكنه أكثر من ذلك؛ فهو الإله «هوما» على 
الأرض. وفي طقوس الهوما يسحق الإله ومن العصير يستخرج شراب 
الخلود . وفى هذه القرابين الخالية من الدماء يكون القريان فى آن معا هو 
الأله والكامن والضحية ريقو الؤمن بالتياح هذا القرياق الالمن مشفيفا 


95 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 
بذلك القربان الذي سيقام في نهاية العالم ويجعل جميع البشر خالدين. 


7- فاية التار يخ : 

توزن أفعال الإنسان بعد الموت بميزان» فمن رجحت حسناته سيئاته 
انتقل إلى السماء. ومن رجحت سيئاته حسناته ذهب إلى الجحيم حيث ينال 
العقاب المناسب للجريمة. لكن ذلك لا يعني النهاية. فالجحيم الأبدي في 
نظر الزرادشتية هي التعاليم اللاأخلاقية. والإله الطيب لن يسمح لعباده أن 
يعانوا إلى الآبد. لآن الغرض من العقاب هو الإصلاح. حتى إذا جاء يوم 
البعث أمكن أن يقوم الجميع: بفضل المخلص.ء لمواجهة الحساب الأخيرء 
عندئذ. وعندما يصبح الجميع أنقياء في النهاية؛ فإن الشيطان وجميع 
أفعاله سيتم تدميرها في النهاية. أما التفرقة بين السماء والأرض فسوف 
تقهر ويتم التغلب عليهاء بحيث يتمكن الجميع من عبادة الله والحياة معه ضي 
مجده الكامل. 


8- الحركات الدينية الأخرى في إيران: 

أ- الزرفانية: منص مسن 21972 

كان إله زرادشت عند كثير من الإيرانيين إلها غير مقنع؛ فرغم أنه خير 
تماما فهو محدود بقوة الشيطان. والإلهان «أهورامزدا وأهرمان» عند زرادشت 
أضبيها عن الزرقانيين شيكا واحدا صدر عن وحن لا تمايز فيه يجاوز كل 
ثنائية ويسمى زرفان هه”نات وهو لا متناه من حيث الزمان والمكان. فزرفان 
هو الإله ذو «الوجوه الأربع» وتمثل هذه الأوجه أو الصفات: الإنجاب والميلاد: 
والشيخوخة والعودة إلى اللامتناهيء كما تمثل عصور العالم. وهكذا نرى 
داخل لوخدو سي ماف الحياته الشرر: والظلمة؛ والحرارة: والبرودة. 

وتخبرنا الأسطورة الأساسية في هذه الديانة أن «زورغان» أراد أن ينجب 
ولداء وبعد أن ظل يقدم القرابين لمدة ألف عام تشكك في إمكان تحقيق 
رغبته؛ وفي اللحظة التي شك فيها تم الحمل في توأم: «أهورامزدا» وهو 
العجلي: الواطنع لكل ينا هو .كير بواهرمان» (الشيظان) وهو تباي لشك 
«زفران». وبسبب أن «أهرمان» كان الأول في الدخول إلى العالم؛ فقد أصبح 
حاكما لمدة تسعة آلاف سنة. أما «أهورامزدا» فقد أعطى سلطة الكهنوت 


9 


إيران القديمه 


والنصر النهائي. وهذا الوضع المتساوي للشخصيتين أن الناحية النظرية 
أدى إلى تقديم القرابين إلى « أهرمان» بوصفه قوة عليا لا بد من استرضائتهاء 
وقد تفسر لنا السر في تقديم القرابين إلى الإله آرمانيوس في الديانة المترية. 

ويمكن أن نتبين عدة مؤثرات مختلفة في الزرفانية بعضها بابلي والآخر 
هندي وإغريقي. والنتيجة وجود أكثر من مدرسة فكرية: المدرسة القدرية 
التي تؤمن بأن العالم تحديد للزمان (زرفان) وترى الموجودات البشرية دمى 
في يد القدرء وبهذا تنكر مفهوما أساسيا عند زرادشت وهو الإرادة الحرة. 
كما ينكر آخرون أن يكون العالم قد خلق من عدم بفعل من أفعال الإرادة, 
ويقبلون الحركة التطورية للمادة. وهم بذلك ينكرون الإله الخالق عند 
زرادشت. كذلك تنكر هذه الزرفانية المادية الإيمان بالثواب أو العقاب المقبل فى 
البوكة او الكارى وديا كا هنةا«العصد ركم كلذ رذالنة محرو ممركات "لزنا قحدسسب. 

أما الأخلاق الزرفانية فنحن لا نعرف عنها إلا القليلء. وريما آمن 
الزرفانيون بتأثير البوذية أن الشر الأساسي في الجنس البشري إنما يكمن 
في الانحراف أو الخطأ العقلي (أو ضيق الأفق) أو الجشع الذي يتجلى 
ماديا في صورة الشهوة وعقليا في صورة الجهل. ويرى هذا المذهب أن 
النساء هم المصادر المباشرة للكثير من الشرور في العالم بغوايتهن للرجال 
للسير في طريق الانحراف أو الخطأ العقلي. وهكذا تبتعد هذه الأخلاق 
عن الأخلاق الزرادشتية وتقترب من ديانات أخرى متنوعة. 

غير أن تجديد الإيمان في الزرفانية غير واضح. فليس ثمة نصوص 
إيرانية تشير إلى هذه الفرقة؛ دع عنك أن تشرح معتقداتها . والشواهد التي 
لدينا عنها مستمدة من مؤلفين أجانب يرجع تاريخ مصادرهم إلى القرن 
الرابع قبل الميلاد ومن نصوص غريبة يمكن أن تؤخذ كتطويع للايمان 
التقليدي لكي يتلاءم مع الزرفانية. وليس في استطاعتنا أن نقول متى 
بدأت هذه المدرسة. فبعض الباحثين يذهب إلى أن الإلهين التوأم في 
الزرادشتية هما تعديلان لإلهي الزرفانية؛ في حين يوحد البعض الآخر بين 
التمثال البرونزي في القرن الرابع عشر ق. م وبين صورة زورفان مض 
لكن ذلك مجرد تخمين. ولا شك أن الحركات نمت فى عهد الأخمينيين 
(550- 333 ق. )200 . 

وعصر البارثيين (3250.م-247 ب. )21 وريما شهد العصر الساساني 


97 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


(247- 635 )220 الصراع بين الكنيستين: الزرفانية والزرادشتية. بل ربما 
كانت هناك حركات مختلفة داخل الزرادشتية؛ تمارس كلها طقوسا واحدة. وريما 
كانت الزرفانية حركة أكثر منها فرقة متميزة؛ ولو صح ذلك لكانت قوة مؤثرة. 

ب - الديانة المترية: «ردنه1/111 

كان مترا كنعطاناة الإله الآري الأصلء يُعبد في إيران كإله للعقود 
والاتفاقيات (وكلمة متراء تعني فعلا العقد أو الاتفاق). وهو يحفظ الحق 
والنظام. ويقضي على القوى المفرقة: قوى الشر والغضب والجشع. والتكبر, 
والمماطلة؛ وجميع الأشرار من الآلهة والبشر. وهو يوصف بأنه محارب قوى 
جبار. وهو الذي يتعبد له المحاربون وهم على ظهور جيادهم!*". قبل ذهابهم 
إلى المعركة. وبوصفه حارسا للحقيقة فهو قاضي الآرواح بعد الموت؛ وبوصفه 
الحافظ للاتفاقات والعقود, فهو الذي يحدد متى تنتهي فترة حكم الشيطان. 
وينتظر قدومه «وسط مظاهر الخنوع والذل» في أيام النصر. 

ولقد ذكر بعض الكتاب المسيحيين عرافة هستاسبيس :5هم1173085 المتأآخرة 
ووحدوا بينها وبين عرافة «ميترا» التي تتنباً بمقدم الإله في نهاية العالم 
لتدمير الأشرار بالنارء ولإنقاذ الأبرار. وهناك عدد من النصب التذكارية 
الرومانية التي تصور مولده. كما تتضمن بعض النصوص المسيحية في 
القرن الخامس وجود «أسطورة عن مترا» تنبئ بظهور نجم يقود المجوس 
إلى المكان الذى سيولد فيه المخلضص 223 , 

كان «مترا» إلها شعبيا هاما في تاريخ إيران: وكان الملوك (الأخمينيون) 
يتضرعون إليه في النقوش التي بقيت لهم كما كانت الملوك والعامة معا 
يركبون أسماءهم من اسم مترا (مثل ميترادئيس) وهو لا يزال يشغل مكانا 
هاما في الطقوس الزرادشتية. 

من الصعب أن نحكم إن كانت هناك على الإطلاق عبادة مستقلة لمترا 
في إيران. غير أنه من إيران انتشرت عبادته كعقيدة متميزة شرقا إلى 
الهند وغربا إلى بلاد ما بين النهرين: وآسيا الصغرى. والحكايات الأرمينية 
وكذلك الأسماء التى تحمل صفات إلهية؛ والنقوش البارزة: والكتابات 
المصرية والأناضولية, تشهد على انتشار هذا الإله ومدى شعبيته في الشرق 
الأدنى القديم في العصور السابقة على ظهور المسيحية. 

لقد دخلت «المترية» روما لأول مرة عام 60 ب. م؛ وفي القرن الثاني 


568 


إيران القديمه 


الميلادي كانت قد انتشرت داخل الإمبراطورية حتى بريطانياء وقد نقلها 
الجنود أساسا فكانت ديانة للذكور بصفة خاصة. وفي أثناء التعميد عندما 
كان العضو الذي يتم ترسيمه يخضع لاختبارات بدنية وروحية معاء فإنه 
كان يعلن ارتداده عن جميع الآلهة ما عدا «مترا»» كما كان يتوقع منه أن يخلص 
الولاء لدستور أخلاقي دقيق. وبالمقابل كان يوعد بالمشاركة في البعث أو القيامة. 

وكان الاعتقاد الأساسي في هذه العبادة هو التضحية بثور يقوم بها 
مترا. وكان هذا عملا خلاقا وفداء في آن معاء فالمتعبد ينظر إلى الوراء 
حيث تمت التضحية في البداية عندما خرجت الحياة من الموت؛ ثم ينظر 
إلى الأمام فيجد أن التضحية النهائية هي التي سيقوم بها مترا عندما 
يكون غالى آآخر السيواثات أن يموت لبعطي للنادس أكسير اللخلود: وومكن 
تذوق هذه الهبة الإلهية مقدما عن طريق المشاركة في التناول المنظم لوجبة 
الخبز والخمر التي يمثل فيها الكاهن الإله مترا0©. 

ج- قاقد يون 11 


المانديون أو النازوريون 5صدء:213220,: فرقة صغيرة لا تزال موجودة في 
جنوب العراقء. ومجاورة لإيران». ويدعى أعضاؤها أنهم من سلالة يوحنا 
المعمدان: ويعتقدون أن أسلافهم فروا إلى بارثيا ونضنرو2670 عندما سقطت- 
أورشليم. ومفرداتهم اللفوية ومذهبهم الرمزي خليط من العناصر السامية 
والإيرانية التي يغلب عليها المضمون الغنوصي. وأول إعداد لطبع نصوصهم 
المكتوبة بالماندية كان في القرن الثامن الميلادي وإن كانت محتويات هذه 
النصوص أقدم من ذلك بكثير. وهم جماعة سرية خفية للغاية: والكهنة هم 
وحدهم المسموح لهم بقراءة أكثر النصوص الدينية أهمية. 

والمانديون يخشون اللغة التشبيهية (التي تشبه الإله بالبشر)-ولهذا يصفون 
«المطلق» بأنه الكائن الأعظم الذي لا شكل له ويلقبونه «بملك النور»» و«سيد 
العظمة»؛: ودمانا العظيم». وملك النور يقاتل ضد مملكة الظلام. ولقد تم 
خلق العالم عن طريق فيوض صدرت عن ملك النور؛ ومن أهم الموجودات 
التي صدرت عنه هو المخلص «ماندا هاي 6ترة0“11 2213003 (أو معرفة الحياة) 
ومن هنا جاء اسم هذه الفرقة. 

وكل شيء في هذا العالم المادي له ما يقابله في العالم السماوي؛ والكون 
نفسه شبيه في شكله بخالقه وهو نموذج الإنسان. وكما هي الحال في كثير 


99 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


من الديانات فإن المانديين يعتقدون أن قصور البدن من الناحية الطبيعية لا 
يعبر عن الموجود البشري في طبيعته الحقة؛ ويعتقدون أن الروح عندما 
تكون في العالم فهي في المنفى؛ وأنها شعاع من النور سجين المادة منذ بداية 
الخلق. وعلى حين أن البدن خلقته الكواكب؛ فإن الحياة والتنفس جاءا من 
عالم النور. غير أن الروح لا تتخلص من أسر البدن عن طريق خضوع هذا 
الأخير وإذعانه. كما تذهب مذاهب النسك والزهد. إذ يمكن للناس أن 
يستمتعوا بطيبات الحياة في اعتدال. إن الكواكب والنجوم هي التي تعرقل 
تحرر النفسء وهذا ما تفعله أيضا تلك الديانات الزائفة كاليهودية والمسيحية. 
وفي نهاية العالم عندما يتم التخلص من الأرض والكواكبء فإن أرواح 
الأتقياء الأبرار سوف تتحررء ويمكن كذلك أن يتم التحرر هنا والآن نتيجة 
لعمل هبيل زيوا :111611-21 وهو مخلص اقتحم العالم السفلي وهزم أرواح 
الشر. والتعميد يحرس الإنسان ويحميه من الأرواح الشريرة؛ وهو جوهري 
للخلاصء فهو تطهر للنفس والبدن في آن معا وبعث جديد للحياة. وتشكل 
الوجبة المقدسة جانبا من العماد كفيره من الطقوس الهامة. 

وهناك طقوس أخرى أساسية منها «الماسيكتا 1551 أي الارتقاء أو 
الصعود حيث تعبر الروح إلى عالم النور. عن طريق ممارسة شعائر التطهر 
الشهيرة عند وفاة الشخص. وكما كشفت أعداد من النقوش الإيرانية: فإن 
مصافحة الأيدي عموماء فعل له مغزاه الديني» فهي تقوم بدور هام في 
العبادة الماندية حيث تعرت باسم «كوشتا 8ااو»1». وهناك وصف تفصيلي 
مسهب لجميع الطقوس يجب الانتباه إليه لأن أي خطأ في تأديتها يمكن أن تكون له 
نتائج رهيبة إلى أقصى حد بالنسبة للكاهن وعضو الجماعة الدينية في آن معا. 

لقد تفشى الطاعون في القرن التاسع عشر وقتل جميع الكهنة تقريباء 
ورغم أنه تشكلت طبقا كهنوتية جديدة ذات مراتب مختلفة فإن الكهنة هم 
الآن جميعهم: تقريباء من الشيوخ: ويبدو أنه لن يتم استبدالهم في المستقبل القريب. 

د- المانويك: 

ولد ماني (216- 274م77 من أسرة بارثية ملكية. وقضى شبابه في 
بلاد ما بين النهرين التي كانت في ذلك الوقت بوتقة تنصهر فيه كثرة من 
الديانات الرئيسية. وكانت أول رؤية له في سن الثانية عشرة؛ وشرع في 
سن العشرين في إقامة دينه الجديد. ولما كانت له حرية دخول البلاط 


إيران القديمه 


الملكي. فقد استطاع أن يقنع عددا من القادة المؤثرين بالدخول في دينه؛ 
وأن ينال حظوة الملك الساساني «شابور الأول» الذي رافقه في حروبه في 
الفرحه وتجدوت الحظوة اللكية حك الآياء الأخيرة للحلك «بسزام» الأول 
كلذ ما هارطنة قيقة زراتقت المحويى يقيافة فاركير انول وعدنا كقوا 
نجاحه تآمروا عليه لإسقاطه؛. ومات ماني وهو في الأغلال. 

أعلن ماني أنه هو الذي جاء ليتمم عمل زرادشت ويوذا والمسيح. فهؤلاء 
جميعا شذرات ناقصة من الحقيقة: لكن حتى هذه الشذرات قد أفسدها 
أتباعهم. ولقد وحد ماني آلهته بوصفه «رسول النور» مع آلهة المستمعين 
إليه اكإااعا ويه خطايه إلى اللسيعيين فيو للخل يسوم وهند ها يخاطب 
الزرانششين هون الإفسان الأول رأهورا ه41 ها إله الحيد:القديم فقن كان 
ماني يبغضه. ولقد مكن ذلك المانويين في عصور الاضطهاد أن يقدموا 
أنفسهم بوصفهم مسيحيين أو زرادشتين: وربما كانت هذه الخصلة هي 
التي استحسنها الملك شابور. وتكمن الثنائية «وذله21 في قلب تعاليم ا 
فاللف أن اظلفة: يعارضه امير الظلقس والانان ستضيران أولياة: واتعالة 
مخلوق من أجساد حكام الظلام أو الأرشونتيين 5عء]دمطء:ة أما ما سجن 
داخل المادة فهي ومضات من نورء أو شذرات من الإنسان الآول الذي سحبته 
القيامطين :إلى اسقلوضمض الروس فى عابنا الحالى للف يمن عناصو 
بشكاقة إلى القزاز من الوك وهو عدوها الذى يشبه النسنّالكاسن الذي 
فصلها عن موطنها الحقيقي, ويتحقق الانعتاق بواسطة الزهد, ومعرفة 
الطيمة الحقه للنفسوهزيمة الشياطين صن حارو المخاصن الذي تم ناز 
هو نفسه بواسطة الإله من براثن الشياطين. وعندما تنعتق الروح: فإنها 
تصعد إلى الفردوس الجديد الذي يحكمه الإنسان الأول. وفي نهاية العالم. 
عندما ا وبا يي الجسد كله إلى 
جل كله ,رضاح ذلك تغرض اولتف الشين له يستكدوا بن تحفيق الاتطاق 
في هذه الدنيا للميلاد من جديد. 

روتسم أعهباء اللحماعة الأنوية طيقفين: والسماهيوة» وهم البق 
الذنيا) الذرح ممسموع الما والضروراك الى يحتانجها «الصفوة الطيقه 
العليا) الذين يتبعون قواعد دينية أعلى. لقد خلق ماني؛ عن وعيء؛ دينا 
جديداء وزوّده بالطقوس والآداب الدينية. وحرم الأوثان؛ ولكنه كان يؤمن 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


اليب الترورية للقرو نذا شور الوتعلى بكي لجنيا كاعر روا قري 
بالرسوم؛ وأن تصاحب الطقوس تراتيل وموسيقى جميلة. وليس من الواضح 
إن كان لدى المانويين نظام من الطقوس السرية أم لا. 

انتشرت الماثوية في كل مكان من الإمبراطورية الرومانية: وضي بلاد 
الغرسه والهقن والصين» رق آن الاعظهاد التفسي والبدحي دعر هنذا 
الدين من قرون مضتء فقد كان مصدر تأثير فى عدد من الحركات مثل 
حركتها الألبيجنيز وع ومع مج (28) في فرنسا هن التصور الوسطى. 


9- تاريخ مو جز للدياضة ال ييراضية: 

هناك ركنان أساسيان في الديانة الإيرانية هما : الإيمان الآري التقليدي 
وتعاليم زرادشت. والتاريخ الديني لإيران هو قصة تفاعل هذين الضربين 
من الإيمان تحت تأثير قوى خارجية. ففي عصر الأخمينيين (550- 333 ق. 
م) وهو من أزهى فترات التاريخ السياسي في إيران-ازدهرت الزرادشتية 
عندما تسللت إلى ديانة الدولة التقليدية. ويكشف عدد من النقوش الملكية 
أن الزرادشتية كانت مصدر تأثير على البلاط خصوصا خلال حكم الملك 
دارا والملك اكسيركس. 

كان الكهنة الرسميون في إيران هم المجوس (81!”” وهم طبقة مغلقة 
من الكهنة يتوارثون المناصبء ومهمتهم خدمة الدين. وأيا ما كانت الطقوس 
التي تؤدى فهم الذين يقومون بها . وعندما أصبحت الزرادشتية ديانة شعبية, 
تولى المجوس فيما يبدو مهمة تعليمها للناسء ربما دون أن يضعوا في 
أذهانهم أنها ديانة أو عبادة متميزة عن الدين القديم. وكلما عمل المجوس 
على نشر الديانة الزرادشتية في إيران: تآلفت تعاليم النبي الجديد مع 
الإيمان التقليدي القديم في مركب واحدء اتسم بسماته العصر الأخميني 
والعصور التي تليه. لقد كانت الإمبراطورية الأخمينية هائلة الاتساع؛ ولهذا 
كان لاقتران الثقافات أثره على الدين؛ غدخلت التماثيل اليونانية في هذه 
العبادة. وأصبح التنجيم البابلي عاملا رئيسيا فيها. 

أصاب غزو الإسكندر الأكبر لإيران عام 333 ق. م؛ ثم مجيء الهلنستية- 
الإيرانيين بصدمة مروعة,. رغم المحاولات التي بذلها الإسكندر للتوحيد 
بين الشرق والغرب وتبنيه لكثير من العادات الإيرانية. وعندما استقلت 


إيران القديمه 


إيران مرة أخرى كانت تحت حكم البارثيين كسهنطامهم (250-247 ق.م) . وكان 
البارثيون أصحاب حضارة أقل تقدماء ولهذا كان من الطبيعي أن يحتفظوا 
بكثير من التكنولوجيا الهلنستية؛ ومن فن العمارة. ونظام العملة... إلخ 
ولكن في القرنين الثاني والأول قبل الميلاد . عادت الثقافة الإيرانية بالتدريج 
من جديد لتحتل مركز الصدارة؛ ويمكن ملاحظة ذلك في الفن والعملة, 
وربما بصفة رئيسية في تأثير الإيرانيين على غيرهم. وإذا كانت الديانة 
المترية الرومانية قد تطورت عن الصورة الإيرانية لعبادة الإله متراء وليس من أحد 
التوابع الإيرانية مثل بونطس ودؤمه8!* (الدردنيل)؛ فقد انتشرت في روما نتيجة 
لتوسع البارثيين نحو الغرب. والمعتقد أن المانديين جاءوا إيران في عهد البارثيين. 

على الرغم من أن الزرادشتية كانت الديانة الرسمية للدولة في فترة 
إيران الساسانية (47- 635 م)؛ فقد كانت هناك أقليات مختلفة فويساتات 
أخرى منها: البوذية واليهودية والمسيحية, والماندية: والمانوية. وعندما تحول 
الإمبراطور قسطنطين الكبير من الوثنية إلى المسيحية. كانت هناك حاجة 
سياسية ملحة لإيمان يعمل على توحيد الإمبراطورية الشاسعة ضد روما 
المسيحية وغيرها من التهديدات. لكن سيكون من الخطأ أن نتصور الصراع 
بين الديانات الإيرانية المختلفة في صورة سياسية فحسبء لقد دخلت 
إيران منذ عصورها المبكرة في صراع مع مشكلة الشر في العالم؛ وكانت 
هذه هي المشكلة الرئيسية لكثير من الحركات. رفض المانويون المادة بوصفها 
أصل الشرء أما المانديون والزرادشتيون فقد أكدوا أن الحياة هبة من الله 
وبالمثل انقسم الزرفانيون والماثريون. صحيح أن الزرادشتية كانت هي الديانة 
الرسمية للدولة الساسانية؛ ولكن الاختلافات اللاهوتية واصلت وجودها 
تحت سطح العقائد والطقوس التقليدية. 

أما الوحدة التي سادت فربما كانت نتيجة للتهديد العام من جانب الإسلام. 
فالإمبراطورية الإسلامية ضمت إيران عام 635 م؛ وبعد انتهاء القتال لم يكن هناك 
فيما يبدو. سوى القليل من الاضطهاد المنظم؛ ورغم ذلك فكل من أراد أن يتقدم من 
الناحية المادية-كان عليه أن يصبح مسلماء وكانت هناك جوانب نقص عديدة. غير 
أن الزرادشتية ظلت باقية محلياء لاسيما في فارس 5:ه8. ولقد ظهرت في ظل 
الحرية العقلية في القرن العاشن كنب كثيرة تاشم عن والدين 00-0 

وأصبح الموقف في إيران صعبا للغاية في الوقت الذي هاجرت فيه 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


جماعات من الموؤّمنين إلى الهند وهناك شكلت جماعات زرادشتية: ثم تمركز 
«البارسيوؤة أو القرنى بعد الف كن توضباي: وعلى الرعُم مخ أنهم معافطون 
أشاسا: فقن تخظعوا ةكرات :مختلفة أذث إلى :قهديل يهن العقائد 
موا ا احا ل د 
على نطاق 05 بإنشاء ا اه بهم وإن كانت هذه اكدازس تقبل 
الآن غير البارسيين:ولة احد يعلم ثماما ها الاوييضتةه القوى: 

ولا يعني ذلك أن جميع المؤؤمنين من الزرادشتيين بن هاجروا إلى الهند» 
فقن بض الكخترون متهم فى إيران»ورهم أن اللطاروف كات سميلة كاذ تال 
جماعات منهم موجودة بصفة رئيسية فى يازد 20هلا«وكيرمان صقصمعكل» 
وطهران. ومُنحوا حرية العبادة. ولا يزالون عاد طقوسهم في معايد 
الناره وهياكل الإيمان القديمة. بل يبدو أن بعض المزارات أو المعابد التي 
تزعم أنها إسلامية. إنما هي أشكال معدلة من الزرادشتية. كما أن آخر 
000 إيرائية قديمة: ولا يزال وضع الزرادشتيين صعيا 

يك فهم مشتتون مع عدد قليل من الكهنة0 © , 


0- أخر الدياضة الزر اد شتيية 

على الرغم من ضآلة عدد 500 ين الذين يمارسون اليوم في العالم 
طقوسها عمليا-فقد يزيدون قليلا عن50 | ألف في الهند. كما يبلغ عددهم 
في إيران طبقا للاحصاء الرسمي لعام 1976 حوالي 25 ألف نسمة-فإن 
الديانة الإيرانية في الواقع؛ لا سيما الزرادشتية, أدت دورا رئيسيا على 
مسرح التاريخ الديني للعالم. 

لقد عرف اليونانيون زرادشتء واحترموه في عصر أفلاطون. وانتشرت 
عبادة «مترا» في كل مكان من الإمبراطورية الرومانية حتى بلفت شمال 
إنجلتراء فإذا ما انتقلنا إلى الشرق وجدنا أن الفن والدين الإيرانيين كان 
لهما تأثير عريق على الهند . فانتشرت عبادة «مترا» من إيران إلى ماجس 
95 مقي الهند؛ في القرن السادس وما بعده. لكن ريما أثارت الزرادشتية 
قبل ذلك ظهور فكرة المخلّص في الديانة البوذية في صورة «متريابوذا»» 


104 


إيران القديمه 


كما قامت إيران بدور هام بصفة خاصة في الدين الإسلامي فساعدته على 
الاتفان هن الجر بره الس ميلة لكوع رناكة عازية أ كبابب اضديف على قو 
الحركة الصوفية. وربما كانت فكرة المخلّص مدينة إلى حد ما للأثر الإيراني. 
لكن ربما كان التأثير الإيراني الأعظم قد حدث في تطور الإيمان المسيحي-اليهودي. 
فقد اتفق الأحبار. على نطاق واسع؛ على أن التصورات اليهودية المتأخرة عن 
الشيطان والجحيم والحياة الأخرى؛ والبعث ونهاية العالم؛ وصورة المخلص قد 
صبغتها الزرادشتية بصبغتهاء وهي معتقدات كان لها أثرها بغير شك. في المفاهيم 
المسيحية . لقد كانت إيران من الناحية اللاهوتية ومن الناحية الجغرافية جسرا بين 
الشرق والغرب وأسهمت في مجال الدين مساهمة هائلة. 


0 


ذا ندو 0_3 


الهندوسية موضوع واسع ومفهوم محير. ولكي 
نصف دينا بلغ تاريخه ما يقرب من ثلاث آلاف 
سنة (وريما أكثر من ذلك) وتعتنقه اليوم مات 
الملايين. وهو فضلا عن ذلك دين بلا عقيدة 
محددة(", أو جماعة من الأتباع تختص به أو هيئة 
مركزية ذات ترتيب هرمي-لكي نصف دينا على هذا 
النحوء فإننا نقوم مكار له لا تماق حل نسار له 
الأعمى أن يصف قيلا؛ بل إن محاولة تعريفه ذاتها 
مشكلة عسيرة. فالحكومة الهندية تُعرف الهندوسى؛ 
بالنسنية لقانون الأحوال الشخصبية. باله الشخص 
الهندي (ولا بد أن نضيف كذلك الباكستاني 
والنيبالي والسنغالي... الخ) الذي ليس مسلما ولا 
مسيحيا ولا زرادشتيا ولا يهوديا! وينبغي علينا من 
أجل أهداف الدراسة أن نستبعد كذلك البوذي 
والجيني والسيخيء لكن ذلك لا يخبرنا إلا بما لا 
تكونه الهندوسيةة ا 

أما من الناحية الإيجابية فيمكن القول إن 
الهندوسية هي اتباع أو عبادة الإله «فشنو اصطؤذ7؟» 
أو «شيفا ه«انط5» أو الإلهة «شاكتي نكلهط5» أو 
تجسيداتهم. أو مظاهرهم أو أزواجهم أو ذريتهم. 
وهكذا يندرج ضمن الهندوسيين عدد كبير من أتباع 


107 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


عبادة «راما وكرشنا #صطدة؟ » دسة#» (وهما تجسيدان لفشنو) وأتباع عبادة 
درجا 2عتناآ وسكاندا 512202 وجانيشا 0206502 وهم على الترتيب زوجة 
شيفا وابناه) لكن ينبغي أن نستبعد براهما دصتطهة:8 وسيريا 51112 أي الشمس» 
اللذين كان لهما من قبل عبادة خاصة ومعايد خاصة؛ كما ينبغى كذلك أن 
نستبعد قلة هم أولئك الذين يعتبرون التراث الفيدي واو" هن لير 
الرئيسي عن الدين؛ وهو تراث أسبق من التراث الهندوسي. 

لكن الأهم من ذلك أننا لا بد أن نستبعد أيضا بحكم هذا التعريف العدد 
الشثير من الامحامن القيح يمجزوة عن إنخبار مدو العداد الرينتس 
بما إذا كانوا من الفيشناويين ه7ءصطونه أو الشيفتاويبن 051 وإنما 50 
في الأساس. آلهة محليةء هذا فضلا عن أتباع الديانات القبلية الخالصة 
من شعوب الأدغال والتلال في مناطق عدة من شبه القارة الهندية 
الباكيعانية وغل عسل ها معطم أن قله شو أن نع فراسيوف امون 
الوسيط الذي ذهب إلى أن أية تعاليم تكون قوية مادامت لا تعترض طريق 
الفيداء أعني مادامت لا نكر سمو أقدم النصوص الدينية في الهند أو 
فعاليتها أو أزليتها. 

والواقع أن مكل هذا التعريف واسع بها فيه الكفاية: ذلك لأنه على حين 

تقرا الميذا اليم إلا كليلاء وليس لها إل عدن غليل من الأقباع» كان كل 

هندوسي يوليها قدرها من الإجلال ولا ينسب صفة الهرطقة إلا إلى أولئتك 
القيرع كر ونها طبراهة زمن انباع السوق؟ او البوذية او المي نهم وحدهم 
الذيق لتكتر الهم على أنيم شرا طاقة: 

وعلى كل حال قائهةوسية تاتكيل عان قكرة من الغياة ا حدوالشرق اتن 
تقترب قليلا أو كثيرا من الاندماج في تراث بالغ القدم. وعلى حين أن 
المفاهيم والممارسات العملية التي يرعاها هذا التراث القديم تؤثر في هذه 
العيادات والخرق ونشقى ,طبه طايها معدويديا موتيزا كان هنا الضرات 
العدوم ذاكه شن الحضييلة التياكية لؤكرات كرية اتع من الشارة بحي 
النعؤسيت :فى + |نفله بجمييع الكليية العلية. واليئة القيافل وكخرة من الطفوس 
والفلسيفاض وتو ركنا انناهنا على هذ] القرات القذب انيد وللاسيها 
على الأمتاء عليةوهه يندفقه قن الكيقة والتلباء التزاهبة مواقم القزيرة 
لأصبح من الممكن أن نقدم عرضا مترابطا-للهندوسية. 


الهندوسيه 


١‏ - دياضة الغزاة الآريين المحلية: 

في جيوب مبعثرة من شرقي الهند يعيش أناس يتحدثون لغات الموندا 
8 أي لغات من العائلة الآسيوية الأسترالية التي تشمل كذلك بعض 
اللغفات من جنوب شرقي آسيا واستراليا. وفي جنوب الهندء وأجزاء من 
وسطهاء ومن باكستان؛ يتحدث الناس لغات من الأسرة الدرافيدية7 . وفيما 
تبقى؛ أعني كل الهند شمال جبال بندهيا 1508" وهبوطا إلى الجانب 
الغربي من شبه الجزيرة حتى جوا 608: تسود اللغات الهندو-آرية؛ وهي 
لغات قريبة من الفارسية ومن اللغات الأوربية. بما فى ذلك اللغة الإنجليزية. 

ومساهمة «الموند 31201» في حضارة الهند 5 الهندوسية مجهولة 
تماماء وعلى الرغم من أنه لا يحتمل أن يكون إسهاما عظيماء فهو على 
الآرجح كاف لمكافأة جهود علماء اللغات والآنثروبولوجيا الصبورين الذين 
نحتاج إلى جهودهم للكشف عن هذه المساهمة. وفي مقابل ذلك فإن مساهمة 
«الدرافيديين» أساسية بغير جدالء وإمكانات تحديدها تبشر بمزيد من 
الأمل؛ وذلك لأن أربع لغات دارفيدية تراث مكتوب؛ وإحداهاء وهي اللغة 
التاملية انتهه1؛ تعود إلى ما يقرب من ألفين من السنين. ومع ذلك فإن 
الدراسات الدرافيدية لا تزال في مرحلة مبكرة؛ ولا يمكن أن نجزم حتى 
الآن إلا بالقليل في مسألة تأثير العناصر الدرافيدية في الديانة الهندوسية. 
أما بالنسبة للآريين فالأمر مختلف. لأن مساهمتهم في تشكيل الهندوسية 
هائل؛ وهو واضح جدا في معظم الحالات. 

لقد غزا الآريون الهند إبان تحركات الشعوب الناطقة باللغات الهندو- 
أوربية في جميع أرجاء غرب آسيا وأجزاء من منطقة البحر الأبيض في 
الألف الثانية قبل الميلاد. ولقد كانوا متفوقين فى العديد من المميزات 
العسكرية الحاسمة على السكان الأصليين ضفي شبه القارة. فكانت لديهم 
أسلحة برونزية متفوقة, ثم امتلكوا بعد ذلك بوقت قصير أسلحة حديدية: 
وعربات تجرها الخيل ذات مكايح للعجلات. ومن ثم كانت أخف وأسرع من 
عربات السكان الأصليين ذات العجلات الجامدة والتي تجرها الثيران. لقد 
كانوا شعبا قادرا على الحركة بسهولة. عسكري الطابع مجهزا لغزو أي 
شعب زراعي وحكمه؛ فضلا عن أنهم هم أنفسهم كائوا منخرطين في 
الزراعة ورعي الماشية. على أن حضارة وادي نهر السند التي سبقت الآريين 


1١09 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


تضاهيها من حيث المستوى والنطاق إلا بعد حوالي1500 سنة من انهيار تلك الحضارة. 
ولكننا على أية حال؛ سنعود إلى الحديث عن حضارة وادي السند فيما بعد. 


2- ريج فيد١ا‏ 7 (5) 

فى وقت ما بين عامى 1500 و200١‏ قبل الميلاد غزت قبائل الآريين الهند, 
واستقرث في التجاب وأخقات مجموعة من التراتيل التي تألفت منها 
«ريج فيدا» وهي وثيقة ذات أهمية تاريخية لا تقدّر؛ فهي ليست أقدم عمل 
أدبي في لغة من لغات الهند-أوربية فحسب. وإنما هي أقدم الكتابات الدينية 
الحية في العالم. وينفرد الهنود بين الشعوب الناطقة باللغات الهند-أوربية, 
بأنهم يدينون بعقيدة انحدرت بشكل مباشر من ديانة الثقافة الأم؛ كما أن 
كتاباتهم الدينية القديمة بدءا من «الريج فيدا» غنية على نحو مذهل بالقياس 
إلى ذلك الغياب شبه الكلي للكتابات الدينية من اليونان وروما القديمتين. 

وتحتوى المجموعة على 028., ١‏ ترنيمة لآلهة الفيداء أما المجموعات 
الآخرى (أو السامهيتا 5ةانطهة5) فقد كتبت لخدمة احتياجات الإنشاد 
2" أو كدليل موجز لعمليات الأضاحي أو تقديم القرابين (وهي 
ياجورافيدا ١602‏ #سزه7" التي تؤدي فيها الترانيم دورا حاسما. وعلى حين 
أن هذه المجموعات الثانوية تكرر كثيرا من مواد «الريج-فيدا» وتعيد تنظيمها 
لأغراضها الخاصة؛ فإن مجموعة رابعة هي المسماة بال ((أثارفا-فيدا 
,وى 27 وهي تتميز عن المجموعات الأخرى من حيث إنها تشتمل 
على العديد من الرقي والتعاويذ لأغراض طبية؛ وعلى طلاسم سحرية 
تساعد على الانتصار في المعركة وما شابه ذلك. وتكتمل مجموعات «الفيدا» 
بسلسلة من الكتب تسمى «البرهمانائةصةصتطة:8 »(800-600 ق.م) وهي 
مخصصة لشرح الترانيم وتطبيقها في الطقوس الدينية. والميثولوجيا 
وتأمالات في التشابه الصوفي بين العالم الكبير 2دوه1120:00 والقربان نفسه. 
وتكتمل كتابات الفيدا بسلسلة ثالثة من الكتب هو أرانياكا 5هلهرهصة600(”7ق.م) 
واليوبانيشاد (600 ق. م-2"9)300 اللذان يصوران هذه التأملات ويسيران بها 
إلى حافة الفلسفة الواحدية. وأخيرا هناك سلسلة من الكتب الفرعية التي 
فقد معظمها الآن-وهي تقدم الوجه العملي الدراسة الفيداء وهي جميعها 


الهندوسيه 


سدع قافن ومنااباف ا بال علم الحو قله الوق اكه وان العروطي 
وغلم الفلك والطقوس. الذينية والأخيرة تشتمل على القرابيخ العامة الكبرى والطقوس 
المنزلية في آن معاء ومن هذه الطقوس ظهرت فيما بعد كتابات قائونية. 

وعلى الرهم من أن الديانة الآرية المنزلية لم يخدمها إلا قسم ظكيل من 
تحمل كتقابات الفيداء كإنها أفكر اعمية الوقدويبية الى الوققك عقد قياية 
عضو القيدا من مذاني القوابيق القبرى الور كيل من فحوصن البوياتهاذ: 
التي تفترضها سلفا معظم هذه الكتابات الكهنوتية. هذه الديانة المنزلية 
تعابه ووطوع ا شي الها اسايق يل ف مستي نسي انها دهم ذياقة 
الشعوب الأآخرى الناطقة باللغات الهند-أوربية: لا سيما قدامى اليونان 
والرومان. وهذا الميراث الهند أوربي الذي نما في تربة الهند. وتحت ظروف 
هندية, هو الجزء الذي بقي حتى اليوم من ديانة الفيدا متمثلا في احتفالات 
الزواج والقرابين المقدمة للموتى. 


3- إشعال النار المقدسة: 

يوجد في البيت الآري نار مقدسة تشتعل مند بداية إنشائه؛ أعني خلال 
حفل الزواج. وهي ليست نارا عادية: فينبغي ألا تستخدم في إعداد الطعام 
أو الأغراض المنزلية الأخرى. وكذلك ينبغي إشعالها بأنواع خاصة من 
الخشبء. وبطريقة معينة هي حك العصي ببعضهاء وينبغي ألا تترك حتى 
تخمد. ولا بد أنه يتقدم رب الأسرة لهذه النار يوميا بقرابين للآلهة. بل إنه 
في الواقع ملزم بالقيام ثلاث مرات في اليوم بما يسمى «بالتضحيات الخمس 
الكبرى»: عبادة براهمان صقصطة:8؛ روح العالم. وقوامها تعليم الفيدا أو 
تلاوتهاء وعبادة الآباء بتقديم الطعام والماء لتغذيتهم!''". وعبادة الآلهة بإحراق 
القرابين» وعبادة بهوتاس 85)نا!8 (وهي الموجودات الحية أو الأرواح) بنثر 
الحبوب في الجهات الأربع والمركزء وفي الهواءء وعلى أواني المنزل؛ ووضع 
الطعام على عتبة الدار للمنبوذين والحيوانات والطيور والحشرات؛ وعبادة الرجال 
عن طريق تقديم الضيافة إلى الآريء ويُفضل البرهمي العليم بالفيدا. 

أما أهم الواجبات التي يلتزم بها رب الأبنؤة هيي :واجيات تجو الأباء أو 
الأسلاف. فهو ليس ملزما فقط بأن يقدم القرابين من الماء والطعام يوميا 
إليهم: وإلى روح البيت التي تسكن الركن الشمالي الشرقي من المنزل؛ بل إن 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


عليه أيضا أن يقدم لهم البندا 0ط أي كرة الأرز 8106-8411 في يوم ظهور 
القمر الجديد من كل شهر. 

وتسمى العناصر الرئيسية في هذا الاحتفال «شراذا 008دمط5» وهي كما 
يأتي: يجلس فقهاء البراهمة-الذين هم على خلق لا يرقى إليه الشك-في 
مكان مكشوفء على مقاعد منسوجة من العشب المقدس*'". ويفتتح رب 
الأسرة الاحتفال(وينهيه) بحرق قرابين للآلهة في النار المقدسة. لكن الحدث 
الرئيسي هو التقريب للآباء. فهو يصنع ثلاث كرات أرز ويضعها فوق سجادة, 
منسوجة بالعشب المقدس بعد رش المكان بالماء. وتذهب هذه إلى الموتى 
الثلاثة من أسلافه: الأب: والجد» وأب الجدء ثم يمسح الأرز العالق بيده 
في العشب. وهذا هو تقديم القرابين للأسلاف الثلاثة الأسبق: جد الجد.. 
إلخ. ثم يسكب ماء مباركا على الآرض بالقرب من «البندا 08هذط» ومن شأن 
ذلك أن يرضي الأسلاف الأكثر بعدا . ثم يقسم «البندا» أو كرات الأرز على 
ضيوفه من البراهينة الذين يأكلونهاء وما تبقى من «شراذا 51:2058» يصبح 
الوجبة الأساسية للضيوف. 


4- رابطة مع الأسلاف: 

إن النظرية الخاصة بالشراذا (50:2052) هي أن يقدم الأحياء الطعام 
إلى الأسلاف الذين يقطنون «عالم الآباء». وذلك بأن يقدموا لهم قرابين 
من كرات الأرز والماء. بينما يضفي الأسلاف النعم على أحفادهم الأحياء 
بمنحهم إياهم النجاح والازدهار والذرية وما شابه ذلك. وهكذا تكون «شراذا» 
هذه هي همزة الوصل بين الآحياء والآموات؛. وهي التعبير عن التعاون 
المتبادل بينهم. غير أن هذه العلاقة يمكن أن تنقلب رأسا على عقب إذا لم 
تؤد الطقوس الجنائزية المناسبة للميت؛ فما لم يستقر أرواح الموتى في عالم 
الآباء. تظل عرضة لآن تصب البلاء على رءوس نسلها الذين لم يقوموا 
بإطعامها عن طريق القرابين أو ضمان انتقالها إلى عالمها المناسب. 

وهكذا تحمل الجثة-بعد الوفاة بقليل-إلى أرض المحرقة في موكب من الأقارب 
يتقدمه الابن الأكبر الذي يسير على رأس المحزونين ويخلف المرحوم كرب للبيت. 

وتحرق الجثة بينما يطوف أهل الميت حول المحرقة؛ لا في اتجاه عقارب 
الساعة الذي يبشر بالسعادة وإنما في عكس اتجاه سيرها. وبعد ذلك 


الهندوسيه 


يغتسلون ويعودون إلى البيت في موكب يتقدمه هذه المرة أصغر الأبناء سنا . 
وفي اليوم الثالث من حرق الجثة تُلقى العظام في النهرء ويفضل أن يكون 
نهر الكنج حيث لا يزال يوجد على ضفتيه أدراج الجوط؛ه !"2 والتي 
تيسر الحركة إلى النهر كما فعلت منذ آلاف السنين. ولمدة عشرة أيام 
يواصلون سكب الماء وتقديم القرابين من كرات الأرز وقوارير اللبن للمرحوم. 
وفي هذا الوقت أو بعد تمام السنة يتم القيام بما يسمى بالسبندكرانا 58 
دهعم اننم التي تجعل الميت يتناول البندا (أقراص الأرز) مع أسلافه أو 
أسلافها فيما يسمى «الشرذا» كل شهرء وهم يعتقدون أن الروح تكتسب 
بذلك بدنا رقيقا يمكنها من القيام بالرحلة إلى «عالم الآباء». أو يمكنها 
طبقا لأفكار لاحقة من الميلاد من جديد . ولا ينضم المرء إلى هذه الديانة 
المحلية بحكم الميلاد وحده؛ ولا كان كل الموتى الآريون مرشحين للعبادة 
ولدخول عالم الآباء. فعندما يكون الميت طفلا صغيرا أو فتاة غير متزوجة: 
أوناسكاء فإن الجثة في هذه الحالة تدفن: أو تلقى في النهرء ولكنها لا 
تحرق ولا تقدم لها قرابين. فالشرط الأساسي هو الدخول في الآرية الكاملة 
عن طريق الترسيم؛ ويتم ذلك بالنسبة للصبي بأن يمنح الخيط المقدس 
و«المنترا 02م»21». أما بالنسبة للفتاة فيتم عن طريق الزواج: وأما الناسك 
فينظر إليه على أنه أصبح ميتا بالنسبة لعالم رب البيت ولدينه. وهكذا 
ينظر إلى الترسيم أو دخول «العضو في الجماعة» على أنه ميلاد جديد 
بالنسبة للحياة الدينية. حتى إن الطبقات العليا التي ترتدي الخيط المقدس 
يطلق عليهم لقب «المولودين مرتين». 


5 - التر سيم 0 

الترسيم هو واحد من سلسلة الطقوس التي تسمى «سمسكارةة!25ة5» 
أو ما يمكن أن يطلق عليه أحد الأنثروبولوجيين عبارة «طقوس المراحل 
الحاسمة في الحياة». وتتم ثلاثة من هذه الطقوس قبل الولادة لتشجيع 
العمل وإتجاب :طفل ذكن وضمان ضصحة الحنين؛ وهيما ييخ الاحسفال 
بمولد الطفل والاحتفال بتسميته تراعي الأم والطفل طقوسا تستمر لمدة 
حشرة آيام عبني :ظفوين التجاينة:وامراتحل الأخرى من خطون الطلفل 
التي تتميز بها «السمسكارا» هي خرم الأذن لأول مرةء واللحظة التي يخرج 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


فيها الطفل من البيت ليرى الشمس لأول مرة:. وكذلك المرة الأولى التي 
يتناول فيها طعاما جاغاء وإذا كان ذكرا فهي المرة الأولى التي يحلق فيها شعر 
رأسه؛ فيما عدا خصلة من الشعر في قمة الرأس يتركها طوال حياته. 

ويعد الترسيم الخطوة التالية في «السمسكارا». وهو يتم عادة عندما 
يكون الطفل بين سن الثامنة والثانية عشرة. ولب الاحتفال هو أن يرتدي 
المرشح زي الناسك ويمسك في يده صولجانا مع خيط مقدس يوضع على 
كتفه اليسرى ويتدلى من ذراعه الآيمن ثم يتلو الكاهن الرسمي من «جيتري- 
منترا 8-!-!--02211» وهي أبيات من «الريج-فيدا» يتلوها الهندوس-وهم 
الطبقة العليا في المجتمع- في جميع طقوسهم.: 

«فلنفكر في روعة وجلال 

الإله سافترى, 

وعلى العضو المرشح: في هذه الحالة؛ أن يستجدي الصدقات؛ وأن يضع 
نفسه تحت وصاية براهمي متفقه في الدين ليصبح معلمه الروحي رسسق) 
ليعلمه ويهذبه بالكتب المقدسة لا سيما الفيدا . وعلى التلميذ أن يظهر لمعلمه 
أقصى درجات الاحترام والخشوع. بل أعظم مما يظهره لوالديه:. لأنه إذا 
كان الأب والأم يمنحان الحياة؛ فإن المعلم من خلال معرفته الدينية يهب الخلود. 

وعلى الطالب أن يظل أعزب تماماء وأن يحترس باستمرار من السقوط 
في الدنسء أي في تدنيس الطقوسء وأن يخضع نفسه لكل أوامر المعلم 
أثناء متابعته المقرر الدراسي الذي قد يستغرق عند البرهمي اثنتي عشرة 
سنة أو أكثرء وعلامة انتهائه الاغتسال طبقا للشعائر. وعندئذ يتوقع أن 
يتزوج الآري في الحال. 

ولم تكن العزوبية طوال الحياة تلعب أي دور في التصورات الدينية الآرية 
المبكرة. بل إنها في الواقع كانت بغيضة عندهم., فالسماح بالعزوبية يعني 
تدمير عبادة الأسلاف. كما أن إنكار طعامهم: قد يجعل الآباء يضبون انتقامهم 
على الأحياء. وهكذا نجدهم في زمن متأخرء عندما انتشر مذهب النسك 
والزهد ولاقى استحسانا وقبولا من الأفكار الدينية الآرية. قد عبّروا عن 
تصورهم لدورة الحياة كسلسلة مؤلفة من أربع مراحل: الطالب؛ ورب الأسرة, 
وناسك الغابة: والناسك المتجول. والمرحلتان الأولى والثانية فقط إلزاميتان 


1 14 


الهندوسيه 


لكل الذين ولدوا ولادة ثانية» و ذلك نوع من التوفيق بين نمطين متصارعين 
من أنماط الحياة. ولقد رأوا فيما بعد أن الناس تولد وهى مدينة بشثلاثة 
ديون: دين للآلهة؛ ودين للآباء. ودين للحكماء. وهي ديون لا بد لهم من 
سدادها قبل أن يهجروا العالم من أجل الزهد والتنسكء وتوفى هذه الديون 
بتلاوة الفيدا, وإنجاب الابن» وتقديم أضحية. وهكذا يستطيع المرى. نظريا 
علئ الأقل» أن يصبح ناسكا بعد أن يكون قد تزوج وأصبح رب أسرة. 


6- فوانين الزواج: 
ليس الزواج ضرورة مقتصرة على عبادة الأسلاف. بحيث ينبغي على الرجل أن 


أبيه؛ وإنما الزواج ضرورة مطلوبة لذاتها أيضاء فليس ثمة ما يبرر الاعتقاد بأن 
الرجل المتزوج هو وحده القادر على تقديم «شراذا»(قرابين الطعام) للأسلاف. 
وعندما يصبح أرملا فإنه يتخلى لابنه عن رئاسة الأسرة؛ وعن القيام بدور الكاهن 
المسؤول عن نارها المقدسة ويغرن التقاغر 30" 

على أن الزواج لم يكن يترك لأهواء الفرد يختار من يشاء؛ فهو لا 
يستطيع أن يتزوج كيفما اتفق؛ لأن الزوجة الكفء المساوية له في المولد 
والمنحدرة من أسرة آرية أتمت عملية الترسيم وغيرها من الطقوس. هي 
وحدها القادرة على ممارسة الطقوس المنزلية دون أن تدنسهاء وهي وحدها 
القادرة على إنجاب الابن الطاهر النقي الؤهل تواضلة هياذة الأسلؤف عد 
والده. وفضلا عن ذلك فعلى العريس المنتظر أن يبحث عن عروس ليست 
قريبة له؛ لا من ناحية أبيه ولا من ناحية أمه؛ أعني عروسا لم تقدم أسرتها 
«البندا» أو قرابين الماء لأي من الأسلاف. ومن ثم فلا بد أن تكون العروس 
غريبة غنه؛ ولكن ينبغي كذلك أن تدخل ضي أسرة العريس عن طريق الترسيم 
لكي تشارك الأسرة في دينهاء ولتنجب لها ابناء ومن ثم تكف عن أن تكون 
عضوا في أسرتها الأصلية. 

وحفل الزواج يرمز إلى هذا التصور للزواج على أنه هبة أو أمر مقدس؛ 
أو ترسيم. وينتقل العريس وصحبه في موكب إلى بيت العروس حيث 
يستقبلهم والدها مرحباء ثم يجلس العروسان في سرادق مؤقت على جانبيه 
ستارة صغيرة: ثم تفتح هذه الستارة بمصاحبة العبارات المقدسة التي يتمتم 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


بها الكاهن الذي يتولى مراسيم الزواج. 

عندتد يقدم والد العروسء رسمياء ابنته للعريسء ويقوم العروسان 
متشابكي الأيدي بتقديم حبات من القمح للنار المقدسة؛ ثم يطوفان حول 
النار وأطراف ردائيهما معقودة. ويخطوان معا سبع خطوات ثم يرش عليهما 
فق الاء القدسى وتودف الازيو من الملقديى ضتون كك رقب الروعية الى 
بيت العريسء وبذلك يكتمل الزواج. أما الطقوس الجنائزية التي وصفناها 
فيما سبق فتكمل سلسة «السمسكارا 2185 اقتمة5». 


7- قانون الأسرة الهند وسية: 

هناك سمات أساسية معينة في قانون الآسرة الهندوسية يمكن أن 
نتعقبها إلى هذه الديانة المنزلية. غرب الأسرة هو كاهن دينهاء أعني عبادة 
الأسلاف فيها. وهذا المنصب وراثي. أعني أن هذه الخاصية تؤول إلى 
أولتك الأكفاء القادرين على تقديم القرابين إليه بعد الموت؛ وإلى أسلافه. 
أعني إلى أبنائه المتزوجين قبل غيرهم. وفي حالة نقص النسل في نوع 
الذكور يؤول الإرث إلى أولئك الذين قدموا «البندا» إلى واحد أو أكثر من الأسلاف 
الذين قدم لهم المتوفي «البندا» كذلك؛ أعني أن يكون سابندا 1008م53 أو مشاركا في 
البنداء ذلك لأن الإرث يحمل معه الالتزام بتقديم البندا إلى المرحوم. 

ولهذا السبب فإن البنت لا يمكن أن ترث مادام الذكور وحدهم قادرين 
على تأدية «الشراذا 08ه:ط5». ويستطيع الرجل الذي لا أبناء له أن يتبنى 
ابنا قطع صلته بأبيه الطبيعي أو يّعين بنتاء لو كان له ابنة؛ لتنجب حفيدا 
يصبح هو الوريث. وليس في استطاعة أحد أن يخدم نارين منزليتين؛ أو أن 
يعبد فئتين من الأسلافء أو أن يرث من أسرتين مختلفتين. وهكذا فإن العروس 
والابن بالتبني وابن الفتاة التي حددها الأب يفقدون حقوقهم وعضويتهم في أسرتهم 
الأصلية ليصبحوا أعضاء ذوي حقوق جديدة في أسرتهم بالتبني. 

لقد امتلأت الديانة المحلية الآرية بالمفسيو البرهمي؛ ولا تزال تتبعها 
في الهند الطبقات العليا على نطاق واسع. ولقد سقط كثير من الجوانب 
الثانوية في «السمسكار» في زوايا الإهمال وأصبح تقديم قرابين «الشراذا» 
نادراء وتعدّلت في نظرية عبادة الأسلاف والعبور إلى «عالم الآباء» عن 
طريق نظرية تناسخ أرواح الموتى: بل الواقع أنها ألغتها. لكن المظاهر الأساسية 


16 


الهندوسيه 


لهذا الدين ظلت باقية. ونظام الطبقات المغلقة قد شدد من الاهتمام الآري 
بطهارة الطقوس والمعايير التي يجب أن يتمسك بها المرء ليصونها ويحفظهاء 
وقد ظلت مضامينها الشرعية إلى وقت قريب تتحكم في الإرث الهندوسي والتبني. 


8- دياضة الفيدا والتضحية : 

أي تحليل للمجتمع الآري المبكر يقسمه أربع طبقات هسه٠‏ هي: طبقة 
البراهمة (الكهنة) وطبقة الكشاترية (الجند-الملك). وطبقة الفيزيا 9/1-ةتزطه 
(التجار) وطبقة الشودرا (الأقنان). وكلمة دممه7٠‏ (طبقة) التي تعني اللون 
وتستخدم للدلالة على أن لهذا التقسيم الوظيفي أساسا رقا ات الأقل 
بمقدار ما تكون طبقة الأنوار الآريين المولودين مرتين متميزة عن طبقة 
السكان الأصليين المظلمة الذين جعل الآريون من بعضهم أقنانا. وهناك 
تقسيم وظيفي ممائل للمجتمع قدّمه أبناء عمومتهم من الإيرانيين يذهب 
إلى أن الهنود-الآريين كانوا منذ البداية؛ هم الكهنة» كما كانوا يقومون بألوان 
من القرابين التي كانت من حيث الرعاية والصيانة تجاوز الطقوس المحلية. 

أما الديانة التي يتحدث عنها معظم الأدب الفيدي فهي ديانة عامة 
وقيتوكية ولبست محلية وموضوعات العبادة ذيها ليمت اليه الآباء وإنها 
هي الديفاز 26785 أو آلهة السماء المشرقة؛ ويبدو أنها كلمة مشتقة من 
نفس جذور الكلمة اللاتينية «ديوس 5داء1[» (إله) . 

ولقد استمدت بعض هده الآلهة من العصور الهندو-أوربية القديمة, 
فمثلا السماء الأب (هوديوس بيترعة)نزط تاطبر 167 وهو زيوس الأب عند 
اليونان» وهو جوبتر عند الرمان) وهي آلهة ترتبط أساسا بالسماء وبالظواهر 
الجوية (أو الآثار العلوية. ومعظمها ذكورء ويستثنى من ذلك «الأرض الأم». 
وابنتها «الفجر» (واسمها أوشاش 115025. وهي عند اليونان إيوس 805) 
وهما معا إلهتان هندو-أوربيتان» وكذلك عدد قليل من الآلهة الأخرى. لكن 
الغياب النسبي للالهة الأنثى في مجمع آلهة الفيدا هو أحد الاختلافات 
الملفتة للنظر بين ديانتها وبين الهندوسية المتأخرة. 

أصبحت شخصية السماء الأب في عصر «الريج فيدا» باهتة. إذ سرعان 
ما حل محلها إله الفيدا الآصيل وهو الإله «إندرا 120:8» وهو بصفة رئيسية 
إله حرب. وملك الآلهة؛ وقائدهم في المعارك. وهو الذي دمر المدن الحصينة 


117 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


لسكان البلاد الأصليين مستعيدا خبرة المقاتلين الآريين إبان غزوهم للبنجاب. 
وإندراء مثله مثل نظرائه البشريين يهتم بتناول الطيب من الطعام والشراب؛. 
كما يحب المشاكسة:؛ وهو يركب السماء على رأس جيشه من الماروث «كانصة/23» 
وهم آلهة العاصفة الأقل شأناء وهو هنا يرتبط بالبرق بصفة خاصة؛ سلاحه 
الذي مزق به بطن التنين فريترا 7:12 عندما أعتق هطول المطر الذي يبعث الحياة. 

أما آلهة الشمس فهى كثيرة منها: سرييا 132:8نا5 واسمها هو الكلمة 
الدارجة الى افطنئ «الشمسس» وهى كقوذ عرية نارية بعجلة واحدة تجرها 
سبعة جياد عبر السماء. أما فشنو دهطة1؟ فهو إله صغير له خواص الشمس» 
وسوف يصبح فيما بعد أحد الإلهين الرئيسيين في الديانة الهندوسية. 
والإله فيشنو الذي يتحدث عنه «الفيدا» فزم صغير عبر الكون بثلاث 
خطوات عملاقة ففرحت الآلهة وغيظت الشياطين. 

أما آجني ندعة فهو إله النار أو المحور الذي يربط عالم الناس وعالم 
الآلهة. وهو الذي يحمل القرابين المحترقة إلى الآلهة؛ ويعيش مختبئًا في 
أماكن عدة مزودا الفلاسفة الأول بموضوع لتأملاتهم النظرية: فهو يختبئ 
في مياه السماء ويظهر في صورة البرق وفي عيدان النارء فهي أبواه التي 
تشتعل بها النار المقدسة؛ وفي أماكن أخرى. 

والبراهمة بوصفهم القيمين على تقديم الأضاحي والقرابين مغرمون 
بالنار بصفة خاصة: إلا أنهم مغرمون أكثر من ذلك بشراب السوما دمده179) 
(الهوما الإيرانية) "2 وهو أرقى ألوان الشراب المسكر المعد من عصير 
نبات غير معروف نوعه؛ لكنه على الأرجح يشبه القنّت الهندي أو أي نبات 
آخر مخدر. ويستلزم إعداد «السوما» طقوسا معقدة, لا سيما أن شخصية 
إله السوما المتميزة وعلاقته بالبراهمة الذين يطلقون على «السوما» لقب 
«مليكهم» قد جعلت «الريج فيدا» تخصص كتابا كاملا لأناشيد هذا الإله. 
ثم توحّد إله السوما فيما بعد مع إله القمر ونال حق السيادة القمرية في 
الإشراف على نمو المحاصيل وصحة الأجنة. 


9- فاروضا ومهر! 3115 عع مصتحته7؟ 


هناك إلهان آخران أصلهما هندو-إيراني إن لم نقل هندو-أوربي وهما 
«قارونا ومترا «( ولهما تداعيات شمسية مثل العديد من آلهة الفيدا, فإحدى 


الهندوسيه 


وظائف الإله مترا الرئيسية ضمان القسم والاتفاقات"!). وهذا هو الوجه 
الإيراني المقابل والمتبقي من إصلاح زرادشت للديانة الإيرانية. وكان يعبد 
في الإمبراطورية الرومانية في العهود المسيحية باسم «مترا حصطاناق!20, 
وعرف فارونا باسم آزورا #تنادى (وكان في الأصل مجموعة من الآلهة ثم 
أصبح فيما بعد مجموعة من الشياطين تعارض آلهة السماء ديفاز 5هء62) . 
وهو لفظء في صورته الإيرانية» عبارة عن الجزء الأول من اسم إله النور 
في الديانة الزرادشتية «أهورا مزدا». وربما كان «فارونا» أقدم من «إندرا» 
ومثل ديوس 5ناةلا(1 حجبه إله الحرب العاصف عن الظهور في «الريج فيدا». 
غير أن شخصية «قارونا» الأخلاقية الرفيعة جعلته يتقدم كثيرا على الإله 
إندار الذي لا علاقة له بالأخلاق. لقد كان فارونا هو حارس الريتا هان8 أو 
النظام الطبيعي والأخلاقي للكون: وبدونه ما كان يمكن للفصول أن تتعاقب 
على التوالي. ولولاه لانهارت بنية المجتمع؛ و«فارونا» عليم بكل شيء. إذ 
تكتب له عيونه المنتشرة في كل مكان تقارير عن الرجال والنساءء. فما 
اجتمع اثنان معا إلا وكان «فارونا» ثالثهما . ويتخذ مقاتل الفيدا الشجاع 
المتفائل وضعا مختلفا عندما يقف أمام «فارونا» عن الوضع الذي يتخذه 
أمام أي إله آخر من آلهته؛ فهو يتخن وضع الآثم التائب الذي يرجو إنقاذه 
من العقاب العادل «لفارونا». 

ويزخر مجمع آلهة الفيدا بمجموعة أصغر من الآلهة, تبلغ من الكثرة 
حدا يجعل من الصعب وضهها في قائمة. وهناك إلهان آخران لهما بعض 
الأهمية بوجه عام هما «ياما دسدلا». أول فان يحرس عالم الآباء بكلابه 
الداكنة؛ «ورودرا 210:2» وهو إله يخشاه الناس لأن سهامه تجلب معها 
المرضء ويتضرعون إليه لآنه في وجهه الآخر هو إله الشفاء بالأعشاب؛ 
وهو مثل شيفا 08نم5. الإله التو المتشين الكين تفكل مسناهمة الفيذا 
في شخصية «الإله العظيم» في الهندوسية رغم,؛ أن دوره في الفيدا كان 
صغيرا مثل دور فيشنو. 


0- الأضاحي الملكية: 


كانت الأضاحى كثيرة ومتنوعة وأعظمها الأضاحى الملكية: الراجاسويا 
2 هتإزنادةز والفاجابيا هنزءمةزه77: «الإشفاميذا مطلعصه حطدخ». أما النوع الأول 


انا 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


فهو تنصيب ملكيء وتتمثل الذروة التي يصل إليها في رش رأس الملك بالماء 
وغيره من السوائل ذات القوة الروحية. وكان شراب القوة هنهمدزة7. وهو 
النوع الثاني ضربا من الاحتفال بتجديد الشباب الذي يشمل سباق العربة 
المصطنع و«دصعود» الملك والملكة إلى السماء على ستلم. أما النوع الثالث فهو 
«التضحية» بالحصان-6055ة7 وى وله أهمية خاصة نظرا لتاريخه الطويل 
بالهندء ولما ينطوي عليه من مضامين سياسية: إذ يترك أحد الخيول 
المخصصة للتضحية في صحبة مائة من الجياد الأخرى مع حراس من 
المحاربين الفرسان-ويترك الجميع يتجولون بحرية لمدة عام. ويحاول الأمراء 
الذين يتم التجوال في مقاطعاتهم الإمساك به أو قتله. وبذلك يعرضون 
المضحى لمكافأة إلهية غير سارة أو يرغمون على الخضوع لسيادته العليا. 
ثم يضحي بالجواد في نهاية العام وتنقل قوته المدخرة إلى الملكة. وهكذا 
نضمن صحة المملكة والآسرة الحاكمة وازدهارهما. 

وهناك إلى جانب ذلك أضاحي أقل تكلفة وطموحا متروكة لمقدرة رب 
الأسرة الآري. ولهذه الطقوس سمات مشتركة متعددة. فرب الأسرة الذي 
يدفع ثمن الأضحية ويتلقى بركاتها هو المضحىء ولهذا يقوم هو وزوجته 
بدور رئيسيء وإن يكن ضئيلا إذا ما قورن بدور الفنيين البراهمة في تقديم 
التضحية. ويزداد فريق الكهنة المطلوب كلما كانت الطقوس نفسها أكثر 
تعقيدا . وتتوقع «الريج فيدا» أن يكون عدد الكهنة ثمانية؛ يما في ذلك 
الشخص المضحى. ولكن في عصور متأخرة كان العدد المطلوب يبلغ ستة 
عشر أو سبعة عشر كاهنا. وتبدأ الضحية بتنصيب المضحى فترفعه من 
الأرض الدنسة إلى عالم مقدسء وهو عالم محفوف بالمخاطر بالنسبة 
لأولئك الذين لم يتحصنوا بالطقوس.ء وتنتهي عملية تقديم التضحية بخلع 
التتصيب للهبوط من العالم المقدس. 

وتتخن الضحية نفسها مكانا حول نار مقدسة مشتعلة في مذبح خاص 
بُّني من الحجر في الهواء الطلقء والمباني الوحيدة التي ترتبط به هي في 
معظمها للأعمال المؤقتة؛ ولكنها ليست معابد. أما المواد التي تقدم فيمكن 
أن تكون: اللبن والزبد السائل؛ وعناصر نباتية مختلفة. وخمر ولحم حيوانات 
بما في ذلك لحم الماشية؛ في هذا التاريخ المبكر. وقد تكون المنافع الناتجة 
كثيرة. إذ يوعد المضحي على نحو نموذجي بالذهب. والماشية: والحياة 


الهندوسيه 


المديدة و إنجاب الأولاد. والخلود لكن من الضروري أن يطعم الكهنة ويدفع 


١ا-‏ الآلهة تشارك فى الو ليمة: 

لا شك أن نظرية التضحية الأصلية كانت أحد ألوان التبادل البسيط 
التي تكمن خلف تقديم القرابين للأسلاف. وعندما تم إنجازها على نحو 
مناسب هبطت الآلهة إلى ميدان التضحيةء وهبطوا متخفين لا يراهم أحد 
فجلسوا فوق القش المقدس واشتركوا في مأدبة التضحية كضيوف شرف, 
وتغذوا بالقرابين التي أحرقها الإله «أجني». أما في صيغتها المتأخرة فكانت 
الناس «تصب إلى أعلى» بأن تصب القربان على النار فينقله «أجني» للآلهة, 
في حين «تصب الآلهة إلى أسفل» عندما يهطل المطر الذي تعتمد عليه 
الزراعة والحياة البشرية. أما «قرابين الذنوب» و«قرابين الشكر». وقرابين 
الاسترضاء أو الاستعطاف فهي ألوان من التقريب نادرة أو غير موجودة, 
ولا مكان فى أدب الفيدا إلا نادرا للصلاة التلقائية المباشرة. 

وعندما توويك القرابين وزادت سيطرة طيقة اليراهمة منسطة:8 عليها. 
أصبحت نظرية القرابين أكثر إسهاباء واتسعت لتشمل طرقا جديدة: واعتبرت 
الترانيم: والصيغ الأخرى ذات قوة سحرية مهسطم2!8) نظر إليها كذلك 
على أنها قوة محايدة متغلظة في الكون للحفاظ عليه . والصيغة المشتقة من 
اسمها هي براهمين «نصسطة:8 أو الكاهن الساحر صاحب السيطرة على 
الأقوال المقدسة. ويمكن الحصول على فاعلية القريان بالتلاوة الدقيقة 
المسهبة لتلك الصيغ. ولقد أدى التأكيد على أهمية دور الكلام إلى تحليل 
صوتي دقيقء؛ وفي النهاية إلى أقدم علم للنحو في العالم القديم؛ تميز بنفاذ 
تحليلي لم يعرف له نظير حتى العصور الحديثة. 

كانت عناصر الأضحية تتوحدء نظرياء مع أجزاء الكون: كما كان ينظر 
إلى التضحية نفسها على أنها تمثل فعل الخلق مرة أخرىء وتؤدي دوراء لا 
مندوحة عنه؛ في تدعيم الكون والمحافظة على نظامه. وتبادل المنافع البسيطة 
لنظرية الأضاحي المبكرة» يسلمنا إلى الفكرة التي تقول إن دقة الإنجاز 
تفرض الحصول على النتائج أما الموضوعات البسيطة للأضاحي المبكرة فهي 
تسلمنا إلى الدعوى القائلة بأن الكون ككل؛ ونظامه الأخلاقي: يعتمدان على القرابين. 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


12 المرتعدون: 

يكتب شعراء الفيدا بوحي من الإلهام؛ ويطلق عليهم أحيانا اسم 
«المرتعدون» لأنهم يكتسبون رؤاهم من خلال تركيز ذهني داخلي: ومؤلفاتهم 
معقدة في أسلوبها وقديمة في لغتها وشكلهاء فأدبهم مقصور على فنّة 
ضئيلة؛ وملتوء وبعد مرور أكثر من قرن على الدراسة الحديثة للفيدا لا 
يزال فهمها ناقصا. وتدور معظم الترانيم حول الثناء على الآلهة. لكن بعض 
الترانيم النظرية قد بشرت بالفلسفة الهندية وتركزت حول مشكلة نشأة الكون. 

وأقدم أساطير الفيدا عن نشأة الكون هي الأسطورة الهند-أوربية من 
اتحاد السماء الآب مع الآأرض الأمء لينجبا آلهة السماء أو الديفاز 5هلاء2. 
غير أن الأسطورة السائدة في «الريج فيدا» هي أسطورة اندرا وفرتيرا 
8 2 3لدث . وطبقا لهذه الآسطورة لم يكن هناك فيما سبق الخلق لا 
واقع (سات :52) ولا غير واقع (أسات :وة) ولا انفصال بين السماء والأرض/22. 
ولم يكن ثمة سوى موجودات تسمى أزوراز 5صتدادث مقسمة إلى فئتين: فئّة 
يقودها فارونا 2متصهة؟ا وهم الأديتاس 35ؤنلخ (الذين يعني أسمهم الانعتاق 
والتبرعم) ويشتبكون في قتال مع الفئة الأخرى الدفافوس 2208025 (التي 
تعني العبودية. والقصور الذاتي) تحت فيادة فرتيرا 18(واسمه الذي 
يعنى الغطاء أو الغلاف. يستدعى معنى مماثلاً) . 

وقركي والاديكادريء ليذه البظل اكد رامن الأرسن الأموالنييرة الآ 
وتجعله ملكا عليها. غير أن «إندرا» المتحصن بشراب «السوما» المسكرء 
والمتسلح بالصواعق التي أعدها تفشتري تنااو10-الصانع البارع-ذبح «فريترا» 
وتدفق من بطن قريترا الممزقة سبعة جداول حبلى بجنين الشمس. وهكذا 
خرجت العناصر التي تدعم الحياة وهي الرطوبة والحرارة؛ والنور. ونشرت 
الأرض التي هي مستقر البشرء أما السماء وهي عالم الآلهة. فقد أصبحت 
مصانة ومقامة فوق الأرض. 

كذلك فصل «اندرا» نصف الكرة 936(الأرض والسماء) عن نصفها الاخر 
)قث العالم السفلي) وأقام النظام في العالم الأول وانحصرت الشياطين 
في العالم السفلي حيث العماء والفوضى. واتخذت الشمس مجراهاء وأرسلت 
اكياة السعاوية بامطاره] على الأرضء وتحددت وظائف «الأديتاس 1025نلخ» 
وراح «قارونا» يراقب النظام الكوني من أعلى. 


الهندوسيه 


3- خلع أضدرا 

لا شك أن أسطورة «أندرا وفريترا» كانت في عصر «الريج فيدا» أسطورة 
قديمة:؛ إذ يمكن على الأرجح.؛ تعقبها حتى فترة الوحدة الهندية الإيرانية ما دام 
الإيرانيون قد عرفوا «ذابح فيرترا» و ربما قبل ذلك. فأندرا نفسه يستدعيه حاكم 
«ميتاني- نم10 3/1» في معاهدة مؤرخة في القرن الرابع عشر ق. م من الشرق 
الأوسطل!3©. 

ويظهر المستهزئون في «الريج فيدا» المتأخرة؛ فمنهم من يقول «اندرا» لا وجود 
له! هل رآه أحد أبدا؟ من هو حتى نضطر لمدحه؟ ويقدم البحث عمن خلق الكون 
وفي خلفية هذا الايمان المتداعي بأندرا . لقد خلع أندرا مرات عديدة: مرة 
بواسطة براجاباتى 10دمدز2 إله المخلوقات229؛ ومرة بواسطة فيشفكارمان 
«صانع كل توب ركالقة بواسطة برهماتسباكس 25020صقصطة:8 «إله قوى 
السحر» التى تمسك بالكون: ورابعة بواسطة «فاش ط0ة؟» أو«الكلمة». وفى 
قرقينة بالعه الأهمية تجد أن اللخلق بسب إلى تظسية الإنستان الأول 
بنفسه بأن مزق جسدء(ةة) 

ومن رأسه خرجت طائفة البراهمة. كما خرجت طبقة المقاتلين من 
ذراعيه؛ أما طبقة التجار فقد انحدرت من فخذيه؛ وطائفة الخدم (الشودرا) 
من قدميه؛ وبذلك حددت وظائف الطبقات الأربع ومراتبهاء بالطريقة نفسها 
خلقت الحيوانات والأرضء والهواء. والسماء والقمرء والشمسء والترانيم» 
والتراتيل وأشكال الشعر والنثرء كما خلق أندراء وآجني,. وفايو ناره1(إله 
الريح). ومع ذلك فأعظم التأملات نفاذا في «الريج فيدا» هي تلك التي 
تصنع مبدأ محايدا مثل «الواحد الحق» الذي يقال لنا أنه يتسمى بأسماء 
مختلفة مثل: اندرا ومتراء وفارونا وأجني.. إلخ على نحو ما يقال إن الآلهة 
هي مظاهر للمطلقء. وفي مكان آخر ينسب الخلق إلى هذا «الواحد» الذي 
يشرف على الكون والذي لا يُعرف إلا ببصيرة القديسين لا من التراث؛ ولا 
من الآلهة. 

والواقع أن الشاعر نفسه لم يكن على يقين مما إذا كان هذا الإله نفسه 
يعرف وفائع الخلق. وهكذا تحقق ضرب من الواحدية الحقة في نهاية 
الفترة التي تم فيها تأليف «الريج فيدا». وواصلت النصوص التالية البحث 
عن «المبدا الواحد» الذي يكمن خلف الكون. 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


4! - ديانات الغنو ص واغ ضعتاق: 

مشكلة الموت هي بداية الفلسفة. ولقد كانت السعادة القصوى التي 
يبحث عنها الآري الفيدي من خلال القرابين التي يقول بها الدين هي أن 
يعثر لروحه على مكان بين الموتى الأبرار في «عالم الآباء» في قمة السماء. 
وتظهر فكرة الموت مرة أخرى في الأدب البراهماني الذي يمثل الطور الذي 
يعقب مباشرة المجموعات الأربع (ريج فيدا وسامافيدا وياجور فيداء إزافيدا) 
وهو يسبق «الأرانيكا» و «اليوباينشاد». ويبدو أن الاقتناع المزعج بأن سكينة 
النفس في السماء ليست مضمونة؛ كان هو المصدر لكثير من التأملات 
المثمرة في اليوبانيشاد المبكرة. فنحن نجد في اليوبانيشاد لأول مرة ثلاث 
عقائد مترابطة؛ ذات أهمية كبرى لكل التاريخ الديني المتأخر في الهند.: 

-١‏ العقيدة التي تقول إن النفس تموت على نحو متكرر وتولد من جديد؛ 
وتتجسد على نحو متكرر في كائن حي جديد. وهي العقيدة المسماة 
سمسارا ةك 267) ١‏ 

2- والعقيدة التي تقول إن المرء يتحمل نتائج أعماله في هذه الحياة 
الدنيا أو في الحياة المقبلة (وهي تسمى الكرما دمعه>)!”2. 

3- والعقيدة التي تقول إن هناك فرارا من التكرار الممل لتجدد الموت, 
وتجدد الميلاد وتسمى «الموكشا» أو «النرفانا». 

والعقائد الكلاسيكية لم تصغ على نحو لا لبس فيه. ولم تشرح بطريقة 
نسقية في-«اليوباينشاد». ويستمد هذا الأدب سحره الدائم من افتقاره 
الشديد إلى النظام في مقابل الأدب الفلسفي الذي تلاه. فنحن نجد في 
اليوبانيشاد المبكرة إلحاحا نظريا جريئًا لتجرية أفكار جديدة لم يسمع أحد 
عنها من قبل؛ دون اهتمام كبير بالتحقق الدقيق من صدقها أو تحديد 
علاقاتها بعضها ببعض. ولقد وردت بعض هذه الأفكار على لسان شخصيات 
مرسومة بطريقة حية؛ ومما له مغزى أن أولئك الذين يعلمون الأفكار الجديدة 
ليسوا جميعا من البراهمة. وتستخدم فيها بحرية أساليب من المجاز 
كالأمثولات والاستعارات. ورغم أن فلسفة هذه الأعمال لا تزال في مرحلة 
التكوين والتجريب؛ فقد أصبح ينظر إليها فيما بعد على أنها القاعدة 
والأساس الذي تقوم عليه شروح الفلاسفة وتفسيرهم لها بطريقة تؤيد 
هذا المذهب الفلسفي أو ذاك. 


1 4 


الهندوسيه 


5 1 - الآلهة لا بد أن تموت: 

توضح العقائد الكلاث السالفة الذكر توضيحا جيدا الاتجاه الجديد 
الذي يتخذه الدين الهندي في هذه الفترة. فقد كان لدى الآري الفيدي 
الأمل في الحصول على السعادة المادية - في هذه الحياة الدنيا-وفي السماء 
بعد الموت. لكن ظهر أن الآلهة نفسها لا بد أن تموت ثم تولد من جديد مرة 
بعد مرة؛ وأن ميلاد «الشخص» كإله أو برهمانء أو إنسان عاديء أو حيوان 
أو نبات؛ إنما يتوقف على الفضائل أو الآثام التي اقترفها في التجسد 
السابق. 

وهكذا كان تصور الكون على أنه عادل ومنصف تماماء والفرد وحده هو 
السؤول هن معبير اوتصيرها واكاك لش مو خلال الكتياراته الالخاوكية 
التي تحدد هذا المصير. 

وهاهكا تكرح الاححاية الفردية المقطة ممكنة ولك لمكن هده نع 
التقبحة بسبقة هاف :كانه الحراة ان كشاقما هما التحميلة الكيافره 
لأعمال قام بها الإنسان في حياة سابقة؛ وهذه الأعمال لا تغيير فيها ولا 
فكاك متهاء:وبهما استدت الفكرة الرسية الى شين قيوا روح الغرد من 
ميلاد إلى ميلاد. ومهما ثقلت خطوات الهربء. فإن المرء لا بد أن يخطو 
خطوات حاستة ليسقق الانعكا نابيذ كل شراك العالم من أجل تنياة التافل 
الزاهدة: إذ ينفتح أمام الزاهد وحده درب من الإيجابية والفردية النشطة: 
وهذه الحيوية النشطة هي نفسها السكينة؛ على ما في ذلك من مفارقة. 

وينشاً إمكان الانعتاق من العقائد التى تدور حول وحدة الذات الباطنية 
العميقة أو الروح 0 مع المطلق 55 ولقد عبروا عن هذه العلاقة 
باشكال مخطلمة في «أقزال» اليوبانيشاة الكبرى: أنا براهمان: ومرهمان هو 
أنت. ومن صفات المطلق أنه «لا هو هذاء ولا هو ذاك» أعني أنه لا يقاس به 
أي عنصر من عناصر العالم الظاهري. والوسائل التي يتم بها الانعتاق من 
التناسخ واتحاد الروح من جديد مع براهمان هي أيضا متنوعة في 
التونائيهاد نولكع الطلربباستمرازهو مغركة العلاقة تقيدهاءوهةه القرفة 
تكون في بعض الفقرات من النصوص كافية؛ كما أنها سر مصون إلى 
أخصى حد:وفى تضوصن أخرئ تضاف إليها صفات هافة مكل العامل 
وفك التاساك والعول السبالع. 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


6- الناسك المتجول: 

تتحدث «الريج - فيدا» عن «الأشخاص الصامتين» و «أصحاب الشعر 
الطويل»» والتركيز الداخلي الذي يستطيع شاعر الفيدا بواسطته أن يبلغ 
رؤيته. هو بلا شك نموذج الناسك الذي يبحث عن «الغنوص 6720515». غير 
أن الناسك نمط ديني ضئيل الشأن جدا في الفترة الفيدية المبكرة. ونحن 
نسمع في عصور تالية. على نحو متزايد. عن «الشارمان ممسحمط5» وهم 
النساك المعلمون المتجولون. وهذا المصطلح يشمل مؤسسي «الجينية دكنهنة1» 
و«البوذية «ونط8100» وغيرها من الفرق المنشقة. وعندما وصف عالم 
النحو «باتانجالي نلهزهه:ه2»: «البراهمة» و«الشارمان» بأنهم أعداء طبيعيون 
كالأفعى والنمسء فيبدو على الأرجح أن مذهب الزهد تطور خارج التراث 
الفيدي البرهميء وربما كان في الأصل غير آري. 

نبثق مذهب الزهدء منذ عصر اليوباتشاد. بوصفه الصورة العليا للحياة 
الدينية» وبينما ذهب «براهمة-الفيد!» إلى أن تقديم القرابين يدعم النظام 
الكوني ويحفظه: فإننا نجد الهنود المتأخرين يعزون استقرار الكون إلى 
الكفارات الأزلية «لشيفا» وهو في عزلته بجبال الهملايا. وهم يعتقدون أن 
القوى التي تولدها عملية التكفير تبلغ من الضخامة حدا يجعل الآلهة 
يرسلون؛ من غيرتهم وخوفهم. فتيات سماويات لغواية الناسك؛ وصرفه عن 
تأملاته وحمله على تبديد طاقته المدخرة. ذلك أن فضيلة الناسك العظيم 
يمكن أن تحمي مدينة من الأعداء. ولهذا كان من العبث الاشتباك في 
معركة قبل إفساد الناسك بهذه الخدعة أو تلك. وقد كان تكفير الناسك 
عن خطاياه قاسيا إلى أقصى حد بالاضطجاع وسط النيرانء. والتحديق 
في الشمسء والوقوف على ساق واحدء أو الجلوس جلسة غير مريحة 
لفترات زمنية طويلة. هذه التغيرات العميقة في الحياة الدينية في الهند 
من عصر اليوبانيشاد أثناء حياة مؤسسي البوذية والجينية (حوالي 500 ق. 
م) لا يمكن أن تكون مقطوعة الصلة بالتغيرات العميقة التي طرأت على 
المجتمع الهندي في الشمال. فمع تضاؤل قوة ومكانة قبائل الكورو بسكا 
والبنشلا 212اءمة الفيدية القديمة في منطقة «دلهي»-نهضت ممالك فوية 
على طول نهر الكنج في الدول الحديثة مثل مملكتي «أتار برادشيعتهانا 
اوعلة:2» وبيهار ئهطذ8 وذلك تحت حكم آريين ليسوا من أتباع الفيداء بل 


1 6 


الهندوسيه 


وها كارا كوو لزنيف وتنا تيو لانيل بسو «اشتعيعة. هنذا إن 
كانوا برهميين على الإطلاق. فقد ولت مملكة القبيلة. وحلت محلها دولة 
إقليمية تدمج في سكانها غير الآريين من أهل البلاد الأصليين. 

تداعت الأرستقراطية الفيدية القديمة عندما أقام محدثو نعمة لا جذور 
لهم ممالك ناجحة ذات طموحات إفليمية عدوانية. وظهرت المدن من جديد 
في شبة القارة. وأدى إدخال سك النقود إلى تكوين التجار وأصحاب البنوك 
ثروات تفوق أي معدل للمرتبة التى يحددها لهم مولدهم طبقا لفكرة الطبقات 
الأربع. لكن الشعور العميق بعدم الأمان الذي جلبته هذه التغيرات لقطاعات 
عريضة من السكان عبّر عنه تعبيرا بليغا أحد الملوك الذين ذكرتهم 
اليوبانيشاد كما ذكرت مقتطفات من أقوالهم: (عظماء الملوك والأبطال في 
الماضي) تخلوا عن مجدهم وانتقلوا إلى العالم التالي: جفت المحيطات 
وهوت قمم الجبال وارتعد النجم القطبي, وتدلت النجوم وانهارت الأرض» 
تخلت الآلهة عن عروشهاء وفي هذا الطوفان كنت كالضفدعة في بر جاف. 


7- خطط زمانية كشيرة: 

بقي من حركات نساك هذا العصر التي لا حصر لهاء حركتان هما: 
الجينية والبوذية. وسوف نناقشهما في مكان آخر من هذا الكتاب. وقد 
أصبحت المعتقدات الكلاسيكية عن تقايسة الأرواح» والثواب والعقاب 
والانعتاق» التي كانت في نصوص اليوبانيشاد في فترة تكوينها. أصبحت 
بديهيات؛ بنيت عليها فلسفة لم تعد تخضع للشك. وهناك بديهية أبعد من 
ذلك كانت شائعة بين جميع المذاهب التالية وهي أن الزمان دائري. قالكون 
يطرأ عليه النمو و الانهيار أو الكون والفساد أو الدمار وإعادة الخلق على 
نحو لا نهاية له. ويمكن أن نجد أحد تنوعات دورات الزمن الكثيرة في 
«قوانين مانو». فالحقب الأربع المتتالية التي تنهار خلالها نوبة الحياة والأخلاق 
والدين هي على التوالي حقب تستغرق 4000 و3000, 2000, 1000 عام. وكل 
حقبة من هذه الحقب يسبقها ويعقبها «فجر» و «شفق» لعدة مات من 
السنين تبلغ ١2,000‏ سنة في مجموعهاء وفي نهايتها يدمر العالم ويعاد 
بناؤه من جديد . غير أن الفترة بأسرها ليست سوى عصر واحد من عصور 
الآلهة. والآألف سنة منها عبارة عن يوم واحد من أيام براهماء الخالق الذي 


127 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


يتساوى ليله مع نهاره(”؛ وليس للحساب الدقيق أهمية كبيرة: فالمهم أن 
الزمن يعمل على تصغير شأن الإنسان: وأن البشرية تظل في العصر 
الحديدي ما بقيت العقيدة في دور الصياغة والتكوين. وهناك مبدأ أساسي 
آخر شائع بين حركات الشباك: وهو مبدأ يتعارض تعارضا تاما مع أفكار 
«الفيدا». ولم يذكر إلا على نحو باهت في «اليوبانيشاد». هذا المبدأ هو 
مبداً الأهمسا دوصنطك أو اللاعنف. والفكرة التي تقول إن إزهاق حياة 
حيوان أو حياة بشرية تحت أي ظرف من الظروف هو عمل آثم ويؤدي إلى 
ميلاد جديد في كائن حي آخر أدنىء هذه الفكرة لا يمكن أن تلعب دورا في 
دين يقوم على أساس التضحية. وعلى العكس من ذلك فإنها ترتبط ارتباطا 
وثيقا بصفة خاصة بحركات الزهد المعارضة للفيدا والحركات المعارضة 
للتضحية وعلى رأسها الجينية «ونهنة1. ومادام الرأي المتطرف يقول إن أي 
فعل سواء أكان صالحا أم طالحا يؤدي إلى التورط في شراك السمسارا 
8 (دورة الكون والفساد) فإن هذه الحركات تتجه إلى السكينة 
واللاعنف. ولقد ورث المذهب النباتي الواسع الانتشار في الهند هذه العقيدة ذاتها. 
كما ظهر بوضوح تحريم البقرة؛ لأول مرة في هذه الحقبة بصفة خاصة؛ فقد كان 
الآريون الفيديون يستخدمون البقرة ليولموا لضيوفهم وليضحوا بها لآلهتهم. 


8 - أصول الهند وسية: 

لو قارنا الهندوسية في الألفين الماضيين من السنين مع ديانة «الهند- 
آريين» المبكرين على نحو ما نعرفها من الفيدا لوجدنا بينهما اختلافات 
مثيرة؛ فعلى حين أن الهندوس عبدوا «أيقونة»/2. تمثل الإله أو الآلهة التي 
اختاروه؛ أو اختاروهاء واعتبروها الإله الأعظم-فإن آري الفيدا لم يكن 
لديهم أيقونات. ولا ععالاقات شخصية مع إله واحد أعظم. وبينما تقام 
عبادة الهندوس في معبد. نرى ديانة الفيدا تتركز حول النار المقدسة في 
موقد المنزل أو في المذبح خارج الدار. وعلى حين أن الهندوس يقدمون 
قرابين من الأشياء والتسابيح بروح محبة متفانية؛ آملين في النعمة الإلهية 
التي تخفف, بل تتجاوز وتتخطى العدالة القاسية الموجودة في نظرية الكرما 
8 > (تناسخ الأرواح): فإننا نجد الآري الفيدي ينظر إلى قرابينه (في 
البداية) على أنها تحقق رغبته شي المشاركة الكونية بين ذاته وبين الآلهة 


الهندوسيه 


الأسلاف (ثم فيما بعد) كوسيلة تضطر الآلهة عن طريقها إلى التسليم برغباته. 

كان مجمع الآلهة الآري كله. مع استثناءات قليلة-يمتلي بالذكور. وهي؛ 
في الآعم الأغلب؛ آلهة سماوية. على حين أن مجمع الآلهة الهندوسي 
يضيف إلى أعضائه الإلهة الأم؛ إلهة الأرضء وآلهة تتخذ شكل الحيوانات, 
مثل أفعى الكوبراء وأرواح الأشجار. 

و«الفيدا» تلعن الذين يعبدون قضيب الرجلء في حين أن عبادة شيفا 
8 في سدور حجر واللتجا سدوج !01 كات فرادة مسفر افر طريلة. 
بل يمكن للمرء أن يهبط إلى أمور أصغرء فآلهة الفيدا يركبون عربات 
تجرها الجياد. في حين أن آلهة الهندوس يمتطون ظهور حيوانات خاصة 
هم 

هذه الاختلافات تنفع في التمييز بين الهندوسية وما سبقها من حركات 
يطلق عليها عادة اسم البرهمانية «هنهةدصسطة:8 (دون أن ننسى الجينية: 
والبوذية والحركات الأخرى غير البرهمية) وهي اختلافات تتطلب بدورها تفسيرا. 

والفشل في العثور على تفسير مقنع لأصول هذه البدع في أدب الفيدا 
أو في المؤثرات الآجنبية؛ مثل وجود الإغريق الآسيويين الذين حكموا شمال 
غرب الهند في القرن الثاني قبل الميلاد. هذا (الفشل) يجعلنا ننظر إلى 
الريف حيث يعيش اليوم 80/ من سكان الهند. وهي نسبة مئوية لم يكن من 
الممكن أن تكون أقل من ذلك في العصور الغابرة. فهاهنا يعيش ملايين 
الفلاحين الذين يؤمنون بما يمكن أن نسميه «بهندوسية الريف». وهي 
مجموعة من العبادات التي ترتبط-إن فعلت على الإطلاق-ارتباطا ضعيفا 
بالفيداء والعبادة الشعبية للأفاعي وأرواح الأشجار يشهد عليها الفن البوذي 
المبكر كما تشهد عليها هندوسية الريف. وأكثر الآلهة أهمية عند الغالبية 
العظمى من الفلاحين ليس هو «فشنو أو شيفا #6انط5 ناتصطوز؟» بل إلهة 
القرية 8:ه2060صة:0 التي غالبا ما تسمى إلهة الأرض أو الأم. وهي دائما 
أنثى على نحو له دلالته. كما تشرف على خصوبة الحياة الحيوانية والنباتية, 
وتشرف كذلك على الأوبئة والأمراض؛: وصلوات التوسل والاسترضاء عند 
الفلاح هي صلوات طبيعية. وهياكل وعبادات هذه الآلهة المحلية الخالصة 
التي تفكك فكرها الضيق وانحل في أنواع عامة شديدة التناثر. كثيرا ما 
يسهر على خدمتها كهنة غير براهميينء بل كهنة من الطبقة الدنيا. 


120 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


19- هندوسية الريف: 

إن صمت الأدب الديني الهندي المبكر عن هندوسية الريف. ليس دليلا 
على أنها لم تكن موجودة منن أقدم العصور. ومن الأهمية بمكان أن نتذكر 
أن هذا الآدب كان أديا برهمياء بمعنى أنه أدب كهنة أو نساك. ومما له 
مغزى أن عبادة الأسلاف الآرية وطقوس المراحل الحاسمة في الحياة؛ وهي 
المصدر المباش رلما يمكن أن نسميه الهندوسية الآرية المحلية: لم تبلغ مستوى 
التعبير الأدبي إلا في مرحلة متأخرة عندما سقطت تحت السيطرة البرهمية, 
رغم أن أصولها ترتد إلى فترة الاتحاد الهند-أوربية. ومما له مغزاه أيضا 
أنه على الرغم من أن بعض البراهمة أصبحوا فعلا كهنة معابد: فقّد كان 
ينظر إليهم في الأعم الأغلب على أنهم أدنى من البراهمة الآخرين. كما أن 
«قوانين مانو» تحظر وجودهم في الاحتفالات الجنائزية. 

لديناء إذنء ما يبرر الاعتقاد بأن الأوثان أو المعابد وما شابه ذلك هي 
إسهامات غير آرية؛ أو على الأقل غير برهمية للهندوسية. ونظرا لصمت 
النصوص فإننا أحرار في أن نفترض أن هندوسية الريف كانت تمارس 
باستمرار ولفترة طويلة قبل أن تصبح برهمية وبالتالي قبل أن يكون لها 
أدبء وعلينا أن نالاحظ أن حريتنا هذه تعني أنه ليس ثمة وقائع تدحض 
هذه الوجهة من النظر أو تؤيدهاء بل ربما جاز لنا أن نعتبر أن الهند كانت 
هندوسية لفترة طويلة قبل وصول الآريين. 

كان للهندء قبل الغزوات الآرية. أعظم حضارة مدنية واسعة الانتشار 
عرفها العالم حتى ذلك الوقت, ألا وهي حضارة وادي نهر السند التي 
استمرت حوالي 500 سنة من (2300 حتى 1800 ق. م) . وكما هو معروف الآن 
امتدت مدن هذه الحضارة على طول نهر السند في باكستان حتى وصلت 
إلى راجستان الهندية 18 ههط)5ةز والبنجاب وامتدت شرقا حتى أعالي نهري 
يمني والكنج دوب صسآ-ئمة12020-0 2م لكي تتفرع على ضفتي مصب النهر 
بطول ساحل مكران 113150 متجهة إلى الغرب و «جوجارات غهنةز6» إلى 
الجنوب بحيث تفصل ألف ميل من أبعد المواقع. هذه المدن بمنازلها المبنية 
بالآجر المحروق وقلاعها وحصونها وشوارعهاء وهي على نمط الملاعب؛ 
وكذلك نظم الصرف المحكمة؛ قد كانت أعجوبة العالم القديم؛ كما أن حضاراتها 
المادية باستشاء ما يتعلق بالتكنولوجيا الحربية والتعدين: كانت أكثر تفوقا من حضارة 


الهندوسيه 
الآزيين الاين وفطلا يعد زوالها إخ لم ركرنوا سوسبب هذا الزوال :): 


0- آلهة وادى السند الذكور والانات: 

إن سيرجون مارشال 1/13:50811 صاه1 ,5 أحد المنقبين عن الآثار فى مهنجو- 
دازو(2: في السند (وهي تعد مع هديئة هاربا #ووسةة في الينجاب من 
أكبر مدن نهر السند) قد صاغ الدليل على مساهمة السند في الهندوسية المتأخرة, 
بل هندوسية نهر السند صياغة ممتازة؛ ولعل أفضل ما نفعله هو أن نلخص نظريته. 

يعتمد دليله على أختام من أحجار ناعمة وتماثيل صغيرة من مواد 
مختلفة, رغم أن بعض المباني التي كشف عنها التنقيب يظن أنها كانت 
أضرحة أو معابد خالية من الصور. وتأتي على رأس اكتشافاته «الإلهة الأم 
الكبرى». وبعض تماثيلها عبارة عن تماثيل صغيرة لأنثى حاملء أما الغالبية 
العظمى منها فشخصيات نسائية عارية ذات ياقات عالية وأغطية للرأس؛: 
وهي من نفس قئة تماثيل الأنثى التي عثر عليها في الحضارات الريفية في 
تلال وسفوح جبال «بلخستان مةاةنط »28211 بالإضافة إلى التي سبقت حضارة 
نهر السند وعاصرتهاء وهي تماثيل مشابهة موزعة في آسيا الغربية كلها 
حتى بحر إيجه ترجع للعصر الحجري. ثم يأتي «الإله الذكر» الذي يمكن 
التعرف عليه في الحال كنموذج لشيفا التاريخي. جالسا وباطن القدمين 
متلامسان في (وضع اليوجا). وصورة عضو التناسل (الذي يذكرنا بعبادة 
اللنجا) تحيط به الحيوانات معبرة بذلك عن شعار «شيفا» وهو «إله الحيوان». 
وثمة عدد كبير من التماثيل الحجرية لعضوي التناسل عند الرجل والمرأة: 
إما في صورة رمزية أو واقعية. وهي تشير إلى عبادة «اللنجا هعمنكل» و 
«البونى اوور !"ا. ني شيما وزوتحته. والاتحجار الشي ضفل فصيو الاكروة 
قد ترتبط تاريخيا بحجر شلجراما وسوءعة5021 عار كفو الاو . وتوحي 
عبادة الأشجار والأفاعي والثيران (مثل ثور شيفا رغم أن البقرة ليست من 
بينها-على اتصال هندوسية العصور التاريخية المختلفة: كما أن الأفكار 
(الموجودة) عن طقوس التدنيس والتطهير بالماء ريبما تكون متضمنة في 
وجود مغطس ضخم وربما تفسر تصورات الهندوس عن الدنس. 

هذا الافتراض الجذاب قد يفسر وجود عبادات غير فيدية متمركزة 
حول شخصي الإله شيفا والإلهة الكبرى في الهندوسية؛ سواء في صورتها 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


الريفية بوصفها إلهة الأرضء أو صورتها التترية ءضعمام1 7" وصفها شاكتي 
كل زوجة شيفا . لكن لا بد لنا أن نتذكر أن ألف وخمسمائة سنة من 
صمت السجلات الأدبية والأثرية تفصل بين انتهاء حضارة نهر السند وبين 
الشواهد الدالة على ظهور هذه العبادة (أو عودة ظهورها) في الهندوسية, 
ولقد أضافت حضارة نهر السند فصلا جديدا كاملا إلى التاريخ الهندي 
منذ التنقيب المنظم في عشرينات هذا القرنء ولكن لا يزال الأمر مبكرا 
جدا للحكم على مدى اتفاق هذا الفصل مع الفصول التالية في تاريخ الهند. 
والمسألة متروكة لعلم الآثار. الذي طرح المشكلة منذ البداية؛ ليقوم بحلها. 


2- الفلسفة والميثولوجيا والأخلاق: 

هناك ثلاثة ملامح هامة للهندوسية تعطيها شكلا متميزا واتساقا وهي: 
المذاهب الست 5همةدادنة2 أو الأنساق الست للمستويات العقلية(5©, والملاحم 
والبوراناس 212035 بالنسبة لحكايات الخوارق والأساطيرء ونظام الطبقات 
المغلقة في مجال السلوك اليومي. والمذاهب الست هي مذاهب عقائدية 
تؤدي كل واحدة منها بطريقتها الخاصة إلى الانعتاق من أغلال الوجود 
الأرضي. وهناك ستة منها تقع في أزواج متكاملة هي 1 تسعطكة؟ 113:33:6(نيايا 
وفيشيسبكا/لله معملا دنرطامة5 (سائخيا ويوجا) و مغمدلء؟؟ 2 دسوسفص 31 
(ميمسا والفيدانتا). أما «نيايا» فهي مدرسة في المنطق ونظرية المعرفة, 
وأما فشسكا فتذهب إلى أن الطبيعة مؤلفة من ذرات أزلية متميزة عن 
الروح؛ وبمعرفتها تستطيع الروح أن تحقق الانعتاق. وأخيرا فإن سانخيا 
تعارض بين المادة «براكريتي تكله وبورشا 2اتسط أي الروح. لكن الآرواح 
الفردية-كما هي ا لحال في الديانة الجينية «ونهنه1-لا متناهية ومتفردة, 
ويعتمد الخلاص على استعادة الطهارة الأولى للروح بعيدا عن المادة. ومذهب 
سانخيا ذات الجوناز 5ه6 الثلاث (القوى؛ وتسمى حيوانات) أو الخصائتص 
الأساسية التي تسبب الخير والانفعالات الطاغية والكسل أو البلادة في 
الأشياء والموجودات. مذهب مؤثر غاية التأثير في جوانب كثيرة من الفكر الهندي. 

ولليوجا دوملا" ميتافيزيقا مماثلة مع إضافة,أشفارا هطع !”97, 
وهو إله عال وبعيد يجاوز دائما حدود المادة. ويؤدي نظام «اليوجا» وهو 
ممارسة قانون أخلاقي صارم من خلال أوضاع تفضي إلى التأمل وضبط 


الهندوسيه 


النفس-إلى «الاستغراق في التأمل». و «اليوجا» المعروفة عند المتحمسين 
من الغربيين هي تطوير متأخر لهذه الممارسات المبكرة مع التركيز الشديد 
غلئ أوضاع بدنية أكثر صعوية تسمى «هاتا يوجا ع0 112:02» وعلى نظرية 
فسيولوجية يسعى بمقتضاها اليوجي المستغرق في التأمل إلى زيادة ال 
«كوند اليني 51ذل6100[» وهي قوة وه متصورة: مانن هيئّة أفعى ترقد 
ساكنة في قاع النخاع الشوكي حتى الوريد الرئيسي الكائن في العمود 
الفقري. خلال ست دوائر للقوة السيكولوجية بطول العمود حتى اللوتس 
وده" في قمة الرأس بحيث إذا اكمل (أي اليوجي) هذه الدورات فاز 
بالخلاص (ليايوجا 050ل 8]) ويتميز مذهب ميمسا 11102050 عن المذاهب 
الآخرى بأنه مدرسة لتفسير الفيدا واستمرار لمذهب القربان البرهمي؛ 
والواقع أن بحسب القوانها وقدةك لا عو افك الذاسن اليف أعنية أنه 
يشكل التراث الفلسفي الهندوسي الرئيسي حتى يومنا الراهن7. وكان 
شارحه الأكبر من جنوب الهند هو الفيلسوف الهندي شانكارا هتهءلسمقاد 
(820- 788م)0©) الذي بلور الاتجاه الواحدي لليوبانيشاد في مذهب يعالج 
الروح كوجه للمطلق غير المشخص (براهمان). والعالم كوهم أو خداع (مايا 
2 . ومن هذه المعرفة تستطيع الروح أن تحقق وحدتها مع المطلق. ولقد 
نما العديد من هذه المذاهب في الأصل لا سيما مذهب «شانكارا» و«اليوجا» 
بعيدا عن تراث الفيداء وفي فترة مبكرة للغاية» وريما كانت منضمة إلى 
حركة شرامانا 11000 : 


2- الشعر الهند وسى والأسطورة: 

تعد الملاحم الأعمال الأسطورية العظيمة في الهندوسية؛ وأقصد بها 
ملحمة المهابهاراتا 28:ه 215636 (وهى قصيدة بطولية تتألف من ١00‏ ألف 
اوج مؤآبيات الغض ال لست لسراء وفكل الأخرية بين باتة كاي 200105 
وكورافاس1621012925, وهما حاكما منطقة دلهي في زمن (الفيدا). وملحمة 
الرامايانا 2(:208دصةخ1 (وهي قصيدة أسطورية طويلة تحكي أعمال الملك راما 
ملك أيوذا 08!!) مع ملاحق عن أساطير الخلق وقوائم بالملوك وحكايات 
خارقة ومذاهب دينية تسمىء بوراناس 80285:نا2 (مأثورات قديمة) . 

وفكه الاسم له لبر عن فرق مفيدة وإبااهى اغمال مركبة مخدلش 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


فيهاء بسهولة؛ الآلهة المتنافسة مع العقائد. وهي ملكية عامة لجميع الهندوس, 
إذ يمكن لأي فرد أن يجد فيها إلهه المختار. وطريقته المفضلة في الخلاص؛ 
وعلى الرغم من أنها كتبت باللغة السنسكريتية؛ ومن ثم فهي في حماية 
البراهمة بصفة خاصة:؛ فان لغتها متنوعة أكثر في شعبيتهاء كما يدل 
الأخلاقي الذي يلزم بالعفة التي قد تصل إلى حد الزهد. هو الشرط الذي 
الديانات التي تسعى إلى الانعتاق من العالم تكافح لكي تصل إلى حالة 
تختفي فيها التميزات المتعارف عليها بين الخير والشرء فان الأخلاق تقوم 
بدور المقدمة الافتتاحية؛ أو الحركة الأولى: فى الحياة الدينية. وللأخلاق 
نوجزها إلى حد كبير فى كلمة واحدة هى اجتناب النجاسة. 

ومع بداية العهد المسيحيء وربما قبل ذلك بكثير. وصل المجتمع الهندي 
إلى الحد الذى تألف فيه من آلاف من الطبقات المغلقة 028:65 التى تضع 
قيودا صارمة على الأكل والشرب والزواج والأخوة. ثم على التدخين فيما 
بعد-مع أعضاء الطوائف المغلقة الأخرى. وخرق هذه القواعد يجلب النجاسة 
ويستوجب الكفارة. عن طريق التطهرء وفي الحالات القصوى فد يبعد الإثم 
عن الجماعة. بل أن النجاسة التي يتعرض لها المرء بغير قصد لا بد من 
التي لا يمكن تجنبها كأن تكون هناك حالة وفاة في الأسرة. ونظام الطبقات 
المغلقة الذي يرتب هذه الطبقات تبعا لنقائها الداخلي؛ وإمكان تعرضها 
للنجاسة بدءا من الأنواع المختلفة من البراهمة حتى الطوائف التي لا يجوز 
لمسها في أسفل السلمء كما ينظم واجبات كل طائفة؛ هذا النظام قد منح 
الهندوسية والمجتمع الهندي إمكان دوامه ونزعته المحافظة, وقبوله 
للخصائص التي تنفرد بها الجماعات الأخرى. 


3- الغرق الهند وسية : 
تبدو الفرق الهندوسية كجزر صغيرة تمثل معالم بارزة في محيط 


الهندوسية الواسع. والواقع أن عدد الهندوس الذين ينتمون للفرق قليل 


14 


الهندوسيه 


نسبياء وليس من الضروري أن يكون الهندوسي عضوا في إحدى الفرق 
لكي يمكنه أن يقدم القرابين لآلهة القرية أو يغتسل في أماكن الحج أو 
يتعبد في المعابد. ولما كانت الفرق أكثر ملاءمة للدراسات التاريخية من 
الملاحم. والتراث القديم: مثلاء ولما كان ظهورها في القرون الأخيرة قبل 
المسيح مباشرة؛ فقد أصبحت تشكل جانبا هاما من تطور الهندوسية؛ لهذا 
فإنه ينبغي علينا أن نتعقب ظهورها. 

أن الهندوس المنتمين للفرق يمكن التعرف عليهم من العلامات المميزة 
التي يحملونهاء فإذا كانوا من أتباع فشنو فلهم علامتان متوازيتان من وشم 
ترابي أبيض ينحدر من خط الشعر حتى قصبة الآنف مع خط رأسي يربط 
بينها في الأسفل مع إضافة علامة مميزة خاصة بالفرقة التي ينتمون 
إليها. كذلك سيميزهم عقد ومسبحة حباتها مصنوعة من شجيرة مقدسة 
عند فشنو. أما إذا كانوا من أتباع شيفا فهم يضعون ثلاثة خطوط أفقية 
متوازية من وشم ترابي على جباههم. ويلتحق الهندوسي بفرقته الدينية 
عن طريق الترسيم الديني؛ والعنصر الحاسم فيها هو اتصال العضو بالصيغ 
المقدسة 212002 لفرقته عن طريق المعلم الروحي 6:1 . وهذا الترسيم نسخة 
من الترسيم البراهمي؛ مع إضافة بعض التعديلات الخاصة بالطائفة. 
وصيغة المانترا 8 بصفة عامة هي «أوم 0» يبايع س. حيث ترمز «س» 
إلى اسم الإله الذي تعبده الفرقة. ولما كانت المعرفة (المانترا) هي العلامة 
الحقة للعضوية وكانت ذات فعالية مخفضة: فان «المانترا» لا يصح أن 
يكشف عن سرها لأحد خارج الجماعة. ولكن لو أن أحدا من خارج الجماعة 
تصنت على «المانترا» أو قرأها في كتاب؛ فلن تكون لها أدنى قيمة:؛ لأن 
قوتها الخاصة لا يكون لها تأثير إلا عندما يتصل بها المعلم الروحي المدرب 
مشافهة. وهكذا يفترض الانتماء إلى الفرق علامات مميزة. وترسيما خاصاء 
وأنواعا من المانتراء والمعلمين الروحين 0:05. وذلك يتضمن تسلسلا للمعلمين 
الروحيين ومجموعة محددة تحديدا جيدا من الأتباع الذين مروا بعملية 
الترسيم. أي تتضمن جماعة دينية. وأخيرا فإن للفرقة؛ بطبيعة الحال, 
تعاليمها الخاصة. وطرقا وأوقات خاصة للعبادة» وإلها معينا أو وجها للاله 
يتجه إليه المتعبدون ويأملون أن يستمدوا منه الخلاص. ويمكن أن تصنف الفرق 
الهندوسية تبعا لموضوع العبادة بحيث يكون لدينا فرقا ل شيفاء وشاكتي؛ وفشنو. 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


4- شيسنا: 

أيا ما كانت حقيقة النظرية المتعلقة بأصله المنحدر من حضارة السند: 
فان شيفا أو بالأحرى «رودرا 111018» كما يسمى هناك؛. موجود في «الريج 
فيدا» وله وظيفتان في الفيدا المبكرة. فهو «المولول أو الصارخ 110512]» 
المصحوب بآلهة العاصة أو «الماروت» اناىه31 التي تبعث البرق؛ وله القدرة 
على التحكم في المرضء ومن ثم في الأعشاب الشافية: وهو إله مرعب 
صاخب. ولهذا ينبغي استرضاؤه. وحين لا يضرب البرق قطيع الماشية 
نتيجة للصلاة المقدمة إليه. فإن هذا الإله يسمى «باشوبا 2مننطافهط» أي 
حامي القطيع. وعندما يتقي شر المرضء تنسب له قوى الشفاء. 

وضي نصوص الفيدا المتأخرة نجد أن صفات «رودرا» 14:2 قد امتدت 
فأصبحت له رقبة زرقاء» وبيشرة حمراء. واتسعت دائرة اختصاصه فشملت 
الغابات واللصوص والمنبوذين: والأعشاب الطبية والقطعان. وهو المهلك ذو 
الشعر الأشعث؛ ولكنه حين يسترضى يصبح شامبهو تاططصقط5 وشانكارا 
8 وشيفا 50178 (أي الرءوفء المحسن. المبشر بالخير) ويعبده المرء 
لكي يتحاشاه. وحتى يتفادى أوبئة قطيع الماشية. فإنه يقدم ثورا قربانا 
للاله «رودرا» خارج حدود القرية مصحوبا بكل علامات شعيرة النحس. 
والواقع أن شيفا المرعب المزدوج الدلالة لم يختف أبدا اختفاء تاما. 

وكان «رودرا» شخصية صغيرة في «الريج فيدا». وجاء ارتفاع «شيفا» 
إلى مكانة مرموقة بالتدريج بحيث أصبح مركزا للعبادة. ومع حلول القرن 
الثاني ق. م بدأنا نسمع عن المتعبدين لشيفا الذين يبدو أنهم كونوا فرقة 
دينية. وهناك شاهد واضح على أن «اللنجا» (الحجر القضيب) الذي تشكل فيه 
شيفاء وعبد على نطاق واسع؛ قد جاء بعد ذلك. ولكن بالإضافة إلى «اللنجا» 
المفترضة في حضارة نهر السند نجد في «الريج فيدا» صلاة لاندرا 100:2 يقصد 
بها ألا يسمح لأولئك الذين يعبدون القضيب بتدمير طقوس التوسلات الآرية. 

وأقدم فرقة «لشيفا» في التاريخ هي باشوباتا هنهماوه التي أسسها 
لاكولا-انءا 12 الذي عاش تقريبا في القرن الأول أو الثاني الميلادي والذي 
كان يعتبر تجسيدا لشيفا نفسه. ولقد مرت فترة تكوين باشوباتا بعدة 
مراحل؛ طبقا لما ترويه آداب هذه الفرقة؛ لتحقيق الخلاص؛ في المرحلة 
الأولى اغتسل وعاش في الرماد المتخلف من المحرقة؛ وقام بشعائر العبادة 


36 


الهندوسيه 


في المعبد. كالضحكء. والرقصء والغناء والنطق بالصوتء «هودوك 116الن11» 
مثل خوار الثورء وترديد التعاويد. 

وفي مرحلة أعلى من مراحل الجدارة الروحية. تخلى عن العلامات 
المميزة للفرقة أو الطائفية الدينية؛ وهام على وجهه وحيدا وراح يثير غعضب 
الإنسان العادي لغطيطه إذا نام:واهتزازه كمن آصيب «بداء الريح» والقيام 
بإشارات غرامية للنساء؛ وبالسلوك الغبيء ولغو الكلام: ثم يلي ذلك مراحل 
أعلن أكثر احتشاما حيث يحتل التامل مكان الصدارة: ويفسر السلوك 
الغريب الذي مارسه في المرحلة الثانية نظرية تقول أن الكرما مصعه 
السيئ لباشوباتا قد حل محله كرما خير صالح يلومه على سلوكه. ولكنه 
إلى جانب ذلك تعبير أقصى تغبير عن رفض الناسك للعالم وانعزاله عنه. 

ونحن نعرف عدة فرق للشيفا ظهرت في قرون تالية مثل فرقة الكابليكاس 
و5هللة دكا (حملة الجماجم) التي توضح من جديد التقييم المتجاوز لكل 
القيم عند الناسك؛ وهو في ذلك قد يحملون عن قصد علامات «زايج 
براهمان» أعني وعاء التسول على هيئة جمجمة ليجلب على نفسه الخزي 
والعار. إضافة إلى الإفراط في شرب الخمر وأكل اللحوم والممارسة الجنسية 
المحظورة أقناء تادية الطقوس الدينية بحيث يمكن تميزهم والتعرف عليهم 
بوصفهم الجناح اليساري في التانترية :همه (انظر فيما بعد). وقد 
بقيت أمثال هذه الحركات من النسك المتطرف حية على الرغم من حط 
الكثيرين لشأنها. فازدهرت لعدة قرون اا شيفا» المتوحدين 
المتعزلين أو ها يسنمى «السيدها 544هةةة قد إن نتشروا في شمال الهند كله 
فى الوق السايقة كلى ا لشذويداتفد الآرياانية واسيموا نامف كسيرة 
جدااافج الشركات اللنيفية والمكية في الفيت واليص. 


5- طرق الخلاص: 

إن قبول الشيفية :50310155 من قبل المجتمع المحترم ولدينا شواهد تؤكد 
وجودها في القرن السابع--وكذلك بين عدد غفير من الناس العاديين-يدل 
على تطور فرق تخلت عن أنواع من الطقوس الغريبة التي كانت تمارس في 
فرق سابقة: والالقواعر بأساليب سلوكية أقل التباسا وفظاعة. وإحدى هذه 
الطرق هو مذهب «شيفا» الذي انتتشر على نطاق واسع في جنوب الهند . 


17 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


وكانت طرقه لبلوغ الخلاص-وهي الأوراد والتأمل الدوريء والتأمل اليوجي. 
والكفارة» وعبادة «اللنجا» وما شابه ذلك: قد اعتبرت برهمية ولم تثر أي 
اعتراض عليها . ويمكن أن نقول الشيء نفسه عن شيفية كشميرء ولكليهما 
آداب لاهوتية شاقة أو ذات أهمية ملحوظة. 

وتشكل الكلاموكاس 35اتادتداة؟1 فرقة ازدهرت في جنوب الهند لبعض 
الوقت ثم اختفت من يومها. ورغم إساءة خصومهم من «الفشنافيين» لهم؛ 
فقد واصلوا دراسة الفيدا كما درسوا نصوص الفرق التي تخالفهم في 
معابدهم الواسعة وأديرتهم الكبيرة» وتحاشوا ألوان السلوك البشع الذي 
كانت تقوم به فرق شيفا الأخرى. وقطعوا على أنفسهم عهدا ألا يؤذوا أحدا 
وأن يقولوا الصدقء ويتجنبوا السرقة ويتمسكوا بالعفة والفقر. وقد تأسست 
فرقة «الفيراشيفا هانهطىة1؟» أو «اللنجايات 115823:26آ» فى القرن الثانى 
محرا" أرورينا قانك تورخة موذلة وو العا ركان 1 الف احتقت فى ذلك 
الوقت تقريبا وآلت بعض معابدها الآن إلى فرق «الفيراشيفا». ولقد أدت 
التعاليم السنسكريتية وعبادة «اللنجا» دورا هاما فيهما معاء والواقع أن 
الفرقتين «الكلاما كاس» و«الفيرا شيفا» وصفا بأنهما «جنجامس 5عصنهع مد[ » 
(تحريك اللنجا أو تجسيد اللنجا) ويقضي الترسيم الديني عند الفيراشيفا 
بأن يوضع «لنجا صغير» في صندوق من الفضة يرتديه كل عضو من أعضاء 
الفرقة حول رقيته. وكان «ياسافا 8250072» مؤسس هذه الفرقة وزيرا فى 
عهد الملك بيجالا 8112 الكلاشوري عناطعدلة145(1١-167ام)‏ ويقال أنه 8 
على نفسه غضب الملك وأثار حفيظته عندما استنفن خزانة المملكة فى 
التصدق على «الجنجامس و5عموعمد[» ودبر بمساعدة الشعب لاغتياله 8 
فترة من الاضطهاد الملكي. 

ويشكل «الفيراشيفيون» اليوم طبقة مغلقة أو بالأحرى جماعة من 
الطبقات لها كهنتها الخاصة «براهمة اللنجا» بطقوسها التي تشبه على 
نحو مثير وهام الطقوس البرهمية الأصلية. 

وفى تأميل نادو 3120 لنسه1 فى أقصى جنوب الهند أناشيد دينية لقديسى 
شيفا مت «نايانارس 5 تشهد بنفاذ الأوراد الشيفية الشعبية إلى 
أقصى حدود شبه القارة منذ القرن السابع أو الثامن على وجه التقريب 
حيث سبقتها البوذية والجينية كما تشهد بأنها لازالت مزدهرة هناك. 


الهندوسيه 


6 - شاكتى والتنترية: مدع تامد1 ع 5121 

لقد رأينا أن هناك مبررا قويا للاعتقاد بأن ربة الخصب كانت تعبد في 
الهند منذ بداية العصر الحجري الحديث؛ وأن عبادتها تشكل جانبا هاما 
من الخلفية غير الآرية للهندوسية. ويخبرنا «بانا 8208» أحد كتاب القرن 
السابع؛ أن قبائل جبال فينذا 5هلإطكمة؟ في وسط الهند قدموا قرابين من 
اللحم وجرحوا أنفسهم ليقدموا دمائهم الخاصة للربة شانديكا #لنفسه0 
وفي فقرة أخرى نجد أن ملكة «أوجاين منهززنة» في غرب الهند؛ قامت 
بعبادة هذه الربة نفسها لكي تنجب إبناء وان كانت هذه العبادة أقل بشاعة 
من العبادة الأخرى. وهكذا نجد أن السكان الأصليين يشتركون مع عليه 
القوم في عبادة هذه الربة-الأم. وأيا ما كانت عبادة «الربة الكبرى» أو الإلهة 
العظيمة «شاكتي»7. فإننا نستطيع القول أن عبادتها ازدهرت من القرن 
الخامسء وهو العصر الذي أقيم فيه معبد «يحتشد بالشيطانات: المقدسات 
عند الأمهات اللائي يصحن بأعلى صوت في الظلام» حتى يومنا الراهن. 

أما من الناحية الأسطورية فقد تصوروا أن «الإلهة الكبرى» هي زوجة 
شيفاء ولها مثله جوانب مسالمة وأخرى مرعبة في آن معاء فهي «بارفتي 
ناهلانة22 «سيدة الجبال». وهي عروس شيم الجميلة: وهي دكالي» التبيحة 
المتعطشة للدماء التي تطلب ضحية من الحيوان قرباناء وفي بعض الأحيان 
تطلب قربانا بشريا. وبوصفها ساكنة جبال فيندياس ودترطهمة27)1/) فإنها 
تتربص بالمسافرين كما أنها راعية اللصوص وقطاع الطرق؛ وبوصفها «درجا 
8» فقد ذبحت الشيطان ماهيشا 20515024 الذي تجسد في صورة 
جاموسة. ولقد أصبحت بذلك مقاتلا رهيبا ومخلصا للبشرية في وقت 
والعده وغيانة نوها هي الأن عياذة متنيرة تجدافي البتعان حيت يحقل 
كل عام؛ احتفالا مؤثراء بعودتها كعروس شابة إلى بيت والدها . والواقع أن 
«درجا» هو شيء يرمز للقومية البنغالية والهوية المحلية. 

أما من الناحية الفلسفية فإن الإلهة الكبرى هي شاكتي 500111 أو قوة 
شيفا 7-581 التي تمثل القطب المضاد للذكورة والوعي والسكون. والواقع 
أن الفاعلية الخاصة بأي إله هي «شاكتي». وهي تتشخص في زوجته. أما 
الارتباط الذي يبعث على قدر من الدهشة بين الأنوثة وبين الطاقة والمادة 
من ناحية وبين الذكورة والسلبية 20551015 من ناحية أخرى في هذه القسمة 


36 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


الثنائية: فيمكن أن تكون له جذور ضي ميتافيزيقا سائخيا #وطامة5 القديمة 
التي نشأ فيها العالم نتيجة لاتحاد بركرنتي-اف 21 (المادةجنس الأنثى) 
وبروشا قطقتصتط (أرواح الأفراد-جنس الذكر) التي هي المتفرج السلبي. لكن 
الخلاص عند «سانخيا» يعتمد علي تخليص الروح من اشتباكها مع المادة, 
بينما تحاول التانترية دروزءةنسه1 التغلب على الاستقطاب الجوهري بهذا 
الإتحاد. وبدون «شاكتي» فإن شيفا يصبح جثة هامدة. 

والتانترية هي ديانة تانترا ناه . وأي قانون كهنوتي لشيفا أو فايشنافا 
يمكن أن يسمى «تانترا» تميزا له عن شاستراس 5635585 الخاصة بالديانة 
البرهمة أي العلم والقانون» غير أن مصطلح التانترية د«دنءتتامه1 يشير إلى 
تلك الديانة التي تتألف نصوصها من حوار بين شيفا والربة.. وأتباع التانترا 
5 يسمون في الآعم الأغلب شاكتاس 5031185 مع المتعبدين للرية الكبرى. 
و«التانترية» بالمعنى الواسعء. سمة تتسم بها البوذية في التبت, ولقد تغلفلت 
عناصر التائترية في مذهب «الجينية» و «الفشينافية 3دولكةماوتة77» إلى حد 
ما لكن شيها وزويجته شاكت هما الإلهان الركيسان بين التترمين المدوسن» 

والعتاد الفلسفي للمذهب التنتري ليس استثناء بين الديانات الهندية؛ 
فمعظم أركان الحياة الدينية فيه يمكن أن نجدها كذلك عند الفرق الهندوسية 
الأخرى. فهناك الترسيم المعتاد الذي يقوم به المعلم الروحي 1:نا0؛ والاتصال 
بمنترا 21555 والطقوس الدينية» والصلواتء والتأمل. والملفت للنظر هو 
درجة قدو لانسرا والطغرون الدينية: ومدض تقد النتيجة الحي تترتب 
على ذلك؛ ومما يلفت النظر أيضا عملية العكس المنظم والمتعمد للطعام 
والمحرماك الدلسيةكى طفوين كلة عن الشرق السعرية على اهومن الالحظانا 
من قبل عن فرقة الكاباليكاس كمعانلهم ]1 . 


7- مراحل الغبطة القصوى: 

يكف الاشخاضى عدا تععاءتهم الروننية إلى راقتويسةة زا السيوانة) 
وفيرا 2ئ؟ (أي البطل).؛ وديفيا 1017/2 (الإلهي), ولكل كفاءة طريقتها المناسية: 
وبعبارة أخرى فإن هذا التصنيف الثلاثي للأشخاص يقابله ثلاث مراحل 
على فلو يلون الفيظة القصوى الت يمريها البقدى هلى الكو الى فين 
الكاولائن ددانه مثلاً عثد المرحلة الأولى من مذهب القريان الفيدي تكون 


1] 10 


الهندوسيه 


«باكتي 1كل8» الشفناوية» وغنوص 020515 شيفا على التوالي هما الطريقتين 
اللتين تحققان التسامي والارتفاع ويعقبها التكريس و«النيسا ههنزلا» مع 
الإشارة إلى الجوانب المختلفة من الجسد والنطق ب «مانترا» الخاصة بالآلهة 
التي تتمكن بذلك من الدخول في المتعبد بشرط أن يتم هذا باتجاه داخلي 
نحو العبادة. أما مرحلة البطل فتشمل معظم طرق التانترا المتميزة. وهي 
التي تسمى بطقوس «الميمات الخمسة» (البانشاماكارا) التي شارك فيها 
البطل على التوالي؛ في الخمر والسمك. واللحوم والحبوب الجافة والمعاشرة 
الجتو بي , وفي المرحلة العليا يصبح السالك الطموح ميتا بالنسبة للعالم 
ومتناقضاته ومتحرراء رغم استمرار وجوده في الجسد . والواقع أن الطريقة 
المرموقة في جميع صور مذهب التنزية هي «ليايوجا 5ع2-70(هآ». 

وتتجه ممارسات الطقوس مثل طقوس الميمات الخمسة إلى الشخص 
البارع أو المجرب فقطء وهو الذي يسيطر على انفعالاته العنيفة سيطرة 
حازمة؛ ولذلك لم تستطع أن تسير عليها سوى قلة محدودة من الفرق 
يسفون بالأتباع اليساريين: وذلك يميز طرقهم عن العديد من الطرق التنترية 
والأكثر تقليدية لجناح اليمين7)؛ الذي يستبدل رموزا لا ضرر منها بالأشياء 
المحرمة أو ببساطة يتجاهلها تماما. وتستمد طقوس الطرق اليسارية قوتها 
من العكس المتعمد للأخلاق المستقرة. والهدف الواضح لطقوس الميمات 
الخمسة هو الارتفاع بالمتعبد فوق الثناء والذم والخجل والتفاخر بالأسرة 
والطائفة كخطوة نحو التحرر من القيود التي تعوق المرء عن بلوغ الغبطة القصوى, 
وفي الوقت نفسه تشهد الطقوس بأن الأخلاق السائدة تمنع بقوة أشياء مثل: 
الخمرء وتناول أكل اللحوم وكذلك الممارسات الجنسية خارج الزواج الشرعي. 


8 - فشو بامطو7؟ 
رشق مصنداة اق ان كتااف حقينا شاف اللاو لسن قينا 
باستمرار وجها مرعبا للاله-هو الإله المحسن على الدوام؛ وهو أشبه بأبوللو 
بالنسبة لشيفا أو ديونسيوس وهذا يتناسب مع إله ذي أصول شمسية. 
وناك إشارات ظليلة كي «الروع فيداء إلى تددين شفهو للكرن: لك هذاه تسيقة 
كاملة ذات شكل آخر للحكاية موجودة فى برهمانا شاتابات ممقصطهء8 طندممتهط5 . 
ولقد وافق الاشوراز كتتتاكث فلن إغطاء أعدائهم من الديفاز 5هاء1 


لعل 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


مساحة من الأرض لتقديم القرابين عليها شريطة أن لا تزيد عن المساحة 
التي يغطيها قزم بجسمه. واختار الآلهة فشنو الذي رقد وانتفخ حتى أصبح 
يغطي الآرض كلها وبذلك نقلها إلى حوزة الديفاز 25٠ء72.‏ 

بسن يدا باح كر |ضمة إلى نحم ماه الحفال تدلو اليعميو شؤائية حت يطدم 
فى شخصه عبادة العديد من الآلهة المختلفة وتعرّف عليه ملايين كثيرة فى 
الهقد بوصفه الإله الأعظم: وكنها للماقرزانث الفسية الوقدية الكلاسيفي: 
فإن فشنو يرقد نائما في المياة الأولى فوق لفات أفعى الكوبرا ذات الألف 
رأس. ومن سرته تنمو زهرة «لوتس» حاملة براهما الذي خلق العالم: وهنا 
يتجسد فشنو في شخص الخالق «نارايانا 213:39308» وقد اندرجت تحته 
آلهة أخرى بوصفها (أفاتارا) أو تجسيدات أرضية له. 

وتبعا لنظرية الأفاتارا هنداه47 (تجسد الآلهة) فإن الإله فشنوا اتخذ 
شكلا أرضيا لكي ينقذ العالم عندما هددت قوى الشر بتدميره. ويمكن 
بصفة عامة أن نتعرف على عشرة تجسدات هي: 

-١|‏ السمكة 118098 التي أنقذت مانو داهة31 (أو الإنسان الأول) والحكماء. 
والفيدا من الطوفان العظيم. 

2- السلحفاة #دددا التى ركب الآلهة فوق ظهرها واستولوا على قمة 
جبل مندارا 31320318: ومن هتالت مخضا محيط اللين كيما يستردوا «طعام 
الآلهة» الذي فقدوه في الطوفان. 

3- الخنزير البري 72:80 الذي قتل «هيرانيكاشا قطكعلةلإصةز11» وأنقن 
الأرض من المحيط الكوني الذي ألقاها فيه الشيطان. 

4- الإنسان الأسد هطدم:و:ة]7 فالشيطان «هيرانيكاشايبو» نال بركة إلهية 
تجعله لا يقتل في داخل البيت أو خارجه أثناء النهار أو الليل لا بواسطة إله 
ولا إنسان ولا وحش. واندفع فيشنو من عمود في قصر الشيطان على 
صورة الإنسان الأسد في الغسق عندما لم يكن ثمة نهار أو ليل وقتل 
الشيطان على عتبة القصر. 

5- القزم همدصسه! وهو صورة مختلفة من حكاية الفيداء إذ يظهر القزم 
أمام الشيطان بالي 8211 ويمنح بركة عبور أي مكان في ثلاث خطوات 
واسعة. فهو لن خطوتين يغطي الأرض والهواء والسماء. وكرما منه أحجم 
عن أن يخطو الخطوة الثالثة إلي عالم الموتى؛ وتركه للشيطان بالي. 


12 


الهندوسيه 


6- راما صاحب الفأس (أو بارشو راما قدا بساكديةم) الذي نظف أرض الكشاترية 
5 إحدى وعشرين مرة على التوالى دفاعا عن البراهمة ضد النهب الملكى. 

7- راماء ملك أيوذيا 47:00 بطل الواجتا انا الذي فتل الشيطان كاتا 
هم" 3 الذي يقطن سري لانكا. 

أكريكنا (انظر هيما ب20ه): 

9- بوذا 8008؛ وريما أضيف إلي هذه التجسدات لكي يجذب العناصر 
المارقة إلى المذهب الفشنوي. 

0- كالكين «زاله»1 وهو يجسد المستقبل؛ وقد وصف في صور مختلفة 
على أنه حصان:ء أو إنسان برأس حصانء وإنسان يمتطى صهوة حصان 
ايديف نوست ملتزي تسرف ود الأرض بالغد [ وستصية العصر لاهن 

وهذه الشخصيات ليس لها أتباع اليوم فيما عداء راماء وكرشناء وبوذا . 
ولع تظير هياده واكا إلا في غصير التدريحات الاببالامية .وهو يمكل في 
«ملحمة الرامايانا» النروسية الكشائرية والبطولة, أما زوجته الملكة سيتا 
8 قتمثل العفة والوفاء. وقد رفعت إلى أعلى مكان ولكنها لم تؤله بعد. 
هذا إلى أن كرشنا من ناحية أخرى كان موضوع عبادة مبكرة. 


29 - قير هنا مماوتب] 

ابتهج كرشنا وهو طفل بالفكاهات الماجنة؛ وأدهش الكبار بما حققه من 
معجزات كثيرة. أما وهو في سن البلوغ فقد كان راعيا للبقر ولهان يعزف 
على الناي» ويدعو زوجات وبنات المنطقة ليعبث معهن لا سيما «راذا قطلة1» 
محبوبته . فلما بلغ مبلغ الرجال أصبح بطلا يذبح خاله أو ابن خاله 
الملك كمشا دودمهء1!”* ملك ماتورا 2ددنة]2 كما تنبأت النبوءة التي قالت أن 
كمشا أمر بذبح الأبرياء يوم مولد كرشناء ولقد حكم كرشنا ماتورا بعض 
الوقت؛ لكن التقلبات السياسية أجبرته على أن يقود أتباعه من اليادفا 
8 إلى دفارجا 2علةنة:2 على الساحل الغربي حيث تزوج روكمين نمنصلنظآ1 
وأقام مملكته؛ ولكن المملكة انهارت بعد قليل بسبب عداء مستحكم بين أستين؛ وقتل 
ابنه ومات كرشنا نفسه عندما أخطأ صياد كان يهيم حزينا في الغابة وحسبة غزالا 
فرماه في الكعب؛ وهو المكان الوحيد الذي يسهل منه إصابته في مقتل. 

وتتألف قصة كرشنا من عناصر أضيفت إلى القصة الرئيسية في عصور 


1|015 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


مختلفة. ومن مصادر متنوعة. واسمه نفسه يعني «الظلام» أو «السواد» 
ويوحي بإله بطل للسكان الهنود الأصليين المائلين إلى السوادء ومجموعات 
قبلية محطافة ونميزة تريطه هن الحكاية التى دروي هنة. ويظهر كر شنا 
في افداية كيطل وكاكل د وكمقا فس وك اضراته الشهوانية مع الجوبي 
مهأو «راعيات البقر» تلعب دورا هاما في الأسطورة وفي الأدب الديني 
في العصون الوسعلى فحسبء آما كموضوع للغيادة ظلم يولك الطفل كرشنا 
إلا بعد أن تحدد نضجه وبلوغه. 

ويظهر كرشنا في ملحمة «المهاباراتا» كسائق لعربة أرجونا مه في 
المبراع بين الأخوة, وفي أليوم الأو سخ الممركة يراطن أرجوناتعندنا يرى 
عددا من أقاريه بين صفوف الأعداء-أن يقاتل أو أن يقترف خطيئة قتل 
الأخوة, بالغا ما بلغت عدالة القضية. وحواره مع كرشنا الذي اقتنع خلاله 
بوجوب القتال يسمى بها جافاجيتا 0118 81383720 (وهي تعني على وجه 
التقريب «أنشودة المبارك»). وهي من أوسع الآداب الكلاسيكية انتشارا عند 
الهندوس؛ وأوفرها نصيبا من الرعاية والإعزاز © . 


0- ورطة أرجونضا: 

نشأت حيرة أرجوناء باختصار شديد. من السؤال عن دارما مصعقطط 
(وهي الاستقامة: الدين؛ القانون: الواجب) الذي يأمره بوصفه محاربا أن 
يقاتل: ولكن يمنعه بوصفه قريبا أن يقتل ذوي قرياه أو عدوه كورقفاس 
5 .. وحل الأزمة من زاويتين: فمن ناحية يذكره كرشنا أن من واجبه 
المقدس بوصفه أحد المقاتلين الكشاترية أن يقاتل دفاعا عن الخيرء وأنه 
من الأفضل في الواقع أن يؤدي المرء واجبه الخاص تجاه الطبقة التي 
ينتمي إليها ووضعه في الحياة. حتى ولو كان متديناء بدلا من أن يؤدي 
الواجب نحو الآخرين: بالغا ما بلغت قيمته؛ ومن ناحية أخرى بالنسبة لقتل 
الأقارب. أشار كرشنا إلى أن الروح مدصاك لا تقتل أبداء وإنما تطرح الجسد 
بالموت وتتخذ جسدا جديدا في ميلاد تلو ميلاد. وتحمل الفكرتان معا 
كلاح الطلقة الفلعة ديعا مع الالعزاع الدرتى وتسعلذن مج كادية الطيقة 
لوظائفها وأعرافها واجبا دينيا. لكن هناك مضامين أبعد من ذلك: ألم يكن 
من الأفضل لأرجونا أن يطرح سلاحه؛ وأن يترك المجتمع وواجباته ويسعى 


184 


الهندوسيه 


لبلوغ الخلاص بأن يحيا حياة الناسك في زهد وسكينة؟ وما دام الفعل يقود 
إلى التناسخ 128 فيبدو أن تجنب الفعل هو السبيل الأوفق: ويعلن كرشنا 
أن هذا صحيح: فأولئك الذين يسعون إلى الخلاص من خلال أفعال تقديم 
القرابين الفيدية يواصلون التناسخ: بينما يتفوق عليهم أولئك الذين يسعون 
إلى التحرر عن طريق التأمل الزاهد ونبذ الفعل. 

إلى هذا الحد تكون الحجة يوبانشادية؛ لكننا لو فحصناها عن كثب 
لوجدنا أن الناسك يخدع نفسه لو تصور أنه قد توقف عن كل فعل (إذا لا 
بد له أن يواصل التنفس والأكل... إلخ) وعلى ذلك فالامتناع الكامل عن كل 
فعل لا يمكن أن يتحقق. ومع ذلك يمكن تجنب نتائج الفعل التي تحدث 
التناسخ المتعاقب عن طريق التخلي عن ثمار الفعلء وذلك بأداء الواجب 
بنزاهة,. لأن الرغبة لا الفعل في حد ذاته »276:5 هي الفاعل الذي يربط 
الروح بهذا العالم الوهمي الفاني. وهكذا فإن رب البيت ليس بحاجة إلى أن 
يصبح زاهدا ليبلغ درجة التحرر من مي دورة الكون والفساد). بل 
انه بحاجة فقط إلى نبذ ثمار الفعل؛ والقيام بواجبه دون أن يبالي بالنتيجة 
سواء كانت سارة أو ضارة. 

تلك هي التعاليم الرئيسية «للجيتا 61]4»: والإجابة على حيرة أرجونا. 
ولكن هناك تعليم أخرى اتفقت إضافتها إلى ما سبقء وهي بالغة الأهمية: 
إنها تعاليم بختي 1لة8(أو محبة الله)؛ فمن يعبد الإله قرفن بروحه كله 
هو الناسك الأعظم.: وأولتك الذين يتأملونه عند الموت يتحدون معه بحيث 
لا يكون ثمة تناسخ إذا ما وهب الإنسان قلبه كله لله؛ بل إن الإنسان الشرير 
إذا ما عبد الإله يصبح مقدساء وحتى التساء من الفيزيا أو الفايشيا 
ممتريطونة07 © والشودرا مودط5) 2" يبلفن الخلاص إذا لجأن إلى الله. 


١‏ 3- الحركة الفشتاويية: 

إن ديانة التفاني والمودة هذه التي جذبت إليها النساء وأعضاء الطبقات 
الدنياء قد أعلن عنها لأول مرة في الجيتا 6:10: ثم كان لها دور طويل ومثمر 
في تاريخ الهند ومن الأمور التي لها مغزاها أن قديسي فشنوفي «تاميل 
نادو» من القرن السابع حتى القرن الثاني عشر (الألفار 5:ة"اى الاثنى 
عشر) قد دخل في صفوفهم أعضاء الطوائف الدنياء وأنهم كتبوا شعرا 


1 75 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


صوفيا في تمجيد الإله باللغة العامية. وهي ظاهرة تكررت في شمال الهند 
تحت حكم سلطنة دلهي والمغول القدامى. 

أعطى «رامانوجا 2[ناسدصة1» لحركة «بختى فشنو» في جنوب الهند في 
القرن الحادي عشر أساسها النظريء وقد ذهب المذهب الواحدي لشنكارا 
العظيم: الذي تبلور في تراث «اليوبانشاد». إلى أن الروح متحدد في هوية 
واحدة مع براهمان غير المشخص, وأن العالم هو خدعة أو وهم براهماء ولا 
يكون واقعيا إلا بالمعنى العملي المشروط. ولم تترك هذه الفلسفة المهيبة 
أدنى مجال للبختى (محبة الله) إذ أن الروح العظيم عندها ليست مشخصة 
ولا موضوعا للحب أو التفاني. والروح الفردية جزء منهاء بحيث أن معرفة 
هذه الهوية؛ لا محبة الله كان في نظرها وسيلة الخلاص؛ وقد رجع راماجونا 
إلى تراث اليوبانشاد ووجد تبريرا للواحدية المشروطة (الفيششتادقينا) 
التي يكون عندها الروح الأعظم إلها شخصيا محبوبا صدرت عنه المادة 
والفردء وإن بقي متميزا عنهما ويعود المرء من خلال (بختي-أو محبة الله) 
إلى كنف الله. ومع ذلك تحتفظ الروح بهويتها المنفصلة. 

ويضفي «رامانوجا» على «البختى» سمات برهمية بأن يحصر ممارستها 
العملية فيمن ولد مرتين من الطبقات الثلاث كتتويج لمعرفة طقوس الفيدا 
والفلسفة الفيدانتية. لكنه يضيف طريقة جديدة مفتوحة للجميع؛ وهي 
طريقة براباتي-201مه مهم أي إلقاء المرء بنفسه تماما بين يدي الله أو التسليم 
الكامل لإرادة الله. وقد انقسم أتباع «راماتوجا» حول مسألة طبيعة التسليم 
وشكلوا من أنفسهم جماعتين: مدرسة الشمال التي تقول إننا نبلغ الخلاص 
إذا ما تشبهنا بالقردة التي تحمل صغارها ملتصقة ببطنهاء أعني أن على 
الفرد أن يبذل شيئًا من الجهد لينال الفضل الإلهي أو النعمة الإلهية. 
كشوك فدرسة الحنوب الثقية ب اللاطلة الثن تحمل سفاريه] من رقابهاء 
أعني أن الفضل الإلهي لا يحتاج إلى جهد بشري. 

وقد سار مادهفا 1120108 وهو برهمي من القرن الثالث عشرء باللاهوت 
الفشنوي صراحة إلى الثنائية 12ن20 فقد ذهب إلى أن فشنوء الأرواح الفردية 
والعالم المادي متمايزان إلى الأبد. فالأخير يعتمد اعتمادا تاما على إرادة 
فشنوء والرب ينقذ من يشاء وأن كان لا ينقذ إلا الأنقياء فحسب. أما 
الإنسان العادي فمصيره إلى التناسخ بغير توقف, والأشرار بطبيعتهم 


1! 6 


الهندوسيه 


مصيروية إلى الكلاء لارنج ولا تيد الكأقير سيقي تن تطريات مهاديفا: 

وتسمى الفرق الفيشنية المبكرة» التى نسمع عنها بهجافات 5عنة25ع8102 
وأقدم ما نعرفه عنها من نقوش هو الموجود على عمود مرتفع يعلوه جارودا 
8 الطائر الغامض الذي ركبه فشنو ودونه رجل يوناني من أتباع هذه 
الفرقة اسمه هليودورس 111100005 وهو سغفير مملكة الهند اليونانية «تكسيلا 
8 لدى الملك شونجا 88«ناط5 في شمال الهند في أواخر القرن الثاني 
قبل الميلاد ويبدو أن أتباع هذه الفرقة عبدوا فاسود ايفا ١350072‏ (كرشنا) 
وأخاه سنكارشانا وسقطدمهامة5: وابنه براديما مصصسدد ولط وحفيده «أمورذا 
8 اح » بوصفهم آلهة صدرت عن فشنو. وعلى أية حال فنظرية الصدور 
هذه بوصفها أقانيم للعقل والروح.. إلخ. كانت السمة التي تميز بها مذهب 
بنشارتا ع2 الذى اتخن منه «راماجونا » نقطة الانطلاق. 


2- آلهة أخرى: 

هناك آلهة أخرى لها عبادات خاصة:؛ أو كان لها عبادات خاصة؛ مثل 
براهما قصطة:8 الخالق (الذي يتميز عن براهمان تتنتصتطهة:8 المطلق غير 
المشخص) الذي كانت له معايبدء. لبعض الوقت؛ أنشئت لتكريمه؛ وأشرفت 
زوجته سارسفاتي-50135720 على الموسيقى والكلام وعبدها الموسيقيون 
والكتاب والطلاب الذين يؤدون الامتحانات. وكان الإله سيريا 2نن5 أو 
الشمس يعبد لبعض الوقت على نطاق واسع في غرب الهند ويقوم على 
خدمته. «ماجا-يراهمين دمنصطة:8-وع313» (المجوس البراهة) الذين يجب 
الربط بينهم وبين مجوس فارس. أما ابن «شيفا» واسمه «جانشا قطقصة0» 
ولدرانس فيل دكين وت الستيات تاي يصلي له لناب فييك جل أل امبرو 
أو قبل القيام بطقوس دينية؛ علي الرغم من أنه لم تكن له عبادة خاصة. 
وهناك ابن آخر لشيفا هو «سكندا دالصةء]51» (كراتيكايا سويراهمانيا) وكان 
محبوبا إلى أقصى حد عند «التاميل 20انسة1» حيث اتحد مع الإله «موروهان 
مقطصن3» أحد آلهة الفترة السابقة على وجود الآربيين. أما لاكشمي نسطعله] 
ارحة لشت نوي ورا )لحف وم خضي لعي سغيرية برقن انها بقيق 
عبادة خاصة. وأما هانومان مقصتاصة]8 الإله القرد مساعد راماء فهو الروح 
الحارس الذي يعبده القرويون على نطاق واسعء ولهذا كانت للقردة حماية 


17 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 
واسعة فى الهند بوصفها ممثلة لهذا الإله. 


3- هند وسية العصر الو سيبط: 

في القرن الثامن الميلاديء أو القرن الثاني الهجري-امتدت السيطرة 
العربية حتى وادي نهر السند ونجحت في إقامة منطقة صغيرة مستقلة!2' وفي 
القرن الحادي عشر الميلادي؛ القرن الرابع الهجريء. عادت الفتوحات 
الإسلامية بقيادة الأتراك الأسيويين في وسط آسياء الذين أسسواء بقيادة 
عبد عسكري (أي مملوك) هو قطب الدين أيبك؛: سلطنة لهم في دلهي عام 
6" . ومع بداية القرن الخامس عشر كانت السلطنة؛ قد وضعت معظم 
جنوب شبه القارة تحت سيطرتهاء وسرعان ما انفصل حكام المقاطعات, 
وأصبحوا قوة مستقلة. وفي القرن السادس عشر أذعنت سلطنة دلهي 
لحكم صفوة أخرى من العسكريين الأتراك في وسط آسيا هم المغول. 

وقفت الهند. لأول مرة في مواجهة غاز لا تستطيع أن تتمثله. فحكامه 
وطاقمه الإداري الفارسي قد انتهوا إلى تراث خاص بهم ناضج من الناحيتين 
الثقافية والدينية؛ كما أنهم أغلقوا على أنفسهم مدنا ذات أسوار عالية, 
وكان اتصالهم الوحيد بالهندوس-باستثناء حالات قليلة جدا-وملحوظة-من 
خلال جهاز تحصيل إيرادات الدولة. وهو جهاز بقيت مستوياته الدنيا قي 
يد أبناء البلدء وكذلك من خلال القمع العسكري للعصيان أو التمرد الذي 
قد يعني رفض الضرائب الباهظة المفروضة عليهم: أو العجز عن دفعها أو 
المطالبة بتخفيفها. والواقع أن أي تكهن بتبادل مثمر للأفكار قد أصيب 
بالإحباط. وريما عملت المفاهيم الدينية الأجنبية نفسها لالإسلام السني 
على زيادة عزلة الحاكم عن المحكومين التي فرضوها على أنفسهم. ومع 
الأيام اعتنق الإسلام أكثر من خمس سكان شبة القارة وهو أمر لا يجوز 
إرجاعه إلى المؤسسة الرهيبة في سلطنة دلهيء فالحكام المسلمون لم يفكروا 
قط في وضع خطة لتحويل عقيدة السكان إلى الإسلام؛ ولم يهتموا بتشجيعه. 
رغم أنهم أعطوا أنفسهم ما يبرر تخريب المعابد وقمع التمرد بحجة تحطيم 
الأوثان القديمة ونشر العقيدة الإسلامية. 

ولا بد أن يكون التحول إلى الدين الجديد قد جاء من مصدر آخر 
مختلف أتم الاختلاف. وأعني به صوفية فارس أو الشيوخ الذين جابوا 


1 8 


الهندوسيه 


الريف مبشرين بديانة الحب الصوفي لله: وللبشر: وأقاموا صوامع (أو 
خلوات) مفتوحة لجميع طبقات المجتمع للعبادة الجماعية والتأمل الصوفضي. 
ولقد ضربت الصوفية على كثير من الآوتار الحساسة عند الهندوسية: لا 
سيما حركة بختى (محبة الله) في مذهب الفشنية: على ضرورة وجود 
مرشد (بير-جورو ناسعن أو الشيخ_-المعلم الروحي)”" والانصياع له 
والاقتراب من الله عن طريق الحب والاعتماد على النعمة الإلهية» وأهمية 
الاستغراق في التأمل؛ ومراحل الطريق للاتحاد مع الله. وفي الأماكن التي 
لم يكم فيها التعول الديتي (إلئ الدين الجديد وهو الأسلام) آثر شيوع 
الأفكار الإسلامية ورواجها بقوة في الفكر الهندوسي من خلال الصوفية. 


4- الاتجاد نحو الو حد انية: 

في استطاعتك أن تجد شعرا مسهبا لقديسي «بختى الفشنوين» في 
هذه الفترة بين أقدم الآداب الشعبية في اللغة القومية لشمال الهندء فقد 
أنضجوا اتجاهات التراث الهندوسي في المناخ الديني الذي أوجده الإسلام: 
ولهذا نجد أن كثيرين منهم يهاجمون الأوثان بصراحة؛ كما يهاجمون العقوبات 
الدينية الموجودة في نظام الطوائف المغلقة: وفاعلية الطقوس الدينية أيا 
كان نوعها . ولقد كان عدد كبير من هؤلاء القديسين متواضعين من الناحية 
الاجتماعية كما أن تعلميهم كان بسيطاء وكانت أداة التعبير عندهم هي 
الشعر لا الفلسفة النسقية أو المنهجية وكانت ديانتهم هي البختى (محبة الله)(وليس 
الغفنوص :02053: فاتجهوا إلى الوحدانية؛ وإلى الإله الشخصي. لا إلى المطلق غير 
المشخص.ء يحدوهم الأمل في الاتحاد بالله وليس مجرد الاستغراق في الألوهية. 

وكان رامائندا 000 في القرن الرابع عشر شخصية و ع لهذه 
التطورات. ورغم أنه برهمي فقد تحول في شمال الهند ليعظ هناك باللغة 
القومية كل أنواع البشر وفي كل الأوضاع؛ وكانت فكرة الموائد المشتركة 
والعبادات المشتركة بين أتباعه من جميع الطوائف مبتكرة وجرئية. ونحن 
نجد بين القوائم التقليدية لتلاميذه أسماء حلاق هو «راجبوت انامز 1» 
وآخر صانع جلود؛ وامرأة. ونساج مسلمء وهذا الأخير اسمه «كابير عنطة>1» 
وقد ازدهر في القرن الخامس عشر في الأيام الأخيرة من عصر سلطنة 
دلهي. ويستبعد أن يكون الاثنان متعاصرين, أما تعاليم كابيرء فقد عبر 


1] 79 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


فليا اصاحيها ف نياك كزرة من القبدر اليلد وسو ركان لوااقتبر كدير 
وكتسياقة نين مياد كر ستركلة فى كين البة التسية وفى الشركة 
التي أسسها ناناك علدده38 الذي كان شابا يعيش ضي تلك الفترة: والداديويتيز 
5 نام وهي فرقة هندوسية كان رعيحنا دان 10ل منظف قطن 
مسلم من جوجارات 613:26 في القرن السادس عشر. 

تقو وه كابير انداذارث رالعة الهف للوقية., املقو الزيدية للبر اسم 
كما انتقد مميزات المولد (في نظام الطبقات)-وذلك كله يعكس الجانب 
الاماذان من كه البمفووتقي امدق افد ريني مزه افك ووومها زو البازرة: 
كما أن ديانة القلب ضمت الاثنين. ويروى عنه أن أتباعه من الهندوس 
والشلحين |تعدركوا بدول سدم تمد نوكه وختاقصوا ارا «أيذشن ذلك التعسيد 
أو يحرق؟ وبينما هم في تنازعهم ذاك رفع أحد الحاضرين الغطاء عن 
الج مإذا وهم لأورون ححته إلا كرمة من الرهوىتقانسها النريقاة: فابفرق 
الهندوس نصيبهم من ذلك الزهرء ودفن المسلمون نصيبهم. وبقيت حتى 
اليوم مؤسسات إسلامية وهندوسية تحيى ذكرى «كابير». أما شعره فهو 
تراث مشاع بين هنود الشمالء يتخطى الحدود الضيقة للفرق التي ظهرت 
بعد وضاته. ولقد كان «تلسيداس 111151025» فى القرن السادس عشر شخصية 
أخرى بارزة بين الذين يعبدون راما #سهة وصياغته «للرمايانا» تشغل مكانة 
مركزية في أدب الأوراد الهندوسي. 


5- مراهقة كر شنا: 

وبجانب عبادة راما التى ظهرت لأول مرة فى ذلك الوقت تطورت العبادة 
الفقيقة لكرشنا هي اتجامات جدؤلة: وطوفت العياذتان مما «العيشناوين 
00000 ش تتمال الهتب كان العنصر اللشتركبييتهمنا هو اميل إلى 
تفضيل عبادة الإله الأعظم على تجسيد فشنو الذي لم يعد يذكر إلا نادرا . 
وخلال هذا العمر احتلت مراهقة كرشنا ومداعباته الغرامية مع حالبة 
البقر. ومع راذا 82052 بصفة خاصة:؛ مركز الصدارة وفي منطقة «فرندا 
فانا 8صة025مة؟» (بريندابان ه65ة0ه:8) قرب مدينة «مأآثورة» التي كانت 
مسرحا لطفولة كرشنا ومغامراته الغرامية؛ تلقى أحد البراهمة في أواخر 
القرن الخامس عشرء وأوائل القرن السادس عشرء أمرا إلهيا من كرشنا 


الهندوسيه 


يوجهه إلي إقامة ضريح: وأن يجمع تجسيدات رفاق كرشنا في أيامه الأخيرة 
لعله يلعب معهم مرة أخرى: وتقوم مدرسة «فالابها 2ططهلاة77") بتدريس 
الفكرة القائلة أن أعلى صور «لبختى» هي صور لا إرادية. وهي تأتي من 
الله مباشرة. ويتجمع أكثر أعضاء الجماعة تقدما لكي يعيدوا مرة أخرى 
ألعاب كرشنا. وأتباع «قالا بها» الآن في غرب الهند هم المعلمون الروحيون 
للفرقة؛ ولهم سيطرة كبيرة على جمهور المؤمنين. 

توطدت عبادة كرشنا بسرعة كبيرة في شرق الهند خصوصا في البنغال 
وأحد الأعمال الأدبية للكرشنيين ومن أكثرها رقة هو جيتا جوفيندا 
48 الذي كتبه باللغة السنسكريتية شاعر القرن الثاني عشر 
«جياديف 13306703» ولا يزال أسلوب نظم التراتيل عند شعراء البتغال 
والميثال اللاحقين هو أساس الغناء الديني عند أتباع «فشنا». أما «كيتانيا 
3 - وقد كان معاصرا ل «قلابها» فهو نموذج للقديس راعي مذهب 
فيشنا البنغالي؛ وينظر إليه أتباعه-على أنه تجسيد ل «كرشنا». مثله في 
ذلك مثل «فلابها». ولقد كان المظهر الرئيسي الذي ساد حياته هو جلسات 
الإنشاد التي كان يعقدها والتي حذاب بدن بكلزليا الأتباع له ولعبادة كرشنا. 


6 3 - الاتحاد بالط : 

تستخدم آداب رادها -كرشنا تعبيرات مجازية شهوانية لشرح علاقة 
البشرياللة ولعفجعواليكتي: (نهبة الله يطريقة الأسرار السموفية وتشيد 
الإنشاد في الكتاب المقدسء. فها هنا تكون الروح موّنثه في علاقتها بالله 
الذي فشتاق إليه: وهى تصفء آلم الاتفضال عن المحبوب وخيظتها بالاتعاد 
معه. ويركز «كيتانيا» وأتباعه على الانفصال والآمل في الاتحاد؛ وهكذا 
يظل التعبير المجازي مجرب مجاز فحسب. وهناك فرقة أخرى أصغر هي 
«السهاجيا 5هتإذزة50» تذهب إلى أن غبطة الاتحاد بالله يمر بها المرء خلال 
الممارسات الشهوانية» وريما تأثرت في هذا بالتنترية عتهغصه1' وجاءت موازية 
لحركة «فلابها». أما فى «المهارشترا 250]:2:ة315» فتسود عبادة فيتويا 
طن أو عبادة فشنوكرشنا) وزوجته «روكمينى أمنس1ان1» ونادرا ما نسمع 
عن عشيقته راذا . ومؤسس هده العبادة وهو جيننشفارا حتنةتطوع] 08ل 
وخليفتاه نامديف 213067 في القرنين الثالث عشر والرايع عشرء 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 
و«توكارامممة1ن2"701. في القرن السابع عشرء هم أعظم قديسي بختي 
(محبة الله) المارثيين العظام. 

ولقد كان قديسو «مارا» كغفيرهم من القديسين في ذلك العصرء يذهبون 
إلى أن التجربة العليا متاحة لأي إنسان بغض النظر عن طبقته: وأن الخطاة 
الذين تابوا وأحبوا الله يطهرون أسرهم جميعاء وأن بختي (محبة الله) 
وحدها هي الطريق إلى الخلاضن:» ولقد كفي هؤلاء القديسون ذلك 
كفيرهم في ذلك العصرء أناشيد دينية فائقة القوة ورائعة الجمال وقد 
ظلت اساسا للافشناد الدينى فى متماقفيم عقي بيومنا الراهن. 

ومع تطور العصر المغولي انقضت الفترة الخلاقة «لبختي» في شمال 
الهند؛ وبحلول القرن الثامن عشر انتهى الإصلاح والتجديد تماما. ولكن 
في الفترة الأولى من حكم المغول دخلت الهند صور من وحدة الوجود 
الصوفية جديدة وجريئة. وفى حكم الإمبراطور العظيم أكبر (1556- 59/)1605, لا 
سيما في تعاليم حفيده داراشي نط5 18 بلغ الاتجاه إلى دمج الصوفية 
الإسلامية في البختي الهندوسي: بل مع الغنوصية اليوبانشادية حدة 
الأقصىء فنبه ذلك المسلمين السنة وحذرهم تحذيرا شديدا. وتمثل رد 
الفعل عند خلفائه من الأباطرة؛ لا سيما «أورنجزيب»(1658- 1707) 69. في 
سيطرة جماعة العلماء #سه1تآ(وهم مجموعة من الباحثين يمكن أن نصفهم 
بأنهم أساتذة الشريعة) الذين أصبحت لهم الكلمة على نحو لم يحدث أبدا 
في اكاضيء أماافي الجائب الهتدوسيء فإ العديسيين هن شع را« البيختي» 
جمعوا أتباعا لهم تحولوا تلقائيا إلى تكوين فرق وأصبحواء مع مرور الوقت. 
طوائف مغلقة ولا يدهشنا أن يحدث ذلكء لآنه ما أن يضيف أتباع أحد 
القديسيين العشاء المشترك إلى العبادة الشعبية؛ وترتيل الأناشيد الدينية, 
حتى يصبحوا عرضة للطرد من قبل زملائهم في الطبقة. وهم يضطرون 
إلى البحث بين أعضاء آخرين في فرقهم عن أزواج لبناتهم: وما أن تنعقد 
مواقد العشاء المشهرك::ويته الؤواج المشترك حتى يصبح الفارق بين المرقة 
والطبقة بسيطا للغاية. وهكذا أحبط المجتمع الهندوسي بوجه عام إمكان 
القيام بإصلاح اجتماعي داخل الفرق الدينية. كما أحبطت هذه الفرق 
نفسها التعاليم المعارضة للطقوس الدينية؛ والمعارضة للمعتقدات الوثنية 
التي قال بها مؤسسوها القديسيون وذلك بتطوير طقوس دينية متميزة 


الهندوسيه 
تجعل من القديس وأتباعه أو كتاباته موضوعا للتوقير. 


7- القومية الهند وسية: 

في عصر «أورنجزيب» رفع أمير من مارثا هطنهمة31 اسمه شيفاجي 
أزه»انط5ا؟) لواء الدفاع عن الدين والوطن ضد حكام الهند المسلمين. وأنشأ 
دولة «مارثا» فى هضبة الدكن وسرعان ما فتت هذه الدولة من عضد القوة 
الغولية,وشكذا طيرت:القومية اللارشة والعوضية الهندوسية فى معارضة 
الوجود الإسلامي. وعلى الرغم من أن دولة «مارثا» أصبحت, في ظل 
حكامها المتأخرين؛ تمثل سيطرة مارثا على غير المارثيين سواء من الهندوس 
أو المسلمين على حد سواء؛ فقد وضعت سوابق كثيرة للقومية الهندوسية 
المتآخرة قبل سقوظها تحت السيظرة البريطانية. 


8- الهندوسية فى العصور الحد يشة : 

كما تطورت الهندوسية في العصر الوسيط مرتبطة بوجود الدين 
الإسلامي. وتحت حكم أجنبيء فقد بزغت الهندوسية الحديثة. مع بداية 
القرن التاسع عشر كرد على وجود البعثات التبشيرية المسيحية؛ والحكم 
الإنجليزي. ولا شك أن الطرق الجديدة في العبادة وبرامج البعثات التبشيرية, 
وبعض التصورات اللاهوتية والآخلاقية للحركات الهندوسية الجديدة: في 
القرن التاشع عشي قي انبعيهت اللسوج نيهي كمنا مان الاعخنام 
الاجتماعي المنظم لهذه الحركات موازيا للشعور الأوربي والنموذج التبشيري. 
وقد قدم المستشرقون الأوربيون مصدرا خارجيا للتأثير في استعادة ماضي 
الهند على قواعد علمية. 

كان الجواب الهندوسي على هذه المؤثرات وعلى خطر التهديد بالتحول 
إلى الديانة المسيحية هو محاولة تجاهلها على أنحاء شتى؛ والقيام بمحاولة 
لإحياء الهندوسية وبعثهاء أو إصلاحها بطرق تناسب حاجات العصر والنظرة 
الإنسانية في وقت واحد. والحقيقة البارزة في هندوسية القرن التاسع 
عشر هي أن الإصلاح الجذري للدين ظهر أولاء بينما الحركات التي انتشرت 
انتشارا واسعا وكانت أكثر صراحة في الدفاع عن الديانة التقليدية. ظهرت 
في النصف الثاني من القرن تحت الضغط المتزايد للتحديث الذي أثر على 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


أعداد متزايدة من الهنود . ولعل أعظم أحداث ذلك العصر خطورة هو 
العصيان الذي حدث عام 7 وكان شعاره «الدين في خطر». ولقد وقع 
الذيق فى الشرن التشرين: وخكى استغلال اليد وياكسكان: يطريقة ل 
فكاك متها فن شراك القومية والشككلات اللتهبة الثى تظرحها يوما بعد 
يو وكل :ظلق القومية الدنية سي نع الأريتق اال :وكدنك كار الاتحتكااك 
المبكرء مع الإدارة البريطانية وبعثات التبشير المسيحية وردود الفعل عليها . 


9- رام مو هون روي :ز0] ستاامسصسةة#] 

أطلقت الأجيال المتأخرة على رجارام موهن روى (1772- 2)1833©) بحق 
لق «أب الهند الحديثة». فقد كان رجلا مرموقاء في عصر رجال مرموقين. 
درس الفارسية؛ والعربية ليكون في خدمة الحكام المغول: كما واصل الدراسة 
الدنية باللعة المسكرسضة: وراش اللئة الاتتطليدية إنشانا كاما انام غيانه 
في خدمة شركة الهند الشرقية: وعندما ظهر اهتمامه بالسيحية تعلم 
اللغتين العبرية واليونانية من.., إرساليات سرامبور #6هموصده5 قرب كلكتا . 

لم تكن علاقات «رام موهون روى» بالإرساليات ودية على الدوام؛ فقد 
تعاون معهم بعض الوقت في ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغتين البنغالية 
والسنسكريتية. غير أن كتابه مبادئ «يسوع: مرشد للسلام والسعادة» الذي 
نشره عام ١820‏ وامتدح فيه التعاليم الأخلاقية للمسيح: قد أغضبهم برفضه 
لعقيدة التثليث ودفاعه عن الهندوسية؛ ضد الهجمات الجاهلة وغير اللائقة 
التي كان يشنها عليها الصحفيون المسيحيون. قدم «رام موهون روي» دعما 
قويا للعديد من إجراءات الإصلاح الاجتماعي التي كانت ترتبط ارتباطا 
وكيقا بالقاهيم الدرمنة #تحريم عاد ة ذفن الأرملة 8886 وإدخال الغلية 
باللفة الإنجليزية وهما إجراءان تما في حياته؛ ويدينان بالكثير لجهوده. فضلا عن 
أنه أثر في تنفيذ العديد من الإصلاحات الأخرى التي ألح على المطالبة بها. 

وفي عام 1828 كون رامهون جمعية «براهموسماج)!*) من مجموعة من 
مثقفي البنغال كانت تجتمع أسبوعيا لقراءة «اليوبانشاد» وتلاوة المواعظ 
والأناشيد والتراتيل الدينية ولا تختلف في صورتها عن الخدمات الدينية 
البروتستانية» وما كان لهذه الجماعة أن تستمر طويلا بعد وفاة مؤسسها 
في برستون عام 1833؛ لو لم يعد تنظيمها دابندرانات طاغور عام 641843, 


54 


الهندوسيه 


وهو ابن أحد الأعضاء الأثرياء المتميزين. ولقد أصبح للجماعة, تحت قيادته. 
طابع «تأليهي» مختلف عن الفرق الأخرى. كما أسس مدرسة للتبشير 
«ببيراهما» بدأت الآن تجذب أعضاء جددا بأعداد وفيرة. أما تحت القيادة 
الساحرة لرئيسها الثالث «كيشاب شادراسن طقطده 457 فقد 
وصلت الجماعة إلى الذروة ثم بدأت تنحدرء ذلك لأن كيشاب راح يبشر عام 
9 بشريعة جديدة زعم أنه تلقاها من الله لتتويج الشرائع القديمة لليهودية 
والمسيحية والإسلام. وبذلك أحدث انقساما داخل الجماعة. 

وفي الوقت الذي تأسست فيه «جمعية براهما» أو براهمو سماج ظهرت 
حركات مماثلة في الساحل الآخر من المدن الرئيسية في الهند البريطانية, 
مدراس وبومبايء انضم الكثير منها إلى التراث كما بقي اتحادها حيا بعد 
الانقسام الذي حدث بين صفوف «جماعة الشريعة الجديدة». 


40 أريا سماج 29 زوسةكدنزتى 

#انعر ابيا نام قي اهدزلها بزترسييا قل قسييا مرح الحضارة للدت 
من جماعة «براهمو-سماج». وقد تأسست هذه الجمعية عام ١875‏ على يد 
متسول ديني هو «دينندا سارسفتي 50150517211 677 الذي كان من 
افباع شيفامنة ميافده فى مخوجارت 6ه على الجائب الدربي مين 
الهند. واتخن دينندا شعارا «العودة إلى الفيدا». ويتضمن هذا الشعار رفض 
عبادة الأوثان» ونظام الطبقات المغلقة الذي كان مزدهرا في ذلك الوقت. 
وكان الشعار يستهدف الإصلاح الديني فسمح لجميع الطوائف في المجتمع 
الهندي بدراسة الفيداء وهي التي كانت حتى ذلك الوقت حكرا على المولودين 
مرتين. وفضلا عن ذلك فقد وقفت هذه الجمعية في صف التكنولوجيا 
العلمية لصالح الهند. واستطاعت بتفسير خاص للنصوص أن تعثر على 
خطوط السكك الحديدية والتلغراف في ثنايا النصوص القديمة. كما أن 
الحركة الدينية التي قامت في العصر الحديث لحماية البقرة كانت. من 
ناحية أخرى. مستمدة من «دينندا» وإن ظلت موضوعا سياسيا قابلا 
للانفجار. أما الاتجاه السائد في تعاليم «دينندا» فهو الإصلاح الديني 
المتدوسية والدافاع عنها دفاغا شرينا كيد من يهاتحموتها:.وظوية الهقد 
بكرويدها بالكدونيجيا اللحديكة ويطك السيظرة الكريية في الفكر والدية 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


والتقاليد. وعلى الأقل ضمنا فى السياسة أيضا. 

إذا كان دينندا قد جمع بين التحديث والتقليد» فإن راما كريشنا برامهمسا 
2 (1834- 1886) كان تنموذجا نمطيا لقديس العصر 
الوسيط. فهو بنغالي غير متعلم عاش في معبد الإلهة كالي ذلها1 في كلكتا, 
وكثيرا ما راح في غيبوبة خلال تعبده وتأمله للإلهة. وقد ظل في إحدى 
المرات في غيبوبة لا تنقطع حوالي ستة أشهرء ولم ينقذه من الموت جوعا 
سوى رفاقه الذين أدخلوا الطعام في جوفه بالقوة خلال فترات وعيه 
المحدودة. وقد مر بتجارب روحية صوفية سواء كان موضوع تأمله هو الأم 
الكبرى أو سيتا هازة: أو كرشنا أو محمد أو يسوع ومن هنا ذهب فى تعاليمه 
إلى القول بصحة جميع الأديان. 

شت هذه الشخصية البسيطة حياة زهد وتقشف متطرف مستخدما 

في أحاديثه الأمثال البسيطة الساذجة. وسرعان ما جذب اهتمام عدد من 
ذات مرة. شاب متشكك اسمه «نارندرا نات داتا 1202 طنداة مملمععها3» فلم 
يلبث أن غادره وقد تحول إلى العقيدة الجديدة وأصبح ناسكا باسم «سوامي 
فيفيكانند! هلصمصماه:-1؟ ندمة:ن2025؟ وأسس إرسالية «راما كرشنا» للتبشير 
التي ساهم رهبانها في الأعمال الخيرية والبحث العلمي ونشروا تعاليم 
أستاذهم في جميع أنحاء الهندء كما كان لها مراكز في أوربا وأمريكا. 


١‏ 4- 8 بن من تعاون الهند والغرب: 

بذل «فيفيكانندا» من الجهد أكثر مما بذل أي شخص آخر في سبيل 
ذيوع الهندوسية في الغرب. كما عمل في الوقت نفسه على تجديد صورتها 
بين المثقفين في الهند وذلك أثناء حضوره في عام 1893 لاجتماع برلمان 
الديانات في شيكاغو. ولقد قضى السنوات الأربع التالية في أمريكا في 
تعليم مجموعة من المعجبين. وعندما عاد إلى الهند ببعض التلاميذ الغربيين 
عد في الحال بطلا قوميا. ويعتقد «فيفيكانندا» أن من واجب الهند أن 
تتعلم العلم من الغربء وأن الغرب يجب عليه أن يتعلم الجوانب الروحية من 
الهند لكي يتغلب على ماديته؛ وقد كان لهذه الأفكار تأثير واسع المدى. 


56 


الهندوسيه 


ومادمنا نتحدث عن انخراط الهندوسية في الحركة القومية الهندية: فلا 
بد أن نشير إلى دور الثيوصوضية تزمامه:7100”؟-وهي حركة وصلت إلى 
الهند عام 1879 بعد أربع سنوات من تأسيسها في نيويورك في الولايات 
المتحدة الأمريكية. ولقد تبنت الثيوصوفية فكرة تناسخ الأرواح أو الكرما 
> كل كما قال بها« أساتذتها القدامى» ودافعت عن الهندوسية؛ وبوذية 
«سري لانكا» ضد نقادها الأوربيين. وبعد موت مؤسسة الجمعية الثيوصوفية 
«مدام بلافتسكي72” في نهاية القرن التاسع عشرء انخطرت الثيوصوفية 
على نحو مباشر أكثر من ذي قبل في السياسة القومية تحت زعامة آني 
بزنط :مم8 هزممة (”) التي أصبحت عام 1917 ركنسة الكت الرطمي الوقدي. 

لم يلجاً أول جيل من القوميين الهنود صراحة إلى الدين في نشاطهم 
السياسي؛ فقد كانوا رجالا لهم وضعهم ومكانتهم وكانوا في حياتهم الخاصة 
ذوي نزعة إنسانية ومتدينين في الغالب. وسعوا إلى الإصلاح الاجتماعي 
وإلى قيام حكومة مسؤولة. كما تطلعوا إلى قيام حكومة مستقلة استقلالا 
ذاتيا داخل الإمبراطورية البريطانية. من هؤلاء القوميين جوبال كرشنال 
جوكهال 001031 ةصطاوة؟1 1م00 الذي عمل في المجلس التشريعي في بومباي,» 
ثم في المجلس التشريعي الهندي. وأسس «جمعية خدام المجتمع» الهندي 
عام 1905 لتدريب ومؤّازرة العمال الذين وهبوا أنفسهم لحياة البساطة 
وللنهضة الاجتماعية العملية؛ وكان أعظم هؤلاء «الخدام» شهرة شاب اسمه 
موهنداس كراماشاند غاندي (1869- 1948). 


2- الفوضى وال فتيالات: 

في العقد الأول من القرن العشرين طفا على السطح انقسام سياسي 
حاد خصوصا في معارضة تجزتئة البنغال إلى منطقتين واحدة للمسلمين 
وأخرى للهندوس عام ١905‏ تحت قيادة «لورد كيرزن دم سسسنت 0م2721 
وأصبحت مسألة طرد البريطانيين واجبا مقدسا في هذا الصراع مما أدى 
إلى الفوضى والاغتيالات كانت الهندوسية قد اندمجت مع القومية. وعلى 
الرغم من أن هذا الخليط المؤثر الفعال أحدث شغبا يكفي لإعادة توحيد 
البنغال المنقسم بالقوة عام 196١‏ فقد أسهم كذلك في تجزتة ثانية عام ١948‏ 
عندما انفصلت باكستان عن الهند. وهكذا دفع التوحيديين القومية 


]57 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


والهندوسية بالعلاقات بين المسلمين والهندوس إلى أقصى حد من العداء. 
كان للقومية الهندوسية كذلك مناطق ومقاطعات غلبت عليها النعرات المحلية 
والإقليمية لاسيما البنغال التي كانت تحميها «الإلهة الأم». وفي دولة بومباي 
حيث كان بال جانجادهر تيلاك علهاة1 معطلموعة0 1ه1920-1856(8) يقيم 
احتفالات سنوية على شرف جانيشا 656502: وهي احتفالات تزامنت مع 
احتفال المسلمين «بالشهر الحرام» وبشفاجي بطل ماراثا الذي أحيا «تيلاك» 
ذكراه كرمز للقومية الهندوسية للشعب الماراثي. ولقد حملت شروح تيلاك 
على «الباجفادجيتا 0112 86288720» رسالة تقول إن العمل السياسي كان من 
تعاليم كرشنا. كما تضمنت القول بأن للعنف في تدعيم هذا العمل أهمية مقدسة. 

كان القادة الثلاثة العظام للهندوسية كن النضف الأول من القرن العشرين 
هم «المتطرف السابق أوربندو جوز ءومط0 ملصنطم1س1950-1872(4) والمعتدل 
رابندرانات طاغور (1941-1861) والقيام بدور الوساطة بين هذين القطبين 
هو «المهاتما غاندي» (1869- 1948) وقد كانت حياة جوزء ودوره كقومي 
متطرفء إبان اضطرابات الانقسام الأول حول البنغال حياة قصيرة؛ وبعد 
أن أفرج عنه وخرج من السجن هجر العمل السياسيء وأسس صومعة دينية 
للنساك في مقاطعة بوندشيري ءطء01ه20-وكانت آنذاك مقاطعة فرنسية- 
وأصبح معلما روحيا لعدد كبير من الأتباع الذين أطلقوا عليه لقب سرى 
أوربندو هل0منطهدسكى 5:3. أما رايندرانات طاغور فلم يكن رجل سياسة على 
الإطلاق: وإنما كان أعظم شعراء البنغال على الإطلاق: ونال جائزة نوبل 
في الآداب عام 1913, وقد ولد في أسرة براهمة مشهورة وعرف بتدينه 
العميق وثقافته العالية ونظرته المستنيرة الواسعة الأآأفق. ولقد حذر«طاغور» 
في كتاباته ومحاضراته من أخطار النزعة القومية التي بدأت تنتشر في 
العالم؛ ولم يقبل تصور غاندي لها إذ بدا له هذا التصور تعبيرا عن الخوف 
المرضي من الأجانب؛ فضلا عن تخلفه ورجعيته. 


3- مهاتما غاضشد ى: 

كاق النياها غاندى شماه القند يبا بكرن الاحفاؤف هم قاضو خمياطة 
حياته والتجاؤه إلى الدين حركا الجماهيرء كما أن كراهيته للعنف ورغبته 
ف ل الاضلا وافيدة الاخلافية جاني عبيايا لسركة التجون رادت 


الهندوسيه 


نضاله شرقا ونبلا. اعتقد غاندي مثل تلاك علة1ة1-أن «البجفاد جيتا» تعلمنا 
أن الدين حياة ذات فعل هادف. لكنه على خلاف «تلاك» رفض العنف وجاء 
نفكرة والأهمساء!. ليسنتخدمها فن الحياة السياسية: ولقن أحرجت 
طريقته في اللاعنف وعدم التعاون-القادة الإنجليز إحراجا لا مثيل له. كما 
جعلت سيطرته الفعلية على المؤٌّتمر القومي الهندي-بعد وفاة تيلاك-مهندس 
الاستقلال الهندي. والواقع أن فكر غاندي يعود. بصور مختلفة إلى ثورو 7 , 
ورسكن7. وتولستوي9©”.: وإن كان معظمه يعتمد على مذهبي «الفشنا» 
و«الجينية» اللذين أخذهما من موطنه الأصلي جوجارات 6هندزن6. لقد كان 
فعالا ونشطا في مسألة الذين لا يجوز لمسهم (أي الطبقات الدنيا في 
الهند) وهم الذين أطلق عليهم اسم «هاريجان مدزنةةة» أي أطفال الله 
وعمل على تحريرهم من العجز الاجتماعيء. كما ساند بفكره حماية البقرة, 
وحظر الحرمات؛ واستخدام اللغة الهندوسية بوصفها لغة قومية. وكانت 
رؤية غاندي للهند هي رؤيته لبلد تتألف من مجموعة من القرى المكتفية 
بنفسهاء لا تلوثها شرور الصناعة الحديثة؛ إنما تغزل قطنها بنفسها. وتنسج 
منه ملابسهاء وتوفر غذاءها بجهدها وتعيش في وفاق ووئام وقناعة. وكان 
النجاح الذي حققه هو قيام جمهورية هندية مستقلة. 

ولقد سعى خليفته أكاريا فينوبابهاف (توفي عام1982) إلى التوسع في 
رؤية غاندي بمحاولة إقناع القرويين والأغنياء من ملاك الأراضي بالتعاون 
على رعاية أراضيهم والعمل فيهاء والاشتراك في التمتع بمحصولها معا 
(وهو ما سمي بام بهودان 8035 أو «سياسة منحة الأرض») ولقد نجح في 
تخصيص حوالي أربعة ملايين فدان تزرع على هذا النحو وكانت الخطة 
التي وضعها أقرب إلى شيوعية القرية؛ مع إحلال المحبة والإقناع القائم 
على أساس أخلاقي محل الصراع الطبقي. 

حزن غاندي حزنا عميقا بسبب العداوة بين المسلمين والهندوس وما 
نتج عنها من تجزئة ساعدت النزعة القومية الهندوسية على تغذيتها فأآأضرب 
عن الطعام وأعلن الصيام؛ وقام بأعمال المصالحة ليثوب المتعادون إلى 
رشدهم. وفي 30 يناير عام 1948 اغتاله هندوسي من القوميين المرثيين, 
ولكن التيارات العميقة التي أثارها «تيلاك» واصلت التأثير في بعض فرق 
الهندوس ولا يحتمل أن يزول تأثيرها بسرعة. 


56 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


طيف الهندوسية: 

لا يزال طيف الهندوسية يرى حتى اليوم في الهند على الرغم من أن 
الفرق التي لم تمسها المؤثرات الحديثة عددها قليل؛ ومعظم هذه الفرق قد 
فتح مدارسء. وحقق النصوص المهملة وقام بطبعها ونشرهاء وأدخل 
الإصلاحات على نظام الكهنة؛ وإدارة المعابد وممارساتهاء وأخن على عاتقه 
مهمة الدفاع عن الديانة وأعمال التبشير. وتقف مؤسسة «راماكرشنا» 
التبشيرية شاهدا وممثلا للهندوسية اللبرالية الحديثة: ومع ذلك فما تزال 
#وجد بجانبها نظم وغرق أشدم عنها تحافط على خصباكصها التقليدية: أا 
ما يكشف عته المستقبل فذلك شىء لا يعرفه سوى نبى. وإن كان تفكك 
نظام ليهات لغلضسيغيي ليده وسية خخبير] عميقا ويطرة لا يمتها إك 
الله وحده. وفي استطاعة المذهب الإنساني اللاأدري؛ على المدى البعيد, 
أن يخفض للغاية من عدد أعضائها (أي الهندوسية). ولكن سجل تاريخها 
الطويل في 'الماضني يقول إن قرصها في البغاء لا كزال جيدة. 


600 


1 


"*صدهب السيم متك 6ة 


السيخ؛ على نحو ما نعرقهم اليوم. هم حصيلة 
ثلاثة عناصر أولية: أولا: النظام الديني الذي علمه 
للناس المعلم الروحي ناناك علةمةل2 في البنجاب 
خلال العقود المبكرة من القرن السادس عشر ثانيا: 
بنية المجتمع في البنجاب لا سيما المجتمع الريفي 
البنجابي ثالثا: حقبة التاريخ البنجابي التي تمتد 
من زمن المعلم الروحي «ناناك» حتى يومنا الراهن. 
ولا يمكننا أن نفهم السيخ بغير الإشارة إلى هذه 
العناصر الثلاثة مجتمعة. لقد أضافت الأنماط 
الاجتماعية وضغط الظروف التاريخية إلى القاعدة 
الأساسية التي أقامتها تعاليم المعلم ناناك-معتقدات 
وأعرافا وسلوكا اجتماعياء شكلّت جميعها طريقا 
متميزا في الحياة. كما وجد هذا المجتمع تعبيرا 
دينيا متماسكا في المذهب الذي عرف عند السيخ 
أنفسهم باسم الجورمات 61026 والذي عرف عند 
الغرب باسم مذهب السيخ. 

ولا بد لنا أن نسوق هنا كلمة تحذير قبل أن 
نقوم بأية محاولة لوصف هذا المذهب: فمن الأهمية 
بمكان ألا نحدد الخطوط بدقة مبالغ فيهاء لأن 
التقسيمات الواضحة الحادة سوف تكون مضفلة 
في فهم الطبيعة الحقة لديانة السيخ ومجتمعهم. 


١‏ ا 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


ولاشك أن هناك منطقة للعقيدة وللطقوس يتميز بها السيخ غير أن الحدود 
الأبعد من ذلك لمذهبهم تلقى ظلالا لا تدركها العين في المدى الفسيح 
للتراث الديني في شمال الهند. ويتضح ذلك لأول وهلة من الناحية 
الاجتماعية حيث نجد خيوطا طبقية» مشتركة تجري أفقيا خلال مجتمعي 
الوكدوس والسيض وتضيدق الآمر نيدن الناسية الشاكوية: ْ 

بيد أن مناطق المعتقدات والممارسات المشتركة؛ لا ينبغي أن تعمل على 
الخلط بين التميزات وتشويشهاء فمذهب السيخ لا يتوحد تماما مع التراث 
الهندوسيء ولا يتميز تماما عنه. وثمة مقياس للتوحد يعتد به ويمكن أن 
نجده في مقدمات فكر المعلم ناناك في القبول العام لتصورات مثل عقيدة 
التناسخ؛ وفي مراعاة أعراف مرتبطة بها ارتباطا وثيقا. أما التميزات 
فنجدها فى رفض بعض المواصفات الهندوسية العامة مثل الدلالة الدينية 
لتقسيمات الطبقات المغلقة. وضي عقيدة الأخوة بين السيخ أو «الخلسا 
2 ”» وإصرار السيخ أنفسهم على التميز. 


: حياة المعلم ناناك‎ - ١ 

تتوافر مادة غزيرة حول حياة المعلم الروحي «ناناك». ولا تزال أعظم 
أشكال النثر البنجابي شعبية حتى الآن في القرن العشرين هي تلك التي 
تسمى «جنام بواجي تطعلةك-تسمممدل» أي واكنواهة الميلاد» للمعلي غير أن 
شواهد الميلاد هذه إنما هي أقرب إلى سير حياة القديسين: وروايات تفيض 
بالورع وتضفي المثالية على «ناناك» ولكنها لا تنقل لنا إلا النزر اليسير عن 
حياته الفعلية ولا نستطيع من هذه الكتابات ومن الإشارات العارضة في 
كنت اتخرض. إلة آم ين كتابة موجر معط 

ولد المعلم الروحي ناناك 2/2031 عام 469ام؛ والمكان الحقيقي الذي ولد 
فيه موضع خلافء ولكن لا يمكن أن يكون هناك شك في أن والديه ينتميان 
إلى قرية تلفاندي نلصة1017 التي تبعد أربعين ميلا جنوب غربي «لاهور», 
وتعرف الآن باسم ننكانا-صاحب طنط 2121202-50 . ولقد قفضى ناناك طفولته, 
وشبابه في هذه القرية ولم يتركها إلا بعد أن تزوج وأنجب غلامين. 

ثم انتقل ناناك؛ وهو لا يزال شاباء إلى مدينة «سلطانبور تتامصةنان5» 
وهناك دخل في خدمة «النواب» المحلي. وفي أواخر عام 1500 غادر هذه 


162 


مذهب السيخ 


المدية وققى بحياة الوهاة التسولية: رضي كفاب رشواهن راكد تتشاؤكة 
وصبفا عسهياء ولكله للا يقدى إلا أقل القليل نتيا ينكن الاعتماد ضليه ومن 
الواهم علي كل حال ان العلع لأ بد آن كور كب نفع صندة سحواث وهو 
فكو وانقل اليقدديية د الطريقة:نومة الممكن أن فكون تسلافة وا بقارم كد 
تميساية إلى سانافات ذاكية حارج بحدوة الوثد. 

كدح من الأشارات القى ذعرما فى ككية اقم ها تجانيا فين قتوواف 
إمبراطور المفول بابير ,ناطة8, كما يبدو أن سفرياته توقفت؛ إبان غزوات 
بابير نافه8:وآن شخصا ها تبرع له يقطعة أرضى تفع على ضقاف ته نراقي 
31 فأقام عليها قريته المسماة «كارتربور تنام ساتهكل». ومن الواضح أنه 
قش معظم ستواك حياقه ازنيقية ف هذه القرية إلى أمات هناف قري 
ثياية اعد الرادفة القرة السسادين عشوجه الى شير نيفين 1819 


2- مغقدمات فكر المعلم ناناك: 

تعرض تعاليم المعلم الروحي «ناناك». في العادة. على أنها مزيج ملفق 
من تراث الهندوس وإيران المسلمين؛ وتلك مبالغة مسرفة في التبسيط 
ينبغي رفضها رفضا تاما حين يعبر عنها بأنها «خليط من الهندوسية 
والإسلام». صحيح أن تعاليم «ناناك» تمثل بالفعل مركباء غير أن العناصر 
الف يقالت هلها هذا الركب لا يكن قريتها انذاباتهاحفميين المقدوسية 
والإسلام؛ مهما يكن هذا التعريف مرنا فضفاضا. 

لقد كان المركب الذي عبر عنه المعلم «ناناك». مثل هذا التعبير الواضح, 
مذهبا دءاةز5 تطورت عناصره الجوهرية من قبل. فقد وجدت على عهده 
بحمو ة بطرعة مو الايان الديتى يشار إليها الآن باسع«ترجويا سميراديا: 
1203م ةد قصتاع 11[ » أو باسم تشرانث سانت 1120165 أصد5» للهند الشمالية: 
وكان «كابير :زطة؟1» هو أعظم شراح هذا التراث قبل ناناك. ويتم الخلط في 
العادة بين هذا التراث ويين تراث «فشنافا بختي تاعلقط8 2172150252 (الملخصص 
لعبادة تجسيدات قشنو) ولا شك أن الأخير تقدم بعض المكونات الرئيسية 
«لتراث سانت» لكن الاثنين ليسا شيئًا واحدا على الإطلاق. 

لقد أضيفت إلى تراث فشنافاء عنصر أساسي» رغم تغيير شكله من 
عناصر اليوجا التنترية هدعملا عتتامه1. بجانب قدر ضثيل من تأثير التصوف 


|0605 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


(الصوفية الإسلامية). وكانت النتيجة نمطا من الإيمان يؤكد أهمية 
الخصائص الفشنافية 23728 17315 فى عبادة المحية؛ ولكنه يختلف عن 
«الفشنافية بختى» فى نقاط هامة. فقد رشيف نظرية الأفتار عهاة47 (التجسيد) 
الالفي واسحفدت بعباذة الأسناء وذكرت أهمية التميناك بيك بالبياذة الباملنية: 
وأعلن أن هذا النمط من التأمل الباطني ليس هو الطريق السهل للبختى التقليدية: 
وإنما هو طريق ضيق لا يمكن أن يأمل في السير عليه سوى القلة. 

كان هذا المركب هو الذي ورثه المعلم «ناناك»: ونقله إلى أتباعه. لكن 
هذا الاعتراف ينبغي ألا يوحي بأن تعاليم «ناناك» تنقصها الأصالة أو أنها 
لا تمثل نقطة تحول جديدة. إذ الواقع أن أصالة المعلم «ناناك» تكمن في 
طرحه الجديد لمركب «سانت» على ضوء خبرته وبصيرته الخاصة؛ وضي 
عبقريته في تعبيره عنه بجمال ووضوح. 


3 - تعاليم المعلم ناضاك: 

مع بداية أول مؤلف تم تسجيله من كتب السيخ المقدسة نجد الرقم »١١‏ 
الذي يمثل وحدانية الله وهو مفهوم فسره المعلم «ناناك» تفسيرا واحديا. 
فالله عند المعلم «ناناك» شخصي وواحدء وهو الخالقء المفارق المتعالي 
الذي يجب أن يرتبط به ارتباطا وثيقا أولئتك الذين يبحثون عن الخلاص. 
وهذا السعي من أجل الخلاص هو الذي يهم «ناناك» الذي يكرر القول بأن 
طريق الخلاص هو الذي يشكل فحوى تعاليمه. 

ويعبر المعلم «ناناك» عن فهمه لله بعدد من المصطلحات المكررة من قبل . 
المصطلح الأول هو نرنكر نقعاصة:ةاا أي «مالا شكل له» ومن أبرز ما يوصف 
به الله أنه هو «الواحد الذي لا شكل له». والصفة الثانية تله هي أكالل410 
أي «الأزلي». والثالثة هي الخ ادا أي «مالا يوصف». وهناك تأكيد خاص 
على أهمية هذه الصفة الأخيرة. ولقد استخدم المعلم كلمات لا حصر لها للتعبير 
عنها: فكيف يمكن للمرء أن يعرف الله الجواب الأول للمعلم «ناناك» أن المرء لا 
يستطيع أن يعرف الله لأن الله في تمامه يجاوز كثيرا فهم الموجودات الفانية. 

غير أن هناك إجابة ثانية تقول: إذ كان الله في تمامه «لا يمكن معرفته» 
فلن هوف نكا مغر كله وتمنايها تدك لأخله أيضا هن إله التفيدة الثاى يحت 
بوحي يمكن للانسان العادي محدود العقل فهمه. وهو الوحي الذي يتجلى 


1 4 


مذهب السيخ 


في الخلق. فالله «حاضر في كل مكان» (ساراب فياباك علهمة1/" طدعه5)؛ وهو 
محايث في كل مخلوقاته. ويمكن لعين الشخص اليقظ روحيا أن تراه في 
كل مكان. ولهذا الوحي العام بؤرة مركزية معينة هي القلب البشري. ولا بد 
للعرة آن يكون قاور على الروية يدينه الخاريمية ولا يد اله كذنك» اولان أن 
يكون ,قاهرا علي االركية مطيده ال الختينة دولا بن للتامل ازريم :كي الساظن: 
وسوف تتاح للشخص المتأمل بهذه الطريقة استنارة تدريجية تؤدي في 
الفهاية إلى الخلاس. ولاوعي لعجل في الظلق أهسية بالعة عكد المعلم 
«ناناك» إذ يمكن عند هذه النقطة أن يتم الاتصال بين الله وبين الموجودات 
البشرية. ولا يمكن لطريق الخلاص الذي يهبه الله أن يوجد إلا إذا هم 
هذا الاستبصار وطبق بصرامة. 


4- طريق الخلاص: 

إن العقبة الرئيسية التي تعوق عملية السعي إلى الخلاص هي الوضع 
البشريء. فالناس في ضلالهم واقعون في عبودية العالم, لأن ولاءهم للعالم 
ولقيمه؛ وهذا التعلق بالعالم يسجنهم داخل دورة تناسخ لا نهاية لها من 
الميلاد والموت. 

إن العدو العظيم هو «المايا 81528» (اللاواقع) (اللاواقع)2. ودالمايا» 
عند المعلم ناناك لا تعني نظرية عن اللاواقعية المطلقة عن العالم ذاته؛ بل 
هي بالأحرى عن لا واقعية القيم التي تمثلها . أن العالم يقدم كيفيات يقبلها 
الناس على أنها خيرة ومرغوبة في آن معاء مع أنها وهم «وخداع» وأولئك 
الذين يقبلون العالم على هذا النحو. ويسعون بالتالي إلى تحقيق الخلاص 
عن طريق التعلق بالقيم الدنيوية هم ضحايا «المايا» ضحايا الوهم الذي 
يصور لهم أن هذه التعلقات: إن لم تكن هي الحقيقة في ذاتها. فهي على 
الأقل ليست معادية للحقيقة. ونتيجة هذا التعلق أو الولع بالعالم هي التناسخ 
أو عذاب الموت بعد الموتء بدلا من الفرح الأزلي بالرؤية السعيدة. ذلك لأن 
مصير الضال الذي لا يتوب ولا يندم هو الانفصال الدائم عن الله. 

إن وضع الضال(الجاحد) وضع يائسء ولكنه لا يعدم الأمل. ذلك لأن 
الله بفضله ونعمته قد كشف عن نفسه في خلقه؛ ويمكننا أن نظفر بالخخالاص 
عندما نحوز على هذا الكشف. والمصطلحات الرئيسية التي يستخدمها 


65 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


ناناك ليعبر بها عن هذا الكشف الإلهي هي: نام تصذللء سهاباد 2502620 
وجورو ناتنا© وحكام تسمعلن81 وأول مصطلحين,. وهما 2هدآة «اسم الإلهي» و 
4 الكلمة الإلهية-مترادفان؛ وكل مصطلح منهما يصلح لتلخيص الكشف 
أو التجلي الإلهي في شموله. وكل ما يقال عن الله هو جانب من الاسم 
الإلهي أو الكلمة الإلهية. لكن الناس؛ في حالة الضلال وعدم التوبة» تفشل 
في إدراك تجليات الحضور الإلهي. وهذه التجليات هي التي يوضحها لهم 
المعلم الروحي 011:0(المصطلح الثالث).: أو المرشد الإلهي الذي يدل في 
استخدام ناناك على صوت الله الذي ينطق بطريقة غامضة داخل الجانب 
الباطن من فهم الساعي اليقظ المتهيىّ للخلاص. 

أما لفظ حكام دمه1ن11 أو النظام الإلهي: فهو يعبر عن طبيعة الكشف 
الإلهي أو التجلي. ويتحتم على الناس أن تفهم النظام الإلهي للكونء ماديا 
وس انراد ككاكم كى تحال يا لفسينا الح الاقيسجا معد ولو هذا 
الانسجام معناه الخلاص. 


5- نظام العبادات: 

نكن يحتق الساعى إلى اللقلاه هذه الداية عليه أن يدخل قن نظام للمياذة 
وذ يثابر شلك تنيع باننظام ب يباه الالنجاء النياكن. هذا النظاء كنا أوحينة 
ناناك لآ حلاكةالهبالشماكن الخارية: فظقوس المعيد أو ضلاةالسجد أوالحواو 
الزقس إن للتضه الوحين المشبول للخ دوالبيت الوخيد الثاى يمكن شيولة للعيادة 
فو القلب البشرق الذى ينطق فيه اللعلم الروبحي بالكلمة الالهية»: 

والمصطلح الذي يستخدم.؛ في الغالبء للتعبير عن النظام الذي يعلمه 
المعلم «ناناك» هونام سمرام تتصصسةة-دها (تذكر الاسم الإلهي). وقد كان 
التكرار الآلي لكلمة معينة أو لمقطع من كلمة مقدسة يعني ممارسة محددة 
لقبادة لكن لفن الذى يصيقه العام تاقاك رت الاسيطله يكقارة ذلك 
بكثير. فهناك أولا إصرار على الجانب الباطني المطلق للنظام. ثم توسع في 
الغلينة الوايجة د اميم تعاريه مقطو فضي الخايل. 

يحتى هذا العامل لااركن وضيها للمارينة: فالكل الأعلى هو التمرضن 
العامل لكيان المزء أمام الأسم الإلفيء والتطابق الشامل لكل ها يكوته المرء 
ويغملة سم النظام الأنيى الذي يد التعبير عئه في الاميم الالهى. 


١ 6 


مذهب السيخ 


6- النمو في اتجان الله: 
الله والتبو شن اللدروفى عملية متدرجة شنيها للعلم اناك وسلنيلة مق اللراجل 
الصاعدة؛ وخامس هذه المراحل وآخرها هي المسماة «عالم الحقيقة» (ساخ كهاند 
فمدك لمدة) وهي الإتمام النهائي أو الإنجاز الأخير حيث تجد الروح اتحادها 
الوط باللغروهى هذا الوضع الذى قكسر كيه سعاذة لا يكن وسفها تس 
أغلال التتاسخ وتبلخ الروح مرحلة الإنعتاق الطلق بائنماجها في الله. 


7- أول خلفاء المعلم ناناك: 

عين المعلم ناناك قبل وفاته تلميذا يخلفه وانعقد لواء القيادة في الجماعة 
الجديدة لأكثر من قرن ونصف قرن لسلسلة من ال معلمين الروحيين. وانتهت 
هذه السلسلة بموت المعلم العاشر وهو «جويند سنج طاومذة لمتطه6» عام 
8.. وكان أتباع المعلم يسمون في البداية «ناناك بانتيز وتطاصهم لهمة1ل» 
(المتحدون مع ناناك) ثم سرعان ما حملوا اسم «السيخ» 0غ1ز5 وهي كلمة 
تعني بالمعنى الحرضي «المتعلم» أو «التلمين». 

لم تكن لفقرة الكملكم الكاكى راقتحا دروي انه الشبنية تسيا ولكن يكن 
التطورات الهامة طبعت عهد خليفته المباشر المعلم «عمار داس كةاسقسف» 
كفي نخلال حهده تمد عالامات لا بخطكهنا البصر غلى مجموغة دينية 
متحررة من الأتباع تتبلور في جماعة متميزة: والظاهر أن تأكيدات المعلم 
«ناناك» قد انحصرت تقريبا في السعي إلى الخلاص وأساليب الحصول 
عليه. ومن الواضح أن «المعلم أنجاد» قد حافظ على هذه التأكيدات. ولكن 
في عضر العلم جعما كاسن كزايد :الشهون بالساجنة إلى كوي كبر من 
التماسك. ولقد لبى المعلم «عمار» هذه الحاجة بإقامة احتفالات متميزة 
للميلاد؛ والزواج والموت؛ وبتأسيس نظام مبدثئي للرقابة الرعوية (وهو نظام مانجى 
أزهة381) وحددت ثلاثة احتفالات هندوسية باعتبارها كذلك احتفالات للسيخ:؛ كما أن 
إقامة المعلم في مدينة جوندفال 6010081 جعل من المدينة مركزا لحج السيخ. 

وهناك عامل آخر له أهمية أولية ويبدو أنه ظهر في عهد المعلم «عمار» 
وذلك هو الأساس الريفي لتطور جماعة السيخ. فالمعلمون الروحيون أنفسهم 
كانوا جميعا ينتمون إلى طائفة الخاتري 160:1 المتمركزة في المدينة (والتي 


167 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


تشتغل بالتجارة والإدارة والكهانة) وكان كثير من تلاميذ المعلمين الروحيين 
(الجورو) من «الخاترية». ولكن خلال الفترة نفسها بدأ اتباعهم القادمون 
من «جاتز 21315 أو المناطق الزراعية يتزايدون: وفي النهاية صارت الغلبة 
للفلاحين داخل الجماعة. وعند هذه النقطة أصبحت سيادة النماذج 
الاجتماعية الريفية لا سيما النماذج الثقافية المتميزة للمزارعين واضحة 
للغاية» ولقد كانت التطورات السياسية والعسكرية التى جرت بعد ذلك داخل الجماعة: 
في جانب منها استجابة لهذه العوامل الأساسية, ووجدت هذه التطورات إبان القرن 
الثامن عشر التعبير النظري عنها في معتقدات السيخ المتطورة. 

أما المعلم «عمار داس» فقد خلفه زوج ابنته «رام داس 1035آ-16230» مؤؤسس 
مدينة «عمرستار صماو تدك »: وقد خلفه هو نفسه أصغر أبنائه «أرجان مونك». 
وسار هذا التسلسل في خط ذكور أسرة معينة (هي سوذي خاتري نطله50 
تنلقطا) فكان جميع المعلمين الذين تولوا الخلافة من نسل هؤلاء المعلمين 
الثلاثة. أما فترة المعلم «أرجان» فكانت هامة لسببين: قالمعلم أرجان هو 
المسئول عن جمع كتاب مقدس بعينه وهو المسمى (آدي جرانت طامه: 4801-0 
أو جرانت صاحب-«طنطة5 6:806) وفي عهده لفت تزايد قوة الحركة أنظار 
السلطات المغولية المتنمرة لأول مرة. وفي خلال حكم الإمبراطور «جهانكير» 
قبض على ال معلم الروحي أرجان ومات في السجن عام 01606©. 


8- التورط السياسى والعسكر ى: 

كان مطلع القرن السابع عشر هو حقبة الرجعة النقشبندية7 في الهند 
المغولية التي تصدت للقوة المتنامية لجماعة السيخ: ومن الطبيعي أن يؤدي 
ذلك إلى اهتمام رسمي متزايد بهم وتدهور مناظر في العلاقات بين معلمي 
السيخ والدولة. وكان موت المعلم الروحي أرجانء؛ ووقوع سلسلة صغيرة من 
ثلاث مناوشات مع القوات المغولية-هي الأسباب التي دفعت المعلم الروحي 
السادس «هاروجوبند 0هنامع:ة81» إلى ممارسة قدر من السلطة السياسية 
والعسكرية؛ وبذلك طرأت على جماعة السيخ تغيرات هامة في الاتجاه 
السياسي والعسكريء ولكن هذه التفيرات لم تكن على حساب التخلي عن 
النظام الديني الذي وضعه المعلم الأول. ولقد أدت التغيرات التي جاءت 
نتيجة لزيادة التورط العسكري والسياسي للجماعة-إلى توسعات ذات مغزى 


1 68 


مذهب السيخ 


ف سذهي السيقيو له قرو ان كنيد فح انسبد الأسبلية: 

وتجدد الصراع بين السيخ والسلطات المغولية خلال فترة تولي المعلم 
التاسع تيغ بهادر 8202001 ع76 ثم تزايدت شدته خلال قترة المعلم العاشر 
والأخير «جوبند سنغ طعهز5 فمزطو7»0-وفي فترة هذا المعلم الأخير امتد 
الصراع أيضا إلى أمراء :هزه8 تلال شفاليك وهي مشهورة بسيادة الإلهة شاكتي 
ذاملة!5 وتصورات القوة المرتبطة بهاء ولقد قضى المعلم جوبند سنغ معظم حياته في 
هذه المنطقة كما اتخذ داخل إطار هذه الأحداث قرارات بالفة الخطورة. 


9- «الخالسا دواور[)6!1) 

كان قرار المعلم الروحي «جوبند سنغ» نتيجة واضحة لاقتناعه بأن أتباعه 
يحتاجون إلى تنظيم أكثر قوة ورسوخاء وكان من بين القرارات التي اتخذها 
تأسيس الخلسا 1208188 عام 1699 . وأفضل وصف للخلسا هو أنها نظام من 
الأخوة-تندمج فيه الواجبات الدينية والعسكرية مع الواجبات الاجتماعية 
في نظام واحد» ونحن لا نعرف ماذا حدث بالضبط عند تأسيس هذا 
النظام بالفعل في عام 1969: وإن كانت بعض الكتابات المتأآخرة تسهب في 
وصف الاحتفال. لكن ليس لذلك سوى أهمية ثانوية؛ أما الأهمية الأولى 
فهي أن جماعة الخلسا أو الأخوة في القرن الثامن عشرء أصبحت بالنسبة 
لعنيع السيخ هي بؤرة التحاحات والمثل العليا والطموحات التي تطورت 
سريعا خلال ذلك القرن. 

وكان القرن الثامن عشر المضطرب بالنسبة لجماعة السيخ حقبة تميزت 
باتساع الآمال والتوقعات؛ فقوة المغول في البنجاب تنهار تحت تأثير الضربات 
المتلاحقة من قائد جماعة السيخ «بندابهار “نالةط8200382» (توفي عام 
6) ومن نادر شاه في فارسء وأحمد شاه عبد الله الأفغانستاني»؛ وتحت 
وقع هذه الضربات المتلاحقة. تداعت قوة المغول في النهاية. وقامت على 
حكامها القوة العسكرية للسيخ: وظهر السيخ في أواسط القرن كجماعة 
مهلهلة من المحاربين غير النظاميين تسمى «مسلس 31:3815». وقرب نهاية 
القرن تمكن واحد من قادتهم اسمه «رانجت سنغ اعهز35 4أزمه1» من السيطرة 
الشاملة على الفرق الأخرى. وأسس مملكة للسيخ شملت معظم البنجاب. 

وخلال هذا القرن المضطرب الممتد من عام ١699‏ حتى ظهور «رانجت 


69 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


سنج» وقع التحول الرئيسي»؛ فمن الأحداث الأساسية التي تعزى لهذه الفترة 
ظهور مصطلح السيخ ««ؤونز1ز5 ودخول جماعة السيخ في هذه الفترة بتنظيم 
مهلهل ونظام بدائي ثم خروجها منه بتنظيم محكم ونظام متميز للخلسا 
ك4 (أو نظام الأبرار). 

ومن السمات الرئيسية في هذا النظام ظهور عدد من المحرمات وبخاصة 
تحريم «تدخين الغليون» والإصرار على الالتزام «بالكافات» الخمس7 وهي: 
-١‏ كيش داوء1 أي عدم قص الشعر. 2- وكانجا 8طاوهه1 مشط لتصفيف 
خلخال من الفولاذ. 5- والكاخ طاءه>1 سروال قصير لا يتجاوز تحت الركبة. 
ولم يكن لبس العمامة مطلوبا بصراحة؛ لكنه أصبح ضروريا بعد الإصرار 
الخلسا (الأبرار) أن يحملوا اسم سنغ طومز5”) واسم كور عتهكا في حالة 
النساء. أما السيخ الذين تطهروا «بالخلسا» وانضموا إليها ثم هجروا 
طقوسهاء فأولئك يشير إليهم إخوانهم أعضاء الجماعة على أنهم باتت 
اثلةط (أي الساقطين) . والآخرون الذين لم يتطهروا قط وإن أعلنوا أنهم من 
أتباع المعلم يسمون «السيخ بطيء التبني». 

أما إلى أي حد كانت هذه التطورات قائمة في نية المعلم الروحي «جوبند 
سنغ». فذلك موضوع لم يسبر غوره بعمقء ولا شك في وجود سمات معينة 
قام هو نفسه بإذاعتها ونشرهاء ولكن لا شك أيضا في أن هناك سمات 
أخرى ظهرت استجابة للأحداث التى وقعت عقب وفاته. وقد أصبح النموذج 
واضحا مع نهاية القرن الثامن عشرء وسيطر منن ذلك الوقت على تاريخ 
السيخ وديانتهم. وكان هناك عدد كبير من «بطيء التبني» الذين يدعون 
الأعلى للخلسا قد زعم منذ ذلك الحين أنه هو الصورة الحقة للايمان عند السيخ. 


10 - كتب السيخ المقدسة: 

هناك مجموعتان من الكتابات التي ترتفع إلى مرتبة الكتب المقدسة 
لجماعة السيخ: رغم أن إحدى هاتين المجموعتين واسمها «آدى جرانت 
طاصة-01ى» هي التي تتمتع بوضع تشريعي لا خلاف عليه:؛ أما الآخرى 


]70 


مذهب السيخ 


اللاحقة لها «داسام جرانت طاصه:0-صددة» فلها أهمية متميزة. 

والمجموعة الأولى آدى جرانت طانصه:0-نلى والاسم يعني حرقفيا المجلد 
الأول جمعت خلال عامي 1603 و1604) بواسطة المعلم الروحي «أرجان 
مدزيث» ويستخدم المعلم الروحي في هذه المجموعة تصنيفا آخر كان قد تم 
إعداده في فترة مبكرة تلبية لوصية المعلم «عمار داس» ثم أضاف إليه 
مؤلفاته الخاصة ومؤلفات والده المعلم «رام داس»: وبعد ذلك لم تضم 
للمجموعة سوى أعمال قليلة أضافها المعلم الروحي «تاج بها دوره» ثم 
اكتمل التشريع أثناء فترة المعلم الروحي «جوبند سنغ» أو بعدها بقليل. 
وفضلا عن ترنيمات المعلمين» فقد أضيف عدد من مؤلفات شخصيات 
مبكرة في «تراث سانت :مة5». وقد اشتهر من بينهم كابير تأطه؟1؛ ونامديف 
م1 | شالس 29 كما أضيفت مجموعة من المقاطع الشعرية 
المزدوجة (الكوبلية أو الدويت) تعزى إلى الشيخ غريد الباك بتاني علد 
. ويصنف المجلد كله تبعا للوزن الشعري (راج) وداخل كل وزن أو بحر 
تقسيمات فرعية أخرى تبعا للمؤلف ووفقا لحجم القصيدة. ومعظم المادة 
تتألف من الترانيم التي استخدمها المعلمون من قبل في إرشادهم الديني؛ 
وهي علو شخريا مكتوية بلغة «سانت بهاشا» مطققط8 55 وهي لغة زشعلة 
ارتباطا وثيقا بكل من اللغتين الهندوسية والبنجابية. كما أنها لغة استخدمها 
أصحاب الديانة الشعبية على نطاق واسع في أواخر العصر الوسيط في 
شمال الهند كلفة مشتركة عامة والنص المكتوب هو «جرميخي نط لنتصصت0» 
الذي لا يستخدمه اليوم إلا أهل البنجاب. 

ويمثل الوضع الحالي ل «آدي جرانت طاهة:0-نلخ» (أي المجلد الآول)- 
الوضع الأخير في تطور عقيدة السيخ على يد «الجورو» أو المعلمين الروحيين. 
فقد كان المعلم الروحي في التراث الهندي معلما إنسانيا على الأصالة: ثم 
أصبح في «تراث سانت 06ة5» وعند ناناك علهمه/ة هو صوت الرب أو كلمة 
الله. وسرعان ما تحول دوره داخل جماعة السيخ إلى الرجال الذين قدموا 
التعبير المعتمد عن تلك الكلمة الإلهية. وهكذا اكتسب مرة أخرى مفهوما 
شخصيا. ولقد أعلن المعلم الروحي «جوبند سنغ» قبل وفاته كما يقول تراث 
السيخ أن خط الجورو (المعلم الروحي) الشخصي قد انتهى؛: وأن وظائفه 
تتمثل في جانبين معا هما جانب الجماعة المتماسكة وجانب الكتب المقدسة. 


17 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


ويبدو أن هذا التفسير قد استمر فترة من الزمن:؛ لأننا نجد عنه إشارات 
قبل المعلم «جوبند سنغ» كما أن الفراغ فن القيادة (أو الفراغ القيادي) الذي 
أعقب موته شجع تشجيعا قويا على إيجاد صيغة محددة لهذا المذهب. غير 
أنه لا يمكن أن يكون ثمة شك في أنه اكتسب أهمية أساسية إبان القرن 
الثامن عشرء. ومع ظهور وركيت ب اعهذ5 ززم 2» أهمل جانب الجماعة 
المتماسكة وارتفع جانب الكتاب المقدس فاحتل مكانة السلطة المطلقة التي 
احتفظ بها منذ ذلك الوقت. ونحن نجد ل «آدي جرانت» (أو المجلد الأول) 
دلالة مركزية مطلقة في الحياة اليومية للسيخ المؤمنين؛ وفي احتفالات السيخ 
جميعا حيث يعرف بصفة عامة باسم «جورو جرانت صاحب طئطةة طاهة0 ناكناه» . 

وفي مقابل ذلك نجد أن رفيقه الذي جاء بعده لا يقرأ إلا قليلا في 
يومنا الراهن. ولقد جمع هذا الرفيق وهو «داسام جرانت 125-50 
في القرن الثامن عشر من أعمال متنوعة تنتسب إلى المعلم «جوبند سنغ». 
وظهرت صحة هذه النسبة في بضع مؤلفات قليلة؛ لكن الجانب الأكبر من 
المجموعة يتألف من حكايات هندوسية: وروايات عن حيل النساء؛ ولا يمكن 
أن يكون مما كتبه هذا المعلم. غير أن أهمية «داسام جرانت» الخاصة تكمن في 
الشهادة التي تقدمها عن المثل العليا عند السيخ في القرنين السابع علي والفاقد 
عشرء كما ترجع كذلك إلى أنها مصدر ذو قيمة كبرى لتاريخ السيخ في هذه الفترة. 


١‏ 1 - عبادة السيخ: 

تعبر العبادة المنتظمة للسيخى المخلص عن نفسها فى ثلاثة طقوس: 

أولا+الفاذوة البونية لتقراث مسقة من كفاب العلم مجرانك خنابضه 
خصوصا الجابجي إزم12 للمعلم ناناك الذي ينبغي تلاوته من الذاكرة بعد 
النهوض من النوم والاغتسال مباشرة. ثانيا: الطقوس اليومية للأسرة رغم 
أنها ليست عامة على الإطلاق فتتجمع كثير من الأسر كل صباح ومعهم 
نصوص المعلم «جرانت صاحب» ويقرؤون فقرات يتم اختيارها عشوائيا. 
ثالثا: هناك لقاء مع الأسرة الأكبر وهي أسرة الخلسا (الأخوة الأبرار) في 
الجوردوارا مهس« س7" أو المعيد. 

ومنن أيام المعلم الروحي ناناك و«الجوردوارا»-أو البناء المناظر له-يشغل 
مكانة ذات أهمية ملحوظة في حياة جماعة السيخ. ونمط العبادة المتبع في 


172 


مذهب السيخ 


«الجوردوارا» يعتمد أساسا على إنشاد فقرات من نصوص «المعلم جرانت 
صاحب». وعندما يدخل السيخي هذا البناء لأول مرة فإنه يتجه نحو الكتاب 
المقدس وهو الجورو جرانت صاحبء ويلمس الأرض بجبهته ويقدم قربانا. 
وفي أوقات معينة يشترك جميع الحاضرين في تلاوة الآرداس 41035 أي 
صلاة السيخ. وهي شكل معين من الابتهالات للنعمة الإلهية. وتذكر الآلام 
الماضية التي مرت بها الجماعة وكذلك أمجادها. وقد نشأت هذه الصلاة 
إبان القرن الثامن عشر ولم يطرأ عليها منذ ذلك التاريخ سوى تعديلات 
عرضية طفيفة؛ وهى تختتم بالإشارة إلى «جورو جرانب صاحب» بوصفها 
التجلي الجسدي للمعلم؛ بالإعلان الشهير بأن: «الخلسا سوف تحكم»! 
(«راج كاريجا خالسا 2155طكا دوعنة؟! زمكلل) . 


2- السيخ اليوم: 

يبلغ تعداد السيخ الذين يعيشون اليوم في الهند حوالي ١2‏ مليون نسمة, 
وهم يمثلون بنسبة 3 من سكان البلاد؛ وحوالي 90 من هذا العدد الإجمالي 
يعيشون في مقاطعة البنجاب التي تركت للهند بناء على تقسيم عام 
7 أعني المنطقة التي تشمل الآن ولاية البنجاب مدزصسط وهارايانا 
8 وحوالي 4 يعيشون في المنطقة المتاخمة لشمال راجستان ودلهي» 
ولا يبقى سوى 26 فقط ينتشرون في بقية أنحاء الهند . ولقد هاجر عدد 
كبير منهم إلى بلاد أخرىء ولكن لا تتوافر لدينا إحصاءات عن عدد هؤلاء المهاجرين. 

لم ترجح كفة السيخ العددية في أي مكان من الهند فهم حتى في ولاية 
البنجاب يشكلون حوالي 50“ من السكان: وإن كان لهم تأثير كبير يزيد عن 
حجم تعدادهم لا داخل ولاية البنجاب وحدهاء بل كذلك داخل ميادين 
واسعة من الحياة الهندية. وهذا التأثير يشمل القوات المسلحة, والنقل 
والمواصلات: والنشاط السياسيء والنشاط الرياضي. وتنعم جماعة السيخ 
أيضا بوضع اقتصادي ممتاز نسبياء وهم يبلفون في التعليم درجة أعلى من 
المتوسط في كل أنحاء الهند. وهناك أسباب متعددة يمكن أن تفسر هذا 
الوضع المميز وأحد هذه الأسباب وأكثرها أهمية. هو أن الغالبية العظمى 
من السيخ يعيشون في مناطق عالية الخصوبة. وقد تحالفت البيئة مع 
وسائل التقنية الزراعية المتقدمة فأنتجت الكفاية الاقتصادية وجلبت في 


|] 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


حالات كثيرة رخاء ملموسا إلى طبقة المزارعين من السيخ الجات::21". 
وليس في عقيدة السيخ أو إيمانهم ما يعوق هذا التقدم: بل إن تحررهم بصفة 
عامة من العادات والتقاليد المعوقة قد أعطاهم على العكس من ذلك ميزة كبرى لم 
يتوانوا عن استغلالها. أما طائفتا الخاتري تنقط] والآرورا هدمتثى (وهما من 
الطوائف الدنيا في المدنية) فهما تنعمان كذلك بقدر وافر من النجاح 
الاقتصادي في الصناعة والحرف والمهن المختلفة. ويمكن أن نفسر ذلك من 
ناحية؛ بأنه يرجع إلى المهارة التجارية الموروثة, كما يرجع؛ من ناحية أخرى, 
إلى تأكيد السيخ على أهمية التعليم. والسيخ في أيامنا هذه هم وحدهم 
الذين ينتمون إلى الجماعات المنبوذة التي تعاني من عدم الأمان الاقتتصادي 
الواسع النطاق؛ وإن كان وضعهم؛ بصفة عامة؛ أفضل من وضع الهندوس أو الطبقات 
المسيحية المقهورة. وقد ظلت العلاقات المتواصلة بين السيخ والهندوسء عموماء 
علاقات صداقة وزواج متبادل عبر خط حدود الطبقات المغلقة-وهي علاقات 
ليست مجهولة على الإطلاق. صحيح أن قادة السيخ يعلنون بين الحين 
والحين عن وجود نوايا سيئة عند الهندوسء غير أن هذه التصريحات تكون 
عادة لأغراض سياسية ولا تؤثر في العلاقات إلا قليلا. غير أن خلافا أكثر 
خطورة نشب في مجتمع البنجاب أدى إلى تصدع الجماعة والإنشاق بين 
«الجات 155» (الفلاحين والمزارعين) وبين بعض الطبقات المدنية. ولقد كان 
هذا الخلاف في أساسه خلافا اقتصاديا كما كان ارتباطه بالتميزات الدينية 
ثانويا. ومن أهم مظاهر تحرر السيخ من العادات والتقاليد المعوقة 
استعدادهم للهجرة إلى بلاد أخرى. ويمكن أن نجد السيخ اليوم في كل ركن 
من أركان المعمورة؛ لا سيما في المملكة المتحدة؛ وشرق أفريقيا وماليزياء 
والساحل الغربي لكنداء والولايات المتحدة الأمريكية. وقد كان عدد كبير 
من المهاجرين الهنود الذين جاءوا إلى المملكة المتحدة من السيخ:؛ وفي إنجلترا 
اليوم خمسون جوردوارا هه«ذلن6 (معبدا للسيخ). أما القول بأن عددا 
كبيرا من هؤلاء المهاجرين أصبح من الصعب التعرف عليهم بوصفهم أعضاء 
في مذهب السيخ. فإنه يشير إلى لون من ألوان القلق الذي تعاني منه هذه 
الجماعة. ولقد أظهرت السنوات الأخيرة استعدادا لدى شباب السيخ للتخلي 
عن الرموز الخارجية لعقيدتهم عندما يعيشون خارج الهندء بل إننا نجد 
علامات مميزة لهذا الاتجاه داخل البنجاب نفسها. 


174 


اللمودية سونط 8000 


إن ما أصبح معروقا اليوم في الغرب باسم 
مذهب البوذية:؛ بالممائثلة مع غيره من المذاهب-يعرف 
في موطنه في آسيا باسم بوذا-ساسانا -0008ن8 
5250 أعني طريقة حياة. أو نظام «الواحد المتيقظ» 
وهو البوذا. وهو يعرف أيضا باسم «بوذا- داهما 
8م ة8100-1»: وتعني في هذا السياق-يقدر ما 
يمكن أن يكون المعنى الإنجليزي مؤديا لكلمة «داهما- 
الحقيقة الخالدة» للواحد المتيقظء. وهذه الترجمة 
بالطبع ملتبسة الدلالة وغامضة. ويتمثل الغموض 
والالتباس في المصطلح الأصلي أو بالأحرى في 
كثرة معانيه. فالحقيقة الخالدة «للواحد المتيقظ» 
تعني في آن معا الحقيقة التي تدور حول واقعة 
«المتيقظ». وكون هذه اليقظة ممكنة. وكذلك 
الحقيقة التي يعلنها ذلك الشخص الذي ينظر إليه 
على أنه المتيقظ. على نحو أصيلء ألا وهو «يوذا» 
أو جوتاما 2دةن0 الذي عاش في شمالي الهند 
في القرن السادس قبل الميلاد. 

ولا بد هنا من شرح بسيط يساعدنا على تجنب 
الخلط حول تنوع الآسماء والألقاب التي عرف بها 
هذا الرجل على مر التاريخ. فكما غرف كاتب 
المسرح الإنجليزي في عصر الملكة إليزابيث باسم 


]715 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


«شكسبير» فكذلك عرف هذا الرجل باسم «جوتاما». إذ كان هذا هو اسم 
عائلته؛ أما اسمه الشخصي فهو «سدهاتا» (وفي اللغة السنسكريتية 
سدهارتا) وكانت أسرته من عشيرة جمهورية تدّعي أنها من أصل نبيل 
وعريقء. وهي عشيرة سكياس :8لل5: ولذلك كان اللقب الذي غرف به 
سدهارتا هو لقب حكيم سكياس أو سكياموني تستصسة ج521 . وهناك أسماء 
وألقاب أخرى تطلق عليه في الكتب المقدسة البوذية. مثل «التتاجاتا 
ود" رمكتاها اسفن لكن أفضل اسم هو الذي عرف به عموما 
في الغرب وهو «بوذا 0002ا8». ولكن هذا ليس اسما شخصياء ولا بد أن 
يكون القارئ قد تحقق من ذلك الآنء ولا ينبغي أن يستخدم على أنه اسم 
شخص. فالواقع أن بوذا-طبقا للتراث البوذي-قد ظهر من وقت لآخر طوال 
التاريخ البشريء. وسوف يواصل الظهور على هذا النحو كلما فقد الناس 
معرفة الداهما 2تصتصدطا[ وتوقفوا تماما عن ممارسة «الساسانا فصدكة5», 
ويحدث هذا حسب مصطلحاتهم التقليدية تقريبا كل 5,000 سنة. 

ويسجل التراث البوذي أسماء ما لا يقل عن 24 بوذيا سبقوا بوذا جوتاما 
وليس هناك دليل على وجودهم كشخصيات تاريخية؛ وإنما وجودهم مؤكد 
«كحقيقة تجلت» وأعلنها بوذا جوتاما. وهكذا يتصور التراث البوذي فترة 
زمنية تقدر بمائة وعشرين ألف سنة سبقت العصر الذي عاش فيه «جوتاما» 
في القرن السادس قبل الميلاد؛ غير أن هذه كلها ليست سوى أرقام رمزية. 

إن قياس الزمن عند الرجل البوذيء وفي الفكر الهندي عموماء شاسع 
جداء إذا ما قورن بمقاييس التاريخ الغربي. فهو يرتد في الماضي ارتدادا لا 
أول له؛ ويمتد إلى الأمام امتدادا لا نهاية له. ومسار زمان الساعة ليست له 
دلالة أولية» رغم أنه ليس بغير دلالة على الإطلاق: فإذا أمكننا أن نقول 
زمان الساعة أفقي الأبعاد يمتد من الحاضر إلى الأمام وإلى الخلفء فإن 
البعد الذي له مغزى مطلق عند الرجل البوذي. هو بعد رأسي أو عمودي. 
إنه يهتم بما حدث في هذا البعد داخل مسار الزمن المتقدم؛ ويرى من 
الضروري بصفة خاصة أن نوقظ في الناس بعض الوعي بهذا البعد مهما 
يكن هذا الوعي معتماء لأنه سوف يؤدي إلى حالة اليقظة أو إلى عالم آخر 
من الوجودء غير أن في ذلك استباقا لما ينبغي أن نقوله حول تعاليم جوتاما 
بوذاء ولهذا يتعين علينا أولا أن نقول كلمة عن حياته وتجاربه. 


|] 


اليوذيه 


ا - هياة جوتاما: 

إن ما نعرفه عن حياة بوذا يقوم أساسا على شواهد من نصوص الشريعة: 
وأكثر هذه النصوص اتساعا وشمولا هي التي كتبت بلغة بالي ذه وهي 
إحدى لفات الهند القديمة. وتشكل هذه النصوص شريعة الكتب المقدسة 
لمدرسة ترافادا 156737202 (البوذيون الترافيديون) في «سري لانكا» و«بورما» 
وتايلند. وكامبوتشاء ولاوسء رغم أن البوذيين من مدرسة ماهاينا فصدتإزقطة1ا 
البواية في العديخ. وكوزيا والباياة. يتظووق: إليها ذلك بالخعراء (ريسوف 
تقالع يما بعد الغروق بين هذين التمطين من مدارس البوذية): وهام تنا 
نصوص «بال» كذلك شهادة على الظروف العامة تلحياة الاجتماعية والدينية 
والسياسية فى شبال ليس فى كدر سيكو مر الغاريس البوذئ وه واد 
أيدت بعض جوانيها المكتشفات الآثرية فى المنطقة. 

كن البيذا جوكاما وكها إن يفونه القر اه ابن لهم كاده شيل بكي 
لاو القى كان سوظنه ا مدينة على :اال لباقي قري كان الاكاسدق 
151 ]1 وتقع في الإقليم الذي يعرف اليوم باسم نيبال. فها هنا في 
التلال الواقعة أسفل جبال الهملايا نشأاً الشاب سدهاتا 5100208 وقضى 
فترة رجولته المبكرة. وتزوج وأنجب ابنا هو «راهولا اناطة2». وبدأ سدهاتا 
يففل ويقلؤنولة يؤل ايند طماوجيشعلات تزلية مكل اذا يول الإتنبانة 
فل نولك طقل ايعان المرطئ :فم نوكه اللايجوخة وف القهاية يغرعة 

شوق التسموص كيف النسى..طلى التو الى مدل يعلاية امرض اث 
درعل كن تكرهر حل الرسح والكتيتيقة كم يمحة يجيرنة إلى كان 
الحرقة. ومن خاتها سنين الحراقى هن الأغارب والأميدكاء بيه هو 
متشكر قن هذه الوقاكي :وكيك أن هذا مو ضير كل سان إل راى بع خط 
رابعا هو رجل مقدس حليق الرأسء جؤال متدين؛ وواحد من الذين نذروا 
الفسهم للسعي: إلى _حياة الزهب لكن يغتروا على :طويق اللتتعرو يان عبد 
الحياة الظاهر. 

وهؤلاء الرجال المتدينون الجوالون هم الذين يعرفون باسم «الشرماينيين 
هتعطق ولم يكونوا ظاهرة غريبة على الهند القديمة. وهكذا تحول) 
«سدهاتا» إلى هذه الحياة؛ حياة الزاهد المتجولء آملا أن يجد حلا لمشكلات 
الوجود البشري. 


177 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


2- القادة الدينيون في الهند فى القرن السادس قبل الميلاد: 

كثيرا ما يصور هؤلاء الشرمان #5ةصهصقتط5 أو المتجولون المتدينون فى 
صورة مخالفة للشخصيات الدينية الرئيسة الأخرى في الهند في ذلك 
العصرء وأعني بهم البراهمة ومنسصطه:8, أو الكهنة: إذ يقوم الشرمان» في 
الأعم الأغلب: بتعليم بعض العقائد الدينية والنظريات الفلسفية؛ وهي 
عقائد متنوعة ومختلفة كانت تجعل الشرمان ينشغلون بالمجادلات الدينية, 
ولكن الشيء الذي كان يوحد بينهم عموما هو أنهم يمثلون بدائل للمذهب 
البرهمي وطقوس التضحية والقرابين. ولمما كان نظام القرابين الذي يترأسه 
البراهمة معقدا ومكلفا فإنه لم يقدم الكثير مما يلاثم رب البيت العاديء أو 
المزارع أو صغار التجار. ولهذا كان هؤلاء ينجذبون بقوة إلى تعاليم الشرمان؛ 
وكان الدافع المسيطر على معتقداتهم المختلفة هي فكرة التحرر من متاعب 
الحياة. وذلك في أغلب الأحيان عن طريق التنظيم الصارم أو الزهد. 

اتضم «سدهاتا» إلى جماعة من النساك أو الزهاذ: وظل فثرة من 
الوقت يعمل بجدية تامة جاهدا في السعي وراء الحقيقة الروحية بمنهج 
الزهد. وأخيرا وجد أنه لم يتقدم كثيرا في سعيه على الرغم من أن نظام 
الزهد الذي اتبعه بلغ من الصرامة حدا جعله «جلدا على عظم». واقترب به 
كثيرا من الموت؛: فقرر أن ما يبحث عنه لا يمكن الوصول إليه عن هذا 
الطريق ولا عن ا طريق آخر من الطرق الح يمكلها الغادة الديديون 
المعاصرون له. 


3 - الصهوة: 

ترك «سدهاتا» الزهاد. ومضى في حال سبيله حتى وصل إلى ضفة نهر 
جايا 0زه6: وهو رافد يصب في وسط نهر الكنج. وجلس تحت شجرة البو 
ع1 -80: وهناك بدأ في التأمل الجاد على طريقة الرجال المقدسين في 
الهندء عازما على أن يظل في تأمله على هذا النحو حتى يصل إلى الاستنارة 
التي يسعى إليها. ويخبرنا التراث كيف هاجمه الشيطان مارا 315:2 وبناته 
الثلاث. وكيف حاولوا بحيلهم المختلفة أن يجعلوه يحيد عن تحقيق هدفه 
في أن يصبح بوذا (أي المستنير)؛ غير أن جهودهم كلها ذهبت هباء” . وبعد 
ليلة من الصراع الروحي أمكنه أن يتغلب على جميع العوامل الشريرة التي 


178 


اليوذيه 


تربط الناسء؛ في رأي البوذية؛ بهذا العالم الفاني الناقص-وهكذا استيقظ 
بوذا ودخل في نطاق الوجود الأزلي المتعالي. 

ويوضح التراث أنه كان باستطاعته عند هذه النقطة أن يظل هكذاء دون 
أن ينشغل أو يهتم بالعالم الفاني الزائل؛ لكن بوذا رحمة منه؛ وشفقة على 
جماهير الجنس البشري-طرح هذا الإمكان لكي يكرس نفسه خلال الفترة 
الزمانية الباقية من حياته الفانية لإعلان الدهاما دصدم2 أو الحقيقة الأزلية 
التي أيقظته!. 

ومن ثم ظل في تأمله لمدة أسبوع واحد آخرء ثم لبث فترة يتجول جيئة 
وذهابا في المنطقة المجاورة لشجرة «البو»". وخلال هذه الفترة عاد إليه 
الشيطان «مارا» من جديد وحثه-وقد أصبح الآن بوذا-أن يهجر عالم الفانين 
هذاء ويستمتع بغبطة النبانا هصدططنم. وإن كانت كلمة النرقانا مصهنتا 
السنسكريتية أكثر شيوعاء فأجابه بوذا بقوله: إنه لا بد له أن يعلن أولا 
الدهاما مصصدط2 للآخرينء ولا بد أن يرى نظام الرهبان وقد استقرء 
وعندها فقط يغادر نهائيا هذا العالم الفاني. 

ويقال إن أول موعظة ألقاها بوذا عن «الداهما» (الحقيقة الخالدة) 
كانت في الهواء الطلق في حديقة غزلان قرب «بنارس» وتعرف هذه الموعظة 
في التراث البوذي نافت روصيضكة تحريك عجلة الداهما»!. ومن المرجح 
أن الشكل الذي حفظ به نص هذه الموعظة في لغة بالي ذله2-كان نتاج فترة 
متأخرة: رغم أنها قد احتوت على بعض العناصر الأساسية في الفكر 
والممارسات البوذية المبكرة (وسوف نشرح المعالم الرئيسية لهذا المذهب 
المبكر فيما بعد). 


4- بداية الجماعة البو ديدة: 

بدا بوذا منذ ذلك الوقت يجذب إليه التلامين الذين كانوا شغوفين 
لسماع المزيد من تعاليمه؛: والاسترشاد بالطريق (ماجا هعع512) الذي يتحدث 
عند ولقد كائت تعاليم بوذا حوجة إلى كل لفاس يقير اسكقاء سواء كاتوا 
من علية القوم؛ أو من أراذلهم: كما عبرت عنها بالفاظ ذات معنى حتى 
بالنسبة لأبسط الناس-وذلك على خلاف تعاليم البراهمة وغيرهم من 
فلاسفة الهند القديمة» وهم الذين حفظت فلسفتهم في بحوث عرفت 


170 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


باسم اليوبانشاد (وهو اسم يشير إلى حلقة خاصة من التلامين)© . 

ولقد عرض بوذا هذه التعاليم في مجموعة كبيرة من الحكايات 
والأمثولات والتشبيهات والطرائف وأمثالها من أساليب التعليم الشعبي, 
وكان باستمرار يشرح ذلك بطريقة تثير اهتمام الناس وتشجعهم على أن 
يلزموا أنفسهم على نحو شخصي «بالطريق» الذي عن طريقه وحده؛ يمكن 
أن يأملوا في الوصول إلى فهم تام وعميق للحقيقة. وهذا التأكيد على 
أهمية الحاجة إلى التحقق الشخصي مما تم قبوله في البداية على أساس 
الإيمان قد ظل هو السمة الغالبة على الممارسات البوذية حتى يومنا الراهن. 

كان أتباع بوذا خلال الأربعين سنة التي قضاها في ممارسة نشاطه 
العام. من جميع الطبقات ومن كافة المهن والأعمال. وقد احتقر البوذيون 
نظام الطبقات المغلقة الهندي المتزايد؛ فعندما ينضم رجل إلى نظام «السنغا 
عم وهو نظام أولئك الذين انشغلوا طول الوقت بالسعي وراء الحياة 
البوذية المقدسة؛ لا يهم من أية طبقة أو طائفة جاءء لأن احترام أعضاء 
النظام إنما يكون بناء على درجة قداستهم فحسب. أعني بناء على عمق 
تجربتهم في نظام «السنغا». وقد كانت هناك كثرة أخرى. إلى جانب أولئتك 
الذين دخلوا النظام؛ ممن ظلوا أتباعا عاديين يمارسون قواعد الحياة البوذية 
لرب البيت, حتى يأتي الوقت الذي يقررون فيه الانخراط في حياة الرهبان 
البوذيين فيصبحون مثلهم بلا مأوى؛ ولا مقتنيات. مكرسين أنفسهم أساسا 
لحياة التأمل. 


5- تطور النظام: 

كان بوداكوة اذاف البقائة يسكدوة حمانجة تو القبونام اللتسولية: 
ولم تتبن هذه الجماعة طريقة مستقرة في الحياة إلا فيما بعد. وغطيت 
منطقة وسط وادي نهر الكنج كلها بمدنها المختلفة كبيرة أو صغيرة: بجماعة 
الرشباع البونيية الجاتلين ذهايا وإياناء عطق ديم اننم بذكي ستكياتن 
(بوذا) معروفا معرفة جيدة ومحترما للغاية بطول هذه المنطقة وعرضها. 

وكانت ظروف العصر مواتية لنمو الجماعة البوذية. فقد اختفت 
الاتحادات القبلية قبل قدوم النظم الملكية الأكثر قوة والأشد عدوانية كالنظام 
الملكي في منطقة مجاذا 11282002 بعاصمته بتليبوتا 2])نامنلة]22 (يتنا هصندط) . 


اليوذيه 


ومع اختفاء الجمهوريات اختفت كذلك طرق وأساليب الحياة القديمة 
المألوفة, وكان تنظيم النظم الملكية أوضح وغير شخصي أكثرء ولذلك سر 
الناس أن يجدوا في الجماعة البوذية التي نظمت على غرار الاتحادات 
القديمة؛ شيئا من الحياة المشتركة التي فقدوها . وفضلا عن ذلك فقد أدت 
الظروف المضطربة للعصر إلى ظهور أسئلة كهذه بمزيد من الحدة: لماذا 
نعانى نحن البشر؟ وما الغاية النهاكية من الحياة البشرية؟.. وما إلى ذلك . 
رق وه الكثيرون إجابات شافية عن هذه الأسئلة في التعاليم البوذية. 
لم يكن بوذا وتلامذته يتجولون طوال العام؛ إذ يصبح التنقل مستحيلا 
لمدة ثلاثة أشهرء أو نحو ذلك. وهي فترة الأمطار الموسمية الفزيرة في 
شمال الهند: وكانت مجموعات الرهيان البوذيين تلجاً خلال هذه الفترة 
إلى أماكن أشبه بالمخابيَ حيث يعيشون حياة جماعية؛ ثم يعودون بعد أن 
تنتهي فترة المطر إلى التفرق في أماكن شتى مرة أخرى. ولكن مع مرور 
الزمن افتدت هذه المعارسة تاحياة المشتركة خلال انحسار المظر إلى فترة 
ما بعد انتهاته حيث بدأت جماعات من الشرمان البوذيين في الاستقرار . 


6- استقرار البوذية فى اللهند : 

لا يتضح من الشواهد المتاحة طبيعة التسلسل التاريخي للكهانة البوذية. 
ويبدو من التراث المروي أنه عندما توفي بوذا في سن الثمانين كان قد 
أصبح شخصية شهيرة ومحترمة للغاية. كما كان له أتباع ومؤيدون من 
الأغنياء والفقراء على السواء. فقد كان ملك «مجاذا» المسمى بمبزارا 
نه م8 واحدا من أخلص تلاميذه”؛ ويبدو أن موقف بوذا تجاه النظام 
الملكي كان يشوبه بعض الالتباسء إذ تدل بعض الأقوال المنسوبة إليه: على 
أنه نظر إلى ممارسة الملكية بوصفها عقبة في سبيل السعي إلى الحياة 
الدينية وأنها مصير ينبغي تجنبه إذا أمكن. ويبدو من ناحية أخرى أنه أخذ 
بوجهة النظر التي تقول إن الملك إذا كان لديه استعداد طيب نحو «الحقيقة 
البوذية«. يستطيع أن يفعل الكثير لتيسير التطبيق المؤثر للحياة البوذية على 
رعاياه. وذلك بأن يؤكد وجود عدالة اجتماعية داخل مملكته؛ وأن أحدا لا 
يعاني من الفقر أو الحاجة, كما لا تسنح الفرصة لأحد لكي يزداد ثراء على 
تجو فاحتن: 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


ونحن نجد هنا تطبيقا للمبداً الذي تميزت به البوذية ألا وهو «الطريق 
الوسط». وهو يعني الطريق الذي يقع بين حياة الحس والمتعة المسرفة؛ وبين 
حياة الزهد والتقشف المتطرفة. ولقد رفض بوذا نفسه هاتين الحياتين 
المتطرفتين في مسار حياته وهو يدنو من البوذية. والظاهر أن خلق الظروف 
المثالية لتحقيق حياة بوذية بأكبر عدد ممكن من المواطنين» كان في نظر بوذا 
هو المهمة الحقيقية للملك الورع. فالنظام الاجتماعي العادل تفترضه سلفا 
تعاليم بوذا بدلا من أن تأمر به. على الرغم من أننا لا نفتقر إلى الإشارات 
الكثيرة في تعاليم بوذا التي تقول بوضوح إن هذا النمط من الحياة الاجتماعية 
هو الذي تهدف إليه. ولهذا السبب فإن المؤرخين الهنود المحدثين من أمثال 
«د .د . كوزامبي 1اتصدده>1(.8.1» و«دروميلاتابر :ءم102 113د180» يعتبرون البوذية 
في بدايتها «فلسفة اجتماعية» يجد أي حاكم صالح أنه من الضروري أن 
يتوافق معها. 


7- وفاة بودا: 

ستجلت الأسابيع القليلة الأخيرة في حياة بوذاء على خلاف السنوات 
البنايقة يشي من التتصيل فى مشال مهو تولك الترفانا النهائية] 
ما شاد نات سوتا 51018 لطا 11 وها هنا عدر الشيطان «مارا» 
يواجه «بوذا» مرة أخرى على نحو ما فعل مرات عديدة خلال السنوات التي 
انقضت منذ أن أصبح «بوذا». وإن كان دائما قد تراجع مهزوما مدحورا. 
نقوشظ المركانتها ب علد يردا اق ضعحه من الح اه الاريسية ويقيقل 
النرفانا الآخيرة. ولقد تلقى الشيطان هذه المرة ما يبدو أنها إجابة مقبولة: 
فقد أكد له بوذا أن هذه النهاية ستكون بعد ثلاثة أشهر من ذلك اليوم. 

غير اخ الرواية تين برضو أذ الشيطان منارا كم بحد كن هلاه الاجاية 
أي لون من الراحة؛ فنظام الأخوة في البوذية» ونظام الأخوات فيهاء وكذلك 
أنظمة العامة من التلاميذ من الجنسين. قد استقرت الآن تماما. وبعد 
سبعة أيام من وفاة بوذا في مدينة كوشنجارا قتهعمنادنا1 (وفي السنسكريتية 
كوزنجارا دتدعهصنوتة1) , وهي مدينة صغيرة (اسمها الآن كازيا دزقة؟1) إلى 
الشمال الغربي من بتنا 8هان2 وبالتحديد جنوب حدود نيبالء تم إحراق 
جثته. وأقيم احتفال مهيب بهذه المناسبة على غرار ما كان يحدث في حالة 


اليوذيه 


وقأة افللك.كى ظلق الآناح وهنم فاته وما تفن من حرق العفة بالشاوق 
على كنات مجموعاكر وثقات ك1 جما هة خصرييي| حك اقا مح كوه حيوييها 
قد نا ملح بغرا رآنحد شكال اتخلين,وتكريم الوك العروظة في الولف باسم 
«ستوبا-ة0 511». وأصبح هذا الفريح عند عامة البوذيين مركزا لعبادتهم, ثم 
لور إلى الصدورة الى صرق بها ف وى الاكاء وخلرديم ةرق ابيا ايها 
يسمى الياغودا 238008 على نحو ما سنذكر فيما بعد. 


8- مذهب بو ذ!: 

سيكون من الحمق أن نفترض أن أية عقيدة دينية أصيلة يمكن تركيزها 
في بضع صفحات مضغوطة: ثم تقديمها كعينات للباحث المهتم ليأخذ منها 
ما يريد. ولا يصدق هذا على شيء كما يصدق في حالة العقيدة البوذية: 
لآنها ببساطة ليست نسقا أيديولوجيا قصد به التقييم العقلي. ويصر 
البوذيون: وهم على حقء على: «انك إذا أردت أن تفهم العقيدة البوذية قلا 
بد لك أن تمارسها!». فتعاليم العقيدة أريد لهاء منذ البداية؛ أن ينفذها 
أولتك الذين ارتبطوا بالحياة البوذية: وأن ترتبط يمواقف الحياة عند التلمين, 
خطوة خطوة, وهذا هو أسلوب ممارستها في آسيا حتى يومنا الراهن. ومع 
ذلك قإن ما يمكن نقله مطبوعا ومضغوطا هو الوصف العام لوجهة النظر 
البوذية من الموقف الإنساني؛. والحاجات الروحية للإنسان؛ وهي التي يعترفون 
أن بوذا بلغهم عناصرها الجوهرية. 


9- الحقانذق الأربعة المقدسة: 

يمكن لأي عرض لهذه العقيدة أن يبدأ بأي نقطة من بين عدد من 
النقاط. ومن المناسب هنا أن نبدأ بأفضل العروض التمهيدية المعروفة- 
وهى تنذا يما عرف عتك البوذيين «بالحقائق الأريعة المقدسة»: أولن هذه 
الحقائق: التأكيد على أن الوجود الفاني كله يتسم «بالدوخا.. 3للاد2» - 
وهي كلمة تشمل جميع المعاني التي تحملها كلمات «المرض»» و«الشر» 
و«الضيق أو السخط» و«النقص» و«الداء أو العلة». فهناك أوقات في حياة 
الإنسان-قد تمتد فترات طويلة-لا يدرك فيها المرء عن وعي هذه الخصائص 
كلهاء ولكنها تؤكد نفسها في النهاية. ويمر المرء بتجارب مرة فيشعر أن 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


الأشياء ليست على نحو ما ينبغي أن تكون عليه؛ ولا كما يتمنى لها المرء أن 
تكون..وكلما كان بحسباسبية الانسبان مرهفة ازداذ وعيه بهذه الحاحة 
الأساسية لكل وجود فان. 

الحقيقة الثانية هي ما يسمى «بالسامودايا .. 250772008238 أو «نشأة» هذا 
الإحساس بالضيقء وهو يأتي من الشهوة أو الرغبة. ويقصد بها عطش 
الروح البشري الدائم إلى استهلاك الأشياء أو التجارب أو الأفكار, وهو ضفي 
الواقع ميل الفرد للتحكم في البيئة من حوله واستغلالها في إشباع ملذاته. 

الحقيقة الثالثة هي «النيروذا 2781:0008 أو «كف» الرغبة؛ أي وضع حد 
للرغبة الفردية, الأمر الذي يعني كذلك وقف تجربة «الدوخا». وهذا التوقف 
يغادل «الترهانا» وهى الجالة الكالية لترجود كان كوخ هن هله الحانة 
المثلى معناه أن فون لذن حالة «النيوتا .. م)د3156» - وهى كلمة تستخدم في 
الحياة اليومية في الهند؛ وكانت تعني في عصر بوذا «البرودة» بمعنى حالة 
البرودة التي تعقب الحمى؛ أعني حالة الصحة والعافية. ولقد كانت كلمة 
النبوتا تعني في الاستخدام البوذي الخاص وصفا للإنسانية المثالية التي 
هدأت أو «بردت» من حرارة الانفعالات الرئيسية الطاغية؛ من الكراهية: 
والجشع.؛ والوهم, (والأفضل من ظلام الروح أو عمى الروح). 

السقرقة المقديفة الرائعة: إن هناك طريها يمك اسلف الدج لشاف 
الرغبة» والوصول إلى مثل هذه الصحة؛ وإلى مثل هذه الحالة النقية من 
الوجود التي تحدثنا عنها فيما سبق. وهذا هو «الطريق 2عع115». الذي 
أراده بوذاء والذي يمكن كذلك للآخرين أن يتعلموا كيف يسلكونه. 


0 الطريق الجودةى: 

أ- الأخلاق: 

إن الوصف الأساسي والقديم للطريق هو أنه ذو ثلاث شعاب هي: 
الأخلاق؛ والتأمل؛ والحكمة. وهي ليست ثلاث مراحل متعاقبة يمر المرء 
بالواحدة منها تلو الأخرىء وإنما هي شعاب أو دروب نسير عليها جميعا في 
وقت واحدء بيد أن للأخلاق أولوية خاصة: فبدون الجهد الجاد في مراعاة 
المبادئ الأخلاقية. لن تكون ثمة ممارسة فعالة ومؤثرة للتأمل. 

ويعبر عن القواعد الآخلاقية الخمس الأساسية-بالنسبة للرهبان ولعامة 


1 4 


اليوذيه 


الناس على حد سواء-في صيغة تستخدم بانتظام في العبادات اليومية, 
ويمكن ترجمتها على وجه التقريب كما يلي: «أتعهد بالإحجام عن إلحاق أي 
أذى بالكائنات الحية؛ وأن لا آخذ شيئًا لم يعط لي (أي أن أمتنع عن 
السرقة)؛ وبأن أمتنع عن الممارسات الجنسية اللاأخلاقية؛ وعن الكذب, 
وتناول الخمر والمخدرات التى تذهب العقل». وهناك درجة أكثر تقدما فى 
نظا الالحلاقى يدها لبنس فق عاعةة اتناس وتتس على قر عاذ قلاقة 
مبادئّ إضافية هي: أن أمتنع عن تناول الطعام بعد الظهرء وأن أمتنع عن 
الرقص والغناء وألعاب التسلية؛ وأن أمتنع عن استخدام أكاليل الزهور أو 
مستحضرات التجميلء وأن لا أتزين بأي نوع من أنواع الزينة. وهذه الإضافات 
إلى قاعدة الحياة لعامة الناس يؤخن بها في الغالب أيام العطلات والأيام 
المقدسة كتعبير عن عمق الإيمان. 

ومجموعة القواعد الثمانية هذه هي التي يشير إليها البوذيون الجادون, 
عندما يتحدثون عن «مراعاة المبادئ الثمانية في الأيام المقدسة في المعبد 
والدير» وهذه المبادئ الثمانية ينبغي ألا تختلط مع الطريق ذي الشعاب 
الثمانية؛ لآأنها مجرد تطوير أبعد وأوسع للبنية الثلاثية الأصل للأخلاق 
والتأمل والحكمة. وسوف نعرض لها في القسم التالي. وينبغي على أعضاء 
النظام في جماعة «السنغا (ع520» مراعاة المبادئ الثمانية في جميع الأوقات, 
مع إضافة مبدأين هما الامتناع عن قبول الذهب والفضة:؛ والامتناع عن 
استعمال فراش وثير. وهناك التزامات وواجبات أخلاقية واجتماعية أخرى 
يتعين على الرهبان والعامة مراعاتها. وسوف نشير إليها عندما نتحدث 
عن المسؤوليات الاجتماعية. قد يبدو حتى الآن أن طريق البوذية سلبي إلى 
حد كبيرء أعني أنه يعتمد فيما يظهر على الامتناع عن أنواع مختلفة من 
الأنشطة التي تعتبر ضارة بالتقدم الروحي. وقد يبدو كذلك أننا أ نقل 
الشيء الكثير حتى الآن عن المذهب البوذي.. والواقع أن النقطة الأولى 
الهامة في هذا المذهب هي أن الحياة الأخلاقية الطيبة هي الأساس الذي 
يجب أن يبدأ منه فهم الطبيعة الحقة للأشياء. وتقول تعاليم بوذا إن هذا 
هو نوع الحياة الآخلاقية الذي ينبغي اتباعه. 

ب- التأمل: 

والجانب الرئيسي الثاني من الطريق الذي وضع بوذا معالمه هو التأمل. 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


فالسلوك الحق ينبغي أن يصحبه الفكر الحق أو المواقف الحقة. والفكر 
والعمل معا مرتبطان بالوجود الحقء لأن تنمية الفكر الحقء أو المواقتف 
الحقة (أو النصائح السديدة)-أي السليمة من الناحية الأخلاقية-هي من 
أول أهداف التأمل. والتأثير المتبادل بين الفكر والعمل موجود في الوصف 
المفصل للحياة البوذية بوصفها طريقا ذا ثمان شعب. والبنود الثمانية 
وعلاقتها بالتخطيط الثلاثي للأخلاق والتأمل والحكمة يمكن أن تعرض 
على النحو التالي: ا 

-١‏ الفهم الحق الإيمان الحكمة 

2- الفكر الحق كبداية كنهاية أو غاية 

3- الكلام الحق 

4- الفعل البدني السليم الآأخلاق: 

5- المعيشة الحقة 

6- الجهد الأخلاقي الحق 

7- الانتباه العقلي السليم تأمل 

8 التركيز الحق 

وسوف نرى أن مسلسل: الأخلاق-التأمل. الحكمة؛ يسبقه الإيمان بصورة 
مبدئية. وفي بداية الحياة البوذية نجد أن الفهم الحق (أي فهم طبيعة 
العالم والموقف الإنساني) والفكر الحق (أي الموقف الذهني الداخلي الحق). 
يعتمدان على قبول التفسير الذي قدمه بوذا للأشياء. ولكن: في النهاية, 
وبعد أن نحيا حياة بوذا الأخلاقية والتأملية. يصبح ما سبق قبوله عن 
طريق الإيمان موضوعا للمعرفة المباشرة أو الحكمة. ويصبح الفهم الشخصي 
للحقيقة ممكناء حيث كان ينبغي قبوله في البداية اعتمادا على ارتباطه 
بهذا التحقق النهائي من خلال مسار الحياة البوذية. 

يكفي أن نقول هناء بالنسبة للتأمل؛ إنه في حين أن تعاليم بوذا كانت 
أبقتمل على إشارات كقرة لمارسات القامل العملية.كإن سوضوع القافيل 
نفسه من حيث مراحله المختلفة» وفوائده المتعددة كان أحد الموضوعات 
التي ينظر إليها في تراث البوذية على أنها تعلم على أفضل وجه عن طريق 
الإرشاد الشخصي من قبل أستاذ أو معلم للتأمل. ولا بد أن يوضع في 
الاعتبار الموقف الشخصي للتلميذ. ومزاجه. ونوع شخصيته؛ ومنهج التأمل 


06 


اليوذيه 


المناسب له. ويمقدار ما يمكن بحث هذا الجانب من البوذية بمساعدة 
الكتبء. فيمكن أن نوصي القارئّ بالاطلاع على كتاب .١‏ كونز 8.0026 عن 
التأمل البوذي. 

ج- الحكمة: 

إن السمات الرئيسية للحكمة التي يصل إليها. في النهاية. من يحيا 
الحياة البوذية. متخذا من وصايا بوذا مرشداء تعرضها تعاليم بوذا . ولكن 
ينبغي التأكيد على أن وجهة نظر بوذا هي أن الحقيقة حول طبيعة الأشياء 
التي أدركها بوذا وأعلنها لن تفرض على المتعلق بالدنيا أن يقبلها مباشرة, 
فالفهم الشخصي لهذه الحقيقة هو الحكمة: وهو الهدف من الطريق البوذيء 
ولكن بلوغ هذه الحكمة يقتضي الارتحال عبر هذا الطريق. 

والسمات الرئيسية للحكمة التى أعلنها بوذا هى كالآتى: لقد لاحظنا 
يما ميق أن السياة كلها ودوخا مهولا ين أن خضيف إليها خاصية 
عامة أخرى للحياة الفانية؛ وهي أن «الكل زائل» أو «أنيكا هههندث» (وضي 
اللغة السنسكريتية أنيتا #رانهه)؛ أي عدم الدوام؛ لا شيء يمكن أن يبقى 
نفس الشيء.: أو أن يظل على حاله؛ فالكون كله الذي يمثل أمام الإدراك 
الحسي هو في حالة تدفق مستمر. والناس لا ينظرون إلى الأشياء على 
أنها دائمة إلا على سبيل الخطأ. وهم يخطئون حين يتصورون أنها أساسا 
على ما هي عليه عبر جميع الأحداث العارضة التي تمر بها . ويقودنا إدراك 
هذه الحقيقة إلى حقيقة أخرىء, وهي «العلامة» أو الخاصية الثالثة للوجود 
الأرضىء وأعنى بها «أناتا ا:دهث» (فى اللغة السنسكريتية ممصخدمة) وهى 
العتيد: كاك لأسية القصوى الاق تمرل إلى الا ترمد روع دست كاي 
وحقيقية (مدص1ح)داخل الفرد الإنساني. 

ويرى بوذا أن الناس في حمقهم يعتقدون في وجود مثل هذا الكائن 
الحقيقي الذي لا يتغير داخل كل فرد . إنهم يفكرون ويتصرفون على هذا 
الأساس فيحارب بعضهم بعضا للدفاع عن تلك الأرواح الفردية الخالدة 
المزعومة أو لإنقاذها. ولقد أعلن بوذاء معارضا بعض فلاسفة الهند 
المعاصرين له الذين يعلمون الناس أن الحقيقة الكونية النهائية (وهي برهمان 
مممسطمعة 8) متحدة مع الروح (مهصك)-اً علن بوذا أن الأرواح البشرية تتألف 
من التحام زمني مؤقت لخمس مجموعات من العوامل (أو الخندات 


167 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 
كدطلسة 7" أولاها عوامل بدنية والمجموعات الأربع الأخرى غير بدنية. 


-١ ١‏ التدذق المستمر 
يستفرق اتحاد هذه المجموعات الخمس إلا لحظات مؤقتة؛ فهي في 
تدفق مستمرء وفي النهاية» عند موت الفرد يتوقف ارتباط هذه العوامل, 
ولا ببقى متها شيم وهذه المجموعات الخمسن من العوامل هي 1د الصبورة 
البدنية: 2- الإحساس. 3- الإدراك الحسي. 4ه الإرادة. 5- الوعي. وينبغي أن 
نلاحظ أن مذهب بوذا لا يؤكد أنه لا شيء خالدء وإنما يذهب فحسب إلى 

أن (هذا الشيء لا يمكن أن يوجد في الفرد البشري المنعزل. 

لقد أنكر بوذا حقيقة الروح الفرديء وهذا الإنكار هو أهم ما يميز 
مذهبه عن مذاهب الفلاسفة الدينيين الآخرين في الهند. ولهذا نظرت 
هذه المذاهب الفلسفية إلى آرائته على أنها هرطقة. وقالوا إثنا إذا أنكرنا 
الروح؛ فإن السعي الأخلاقي سيكون بلا قيمة؛ ولن يكون هناك أساس 
لاعدل الأخلافن» وإذا كم تكن هناك روج ياقية وكابتة) هلق يكون هناف من 
يستحق المح أو الته: والثواب أو العقاب: وإذا لم يجن الإنسان كماز أ عمالة 
الصالحة أو الطالحة؛ فما الذي يجعله يهتم بطريقة حياته؟ 

هذا الإلتجاء إلى المصلحة الزاتية كباعث محرك للحياة الأخلاقية: بدا 
عندئذ للكثيرين؛ ولا يزال يبدو حتى الآن؛ وجهة نظر صحيحة كل الصحة 
كقهبيا الح البنلبد بالا قياف ولايدكن السكل هنما إلا لصاك القوضي 
الأخلاقية والاجتماعية. وقد كانت هذه الحجة من القوة بحيث نشأت حتى 
بين البوذيين أنقسهم فرقة غير تقليدية غرقت ياسم «الشخصانيين 
26501155 ذهبت إلى أنه على الرغم من أن يوذا أنكر حقيقة الروح» قلا 
يد آله أكن حديعة الشخض يوصفه الأساس الداكم للوجود. 

لكن بوذا في رطنه ما اعتقن قد أنه وهم «الذاتية 2561004 الذي ينبغي أن 
يبدد بواسطة الأنظمة الأخلاقية والتأملية للحياة البوذية: قد أكدٌ حقيقة 
عالم أوسع للوجود لا ينحصر داخل حدود «الأنا» أو ذاتي» أو مكو عمتم 
كبا الح على الناس هبينا أهمية تدمير هذه النظرة المتمركزة حول الدات 
عتنامءءمع58؛ وهي النظرة التي تفرض بالضرورة أن تتألف الحقيقة الروحية 
من كثرة من موجودات متمركزة حول ذاتهاء وذلك لكي يستطيع الناس أن 


اليوذيه 


يعيشوا حياة أوسع وأكثر حرية, وهى الحياة التى تجاوز الحدود الضيقة 
لرغبات الفرد وشهواته؛ الحياة المتعالية المتحررة من الرغبة التى هى النرقانا 
8 زا . والسعي نحو هذه الحالة المتعالية هو الذي يزودنا بكل دافع ضروري 
للكفاح الأخلاقي. طبقا لوجهة النظر البوذية؛ وهو الطريق الذي دعت 
الناس أن يسلكوه. ولقد كان بوذا يتكلم من موقع رجل خبر ما تحدث عنه. 
وفي مثل هذا الموقف الممتاز لا نستطيع في الواقع أن نقول إلا ما قاله بوذا 
وهو إيهى باسيكوا ملنومة2 نط8 أى «تعال وانظر!». 


١ 2‏ - جماعة بودا: 

كانت الدعوة في المقام الأول؛ دعوة إلى أن يفقد المرء وجوده الفردي ضي 
الحياة المشتركة لجماعة «السنغا 525808» أو النظام البوذي «للبهخوس 
15م وهذه الكلمة الأخيرة تترجم عادة «بالرهبان» أو «الراهبات» 
وهي بغير شك ترجمة أقرب إلى معناها من كلمة «كاهن» التي يستخدمها 
الأوربيون أحيانا استخداما خاطئًا عندما يطبقونها على أعضاء الجماعة 
البوذية فى آسيا فى وقتنا الراهن. والكلمة تعنى حرفيا «المشارك #عمهط5»»؛ 
وكانت تشير في البداية إلى واقعة أن «البهخو دطانط8» يعتمدون في قوت 
بعضهم على المشاركة في الطعام الذي يقدمه كل من يريد دعم الجماعة 
من أصحاب النوايا الطيبة؛ وهي تعني كذلك الشخص الذي يشارك في 
الرصيد العام من «الصدقات» التي تقدم إلى الجماعة في أية منطقة عله 
سوا أكانف اطعمنة م نلها: 

وحياة «البهخو» كانت (ولا تزال) حياة تستلزم نبذ جميع المقتنيات 
والامتيازات الشخصية, والاستعداد للعيش في حياة مشتركة من الفقر 
والعفة. وداخل هذه الحياة المشتركة بأنظمتها المعترف بهاء وممارساتها 
التأملية. تنحل «أنا» الفرد. ويزداد وضوح المنظور البوذي الحق. 

لقد طورت البوذية في مرحلة مبكرة وقننت قاعدة للحياة عرفت باسم 
الفينايا-ة:17/1223 أي «النظام» وقد كانت البنود المنفصلة في هذه الشريعة 
البوذية في المقام الأول أحكاما أصدرها بوذاء حول مشكلات نوعية تتعلق 
بالسلوك ظهرت في مواقف معينة. ثم قبلت هذه الأحكام فيما بعد وأصبحت 
معيارا اتخذ شكل القانون في مجموعة هائلة تشغل الآن القسم الأول من 


إنن! 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


الأقسام الرئيسية الثلاثة في شريعة الكتب البوذية المقدسة. وهذه الأقسام 
الثلاثة هي -١‏ النظام 2-الأحاديث 3- لب المذهب!!'". وكانت إحدى الوظائف 
الهامة لجماعة «السنغا» هي حفظ هذه المجموعات ونقلها في البداية 
مشافهة ثم في شكل مكتوب. ولا تزال هذه هي وظيفة السنغا حتى يومنا 
الراهن, وهي وظيفة ينظر إليها بجدية تامة. لا سيما في مدرسة ترافادا 
2 اسلبودية التي تنتشر في «سري لانكا» وجنوب شرقي آسيا. 


3- انتهاكات ينبفى تجنبها: 

أهم قسم بالنسبة للبهخوس من كل المجموعة المعروفة باسم «النظام» 
هو قسم يضم قائمة من 250 بندا تتعلق بالسلوك وتعرف باسم «الباتيموخا 
8 20 » وهي تتألف في الواقع من قائمة من الانتهاكات التي ينبغي 
تجنبها ابتداء من أكثرها خطورة؛ وهي التي تكون عقوبتها الطرد من النظام؛ 
يعقبها انتهاكات عقويتها وقف العضو لفترة زمنية محددة:؛ ثم انتهاكات تقل 
خطورتها بالتدريج حتى يصل الآمر إلى مسائل تتعلق بآداب السلوك واللياقة. 
وهذه القائمة تتلى في الاجتماع الكامل الذي تعقده الجماعة كل ١4‏ يوماء 
ويطلب فيه الاعتراف بأي انتهاك لها. وهذه التلاوة ضرب من الممارسة 
القديمة للنظام البوذيء ولا تزال تراعى بإيمان وخشوع في أديرة الرهبان 
والراهبات على حد سواء وهي تذكرة مستمرة للرهبان والراهبات بمعيار 
الساوكة اتلذكة لأماء جياعة والسيتقان: 

هناك فارق هام بين «السنغا» البوذية والأنظمة الدينية في الغرب. وهو 
أن العضوية في حالة البوذية يمكن أن تستمر أو لا تستمر طوال حياة 
الرجل أو المرأة. فإذا ما شعر العضو «أو البهيخو» في أي وقت أنه لم يعد 
قادرا على الاستمرار في النظام؛ وأن عليه أن يعود إلى الحياة العادية: فهو 
حر في أن يفعل ذلك؛ بعد أن يبدي رغبته إلى رئيس الدير. وليس من غير 
المألوف في بعض بلدان جنوب شرق آسيا أن يصبح الشخص عضوا في 
جماعة «السنغا» لمدة محدودة فحسب. وينظر إلى ذلك على أنه أمر جدير 
بالتقدير كما أنه نافع ومفيد . فإذا استطاع العضو البقاء في «السنغا» 
طوال حياته كان ذلك أفضل . وكثير من البوذيين يفعلون ذلك بطبيعة الحال؛ 
فيصبحون محترمين لهم تقدير خاص في المركب الاجتماعي الديني في 


]00 


اليوذيه 


المجتمع البوذي في آسيا. 

هناك خطأ يقع فيه الغربيون بسهولة عندما يتصورون أن «السنغا» 
البوذية هي انسحاب من العالم. ويرجع ذلك من ناحية؛ إلى استخدام 
الكلمة المضللة إلى حد ما وهي كلمة «الراهب». والواقع أن الرهبان البوذيين 
ليسواء في العادة؛ رجالا قطعوا صلتهم بالمجتمع كله؛ وليس الدير البوذي 
مكانا منفصلا عن المجتمع الآوسع. فهناك علاقات متبادلة بين الرهبان 
وعامة الناسء والناس يزودون الرهبان بالطعام والثياب ويساندون الدير 
بطرق شتىء بينما يقدم الرهبان خدمات مختلفة إلى الناس المحليين. 

ويعد التعليم من أوضح الخدمات التقليدية: فالدير مدرسة يذهب إليها 
البنين والبنات من أبناء القرية لتعلم القراءة وللكتابة. والنتيجة هي أن 
بوذية الريف في آسيا تحصلء عموماء على نسبة أعلى من المتوسط في 
معرفة القراءة والكتابة. وهناك خدمات أخرى يقدمها الرهبان وتختص 
بالاحتفالات: لا سيما في الآعياد أو في المناسبات المختلفة مثل الجنازات. 
وهم يقدمون إرشادات منتظمة للجمهور حول طريقة الحياة البوذية» ويعملون 
مرشدين روحيين وناصحين أخلاقيين. وفضلا عن ذلك فهم يؤدون دورا 
قياديا في شئون المجتمع المحلي ومشروعاته لا سيما في تايلاند. على 
سبيل المثالء حيث تسعى الجهات الحكومية (في الزراعة والطب.. إلخ) إلى 
تعاونهم في تنفيذ الخطط الحكومية. 


14 - الواجبات الاجتماعية لعامة الشعب: 

هناك التزامات اجتماعية وأخلاقية معينة ومعترف بها-بالإضافة إلى 
المبادئّ الأخلاقية الموجهة لعامة الشعب التى سبق أن ذكرناها-وصفها بوذا 
في أحد أحاديثه المعروفة باسم اسح هاا سوتا 5142 51502107:202: وهو 
حديث يشرح واجبات الأبناء نحو آبائهم: والآباء نحو أبنائهم: والتلاميذ 
نحو معلميهم, والمعلمين نحو تلاميذهم, والأزواج نحو زوجاتهم: والزوجات 
نحو أزواجهن:ء والخدم نحو مستخدميهم. والمستخدمين نحو خدمهم: وأخيرا 
واجبات عامة الناس نحو معلميهم الدينيين؛ أعني الرهبان: وواجبات الرهبان 
نحو عامة الشعب. وهذه المجموعات من الواجبات التي يبدو أنها ترجع إلى 
فترة قديمة جدا في تاريخ البوذية» لها في حالات كثيرة تطبيقات حديثة 


10 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


ملائمة بصورة ملفتة للنظر. وهذه السوتا 8 بوجه خاص معروفة جيدا 
في سري لانكا وجنوب شرقي آسياء وهي على العموم تراعى بإخلاص 
شديد أكثر من أمثالها من الشرائع الأخلاقية القديمة. 


5 1- انتشار البوذية فى الهند : 

إذا عدنا الآن إلى قصة تطور الجماعة البوذية بعد وفاة بوذا (484 ق. م) 
فيكفينا أن نلاحظ خلال القرنين الأولين النمو المستمر لعدد أعضاء «السنغا» 
ولتأثيرها أيضاء كما نلاحظ تدهورا إلى حد ما في الحمية الدينية. وهذا 
اللون من رد الفعل ليس مجهولا في أنواع التراث الديني الأخرى حيث يخبو 
حماس السنوات الأولى. فقد انشغل بعض الرهبان: على نحو متزايد 
بالتفصيلات الحرفية للشريعة المنظمة. وانصرفوا عن روح المذهب إلى 
النواحي القانونية, فبدأوا في انتقاد غيرهم من الرهبان الذين اتهموهم 
بالتراخي والإهمال في مراعاة النظام. ولقد أدى ذلك إلى حدوث انقسام 
كبير في المذهب بعد قرن واحد من وفاة بوذاء إذ انفصل أولئك الذين 
تمسكوا بحرفية النظام وشكلوا جماعة خاصة استقلت عن أصحاب النظرة 
الأكثر تحررا. أما التطور الرئيسي الثاني الذي حدث في القرنين الأولين 
فهو تطور المنهج التحليلي للفلسفة البوذية الذي كان قد بدأه بوذا . 


16 - جوهر العقيدة أو أبهى داهها دسسخطلتططثف 

كانت تعاليم بوذا توجه إلى جمهور المستمعين. ولهذا جاءت إلى حد 
كبير على هيئة محاورات: وأمثولات. وحكايات طريفة (طرائف) وتشبيهات, 
وما إلى ذلك. لكن بعض الأحاديث المنسوبة إليه؛ لا سيما تلك الأحاديث 
التي كان يعقم فيها «البهيخوس 5 1انط8» تحتوي على تلخيصات للمسائل 
الجوهرية في قوائم أو رؤوس مجموعات تستهدف المساعدة على التذكر. 
ونجد هذا بوجه خاص في تحليل مجموعات العوامل الخمس «الخندات 
8 التي تشكل ما يسمى «بالشخص»»؛ ولقد خضعت هذه المجموعات 
من العوامل لتحليلات أخرىء ونتجت عن ذلك قائمة من الظواهر الذهنية 
والنفسية وعلاقاتها المتبادلة وتفاعلاتها شكلت ما عرف باسم «أبهيداهما» 
أو «جوهر العقيدة». 


102 


اليوذيه 


وأصبحت دراسة هذه التجريدات أحد الموضوعات التي نالت اهتماما 
كبيرا من رهبان البوذية في الفترة التي تلت وفاة بوذا : ونشأت الاختلافات 
خول تفسين يعض النشاظ؛ ويعد خواتي نين قطوو الخلاف إلى السام 
كبير بين مدارس فكرية. غير أن تعقيدات «جوهر العقيدة» (الأبهيداهما) 
تماود جطاق عه الحا ريدكن للفارية أن يجد ككرة عن طبيعة هذه 
الملوضوعات فى كتاب 0 202 الفكر البوذي في الهند؛ الجزء الثاني, 
وكتاب كوو فامورقي !51 النسعة الركزية للبوؤية::الغصل 
الكالك»+وهن المتاسب :هنا أنتشير فَحسث إلى أن المجادلات دارت إلى حد 
قير حول مشكلةها إذا كان هخ الممقن النظتر رت الأبنواث لقاضية والمقيلة 
على نيا حقيشية :قبل كد ونها ةن يسو ووكيوالمبعاقيراني» الكيان [آ 
التقليديون) أن الأحداث التي تقع في الحاضر هي وحدها الأحداث 
الحقيقية. أما خصومهم من السارفاستقادين قصنلة05كهنانة5 فيؤكدون أن 
أحداث الماضي والحاضر والمستقبل هي كلها بالتساوي أحداث حقيقية, 
ومن هنا استمدوا اسمهم من سارفا بمعنى كل و آستي 451 بمعنى «يوجد» 
وفاديز كصتلة/؟ أي المؤكدون أو المثبتون. 


17- التطورات البوذية فى عهد أشوكا: 

لم يكن تحول واحد من أقوى حكام الهندء وهو الإمبراطور أشوكا (273- 
2 ق. م) إلى الديانة البوذية-عملا ذا تأثير ضئيل على التطورات التالية 
للجماعة البوذية؛ لا سيما أنه أصبح بوذيا في فترة مبكرة من حكمه؛ وقد 
حدث ذلك بعد اشتباكه في معركة عسكرية مع كالينجا دومئلة؟1 مما أدى 
إلى اشاة إستراكاررينه بح ابيا كل اشرق كه االتفنارم هليه شيل أ 
سفك الدماء أثناء القتال جعل أشوكا يشعر بالاشمئزاز حتى لقد مر بأزمة 
روحية ونذر أن لا يُسمع بعد ذلك صوت الطبول في مملكته؛ وأن يسمع 
فحسب صوت الدهما هسصدط (جوهر العقيدة أو الحقيقة). 

وتقد أقلم آشوكا فى جميع آتحاء الإسبراطورية العديه هن اكباني 
الصهرية ذات الأعمدة التي تم اكتشافها في العصور الحديثة وكانت مصدرا 
غؤيرا للمعلومات التى تكشف عن خطط آاشوكا وأعماله الثالية, وعلى 
الرغم من أنه هو شخصيا كان يدعم «السنغا» البوذية. فقد مد بوصفه 


|0535 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


الإمبراطور رعايته وحمايته إلى جماعات دينية أخرى متنوعة. وتدل المباني 
التي أقامها على رغبته في رؤية التقوى والعدالة والرخاء الاجتماعي في 
المجتمع الذي كان يحكمه. وأدت صلة أشوكا الشخصية بالجماعة البوذية 
إلى نموها وزيادتها من حيث العدد والاتساع؛ فضلا عن نتيجة أخرى هي 
الزيادة الملحوظة في شعبية «السنغا» حتى أصبحت تضم ضمن طبقاتها 
رجالا دهلرها كسا دودراف لم كوداكها فى الأسيات والدواهم السامية: 

وحوالي عام 250 ق. م؛ أي في منتصف حكم أشوكاء انعقد مجلس 
الرهبان البوذيين في بتنا 2:02 وكان من أهدافه الأولى مناقشة الموضوعات 
الفلسفية التي انقسم حولها البوذيون؛ كما سبق أن ذكرناء إلى ستافيراس 
5 وسار فستفادا 5 1. وفي النهاية انحسم الموقف لصالح 
المدرسة الأولى. ويبدو أن «سارفستفادا» قد انتقلت منن ذلك الوقت تقريبا 
من العاصمة إلى الشمال الغربي في أعالي وادي الكنجء وأخيرا اتخذت 
مركزا لها مدينة «ماثورة» (وهي مترا الحديثة جنوبي دلهي) على نهر جيمنا 
8. وامتدت إمبراطورية «أشوكا» حتى الحدود الشمالية الغربية للبنجاب» 
ولما كان الرهبان البوذيون أحرارا في التنقل في شتى أنحاء المنطقة. فمن 
المرجح أن تكون الجماعة قد وصلت قرب نهاية عهد أشوكا إلى حدود 
مملكته حيث التقوا بإحدى الممالك الهلنستية في جاندهارا #مقطلصة0 . 

ولم يكن هذا الاحتكاك بالثقافة الهانستية بغير أثر على البوذية: وإنما 
كانت إحدى نتائجه أن تطورت فنون العبادة وأشكالها كما حدث لتمثال بوذا 
الذي يشير إليه الغربيون عادة باسم «صورة بوذا». في حين يسميه البوذيون 
بوذا-روبا-دمن»1 81002 أي سركة عر1"'ار حيس عد الفترة لم تكن هناك 
تماثيل أو نحت لبوذاء ولكن يبدو أن استخدام صور بوذا قد بدأ مننذ فترة 
الاحتكاك بثقافة البحر الأبيض فى شمال الهند . وبعض الأمثلة المبكرة 
التي تلن لها شخصية ويا راكنا مفني» شيا كبيا شخصية ابرللن: 
اليوناني. غير أن هناك وجهة نظر أخرى تذهب إلى أن تطور هذا الشكل 
في الفن البوذي لا يرجع إلى صلات ثقافية أجنبية بقدر ما يرجع إلى تطور 
محلي تمركز حول مدينة «ماثورا». 

ولقد كانت الطريقة التي يعبر بها عن محبة بوذا حتى ذلك العصرء 
طريقة رمزية تستخدم أشكالا حجرية صلبة أو ريوة عالية (ستويا ومنه5) 


1 4 


اليوذيه 


تمثل نصبا تذكاريا يضم رفاتا من نوع ما. وتم بناء الكثير من هذه الأشكال 
في شمال الهند في عهد الإمبراطور «أشوكا» تعبيرا عن تقوى البوذي. ولا 
تزال بعض نماذج هذه الأشكال المعمارية القديمة قائمة في الهند. 


18- النشاط التبشيرى: 

كانث إحدى طرق انتشار البوذية في عهد أشوكا هي التخطيط ال منظم 
لحركة التبشيرء فقد أرسل عدد من البعثات من مدينة بتنا 5مئه2 في تلك 
الفخرق والتشرك فى سميع الناطق الى دم على بخدود [مبراظورية أشوكا: 
ومن الصعب الآن أن نحدد بيقين الأماكن التي ذهبت إليها هذه البعثات 
المذكورة في الوثائق. ولكن هناك منطقة لا يمكن الشك فيهاء فقد أرسلت 
بدثة بن الرهباة إلى دري لاتكا:وسوق تموه إلى الحديف متها شيعا 
بعد. 

استقرت جماعات البوذية في جميع أنحاء الإمبراطورية التي أقامها 
أشوكا وازداد عددهاء ومن المرجح أن تكون قد ازدادت من حيث الاتساع 
رمو حت التوقير والاجلان الذي لعيفه ايها وبيتها كافت رالنجتفاء مقتريحه 
باسصدران الاح الريجاك السام طلى بعد سوام ومن بكميغ ليقت االعتمع: 
كانت هناك إصراكاث متلحوظة إلى «التهها دين طبقاك البراهمة كييدو 
أنها لم تبلغ من الكثرة العددية مثل ما بلغته في عمر «أشوكا» وما بعده. 
ولقد ماهم ذلك فى ظليون اتجاد حدون فى الفكر واالمازينة البوذيين سس 
في النهاية بالمهايانا 1133:308-أما كيف ظهرتء وكيف تطورت فهذا ما 
ينبغي علينا أن ندرسه الآن. 


19 - نمو بودية المهايانا فى الهند : 

كلمة «المهايانا» تعني «المنهج الكبير» أعني المنهج أو الطريق التي تحقق 
هدف البوذية. ولقد تبنى الاسم أتباع هذه المدرسة وهم على وعي بالفرق 
بينها وبين ما سمي باسم «المنهج الصغير» أو المينايانا دصةرده:31. والفرق 
بين هاتين المدرستين هو أن المهايانا كانت أكثر وعيا بالشمولية؛ بمعنى أنها 
تقدم نفسها لقطاع أوسع من المجتمع. أما الصورة الأقدم-والأكثر تقليدية- 
للحياة البوذية» فقد تضمنت تفرقة أكثر حدة بين الرهبان وعامة الناس 


05 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


عندما أكدت أهمية حياة الأديرة ودعت إلى المراعاة الدقيقة لشريعة «الفينايا 
08 كما ذهبت إلى أننا لا نستطيع أن نبلغ هدف البوذية» وهو النرقانا 
مسومل إلا إذا عشنا حياة الأديرة. أما أتباع «المهايانا» فقد رأوا أن هذه 
نظرة ضيقة لا ضرورة لهاء ورغم أنهم لم ينكروا صحتها أو مشروعيتهاء 
فقد اعتقدوا ببساطة أنها صارمة بغير داع. وكان هناك جانب نقدي آخر 
وجهته مدرسة «المهايانا» إلى مدرسة «المانايانا». وهو أن تأكيد المدرسة 
الأخيرة يشجع على الغرور الروحيء وهو غرور يقوم في رأيهم على أساس 

كان التوجه الشعبي للمهاياناء إلى حد ماء استمرارا لأحد الجناحين 
الكبيرين اللذين ظهرا بعد وقاة بوذا بقرن من الزمان تقريبا-أعني الجناح 
الذي أخن بتفسير أقل حرفية وصرامة لنظام الأديرة. وهناك وشائج قربى 
بين هذه الحركة التحريرية المبكرة في القرن الرابع الميلادي وبين المهاياناء 
أي بعد وفاة بوذا بحوالي خمسة قرون. 


0- مفهوم البو يستفا 10د5 نل 13(8) 

كانت إحدى الخصائص الرئيسية للبوذية إذن هى الأساس الشعبى 
الواسع الذي قامت عليه؛ بالإضافة إلى موقفها الأكثر تجروا من الشواعسد 
والممارسات الدينية» ومعنى هذا أن الأشكال الشعبية للايمان والعبادة وجدت 
قبولا سريعا. ولقد تبنت البوذية ياستمرار موقفا متسامحا من المعتقدات 
الأصلية في البلاد التي دخلتها. ومن ممارسات الناس الذين انتشرت بينهم» 
ولم تزل تفعل هذا في المجتمعات الريفية في آسيا . وكان هذا الاتجاه على 
كل حال أكثر ظهورا بين أتباع المهايانا . وقد نتج عن ذلك اندماج قدر لا بأس 
به من العبادات المحلية واستيعاب الآلهة المحلية البوذية التقليدية الصارمة. 
أما كيف حدث ذلك فهو ما لا يمكن تفسيره إلا بالإشارة إلى تطور آخر طراً 
على «المهايانا» وأعني به مفهوم «البوذيستفا». يقال إن «البوذيستفا» هو كل 
شخص يكون على أعتاب «النرفانا» ثم يؤجل عامدا الدخول في حالة 
الغبطة النهائية «النرفقانا» شفقة منه على جماهير الناس العاديين. وبدلا 
من أن يتحول إلى «بوذا» كامل فإنه-أو هي-يظل مقيما في العالم الزماني 
المؤقت مكرسا نفسه لخلاص الآخرين. هذا التأكيد على أهمية «الشفقة» 


06 


اليوذيه 


التي يمثلها مفهوم «البوذيستفا» لم يكن أمرا جديدا كل الجدة. فقد اعتبرت 
الرحمة بالآخرين فضيلة عند البوذية المبكرة» لكنها كانت تحتل فيها مكانا 
تابعا للحكمة؛ ثم احتلت مع تطور المهاياناء موضعا مماثلا للحكمة بوصفها 
فضيلة أساسية للمثل الأعلى الروحي الذي تمثله «البوذيستفا» لكن حتى 
هذا التطور لم يكن سوى استعادة لما كان عليه المثل الأعلى الروحي المبكر أو 
ما يسمى بالأراهات :7208 (أهل الفضل والاستحقاق) أي الأشخاص الذين 
جاوزوا حدود فكرة «الذات 5614». وأصبحوا لهذا السبب مصدرا للتأثير 
الروحى والأخلاقى الخير. غير أن المثل الأعلى «للآراهات» قد فسد خلال 
القرون التي سبقت تشآة امهايانا ماشرة ولهذا انعناجت إلى اكتساب هذه 
الصورة الجديدة 

هكذا نظر أيضا إلى البوذيستفا بوصفه شخصا تحرر من الخضوع 
للحدود البدنية للحياة البشرية؛ وأصبح يسكن عالما «سماويا» ومجالا روحيا 
أوجده بفضل قداسته؛ وقد اعتقد الناس أنه يستطيع أن يدخل الآخرين 
في هذا العالم المبارك عن طريق قواه الروحية. ولم يكن هناكء من الناحية 
النظرية. حلا ضروري للأعداد الممكنة من البوذيستفين». ولذلك نشأ الإيمان 
بعدد من هؤلاء الأشخاص الذين يعرف كل واحد منهم باسمه إن كان ذكرا 
أو باسمها إن كانت أنثى؛ وقد عرفت أسماء بعض هذه الشخصيات المرموقة 
مثل «أفالوكيتشوارا 6 1 2 أي ذلك الذي يتواضح ويرحم,» ودأميتبها 
قططة) تك أي النور الذي لا حد له. ودمانجوشري تعطاكدازمهالل» أي «السيد 
الجميل»- وكل واحد من هؤلاء الأشخاص أصبح عند عامة الشعب في 
الهند في تلك الأيام الشخصية الرئيسية في عبادة كانت من الناحية 
الظاهراتية (الفيتومينولوجية). قريبة الشبه جدا بعبادة إله واحد. ومن 
هذه الزاوية تمثل بوذية المهايانا انتقالا من عبادة آلهة الهند المحلية إلى 
العقيدة البوذية وتطبيقاتها العملية. 


21- تطور فلسفة المهايانا 

فى الوقت الذي كاقث .كيه اللهايانا نطوو لتضيع إشراء يوذيا واسسها 
لعامة الشعب في الهند. كان رهبانها يطورون فلسفة دينية على درجة عالية 
من التجريد . وانعكس ازدياد أعداد الرجال من أسر البراهمة (الكهنة) 


107 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


الذين دخلوا جماعة «السنغا» البوذية-انعكس على الدرجة المتزايدة من 
النقد العقلي البرهمي الذي تعرض له نظام «الأبهى داهما» القديم. 

كان البراهمة أساتذة المنطق الهندي القديم؛ ولهذا نقدوا نظريات الأبهى 
داهما ومدارس المهايانا على أسس منطقية. أما منهج «الأبهى داهما» الذي 
يقوم بتحليل ما يبدو أنه كائنات موضوعية حقيقية إلى مكوناتها العارضة 
فقد تبلور فى النمط النهائى «للداهما» التى كان يظن أنها هى «الذرات» 
النهائية والواقفية التي تتألف منها جميع الأحدات الذهثية والنفسية 
والبدنية؛ كما كان يعتقد أن عددها معين محدود (وإن كان العدد الدقيق 
يختلف من مدرسة إلى أخرى) . 

انتقد فلاسفة «المهايانا» هذه النظرية في الوجود بحجة أنها تتعارض 
مع المنهج التحليليء وذهبوا إلى أن الهدف من هذا المنهج هو أن يبين أنه لا 
توجد كيانات حقيقية مطلقة طالما كان الأمر يتعلق بالعلم التجريبي. فمن 
غير المنطقي في رأيهم النظر إلى أي من هذه «الدهما» على أنها واقعية, 
كما أن من غير المنطقي النظر إلى الروح البشري على أنه واقعي. ذلك أن 
كل شيء في تدفق مستمرء وقد كان منهج بوذا يستهدف بيان ذلك؛ ولم يقل 
بوجود أي «محطة» نهائية ساكنة داخل العالم التجريبيء. حتى ولا فيما 
يسمى «بالدهما». ولهذا اتبعوا المنهج التحليلي بصراحة تامة مؤكدين أن 
«الداهما» التي قال بها رهبان الهنايانا 2502ه111 لم تكن سوى محطات 

لا يمكن من الناحية المنطقية أن يكون هناك حد لعملية التحليل والمزيد 
من التحليل. قلا يوجد شيء يمكن أن ننسب إليه صفات دائمة؛ ولا نستطيع 
أن نصل إلى الواقع الحقيقي «إاذله8 إلا بعد أن نستبعد كل صفة إيجابية, 
لآن أي صفة أو خاصية تحمل معها قدرا من النسبية؛ ومن ثم لا يمكن 
النظر إليها على أنها مطلقة. والحق أن ما كانوا يسعون إليه هو شيء 
مطلق, وقد وصفوا هدف التحليل البوذي بآنه هو ما نصل إليه عندما تفرغ 
كل صفة إيجابية وتصبح «خواء». والمصطلح الذي يستخدمونه للإشارة إلى 
المطلق هو 4ةلإصتاط5 الذي يترجم أحيانا بكلمة «الخواء 010؟». 

ولقد أطلق على فكر مدرسة المهايانا كلمة مدهياميكا هاندسة'1130 التي 
يمكن ترجمتها على وجه التقريب «بمذهب الحياد». كما تعرف أحيانا أخرى 


1١08 


اليوذيه 


باسم شونيا-فادا 17202-هردس2©5. وأكبر دعاة هذه المدرسة كان راهبا بوذيا 
من أسرة برهمية فى جنوب الهند اسمه «نكارجونا ه2صنازتتهعه31» وتلميذه 
أرياديفا 4:3:20672: وقد كان نشاطهما فى أوائل القرن الثالث الميلادي. 


2- ورد فعل: 

إذا كان هذا النوع من الموضوعات يبدو بعيدا جدا عن الممارسات العملية 
للديخ خرن علينا آن نتذكر أن امكال هذه الرياضة الكلية لم تكن قنارمن إلا 
في سياق حياة العبادة التأملية داخل الأديرة. لكن حتى في هذه الحالة 
كانت هناك درجة معينة من رد الفعل في الدوائر البوذية ضد الإسراف في 
البراهين العقلية-ولقد اتضح ذلك في شكل واحد انبثقت عنه مدرسة تعرف 
باسم «يوجاكارا هتدعوع0» نشأت في الهند حوالي نهاية القرن الرابع 
الميلادي. وكان دعاتها من الناحية الآدبية هما أسنجا 2عوصدمة) (310- 
0)وشقيقه فاسوياندا هطفصدطناكه/ (320- 400). 

وتمثل اليوجاكارا سدءدعه2755 تحولا عن التشدد السائد داخل المهايانا 
وغودة إلى العواني الأخلافية والنامنية في الدين رفي يقابل إصدران 
«المادهيمكا انسدترط 23124 على «الخواء» بوصفه الشىء الوحيد المطلق. 
موك جد رينة وموجاكا أ نكفيفة الوهى:الشالعى وفيجنانا مسد نينا 
السبب عرفت هذه المدرسة أيضا ا فيجنانا فادا 7202آ-همهمز؟؟, وأصبح 
هدف الحياة البوذية هو تنقية الوعي وتطهيره عن طريق التأمل والجهد 
الأخلاقي. وبالتالي بلوغ الوعي الخالص الذي هو الشيء الحقيقي والمطلق. 


3- انتشار البوذية فى الصين واليابان: 

في الوقت الذي نشأت فيه مدرسة «فيجنانا-فادا» في الهند. كانت 
البوذية قد وصلت بالفعل إلى الصين. وبدأت تمكن لنفسها هناك. وحوالي 
منتصف القرن الثاني الميلادي؛ ارتحل الرهبان البوذيون على طول الطريق 
التجاري المزدحم المؤدي من شمال غرب الهند خلال آسيا الوسطى إلى 
غرب الصين. ولقد قامت في ذلك الجزء من الهندء مراكز بوذية واسعة 
ومأهولة كانت من المناطق ذات التأثير القوي في تطور «المهايانا». عهد بوذا 
نفسه بمهمة التبشير للرهبان الأول ونشر «الداهما» بين جميع الناس. 


100 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


ولقد أصبحت هذه المهمة؛ من جوانب معينة؛ أسهل بالنسبة لرهبان «المهايانا» 
منها بالنسبة لرهبان «الهنايانا» لأنهم لم يعتبروا أنفسهم ملتزمين التزاما 
دقيقا بحرفية الشريعة في نظام الديرء وإنما استطاعوا مثلا عندما كانوا 
يخاطرون بالتجول في الأجواء الباردة» أن يرتدوا ثيابا تبعث على الدفه, 
أكثر من ثوب الراهب الذي كان في العادة مقررا على رهبان الهند . وقد كان 
الوضع مستقراً في الصين في أواخر حكم أسرة «هان 0لة» (النصف 
الآخير من القرن الثاني) مما جعل الناس في حالة استعداد لتقبل ديانة 
جديدة. صحيح أن فقهاء الكونفوشية-من علية القوم-ربما نظروا إلى الأمر 
بازدراء» لكن غالبية جماهير الشعب الصيني كانت على استعداد للترحيب 
بالتعاليم الجديدة: لا سيما رسالتها عور والرد شقكا » «السماوية» التي يمكن 
أن يلجأ إليها المرء للمساعدة لالتماس الخلاص من شرور هذه الدنيا 
وأحزانها. 

وما أن استقرت مدرسة «المهايانا» البوذية في الصين حتى انتشرت من 
هناك إلى كورياء ومنها إلى اليابان» في أواخر القرن السادس الميلادي. 
وأصبحت عقيدة البودهشتفا- أميتبها مدن ماسح و8 بصفة خاصة: 
عقيدة شعبية عرفت في اليابان باسم «أميدا ه4نسة» وصار الإيمان بقدرة 
البوذية على تخليص البشر بنعمتهاء وإدخالهم عند الموت في جنتهاء أو 
أرهها الظاسرة: صارهةا الانسان الحد القبارات اللنسيظ ره على يونية اليابان 
وظل كذلك حتى العصور الحديثة. 


4- تدهور البوذية فى لهند : 

في ذلك الوقت كانت «اليوجاكارا» تمكن لنفسها في الهند مما ساعد 
على تطور العديد من عبادات التأمل وممارسات اليوجا التى استخدمت 
فها على نطاق واشوهالريني النياقية الشيرية أو اللتدال مللطيدهة والأشكان 
القذسة: واتائكرا مسو وسينات الخرى مكتافة السياهرة على تبيكة 
حالات الغيبوبة. ولقد استمدت كثرة من هذه الممارسات من الديانة الشعبية 
التعايدية فى :اليدي كر اللامنت موييض التصديل اد يشير سدرا تي 
سياق النوذية مخ التاعية الأنيسة , وكا تطاريف صيورة اليوذية العروفة 
باسم مانترا هنهه3 أو «مانترا-يانا» التي تميزت يها فترة العصور الوسطى 


اليوذيه 


في الهندء والتي سبقت الاختفاء الفعلي للديانة البوذية من معظم شبه 
القارة. ولقد لعب الميل إلى حياة الأديرة دورا في تدهور الطقوس من 
ناحية, والإيمان البوذي من ناحية أخرى بين عامة الشعبء إذ صاحب زيادة 
عدد مراكز الأديرة الكبرى-حيث كان يتم تدريس التعليم الدنيوي والفلسفي 
لذاته-تناقص ممائل في عدد الأديرة المحلية الصغيرة «أو الأبرشيات» التي 
ظلت حتى ذلك الحين تخدم البوذية كنقاط تجمع مركزية لأهل الريف 
والمدن الصغيرة. 

أما الحجاج البوذيون الصينيون فأخذوا يفدون على الهند «أرض بوذا» 
المقدسة. والحكايات التي يرويها بعضهم عن رحلاتهم تقدم شهادة لها 
فيمتها عن حالة البوذية في الهند من القرن الخامس حتى القرن السايع 
الميلادي. وهناك مجموعة من أشهر حجاج الصين الذين جاءوا إلى الهند 
سعيا وراء المخلفات أو النصوص المقدسة ومعرفة طقوس البوذية ونظم 
الأديرة-من أمثال فا-هسين 10-5165 (الذي بقى في الهند من عام 399 حتى 
عام 414 م). وهو سانج-تسائج ع2ةة)-عمعن115 الذي استغرقت رحلته مند 
سفره من الصين حتى عودته من عام 629 م حتى عام 645 م و«أي-تسنج 
1158 الذي بقى في الهند من (671 حتى 695 م). وقد تدهورت البوذية 
فيما بين زيارة «فا-هسين» وهو «سانج تسانج»؛ تدهورا واضحا فأصبحت 
الأديرة التي وجدها أول هؤلاء الحجاج الصينيين-مهدمة ومهجورة على 
أيام آخرهم. كما أن «هسوانج- تسانج وجد لومبيني نمذطه«سآ»(قرب مدينة 
كابيلافستو) مسقط رأس بوذا على هذا النحو من الإهمال. وتلك واقعة لها 
أهميتها الخاصة من زاوية التوقير والإجلال الذي تضفيه البوذية المبكرة 
على الأماكن المقدسة الأربعة وهي «لومبني» مسقط رأس بوذاء وبوذا-جايا 
وهي المكان الذي شهد الصحوة: ثم «سارنات :#صدعد5» المكان الذي ألقى فيه 
بوذا موعظته الآولى عن الداهما همسصعط2؛ وأخيرا كوشنجافا تدع 2متطاقته]1 
المكان الذي توفي فيه بوذا . وهكذا يوحي إهمال «لومبيني» في القرن السابع 
الميلادي لا بتدهور الأديرة المحلية فحسب. بل يدل كذلك في هذه الحالة 
على فقدان الاهتمام بالأماكن المحلية التي ارتبطت ضيه بوذا-جوتاما 
التاريخية؛ وربما حدث ذلك نتيجة لتشديد الاهتمام بفكرة «البودهستافا» 
الموجودة الآن. 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


5- ازدهار بضعة مراكز: 

في هذه الأثناء ازدادت من حيث الحجم وال مكانة الاجتماعية مجموعة 
من مراكز الآديرة الكبيرة التى ازدهرت فيها فى البداية فلسفة «الماهيانا»» 
ثم ازدهر الفكر النظري الشخرق ععتتناصة] يعد ذلك. وكانت المراكز البارزة 
موجودة في تالاندا -د0صة1 ١13‏ في إقليم بيهار وفكرا ماسياد 2اأمقصدتا1/؟ 
غرب الشجاى» 0 وامارافاتي 741 ونكارجوناكوندا 202معلقصن تتدع :81 
في جنوب الهند (منطقة أندرا برادش). ويصف سكوماردت 0(آ-تمستهمانك 
في كتابه «رهبان البوذية والأديرة في الهند» الندن عام 1962): هذا التحول 
في مركز الجاذبية من أديرة محلية صغيرة إلى مؤسسات ضخمة تشبه 
المايساتة بأنها حركة انتقال من «دراسة العقيدة» إلى «دراسة المعرفة». 

خلال هذه الفحرة انتشرت البوذية هي الشبت: وكان مؤسمتها التعلي شي 
ذلك القرن هو «يادما-ساميهافا ا( وتصطبغ صورة السانة 
البوؤية التي امظها هنذا الريدل إلى العيم بالققرية على قحو واضدي اعتي 
يسورة الإبسان والعارينة ال مطحي افمية كجرى فلن ترصو السري" 
والأناشيد المقدسة والأنشطة الدينية المستورة الأخرى. وكان ذلك من الأسباب 
الثى جذيك لبها امل العك كي عب لمي السحر دورا كبييرا ش دياكتهم 
حتى ذلك 0-00 . ويعد أن واجهت الديانة البوذية قدرا من المعارضة 
والاضطهاد ثبتت أقدامها في بداية القرن الحادي عشر . وكان أتيشا قاحنام 
وهوأحد الشخضيات اللامعة التي أعادت إدخال البوذية إلى التبت-راهبا 
يعجاليا من ذير وفك ر اسابهاةدومرة اأخرئ كانت الصورء السدرية هي الت 
نقلت إلى الثبت من شمال الهند: وهي التي اطلفت على بوذية التبت ملامحها 
الخاصة التي عرفت بها عند الأوربيين في العصور الحديثة. 


6- البوذية فى الهند منذ عام 200 ! : 

هناك ما ينبغي أن يقال حول وجهة النظر التي ترى أن البوذية اختفت 
تماما من الهند حوالي عام .١200‏ ولقد سبق أن رأينا أن تدهور المراكز 
البوذية المحلية ذات التأثير قد استمر لعدة قرون: وأن الأشكال المؤسسية 
للبوذية بدأت تتركز على هيئة معاهد دينية سرعان ما تحولت بالتدريج إلى 
مراكز كبرى مثل دير «نالند١-21212003».‏ وفي النهاية. عندما جذبت ثروة 


اليوذيه 


هذه المراكز الكبرى وفخامتهاء أعمال السلب التي قام بها غزاة مسلمون من 
الشمال الغربي كان سقوطها يعني من الناحية الفعلية نهاية البوذية كمؤسسة 
معترف بها في الهند. غير أن مسئولية هذا السقوط لا تقع يقينا على 
الإسلام أو حتى على عاتق وحشية الممثلين الفرديين للاسلام الذين عاجلوا 
فيما يبدو المؤسسات البوذية في الهند. بضربة قاضية في ذلك الوقت 
7" فالواقع أن البوذية بوصفها مذهبا دينيا مستقلا عن معتقدات الهندوسية 
وفرقها كانت إلى حد كبير قد اختفت فعلا عن الأنظار. 

ولقد ذهب البعض إلى أن ديانة البوذا تواصل الحياة فى مذهب التفانى 
والولاء الديني ««ؤذلهه167000 الموجود في معتقدات البختي 5-7 الوق دوسينة. 
ولا شك أن مركب الأفكار والممارسات المعروف باسم الهندوسية مدين 
بدين كبير للأفكار والمؤثرات البوذية. ولقد قيل إن البوذية؛ وقد أورثت 
كنوزها للديانة الهندية على هذا النحوء اختفت برقة وهدوء فن لسع 
كديانة قائمة بذاتها. ويبدو أن بعض جوانب عيادة الإله «فشنو» بصفة 
خاصة يمكن أن تدعم هذه النظرة: لا سيما مرونتها النسبية تجاه التمييؤاك 
الطائفية ومذهبها في الحب المتفاني وعقيدتها في التجسيدات أو التجليات 
ونقاةى التي كان ا واحدا منها يا التباتن: ل إلى ذلك. ومن 
ناحية أخرى رأى البعض أن المكانة الاجتماعية التي يتمتع بها فيلسوف 
هندوسي مثل «شنكارا 8 ترجع بصورة غير مباشرة إلى تأثير التفكير 
البوذي. لآن هذا الفيلسوف قد تأثر فيما يبدو ببعض أفكار المهايانا في 
صياغة فلسفته الواحدية حتى قيل عنه إنه «بوذي متخفي». 

ولاعتبارات من هذا القبيل أخذا. كونز 0826© مثلا بالرأي الذي يقول 
إن الوجود المستقل للبوذية لم يعد يخدم أي هدف نافعء؛ وأن اختفاءها لم 
يكن خسارة لأي إنسان؛ بل لقد خضع أيضا لقانون التغير والتحول الكلي 
الذي أعلنه بوذا . ومن وجهة النظر هذه «يكون السبب في موت البوذية في 
الهند هو الشيخوخة أو الإنهاك الكامل!؟'"» ومع ذلك التو كية في ارق 
لانكا» لم تمت من الإنهاك أو الشيخوخة بالغا ما بلغ اقترابها منها في بعض 
الحقب التاريخية؛ وهي اليوم أبعد ما تكون عن الضعف والوهن بعد مرور 
اثنين وعشرين قرنا من الوجود المتواصل في تلك الجزيرة: ويبدو من المرجح 
من وجهة نظر المؤرخ؛ أن المصير الذي لقيته الجماعة البوذية في الهند 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


يرجع إلى مجموعة معقدة من الظروفء يمكن أن نتعرف على عدد منها: 
كالنزعة المركزية» وفقدان الصفات المميزة مع اقتراب المهايانا من الهندوسية, 
وفقدان الحماية الملكية؛ وأخيرا هجمات الغزاة المسلمين. 

لكن البوذية لم تختف تماماء بل ظلت صامدة في الأماكن النائية على 
حدود الهندء لا سيما في الشمال. وفي القرن العشرين نما عدد البوذيين 
في الهندء وكان ذلك بسبب التحول الديني لجماهير غفيرة من الطبقة التي 
كانت تعرف باسم طبقة من لا يجوز لمسهم. ولقد كان الباعث الهام على 
هذا التحول هو التأييد العلني للبوذية من جانب الدكتور «د. ر. أمبدكار 
عهكللءاددث.خ2.1» الوزير السابق في مجلس وزراء الهند المستقلة عام 1956 م. 
وكان «آميدكار» راكدا لظبقة «من لا يجوز لكسهم» فحذا حذوه معظم أعضاء 
هذه الطبقة. 

ولقد ذهب جماعة من رهبان «سري لانكا»- ومن أماكن أخرى-إلى الهند 
لكي يساعدوا الجماعة البوذية الجديدة, وتوجد نسبة كبيرة منهم في ولاية 
«مهاراشترا 2350:2-112ط» ويبلغ عددهم الآن حوالي خمسة ملايين. 
وبالإضافة إلى هؤلاء يلاحظ الاهتمام بالبوذية على مستوى مختلف تماما: 
فقد ظهر اهتمام متجدد بالبوذية بين بعض ال مواطنين الهنود «المتحذلقين» 
والمتشبعين بالطابع الغربي؛ رغم أن هذه حركة ثقافية إلى حد كبير ويصعب 
أن توصف بأنها حركة بعث شعبي للبوذية. 


7- البوذية في سرى لانكا”"'. 

كانت سري لانكاء بقدر ما نعرف حتى الآنء هي أول بلد خارج إمبراطورية 
أشوكا في الهند تستقبل البوذية. ولا شك أنها البلاد ذات التاريخ الطويل 
المتصل لممارسات البوذية؛ وأنشطتها. أما عن قصة دخول البوذية إلى الجزيرة 
بواسطة الراهب ماهندا ورفاقه فإننا نعتمد؛ فى معظمها. على الأحداث 
التازيقية باللقة البالية نيع !7©, ورغ يعض الزخرفة الث .ريما ويتنع بها 
تفصيلات القصة؛ فليس ثمة شك كبير في أن بديات البوذية في سري 
لانكا ترجع على الآقل إلى القرن الثالث قبل الميلاد؛ وقد يرجعها البعض 
إلى فترة أقدم. 

كان ملك سري لانكا في ذلك الوقت هو الملك ديفانمبيا 1(2متفصةاع12 


204 


اليوذيه 


ويعني اسمه «تسا المحبوب من الآلهة». وفي اسمه إشارة إلى الديانة 
الموجودة في «سري لانكا» قبل دخول البوذية. وهي ديانة تعتمد على عبادة 
عدد من الآلهة يحمل معظمهم نفس أسماء آلهة «الفيدا» التي عبدت في 
الهند القديمة؛ غفبراهما قصطةء8؛ و«أندرا هنلص[»؛ ودياما 5 2 
تنح »: وكوفيرا 2نعلاناكلء كانت هى الآلهة الرئيسية هناك-إلى جانب آلهة 
أخرى تشمل بلاد ايفا 81206978 و تواننا اصسة1» وفاسوديفا 173500672 . ولقد 
أصبح الملك نفسه. طبقا للرواية المأثورة: بوذيا عاديا مثله مثل معظم الناس 
في سري لانكاء ولم تتوقف عبادة الآلهة القدامى؛ وإنما تعدلت بالتدريج 
وتحولت إلى مذهب بوذي في أساسه افترض فيه تحول آلهة الفيدا إلى 
الديانة البوذية بحيث أصبحت الآن تابعة لبوذا الذي راحوا يقدمون له 
أسمى ألوان التوقير والاحترام. 

وقد كانوا يعبرون عن محبة بوذا تعبيرا رمزيا بعبادة تمثاله ومنه5 أو 
تقديس الربوة التي تضم رفاته؛ أو تقديس شجرة «البو 217280. وأول تمثال 
نحت في سري لانكا أقامه الملك توا 73552 في العاصمة/2). وكانت في ذلك 
الوقت أنورا ضابورا ولا يزال الحجاج البوذيون يمجدونه حتى الآن: ولقد 
احضر البوذيون نبتة22 من شجرة البو الأصلية من «يوذا جايا-هطةلن8 
8 في موكب مهيب وغرسوها في احتفال لائق في مكان أعد لها خصيصا 
في جنوب المدينة27). وكان الحدث الأكثر أهمية أثناء توطيد دعائم البوذية 
في الجزيرة هو دخول الرجال والنساء من السنغاليين في مراتب السنغا 
قطعصة5: وإقامة دير في «أنورا ضايورا» عرف باسم مهافيهرا قطة11(أي 
الدير العظيم)؛ وأصبح منن ذلك الوقت أهم مراكز الديانة البوذية في 
الحزدرة: 

أما المدرسة البوذية التي وصلت «سري لانكا» وصارت لها السيادة في 
عاصمة الإمبراطور أشوكا فهي مدرسة ستافيرا 51125هطاد أي الشيوخ أو 
الكبار (أو مدرسة الناضجين) وقد عرفت فيما بعد باسم مدرسة ترافادين 
2 :؛ وظلت النمط المسيطر من البوذية في سري لانكاء وكان رهبانها 
محافظين في موقفهم من التعاليم الأساسية عكد «بوذا جوتاما» وفي 
تفسيرهم لشريعة الأديرة؛ وهم الذين حافظوا على الكتب المقدسة باللغة 
البالية ذلوط. 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


أ- خصومة حادة: 

في تاريخ لاحق لاستقرار البوذية في سري لانكا ظهرت محاولة-نجحت 
لبعض الوقت-لإدخال صورة المهايانا من جنوب الهند. وقد نشأت خصومة 
حادة بين رهبان الترافيدا (أو رهبان الدير العظيم) وبين رهبان دير المهايانا 
المقام حديثا أو «الأبهياجيريين ن,زعة:رهططى» واستمرت هذه الخصومة عدة 
قرون. ويحظى هذا الجانبء في بداية الأمر. بمساندة الحاكم, ثم يتلوه 
الجانب الآخرء وإن كان الشعبء فيما يبدو قد وقف بصفة عامة في صف 
رهبان الترافيدا . وانتهت الخصومة في القرن الرابع الميلادي عندما تدخل 
الملك لصالح الترافيديين الذين كتبت لهم السيادة بعد ذلك حتى أصبحوا 
بالفعل المدرسة الوحيدة للبوذية التي استمرت في الوجود في سري لانكا. 

ولقد ساعدت على صعود هذه المدرسة وسيطرتها في القرن الخامس 
أعمال بوذا جوستا هادوطع-11 :2278 الذي يمكن أن تكون إنجازاته في 
ميدان عرض الكتب المقدسة وشرحهاء وفي تأليف مرجع شامل حول أصول 
العقيدة. شبيهة بإنجازات القديس توما الإكويني في التراث المسيحي. لقد 
ظلت دراسة البوذية بلغة بالي :201 في تدهور لعدة قرونء إذ حجبتها تقريبا 
الفاكة الك سهيلع غلنها. الاكة المستعروقة الكن عى القة زراضمة اكيت 
ولغة موومة اليانانا البوخية وكانين ردوةا جوستاء هو الذق استعاد للغة 
بالي مكانتها في التعليم والأدب وأنزلها منزلة الشرفء. وأصبح بذلك 
الشخصية التي استحقت من البوذيين أعظم الاحترام والتقدير, لا في 
سري لانكا وحدها بل في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا بعد ذلك. وربما 
كان أعظم مؤلفاته هو كتاب «طريق التطهر» الذي يعد في نفس الوقت 
ملحقا لكتابات البوذية المقدسة وعرضا نسقيا للروحانية البوذية. 

ثم واصلت الممارسات البوذية في سري لانكا-بعد ألف سنة من وفاة 
بوذا جوستا-متابعة النموذج الذي أخذه هذا الرائد عن الرهبان القدامى 
الذين تلقى العلم بالتراث على أيديهم ثم صاغه بعد ذلك بتمكن في صورة 
أدبية. ولقد ظل الحظ في القرون التالية يبتسم «للسنغا» حينا في سري 
لانكا ويعبس لها حينا آخرء واقتضى الأمر في بعض الأحيان العمل على 
إحياء «السنغا» في البلاد البوذية المجاورة لجنوب شرق آسيا وهي بورماء 
وتايلاند» وكمبودياء وفي أحيان أخرى كان الرهبان الترافيديون أنفسهم 


200 


اليوذيه 


يقومون بإحيائها في تلك البلاد عندما تنحط مكانتها . 

ب- وصول البرتفاليين إلى سري لانكا: 

لعل أصعب الفترات في تاريخ البوذية في سري لانكا قد بدأت على 
الأرجح مع وصول البرتغاليين الكاثوليك في القرن السادس عشر. ففي 
خلال قرن أو ما يقرب من سيطرتهم على سري لانكاء ثم بعد ذلك تحت 
حكم الهولنديين لمدة قرنين» وأخيرا تحت حكم البريطانيين مع بداية القرن 
التاسع عشرء مرت البوذية بفترة حرمت فيها أديرتها من أراضيهاء كما 
تحطمت علاقاتها بالدولة؛ وأجبر أتباعها من عامة الشعب إما على ترك 
دينهم: وإما على التظاهر باعتناق دين آخر. وهكذا عانت البنية الرقيقة 
للمجتمع البوذي-سواء في ذلك عامة الشعب أو رهبان الأديرة-من أضرار 
خطيرة. ومع ذلك فقد بدأ بعث البوذية في سري لانكا من جديد في نهاية 
القرن التاسع عشرء وكانت في ذلك الوقت في أشد حالاتها تدهورا . 

وبدأت تظهر حركات جديدة من الرهبان وعامة الشعبء كما تجدد 
الاهتمام بكنوز الآدب المكتوبة بلغة بالي؛ ويرجع ذلك إلى حد ما لحماس 
المستشرقين الغربيين وطلاب الدين. ثم أقيمت مراكز جديدة للتعليم البوذي 
العالي. كما بدأت ممارسة التأمل البوذي تبعث من جديد في أديرة حديثة 
أو في صوامع في الغابات. ومع مرور الوقت أصبحت سري لانكا أمة 
مستقلة مرة أخرى عام 948ام: واستعادت البوذية مكانتها على نطاق واسع؛ 
وإن لم تستعدها بصورة تامة؛ باعتبارها القوة الرئيسية المرشدة والموجهة 
للثقافة في سري لانكا. وامتد تأثير البوذية من سري لانكا مرة أخرى 
وبصفة رئيسية من خلال منشورات الرهبان التبشيرية وأنشطتهم لا إلى 
بلدان آسيوية أخرى فحسب. بل إلى الغرب أيضا. 


8- البوذية فى بورما: 

قدم المبشرون من الرهبان خلال القرون الأولى للعهد المسيحي كلا من 
«الهنايانا» و«المهايانا» إلى جنوب شرقي آسياء وكانت منطقة جنوب بورما 
وجنوب تايلاند بأكملها مأهولة بشعب يسمى المون 21005, وكان هؤلاء يتبعون 
صورة البوذية الترفادية 761202 التي جاءتهم على الأرجح من شرق الهند . 
واستقرت مدرسة هامة للهنتايانا في وسط بورما وشمالهاء وهي مدرسة 


207 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


سارفستفيدا 9000208ة7نة5, وأصبح لها تأثير ملحوظء وهكذا كان للمهايانا 
تأثيرها مع حلول القرن الخامس الميلادي. وهناك شواهد من علم الآثار 
على أن هاتين المدرستين من مدارس البوذية قد ازدهرتا في بورما العليا 
في تلك الفترة؛ وربما وصلا إلى بورما من البنجاب عبر أحد الطرق البرية. 
ويبدو أن المراحل التي مر بها تطور المهايانا البوذية في الهند قد تكررت 
مرة أخرى في بورماء ومما لا شك فيه أنه بحلول القرن السابع الميلادي 
بدأت البوذية تظهر في صورتها التنترية في بورما العليا على نطاق واسع. 

وفي ذلك الوقت كان الجزء الشمالي من بورما يحكمه ملوك من الجنس 
التبتي-البورمي-ه دسب 8-واءذ]: اطللاف سكان وادي بورما المعاصرين. وكان 
أحد هؤلاء الملوك هو «أناوراثا هاطه:»دمخ» الذي بدأ حكمه عام 1044 م ثم 
تحول إلى الصورة الترفادية من البوذية بتأثير راهب من جنوب بورما . ولقد 
شرع «أناوراثا» في ذلك الحين في إعداد برنامج لإصلاح البوذية التنترية 
التي يمارسها في مملكته كهنة يسمون 4115 (حرفيا «المقدسون» أو «أصحاب 
القداسة». وهو لقب يبدو أنه غير مناسب تماما في هذه الحالة). وقد 
حصل من مملكة مجاورة عن طريق مناف للروح البوذية؛ وهو طريق استخدام 
القوة المسلحة؛ على نسخة كاملة من الشريعة المقدسة بلغة بالي 211 وجعلها 
معيار ممارسة البوذية في مملكته. 

وهكذا أصبحت الترافيدا هي صورة البوذية السائدة في جميع أنحاء 
بورماء واختفت «المهايانا» وإن بقيت حية فقط حين تمارس في المناسبات 
الطارئة التي اندمجت مع توليفة الإيمان البوذي والمحلي للسكان الأصليين 
وممارساتهم بحيث أصبحت تشكل النموذج المتميز لما ينبغي أن يسمى 
«بوذية بورما» على مستوى عامة الناس. وعلى كل حال فإن الديانة التي 
تمارس في أديرة بورما تتحد مع ترافيدا بلاد أخرى في جنوب آسيا (سري 
لانكاء تايلاند» كمبودياء لاوس) وتقوم أساسا على شريعة بالي. 

أ- أديرة كثيرة: 

في بورما أديرة كثيرة. وهي توجد بالقرب من كل مدينة وقرية تقريباء لا 
سيما في مناطق بورما السفلى حيث يعيش معظم السكان. ولقد كان للأديرة 
تأثير قوي على الحياة الأخلاقية في البلاد. كما كانت عبر القرون مراكز 
محلية للتربية. وقد تخصصت الأديرة في بورما في دراسة الأدب الخاص 


اليوذيه 


«بالأبهاداهما» (أو جوهر العقيدة)؛ وهو القسم الثالث من الشريعة الذي 
يعالج تحليل الظواهر العقلية والأخلاقية. ولقد أشارم. ه. بود عل11.11.80 
إلى أن الخلفية التي تكمن وراء هذا النوع من المعرفة هي ذلك القدر 
الملحوظ من الدعم من جانب الأثرياء الأتقياء من عامة الشعبء. لأن العمل 
الأدبي يتطلب «فيهارا 2ئهط2"1 (أي مباني للأديرة)؛ توفر من الاتساع والراحة 
أكثر مما تحتاجه جولات المتسول في حياته العادية. فضلا عن مكتبة كاملة 
من النصوص المقدسة. والقيام بتزويد الرهبان بذلك كله؛ إلى جانب 
الضرورات الأخرى للمعرفة؛ عمل جدير بالثناء إلى أقصى حد . وكان الآثرياء 
من عامة الشعب شغوفين بالحصول على هذا الثناء بتلك الطريقة بقدر 
اغتباط الرهبان بقبول عطاياهم (م. ه. بود 21.11.8046 «الأدب البالي في 
بورما» عام 1909 وقد أعيد طبعه عام ١966‏ ص .)١5‏ 

وقد تحقق بعث آخر للبوذية في الجزء الجنوبي من بورما في القرن 
الخامس عشر.ء وكان المسئول عنه. فيما يبدو. هو الملك «دماتشي 
ناءعة سه -١460(»‏ 1691): وكان هذا الملك قد تحول إلى راهب في فترة 
مبكرة من حياته. كما عرف بتقواه بعد أن أصبح ملكاء فاستمر يعمل على 
حماية «السنغا» طوال عهده. واهتم بإصلاح جوانبها الأقل تشددا في التمسك 
بالمعتقد القديم: كما أرسل بعثة من الرهبان إلى سري لانكا للدراسة وإعداد 
أنفسهم للعمل على بعث حياة الدير في مملكته بعد عودتهم؛ وقرب نهاية 
القرن الخامس عشر تراجع استخدام لغة بالي بصورة مطلقة بوصفها لغة 
الدين أمام استخدام اللغة البورمية. وهي عملية اكتسبت دفعة قوة في 
القرن السادس عشر بعد أن تزايد بالتدريج عدد الكتب المقدسة؛ والشروح, 
والتعليقات. والأدب الديني التي بدأ إنتاجها باللفة العامية (وهي عملية 
توازي بشكل مثير عملية ممائلة حدثت في نفس الوقت تقريبا في الهند 
وأوربا مع استخدام اللغة السنسكريتية واللغة اللاتينية على الترتيب) . 

ب- الإنجليز يحكمون بورما: 

لم تتأثر بورماء على خلاف سري لانكاء إلا أقل تأثر بقدوم البرتغاليين. 
ولم يبدأ الاستعمار الأوربي في التأثير على بورما إلا في مطلع القرن 
التاسع عشرء وتم ذلك عن طريق التوسع التدريجي لحكم الإنجليز على 
ثلاث مراحل «826! و1853 و 1885 م». وقد عزل آخر ملوك بورما من مدينة 


200 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


مندلاي 261 وأصبح الإنجليز هم حكام البلاد كلها. ونتج عن 
استغلالهم مواردها الطبيعية: مع دفع تعويضات بالغة الضآلة عن المنافع 
الاقتصادية. آثار مدمرة على الحياة في بورما لم تبرأ منها حتى يومنا هذاء 
كما تحطم النموذج القديم للحماية الملكية «للسنغا» ورعايتها. ولم يفعل 
البريطانيون شيء لإصلاح الأضرار التي أحدثوها مما جعل حياة «السنغا» 
تعاني بشدة نتيجة لذلك. وعلى الرغم من أن التكوين الاجتماعي الخاص 
بالمعاهد البوذية في بورما قد عانى من أضرار الحكم الاستعماريء فإن 
التكوين المادي بقى قائما دون أن يمس من جانب البريطانيين أو من جانب 
حكم اليابانيين الذي كان أقصر منه قليلا. وفي بورما توجد مجموعة من 
أفخم «الباغودات ودلموو)7””. البوذية فى آسياء وأعظمها شهرة هو المسمى 
ده 5072 أو الباغودا «الذهبية» فى الحبائخية الشمالية من مدينة رائجون 
ددمع م22" . ويتألف هذا الوكن العظيه للعبادة البوذية من كتلة من الحجارة 
الدائرية المركزية تغطيها تماما صفائح رقيقة من الذهب الخالصء ويبلغ 
ارتفاعه قدر ارتفاع قبة كاتدرائية القديس بولس في لندنء ويحيط بالمبنى 
رصيف دائري مكشوف من المرمرء أقيمت على أطرافه الخارجية مجموعة 
متنوعة من الهياكل والأديرة. وهو مكان يؤمه الحجاج البوذيون من كل أنحاء 
جنوب شرقي آسياء ولا سيما مدن وقرى بورماء وهناك باغودات أخرى 
شهيرة في دونه مولمين مذءس 110:1 وضي العاصمة السابقة مندلاي. 

كان بعض رهبان البوذية-خلال تقلبات فترات الاستعمار-يد عمون التراث 
التقليدي في دراسة «الأبهى داهما» التي اشتهرت بها بورماء وكذلك أساليب 
معينة في التأمل تقوم على أحاديث بوذا في شريعة «بالي» التي تخصص 
فيها رهبان بورما. وهناك خاصية ملحوظة منذ حقبة الاستقلال ألا وهي 
نمو مراكز التأمل التي يرتادها عامة الشعب لا سيما حول مدينة رانجون, 
حيث يزور هذه المراكز خدم وتجار ومعلمون.. إلخ لقضاء فترة أسبوعين أو 
ثلاثة-وربما أربعة أسابيع في ممارسة التأمل تحت إشراف وإرشاد دقيقين 
من أستاذ في التأمل. 


9 - تا سطنخة : 


اليوذيه 


(وقد سبق أن ذكرناه ونحن نتحدث عن بورما). وتدل شواهد أثرية في 
بعض المواقع في سهل جنوب تايلند-مثل سهل «نكورن باتون 02)ه2-2م>لة71»- 
حيث يوجد هيكل 4م75:1” قديم وضخم-على أن البوذية كانت تمارس 
طقوسها هناك منذ القرن الثاني الميلادي. ويبدو أن القطع الفنية التي عثر 
عليها. وهي تماثيل لبوذا. وقطع من الفخار عليها كتابات منقوشة و«والدهما 
كارا» (عجلة العقيدة): ويبدو أنها لموضوعات تنتمي إلى هذه الحقبة. ولقد 
ظلت تقريبا صورة البوذية منذ هذه الفترة المبكرة وحتى قرب نهاية القرن 
السابع الميلادي هي أساسا صورة الهنايانا البوذية. 

لكن منذ القرن الثامن وما بعده تزايدت قوة المملكة المجاورة-مملكة 
شري-فيجايا 22رةزة50-17(في سومطرة) لدرجة جعلتها تؤثر تأثيرا كبيرا 
فيما يسمى الآن بجنوب تايلند. وقد شمل ذلك تأثير الدين الذي كان 
سائدا في سومطرة في ذلك الوقت: وهو خليط من مهايانا البوذية وبعض 
عناصر هندوسية. وتماثيل بوذا التي عثر عليها في تايلند وتنتمي تاريخيا 
إلى هذه الحقبة» أي فترة سيادة مملكة «شري- فيجايا». تعكس خصائص 
المهايانا. وقل مثل ذلك عن شرق تايلند الذي وقع تحت سيطرة أسرة 
«خمير 15ء7نطآ (مملكة هندوسية في المنطقة المعروفة الآن باسم كميوديا) 
فيما بين القرن الحادي عشر والرابع عشرء الأمر الذي نتج عنه تدفق سيل 
من عناصر الثقافة الهندوسية. لكن في القرن الثالث عشر كان شعب التاي 
4 يتحرك بالفعل نحو شمال البلاد قادما من جنوب الصين2"): ثم انتشر 
في الجنوب مع مطلع القرن الرابع عشر. وأثناء انتشاره استوعب صورة 
الهنايانا البوذية الخاصة بشعب المون الذي يقطن السهل الأوسط. 

ومنذ هذا التاريخ فصاعدا نشأت فيما يبدو في تايلند علاقة تشبه تلك 
التي قامت في بورما بين الملك والرهبان. حيث نجد الحاكم في معظم 
الأحوال يبسط حمايته ورعايته على جماعة السنغا فى مملكته. ولقد شهدت 
مدرسة «تراغيدا» البوذية حركة إصلاح في «سري لانكاء إبان القرن الرابع 
عشر تحت حكم الملك المشهور باركاماباهو تاطة2 2دتهءاءتتة؛ وجذب ذلك 
عددا من الرهبان من تايلند إلى سري لانكاء وعندما عاد هؤلاء الرهبان 
إلى وطنهم أدخلوا فيه الإصلاحات التي أدخلت على الترافيدا سواء في 
الممارسات أو التعليم: ومنذ ذلك الحين وصورة مدرسة الترافيدا هي 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


المسيطرة في تايلند. 

أ- عاصمة جديدة: 

في نهاية القرن الثامن عشر أقيمت عاصمة جديدة في جنوب البلاد 
على نهر تشاوفيا 8:زط20-2© (أو نهر مينام) أولا باسم دهون بيري نامآ 
على ضفة النهر الغربية؛ ثم بعد ذلك على الضفة الشرفية المقابلة لدهون 
بيري في كرنج تيب م156 عمنم؟! أو بانكوك. ولقد عرفت أسرة ملوك تابي 
الذين أسسوا هذه العاصمة الجديدة باسم راما دسة02'©. الذي جرى 
العرف على أن يلحق به رقم معين. ومن أشهر هؤلاء الملوك: الملك راما 
الرابع المعروف كذلك ياسم مونجوت أنكاعه310: وقبل أن يصبح ملكا عقب 
موت أخيه عام -185١‏ كان قد عاش راهبا بوذيا لمدة ثلاثين عاماء وظل في 
الجزء الأخير من هذه الحقبة رئيسا للدير أو المعبد 77726 في بانكوك. ولقد 
أدخل في هذه الفترة عددا من الإصلاحات. وسعى إلى تطوير تفسير 
جديد للأفكار البوذية من منظور الفكر المعاصرء فقد كان هو نفسه عالما 
وهلما بالثفافة القريية كن فصر وكان كأسيس مدرسة مخطورة اللستغا» 
تسمى داهمايتيكا 00001 واحدا من أهم إنجازاته. والواقع أن هذه 
المدرسة لم تعرف كمدرسة مستقلة من مدارس السنغا إلا في العهد التالي 
«لمونجوت». وهو عهد ابنه شولا لونجكورن 17ما121028نادك (أوراما الخامس) . 

ولقد خرجت هذه المدرسة من أفواج الرهبان الذين بدأ مونجوت في 
تجميعهم عندما عين رئيسا لمعبد بوفورانيف في بانكوك عام 1837 . وضي 
خلال الأربع عشرة سنة التي حكم فيها اكتسب مونجوت سمعة طيبة 
استحقها كواعظ ومعلم وشارح للأفكار البوذية بمصطلح سهل يستطيع 
جميع المستمعين فهمه. ولقد تعلم اللغة اللاتينية من أسقف كاثوليكي كان 
جارا له هو الأسقف بالليجواء ثم تعلم اللغة الإنجليزية من بعثة تبشيرية 
تابعة للكنيسة المشيخية الأمريكية. واهتم بصفة خاصة با معرفة العلمية 
المعاصرة وتطبيقاتها العملية؛ كما أنه كان يحتك باستمرارء في جولاته 
اليومية بوصفه راهباء بعامة الناس في مدينة بانكوك. وعندما ترك الدير 
ليتولى مسؤوليات الملك بعد وفاة أخيه عام :185١‏ كان معبد بوفورانئيف 
5 قل أصبح واحدا من أعظم مراكز «السنغا» اليوذية أثرا في 
تايلند . 


اليوذيه 


لم يسع «مونجوت» إلى تفسير «الداهما» تفسيرا معاصرا فحسبء بل 
نجح كذلك في أن يرد لحياة «السنغا» بعض جوانبها الأساسية العامة التي 
كانت قد غابت عن الأنظار. ولقد أدى تطهيره لحياة السنغا وإصلاحه 
لنظامها إلى تنشيطها وإنعاشهاء الأمر الذي انتشر من الدير الذي كان 
يرأسه إلى أديرة أخرى كثيرة. وظلت هذه العملية متواصلة حتى يومنا 
الراهن. 

ب- الأثر الباقي للبوذية: 

تقدم لنا تايلند مثلا جيدا لنوع الحياة (الدينية, والأخلاقية, والاجتماعية) 
التي كانت «الترافيد!ا» البوذية قادرة على تطويرها وتدعيمها في جنوب 
شرقى آسيا عندما تحررت من الآثار المدمرة للاستعمار والشيوعية. لقد 
قنع الشهب تماما بالفرص التي قدمتها «الترافيدا» للتعبير عن الحياة 
الدينية وممارساتها. فقد عملت بعثات التبشير المسيحية بين شعب تاي 
4 لعدة سنوات وتلقاها بروح طيبة واحترمها بصفة عامة: ولكن لم يعتقد 
سوى أقل من 2 من الشعب بضرورة التحول إلى ديانة أخرى. 

في عام 1982 كان في تايلند 24 ألف ديرء و75٠1‏ ألف راهب وراهبة؛ 
وحوالي 100 ألف راهب تحت الإعداد . والسبب في تأرجح أعداد الرهبان 
هو أن كثيرا من الناس لا يلجؤون إلى حياة الأديرة إلا في مواسم المطر 
فقطء أي من شهر يونيو حتى أكتوبر. ومنذ عام 1902 م؛ و «السنغا» تدير 
أعمالها مستقلة عن الحكومة الدنيوية من خلال «مجلس السنغا الأعلى»». 
رغم أن الملك ظل بوذيا وراعيا للنظام وحاميا له. وقد نشط الرهبان في 
الوعظ وتفسير العقيدة البوذية والأسلوب البوذي في الحياة في جميع 
أنحاء البلاد؛ لا عن طريق الاجتماعات المحلية في المعابد فحسبء بل 
كذلك عن طريق الإذاعة والتليفزيون. وهكذا تم إرسال الرهبان في بعثات 
تبشيرية بوذية إلى ماليزياء والهند؛ ولاوسء وإنجلترا . وأصبحت بعض الأديرة 
مراكز للخدمة الاجتماعية وشملت بداخلها مدارس مختلطة ومكتبات 
ومستشفيات. 
5- كمبودياء واوس. وفيتنام: 

ظلت المستعمرة الفرنسية السابقة في الهند الصينية لعدة قرون تشمل 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


عددا من الممالك المستقلة قبل أن يستعمرها الفرنسيون في أواخر القرن 
التاسع عشر. وكان التراث الديني البوذي هو المسيطر في كل هذه الممالك: 
إذ سيطرت مدرسة ترافيدا في كمبوديا ولاوسء والمهايانا في فيتنام. لكن 
تراث المهايانا كان هو السائد قبل القرن الثالث عشر في كمبوديا ولاوس 
أيضاء وهو تراث اندمجت فيه عناصر من الديانة البرهمية. ومع نهاية 
القرن الثالث عشر كانت المجموعات الدينية الثلاث الممثلة فى كامبوديا هى 
الوتهوبميةء والبراطينة عبد الإنهقيفاء ومدرمنة الخرافين) البوذية : وتقيجة 
لتأثير التاي. منذ القرن الرابع عشر وما بعده-بدأت كمبوديا تصبح أكثر 
فأكثر بلادا ترافيدية. ثم تأسست دولة لاوس عام 1353 بواسطة أمير تابي 
علمه أحد الرهبان البوذيين في كمبوديا. ومنذ ذلك الحين ولاوس تتطور 
إلى بلاد تسودها الترافيدا البوذية التي ارتبط رهبانها بروابط وثيقة برهبان 
البلد المجاور وهو تايلند. 

وكانت المهايانا البوذية قد وصلت إلى فيتنام في فترة سابقة على القرن 
الحادي عشر الميلادي. ولقي فيها الرهبان البوذيون قدرا من الإحترام 
لتميز حياتهم وتعاليمهم على حد سواء. وفي عام 1010 م تولى أحد البوذيين 
واسمه «لي تايي-تو 1001-10 نورآ» حكم فيتنام: ومن ذلك الحين فصاعدا 
حظيت بوذية تشن (زن «26) بمكانة مرموقة. وكان خلفاؤه من أسرة «لي 
لنآ» في القرنين الحادي عشر والثاني عشر حتى عام 225/- أشاها وافحبينين 
لبوذية زن 260 . ثم وقعت البلاد تحت سيطرة الصينيين في أوائل القرن 
الرابع عشر. ونتج عن ذلك نمو الأثر الكنفوشي والتاوي والحد من نشاط 
رهبان البوذية. أما فيما يتعلق بعامة الشعب فقد أدى ذلك إلى نشأة نزعة 
التوفيق الدينية. وخضعت البوذية مرة أخرى لقيود صارمة في الجزء الأخير 
من القرن التاسع عشر تحت حكم الإستعمار الفرنسيء. وكان ذلك نتيجة 
لنمو التأثير الكاثوليكي؛ وواصلت الأقلية المخلصة من الرهبان ممارستها 
الدينية في عزلة بينما ساند الرهبان البوذيون المنخرطون في الحياة العامة 
وده 28" نزعة تلفيقية ضمت عناصر من البوذية التنترية مع الديانات 
البدائية وتعدد الآلهة. 

ومنن بداية القرن العشرين؛ وحتى اندلاع العداوات التي خربت البلاد 
في ستينات القرن-بدأت البوذية في استرداد عافيتها بانتظام في فيتنام. 


214 


اليوذيه 


وقد كانت أبرز صور إحياء البوذية هي أميدا انس (أي الأرض الطاهرة), 
وهي صورة من المهايانا التي نمت على حساب بوذية (زن هعة)ء وإن كان 
تأثير مدرسة ترافيدا قد أخذ كذلك في النمو. ففي عام ١95١‏ تشكلت 
رابطة تضم جميع البوذيين الفيتناميين؛ ولعدة سنوات ظل رهبان البوذية 
الفيتنامية يلتقون معاء لا مع مواطنيهم فحسب. وإنما مع البوذيين من بلاد 
أخرى أيضاء وكانوا يزدادون وعيا بأن البوذية جماعة دينية عالمية. وبعد 
عام 1962 فرض على قادة البوذية في فيتنام القيام بدور سياسي أكثر 
علانية. في الوقت الذي أحيا فيه بعضهم ممارسات المهايانا الصينية التي 
تقول بالتضحية بالنفس في سبيل بوذا . وتشهد الصورة الحديثة لهذه 
الممارسات بإخلاصهم وإيمانهم بالتراث البوذي بقدر احتجاجها على تخريب 
البلاد وتدمير الشعب الفيتنامي. 


2 - إندونشيسيا: 

لا نعرف الشيء الكثير عن تاريخ البوذية المبكر في البلاد التي تعرف 
الآن باسم إندونيسياء ولكن يمكن القول ونحن مطمئنون إنها دخلت إلى 
جزيرة «جاوة» حوالي القرن الخامس الميلادي. وأنها قامت بدور هام خلال 
القرون التالية في معظم المناطق الأخرى التي تعرف اليوم باسم إندونيسيا . 
ويبدو أن دخولها هذه المنطقة جاء نتيجة لنفس الدافع التبشيري الذي 
اتسمث به بوذية الهتد . ولقد استقرت في سومطرة في القرن السابع تحت 
حكم ملوك أسرة 561011398 الذين كانوا يحكمون الجزيرة في ذلك الوقت. 
وشهد أحد الحجاج البوذيين الصينيين بأهمية مملكة «سرفيجيا» كمركز 
للتعاليم البوذية عندما زار جزيرة سومطرة خلال رحلاته. 

أدى الاحتكاك بالهند الشرقية إلى تطور في المهايانا البوذية في الهند 
انعكس في سومطرة؛ ومع مطلع القرن الثامن كانت الصورة التنترية للبوذية 
قد انتشرت هناكء ومنذ بداية القرن التاسع استقرت البوذية تماما في 
شبه جزيرة الملايو التي كانت عندئذ تحت حكم آسرة سلندرا هتلمعانة5. 
وفي «جاوة» بناء ضخم يعرف باسم البوربودير داسااهره78””؛ وهو منحوت 
على شكل هرم كبيرء ويرجع تاريخه على الأرجح إلى القرن الثامن ويدل 
على المكانة الكبيرة التي اكتسبتها البوذية في جاوة. وطوال الفترة التي 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


اكتسبت فيها البوذية مكانة شعبية مرموقة في إندونيسيا ظلت تتعايش 
على نحو ودي وحميم مع الصورة «الشيفية» من الديانة الهندوسية. كذلك 
مكنت الصورة التنترية من البوذية إلى حد ما للنزعة التوفيقية مع المعتقدات 
والممارسات الدينية الوطنية في إندونيسياء والملايو ثم أزاحها الإسلام 
ابتداء من القرنين الثالث عشر والرابع عشر وما بعدهما بطريقة تدريجية 
وسلمية إلى أقصى حد. ويرجع ذلك إلى أن صورة الإسلام التي جاءت إلى 
إندونيسيا من الهند نفذت بعمق عن طريق الصوفية؛ وتحولت الأديرة البوذية 
إلى مراكز دينية إسلامية: كما أن نمط الحياة الدينية الذي أقامته تلك 
المراكز الدينية الإسلامية كان يشبه نمط الحياة الدينية في النظام الاجتماعي 
البوذي”**' شبها لم يشعر أحد معه بتغير كبير أو صغير. 

وعلى الرغم من أن معظم سكان إندونيسيا الآن من المسلمين فلا يزال 
فيها بعض البوذيين؛ وعلى حين أن عددهم فد يكون ضئيلا. فإن ذلك لم 
يمح الأثر البوذي تماما. فالاحتفال المسمى فيزاك 16ه:77: وهو احتفال 
بمولد بوذا وصحوته ودخوله النرقانا الأخيرة البارينيرفانا دمهصتهاعدم لا 
يزال يقام سنوياء كما أن هناك مركزا بوذياً وديرا في باندونج. وبصرف 
النظر عن ذلك فقد تركت البوذية بصماتها على كثير من جوانب الثقافة 
الإندونيسية؛ ولعبت دوراً أساسيا في إضفاء سمات معينة على إندونيسيا 
المسلمة. 


2 - التبت: 

استقرت البوذية في التبت. كما سبق أن رأيناء منذ القرن الحادي عشر. 
وفي عام 1076 اجتمع في التبت الغربية مجلس «ثو-لنج ع5ضنآ-100» وأتى إليه 
الرهبان: كما قيل؛ من جميع أنحاء البلاد. فبدا واضحا منذ ذلك التاريخ أن 
البوذية قد انتشرت انتشارا واسعا في التبت. وتميزت فترة النمو من القرن 
الحادي عشر حتى القرن الخامس عشر بظهور عدد من الحركات المختلفة. 
وقد نشأت هذه الحركات على نطاق واسع؛ كما يحدث عادة في أنواع 
أخرى من التراث الديني نتيجة الاختلافات الاجتماعية والسيكولوجية 
بين الأتباع المختلفين المؤمنين بدين معين؛ ولكن ربما يكون نمو هذه الحركات 
كذلك علامة على حيوية كبيرة اكتسبتها الديانة البوذية في التبت في تلك 


216 


اليوذيه 


الفكرة: 

ولا شك أن البنغال المجاورة شهدت ضربا من الإحياء أو الانتعاش 
للبوذية إبان القرن الحادي عشرء وشق كثير من الرهبان طريقهم من البنغال 
إلى التبت خلال هذا القرن والقرون الثلاثة التالية. وترجع هجرة الرهبان 
البنغاليين هذه؛ إلى حد ماء إلى الصعوبات المتزايدة في تدعيم مراكز 
الآدورة فى البعفال نخلول تلك التقرة التى نحت ذيها العود الإببلامية فى 
شمال الهند. وقد انتقلت الصورة التنترية من البوذية إلى التبت في أواخر 
هذه الفترة؛ وجلب الرهبان معهم قدرا من الروح السائدة في مراكز التعليم 
العظيمة من أمثال نالندا 2212202 وفكراماسيل عاأمدصدك1ة؟ وكانت النتيجة 
أن أصبحت المراكز الممائلة للأديرة ذات سمة خاصة تميزت بها بوذية 
التبت واحتفظت بها حتى القرن العشرين. 

وكان راهب يدعى ميلا 21118 هو أحد الشخصيات الكبيرة في القرن 
الحادي عشر في التبت. ثم أضيف إلى اسمه لقب 5م56 (أو لابس القطن) 
إشارة إلى تقشفه التام في طريقة حياته؛ وارتدائه ثوبا من القطن على 
الرغم من برودة الجو في التبت. كما قيلت أشياء كثيرة حول زهده البالغ؛ 
فضلا عن أنه كان شاعرا نظم «مائة ألف أغنية». أصبح الكثير منها شائعا 
عند أهل التبت ولا يزال كذلك. وكان هذا الراهب نفسه تلميذا لمعلم اسمه 
«ماربا ودمة31» أسس فرقة من أكثر الفرق شعبية اسمها «كا-جيو-يا -ك] 
هم-ندوع» اهتمت اهتماما خاصا بممارسة «اليوجا» وغيرها من الرياضات 
الروحية أكثر من اهتمامها بالحكمة الفلسفية. وهناك فرقة أخرى تقابلها 
عنيت بالالتزام الدقيق بالشريعة التقليدية لنظام الديرء وفرقة ثالثة بالسعي 
وراء الأفكار الفلسفية العميقة» وفرقة رابعة انصب اهتمامها على التنظيم 
الاجتماعي الذي كان من آثاره العارضة تقديم أسس راسخة للتنظيم 
الاجتماعي في البلاد بعد تدهور النظام الملكي. غير أن هذه الفرق المختلفة 
لم توجد داخل البوذية متنافسة متناحرة؛ بل كانت في حالة انسجام ووثام: 
واتفق على أن تنوعها واختلافها يجعلها تؤلف معا وحدة واحدة, فكل فرقة 
تقدر الفرق الأخرى وتعتبرها أجزاء من كل شامل هو الذي يشكل البوذية 
في التبت. 

وبدأت في القرن الرابع عشر حركة إصلاح هامة بقيادة معلم اسمه 


217 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


تسنج كابا دمهكا-وده00)1417-1357(15" انتهت بتشكيل «جلج با دم-وناء0» 
وهي فرقة معروفة على المستوى الشعبي باسم «جماعة أصحاب القبعات 
الصفراء». وقد أحيت هذه الفرقة تراث نظام الأديرة الدقيق: فأعضاؤها 
لا يتناولون الخمرء ولا يتزوجون «على خلاف بعض رهبان التبت الآخرين» 
ويتمسكون بقدر عال من الأخلاق الشخصية. وشاع الاعتقاد بأن أحد 
رؤساء الأديرة الذي توفى عام 1475 قد تجسد مرة أخرى في جسد راهب 
شابء وأنه بدوره تجسد بعد موته في راهب آخر. 

وهذا ال «لاما #سمت» الذي تجسد المرة تلو الأخرى ونظر إليه بإجلال 
كبير أطلق عليه اسم «التالاي 10151» (المحيط). ومن هنا بدأت سلسلة 
التالاي أو الدلاي لاما©"). وضي غام 1642 أصبح أصحاب القبعات الصفراء 
القوة الحاكمة فى التبت: واستمروا على هذا النحو حتى استولى الصينيون 
على التبت في علد 0 .. وكان «الدلاي لاما». بوصفه الزعيم الروحي 
لأصحاب القبعات الصفراءء؛ هو أيضا رأس الدولة في التبت؛ ويمكن أن 
نقارن مركز «الدلاي لاما» بوضع البابا في أوربا الكاثوليكية. فهناك أوجه 
شبه بينهماء لكن الفارق الجوهري هو الاعتقاد بأن الدلاي لاما هو تجسيد 
لكائن سماوي أو «بوديساتفا 80011821578»(وهو أعظم «اليوديستافات» الذين 
تقول بهم مهايانا الهند شهرة) والاعتقاد السائد هو أنه عندما يموت الدلاي 
لاما يكون التجسيد التالي طفلا يولد يعد تسعة وأربعين يوماء. وهناك 
طريقة معتادة ومحددة تحديدا جيدا للبحث عن الطفل والتعرف ذلك الذي 
سيصبح الدلاي لاما الجديد» وذلك لتدريبه على الواجبات الروحية. 

ولقد ظل عدد من أديرة التبت قائما لمدة تبلغ الثمانية قرون حتى عام 
0 م كما ظل مسايرا لتراث جامعات الأديرة في الهند بوصفها مراكز 
كبرى للتعليم. وكانت دراسة التاريخ تمثل أحد الاهتمامات الرئيسية عند 
عامة الشعب. فالمؤرخ بو-ستون ده]810-5, وهو من أهل التبت. هو الذي كتب 
أقيم وأشهر كتاب في تاريخ بوذية الهند. 

أما بوذية عامة الناس فى التبت فقد تشريت الكثير من الديانة المبكرة 
التى سبقت البوذية وكانت قر باسم «بون 802 أو ده82». وكانت ضربا 
مي لكا بان 1 8» مع عبادة الأرواح والآلهة الحارسة من مختلف 
الأنواع. وكان إله التربة؛ وهو أحد الآلهة الهامة؛ يتم تبجيله بواسطة عصا 


اليوذيه 


مستقيمة أو عمود تتم زخرقته في الغالب بقطع من الخرق أو القماش 
الملون. ولهذا وصف الرحالة الذين مروا بالتبت أهلها بأنهم مشغولون بصفة 
مستمرة «بعجلة الصلاة»». إذ يقدمون الصلوات إلى هؤلاء الآلهة كلما فرغوا 
من أعمالهم الأخرى؛ وكانت هذه سمة من سمات الديانة السابقة على 
البوذية. أما أعظم خاصية للرمز البوذيء وأعني بها المعبد أو الباغوداء 
فكانت له صورة خاصة في التبت معروفة كاه «تشو-تن دعا-مط0»» وهو 
منظر مألوف في التبت. 

ويشير ه. أ. ريتشاردسون 11.58.159:0505-وهو أحد مؤرخي التبت 
المحدثين-إلى أن السمات التصويرية المعتادة في بوذية التبت هي التي كثيرا 
ما لفتت أنظار الغربيين: على حين أننا لا نسمع إلا قليلا عن التقوى اللافتة 
للنظر والتأثير الأخلاقى للحياة الهادئة فى الآديرة. وهو يضيف إلى هذا 
أن حياة عامة الناس وديا التدين الصادق الذي لا يثير ولا يلفت الأنظار, 
وهو يمارس داخل الأسرة ويعدٌ عنصر تماسك واستقرار في حياة أهل 
التبت. 

لقد كان الآثر البارز الذي تركته البوذية في شعب التبت هو تحويل 
القبائل التي كانت في السابق مولعة بالقتال والعمدوان إلى شعب مسالم 
بلغت نزعته إلى المسالمة حد النفور من القتال والعجز عن مقاومة الغزوات 
التي يشنها من الشمال شعوب أخرى من غير أهل التبت. وآخر مثال على 
ذلك هو سيطرة الصين على البلاد بحجة أن التبت من الناحية السياسية 
جزء لا يتجزأ من الصينء. وهو ادعاء يقوم على أساس أمثلة تاريخية أقدم 
لحكم صيني ممائل. وقد نتج عن هذه السيطرة تشكيل جدري جديد لبنية 
الحياة التقليدية في التبت التي اختفت تقريبا فيما يبدو داخل التبت نفسها, 
وإن احتفظت لنفسها بوجود قلق بين المهاجرين من التبت الذين يعيشون 
فوق التلال الملاصقة لسلسة جبال الهمالايا في شمال الهند. حيث تقدم 
الحكومة الهندية الصديقة بعض المؤن لهؤلاء اللاجئين حتى تنقن ما تبقى 
من ثقافتهم التقليدية. ويمكن على كل-حال أن نتصور أن جماعة التبت في 
شمال الهند تستطيع أن تقوم في المستقبل بدور ما في إعادة استقرار 
البوذية في البلد الأصلي الذي جاءت منه. وقد أعيد فتح «قصر بوتالا» في 
عام 1980 في «لهسا» للبوذيين من أهل التبت؛ كما سمح لبعض الحجاج 


2160 


بزيارته. 


3- خسسا توسسسة : 

ربما يكون من المناسب أن نسوق في خاتمة هذا البحث الموجز بعض 
الملاحظات العامة لتساعد القارئ على أن يحكم من منظور سليم على ما 
ذكرناه عن البوذية فى الفترات التاريخية المتعاقبة وفى البلاد المختلفة التى 
الفقدرت في 7" ا ا 

وإذا كان في استطاعتنا أن نفرق بين قسمين رئيسيين في البوذية هما: 
الكفايانا .بواكينا يان (ولا تمثل الأخيرة في الرقك الساشر إلا اعد ييه 
من مدارسها الأصلية الثماني عشر وهي مدرسة ترافيدا). فسوف يكون 
من الخطأ النظر إلى هذين القسمين على أنهما يشكلان انقساما أو انشقاقا 
يشبه ذلك الذي حدث في التاريخ المسيحي بين الكنيسة الرومانية 
والأرثوذكسية اليونانية: أو بين الكاثوليكية الرومانية والبروتستانتية. ورغم 
أن الظروف المحلية أدت؛ في فترات معينة» إلى خصومة عنيفة بين دير 
المهايانا ودير الهنايانا (كما حدث في سري لانكا) فقد استطاع رهبان 
المدرستين في ظروف أخرىء كما هو الحال في الهند»؛ أن يعيشوا معا في 
دير واحد. وهناك اليوم, كالأيام الخوالي تماماء مشاركة ملفتة للنظر في 
التعليم والتجربة بين ممثلي الجناحين. والاختلافات بينهما هي بالضبط 
اختلافات في التشديد على جوانب معينة. وفي البلاد التي تسيطر فيها 
إحداهما (كما هو الحال في بورما وتايلاند مثلا حيث تنتشر صورة الترافيدا 
البوذية) لا نفتقد الشواهد التي تدل على انتشار أفكار المهايانا وتطبيقاتها . 

والواقع أن طابع البوذية وروحها غريب تماما عن التعصب الأعمى تجاه 
أولئك الذين يختلفون معها في الرأي. ويمكن توضيح ذلك على مستوى 
آخر هو كرم الضيافة أو حسن الوفادة: الذي استقبلت به مدرستا المهايانا 
والهنايانا معتقدات البلد الأصلية وتعاليمها . فهي لم ترفض هذه المعتقدات 
رفضا عنيفا ولم تدنها بغير تردد؛. بل سمحت لها بالاستمرار وضمتها 
بالتدريج للمعتقدات والممارسات البوذية التي تتم في الأديرة حتى أصبحت 
وساكل للتعبير غما هو بوذق أساسا. 

ريما وجد الملاحظ الغربي في ذلك أخطارا حقيقية تهدد المحافظة 


اليوذيه 


على الصورة «النقية» للدين؛ لكن الشواهد التي تقدمها 200. 2 سنة من 
التاريخ البوذي. في سري لانكا مثلاء تدل على أن التسامح. عندما يرتبط 
بالحرص الجاد على الدعوة وبالتعاطف الرحيم., لا يؤدي إلى اختفاء 
الاستبصار الأصلي أو إلى إضعاف التجربة والممارسة الدينية-والموقف الذي 
تلخصه العبارة النائلة يا وما رامن بد وتمارسمه يخفلت هنا ارأسزريه 
وأمارسه؛ ومادامت الصورة التي أؤمن بها صحيحة:؛ فلا بد أن تكون الصورة 
التي تؤمن بها خاطئة وينبغي عليك أن تقلع عنها». هو في الحقيقة موقف 
لا يتناسب مع السياق البوذي حيثما كان موطنه. وعند الاختيار بين التسامح 
والإحسان من ناحية؛ وبين العداء وامتلاك الحقيقة المطلقة الشاملة من 
ناحية أخرى-نجد أن البوذيين يفضلون بصفة عامة الخيار الآول. 

هكذا ظل الحظ يبتسم للبوذية حينا ويعبس لها حينا آخرء ولا شك أنه 
سوف يواصل ذلك. ويقدم لنا تاريخ سري لانكا مثالا واضحا على ذلك, 
فهناك امكانان اثنان على الدوام: غفي عصور الانهيار والمصاعب والمقاومة 
أو الكراهية من قبل الشعبء؛ يتعرض التراث البوذي لأشد أنواع المعاناة من 
تزايد العداء له. غير أن هناك أيضا إمكانا آخر هو أن تبعث البوذية من 
جديدء وأن تسترد عافيتهاء على نحو ما حدث في عدة مناسبات طوال 
التاريخ. ومن الصواب بصفة عامة أن تقول إن البوذية لم تنتشر قط بقوة 
السلاح؛ وأنها قد قاست في بعض الأحيان من العجز عن التأثير بسبب 
روحها النبيلة الرقيقة. قد يكون ذلك عيباء لكنه قد يثبت من ناحية أخرى 
أنه ريما يكون في المستقبل في صف البوذية. 

ليس الرجل البوذي رجل سلام بالمعنى السلبي؛ فهو بموقفه الباطني 
قوة فعالة لصنع السلام: على نحو ما يثبت التاريخ الداخلي للبلاد البوذية. 
فقد ازدهرت البوذية في أوقات السلام: واستخدمت,. باستمرارء فنون السلام 
بنجاح تام لخدمة أهدافها. وفن النحت البوذيء والرسمء والعمارة تقدم 
شهادة ناطقة على الأثر النبيل الرفيع الذي كان للبوذية على المجتمع البشري. 
وفي التحليل النهائي نجد أن الأفق البوذي. شأنه شأن الأفق المسيحي. 
ليس محدودا بالعالم الزمني والمادي العابر الزائل» فالسلام الذي أعلنه 
بوذا أو الداهما دصسدةط« وكذلك «السنغا» هو سلام عالم أزلي. 


العسن 


تقف الصين وحدها وسط حضارات العالم 
العظيمة. فقد تطورت في عزلة تامة. تقريباء عن 
قرة الحهاز ابعر ونيا كاده إتساناكها كريد وهذه 
الخاصية الفريدة جعلتها في آن معا ممتعة لمن 
يشاهدهاء محيرة لمن يحاول فهمها. أجل فقد 
تطورت الصين بنفسها وساعدتها على ذلك عزلتها 
الجغرافية عند النهاية الشرقية القصوى (في 
الطرف الشرقي الأقصى) من العالم الأوربي 
الآسيوي القديم؛ تحيط بها جبال وصحراء ولا تمر 
بها آية طرق للتجارة. 

ويتكلم الصينيون لغة لا يربطها صلة بآية جماعة 
لغوية أخرى. وتكتب بخط اخترعوه لا يشبه غيره. 
لكن لهذا الخط ميزة كبرىء إذ تعبر رموزه في 
الكتابة عن الأفكار لا الأصوات؛. ولذا يمكن قراءتها 
في جميع أنحاء الصين بغض النظر عن «لهجة» 
المتكلم» بل إن الكتب التي كتبت بهذا الخط قبل 
ألفي سنة يمكن قراءتها اليوم بسهولة. وقد قامت 
اللفة وطريقة كتابتها بدور قوي في إحساس الشعب 
لابالرحذة والهرية فظ: بل كذلك بالاتكمرار والاتمبال: 

كان الشعب الصيني في تراثه التقليدي يعتبر 
نفسه مركزا للكون. وكلمة شنج-كيو منها-عصناك وهي 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


الاسم الصيني للصين؛ تعني حرفيا «مملكة الوسط» فقد عد الصينيون 
أنفسهم؛ على نحو ما فعل الإغريقء. جزيرة من الثقافة وسط بحر من 
التوحش والهمجية-وظلوا لمدة طويلة. على خلاف الإغريق وعلى نحو أشبه 
بالرومانء؛ يفهمون فنون الإدارة الحكومية على نطاق واسع. وابتداء من 
الخدمة المدنية التي تقوم على أساس اختيار الكفاءة؛ فإن البيروقراطية 
الصينية حافظت على الإمبراطورية فظلت سليمة لا تمس لمدة ألفين من 
السنين. ولقد ظلت خاصيتا التفرد والاتصال اللتان يتميز بهما روح الشعب 
الصيني حيتين على نحو مذهلء رغم أن هذه الإمبراطورية حل محلها في 
البداية النظام الجمهوري من 19/12 حتى 1949, ثم النظام الشيوعي. 

لقد كان للصين كذلك؛ مثلها مثل الغرب. عصر تشكل فيه الفلاسفة: 
وفترات إمبراطورية. وعصور نهضات ثقافية؛ وإن كانت الحضارة الصينية 
تتعارض في كل نقطة تقريبا مع التجربة الغربية. ومن حيث الأفكار الدينية 
والفلسفية؛ بالإضافة إلى أمور أخرى كثيرة. استوعبت التجرية الصينية 
مشاعر وتطلعات الجنس البشري كله ولكنها عبرت عنها باستمرار بطريقة 


: ثلاث ديانضنات ر ئيسية‎ - ١ 

لعبت ثلاث ديانات الدور الرئيسي على مدى ثلاثة آلاف سنة من التاريخ 
الصيني. وهذه الديانات هي: الكونفوشية: والتاوية (الطاوية) والبوذية. أما 
الكونفوشية والتاوية فهما ديانتان قوميتان أصيلتان في الصين: وجدتا قبل 
دخول البوذية إليها من الهند بحوالي خمسمائة سنة. وحتى قبل ظهور 
الكونفوشية والتاوية كانت هناك ديانة أقدم (تفرعت عنها الكونفوشية والتاوية 
كل بطريقتها الخاصة). وسيطرت هذه الديانة القديمة على الصين لما 
يقرب من ألف سنة. وهكذا امتد تاريخ الدين في الصين لأكثر من ألف عام 
ونصف الألف قبل أن تواجه أفكاره تحدي التراث الأجنبي. 

وقد بقى هذا التراث القومي قويا حتى بعد أن دخلت البوذية إلى 
المي [ذ]زدادظانعها (الصينئ: وظورت الرارئ البوذية السيتية الخائضة». 
ولكن تأثير الفكر الهنديء. وتجربته الدينية على عقول الصينيين. كان كذلك 
من القوة بحيث غير من الكونفوشية والتاوية: اللتين عادتا إلى الظهور في 


224 


الصين 


شكلين جديدين هما الكونفوشية الجديدة, والتاوية الجديدة: اللذين لم يكونا سوى 
إعادة تشكيل للتراث القومي الأصلي حتى يواجه تحدي التراث الغريب الجديد. 
في حضارة كالحضارة الصينية التي استمرت هذا الآمد الطويل؛ وظلت 
متماسكة على نحو لم تؤثر فيه نسبياء حضارات خارجية كان لا بد أن 
تزدهر عبادات ونحل كثيرة» وقد أدخلت إليها كذلك ديانات غريبة عليها 
ولا سيما الصور الغريبة من الديانة المسيحية؛ رغم أن دخولها إليها قد 
تأخر إذا ما قورنت بالبلاد الأخرى. ومع ذلك فإن الكونفوشية: والتاوية, 
والبوذية. قامت على المدى البعيد بالأدوار الأساسية في التجربة الدينية الصينية. 
ومن المهم أن نذكر القارئّ الغربي» ونحن نتحدث عن الكونفوشية والتاوية 
بوصفهما ديانتين؛ أنهما تمثلان عند العقل الصيني «شياو 010 ,أي تعاليم)», 
وأن هذه التعاليم ليست تعاليم دينية على سبيل الحصرء أو التخصيصء. 
رغم أنها تتعلق بأمور كثيرة مما ننظر إليه نحن على أنه يخص الدين. 
لقد نظر إلى كتابات مؤسسي الكونفوشية والتاوية على أنها جزء من 
التراث الثقافي الجامع للصينيين. أما في حالة الكونفوشية فإن شريعتها 
المقدسة لا تتكون من مؤلفات مؤسسي الكونفوشية فحسب. بل كذلك من 
الوثائق الدنيوية التي كانت موجودة قبل كونفوشيوس وتشكل التراث 
الكلاسيكي للصين. لقد ظلت الشريعة الكونفوشية لألفين من السنين هي 
العصب الرئيسي لمنهج التربية والتعليم في الصين: وكان الإلمام بالشريعة 
على سبيل المثال: هو أحد المتطلبات الرئيسية في امتحانات الخدمة المدنية. 
وفي جزء كبير من تاريخ الصين اعتقد الصينيون أنفسهم أن الكونفوشية 
والتاوية (الطاوية) مظهران أصيلان للروح القوميء لا مجرد أنواع من الإيمان 
الديني الذي يدعو إلى الهداية ويتطلب الانتماء والالتزام الشخصي. 
ومن ناحية أخرى ظهرت مع دخول البوذية في بداية العهد المسيحي, 
فكرة الدين بوصفه مؤسسة رسمية منتظمة-فطورت التاوية» كرد فعل عاجل 
على البوذية. مؤسسات من هذا القبيل» كان لها على نحو ما كان للبوذية 
بالفعل نظام كهنوتي هرميء كما كانت لها معابد وأديرة وشريعة مقدسة: 
وجذبت كل منهما مؤيديهما بوصفهم المهتدين إلى الإيمان. ثم كانت هناك 
فترات في تاريخ الصين أصبح فيها الولاء الطائفي الذي ظهر على هذا 
النحو-حرجا للغاية. وكان الأمر كذلك. بصفة خاصة. في تلك الفترات 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


النادرة التى اعتنق فيها أعضاء الأسرة الإمبراطورية الديانة البوذية أو 
التاوية. غير أن القصر الإمبراطوري والمؤسسة الحاكمة في الصين ظلتا 
في المقام الأول كونفوشيتين. وتأصلت الكونفوشية. بوصفها الفلسفة السائدة 
بين الطبقات المسؤولة عن الإدارة. وفي المراسم والطقوس الرسمية: وما 
تقدم الدولة من قرابين إمبراطورية. وبهذه الطريقة أصبحت جزءا من 
الجهاز الحكومي. بل أصبحت عقيدة الدولة. غير أن كلأ من الكونفوشية 
والتاوية» كانتا فى الأصل وببساطة مذاهب فلسفية خالية من أى عنصر 
من عناصر العقيدة. وتعتنقهما «مدارس» وأفراد, ولم يشكلا موّسسة ولا 

غير أننا لو قصرنا نطاق بحثنا على الجوانب الدينية من الكونفوشية 
والتاوية لكان معنى ذلك أن نتجاهل الكثير من تعبيرات الفكر الدينى الصينى 
ومشاعره سواء أكانت من الأنواع «العليا» أو «الدنيا .4 وهى التعبيرات التى 
لا ترتبط ارتباطا خاصا بأي من هذين المذهبين الفلسفيين. فهناك؛ أو 
بالأحرى كانت هناك؛ عناصر دينية كامنة في كثير من مظاهر التنظيم 
العائلي والاجتماعي؛ وفي طقوس وممارسات الجماعات الاقتصادية وغيرها 
من الجماعات. وفي النظرية السياسية: والفعل على جميع المستويات تقريبا 
من الحكم المحلي إلى الحكومة الوطنية. وكثرة المعابد والأضرحة في كل 
مدينة وقرية وتنوعها في جميع أنحاء البلاد. فضلا عن وجود الآلهة المحلية والمذابح 


2- عالم العرافة أو التنبؤ بالغيب: 

يبدأ التاريخ الممسجل للصين بأسرة شانج 50508 التي استمر حكمها من 
القرن السادس عشر حتى القرن الحادي عشر قبل الميلاد. وكانت سجلاتها 
تتألف من مجموعة من العظام نقشت عليها نبؤات: وتم اكتشافها قرب نهاية 
القرن التاسع عشر. حيث أصبحت منذ ذلك الحين المصدر الرئيسي لتاريخ 
أسرة «شانج». كانت هذه العظام إجابات عن أسئلة قدمت إلى العرافين؛ وقد 
تم إنقاذ مئات الألوف من شذراتها؛ وكانت الأسئلة تحفر على عظام الحيوانات 
والقواقع والأصدافء وتوجه إلى الأرواح طلبا للهداية والإرشاد. وبعد أن يحفر 
السؤال يقوم العراف بتسليط النار على ثقوب يحدثها في العظم.: ثم يؤول ما 


220 


الصين 

ينتج عن الحرارة من تصدعات بأن الأرواح تجيب ببشائر خير أو نذير شؤه!". 
ونحن نحصل من طبيعة الأسئلة المطروحة على صوره لمجتمع ينظمه: 
في كل جانب تقريباء من جوانب الحياة اليومية-التنبؤٌ بالغيب. وتحكمه 
اعتبارات الحظ الحسن أو الفأل السيئ. أما «القوى» التى يستشيرونها فى 
عملية التنبؤ بالغيب فهي أرواح الموتى من الملوك أو تي 11. وكذلك أرواح 
الأسلاف. ونحن نعرف أن هناك عنصرا جنسيا فى هذه العبادة» وذلك من 
الآثار الباقية من أشكال الخطوط التي لا يزال من الممكن تمييزها. ولكننا 
نعرف أيضاء من الأسئلة التي تطرح حول آداب تقديم القرابين وتأدية 
الطقوسء أن آلهة التلال والأنهار وغيرها من آلهة الطبيعة والأرواح الحارسة: 
كانت تعبد إلى جانب أرواح الموتى. ولم يكن الموتى وحدهم هم الذين يسألون 
عن الهداية والإرشاد في مسائل السلوكء. بل كان يتوسل إلى قوتهم الداخلية 
(مانا همة31) حتى تكفل خصوية الرجال والنساء والمحاصيل والحيوانات. 


3- الديانات القد يمة: 

لم تكن الأرواحية «ونسندة!" (عبادة آلهة الطبيعة) وطقوس الخصوبة 
وعبادتها--ولا سيما عبادة الأسلاف-مجرد مظاهر لأقدم الممارسات الدينية 
الصينية التي حفظها التاريخ فحسب. وإنما هي تتكرر في صور منوعة 
ومختلفة في «الديانة الشعبية» للعصور التالية. 

وفي عام 1027 ق. م خلفت أسرة تشو 0001 أسرة شانج عمهط5. وحكم 
القصر الملكي لأسرة تشو حتى عام 77١‏ ق. م بوصفهم «الملوك-الكهنة»., 
وظلوا يسيطرون سيطرة تامة على العالم الصيني. ولقد بقيت من هذه 
الحقبة مجموعة من الوثائق؛ وعدد لا بأس به من النقوش على أواني 
برونزية مقدسة؛ وهي جميعا تعطينا فكرة عن ديانة القصر الملكي لآأسرة 
تشو. والديانة الملكية لأسرة تشو تدعى لنفسها أهمية خاصة لا تتناسب مع 
أهميتها الحقيقية؛ وذلك لآن كونفوشيوس نظر إلى هذه الحقبة على أنها 
العصر الذهبي. وقد استشهد ببعض وثائقها باعتبارها شواهد قديمة, 
وبذلك ضمت إلى الشريعة الكونفوشية. وهكذا دخلت كثرة من عناصر 
ديانة «أسرة تشو»ء الملكية إلى العقيدة الكونفوشية. 

كان ملوك الصين الأوائل ملوكا وكهنة في آن واحد. وتعتمد سيادة الملك 


227 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


على أن السماء هي التي قلدته «مهام منصبه». وعندما ثار دون م16١2‏ (وهو 
الذي لقبه ابنه بلقب الملك بعد وفاته) على أسرة شانج تولى ابنه الملك «وو 
2170 (1025- 1027 ق. م) العرش وأسس أسرة تشو. وحكمت هذه الأسرة 
على نحو ما تؤكد وثائق عهدهاء معتقدة أن رسالتها قد قضت يها السماء- 
فالسماء هي التي أزاحت أسرة شانج وأنهت تفويضهم بالحكم: وهي التي 
كلفت أسرة تشو الملكية بتولي هذا المنصب الذي هو «تفويض من السماء»(©) 

وتعتقد أسرة «تشوء أن الإله الأعلى هو السلف الأعظم (شانج-تي- 
13 عمة0) وهو لفظ مرادف ل «تين 1165» (أي السماء). وتمسك السماء-أو 
هكذا كان الاعتقاد السائد-بيدها الكون بأسره (العالم الطبيعي وسكانه- 
وهو العالم المعروف للصينيين). وتقضي بتعاقب الفصول في مواقيتهاء 
وتأمر بدورة الموت والتجدد. وتكفل خصوبة الرجال والنساء والحيوانات 
والمحاصيل. غير أن السماء تمنح مسؤولية تنظيم الكون لوصيها على الأرض 
وهو «ابن السماء تين تزو (10-م6ة1). ولقد وقع الاختيار على أسرة تشو 
للقيام بهذا الدور كما تزعم. و«تنظيم الكون» مسألة لا بد أن تكون مقبولة 
عند السماء (بي ©.) عن طريق الطقوس والشعائر ومن خلال تأدية هذه 
الطقوس التي تستحث وقائع النظام الطبيعي وتسلسله في الكون ووسط 
الجنس البشري. 


4- دور الملك: 
كانت السماء تبدي غضبها بأن تقلب الجو في غير أوانه: أو ترسل 
علامات أخرى خارقة كالصواعق (وهما اضطراب في الدورة المنتظمة):؛ 
وكذلك عن طريق الفشل في الإخصاب (بأن يسحب الموتى ردم قوتهم 
يده 3 لذلك كانت الوظائف الكهنوتية للملوك تعتمد على 
يم القرابين للملوك الخمرات وإلى «شانج- تي نا-ومةا5» الأكثر بعداء ومن 
و تعتمد على تقديم تقرير لله عن مسار الأحداث 
الدنيوية؛ والانخراط في طقوس إيمائية مثل حرث الأرضء وبذر البذور أو 
الغزل الشعائري لشرانق الحرير من شجرة التوت في حالة مليكاتهم: لكي 
تكفل الخصوبة ولتبدأ من جديد دورة الحياة وتجدد السنة. وقد كانت 
عبارة «مقبول من السماء عن طريق الشعائر» (باي 261) هي رخصة الملك 


الصين 


إلى السيادة؛ وهي التي تزوده بالنفوذ السياسي القوي الذي يلزم رعاياه 
بالولاء له. ويساعد الملك في التأدية الصحيحة لواجباته الكهنة والمرتلون, 
فهم خبراء في أشكال الطقوسء ومن أهم واجباتهم المراقبات الفلكية التي 
يقومون بها وتجعل إعداد التقويم ممكنا. 

ويشهد على طبيعة الملك شبه الإلهية اختيار السماء له على أنه ابنهاء 
مما يعطي للملك سلطة سياسية على رعاياه الذين يكلفون بدورهم 
«بالمناصب» عن طريقه. وكما أن الملك يحكم بفضل «تفويض» السماء له 
فكذلك يفعل أمراء الإقطاع في مملكته. إذ-تكون لهم سيادة محلية تحت 
إشراف الملك. وأمراء الإقطاع بدورهم وهم يفوضون الإقطاعيين التابعين 
لهم بالقيام بواجبات معينة. وهكذا نجد الهرم الإقطاعي كله لأسرة تشو 
الغربية يقوم من القمة إلى القاع على إرادة السماء. 

والملك يحكم على نحو مباشر في ملكه؛ بينما يحكم بتفويض الإقطاعيين 
عنه في ولايات الأركان الأربعة؛ ولكل إقطاعي داخل نطاق سيادته الحق 
في العبادة واستحضار الأرواح الحارسة. و«الشؤون الكبرى للدولة هي 
التضحية والحرب». على نحو ما تقول القاعدة الدينية القديمة. ونحن 
نجد النبلاء؛ في الديانة الملكية لأسرة تشو-هم الكهنة والمحاربون في الدولة. 


5- العبادة الملكية: 

تقام العبادة الملكية في معبد الأسلاف» وهو المبنى المركزي في مجموعة 
مباني القصرء أما تخوم القصر التي توجهها الشمس صوب الجنوب. ويتم 
الاقتراب منها اليوابة الجنوبية, فتفتح على فناء عظيم يقع في الجائب 
الشمالي منه ضريح أسلاف أسرة «تشو» وفي المؤخرة عبر بوابتين أخريين 
التي شارك فيهاء وكانت في جانب منها عبادة: وفي الجانب الآخر حفلا 
ملكياء فيقول: في اليوم الأول وقبل الشروق يقوم الكهنة الكبار بتجهيز 
العائدون من حملات عسكرية: أمام البوابة الجنوبية, ثم يدعون إلى الفناء 
الكبير حيث يعرضون أساهم. عندئذ يضحى بالأسرى كقرابين في معبد 


2120 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


الأسلافء ويتقدم المشاركون نحو الفناء الرئيسي حيث يتلى تقرير عن الحملة: 
ثم يسير الملك من الفناء الرئيسي إلى المعبد لتقديم القرابين للأسلاف 
الملكيين. وفي اليوم التالي تولم للرعايا المجتمعين وليمة من اللحوم والخمور 
التي سبق تقديمها مكافأة لهم من الملك. 

ولقد حفظت لنا الطقوس التي كانت تؤدي في مثل هذه الخدمات الدينية 
في أقدم قسم من «كتاب الأغاني»- وهو مختارات من الشعر الصيني المبكر 
وهي ترنيمات لملوك أسرة تشوء. وبغض النظر عن أنها أقدم شعر في اللغة 
الصينية؛ فإن لها أهمية خاصة بوصفها أول تعبير أدبي للصينيين عن 
الشاهر الديكية. ا 

وتتألف الترنيمات من تضرعات واعترافات موجهة إلى الأسلاف من 
الملوك: وتراتيل تتلى للآلهة عن أعمال البسالة . وقصائد أخرى تحتفي أمام 
الآلهة بحضور الإقطاعيين وأتباعهم أثناء الاحتفال وتأدية الطقوس. وهناك 
أغان ترحب بالأتباع وأغان أخرى تعبر عن الإخلاص والولاء ينشدها هؤلاء 
الأتباع للملك. ومن ذلك كله تتألف طقوس العبادة الملكية. ويبدأ الشعر في 
الصنين بإتشاد هده الطغوسن الدينية؛ ولقد نتشات المحاولات الأولى لعلم 
العروض من فقرات نثرية وضعت لتتلاءم مع دقات الآلات وإيماءات الرقص 
في طقوس المعبد. 

ويمكن أن نكون فكرة عن المشاعر الدينية التي تنطوي عليها طقوس 
المعيد من المقتطفات التالية: 

«بهدوء جليل» وانسجام مهيب» 

يسجل الوزراء والفرسان الحاضرون 

فضائل سيدهم المنشئ» 

المتكفل بنا مق قبل السماء: 

الملك العظيم ون.. معء'7ا, 

آه يا مولاي! لعلك تجد وأنت في جلالك العظيم, 

في العمل المتزن: والكلمة المهذبة؛ 

ديجا الاينضيك من باذ فانين. 

جليل ولا حد لجلاله., 

هو تكليف السماء. 


غضيلتك أيها الملك الشهير ون؛ 

تهبط لتغمر بالبركة, 

خدما عن الأرض؛ 

ليس علينا إلا أن نتلفتى خطفكف واحساتك: 

فليحفظها من يآتون بعدنا. 

من ثيران وخراف. 

فلتتبع منهاء 

عناية السماءى 

ورضا الملك. 

ليكخ علينا على الدواء أن تتكشى ضيب السساء: 

حتى نصون عطف الملك, 

ونحافظ على طريقنا المستقيم 

بع عليقا, كن كعاب اباك هلي الأرطن 

أن نطيع أوامر الملك ون مع'17ا., 

وسوف يراقبنا من بعيدء ويشملنا بالتشجيع والتأييد. ثيابه من الحرير البراق. 

وقيعته مرصعة بالأحجار الكريمة, 

خمرة معتقة للغاية لكنها لا تسكرء 

في تواضع جليل يمشي هونا وبلا صوت! 

وسحل الركاكز القدسة. 

والقرون الخاصة بالشراب! 

يمشي من القاعة إلى العتبة 

ويمنح عفوه في النهاية للمسنين». 

ولقد أمدّت توجيهات ملوك أسرة تشوء وترنيمات كهنتهم الدينية أثناء 
تأدية الطقوس-أمذت كونفوشيوس«بوثائق الماضي العتيق» كما أيدت أفكاره 
السياسية والدينية بسلطات قديمة. فأصبحت أفكار معينة من الديانة 


الملكية لآأسرة تشوء معتقدات دينية أساسية عند كونفوشيوس وفى الدولة 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


الكونفوشية التي جاءت بعد ذلك. ومن هذه الأفكار الأساسية فكرة «الموجود 
الأسمي» (تشانج-تي 11-وههط5) أو «الله في الأعالي»): وفكرة الملك الذي 
تقلده السماء نائبا أو مفوضا عنها (تكليف السماء).ء وفكرة أن السماء 
تسحب تفويضها من الأشرار وتوافق على خلع الأسرة الحاكمة عندما 
تنضب فضائلها. وتبرر إحلال أسرة أخرى محلها بأنها«مقبولة من السماء». 

ولقد أدت مركزية الأسلاف من الملوك في مجتمع الآلهة الملكي كما أدت 
عبادتهم وتقديم القرابين إليهم في الديانة الملكية-إلى مركزية الأسلاف في 
الممارسات الدينية التالية. كذلك أصبح إجلال الأموات الأقوياء؛ والتضرع. «للمانا 
8 عندهم من أجل الإبقاء على حياة العشيرة؛ جزءا من العادات الاجتماعية 
للصينيين؛ كما أصبح ولاء الأبناء للأسرة أحد تعاليم كونفوشيوس المركزية. 

وقد أضفى كونفوشيوس الوارع الأخلاقي على الكثير من الممارسات 
الدينية المبكرة؛ لكنها ترجع إلى عصر ما قبل الأخلاق (كما يذكرنا قدر 
كبير من القرابين البشرية التي ذكرناها فيما سبق) فلم يكن الباعث الذي 
يحرك الأفكار الدينية أخلاقيا سواء كان خيرا أم شراء وإنما كان هو 
التحكم في القوى عن طريق الشعائر. لضمان حسن الطالع ولتجنب الحظ 
السيئء وللتضرع للقوة الجامعة للأموات الراحلين. 

وبينما انشغل الملوك والآرستقراطيون «بالحرب والتضحية» وتأدية 
وظائفهم الكهنوتية في الديانة الملكية فإن الإيمان في الري ف كما تدل على 
ذلك إشارات من القصائد الأخيرة في كتاب الأغاني-اتخذ شكل طقوس 
الإخصابء فكانت جموع الناس في الربيع والخريف تتضرج إلى «مانا» 
8 الميت لتخصيب أرضهم وحيواناتهم بل وإخصابهم هم أنفسهم. 


6- الديانة الأر ستقراطية: 

في عام 77 ق. مء نقل ملوك أسرة تشو الغربية عاصمتهم إلى الشرق» 
ومع تغيير العاصمة جاء انهيار قوتهم ونفوذهم., إذ انتقلت القوة السياسية 
الحقيقية في مقابل القوة الشرفية؛ إلى أمراء دولة المدينة ثم أكد حكام 
دولة المدينة استقلالهم شيئًا فشيئًا بعد أن كانوا في الأصل حكاما إقطاعيين 
تابعين للبيت الملكي في أسرة «تشو». ومع نمو الاستقلال اتخذوا لأنفسهم.: 
على نحو متزايد؛ بعض الامتيازات الملكية؛ ومنها الوظائف الكهنوتية التى 


الصين 


كان يتقلدها الملوك القدامى. وترأسوا الطقوس الدينية التي كانت تقام 
للتربة والمحاصيل (أعني عبادة آلهة الخصب ال محلية التي استمتع الأمراء 
بالسيطرة عليها)؛ وأكدوا عبادة الأسلاف في هياكل الأسرة وبذلك وضعوا 
أيديهم على رموز السلطة في دول المدينة» ورد أمراء الإقطاع نسبهم إلى 
أبطال الماضي الذين يعبدون محليا. وهكذا أصبح «هو-تش» أمير ميلت 
11161 هو الجد الأكبر المزعوم لعشرية تشي 01 وصار «يو العظيم» بطل 
الطوفان الأول: هو الجد المزعوم لأسرة تسو 520. وبهذه الطريقة دخل عدد 
من أبطال الزراعة-الذين كانوا حتى الآن محليين ومجهولين في الديانة 
الملكية لأسرة تشو-الغربية دخلوا مجمع الآلهة الصيني. ثم اخترع المؤرخون 
فيما بعد أساسا تاريخيا لآبطال العبادة هؤلاء ورتبوهم في تسلسل تاريخي. 
ولقد حدلك ذتافر العقبة العظيمة للكتابة العاريكية من الرن الثانى إلى 
القرن الأول قمع دوهكذ| قحل «الاباظرة الابتطوريوووبنر ا بيخهم«الخبالية» 
التاريخ الصيني؛ وأرجعوه إلى الوراء عدة آلاف من السنينء؛ وأصبح لهؤلاء 
الأباطرة أهمية كبرى فى العبادة لا سيما عند أسرة هان مه8 وأخذوا 
يظهرون كشخصيات الابعة فى «العبادات المحلية» والديانة الشعبية لذلك 
العمرء والواق انه اليف ككالك وى والاكل كازلة مرح القكرة السابقة لأسرة 
«شانج» على وجود أية شخصية من الشخصيات التاريخية التي حكمت الصين. 

وهكذا استطاع أمراء دول-المدينة-من خلال استحواذهم على الخدمة 
الدينية المحلية» وحقهم في القيام على خدمة آلهة الخصبء. مع سهولة 
وصولهم إلى «مانا» أسلافهم المقدسين استطاعوا أن يفرضوا سيطرتهم 
السياسية على رعاياهم. 

ولقد حافظت دول-المدن على السجلات التي بقى واحد منها كاملا في 
حين بقيت شذرات متفرقات من بعضها الآخر. وتزودنا «حوليات الربيع 
والخريف 0“:1©-مد“)7) لمملكة «لو ددآ» والشروح التي قامت عليها بالمصدر 
الرئيسي للأفكار الدينية التي كانت سائدة في تلك الحقبة. وتحتوي 
السجلات نفسها على رؤوس موضوعات في عبارات موجزة تسجل أمورا 
خاصة بالأسرة المالكة. كحالات الزواج والموت في البيت الملكي؛ والمعاهدات 
والاتفاقات التي عقدت بين «لو» والولايات الأخرى؛ والأحداث المشؤومة 
(كالطقس في غير أوانه؛ أو ظهور مواليد مشوهة:؛ وما شابه ذلك)؛ ومراقبة 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


الكسوف والخسوف والشهبء وكان لهذه السجلات غرض شعائري هو أن 
تحفظ وتدون ما يتعلق بالأسر الحاكمة. ولقد حكمت تقاليد الشعائر عبارات 
التدوين التي صنفت على أساسها . ويذكر كونفوشيوس بكل الإكبار أنه كان 
في كتب الشريعة المقدسة لكونفوشيوس؟ وأصبح التفسير السري لها- 
الذي كتب في أسرة هان-جزءا من التعاليم الكونفوشية. 


7- شامانية الجنوب: 

تختص جميع المصادر التي بين أيدينا عن أسرة تشو في الشرقء تقريياء 
بديانة أمراء دولة المدينة وبديانة الطبقات الأرستقراطية. فنحن فى هذه 
الدقرد لا ضرف إلة القلين هوا لنافة الشعية: تكن مجرلا ية فقن ون : الت 
أصبحت منن القرن الرابع قبل الميلاد تسيطر على الجزء العلوي من نهر 
يانج تسي وضمت أجزاء تعرف الآن باسم أنهوي أءاطقث وهونان صهده8 وهيونان 
وهيبه داءم110 وستشوان ««تااءء52-بقى لنا مجموعة من أغاني الشامان 
كجزء من «مرثيات تشو»». وهي «الأغاني التسع» المعروفة بترنيمات الشامان. 

وتختلف الممارسات الدينية الموصوفة هنا أتم الاختلاف عن الشعائر 
الدينية للأمراء في دول المدينة؛ فالآلهة التي يتضرعون إليها من آلهة 
المناطق المحلية في كيو 001 هي إلهات الجبال والأنهار والأبطال المحليين. 
ويغتسل الشامان-سواء الرجال منهم أو النساء-طبقا للشعائر ويتعطرون 
ويرتدون ثيابا رائعة الجمالء ويغنون ويرقصون على أنغام الموسيقى وهم 
يؤدون طقوس الغزلء ويدعون الآلهة للنزول والاشتراك في معاشرات 
شهوانية. وعندما تنصرف الآلهة يبدؤون في النواح حزنا لفراقهم. أما 
الطقوس المعروضة في «الأغاني التسعة» وهي تُعد أغاني همجية من وجهة 
نظر كونفوشية لما فيها من جنس وروعة وحزن-فقد أنتجت شعرا رفيع 
المستوى: وهاك مثالا منه:- 

«بدأت أخرج من الشرق مندفعاء 

بأقترق وكرسيائج على عم 

وبينما كنت ألح على خيلي لتحث الخطى. 

سطع ليل السماءء ولاح ضوء النهار. 


2314 


وركبت عربة التنين» وقدت المركبة وسط الرعد, 

بينما كانت رايات السحب ترفرف قوق الريح, 

أطلقت تنهيدة طويلة عندما بدأت الصعودء 

كارها الرحيلء: متطلعا بشغف إلى العودة, 

فللجمال والموسيقى سحر خاصء؛ 

يجعل المشاهد المستمتع؛ ينسى أن عليه أن يمضي . 

شد أوتار القانون ثم اتركها تتآلف مع النغم 

اقرع الأجراس حتى تترنج المنصة التي تحملها! 

ولتعزف الناي! ولتنفخ في أنابيب المصفار )1١(‏ 

انظر إلى الكاهنات: كم هن ماهرات قاتنات! 

يدرن بخفة؛ وينخفضن ويرتفعن كالطير أثناء طيرانه! 

ينشدن بالأغنيات. في حينهاء للراقص! 

وطبقات الصوت مع النقرات في انسجام تام! 

وتهبط الأرواح لتحجب الشمس» 

في سترتي الداكة كالسحاب. وتنورتي المزركشة كقوس قزح.: 

أحلق عاليا في السماء قابضا على قوسي. 

صوبت سهمي الطويل وأطلقته على ذئب السماء. 

وأمسكت بالمغرفة لأغرف خمرا بلون القرفة! 

ثم قبضت على العنان» وهبطت مسرعا إلى موضعي؛ 

عائدا إلى الشرق بعد رحلة في ليلة مظلمة». 

ويبدو أن البلاط في «تشوها 0261» كان ينعم بهذه الممارسات الدينية. 
ومن المحتمل أن يكون السر في بقاء الأغاني التسع أنها خلبت لب البلاط 
بهذه المشاهد الدينية. ولكن يكمن خلفها عقيدة شامانية لم تحصر نفسها 
في الجنوب. وإنما انتشرت كديانة شعبية بين الناس داخل دول المدينة. 
ولقد لعب الشامان دور طاردي الأرواح الشريرة: ودور الأنبياء والعرافين أو 
قارئي البخت. ومفسري الأحلام؛ كما كانوا أيضا الأطباء الذين يعالجون الأمراض. 

وتوحي الإشارات المتفرقة عن الشامانيين في آداب تلك الفترة أنهم 
كانوا متواجدين في كل مكان. وفي الاقتراحات التي قدّمت من أجل الأعداد 
لاستعمار جديد في القرن الأول قبل الميلاد. على سبيل المثال-كان على 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


المستعمرين الجدد أن يتزودوا بالأطباء وبالشامانيين للعناية بهم في مرضهم,: 
ولمواصلة تقديم تضحياتهم». مفترضين أن العرف قد جرى على أن يكون 
«الشامان» عضوا من أعضاء مجتمع القرية. وتشير عبارة «أسرة الشامان» 
إلى أن مهنة الشامان كانت وراثية. لكن مع ظهور الكونفوشية ظهرت آراء 
متحيزة ضد الشامان: بدأت بقول كونفوشيوس «إن الأرواح ينبغي احترامها. 
وإن كان ينبغي أيضا إبقاؤها بعيدة عنا» ولما كان الجانب الأكبر من الأدب 
في أيدي الك تموشيين: فقد ازداد تحفظه تجاه الشامانية. 


8 - عصر الغلا سفنة : 

لقد تم وضع البذور الدينية لكل من الكونفوشية والتاوية خلال عصر 
الفلسفة فمن القرن السادس حتى القرن الثالث قبل الميلاد في دول المدينة 
الواقعة في السهل الرئيسي في الشمالء نعمت الصين بفترة غير عادية من 
ازدهار العقل البشريء وكثر عدد الفلاسفة وأخذوا ينتقلون من بلاط إلى 
بلاط ويجمعون الأتباع حولهم؛ ويشرحون نظرياتهم: ويطرحونها للنقاش 
في حوار علني؛ وكل منهم يسعى للعثور على أمير «يضع طريقهم (أي 
فلسفتهم) موضع التطبيق العملي». ولقد وصفهم تسو ماشين معنطء-هم 521(ازدهر 
من سنة 145- 90 ق. م). اللقب بأبي التاريخ الصيني-وصفهم بأنهم «المدارس 
الماكة». ومن هذه المدارس الماكة خرجت مدرستا الكونفوشية والتاوية اللتان أقيمت 
عليهما تعاليم الفلسفتين والديانتين الكونفوشية والتاوية في القرون التالية. 

غير أن الفكر يعتمد على البيئة التي ينشاً فيهاء إذ لم يتوقف تنازل ابن 
السماء» جاكم الصين الحدة: عن السلطة إلى أمراء الضين المقسمة إلى 
إمارات مستقلة عند هذا الحدء وإنما انتقلت السلطة داخل دول-المدينة 
نفسها من الأمراء إلى الأوليجاركيين وهم جماعات النبلاء الأقوياء. ومن 
الأوليجاركيين وعلى الأقل في حالة واحدة؛ إلى دكتاتور من الرعاع. ولقد 
أبرز ذلك من وجهة نظر دينية: المشكلات الخاصة بإقرار السماء للسلطة 
السياسية: ويحقوق رهانة الحخدمات الدننية. 

ثم أضيفت أيضا مشكلة التغير الاجتماعي والاقتصادي إلى الوضع 
السياسي المتدهور لحكام دول المدينة؛ إذ كان المجتمع الصيني في حالة 
تغير والمؤرخ الاقتصادي يلاحظ بغير شكء أن كثيرا من التواريخ الأساسية 


230 


الصين 


عنده هي تواريخ لأحداث وقعت في القرن السابع ق. م. حيث عرف الحديد 
وشكت النقودء وهناك أسطورة تشير إلى وجود مدينة لسك النقود-كما 
ظهرت في دول المدينة جماعات من التجار منظمة تنظيما يكفي لجعلهم 
قادرين على التفاوض مع أمرائهم بشأن الأوضاع والعمليات التجارية. كما 
ذكر شيء في هذا السياق أيضا عن احتكار الدولة لصناعة الملح وتوزيعه. 
وكذلك عن تحكم الدولة في سوق السمك. 

وباختصار, برزت فجأة ضغوط قوية للتعقيدات المربكة لالإنتاج المتتخصص 
وللتجارة بين المناطق؛ وأسس يقوم عليها الاقتصاد مختلفة عن اقتصاد 
تخزين السلع الكمالية المؤدي إلى تراكم الثروة» واشتدت هذه الضغوط على 
المجتمعات ذات الاقتصاد الزراعى البسيط التى تكفى نفسها بنفسها محلياء 
ولتي لم يكو لها الكزانات خارجية سوى إزسال الجزية إلى الحاكم الأغلى: 
وقد أدت هذه التغيرات في مجال الاقتصاد إلى اضطرابات عميقة الجذور 
في التوازن الاجتماعيء كما أدى التغير الاجتماعي إلى قلاقل سياسية. 
وهكذا توجهت الفلسفة الصينية في المقام الأول إلى دول-المدينة الناشئة 
ومشكلات الحكم التى اقترنت بها. وازدادت كذلك الحركة الاجتماعية بين 
الطيقة الأرستغراطية: إذ ‏ تغلب يعض الأزستراظيين إلى مرترقة ووضهوا 

وأصبح آخرون تجارا انخرطوا في مهنة التجارة بين الولايات (والكلمة 
الدالة على التجارة هي «شانج عمةا5» وربما جاءت من استقرار ذرية حكام 
أسرة شانج في ولاية «سونج عما5»)» وآخرون أَجُروا أنفسهم ليعملوا مؤدبين 
لأبناء الأسر النبيلة أو قاموا بفتح مدارس. 

وقد أطلقوا على أنفسهم لقب «جو دت» أي «المهذب» أو «الطيّع الوديع»؛ 
وراحوا يعلمون الناس فنون الحياة في دولة المدينة والمراسم» والطقوس, 
والقراءة والكتابة. مستخدمين مقتطفات أدبية مختارة من الأغاني الشعبية, 
وأغاني البلاط؛ ووثائق الدولة التي اعتمدوا عليها جميعا لتكون بمثابة كتب 
مدرسية. وشكل تلاميذهم «حلقة» تحولت فيما بعد إلى أتباع أو أنصار, 
وسرعان ما ظهرت بينهم مدارس متميزة. وشخصيات رائدة, وبدؤوا ينتشرون 
في دول-المدينة» ويقدمون للأمراء نظرياتهم عن الحكومة وخدمات 
تلاميذهم: ومع حلول القرن الرابع قبل الميلاد. أصبح الفيلسوف «المشاء» 


227 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


شخصية مألوفة في بلاط الأمراء والحكام؛ ونظم بعض الحكام لهؤلاء 
الفلاسفة مناظرات علنية؛ وبذلك أمكن مناقشة النظريات المتنافسة وعرضها 
على الملاً. وأنشأ أحد الحكام وهو ملك تشي :© أكاديمية حاضر فيها أئمة 
الفلاسفة فى ذلك الوقت؛ وكانت هذه الأكاديمية بشيرا بأكاديميات العصر 
الانبراظورى عم الجد اللباشر ‏ السايعة الحينية الحدينة. 

وهكذا واكب عصر الفلاسفة فترة معقدة مركبة. من التغير والتجديد, 
فالقوى الاجتماعية والاقتصادية كانت تسير في اتجاهات خاطئة: ولم 
تفهم طبيعتها في ذلك الوقت إلا على نحو غامض. ولكنها طرحت مشكلات 
لم يكن من الممكن الإجابة عليها إلا بعد فترة طويلة من التفكير والتأمل 
النظري. غير أنه كان يعتقد باستمرار أن المشكلة ذات طبيعة سياسية 
وهي: كيف يمكن استعادة النظام والتوازن في دولة المدينة, ذلك التوازن 
الذي لا يزال حيا في الذاكرة؛ لكنه تحطم بفعل الأحداث الحديثة؟! 

وأكثر ما يهم دارس الدين من بين مدارس العصر الفلسفي هي مدرسة 
كونفوشيوس وحليفتيه في الكونفوشية. وهما منشيوس 1160005 وهسون- 
تسو 11502-12101: ومدرسة المتصوفة: شوائج تسو 121 -عصقنتطك , ولاوتسو -20.آ 
. ذلك لأن الكونفوشية والتاوية ارتفعتا فوق صراعات المدارس الماكة 
وأورثتا الإمبراطورية الصينية فلسفتهما الرئيسيتين والأصليتين. 


9 - كو نفو شيوس : 

الكونفوشية هي أقدم المدارس الكثيرة التي تتألف منها المدارس المائة, 
وكان مؤسسهاء كونفوشيوسء هو الفيلسوف الصيني الأول. ولد عام 55١‏ 
قبل الميلاد في دولة المدينة في مملكة «لو ددآ» ومات فيها عام 479 ق. م 
واسمه هو الصورة اللاتينية ل «كونج فو-تسو 10 -ناقعهدكل» الصينية التي 
تعني «المعلم كونج». وهو ينحدر من أسرة أرستقراطية؛. وبوصفه موؤّدبا 
لآبناء الطبقة الأرستقراطية في المدينة. فقد علمهم فنون الحياة في دولة 
المدينة. ودراسة كتاب «الوثائق التاريخية» وهو مجموعة من السجلات التي 
تتعلق أساسا بأسرة تشو الغربية» وإن لم تكن مقصورة عليهم: و«كتاب 
الأغاني» الذي يحتوي. ضمن أشياء أخرى. على ترانيم شعائرية لملوك 
أسرة تشو الأول. وهكذا غرس في تلاميذه ذوي الأصل الأميري مذهب 


أسرة تشو في الديانة الملكية. 

غير أن كونفوشيوس لم ينظر إلى هذه الوثائق على أنها إنجيل الديانة 
الملكية-رغم أن الكثير منها يتعلق بالدين ويزودنا بالسوابق القديمة لممارسة 
الدين عند الحكام-وإنما ينظر إليها كبقايا للعصر الذهبي. ولقد كانت 
استعادة القيم والممارسات المعروفة في هذا العصر هي في رأي كنوفوشيوس 
الإجابة السياسية على مشكلات دولة المدينة؛ وعنده أن أبطال هذا العصر 
الذهبي هم ملوكه المؤسسون ونء وو لله 181 مع/لاء ودوق تشو-الوصي على 
تشي نج 2608 ابن الملك «وو». كانت القاعدة السياسية التي سار عليها 
كونفوشيوس هي استرجاع سياسات ملوك أسرة تشو الأول. ولقد استند 
كونفوشيوسء بوصفه فيلسوفا إلى نصوص «كتاب الأغاني» وكتاب الوثائق 
التاريخية ولجأً إليها باعتبارها سلطته المرجعية. وكان منهجه كتابيا «أشبه 
بمنهج الكتاب المقدس». وكانت رؤيته كمنظر سياسيء رؤية محافظة:؛ أما 
برنامجه فهو استعادة التراث المبكر والمحافظة عليه.وهو يعلن أنه إنما 
«ينقل ما تعلمه دون أن يخترع من عنده شيئًا». (المختارات رقم .)١,7‏ 


10- نظام أخلاقي واجتماعي: 

وباستخدام هذه الوثائق التاريخية ككتب مقدسة؛ وتأويل لغتها العتيقة, 
تأويلا معاصرا أنشأً كونفوشيوس مذهبا أخلاقيا واجتماعيا من كتابات 
تتعلق بالعرافة ويسيطر عليها السحر واللاأخلاقية. وهكذا نجد «تي 216 
القوة السحرية؛ ومانا همه]2 (القوة الداخلية) عند القدماء تصبحان فضيلة 
بالمعنى الأخلاقي والاجتماعي. وتصبح القوة التي تمارسها «المانا» هي قوة 
المثال التي رأى كونفوشيوس أنها قادرة على تحويل «الخير» إلى قوة لا 
يمكن مقاومتها. وصار أمير النصوص القديمة «تشن شو» 120 -مناط© عند 
كونفوشيوس هو «الأمير الحقيقي» وهو الرجل المهذب على نحو ما ينبغي 
أن يكون عليه الرجل المهذب. كما صارت جين 30 التي تدل على صفات 
أعضاء القبيلة ذوي المستوى الرفيع؛ عند كونفوشيوس صفة عالية للخير لا 
يصل إليها إلا حكماء الماضي وحدهم. 

ولقد كانت عبقرية كونفوشيوس هي التي قلبت الكثير من مفردات لغة 
الديانة البدائية إلى مفردات أخلاقية؛ وحولت تلك الديانة إلى نظام أخلاقي 


230 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


وذلك مع انتقال المجتمع مع الاهتمام بالفأل الحسن والسيئء إلى الاهتمام 
بالضوات والخظا :ونا كان كونفوشيوس قد أنش] ناما اخلافيا بحدينا فقن 
ظل يؤثر في الصينء كما ظل موضوع إجلالهم واحترامهم لأآلفين من السنين؛ 
وإن كان إخلاص أتباعه له قد جعلهم يخلعون عليه شرف النجاح العالمي باعتباره 
رجل دولة ودبلوماسي حتى مجدوه ونادوا به «ملكا لم يتوج قط» أما كونفوشيوس 
التنفين؛ فارتحل إلى ولايات مجاورة لم يجد فيها إلا نفس الإهمال والاستقبال 
العدائي. ولم يعترف بفضله في أيامه إلا حلقة صغيرة من الأتباع والمريدين, 
وكان لا بد من مضي قرون قبل أن تسود تعاليمه؛ ومات وهو يشعر بالإحباط. 


١١‏ المختارات: 
جمعت تعاليم كونفوشيوس في كتاب عنوانه «المختارات» (نالا-صندآ) وهي 
تشتمل على عشرين كتابا (أي فصلا). يتألف كل منها من مجموعة من 
الجمل أو الفقرات من أقوال المعلم التي سجلها تلاميذه. ومن المرجح أن 
يكون تاريخ بعض أجزاء المختارات سابقا على وجود كونفوشيوسء لكن هذه 
مشكلات لا تهم إلا المختصين. كما هو الحال مع الكتابات الدينية المقدسة 
بصفة عامة. أما الرجل الكونفوشي العادي فإن «المختارات» عنده هي 
أقوال كونفوشيوسء. وهي من هذه الناحية تشكل جزءا من الشريعة 
الكونفوشية المقدسة؛ ولقد أضيفت إلى «المختارات» على نحو ما ظلت 
تدرس قرنا بعد قرن-شروح للتوضيح وتوسعات في التأويل. ثم وجد 
الكونفوشيون المتأخرون في المختارات. مرجعا وسندا لأفكار غريبة عن 

معناها الأصلي؛ ويمكن تلخيص أفكار كونفوشيوس الأصلية على النحو التالي: 
هناك طريق على الأمير أن يتبعه وهو «طريق الملوك السابقين» ولما كان 
الملوك السابقون؛ في نظر كونفوشيوسء قد سلكوا في حكمهم وفق ما 
أمرت به السماءء فقد قَدٌموا نماذج تحتذيها الأجيال القادمة؛ وقد فعلوا 
ذلك لأنهم كانوا مهذبين «162». وكلمة «جين» كانت تدل في الأصل على 
عضو من أعضاء العشيرة رفيع المستوى (قارن كلمة 5ممع اللاتينية). وهي 
عند كونفوشيوس تعني أن تكون خيراً إلى أقصى حد. وبأوسع معنى ممكن 


210 


الصين 


للكلمة. ومن ثم كانت صفات مثل «انعدام الأنانية». واحترام الآخرين؛ والأدب, 
والولاء للأسرة والإخلاص للأمير كلها صفات الرجل «الجين». فالرجل 
المهذب الخيّر (الجين) لا يتذمر ولا يشكو وقت المحن؛ وهو جريء واضح 
في مسألة الحق. لكن هذه كلها مجرد جوانب «للجين». فعند كونفوشيوس 
أن «الجين» نفسه هو نموذج متعال لم يبلغه سوى حكماء الماضي إنه كيان 
صوفي وهو الصفة الجوهرية للقداسة. 


2 ا - الفضيلة: 

إذا كانت «الجين 160» هي صفة القداسة؛ فإن تي 76 هي القوة التي تبلغ 
بها هذه القداسة: فالفضيلة ليست مضادة للرذيلة؛ وإنما هي بالأحرى. 
فضيلة باطنية ملازمة-هي قوة شيء ما أو فاعليته. وهي بهذا المفهوم أقرب 
إلى المعنى الذي يقصده كونفوشيوس. وهكذا يكون على الأمراء أن يحكموا 
عن طريق الفضيلة؛ التي هي مركز رفيع تجاوز قوته كثيراً القوة البدنية أو 
القهر. والشخص الخير يمارس الفضيلة فيتحول الآخرون إلى الخير, 
والإنسان الذي يسعى لأن يكون «جين» بتهذيب قوته 16, يبلغ المثل الأعلى 
للأميرء وهذا المثل الأعلى الأميري وهو «تشن-تزو- 1211 مسط0» (حرفياً: 
الأمير) يصبح في تعاليم كونفوشيوس تجسيداً للمثل العليا للسلوك البشرى, 
إنه الإنسان في أحسن أحواله؛ الإنسان كما ينبغي أن يكون: وهذا الإنسان 
الأعلى «تشن-تزو» تحكم «لي 11» (الشعائر) سلوكه كله. وكلمة «لي 11» تعني 
طقوسن الديائة المبكرة أصبحت عند كونفوشيوس شريعة كاملة للسلوك 
المهذب؛ فهي تتحكم في ارتداء الثياب. وفي المراعاة الدقيقة للآداب 
الاجتماعية والأخلاق الحسنة. بصفة عامة؛ بل فى التصرفات والإيماءات 
والإشارات بحيث يضاف المظهر الخارجي الملائم إلى السلوك الأخلاقي. 
وتحت سطح التأكيدات الكونفوشية لدقائق الحياة اليومية يكمن الاعتقاد 
القديم القائل بأن للطقوس نفسها قوتها السحرية. 

ويهتم كونفوشيوس في حديثه عن الخير. وتهذيب القوة التي تولده 
وأداء الإيماءات؛ والإشارات المناسبة التي هي علامته الخارجية-يهتم 
بالأخلاق الشخضية والأحلاق الاجماعية لأن هذا هو الطريق إلى الاتسنان 
المهذب الحقيقي أو المثل الأعلى عند كونفوشيوسء وتلك هي إضافة 


24 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


كونفوشيوس نفسه المتميزة للديانة القديمة إذ أضفى على الدين مضمونا أخلاقيا. 

ويبدو أن كونفوشيوس.أثناء انشغاله بالسلوك الشخصي.ء وبالواجب 
الشخصي - قد أوحى بأنه لا يهتم إلا قليلا بعالم الأرواح وعالم ما فوق 
الطبيعة- «لم يتحدث المعلم عن مشيئة السماءء؛ أو عن معجزات الطبيعة 
أو اضطراباتها» (المختارات 7: 20)ولم يتحدث عن الأرواح (المختارات 
.)21١‏ «لكن المسألة هنا مسألة تشديد في الاهتمام: فكيف يمكنك أن 
تخدم الأرواح خدمة صحيحة قبل أن تؤدي هذه الخدمة إلى الأحياء من 
البشر؟!». بذلك رد كونفوشيوس على سؤال وجه إليه عن أهمية الطقوس 
الدينية. باختصار: إن خدمة الإله تصبح لا معنى لها إذا أهملت خدمة 
الناس. ومن هنا انصب اهتمام كونفوشيوس الأساسي على مشكلات 
الإنسان الأآخلاقية والاجتماعية في علاقته برفاقه من البشر وذلك هو 
جوهر تعاليمه. 


3- ولاء الأسناء: 

الولاء البنوي هو أحد تعاليم كونفوشيوس الأخرى وقد اكتسب أهمية 
كبرى عند بعض مدارس الكونفوشية. وهو باللغة الصينية «هسياو 50ذ115» 
التي تعني أصلا الولاء للآباء الموتى وللأسلاف. والواجبات التي ينبغي أن 
تؤدي لهم كتقديم القرابين: والطعام. أما بالنسبة لكونفوشيوس الذي كان 
يشدد على تأدية الواجب للأحياء. فقد أصبح الولاء البنوي يعني خدمة 
«الوالدين أثناء حياتهما». ومن ثم اكتملت العلاقات الخمس لتعاليم 
كونفوشيوس وهي علاقة الأمير بالرعية: وعلاقة الابن بأبيه, والآخ الأكبر 
بأخيه الآصغرء وعلاقة الزوج بزوجته؛ وعلاقة الصديق بصديقه. واحترام 
الابن لآبيه. عند معظم الصينيين ينطوي في التطبيق العملي: على مواقف 
احترام الصغير للكبيرء والحب والمودة المتبادلين من جانب الكبير للصغير- 
فكلاهما جزء من السلوك اليومي بين الأحياء. ومن الالتزام الديني في 
مراسم العبادة بعد الموت. 


4]- منسشيوس: 
بعد موت كونفوشيوس عام 479 ق. م تفرق تلاميذه (ويروى أنهم كانوا 


242 


الصين 


سبعين تلميذاً). ونشأت منهم مدارس كونفوشية متعددة؛ وأهم شخصيتين 
بين هؤلاء التلاميذ هما «منشيوس ؤ5ذناءمء11» وهسون تسو 00-120ا115» ولقد 
ذهب واحد من الفلاسفة الصينيين المحدثين إلى تشبيه مكانة كونفوشيوس 
في تاريخ الصين بمكانة سقراط في تاريخ الغرب. كما شبه منشيوس 
(المثالي في مزاجه الخاص في فلسفته) بأفلاطون؛ وهسون تسوه«الواقعي» 
بأرسطو. ويشكل كونفوشيوسء ومنشيوس؛ وهسون تسو-نوعاً من الثالوث 
بوصفهم الآباء المؤسسين للكونفوشية. 

ولد منشيوس بعد وفاة كونفوشيوس بقرن. واسمه الصيني هو «منج كو 
10 168 لكنه يشار إليه بإجلال على أنه «منج تسو» (أي منج المعلم)؛ وقد 
ولد عام 390 ق. م في إمارة صغيرة جدا هي «تسو 21501 لا تبعد كثيراً عن 
دولة مدينة «لو» مسقط رأس كونفوشيوس. وتوفى عام 305 ق. م. وكان مثل 
كونفوشيوس سليل طبقة أرستقراطية؛ رغم أننا لا نعرف إلا أقل القليل عن 
أسلافه المباشرين؛ ويجعله التراث الصيني تلميذا ل «تسو-زو 2ه 120» 
حفيد كونفوشيوس وهو أمر قد لا يكون صحيحاً . و كان منشيوس مثل 
كونفوشيوس معلما شغوفاً أن ينال منصبا في بلاط دولة من دول المدينة, 
فبحث عن أمير «يضع طريقه موضع التطبيق» ومر مثل كونفوشيوس بتجارب 
محبطة عندما أخفق في العثور على مثل هذا الأمير. وبعد أن خدم فترة 
وجيزة وزيرا في ولاية «تشي» اعتزل العمل ليعيش حياته الخاصةء وهناك 
واصل تعليم طريقه لتلاميذه المخلصين. 

وبعد وفاة منشيوسء جمع أتباعه أقواله وتعاليمه. وهناك نص بعنوان 
«أعمال منشيوس» لا تزال باقية ويحتوي على كثير مما جمع بهذه الطريقة. 
ويسير كتاب أعمال منشيوس على غرار كتاب «المختارات» لكونفوشيوس» 
فهو يحتوي على أقوال للمعلم على شكل جمل وفقرات؛ وحكايات توضيحية: 
وحكم وأمثال سائن وما شابه ذلك. 

غير أن الفقرات مطولة والمعالجة أكثر تفصيلا مما هي عليه عند 
كونفوشيوسء وليس ثمة محاولة ملحوظة لترتيب الفقرات حسب الموضوعات 
أو التسلسل. والقارئ-الذي لا يوجه إليه منشيوس الحديث مباشرة-مدعو 
إن صح التعبير إلى أن يسترق السمع للمحاورات التي تدور بين المعلم 
وتلاميذه؛ وإلى أن يتجول عشوائياً عبر جميع درجات الطيف لفكر منشيوس. 


215 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


وبدلاً من أن يحصل على أية تعاليم مباشرة فإن عليه أن يقوم بضم شتات 
تلميحة هناء أو إشارة ضمنية هناكء أو مثلء أو حكاية رمزية؛ وأمثولة. وحكمة- 
بحيث يسلك ذلك كله في عبارة منسقة هي فلسفة منشيوس. إن كتاب «أعمال 
ماللتيوين: مكلة مل مهتا رالني يكل شر من الشريعة القدسة الكوشرفية: 

والهدف الذي تذر له منشيوس نفس هكما فعل معلمه ومرشده 
كونفوشيوس-هو أن يستوعب حكمة القدماء دون أن يبدع شيئًا من ذات 
نفسه©). لكن عملية النقل دون إبداع» على نحو ما حدث في أحيان كثيرة 
في تاريخ الكونفوشية؛ تحولت إلى عملية «الإبداع عن طريق النقل». فقد 
كان منشيوس يتحدث إلى عصره الذي رأي من الواجب عليه تأويل حكمة 
القدماء تأويلا جديدا . وي هذه العملية نفسها يكمن إسهامه المميز في الكونفوشية. 


5 1 - أفكار عن التاريخ: 

كاورطو الوك الما رك وق طق الوق قيوتن حقو فر ااراقرة لبيرة 
تشو المبكرين (في القرنين الحادي عشر والعاشر ق. م). أما أسرة تاشنج 
510 وأسرة هسيا 0 اللتان سيقتا أسرة تشو فقد وجدتا ف رأي 
كونفوشيوس في عهود وهمية مبهمة؛ وهو لا يكاد يذكر البطلين «ياو مدلا» 
ودشون مسطك7 . أما فى عصر منشيوس؛ فقد دمت أفكار الصينيين عن 
تاريخهم المبكر. ووصلت إلى مرحلة موغلة في القدم, ومن هذه الزاوية بدأ 
العالم بالطوفان» ثم أصبح صالحا للسكنى بفضل جهود ثلاثة من الأبطال 
هم ياوء وشون ويو الآكبر. ولقد عين ياو ودشون» من يخلفونهما على العرش. 
الأكبر هو المؤسس المزعوم لأسرة «هسيا». ثم نظم المؤرخون بعد ذلك: 
هؤلاء الأبطال في أسر واعتبروهم حكاما دنيويين. ولكن في أيام منشيوس 
كان العصر الذهبيء أو عمر الكمال الأول هو عصر «ياو وشون». وأصبحت 
أفكار منشيوس عن القداسة أكثر دنيوية وسط هذه اليوتوبيا الموغلة فى 
مثاليتها غفي إمكان أي إنسان أن يكون «يا وأوشون». كذلك أصبح الجين 
دعل وهو المثل الأعلى الذي لا يمكن تقريبا بلوغه عند كونفوشيوسء؛ أصبح 


211 


الصين 


والى «يى» آلا وهى فى الأصل كلمة تعنى «الحقوق شديدة القدم» أو ذات 
الجذور السحيقة-وأأصبحت عند منشيوس تعنى العدالة: العدالة الاقتصادية 
والاجتماعية. وهكذا أصبحت الإنسانية والعدالة الدعامتين الرئيسيتين 


لتعاليم منشيوس. 


6- الانسانية والعدالة: 

أدخل منشيوس من خلال تأكيده على العدالة: الاهتمام بالناس العاديين 
أو الشعب» أي المين نم في مقابل الجين مه (أو الأرستقراطية). لم يكن 
لدى كواموقيوس ماايقوله حرق الشنعي إل أقل القليل فى ميق [صبيع 
ضمان وصول الشعب إلى حقوقه هو واجب الأمير الأول عند منشيوسء؛ ثم 
إن السماء هي حارسة الشعبء. وهي تبدي استياءها وغضبها عندما يعاني 
التانن.هذا التاكيد على أهمية غير الثاس وسعادقيهم فى الكوتفوضية. 
والفكرة الق ضول إن ذلك هو معيان الساقم القاض ل كانت إخدى إسهامات 
منشيوس في «الطريق». ولقد كان لدى متشيوس الشيء الكثير ليقوله عن 
الاقتصادء وعنده أن حلقة الاتصال بين الاقتصاد والأخلاق حلقة محكمة: 
«فالذهن الثابت بلا معيشة ثابتة أمر مستحيل«(منشيوس 3 أ: 5). وهكذا 
يصبح هدف الحكومة «هو توفير ضرورات الحياة بكميات كافية» (منشيوس 7 ب:12). 

والرجل المهذب عند منشيوس «هو الذي يكون مهذبا بحق» فلا يكفي أن 
يكون قادراً على تحقيق «الجين», بل يجب أن يكافح لتحقيقها بالفعل. 
والأمير الذي تتحقق فيه هذه الصفات. هو الذي يحقق أهداف الحكم 
الملكي الصحيح: وهي رفاهية الدولة» واستمرار الملك في نسله؛ وولاء العالم 
كله له. إن «الجين» يتولد عنها السلطة أو القوة «تى 16». وهى الهيبة أو 
المكاثة والمصداقية التى هي الضند المقابل ثلبا «هزاي القوة البدنية أو الإكراه). 
ومن ثم يكون الوانج وسة17(وهو الحكم الملكي الصحيح).؛ والبا 88(الحكم عن 
طريق القوة) هما على هذا النحو ضدين متعارضين؛ وسوف يصبح الحكم 
عن طريق فضيلة عليا بدلاً من الحكم عن طريق القوة: عاملاً مؤثراً للغاية 
في التفكير السياسي الكونفوشي المتأخر. أما التزامات الطاعة والولاء 
البنوي فهي تلقى تأييداً خاصا عند منشيوس. وإذا كانت إحدى الفلسفات 
المعارضة تذهب إلى «أن الناس ينبغي عليهم أن يحبوا بعضهم بعضاً على 


215 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


قدم المساواة. فإن منشيوس يرى تعارضاً بين «الواجب الأسري الخاص؛ 
وتدرج العواطف بأولياتها من حيث كبر السن والتماسك الاجتماعي الذي 
يكفل ذلك-وبين «حب البشرية بأسرهاء» وهو الحب الذي رأى أنه يدمر 
التنظيم الاجتماعي للأسرة والدولة. 


7- الموجودات البشرية ومصير ها : 

موضوع الطبيعة البشرية والمصير الإنساني. وبينما نجد أن كونفوشيوس 
لم يتحدث فط في هذا الموضوع؛ فقد كانت الطبيعة البشرية (هسينج 
عمزوكم) عنك منشيوس خيرة بفطرتها (وظهرت في عصره غدة نظريات 
حولها). فيشهد على صدق خيريتها الفطرية وجود إحساس عام شامل 
عند الناس بالتقارب وبالصواب والخطأاً. ووجود هذا الإحساس يجعل 
الموجودات البشرية مختلفة عن غيرها من الكائنات الحية الأخرى بيد أن 
الطبيعة البشرية يمكن أن تشوه وأن تصاب بالضمور والاختفاء ما لم ترب 
هسين دذ:11 س“15»: وذلك لأن العقل هو مستقر العدالة الإنسانية والطبيعة 
(هسينج عمذ:11) والعقل (هسين م:ذ:11) يحددان من نحن وماذا نكون. فقدرنا 
(مينج 8ه31) هو الذي يتحكم في حظنا ويحدد فرصنا في الحياة. ولقد 
كان القدر أو المصير قعصتالاء في الأصلء» في يد صاحب الإقطاعية, وكان 
منحة من ابن السماء بوصفه نائيا عن السماء في حكم الإقطاعية. ثم 
أصبح في الاستخدامات الأوسع هو نصيبنا في الحياة أو المصير الذي 
فإنهم لا يستطيعون تحديد مصيرهم الذي هو بين يدي السماء. وهكذا 
اعتقد منشيوس أنه على الرغم من أن جميع البشر هم بفطرتهم خيرون؛ 
فإن تحقيق هذا الخير يرتبط بمعرقة الذات وتهذيب النفس. 

8 1 - هسون تسو : 


الآباء المؤسسين للكونفوشية. عاش قرب نهاية عصر الفلاسفة. لقد قدم 


210 


الصين 


كونفوشيوسء بوصفه راكداً لعصر الفلاسفة: تعاليمه دون أن يتحداه 
الفلاسفة الخصوم. ثم قام منشيوس بتطوير تعاليم كونفوشيوس تحت 
تأثير هجوم النفعيين واللذيين (انظر فيما بعد رقم 20). أما هسون تسو 
فقد دافع عن الكونفوشية وهو مزود بالمعرفة الكاملة لدعاوى الفلسفات 
المعارضة:؛ وتسلح بوسائل فنية عالية مكنته من المشاركة في المناظرات الفلسفية 
التي تطورت مع اقتراب العصر من نهايته. فعرض الكونفوشية بطريقة جعلت 
من عرضه أكمل البحوث الفلسفية وأحسنها تنظيما في عصر الفلاسفة. 

وعلى حين أن منشيوس أعجب بالفضيلة عند كونفوشيوسء فإن «هسون 
تس» أعجب بتعاليمه؛ ويهاجم «هسون تسو» منشيوس بسبب ميوله المثالية, 
مفضلا لنفسه عقلية أكثر صرامة ونظرة وافعية للمشكلات. ولقد أعاد 
هسون تسوء لهذه النظرة؛ تأويل الكونفوشية بطريقة تختلف في جوائنب 
منشيوس عصر ملوك أسرة تشو المبكرين مقتربا بذلك من كونفوشيوس. 
البطلين الأسطوريين «ياو» و «شون». أما عند «هسون تسو» فتعبر عنه 
الحقبة التاريخية المسجلة للملوك الأول من أسرة تشوء وبذلك جعل السلطة 
تقوم على أساس متين من سجلات التاريخ ووثائقه بدلا من أن تعيش في 
عالم الأساطير والخرافات اليوتوبي. 
والصورة الطبيعية. والطبيعة البشرية التي هي أبعد من أن تكون خيّره بالفطرة كما 
ذهب إلى ذلك منشيو س كانت في أساسها شريرة في رأي هسون تسو. 

ربما كانت كونفوشية «هسون تسو» أقل من غيرها تعالياً (ترنسند نتالية) 
وأكثر تركيزا على الجانب الإنساني. فقد بدأ من مقدمة قاسية تقول إن 
البشر ولدوا شريرين لكنه في الوقت نفسه يؤكد بقوة عن اعتقاده بأنه في 
استطاعتهم, أن يصبحوا أخيارا بالتربية والتهذيب الأخلاقي. وتستمد التربية 
والتهذيب الأخلاقي من النصوص الكلاسيكية؛ ومن النظر إلى حكماء الماضي 


2427 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


باعتبارهم قدوة, وهؤلاء الحكماء لا يختلفون عن سائر البشر في طبيعتهم 
ومواهبهم الأساسية: وإنما هم نماذج لما يمكن للمرء بلوغه بالفهم والبصيرة 
الأخلاقية, إذا هو استخدم العقل استخداما سليما . وإذا تم ذلك فإن «هسون 
تسو» يقدم آمالا براقة لا حد لها للاصلاح من خلال الدراسة؛ وهذا الارتفاع 
بفضائل الدراسة والبحثء أعطى للكونفوشية-على نحو ما تطورت فيما 
بعد-إحدى سماتها الآساسية. وكذلك أصر «هسون تسو»ء على أن غاية 
العملية التربوية والوظيفية المناسبة للرجل المتعلم هي أن يحكم؛ ومن ثم 
فقد أصبحت إحدى بديهيات الكونفوشية المتأخرة هي القول بأن أفضل 
المتعلمين هم أولئك القادرون على خدمة الدولة؛ وهي فكرة عبرت عن 
نفسها في الخدمة المدنية الصينية؛ التي كانت تزود بحاجتها من الموظفين 
الأفقام ع طرق الامححانات. 

هذه الوجهة المتفائلة من النظر-رغم قسوتها-إلى الآمال البشرية المرتقبة 
في هذه الحياة. جعلت «هسون تسو» لا يرى في السماء إله كونفوشيوس 
المتعالي؛ ولا إله منشيوس المشخص الأخلاقي-وإنما يرى الطبيعة غير 
المشخصة. وعملية الصيرورة الطبيعية. 


9- العضل البشرى مركز الكون: 

ما دام النظام الأخلاقي, والكمال البشري, يبدآن من العقل» فإن العقل 
البشري يصبح في نظر «هسون تسو». مركزا للكون. ولقد قادته هذه الفكرة 
إلى نظرة إنسانية وعقلانية للدين: فأدان» بغير تحفظ؛. بعض الممارسات 
الدينية واعتيرها من قبيل الخرافات-ومن ذلك: الصلاة استجلايا للمطر, 
وطرد المرض بالرقى والتعاويذ. وقراءة بخت المرء من ملامح وجهه. لكنه 
ضوء العقل البشريء كما أنكر وجود الأرواح الشريرة والأشباح الضارة. 
وأصبحت أرواح الأسلاف وقوى الطبيعة عند «هسون تسو» تجليات للسمو 
الخلقي. وبالفهم الكامل للطبيعة يستطيع الناس في رأيه أن يسيطروا على 
في الكونفوشية. 

اقم سيق ١‏ جر اننا أذ وا زناه (اطهرين النبيانة) لبك ف عند كرتت شيرن 


28 


الصين 


أصبحت شريعة السلوك البشريء ومراعاة «لي» تؤدي دورا هاماً في 
الكونفوشية المتأخرة. ولقد اشترط «هسون تسو» تبريرا عقلياً جديدا للدور 
الذي تقوم به «لي» في الحياة. فمراعاة الإشارات أو الإيماءات المناسبة, 
وارتداء الملابس اللائقة؛ والمحافظة على المظهر السليم: والسلوك الصحيح., 
أي كل ما تتضمنه «لي» عند «هسون تس» تعد في نظره نظاما لكبح الرغبات: 
ولتصحيح السلوك السيىّ الذي يتعرض الموجود البشري الفطري «غير 
المتعلم» للوقوع فيه. بذلك أصبحت «لي» وسيلة تدريب نافعة في تنقية 
الانفعالات البشرية وتجميلها. 

ولقد أدى هذا المذهب العقلى الكاملء والآراء التشاؤمية عن الطبيعة 
البشرية الأصلية؛ في مقابل تعاليم منشيوس_ أدت بالكونفوشية المتأخرة: 
عندما أصبحت آراء منشيوس تقليدية-إلى قدر من الاستهانة بشأن «هسون 
تسو». ولكنه عبّر عن فكرة أصبحت مركزية في الكونفوشية: وهي التأكيد 
على أهمية الفضائل في التربية وواجب العالم في أن يحكم. 

ونحن نجد في كتابات «كونفوشيوس» و«منشيوس» و«هسون تسو» النواة 
الفلسفية والدينية؛ إن صح هذا التعبير لما عرف فيما بعد باسم الكونفوشية. 
لقد كان على الكونفوشية المبكرة في عصر الفلاسفة أن تتنافس مع المذاهب 
المعارضة:؛ ولم تكن قد قبلت بعد على أنها الفلسفة والدين الرسميان؛ وقد 
استمر هذا الحال لمدة قرنين أو ثلاثة. وكان على الكونفوشية أن تتعرض 
للمزيد من التهذيب على يد الفلاسفة المتأخرين؛ قبل أن تستقر صورتها التقليدية. 


0- النفعيون واللديون: 

كان منتشيوين يالكوين أن الباله والنيره يكهع ف اناه لبائيم باتع 
تشوه صدلا؛ ناطهء وموتسو 240-150 وهما فلسفتان منافستان: تمثل الآولى 
مذهب اللذة عند «يائج تشو» كما تعبر الثانية عن مذهب المنفعة عند «مو- 
شودوقنا مما تلان هديا جاذا وخطيراً للعرندرشية اللبكرة: 

ولقد كان «لموتسو» (الذي ازدهر عام 479- 38١‏ ق. م) والمدارس الفلسفية 
التي تطورت بين تلاميذه-تأثير قوي في عصر الفلاسفة؛ ولكن هذا الأثر 
تضاءل في عصر الإمبراطورية» حتى لقد عانت فلسفة مو أو الموهية سسعنطه/1 
من خسوف حقيقي. ثم زاد الاهتمام بها. وعلى نطاق واسع؛ في العصر 


210 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


الحديث. إذ يبدو أنها احتوت أفكارا معينة سارت في تواز مع تعاليم المسيحية 
والماركسية في آن واحد. 

لم يستفد مو. على خلاف كونفوشيوسء من سلطة القدماء إلا قليلا: 
فهو لم يجد بأسا من الاقتباس من السابقين القدماءء ولكنه فضل أسرة 
هسيا 11514 على أسرة «تشو». كما أنه لم يلجأ على الإطلاق لأي حدس 
صوفيء إذ تكشف لنا الفقرات المسهبة التي خصصها المتصوفة في كتاباتهم 
لنقد منطق «مو» وتفنيده إلى أي حد كانت المعارضة التي آثارها «مو» 
ومدرسته ضد التصوف مرعبة. فمشكلات المجتمع عند «موتسو» لا يمكن 
اقتحامها إلا بنبذ السلطة والسلف والبدء من جديد في ضوء العقل الخالص. 
ولقد وصل مو إلى مسلماته عن طريق الاستنباط ثم أخذ يواصل الحجاج 
بطريقة استقرائية من مقدمات معطاة. ذهب مو إلى أن المجموع الكلي 
للتجربة البشرية يشهد بوجود إله؛ وأن لهذا الإله غاية وإرادة» ويمكن أن 
نتصور الغاية والإرادة في الحب والرحمة. والنظام هو التجلي النهائي 
للرحمة الإلهية. ويكمن سر نجاح الأمير في بحثه عن أسباب الاضطراب 
إذ يمكنه عندئنذ فقط أن يعالج شروره. ومادامت الناس جميعاً تصغى 
للسماء؛ فمعنى هذا أن الناس جميعا متساوون في أعين السماء؛ إن السماء 
قطن فلك العادل والنظاله" . والسماء شو حبها على الثائن جميها: 
بغض النظر عن أشخاصهم.؛ ويترتب على ذلك أنه ينبغي على الناس أن 
يحبوا بعضهم بعضاً بلا تمييز وبقدر متساو. 

والفكرة التي تقول إن على الناس أن يحبوا بعضهم بعضا على قدم 
المساواة بصرف النظر عن أولوية الحب للأسرة وللأمير. بدت لمنشيوس 
مدمرة للحياة ذاتهاء ولهذا نراه يحتج قائلا «إنها إهانة للمشاعر البشرية 
كلها». وفي العصور الحديثة؛ ومع الدعاية لإنجيل المسيحية في الصين, 
اكتشف بعض الباحثين الصينيين في «موتسو» مبشرا آخر بإنجيل المحبة. 

وعلى الرغم من اعتراضات الكونفوشية على نظرية المحبة للناس جميعاً 
على قدم المساواة. فقد واصل «موتسو» عرض فكرته موضحا أن الناس 
يفهمون ما الذي يجلب لهم النفع؛ وما الذي يسبب لهم الضررء ولو أتيحت 
لهم الفرصة لاختاروا المحبة الشاملة الجامعة. ولا بد أن يكون المعيار هو الإجماع 
على الصالح العام؛ وهذا الصالح العام لا بد أن يكون المحبة الشاملة الجامعة. 


الصين 


ولقد أدت فكرة الإجماع على الصالح العام «بموتشو» إلى بديهيتين 
سياسيتينء الأولى هي بديهية الصالح العام (أعظم نفع لأكبر عدد من 
الناس) الثانية هي بديهية الإجماع العام (النظرية التي تقول إن السياسة 
التي تؤدي إلى أعظم نفع لا بد أن يوافق عليها الجميع). وينتج عن ذلك أن 
القادرين وحدهم هم الذين يصلحون لخدمة الدولة بفض النظر عن الطبقة أو 
الأسرة. ويجب أن تكون أسمى آيات الشرف وأعظم ألوان التقدير من نصيبهم. 

إن الفعل الأخلاقي الأسمي للفرد-في مذهب موتسو إنها يوجد في فعل 
التضحية من أجل الجميع. ولقد كون مع تلاميذه لتحقيق هذه الغاية, 
جماعة متعاهدة من الإخوان: وانخرطوا في مذهب متطرف من الزهد 
وارتدوا ثيابا خاصة ووضعوا شعارات مميزة وأذعنوا تماما لرئيس الجماعة 
أو النظام. وهم يذكروننا بنظم الرهبنة الدينية في الغرب المسيحيء وقد 
كانت الحرب في نظام الأخوة عند «مو» هي النقيض الصريح للحب الشامل؛ 
ولهذا انتقد هذا النظام أي ضرب من ضروب العدوان انتقادا شديداًء 
وذهب خصومه إلى أن الحرب هي سوط عقاب في يد الصالحين:؛ وأن 
القتال في سبيل قضية عادلة هو نفسه عدالة: بينما ذهب أتباع «مو» إلى 
أن الحرب في ذاتها شرء وإن كان ذلك لم يمنعهم أيضا من القول بأن 
الصالح العام الذي هو أعظم قدر من الخير قد يكون في دفع العدوان. 

ولقد كرس فرع من المدرسة نفسه لتحقيق هذه الغاية عن طريق دراسة 
فنون الدفاع عن المدينة. وكان من أعجب النتائج الجانبية لهذا الهدف 
اختراع عدد من وسائل التحصين. وتتضمن «قوانين المنطق» عند مدرسة 
«مو». إشارات عديدة إلى الميكانيكاء ومبادئّ علم البصريات-ولا شك أن 
منشأً ذلك هو الاهتمام بالهندسة الحربية-وهي تعد من أقدم الملاحظات 
العلمية في اللغة الصينية وكان يؤكد للمدينة التي تدعو الأخوة «الموهيين»- 
في تلك الأيام-. لتولي شؤونهاء إن الدفاع عن المدينة خليق بأن يتولاه رجال 
كرّسوا أنفسهم للفكرة القائلة بأن أعظم قدر من الخير يكمن في تضحية 
المدافعين بحياتهم. وهناك آثار طريفة لهذه الفكرة في اللغة الصينية إلى 
يومنا الراهن: لأن تعبير «موشو نامط1/10-5» (التي تعني: دفاع مو) هو تعبير 
يرادف الدفاع «العنيد», أو الدفاع «بدون تفكير». ومع ذلك فقد تفوق, 
تلاميذ «موتسو» في الدفاع عن مذهبهم. أما الغرض الرئيسي من كتابهم 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


عن قوانين المنطق فكان هو دراسة أساليب البرهنة التي أخذوها على عاتقهم. 

ولقد ذهب «يائنج شو تانء عمة'9» الفيلسوف الأبيقوري. المنافس الرئيسي 
الثاني لمنشيوسء إلى أن دولة المدينة أصبح إنقاذها أمرا متعذراء إذ لم يعد 
من الممكن أن تسترد عافيتهاء ولهذا ينبغي أن يكون الاهتمام الرئيسي عند 
الناس هو اهتمامهم بأنفسهم,: وعليهم أن يبحثواء في عصر محفوف 
بالمخاطرء عن المحافظة على أشخاصهم هم. والعناية بتكاملهم: كما ينبغي 
عليهم أن يرفضوا التورط في الانشغال بالأمور المادية وألا يتركوا شيا 
رهينة في يد القدر بانفماسهم في رغبة غير مثمرة. وقبل كل شيء ينبغي 
عليهم ألا يورطوا أنفسهم مع رفاقهم. ولقد رفع «يانج شو»ء راية المذهب 
الفردي ضد فضائل النظام الاجتماعي. وبدلا من أن ينقذ المدينة اعتقد أن 
الأهم هو إنقاذ الحياة الفردية. 

لم يترك لنا «يانج شوء أية كتابات: ولم تعرف فلسفته إلا من إشارات 
الخصوم إليها. وهناك كتاب يستظل باسمه هو جنة الفذة الذي كتب وطبع 
بعد موته بوقت طويلء وربما كان تجميعا منحولاً. ولقد عانت سمعته كما 
عانت سمعة أبيقور ولنفس الأسباب إلى حد كبير. ومع ذلك فإن معاصري 
«يانج شو» يشهدون بتأثيره في عصره. ومن المرجح أن يكون هو الذي بشر 
بالمفكرين التأمليين والمتصوفة الذين جاءوا بعده بوقت قصيرء والذين اشتهروا 
بأسماء «شوانج تسو» و «لاوتسو». 


١‏ 2- التاوية الفلسفية: 

كانت الكونفوشية والموهية ددهونطه310 فلسفتين فعاليتين اهتمتا بفنون 
الحكم في دولة المدنية وبالأخلاق الاجتماعية؛ وبذلك كانتا فلسفتين دنيويتين 
مشغولتين بالعالم الذي نعيش فيه . وقد كان من شأنهما أن يؤديا في النهاية 
إلى كونفوشية تصبح هي ديانة الدولة وهو جانب الحياة الدينية الصينية 
الذي يمكن أن نفكر فيه باعتباره جانبا أخلاقيا. 

ولكن بينما كان الفلاسفة «الفعالون» يدعون إلى نظرياتهم في بلاط 
دول المدينة وعواصمهاء كانت أنشطة فلسفية مختلفة أتم الاختلاف تتم في 
الريف. أعني خارج المجتمع إن صعٌ التعبير. وكانت هذه الأنشطة هي 
فلسفات دعاة السكينة و«الطمأنينة». 


الصين 


انصب اهتمام هذه الفلسفات على «العالم الآخر». وسعت إلى إدراك 
الذات وتهذيب النفس من خلال تمرينات «اليوجا» للوصول إلى أقصى 
درجات العلو. وهم يرون في العلو تلك الواحدية الثابتة التي تكمن خلف 
عالم التغير وتعطي في نفس الوقت كلا من قوة الدفع وحركة الحياة؛ وهذه 
الواحدية هي التي يسمونها تاو 10" ويتحدث جميع الفلاسفة في الصين 
القديمة عن التاو عندهم. أي عن طريقهمء أما فلاسفة الطمأنينة فهم 
يتحدثون عن التاوية نفسهاء ونتيجة لذلك أطلق عليهم اسم «التاويين»», 
وكانت أفكار هؤلاء التاويين هى التى أوحت فى النهاية بالديانة التاوية- 
واللك جلدم الحياة الدينية الصيقية يكن الول عند الايخاني دوق.: 

لقد ألهمت الكونفوشية ديانة الأخلاق والسلوك الاجتماعىء وكانت لها 
جذور في ديانة القدماء الأرستقراطية. أما التاوية فقد البعك انه الصو 
وأصولها أقرب إلى الديانة الشعبية عند القدماء فهم يسعون إلى دخول 
عالم المعرفة عن طريق غيبوية الشامان أكثر مما يفعلون ذلك عن طريق 
سجلات القدماء ووثائقهم. وتعكس الكونفوشية والتاوية في صورتيهما 
المتأخرتين-شيئًاً من هذه الأصول: فالكونفوشية كانت. في الأعم الأغلب, 
ديانة البلاط وعلية القوم من الأرستقراطيين. في حين لم تفقد التاوية قط 
صلتها بجذورها الشعبية. 


2- محور الكتابات المقدسة عند التاويين: 

يضيف لنا مجموعتان من كتب التاوية من عصر الفلاسفة. وهما 
المجموعة المسماة بكتب شوانج تسو 1201 011308» و «ليه تسو 1501 طعنآ. 
وفضلاً عن ذلك فهناك كتاب تاوي موجز ظهر عُفلاً قرب نهاية هذه الحقبة, 
وهو كتاب خلافي للغاية في نغمته عرف باسم «تاوتي كنج وصنط0 ءا 150»- 
وتشكل هذه الكتب الثلاثة محور التاوية. وهو بغير شك أقدم كتب في 
المؤلفات الدينية التاوية من بين مجموعة هائلة من الدراسات التاوية التي 
تشكل الشريعة التاوية. 

ينسب مؤلف «تاوتي كنج !!'". في التراث التاويء إلى «لاوتسو» وهو 
شخصية تعد من الناحية التاريخية موضع شك. وتلك هي الحال نفسها مع 
كتاب «ليه تسو». أما تشوانج تسو (5369-5286 ق. م)2. فقد كان على 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


خلافهما شخصية تاريخية ومعاصرا لمنشيوس. غير أن الكتاب الذي يحمل 
اسمه يحتوي فيما يبدو. على كتابات لمؤلفين مختلفين وضي فترات مختلفة. 
وإذا نظرنا إلى هذه الكتب من حيث هي فلسفة؛ فلا بد من النظر إليها في 
ضوء هذه النظرة التاريخية العبارمة آما من حيث هى كتابات 500 
لديانة متاخرة فيمكن النظر إليها على أنها شراكع زلا توه و:ركانواتج 
تسو المؤسسين المزعومين للتاوية الدينية؛ اللذين يضيف إليهما احترام 
الأتباع فيما بعد الكثير من تفصيلات سير القديسين. 

وتتمثل أفرع الفكر التاوي في الأجزاء المختلفة من كتب «شوانج تسو» و 
«ليه تسو» و «لا وتي تشنج» ولكن هناك أفكارا أساسية معينة وأسساً 
مشتركة بينها جميعاً: وتلك هى الفلسفة التاوية. 

ويصف كتاب «شوانج فيد في صورة أمثولات أو حكايات رمزية: 
وحوارات متخيلة بين «شوانج تسو» ونقاده؛ وانتقادات لاذعة لأحاديث 
المقاطعة. وقصص عن القديسين التاويين-يصف شكلا من أشكال المعرفة 
لا يلم به إلا الخبير أو السالك فحسب. والحديث عن هذه المعرفة: دع عنك 
مناقشته مع أي شخص آخر فيما عدا الخير. عمل لا طائل وراءه؛ فكما أن 
آلهة النهر لا تعرف شيئاً عن البحرء أو أن الحشرة لا يمكن أن تتصور 
طيران الطيور الكبيرة المهاجرة؛ فكذلك الإنسان «قليل المعرفة» (أو صاحب 
الفكر الدنيوي) لا يمكنه أن يتصور «المعرفة الأعظم (أو رؤى الصوفي) فهذه 
المعرفة يظفر بها الخير في حالة الوجد. وهي حالة؛ «أفقد فيها ذاتي». 

يمضي الخبرء في حالة الوجد. في رحلة ممتطيا صهوة الريح؛ تحمله 
«عريات السحب» إلى اللامتتاهيء فيرى «أن السماء والأرض ظهرا إلى 
الوجود معي. ومعي أصبحت الأشياء جميعاً شيئاً واحدا». وضي هذه الرؤية 
تكون كل الأشياء نسبية؛ وتتآلف جميع الأضدادء وتنسجم جميع المتقابلات. 
والواحد هو التاو 100 إنه التلقائية الشاملة لجميع الأشياء. فكل شيء هو 
كذلك من ذات نفسه. ومن ثم يستطيع «التاو» «أن يفعل كل شيء بألا يفعل 
شيئًا». و «التي 2716 (أي الفضيلة أو الأخلاق عند الكونفوشية) هي عند 
التاوي: «التاو» المباطن في كل شيء: فهي «قوته». إن «التاو»: (الطريق أو 
النهج أو التي 76 (قوته) تصوران أساسيان للتاوية الفلسفية. وما دام كل 
شيء هو كذلك من تلقاء ذاته؛ فإن له؛ إن صح القولء تلقائيته. وأي تدخل 


2514 


الصين 


بشري هو تدمير له. ومن ثم يعارض الخبير المؤسسات والقوانين الأخلاقية 
والحكومية بوصفها حيلا بشرية تعترض الدور الحر للتاو وتعرقله. وكذلك 
عمل ال «تي 16» لذلك كانت أفضل طريقة لحكم العالم هو ألا تحكمه. وقل 
مثل ذلك في فن الحياة؛ فالسعادة يمكن بلوغها بالترك:-بالسماح للتاو 
بالقيام بدوره الحرء بالانغماس في أنشطة ليست أفعالاء إن الصفات والقيم 
نسبية؛ وما هو موجود فهو خير. 

وأخيرا فليس الموت إلا مظهرا للوجود. مثله مثل الحياة: إنه استبدال صورة 
من صور الوجود بصورة أخرى. وكما يقول «شوانج تسو:: «الحياة والموت شيء 
واحد؛ وكذلك الصواب والخطأ». وهذا هو ما يحرر الإنسان من قيوده وأغلاله. 

إن التاوتي-كنج «أي (الطريق وقوته)» هو كتاب التاوية الكلاسيكي. وقد 
كتب معظمه شعراً: ومنهجه في العرض هو أساساً منهج الشعر. ولقد تم تأليفه 
قرب نهاية عصر الفلاسفة؛ وتخلى مؤلفه عن طريقة الحكاية؛ والقص المستخدمة 
في كتاب «شوانج تسو» وركز جوهر تعاليم مذهب الطمأنينة في كل واحد . وإذا 
وضع كتاب «تاوتي كنج» في مكانه التاريخي في الفلسفة الصينية المبكرة. أمكن 
أن يقرأ على أنه تعبير عن الوضع الفلسفي لأصحاب مذهب الطمأنينة؛ وتفنيدهم 
لخصومهم من الفلاسفة في عصرهم. ولكنه ينسب؛ بوصفه كتاباً مقدساً»» إلى 
«لاوتسو» الأب الروحي للتاوية, ولذلك كانت له الصدارة في التاوية الدينية. 
وفي اللغة الإنجليزية أكثر من ثلاثين ترجمة لكتاب «تاو تي كنج» وقد غرف 
بوجه عام ككتاب كلاسيكي في التصوف يتجاوز حدود الصين. 


3- مدارس أخرى: 

أشرنا حتى الآن إلى مدرستين رئيسيتين تعبران عن الديانة المحلية 
للصين من بين المدارس الماتة التي ظهرت في عصر الفلاسفة-وهما المدرسة 
الكونفوشية والمدرسة التاوية؛ وذكرنا أيضاً مدرسة «موتسو» التي كان تصورها 
للسماء أقرب التصورات التي نلتقي بها في الفكر الصيني القديم إلى فكرة 
الإله المشخص. وإن لم تكن لذلك أهمية كبيرة من الناحية التاريخية في 
تطور الفكر الديني الصيني؛ ومع ذلك فقد تم إحياء الاهتمام «بموتسو» ضي 
العصر الحديث بسبب هذه الفكرة إلى حد كبير. 

وفضلا عن ذلك فقد كانت هناك حركتان فلسفيتان لا بد من الإشارة 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


إليهما إذ كان لهما أثر هام في التاريخ الديني الصيني؛ وأول هاتين الحركتين 
هي حركة الكسمولوجيين. 

في وقت ما من أوائل القرن الثالث قبل الميلاد. بدأ الفكر النظري يدور 
بحول نظرية الكون بوصفه كاذ متظماء ويجول القرادين التي الحكيية ولقد لم 
في هذه الحركة «تسوين» دعلا 1اه150' ومدرسته التي أثرت تأثيرا عميقا في 
مسار الفلسفة في عهد أسرة هان وفي عهود تالية. 

لقد وضع «تسوين» دورة من خمسة عناصر هي: الأرضء والخشب» 
والمعادن؛ والنار والماء. وكل عنصر منها يتغلب بدوره على العناصر السابقة 
عليه في دورات متكررة؛ ويبقى فائما فترة من فترات التاريخ؛ ومن هذه 
الفكرة وضع «تسوين» نظرية الدورات التاريخية التي كان لها أثر كبير ضفي 
الفكر الصيني المتأخر. ولكن كل عنصر من هذه العناصر يحكم العالم 
الطبيعي في فترة ظهوره وانهياره بحيث يمكن تفسير جميع الأحداث الطبيعية 
والبشرية (أو التنبؤٌ بها) من هذه الزاوية. ولقد عرف أتباع «تسوين» باسم 
مدرسة «ين يانج» وكلمة ين هآلا تعني حرفياً «الجانب المظلم»» كما تعني 
كلمة يانج 58لا الجانب «المشمس». ومع ظهور نظرية العناصر الخمسة تقريباً 
وردت كلمتا «ين وبانج» كمقولتين في النظرية الكسولوجية الثنائية؛ التي كان 
فيها «ين ويانج» أي النور والظلمة؛ والذكر والآنثى. والقوي والضعيف-يعدان 
مبدأين كسمولوجيين (كونيين) تنتج ظواهر الكون كلها من خلال التفاعل بينها. 

ولقد دخل مذهب «ين يانج» الثنائي إلى العقيدة الكونفوشية؛ فآدمج 
في «كتاب التغيرات» (آي كنج 05106 1) وهو تجميع متأخر وتنظيم عقلي 
للكتب القديمة التي تدور حول التنبؤٌ بالغيب, و«كتاب التغيرات» مرتب من 
حوالي ثماني فقرات ثلاثية تتألف كل منها من ثلاثة أسطر مقسمة أو غير 
مقسمة؛. وعن طريق الجمع بين كل فقرتين ثلاثيتين. تحصل على 64 شكلا 
سداسياً تضاف إليها أوصاف لمعانيها الرمزية اللفترضنة .ركان يعتقد أن 
الأشكال السداسية وتأويلاتها. انحدرت من ماض سحيقء كما جرت العادة 
أن تنسب بعض الملاحق في كتاب التغيرات خطأ إلى كونفوشيوس ومن هذا 
الطريق دخل كتاب التغيرات مع «الين واليانج أو الجانب المظلم والجانب 
المنير»'”') إلى الشريعة الكونفوشية. 

ولقد ألهم «ين يانج» والعناصر الخمسة معظم الفلسفة الطبيعية الصينية 


250 


الصين 


التي جاءت بعد ذلك؛ ولكنها دخلت كذلك الديانة الشعبية عن طريق التاوية 
وأصبحت رموزها عاملا مشتركا في صنع الأيقونات في الفن الشعبي الصيني. 
4- مدرسة القانون (الشرائع): 

وأخيراً هناك مدرسة فكرية يطلق عليها الصينيون اسم مدرسة القانون 
(أو مدرسة الشرائع) لأنها أيدت إحلال القانون محل الأخلاق. ولقد نشأت 
من تعاليم «الملك شانج» وصهط5 10:0 في دولة «تشن» مك0؛ وهي الدولة 
التي غزت بقية الصين في نهاية عصر الفلاسفة؛ وأقامت في ظل أول 
إمبراطور الدولة التي وحدّت الأمة الصينية. ولقد نبذت مدرسة القانون 
أي التجاء إلى التراث أو اعتماد على توجيهات قوى تعلو على الطبيعة؛ أو 
أي ثقة في إرشاد هذه القوى وهدايتها فاهتمت فحسب «بواقع العالم على 
نحو ما هو موجود» في الوقت الحاضر. 

ونادت مدرسة القانون (الشرائع) بإلغاء الامتيازات الإقطاعية. وتقنين 
واجبات الشعب تقنينا دفيقا تدعمه العقوبات الصارمة. وتشجع عليه 
المكافآت السخية. وعندما تسلح حكام تشن بهذه الأساليب الصارمة؛ فرضوا 
على الصين كلها الوحدة والسلام؛ وبذلك أنقذوا البلاد من الاستنزاف 
الذي أصابها بالشلل من حروب دول المدن المتنازعة. ومع ذلك فقد بلغت 
ضراوة النظام الشمولي الذي أخذ به الإمبراطور الأول حداً جعل مدرسة 
القانون أو الشرائع تسقط في نظر الناس من حيث هي فلسفة. 


5- الدين في العصر السابق للأمبراطورية: 

كان التراث الديني للصين؛ فيما قبل عمر الإمبراطورية (أي قبل القرن 
الثاني ق. م) يتألف من عنصرين متميزين تماماً. وتأتي أهمية أولهما من 
تأثيره على الجوانب الدينية للكونفوشية وأعنى به عبادة السماء والأسلاف 
القدينين» هيك كان الأعراء والطيقات الأريسخراطية يقومون شك هذه الساد» 
باسترضاء السماء والأسلاف ويلتمسون عون الموتى الأقوياء الذين حكمواء 
إذا صح التعبيرء وفق نظام تصاعدي سياسي في السماءء ونقلوا التفويض 
بالحكم الذي حصلوا عليه منها إلى مندوبيهم الذين يحكمون على الأرض. 
وهذه العبادة كان الهدف منها أن تظل السماء على وفاق مع الموجودات البشرية عن 
طريق الطقوس السحرية أولا ثم عن طريق وصايا الأخلاق: بعد ذلك-هي التي 


257 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


أصبحت بفضل الكونفوشية عقيدة الدولة في عصر الإمبراطورية الصينية. 

أما العنصر الثاني الذي كان يتألف منه التراث الديني للصين فهو عالم 
السحر والعرافة الذي يمثل فيه الروح الوسيط أو الشامان حلقة وصل بين 
البشر والأرواح. ولقد بقيت هذه العقيدة حية بين الناس؛ محتفظة بعناصر 
ديانة أكثر بدائية أدت فيها التعاوين والتنبؤ بالبخت وما شابه ذلك بالنسبة 
لطبقات الفلاحين» وظيفة الطقوس والممارسات الدينية. وتتوازى مع حالة 
النشوة أو الغيبوبة التي يمر بها الشامان: حالة أخرى متعالية هذبتها التاوية 
وأصبحت هي الأساس المعرفي للتاوية الصوفية. ولقد قام كهنة التاوية 
بكثير من الوظائف التي كان يتولاها الشامانيون الأوائل. 


6- الدين فى عهد أسرة شن وأسرة هان: 

انتهى عصر الفلاسفة بانهيار دول-المدينة» وقيام الإمبراطورية تحت 
حكم أسرة شن منط© وتوحدت الصين لأول مرة لمدة خمسمائة عام. ولقد 
الحكم الشموليء. فوحدوا دول المدينة في دولة واحدة تمثل الأمة. ونجح 
أول إمبراطور من أسرة شن في إخضاع الأمراء والشعوب السابقة لدول 
المدينة وجعلهم رعايا له هو وحده. بل سعى كذلك لكي يثبت لهم أن سيادته 
المطلقة تمتد إلى المذابح في المعابد والآلهة التي يعبدونها أيضا. ولقد قام 
بسلسلة من الرحلات طاف فيها حول الإمبراطورية. صاعداً جبالها المقدسة, 
وزائراً هياكلهاء ومقدماً القرابين المناسبة للآلهة المحليين: وبذلك أكد سيادته 
التي لم تقتصر على الناس بل شملت جميع آلهة البلاد. ولقد رمز إلى 
الزعم بأن قوته الدينية لا تقل عن قوته الزمنية باللقب الذي اتخذه لنفسه 
وهو 8-1 2هنلط طتطذ متت «شن شيه هوانج تي». وكلمة شن هي اسم بيتك 
الحاكم: و«شيه» تعني الأول-الأول في سلسلة تخيل أنها تمتد لعشرة آلااف 
جيل-وكلمة 11 هي الاسم الذي كان يتسمى به الملوك الآلهة في الماضي, 
وهوانج تعني «المرموق» أو «الشهي» وتوحي بأنه كان «أكثر ملوك تي شهرة» 

واستجاب «شن شيه هوانج تي» لمشورة وزرائه من مدرسة القانون أو 
الشرائع: فأمر بإحراق جميع الكتب فيما عدا الكتب الخاصة بالفنون العملية 
النافعة. قاصداً من وراء ذلك تدمير تعاليم المدارس الماثة. 


الصين 


ولما تقدم الإمبراطور الأول في العمر. سعى لصداقة الشامانيين والسحرة 
من مختلف أجزاء الإمبراطورية باحثاً عندهم عن عشب الخلود على أمل 
إطالة عمره إلى غير حد . وفى هذه العملية جاءت عناصر الديانة الشعبية 
إلى البلاط بكل أنواعها الأميلية) الحكلقة :وات الأسيراطو المصاب تون 
العظمة دون أن يأسف عليه أحد. 

أما أسرة «هان» (من 202 ق. م إلى 220 بعد الميلاد) التي خلفت أسرة 
«شن» فقد ورثت البنية والمؤوسسات ووحدة أسرة شنء ولكنها نبذت كلا من 
قسوة قوانين أسرة شن والتطبيق الحرفي للقانون وما فيه من تعصب. 
وكانت أسرة هان تبشر باقتراب فترة غنية من منجزاتها العقلية: والثقافية, 
ولا يزال الصينيون حتى اليوم يحبون أن يطلقوا على أنفسهم لقب «رجال 
أسرة هان». وخلال هذه الفترة استقرت الكونفوشية عندما أصبحت هي 
العقيدة الرسمية. كما أصبحت التاوية ديانة شعبية. وقرب نهاية عصر 
أسرة هان. ظهرت البوذية في الصين لأول مرة. 


7- اضتصار الكو نفو شية : 

وصلت أسرة شن إلى السلطة عن طريق الغزو العسكريء وخلفتها أسرة 
«هان» من خلال ثورة مسلحة؛ ولكن عانى الملوك من الإمبراطور الأول 
وحتى عصر الإمبراطور «وو نا/لا» معاناة شديد من مشكلات القرارات 
الدينية التي تعد النظام الملكي. وتؤيد شرعيته. ولقد سبق أن رأينا كيف 
أثرت هذه الفكرة في سلوك الإمبراطور الأول: كما انزعج الأباطرة الأول 
من أسرة هان بمشكلات مماثلة؛ وقد أرخ أبو المؤرخين الصينيين «سو- 
ماشن لأعاه-511-12» في بحث يسمى «قرابين فنج عدء1 وشان مها5» لتاريخ 
الانشغال بهذه المشكلات؛ فكتب في أثناء عصر الإمبراطور «وو 1/0ا» معبراً 
عن الإيمان السائد في ذلك الوقت بقوله إن تفويض السماء يقتضي أن 
يكون الحاكم قادراً على تقديم قرابين «فقنج وشان». وفي محاولته لتعقب 
تاريخ هذه القرابين؛ قدم لنا هذا المؤرخ ما يعد في الواقع تاريخاً للايمان 
الديني الملكي الذي يزودنا بقدر كبير من المعلومات عن الإيمان الديني في 
عصره رغم أنه كان في بداياته الأولى خيالياً. 

والواقع أنه ليس ثمة دليل على أن قرابين «فنج وشان» كانت تمثل جانباً 


25# 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


من الطقوس التزم بها الملوك قديماء ولكن البحث عن الصيغ الملائمة أدى 
بملوك أسرة هان الأول إلى استكشاف مدى الإيمان الديني في سائر 
الإمبراطورية؛ وقد دونت في سجلات هذا البحث أشياء كثيرة لم تسجل 
في أي مكان آخر. 

بدأ نجم فقهاء الكونفوشية-خلال تقديمهم النصائح المتضاربة لأباطرة 
أسرة هان الأول عن تأدية الطقوس والمراسم وواجبات الملك في تقديم 
القرابين-بدأ في الصعود في بلاط أسرة هان حتى انتهى بالانتصار النهائي 
للكونفوشية. بوصفها عقيدة الدولة؛ والحارسء والوسيط للطقوس الدينية 
المتعلقة بحكامها. وراح الكونفوشيون يعلمون الأمراء في القصر الملكي 
وأصبحوا مرموقين في خدمة الدولة. وفي عصر الإمبراطور «وو 771)(حكم 
من 87- ١40‏ ق. م) الذي تعلم هو نفسه على يد الكونفوشيينء قدم اقتراح 
فحواه أن الكونفوشية ينبغي أن تكون هي الفلسفة الوحيدة للحكومة. وعين 
الموظفون الرسميون في البلاط ليخصصوا في دراسة الآداب الكلاسيكية 
للكونفوشية وتفسيرها. بل لقد أنشئت جامعة إمبراطورية لتدريس 
الكونفوشية. واختيار ضباط الدولة من بين خريجيهاء وهكذا تم بالتدريج- 
تحت وطأة هذا الضغط طرد أتباع الفلاسفة غير الكونفوشيين. وفي النهاية 
تحت حكم الإمبراطور هسوان 115038( حكم من 49 إلى 73 ق. م)؛ دعى 
مجلس إمبراطوري من ثقات الكونفوشيين, ليناقش على مدى ثلاث سنوات 
مشكلات تأويل الآداب الكلاسيكية؛ وكتبت مداولات المجلس في مذكرة 
رفعت إلى الإمبراطورء وفي عام 5١‏ ق. م. صدق الإمبراطور على مضمونها, 
ومنذ ذلك الحين استقرت عقيدة رسمية وتأويل رسمي للآداب الكلاسيكية 
الكونفوشية التي أصبحت لها سلطة رسمية في الحكومة. 

وهكذا نجد الكونفوشية-التي كانت محرومة من الحماية في عهد أسرة 
شن «ن0. كما كانت حركة محلية صغيرة في بداية حكم أسرة هان-وقد 
انتصرت مع استمرار حكم هذه الأسرة على المدارس المائة جميعاً. فأصبحت 
عقيدة البلاط. وعقيدة الدولة. كما أصبحت آدابها الكلاسيكية مادة المناهج 
التى تدرسها الطبقات المثقفة. وكانت البراعة فى هذه الآداب هى المحك 
خاو الأعضاء قري الدولة تومت حيار الرقيكيي كه سارت الأفكان 
الدينية الكونفوشية: وما تحدده من طقوس للعبادة هي الديانة الرسمية 


200 


للقصر الملكى. وهكذا أصبحت الكونفوشية هى عقيدة الدولة. 


8- الحاجة إلى آلهة مشخصة: 
إبان عصر الفلاسفة؛ حلت بالتدريج محل فكرة الإله المشخصء وأفكار 
الشفاعة, والتوسط الفرديء والعبادة-بين الفلسفات «النشطة» -أفكار مادية 
شبه علمية عن الكون؛ ونظام طقوسي للسلوك البشري خال تماماً من 
التعالي. وحذف الفلاسفة المتأخرون حذفا كاملاً عناصر الديانة الملكية 
لأسرة تشو 0001 التي كانت قد تحولت إلى سمو أخلاقي على يد الفلاسفة 
الأول. ولقد كانت طرق الوجد والنشوة؛ عند فلاسفة الطمأنينة كما كانت 
أهداف «السالك» في هذا المذهب-بعيدة تمام البعد (بغض النظر عن صلتها 
الأولى بها) عن أفكار الشامان فى الديانة الشعبية الذين كانوا وسطاء بين 
الناس والآلهة: وبين الناس ارو انيز لتلبية الحاجات الدينية للشعب. 
غير أن الإيمان بآلهة مشخصة استمر قائما. كما انتشر وجود الأرواح 
المشخصة والشامان والسحرة والمشعوذين:.وأيا ما كانت تعاليم الديانة 
الرسمية؛, فإن الناس ظلت تسعى لإقامة علاقات شخصية وفردية مع الآلهة 
والأرواح والإيمان بوجود مثل هذه الآلهة والأرواح, وكذلك الإيمان بأن 
الشفاعة الشخصية ممكنة من خلال توسط الشامان وغيرهم: كان يلبى 
تلك الاحتياجات الدينية التي تجاهلها الفاضيظة وأعيلتيا الدانة الرسفية: 
أما بالنسبة لأولئك الذين يشقيهم مصيرهم بعد الموت أو مصير من 
يحبون: فلم تقدم لهم الديانة الرسمية أي عزاء إذ ساد الاعتقاد بأن أرواح 
الشخص-المتعددة-تنفصل عند الموت وتتفرقء أما اليدن فيتحلل . ولقد ادعى 
الشامان؛ والمشعوذون؛ والسحرة. من ناحية أخرىء. أنهم قادرون على 
استحضار أرواح الميت الهائمة؛ كما زعموا أنهم. بوسائل تقنية مختلفة 
وعقاقير معينة»: قادرون على ضمان خلود الجسد. وهكذا يمكن أن تتكامل 
الأرواح المبعثرة من جديد في جسد خالد؛ ويمكن تجنب ما يحدثه الموت من فناء. 
وانشغل الإمبراطور الأول بالبحثء. في جميع أنحاء الدولة. عن مثل 
هذا الخلود. عند أصحاب الوصفات الطبية؛ أي عند أولئك الكهنة الشعبيين 
القادرين على تلبية مثل هذا العزاء. وانكشفت أثناء هذا البحث مدى انتشار 
العقاكد. والممارساك الدينية الشعيية وراء حدوذ النخنة المتقفة, واتشغل 


20١ 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


أحد أباطرة أسرة هان-وهو الإمبراطور وو 77-بعد ذلك بقرن ونصف القرن 
ببحث ممائل عن حياة أخرى. ولقد كان السحرة والمشعوذون الذين ظهروا 
في بلاطه-واستنكرت وجودهم النخبة الكونفوشية المتزايدة في البلاد 
استنكارا شديداًكانوا أبلغ شاهد على استمرار شعبية الدين القديم بين الناس. 


9- السماء العضراء : 

قرب نهاية حكم أسرة هان وصل مجموعة من المشتغلين بالكيمياء القديمة 
والعلاح إلى ننيجة تقول إنه سرهان ما تجل «السماء الضقراء» محل «السماء 
الزرقاء». ويكون لها مركز الصدارة والقوة في الكون. وتنبؤوا بعمل ثوري 
جديد يبدأ في عام 184 ميلادية؛ ويبشر-بألف سنة من السلام الشامل. 
ولقد حدثت هذه الرؤيا الكوارثية في عصر كان في معظمه عصر اضطراب 
سياسي شاملء مما أثار صحوة الفلاحين الذين استجمعوا قواهم للثورة. 
وكان المتمردون يضعون على رؤوسهم مناديل صفراء اللون علامة على 
ارتباطهم بالسماء الصفراءء ولهذا السبب عرفت حركة تمردهم باسم «ثورة 
أضحات العامة الصفغراءة: 

وأيا ما كانت أسباب التمردء فإن هذه الحركة كانت تاوية في قيادتهاء 
كما أنها استلهمت التاوية في أيديولوجيتهاء واتجهت لتحقيق الإصلاحات 
التي سعت إليها عن طريق دولة تاوية. لكن التمرد تم قمعه. وإن كان قد 
كشف عن وجود ديانة سمت نفسها تاوية. وهي ديانة منظمة تنظيما جيدا 
مع نسبة كبيرة من أتباعها من الشعب. وأصبح من الواضح أنها استقرت 
قبل ثورة 184 ميلادية بفترة طويلة. 

ويذكر شانج ليانج 6«دنط ع«ه!5-في التاريخ التاوي-وهو الذي خدم 
الإمبراطور الآول في أسرة هان: وكان تلميذا للمذهب التاوي-يذكر أنه 
سعى عبثاً «لبلوغ الخلود»وبعد ذلك بسبعة أجيال هاجر واحد من سلالته 
هو «شانج لنج وهنا وسههدك» إلى غرب الصين حيث كتب بحثا عن المذهب 
التاوي؛ وكون جماعات من التلاميذ؛ يقال إن عددها بلغ عشرات الألوف- 
واشتهر عنه بأنه وصل إلى مرحلة الخلود. وفي القرن الثاني الميلادي 
وجدت بالفعل كنيسة تاوية؛ وكان لقب شانج فيها لامعاً ومرموقاً. كما كانت 
السلالة المحترمة لأسرة «شانج لنج» من قادتها المرموقين. 


2062 


الصين 


وانقسمت الكنيسة التاوية إلى جماعتين حسب المناطق: واحدة في الشرق 
بتوجيه «شانج شوه طء0© عصدط0» وأخويه (وهم الأخوة شانج الثلاثة). 
وأخرى في الغرب بتوجيه الشانجيين 03285 المنحدرين من أسرة «شانج 
لنج». ولقد قيل إن الكنيسة الشرقية في عصر ثورة أصحاب «العمامة 
الصفراء» حصلت على ولاء ثمانية أقاليم أي ثلثي إمبراطورية هان: وأنها 
جندت 000, 360 من أتباعهاء وكان للكنيسة التاوية في هذه الأقاليم الثمانين 
6 منطقة. وكان على رأس النظام الهرمي الأخوة الثلاثة شانج: قائد وحاكم 
السماءء وقائد وحاكم الأرضء وقائد وحاكم الإنسان. و«الخبير أو السالك 
الأعظم» هو المسؤول عن المناطق الواسعة: مع أكثر من عشرة آلاف شخص 
من المريدين-أما المناطق الصغرى فتخضع لمسئولية «الخبير الأصغر». ولقد 
كان هناك أيضا تقسيم ممائل في الكنيسة الغربية يشرف عليها «شانج 
هنج <ع0ع11 ومدطن و«شانج لو نآ عمدطك» وامتد النظام الديني التصاعدي 
هابطاً إلى المجتمع الفردي. مشكلا مراتب من الكهنة وجمهور المؤمنين. 


0- الطقوس والخدمات الد ينية: 

طورت الكنيسة التاوية ضروبا من الطقوس والخدمات الدينية التي 
تقام للتكفير عن الخطيئة وكفارة المرض (الذي يعتقد أنه حدث بسبب 
الخطيئّة). ويقوم الكاهن بتلاوة بعض التعاويذ على الماء ثم يقدمه إلى 
التاثئب ليشربه؛ فإذا فشلت هذه العملية في تحقيق الشفاءء؛ يعزي الفشل 
إلى نقص الإيمان؛ وفي الكنيسة الغربية يدفع المؤمن خمسة مكيالات من 
الأرز فدية مالية (وقد ظلت الكنيسة الغربية لعدة قرون بعد ذلك تعرف 
على المستوى الشعبي باسم «عقيدة مكيالات الأرز الخمسة»). وتدون الخطايا 
كما تسجل الاعترافات: وتعد ثلاثة نسخ توجه إلى السماء والأرض والما 
توضع واحدة على قمة جبلء بينما تدفق الثانية في باطن الأرضء؛ وتغطس 
الثالثة في الماء-أما الخطايا التي يكفر عنها بهذه الطريقة فهيء السكرء 
والفسق؛ والسرقة. 

كانت الديانة التاوية-والكنيسة التي تدعو لها-ضي نهاية أسرة هان أبعد 
ما تكون عن مدرسة التصوف التي كانت تحمل اسم التاوية في القرنين 
الرابع والثالث ق. م. فقد تحولت التاوية من نظرية فلسفية تقوم على 


10 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


أساس الحدس الصوفي إلى ديانة للخلاص. ومن مسألة تأمل شخصي؛ 
وخاص إلى كنيسة منظمة ذات نظام كهنوتي تصاعدي وأتباع. وفي نهاية 
أسرة هان تحولت التاوية إلى ديانة على نحو ما كانت عليه البوذية؛: وما 
صارت إليه الكونفوشية-كانت استجابة الناس لها شعبية وعلى نطاق واسع؛ 
وازدادت أهميتها واستجابة الشعب لها خلال عهود ست أسر حاكمة وحتى 
أسرة «تانج عمه.1» بل إنها صادفت بعض العصور التي تمتعت فيها بفترات 
وجيزة من الرعاية الإمبراطورية. 

قدمت التاوية. بوصفها ديناً. طريقاً للخلاص: بل عبّدت للمؤمن عدة 
طرق توصله إلى الجنة. ولما كان المؤمن المخلص لها في صورته الشعبية 
البسيطة للغاية شديد الفقر بحيث يعجز عن المشاركة في الأساليب المكلفة 
من غذاء صحيء وتنفسء وتناول العقاقير والتقشف. ولما كان كذلك منعدم 
الثقافة بحيث لا يمكنه أن يتابع البحوث الموضوعية عن الاتحاد والجذب 
الصوفيء فقد كان باستطاعته عن طريق التقوى والاعتراف والتكفير أن 
يكتسب ميزة ضرورية يمكن بواسطتها بعد الموت. والبقاء فترة في العالم 
السفليء أن يتم إنقاذه أو إنقاذها فينقل إلى الجنة. 

ويستطيع المؤمن كذلك-عن طريق الالتزام بالتقوى: وتأدية خدمات دينية 
خاصة فداء لأرواح الموتى-يستطيع أن يصلى لهم لعلهم بصلاح الأحياء أن 
يظفروا في النهاية بالإنعتاق من العالم السفلي ودخول الجنة. 

وفي مرحلة عليا من التدين يستطيع المؤّمن بالإحسانء والتقشف. وتآدية 
الخدمة للجماعة الدينية؛ أن يبلغ مرحلة يلحق فيها بطبقة الموظفين 
الرسميين في العالم السفلي. ومن خلال الخدمة في نظامها التصاعدي, 
يضمن دخول الجنة. 


١‏ 3- تجنب الموت: 
غير أن السالك الحق كان يسعى إلى تجنب الموت تماماًء والعبور إلى 
عالم الخالدين. عن طريق الانتقال إلى السماء مباشرةء فهناك أساليب 
متعددة؛ ونظم كثيرة يمكن بواسطتها بلوغ مرتبة الخالدين. لكن هذه المرتبة 
تدخر بالطبع لأكثر السالكين تقدما على الطريق. 
وهذه النظم: بأوسع معنى للكلمة؛ هي عادات خاصة بالغذاء الصحي 


204 


الصين 


وتمرينات التنفس. وضبط العملية الجنسية وما شابه ذلك. ويقصد منها 
حلول عناصر أثيرية لا تفسد محل العناصر الغليظة الفانية فى الجسد 
الفاني. ولقد قيل إن الأبخرة التسعة كانت مندمجة في العباء وفقت مع 
بداية الخلق: ثم انفصلت: فتكونت السماء من أنقاهاء وتكونت الأرض من 
أغلظها . وتكوّن الجسم البشري من العناصر الغليظة ثم منح الحياة عندما 
دخله البخار الأصلي لحظة الميلاد . ويتصل هذا البخار بالماهية (أو الجوهر) 
فتتشكل الروح وهي: مبدأ الحياة. وعند الموت ينفصل البخار عن الماهية. 
والجسم تحكمه الأرواح التي تحكم الكونء وإذ أريد للجسم ألا يتحللء فإن 
هذه الأرواح لا بد أيضاً أن تظل موجودة لتمنع مغادرة الروح والماهية, 
وبذلك يبلغ مرحلة الخلود. 

وتستخدم أربع مجموعات رئيسية من أساليب الممارسة لتحقيق هذه 
الغاية. أما المجموعة الأولى فهي «تغذية مبدأ الحياة»», والثانية هي «تغذية 
الأرواح». والثالثة هي «المحافظة على الواحد سليما». وقد ذهبوا إلى أن 
أحد أسباب الموت هو الإسراف في تناول الحبوبء لأن أبخرتها تغذي 
الأرواح الشريرة في المعدة. وتستقر هذه الأرواح في المخ والقلب والمعدة. 

وعن طريق الانتظام في الغذاء الصحيء واستخدام العقاقير. وتمرينات 
التنفسء يمكن كبت هذه الأبخرة؛ فيحل البخار الأصلي-وهو أزلي خالدي 
بالتدريج محل الأبخرة الغليظة والأرواح الغليظة. وحين يتم امتصاص 
الزنجفار (كبريت الزئبق) تتحول العظام إلى ذهب كما يتحول اللحم إلى 
حجر اليشم-(الأحجار الكريمة)-وهذا وعد آخر للفرار من الفساد والتحلل- 
وفي استطاعة المرء عن طريق التنفس أن يجبر الماهية (أو الجوهر) على 
الارتفاع من خلال النخاع إلى المخ لتقوية اتجاه البخار والماهية. وبذا يتم 
تغذية الأرواح التي تمنع التحلل؛ وعندئذ. يستطيع المرء أيضاً-عن طريق 
التأمل؛ والتركيز العميق: وحالة السكينة أو الطمأنينة-يستطيع أن يدخل 
في اتصال مع الأرواح الخيرة بداخله. وهي التي تؤدي بالتدريج. وكلما 
تقدمت الرؤية إلى مشاهدة الثالوث الأعظم الذي يتحقق فيه الخلود . 


2 - الجماعة التاوية: 
وأخيراً يأتي بالطبع؛ أعظم السالكين؛ وهم أولئك الذين ساروا في طريق «شوانج 


205 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


تسو». وهلا وتسو» ونبذوا الخلود الشخصي في سبيل مرحلة أعلى هي التوحد مع 
«التاو» نفسه. وهي حالة لا يمكن أن يلابسها أي احتواء مادي على الإطلاق. 

تركزت الحياة في الكنيسة-تحت زعامة أسرة شانج-حول جماعات 
المؤمنين المحلية. ويتولى أمور الجماعة معلم «شيه طن50». وتندرج تحته 
جماعة الموظفين الرسميينء مرتبة وفق ألقاب مناسبة في ثلاث درجات: 
الأتقياء والأغدياء فى اد سداً: ثم الاغياء ذقطه وانديرا الأتقياء التعراء, 
وقد كان هؤلاء يؤدون طقوس الترسيم لمن بلغوا سن الثامنة عشرة؛ ويساعدون 
المحتاجين إلى عون خاص في حالة المرضء ويجمهعون المال للاحتفالات 
والأعياد الدينية» ويقومون بمقة عامة برعاية الجماعة. ويعرف الأعضاء 
العاديون في الجماعة باسم «تاو-مين صتصدمة1» (أي الشعب التاوي). وكان 
التعليم مهنة تورث فتنتقل من الأب إلى الابن. وقد ظلت سلالة هؤلاء 
المعلمين؛ فيما تعيه الذاكرة-تتحمل مسؤولية الجماعات التاوية وممتلكاتهاء 
ويوجه إليها الخطاب بلقب شيه كينج عهدكآ طنط5 أي «المعلم المحترم». 

وكانت الحياة في الجماعة حياة ممتلئة. فلكل سنة تقويم خاص 
بالاحتفالات والأعياد الدينية» وبعضها إلزامي ومحدد وبعضها الآخر يقام 
بناء على رغبة خاصة من أحد أعضاء الجماعة. ويلتقى جماعة المؤمنين 
فاؤث مترات كل ها لاكمطال بالعوامل الكلؤكة الشعالة: المنهاء والأرطن 
والماء-وهم الذين يحددون آلوان الثواب والعقاب. وتقام الخدمة الدينية 
خس مرات كل عام للمؤمن الراحل؛ وهناك خدمات معينة كالولائم الدينية 
تقدمها الأسر المتدينة للمعلم بمناسبة الميلاد والوفاة. وقد كان بعضهاء 
بمعنى من المعاني. قداسات تقام. وتقام بعض القداسات من أجل مصالح 
خاصة-كمولد ابن أو الشفاء من مرضء أو نزول المطرء أو الترقي في الرتبة: 
أو احتفالات بتحقيق مصالح معينة. 

وازدادت بالتدريج طقوس الكنيسة من حيث العدد والتعقيدء. فمن 
الطقوس التي ظهرت بعد ذلك عيد «تعويذة الذهب» الذي يقام احتفالا 
بالإمبراطور. ويخصص لتفادي كوارث الطبيعة كالفيضانات. والآثار الضارة 
التى يسببها الكسوف أو الخسوفء وما شابه ذلك ولضمان رخاء الأمة. 
وهتاك كذلك عيد «تعويذة حجر اليشم» الخاص بصحة أفراد المجتمع 
جميعاً ورخائهم سواء كانوا مؤمنين أو غير مؤمنين؛ وعيد الغبار والرماد 


20 


الصين 


الذي يحتفل به كفارة عن المرض» وعيد الطلسم الأصغر تلضمان الخلاص 
من الجحيم للأسلاف حتى الجيل السابع. 


3- مغدم البوديدة: 
سبق أن رأينا أن الكونفوشية انتصرت؛ وأصبحت ديانة رسمية للبيت 
0 وموظفيهء أثناء حكم أسرة «هان»: في حين أن التاوية سرعان ما 
نتشرت في الريف بين جماهير الشعبء وأصبحت الديانة الشعبية والقومية 
للصين. لكن بينما كان ذلك يحدث؛ وبهدوء؛ وربما على نحو لم يلحظه أحد؛ 
وردت إلى الصين من الهند ديانة أجنبية شكلت تحدياً جاداً وخطيراً لكل 
من التاوية والكونفوشية. هذه الديانة هي البوذية. ولا نعرف على وجه 
الدقة متى وصلت البوذية إلى الصين؛ لكن الصين كانت على صلة بالهند؛ 
وبالغرب. منذ أواسط القرن الآول قبل الميلاد. كانت إمبراطورية هان في 
ذلك الوقت قد استقرت تماماً في وسط آسيا وسيطرت على طريق الحرير 
المتجه إلى الغرب وبعد ذلك بقرن؛ في عام 65 ميلادية. سجل وجود جماعة 
بوذية في بلاط أحد أمراء أسرة هان. لكن قبل ذلك كان الرسل والجنود 
الصينيون قد خدموا في البلاد البوذية في آسيا الوسطى. وفضلا عن ذلك 
استقرت مستعمرات غير صينية من هذه البلاد البوذية في المدن التجارية 
للصين ذاتها. ثم ظهرت قرب نهاية القرن الأول الميلادي جماعة بوذية في 
«لويانج عصدلزه.1آ» العاصمة ذاتها. وجاء إلى هذه الجماعة في عام ١48‏ م 
مبعوث بارقي اسمه «شيه كاو ممعلطن4,5") 
جدال حولها في تاريخ البوذية الصينية. ولقد بدا «شيه كاو» هذا بالتعاون 
مع أعضاء البعثة في الكنيسة البوذية في «لويانج» (من السوجديان. والبارثين؛ 
واليوشيهين والهنود)2'”7. في عمل طويل الأمد هو ترجمة الكتب البوذية 
المقدسة إلى اللغة الصينية. وفي عام 166 ميلادية أقام الإمبراطور هوان 
نا من أسرة هان-مراسم تاوية وبوذية في القصر الإمبراطوري؛ فكان 
ذلك بمثابة إعلان رسمي عن مقدم البوذية إلى الصين. 
كانت البوذية» كالتاوية ديانة للخلاص. لكن ينبغي علينا ألا نفترض أن 
البوذية التي ضربت بجذورها في الصين في عهد أسرة «هان» كانت عقيدة 
ذات كيان عضوي متكامل وممارسات دينية مثلما كانت في الهند حيث 


وهو أول شخصية تاريخية لا 


207 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


انقسمت إلى مدارس متعددة. سبق أن تطورت بالفعل تطورا لا بأس به 


لقد تلقى الصينيون البوذية على أنها صورة أجنبية من التاوية. 


4- عقيدة متناقضة: 

كانت التاوية والبوذية عقيدتين متناقضتين في عدد من الجوانب 
الأساسية. فالتاوية تسعى لإدامة الشيخضية الأسائية دو حرو كر البوقية 
وجودها ذاته. فلا يوجد عند البوذيين ما نسميه «نفسا أو أنا». والتاوية 
تتطلع إلى خلود الجسد الماديء بينما تنظر البوذية إلى الجسم البشري- 
على نحو ما تنظر إلى جميع الأشياء المخلوقة-على أنه عابر وزائل. غير أن 
هذه الخلافات العقائدية كانت في البداية غامضة ومبهمة في أعين 
الصينيين. لقد كان للبوذية في ممارستها الدينية أشياء متشابهة. في 
ظاهرهاء للتاوية» فهي تمارس عبادة شعبية بغير قرابين. وتضفي أهمية 
على التأمل وممارسات اليوجاء وعلى الصوم والتقشف. وقل ظل الاعتقاد 
شائعا في الصين لعدة قرون بأن «لاوتسو» أب التاوية؛ هو الذي علم بوذا . 
وأن البوذية هي ببساطة صورة أجنبية من التاوية. 

وكانت مشكلات نشر الإيمان مشكلات هائلة؛ إذ كان إيماناً ينتشر في 
وسط اجتماعي مختلف أشد الاختلاف عنه في الصين. ويفترض التسليم 
بأمور كثيرة تحظى في الهند بقبول عام؛ ولكنها غريبة تماماً عن الصين, 
ويعبر عنه بلغة تختلف عن اللغة الصينية بقدر ما تختلف عنها السنسكريتية, 
وبواسطة رهبان لم تستطع إلا قلة منهم, التعبير عن أنفسهم تعبيرا جيدا 
باللغة الصينية (قبل أواخر القرن الرابع الميلادي لم يكن أحد من الصينيين 
يعرف اللغة السنسكريتية). ولما وجهت العقيدة والممارسات بهذه المشكلات 
المحرجة؛ ارتدا إلى تلك العناصر التي وجدت لها نظائر في الحياة الدينية 
الصينية وفي الفكر الصيني سواء كام هذا التفاظر على اسان كشاءه 
حققيقي أو مزعومء كما كان من الممكن تكيفها (أي تلك العناصر) مع الممارسات 
الصينية ودمجها فيها. 


5 - عصر ال يمان: 
على مدى القرون الأريعة التالية حل محل وحدة أسرة هان فثرة من 


208 


الصين 


التمزق والتفكك عرفت بفترة الممالك الثلاث والأسرة الست؛ واستمر التفكك 
حتى عادت الصين إلى الوحدة مرة أخرى في عهد أسرتي سوي تناد وتانج عمة”1. 

وكانت فترة التفكك السياسي بداية لعصر الإيمان في الصينء؛ فقد 
أرخت الحظوظ المتقلبة للبيث الملكي قبضة الكونفوشية عن المثقفين, 
وضي هذه الترية الحرة الطليقة الفرت الكنيسة التاوية». وبدأت الكنيسة 
البوذية» بالتدريج, تثبت أقدامها. 


6- العو نفو شية فى عصر اذ يمان : 

خدمت الكونفوشية الدولة في ظل السيادة لأسرة هان. ونجح 
الكونفوشيون نجاحا كبيراء في استبعاد الخصوم من المناصب المؤّثرة ومع 
انهيار سلطة أسرة هان: وسقوط الصين في التفكك السياسيء فقدت 
الكونفوشية مكانتها المرموقة. وأحيا علماؤها «الإداريون» الاهتمام ببعض 
المدارس المعارضة ومنها مدرسة التطبيق الحرفي للقانون (أو مدرسة الشرائع 
«ذتلهوع.1)؛ والموهية ددكنطه81: والتاوية الصوفية. وضي أواسط القرن الثالث 
الميلادي؛ ومن داخل حلقات الكونفوشية نفسها. ظهر تعليم جديد هو «التعليم 
المظلم» (هسوان هسويه داءن115 مء115] أو المعرفة المظلمة التي أصبحت؛ عند 
الآأرستقراطية المثقفة. صورة عقلانية من الكونفوشية المستمدة إلى حد 
كبير من إعادة تأويل لكتاب «شوانج تسو». وكتاب «تاو-تي-كنج». و«كتاب 
التغيرات». وأصبحت طريقة رائدة في التفكيرء كما أصبحت بما انطوت 
عليه من فضوله عقلي ونزعة ميتافيزيقية فلسفة الطبقات الأرستقراطية 
المترفة وتسليتها. وهكذا أصبح الجو العقلي القائم من العوامل المؤثرة على 
تطور البوذية. أما صورة الكونفوشية التي ثقفت الأسر الحاكمة في أسرة 
هان وغلب عليها التشدد في التشريع والاعتقاد فقد كان عليها أن تتتحى 
لتخلق السبيل أمام كونفوشية ذات نزعة تأملية وعقلانية أصرح. تمكنت أن 
تخلق في أتباعها ذهنا أكثر تعاطفاً مع دقائق الفكر البوذي. 
7- البوذدية فى عصر الا يمان: 

إبان القرن الثالث المضطرب. حصرت الكنيسة البوذية في الصين-وقد 


200 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


ترجمة الكتب البوذية المقدسة, وتعرضت في سبيل ذلك لظروف بالغة 
الصعوبة في كثير من الأحيان. وقد استطاع المبشرون الأجانب-وكثيرا ما 
كانوا ينشأون ويتعلمون في الصين في ذلك الوقت. أن يصلحوا من تعقيد 
الترجمة ويصقلوا أسلوبها إلى حد كبير. 

كان هذا النشاط على جانب كبير من الأهمية؛ فالبوذية قد جلبت إلى 
الصين صورة جديدة من التنظيم الاجتماعي-وهو تنظيم جماعة الرهبان أو 
«السنغا»- الذي أصبح ظاهرة اجتماعية لها دلالتها الكبرى في المجتمع 
الصيني في العصر الوسيطء إذ لبت الحاجة إلى النشاط العقلي بطريقة 
لم تكن معروفة من قبل في الصين. غير أن الكنيسة احتاجت إذن الطبقات 
الحاكمة؛ ورعايتهاء لأهمية ذلك وضرورته بالنسبة لمؤسسة ثورية ومكلفة 
إلى هذا الحد. ولهذا كان على البوذية أن تتغلغل في هذه الطبقات التي 
كانت بمثابة حراس الثروة ورعاتها. وعلى الرغم من المجهود الهاثل الذي 
بذلته البوذية في القرن الثالث للحصول على الكتب المقدسة وترجمتهاء 
فقد أحرزت تقدما بطيئًا في هذا المضمار. ولكن خلال القرنين الرايع 
والخامس نجحت الكنيسة البوذية في تشكيل صفوة كهنوتية عقلية من 
الرهبان الصينيين والأجانب المتوطنين الذين أخذوا يقومون بدور الدعاة 
لبوذية متكيفة مع ظروف البلاد. حتى تمكنت هذه الصفوة؛ من النفاذ إلى 
الطبقات الصينية العلياء وقويت البوذية منذ ذلك الحين وأصبحت تمثل 
تحدياً قويا وخطيراً للتاوية. 

ومن أهم الهدايا الثقافية التي منحتها البوذية للصين إثراء آدابهاء لا 
بالكتابات البوذية وحدهاء بل بأشياء أخرى كثيرة لها قيمتها العلمية 
والفلسفية المستمدة من الثروة الأدبية الهندية. ومن أهم الدلائل المثيرة 
على تقوى المؤمنين البوذيين ذلك القدر الكبير من الطاقة والموهبة الذي 
وضعوه في جهدهم في الترجمة. ولقد سبق أن تحدثنا عن الصعوبات التي 
وجهها المترجمون للأول. ولكن جهد الترجمة اتخذ منحنى جديداً مع بداية 
القرن الخامسء عندما أعد كوماراجيفا 2”تاطقمةدصته!-وهو بوذي من آسيا 
الوسطى-مكتباً للترجمة؛ بمساعدة الإمبراطور, وفاق أي تنظيم من نوعه 
وجد في الصين حتى ذلك الوقت. فها هنا مع حشد ضخم من المساعدين 
استطاع أن يخرج كتباً مقدسة جديدة: كما أعاد ترجمة الترجمات السيكئة 


210 


الصين 


السابقة ونشرها خارج البلاد؛ ولقد قام هو ومعاونوه بترجمة ما يقرب من 
8 كتاباً بقى لنا منها 52 كتاباً دخلت ضمن الشريعة البوذية» ولقد أضفت 
رشاقة ترجمات «كوماراجيفا» على الكتابات البوذية المقدسة سحراً جديداً 
اجتذب المثقفين الصينيين الشغوفين بالأدب. 


8- ترجمات شتى: 

تزايد عدد الترجمات منذ ذلك الوقت وأصبحت أكثر دقة؛ وفتحت 
مكاتب مختلفة للمترجمين ليواصلوا جهود «كوماراجيفا». ولا بد لنا أن 
نذكر بصفة خاصة «بارامارثا هطاتةهتسدمة2» -وهو رجل هندي من أسرة (برهمية 
براهمان-20: 8:30)-الذي ترجم حوالي سبعين كتاباً في منتصف القرن 
السادس. ونخص بالذكر أيضا وان شيا دوو وهو صيني 
من أسرة موظفين رسميين كرس بقية حياته-بعد رحلة حج إلى الأماكن 
المقدسة بالهند عام 645 ميلادية وبرعاية إمبراطورية-لترجمة النصوص 
المقدسة التي جمعها في رحلاته. وقيل إن حجمها بلغ خمساً وعشرين مرة 
من حجم الإنجيل! وترجمة «آي شنج» عهنا»1 الذي قام برحلة حج مماثلة بعد وفاة 
«هسوان تسانج» بوقت قصير فزار الهند عن طريق البحر من جنوب الصين. 

سارت الجهود التي بذلت لإحضار الكتب المقدسة إلى الصين وترجمتها 
بخطى حثيثة؛ وثابتة؛ منذ قدوم البوذية إلى الصين؛ وحتى القرن الثامن 
عندما انقطع الاتصال بآسيا الوسطى وبالهند عن طريق البرء وقد أضافت 
هذه الجهود الشيء الكثير إلى الفلسفة الصينية والفكر الصيني بعامة. 
غير أن نشر الإيمان بين الجماهير كان؛ إلى حد كبيرء من النوع الذي وصل 
إلى الصين في نهاية أسرة هان: وحقبة الممالك الثلاث؛ إذ كان هو إيمان 
البوذية التي عدلتها-الممارسات التاوية تعديلات كثيرة» وتوافقت مع أفكار 
البلاد الأصلية؛ ولقيت القبول من الشعب الصينيء غير أن البوذية المترهبنة 
قد طورت في الصين صورها المتميزة ونفذت هذه الصور ببطء إلى عامة الناس. 

كانت العقيدة البوذية وممارساتها قد استقرت ثابتة في الهند وآسيا 
الوسطى قبل أن تصل إلى الصين بوقت طويل . غير أن البوذية» كما سبق أن 
رأيناء سواء في صورة الهنايانا (المركبة الصغرى). أو المهايانا (المركبة الكبرى) 
وبوصفها ديانة للرهبان أو لعامة الناس؛ جاءت إلى الصين من خلال عملية 


27١ 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


ذيوع بطيء في كثير من الأحيان» عن طريق الكتابات المقدسة والوعظ. 
وفي أشكال بسيطة وأشكال معقدة؛ عبر فترة بلغت حوالي خمسة قرون,؛ 
واستقبلت في بلاد لديها نظام أو نسق قومي من المعتقدات الدينية لا يقل 
عمره عن ألف عام وترجمت إلى لغة كانت مفرداتها ذاتها مفعمة بالأفكار 
الصينية في كثير من الأحيان: وتتعارض مفرداتها تعارضا ملحوظا مع 
مفردات اللغة السنسكريتية لغة البوذية. ورغم هذه الصعوبات جميعها فقد 
جلبت إلى الصين ديانة تقوم على أساس الإيمان ببوذاء وبجوهر عقيدة 
بوذاء وحقائقها الأربع الأساسية: والحقيقة المقدسة الأولى هي أن الحياة 
شرء والوجود معاناة. والحقيقة الثانية هي أن الميلاد الجديد يعمل على 
إذامة الحسياة وان الافشياق والرفية هنا اللذان مسبياة هذا البلاد من 
جديدء والحقيقة الثالثة هي القول بأن التحرر من الميلاد الجديد يمكن أن 
يتحقق بالتخلص من الرغبة والاشتياق. والحقيقة الرابعة هي أن ثماني 
خطوات تؤدي إلى إيقاف شر الحياة. وتعتمد الطريق ذات الثماني شعب 
على الفهم السليم: والفكر السليم؛ والكلام السليم والسلوك البدني السليم 
والمعيشة السليمة؛ والجهد الأخلاقي السليم: والانتباه السليم؛ والتركيز السليم. 

وهناك طريق واحد فحسب للفرار من هذه المعاناة. وهو الطريق الذي 
اكتشفه البوذاء والذي يؤدي إلى النرفانا هصةنمزلا أعني إلى الوجود المطلق 
غير المشروطء الوجود الذي يدوم دون أن يفضي إلى الموت أو إلى ميلاد 
جديد, ويأتي الخلاص عن طريق الإيمان ببوذا وتطبيق الشريعة مسعدباط 
كما تعظ بها جماعة الرهبان (السنغا). ومن هنا يأتي الاعتراف بالإيمان 
لديها: «إني أجد ملاذي في بوذاء إنني أجد ملاذي في الشريعة: إنني أجد 
ملاذي في جماعة الرهبان». 


9- الرهبان وجمهور المؤمنين: 

للبوذية: كالتاوية. نمطان من الحياة الدينية: حياة الرهبان وحياة العامة. 
وبينما كان الرهبان وأهل الفكرء والمثقفون في الديانتين يجادلون في 
الخلافات العقائدية؛ ويؤثرون بمجادلاتهم في الحياة العقلية الصينية بصفة 
عامة؛ كانت الديانتان تتنافسان من أجل استمالة أرواح الشعب الصيني. 
والديانتان معا تردان العقيدتين اللتين بلغتا مستوى عالياً من الرهافة والعمق 


212 


الصين 


الميتافيزيقي-إلى صيغ بسيطة تسمح لرجل الشارع أن يتذوق بواسطتها 
العزاء الذي يعينه على الحياة: ويعطيه الأمل في دخول الجنة في الحياة 
الأخرى. على الرغم من أنه قد يفتقر لأي قدر من الثقافة يمكنه من 
الدخول في مناظرات مدرسة. وربما كان أفقر من أن ينبن العالم من أجل 
الدير البوذي أو المستعمرة التاوية. وعندما عبرت البوذية في الصين عن 
نفسها من خلال العبقرية الصينية؛ وتم تفاعلها مع التاوية؛ أنتجت عدداً من الفرق 
البوذية الصينية الخالصة. ومن هذه الفرق الأساسية بوذية «تشن 62©» وبوذية 
مدرسة الأرض الطاهرة 11 ه116 وفرقة تشن ين معلا د«عك التنترية. 


0- مفرسة أن : تقت 

أول مدرسة من هذه المدارس الصينية هي مدرسة «تشن» (وهي الكلمة 
الصينية التى تقابل الكلمة السنسكريتية فنا قترطاط: أي التأمل والكلمة 
النابائية ون ممع)نووق تخاليم مدرسة تكن الآسنانبية القرل يان والخلامن 
يأتي من الاستنارة الداخلية. وتأتي هذه الاستنارة في لمحة خاطفة على 
نحو ما حدث لبوذا . إنها تحول فجائي يمكن بلوغه هنا والآن وهي تعلمنا أن 
الحقيقة الوحيدة هي طبيعة بوذا ء وعندما نستدير إلى داخل أنفسنا بنظرتنا 
الفاحصة نستطيع أن نرى ذلكء. وبرؤية واحدة نهائية تنكشف لنا بغتة. 
وهكذا نجد أن «تشن» تعادي ما أصبح تراثاً في البوذية؛ وتنظر نظرة 
عدائية إلى الصور والكتابات المقدسة, وتنبذ النظر الميتافيزيقي. وكذلك 
النظرية؛ لصالح الفكر العيني» وبذلك تخلت عن عمليات التجربة الدينية 
المتدرجة ومستوياتها في سبيل لحظة واحدة وتجربة شاملة. ولقد جمعت 
«تشن» في هذه الأمور أشياء كثيرة مشتركة مع تعاليم التاوية الصوفية. 

أصبحت «تشن» مدرسة مستقلة في بداية القرن الثامنء وبحلول عام 
0 ميلادية كان لديها نظام خاص بالأديرة وقواعد الحياة فيها. وقد زعمت 
أنها ترتبط بأصول موغلة في سالقدم: وردت بداياتها إلى تشوتا وشنج 
عه-125' نت (الذي ازدهر عام 7- 434 ميلادية) وتلاميذه الذين تعلموا 
على يدي لنكافاترا سوترا هتانا5-قمة]302امة.] الذي هاجم فكرة «الامتياز أو 
الجدارة» وإلى «بوذا أهرما» 80010238 في أوائل القرن السادسء الذي 
نبج اليه الأبناطير شرف الفمافة شن عد إن انيضى الأضع ابيا ده 


215 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


تسع سنوات. وإلى الرهبان المشهورين الذين التفوا حول «هوي ننجنن1] ومعه 
“713-637 ميلادية). لكن تلميذاً ل «هوي ننج» هو «تشن هو» أسس مدرسة 
في جنوب الصين حيث ازدهرت «تشن» فيما بعد. وفي القرنين الثامن 
والتاسع بلغت «تشن» أوج عصرها البطولي؛ وفي ذلك الوقت نفسه عمل 
أساقذة خفن العظام. وبحلول الآلق الأول البلادى لم يكن لوتشؤة من 
منافس إلا بوذية الأرض الطاهرة. ومع أسرة سنج وهنا كان أثر تشن قويا في 
تصوير المناظر الطبيعية؛ حتى أن هذا الأثر تغلغل بقوة في الحياة الجمالية للصين 


41- مدرسة الأرض الطاهرة: 

ثاني مدارس الصين هي مدرسة شنج تون 11 عمنك (الأرض الطاهرة) 
أو اللوتس 5ناه.آ أو مدرسة أميدا هه 1015]6ددث . ومدرسة الأآأرض الطاهرة 
هي مدرسة بوذية الإيمان البسيط. لقد كان أحد الفروق بين «المهايانا», 
و«الهنايانا»» أن الأولى تذهب إلى أن من يعجز عن بلوغ الاستنارة بنفسه 
يمكن أن يصل إليها عن طريق الإيمان بفاعلية «بوذا» و«بوذا المنتظر». 
فبعض «البوذا» خلقوا أرض بوذاء وأرض أميتبها هي الأرض الطاهرة في 
الغوبء والتشرع البسيظ لاسم آميكبها كرون بالإيمان بشاعليته يسن 
للمؤمن الميلاد من جديد في الآرض الطاهرة. 

كاك سعيرة اأفيعها دم مس101 زر هويوة| سامت العاف الطاريلة 
اللا متناهية) في الهند. وفي القرن الرابع» وصل إلى الصين من أواسط 
آسياء مبشر هو «فا- تو- تنج 12-00-1008» (توفى 349 ميلادية) واستقر في 
مدينة «لويانجهمه بوه.2'1؛ وبنى الكثير من المعابد برعاية الإمبراطورء كما 
انشغل بالتبشير بإنجيل البوذية على نطاق واسع لإقامة سكنيسة بوذية 
تجذب إليها جماهير الناس؛: ورجال البلاط على السواء. وواصل واحد من 
تلاميذه هو «تاو-آن 314(2730-00-385- 385 م) مهمته التبشرية إلى مدى 
أبعد. وتتلمنذ عليه أحد أتباع التاوية السابقين وهو «هوي-يوان صدنلا غذ11» 
من (334- 416)"؛ وهو الذي أسس مدرسة الأرض الطاهرة مستخدما 
أساليب التاوية في التعبير المجازي. 

وانتشرت عبادة «بوذا» و«للبوذا ستافا» (أي المنتظرين) وهم الذين على 
وشك أن يصلوا إلى مرتبة البوذاء لكنهم يحجمون عن الدخول في «النرفانا» 


214 


الصين 


ليعملوا على خلاص الآخرين. وفي الصين اكتسب بوذا وبوذا ستافا (أي 
بوذا المنتظر) أسماء صينية خالصة؛ كما ظهروا فى رسومات الأيقونات 
وصورها. وأصبح «جوتاما». أو بوذا التاريقى حمل الندد ميش وتيا كر 1ه 
<نة #ثطه ساكياموني نصداصدرة7(5؛ ويظهر جالساً في زهرة اللوتس في 
حالة تأمل؛ أو مضجعاً («يبوذا النائم»»)؛ أو على هيئة ناسك. وأصبح بوذا 
ستافها (أي المنتظر) «أفالوكيتسفارا 8 ري يحمل اسم «كوان-ين 
010 7 (وهو لقب ظهر في أساطير التاوية) وكان في الأصل ذكراء 
لكنهم يصورونه؛: في العادة في صورة أنثى هي آلهة الرحمة التي تلتمس 
الرحمة لمن هم في خطر. وأصبح كيشتجاربها د«متمع:::20*؛ يحمل اسم 
تي تسانج 11-1508 أو بوذا المنتظر الذي يسافر عبر الأعراف ليسلم أرواح 
الملعونين. كما أصبح ميتريا هنزءنانة11 يحمل اسم «مي-لو-فو د0-15.آ-211», 
وهو بوذا المخلص الذي سيعيد إلى الأرض تعاليم بوذا عندما ينسى الناس شريعته. 

وعلى الرهم من أن هذه العقائد: ومعها عقتاقد أخرى, انتشرت متذ 
القرن الرابع وما بعده. فقد ارتبطت عقيدة أميتبها 008هاندسة (وهو في 
اللفة الصينية أومي-تو 10-::0) وعقيدة «كوان-ين» -ارتباطأ وثيقا بمدرسة 
الأرظ الطاشرق والويت بكنة وانيتيها» كيال الميديية ينكس الطريقة 
التي ألهبته بها جنة التاويين أو موطن السحر في جبال كون-لون -مدكآ 
م](*: التي كانت موطن الملكة الأم في الغرب. 

وتتطلب مدرسة الأرض الطاهرة إيماناً بسيطاً وابتهالات بسيطة من 
المؤمن المتواضع الذي يرتبط بعمله اليومي؛ فهو أفقر من أن ينفمس في 
دراسة الشعائر الدقيقة وممارستها. ولقد كانت هذه المدرسة-بقدر ما تعي 
الذاكرة الحية أكثر صور البوذية شعبية بين العامة. وما أن حلت سنة 000! 
مم حتى جذبت مدرسة شان مة“© ومدرسة الأرض الطاهرة ولا الغالبية 
العظمى من الرهبان الصينيين. 


2- مدرسة «تيان تاى» و«شن - يين»: 

أسس شيه يي ذلا طن (597- 538م) مدرسة تيان تاي :ه1-مه:291” وهو 
تلمين «هوي-سو 1111-51»(توفي عام 577 م) الراهب الذي عمل بهمة للابقاء 
على حياة الآداب البوذية. وكانت تعاليم «شيه يي»-الذي كان في بداية 


215 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


حياته مفسرا وشارحا للشان مدن 267: تقول إن الخلاص لا يكمن في 
عملية واحدة فحسب, وإنما يكمن في توازن دقيق للتأمل والتركيزء ودراسة 
الكتب المقدسة. والنظام الأخلاقي. ومراسم الطقوسء وهذا الرفض 
للتطرفء بجانب الدور الذي خصص لدراسة الشريعة المقدسة كانا مبعث 
جاذبية خاصة شدت إليها الكونفوشيين. ولقد أخرجت هذه المدرسة كثرة 
من الباحثين المتمكنين؛ كما كتب «شيه يي» عددا من الشروح والبحوث عن 
البوذية جذبت إليها الطبقات التي دربت على النظام الكونفوشي بفضل 
اعتدالها وتنافسها وتفسيرها المنهجي البسيط. 

أما المدرسة الثانية فكانت من نوع مختلف أتم الاختلاف. وأعني بها 
مدرسة «شن ين» معلا-مع0 (مدرسة الكلمة الصادفة)-وهى فرقة خرجت 
من صورة الإيمان المعروفة باسم البوذية التنترية ات ان النسرية كانت 
تسمىء في بعض الأحيان: باسم «مي-شياو هدنطه-ن(أي التعاليم السرية) 
بسبب طبيعتها المستورة. ويبدأ الخلاص في هذه المدرسة بترسيم من يريد 
أن يكون مؤمناً للدخول في حلقة معلم يذعن له إذعاناً تاماً. ويأخذ عنه 
الحقيقة: أو الأسرار والخلاص يعني امتلاك هذه «الأسرار» التي تلتمس 
باستخدام الرقيء وتأدية إيحاءات وحركات صامتة. والتوحد عن طريق 
التأمل بكثير من آلهة مجمع التنتزيه. 

دخلت مدرسة «شن-ين» إلى الصين في القرن الثامن؛ وتأسست على 
مذهب أفوحها فاجازا هزه قرع مسسة (774-705م) 24 , وسريغان ها شقت 
طريقها بعد ذلك من الصين إلى اليابان حيث لا يزال لها كثرة من الأتباع 
مثل فرقة شنجون/”"همههنطه. وتخاطب البوذية التنترية الشعور بالأسرار 
الخفية التي تعود إلى فجر التاريخ؛ وقد قدمت للبوذية في الصين شعائر 
سحرية وألواناً من السحر كانت بالفعل جزءاً من الديانة التاوية. 


3- التاوية في عصر الا يمان: 

وصلت الكنيسة التاوية إلى ذروتها خلال عمر الإيمان: لا سيما إبان 
حكم الأسر الستء ورغم نجاحها في عهد أسرة «سوي 51» وبداية عهد 
أسرة تانج 15 فإنها بدأت بعد ذلك في الانحدار الطويل البطيء إلى أن 
وصلت إلى حالة الاحتضار في العصور الحديثة. وقد أصبحت هذه الكنيسة 


21 


الصين 


تعارض سياسة العرش مع نهاية أسرة هان 5آ8: أما بعد القرن الرابع 
الميلادي فقد تمتعت بحماية البلاط والأسر الكبيرة؛ وظهر مشاهير الشعراء 
من أمثال «تاويان-منج لا150» (375- 427م) والفنانين من أمثال الخطاط 
وانج-هس-شيه طتطء-151] عمه؟1 (321- 379) والرسام «كوكاي-شيه -نهعا, 1ك[ 
طن0» (344- 406م) الذين تأثروا بالتاوية. وخلال حكم أسرة «سوي 1نا5» 
وأوائل عهد أسرة «تانج» نالت هذه الفرقة عطف الإمبراطور بسبب «حجر 
الفلاسفة27" الذي قام الكيماتيون التاويون بإعداده كما أرسل ثاني إمبراطور 
في أسرة «تانج» نسخة من «تاو-تي كنج عدن100-1-0,/”*) باللغة السنسكريتية 
إلى أمير أسام سدوووه)90. وأبدى أباطرة أسرة «تانج» الذين تطابق لقبهم 
مع اسم «لاو-تسو» (أعني لي 1آ) تعاطفاً خاصا مع التاوية. وحظيت الزعامة 
الدينية التاوية في عام 748 م باعتراف رسمي. غير أن التاوية-رغم وصولها 
إلى مستوى التعاطف الرسمي-فقدت بعد عصر الإيمان شعبيتها التي نالتها 
بين الجماهيرء وتقلصت تدريجياً حتى أصبحت ديانة للرهبان والمشعوذين. 
واشتبك البوذيون والتاويون في صراع عنيف. خلال عصر الإيمان 
للاستحواذ على أرواح الصينيين؛ فقد وجد التاويون صعوبة في أن يغفروا 
للبوذيين أنهم سحبوا منهم أتباعهم بهذه الأعداد الغفيرة» وأحنق البوذيين؛ 
من ناحية أخرىء أن يوصم دينهم بأنه ليس سوى صورة أجنبية من التاوية 
ونشب جدل عنيف حول ما إذا كان بوذا هو معلم «لاو-تسو» أو تلميذه. 
وكلما غلب الطابع الصيني على البوذية غلبت عليها كذلك: بطريقة ماء الروح 
التاوية. غير أن التاوية بدورهاء استمدت خلال تطورها الكثير من البوذية. 


4- الكو نفوشية الجديدة: 

لم تفقد الكونفوشية أبدأ سيطرتها على المثقفين وأهل الفكر نامتعانآ 
وق نشقالهم#بالضليم النظلهة خلال عضر الأيماق» ويقييطة شريدتهابالنسية 
للمثقف تمثل جوهر الثقافة الصينية. كما استمرت دراسة الكلاسيكيات 
الكونفوشية بعد أن اعترف بها القصر الإمبراطوري رسمياً في عهد أسرة 
هان. وفي القرن الثاني الميلادي كتب «ما-جنج ع108آ-210»: و«شنج- هسوان 
0168-1150 »: شروحاً على هذه الكلاسيكيات؛ وبذلك بدأ تراث من البحث 
المدقق لتفسير أفكار «كونفوشيوس» ودراستها لتكون أفضل وسيلة لنشر 


2237 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


أفكار كونفوشيوس-وفي القرن السايع كتب «كونج ينج- تا 18-عملا عسكل» 
شروحا أوسع انبثقت عنها تدريجياً وحدة الكونفوشية؛ فاعتبر كل كتاب من 
كتب الشريعة الكلاسيكية مظهراً من مظاهر التعاليم الكلية الموحدة. وعندما 
درب المثقفون على هذا النحوء كتبوا تواريخ الصين وهو تراث بدأ من أسرة 
هان وظل يتدعم أسرة بعد أسرة حتى القرن الحالي. ومع عودة الوحدة في 
عهد أسرتي «سوي وتانج» ورغم افتتان بعض الحكام بالتاوية أو البوذية- 
فإن الكونفوشية أكدت تأثيرها بوصفها التراث الكلاسيكي للطبقات المثقفة. 
وكاتبت اعمال الأذارة الواسعة القطوق فقطظاتب موظخافين مدردين عدن 
الكونفوشية لا أصحاب إيمان بوذي أو تاوي. 

حافظت النخبة الكونفوشية الموجودة في بلاط الأباطرة. حتى في عصر 
الإيمان وبصورة أشد في الفترة التي تلته. على معارضتها الثابتة المستمرة 
للبوذية والتاوية. ونظرت إلى البوذية على أنها ديانة أجنبية؛ واعتبرتها غير 
وطنية منذ عصر أسرة «تانج» وما بعدهاء أما التاوية فقد كانت خصما 
للكونفوشية منذ العصور الكلاسيكية. غير أن الكونفوشية بغفض النظر عن 
أخلاقها الاجتماعية غشلت في تلبية المطالب الدينية؛ كما فشلت في التصدي 
بصورة مقنعة للتحدي الذي كان الفكر البوذي والهندي قادرا على مواجهتها به. 

وتغير ذلك كله في عهد أسرة «سونج عهن5» خلال القرن الحادي عشر 
الميلادي. حيث ازدهرت الدراسات الكونفوشية بصفة خاصة:؛ كما عقد 
العزم على خطة إصلاح ذي طابع قومي خاصء وقد شرع فلاسفتهاء بصفة 
عامة. من أمثال «شاو يونج عملا مقطع»/31) 32 
والأخوين «تشنج عمه'2/00- في استخراج كل منظم من الكونفوشية- 
تحت ضغط تحدي البوذية والتاوية-يعبر للمثقفين عن أفكار تدور حول 
الجنس البشريء والكون. ثم اكتمل هذا الفكر النظري في صورة نهائية 
على يد شخصية عظيمة هي «تشو هسي 5ز1آ-سط» (041)61130-1200. 
وأصبحت الكونفوشية الجديدة بعد وقاته العقيدة الرسمية للدولة. وظلت 
كذلك على مدى الزمن الذي تعيه الذاكرة الحية. ولهذا أطلق على «شوهسي» 
افوقوم الاكريقي ,881 الكرشوظية من لسع لشيس الك عرقي 
الجديدة. ويمكن القول كما جاء في كلمات شو هسي أنها تذهب إلى «أنه 
يوجد في أي عقل بشري ملكة للمعرفة؛ كما يوجد في أي شيء مبرر 


ودشو تون-آى آحصنتط]-تامطء» 


218 


الصين 


وجوده. ويرجع نقص معرقتنا إلى عدم كفاية بحثنا عن علة كل شيء, ولا بد 
للطالب أن يذهب إلى جميع الأشياء الموجودة تحت قبة السماءء بادئاً من 
المبادئ المعروفة. وساعيا للوصول إلى أسمى المبادئء وبعد بذل الجهد 
الكافي-يأتي اليوم الذي يصبح فيه كل شيء واضحاً ومفهوماً . تلك هي كونفوشية 
موضوع الإيمان عند معظم المثقفين الصينيين. 

وبانتصار الكونفوشية الجديدة التي وضعت نظاما رسميا للتعليم أصبح الأساس 
المشترك للايمان عند الطبقة المثقفة؛ انهارت التاوية والبوذية تدريجياء وأصبح 
جانب كبير من فكرهما جزءاً من روح الشعب الصيني وفقدا طابعهما المميز. 


5- الديانات الصغرى: 

تمثلت ثقافة الشعب الصينى تمثلا تاماً كلاً من التاوية وهى الديانة 
الأصلية للبلاد. والبوذية. وهي اتدياكة القادمة من الهندء أما اثذياتات 
الأخرى التى دخلت الصين فقد لاقت نجاحاً أقل. فقد جاءت إليها المسيحية 
السسطوييوةة6, في القرن السابع الميلادي: وبعدها بقليل «المانوية»!”*) وكذلك 
«المزدكية موآ د20ه090'»3 والإسلام واليهودية بوصفها ديانة التجار الأجانب 
خلال عهد أسرة «تانج عمه1» وازدهر الإسلام في عهد أسرة «يوان مقدلا » 
لا سيما بين القادة المسلمين في جيش المغول. ويوجد المسلمون اليوم في 
الصين على هيئة جماعات متفرقة؛ وإن كانوا يوجدون بأعداد كبيرة ضفي 
أقصى الغرب وفي الشمال الغربي. 

لم تطبع واحدة من هذه الديانات الحياة الصينية بطابعها على نحو جاد 
وحتى الإرساليات الهائلة التي بعثت بها الكنيسة المسيحية إلى الصين في 
القرون الثلاثة الأخيرة, عاذت يتقاقج مخيبة للآمال من وجهة لفن الديكلة. 
غير أن النشاط التبشيري تحالف-تحالفا وثيقا مع المشروعات التعليمية, 
ففعل الشيء الكثير في نقل الثقافة الغربية إلى الصينء لكنها جاءت في 
وقت كان الغرب نفسه يزداد فيه اتجاها نحو النزعة الدنيوية: كما أن أثر 
التبشير في الطبقات المثقفة في الصين. وهي نفسها الوارثة للتراث الدنيوي 
للكونفوشية الجديدة-كان في الثقافة الدنيوية أكبر بكثير من أثره في الأفكار 


الدينية. 


210 


6- تحت السيطرة الشيوعية: 

وقع الجزء الأكبر من بلاد الصين تحت السيطرة الشيوعية عام 949ام: 
وشن هذا المذهب حملات عنيفة ضد جماعات دينية معينة بوصفها «مناهضة 
للثورة». غير أن الديانة الشعبية قد وجدت بين الصينيين منذ زمن سحيق؛ 
مغزولة في نسيج الممارسات الاجتماعية؛ بين جماعات الأقارب. والجماعات 
الاجتماعية والاقتصادية والمجتمعات المحلية. 

يشهد على ذلك وجود هياكل الأسلاف ال محلية المنتشرة في أرجاء الصين. 
في كل قرية؛ وفي كل نجع:؛ وهياكل الآلهة المحلية؛ والأبطال المحليين ومعابد 
يتولى شؤونها رهبان البوذية والتاوية ومعبد كونفوشيء وعلى نحو أكثر تكرارا 
معابد مجمع الآلهة المشترك الذي يشمل عناصر من جميع الديانات: ويكشف 
في بعض الأحيان عن نزعة تلفيقية تتحدى أي تحليل. ولقد هاجمت الحركات 
الثورية» منذ بداية القرن الحالي؛ الديانة الشعبية فيما سمي باسم حركة 
القضاء على الخرافة؛ غير أن المعابد والهياكل ظلت باقية؛ في بعض الأحيان 
في حالة سيئة: لكنها تقف شاهدا حياً على الحضور الشامل للديانة الشعبية 
على مدى الزمن الذي تعيه الذاكرة. 

كان للكنائس البوذية والتاوية. في ذروة مجدها. تنظيم حقيقي. ونخبة 
واضحة من الأتباع. ولم يكن للديانة الشعبية شيء من ذلك. وبعد انهيار 
البوذية والتاوية. وهي عملية بطيئة استمرت منذ القرن الثالث عشر وما 
بعده حافظت جماعات من الرهبان في مراكز منعزلة حافظت على إيمانها 
بشيء من نقائه الأول ولا تزال آثارها باقية. 

غير أن السيطرة الشعبية الكبيرة لهذه الديانات على جماهير الشعب 
سرعان ما انهارت؛ وإن كانت الديانة الشعبية قد امتصت الكثير من العناصر 
البوذية والتاوية. ومن الغريب أننا لا نعرف إلا أقل القليل عن هذه الديانة 
الشعبية. رغم أن عناصر منها لا تزال باقية في كل جماعة صينية؛ ولقد 
اتجهت أنظار الباحثين نحو ديانات الطبقات البارزة. وسجلوها في كتاباتهم 
قرنا بعد قرن واستنتج بعضهم من النزعة الدنيوية الكونفوشية؛ ومن مصير 
كنائس التاوية والبوذية أن الصينيين ليسوا متدينين على نحو متميز. ولكن 
المعتقدات والممارسات الدينية بين الناس؛: رغم سوء تنظيمها قد وجدت منذ عصور 


سجيهعهك . 


7- التسامح (بقدم المهرر): 

بعد وفاة ماو تسي تونج عام 1976 ظهرت اتجاهات أكثر تسامحاً نحو 
الدين الذي عانى من الكبت خلال ثورته الثقافية. وفي عام 1980 أعيد 
إصلاح أكبر معبد تاوي في بكين على نفقة الحكومة؛ جنباً إلى جنب مع 
إصلاح مجموعة من المعايد والأديرة البوذية. وظل «الدلاي لاما 00 فى 
منفاه في التبت في الهند؛ ولكن أعيد افتتاح قصر بوتالا في لهاسا أمام 
البوذيين الوافدين من التبت؛ كما سمح لبعض الحجاج بزيارته. كذلك سمحت 
الحكومة بإعادة فتح بعض المساجد والكنائس العامة. وفي عام ا98ام 
افترحت الجريدة الرسمية «صحيفة العلم الأحمر» شيئاً من الدعم. وبعض 
المعارضة فى آن معاً. للحرية الدينية عندما قالت «هناك فى الوقت الحالى 
عدد كبير من الناس في الصين يؤمنون بالدينء ولا بد لنا من احترام 


“البايان 66 


تقدم لنا اليابان خليطا من التراث الديني يشبه 
ذلك الخليط الذي وجدناه في الصين؛ رغم أن 
والفلطة مخعافة. فالدياكة الرشسية في الحقبة 
التاريخية هي البوذية غير منازع: وان كان التاريخ 
المكتوب لليابان لا يبدأ إلا في القرن الخامس 
للميلاد . لكن البوذية. حتى في هذه الحالة؛ تعكس- 
كما سيتضح فيما بعد-صورتها الصينية المركبة التي 
تلاءمت إلى حد كبير مع روح الشنتوهمزط2!(9: وهي 
أقدم تراث ديني في اليابان. 

وخلال العصر الحجريء كان السكان الذين 
فيشوعشي اللخزى البابانية الأريم الركيسية إلى 
حد كبيرء من أرومة الأينو دن 22) ويبدو أن ديانتهم 
التي كانت تشمل التضحية بالدم والطقوس الفظة, 

تؤثر في اليابانيين الغزاة الذين دخلوا البلاد في 
وقت واحد-من كوريا وسيبيريا في الشمال ومن 
جزر المحيط الهادي في الجنوب. وكانت قبيلة ياماتو 
وفص تخاالق كنيف ليا السراذة هما مسن ونفنات شيل 
الأسموة ابطر رعشي إل ماعة الغزاة الجتوبيين: 

وأقدم ما في حوزتنا من وثائق كتاب «كوجيكي 
كلنزه>!© أي سجلات الآثار القديمة) الذي ككتب 
عام 7١2‏ ميلادية» وهو مكتوب بأحرف صينية تصور 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


بالألفاظ الصوتية للسكان الأصليين: وكتاب «نيهو نجي نعم920:0) (الأحداث 
التاريخية لليابان) وهو وثيقة كتبت باللغة الصينية عام 720 ميلادية, 
ويستهدف عرض تاريخ اليابان من بدايته حتى عام 697 م. والكتاب الأخير 
متآثر بالتآكيد الصيني على الخط الإمبراطوريء. كما يسعى لإثبات قدم 
اليابان» وعراقة أسرتها الإمبراطورية بصفة خاصة في آن واحدء ويوحي 
الكتابان بأن لليابان رسالة إلهية على الأرضء وبهذا ينتقلان في سهولة 
ويسر من الأسطورة إلى التاريخ: وهما يعرضان الأساطير الخالصة كما لو 
كانت تاريخا يمكن إثباته. ويفسح عصر كامي نه (الذي بدأ مع ظهور 
الكون من العماء)-المجال لعصر التاريخ البشريء عندما هبط ننجي ذ«11! 
حفيد إلهة الشمس كامي (أماتيراسو-أو-ميكامي نمم 0-1/11-نامهرع )هرمث إلى 
المسالك الدنياء وأصبح حفيدها العظيم جيمو اذ[ أول إمبراطور لليابان الموحدة. 

والتاريخ الذي تؤرخ به هذه الحادثة هو عام 660 ق. م؛ غير أن المؤرخين 
يصعب عليهم قبول هذه الدقة في فترة تمتد ألف سنة قبل ظهور الكتابة, 
كما أننا لو قارنا هذا التاريخ بالسجلات العينية لوجدنا أن قبيلة ياماتو 
60 لم تظهر بحيث يكون لها أهمية إلا في القرن الأول قبل الميلاد (بل 
بعد ذلك) ولذلك يعتقد المؤرخون أن توحيد البلاد لم يكتمل إلا بعد هذا 
التاريخ بنحو ستمائة أو سبعماتة سنة. ويظهر من الوثائق العينية أن السلطة 
كانت في يد الحكام من النساء اللائي عملن في وظيفة الشامان أو 
الوسيطات؛ وبذلك احتفظن في شخصهن بالوحدة الملكية (أو السياسية)؛ 
وبوظيفة الكاهن (أو الوظيفية الدينية) التي قام بها الإمبراطور بعد ذلك. 

ويعدٌ كتابا «كوجيكي» و«ينهونجي» مصدرين قيمين لمختلف الأساطير 
القديمة: أما كتاب « العيشيكن 000 (قوانين فترة إنجي فعم5) الذي 
يرجع تاريخه إلى عام 927 م: فهو يشمل النوريتو 71080 القديمة (طقوس 
الصلوات) التي كانت تستخدمها عائلات الكهنة© . 


١‏ - تفاعل الأفكار البوذية والشنتويية: 

عندما نصل إلى مرحلة دخول البوذية إلى اليابان في القرن السادس» 
فإننا نستطيع أن نعتمد على وثائق مكتوبة. كما نستطيع أن نلاحظ؛ لا 
التنوع الطائفي الواسع فحسب الذي تتميز به فعلا المهايانا البوذية؛ بل 


264 


اليابان 


كذلك اندماج ديانات هند-صينية جديدة مع التراث الديني القديم في 
اليابان» وظهور أشكال توفيقية جديدة. بل إن الفرق البوذية الأقدم عهدا 
اتخذت بعداً جديداً على أرض اليابان» وفي خلفية الصراع الإقطاعي. 
ازدهرت الثقافة البوذية ازدهارا كبيرا وتفريعات كثيرة للفرق أصبحت 
ملحوظة في القرن الثالث عشر. 

وقد استمر التفاعل بين الأفكار البوذية والشنتوية» وتعمق الوعي الديني 
القومي. بظهور الأوربيين عام 1549 عندما سعى فرانسيس إكسافير 45 
لإدخال المسيحية لأول من إلى اليابان7. وقد مكنت الخصومات الإقطاعية 
البعثات التبشيرية المسيحية من التقدم: فبلغ عدد المهتدين أكثر من ثلاثمائة 
ألف مع نهاية القرن. غير أن التشريع المعادي للمسيحية أولاء وهو المسمى 
بتشريع هيديوشي:1110:090 "ويرجع لعام 597: ثم سياسة أسرة «توكوجاوا 
كع 1 . الأكثر صراحة وعداء (منذ عام 1612)-أديا إلى عزلة اليابان 
وردتها إلى الآأنماط القديمة-وهي عزلة استمرت حتى عام 1853 عندما بدأ 
رجوع الأوربيين إلى اليابان ثم استئناف البعثات التبشيرية المسيحية في 
عام 1859: إلى أن تم إلغاء التشريع المعادي للمسيحية عام1873. 


2- وضع السشنتو : 

كانت الحرية الدينية من بين ما كفله الدستور الجديد على النمط 
الغربي لعام 1889؛ لكن ذلك لم يكن يعني غير السماح الصوري للمسيحية 
بتنظيم نفسها جنبا إلى جنب مع البوذية والشنتوية. والحركات الدينية 
اليابانية الأخرى التي نشأ عدد منها في أوائل القرن التاسع عشرء كان لا 
يزال عليها أن تزدهر تحت مظلة الشنتوية أو البوذية؛ وأن تسجل نفسها 
بوصفها فرقا بوذية أو شنتوية؛ غير أن المرسوم الإمبراطوري للتعليم الذي 
صدر عام 1890-واستغل في تلك الفترة؛ أساطير الشنتوية وأخلاق 
الكونفوشية-أدخل ذلك الجانب الرسمي من الشنتوية الذي يعرف أحيانا 
باسم التيمويهة «وزمصسء1' (من تيمو 120 التي تعني «الملك السماوي» 
وأصبحت لقبا للامبراطور). وبناء على هذه العقيدة الجديدة أعلن أن 
الشنتوية الرسمية (أو شنتوية الدولة) ليست عقيدة دينية؛ وأنها مفروضة 
على جميع المواطنين اليابانيين» وذلك رغم احتوائها على أساطير الشنتو 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


المعتادة ومراسمها الدينية. وبقى أمام احتلال الحلفاء عام 1945 مهمة إزالة 
الحماية الحكومية للشنتوية. وكان على الدستور الجديد عام 1947 أن 
يضمن الحرية الدينية. مع حق تسجيل الهيئات الدينية المستقلة؛ ونشر 
المعتقدات التي تؤمن بها أي هيئة دينية في آن واحد. وبسبب هذه الحرية 
الجديدة سجلت مئات من الحركات التي كثيرا ما تسمى «ديانات جديدة»» 
رغم أنها تعكس إلى حد كبير كما سوف نرىء الطابع التلفيقي للديانة 
الشعبية في اليابان؛ كما تبرز على السطح كثرة من الأفكار والممارسات 
التي ظلت موجودة لفترة طويلة داخل تراث الشنتوية والبوذية القديمة. 
ولقد جلبت المسيحية معها مجموعة من الأفكار الجديدة ولكنها اتجهت, 
كما حدث مع الكونفوشية في تاريخ سابق إلى تقديم الأساس الأخلاقي 
الذي لم يمكن ظاهرا باستمرار في الحركتين الدينيتين الأخريين. 

ومع ذلك ينبغي علينا أولاً أن نتجه إلى ماضي اليابان-أي إلى الشنتوية, 
لنرى كيف بني هذا الماضي في الحاضر. والشنتو 51010 ليست هي نفسها 
كلمة يابانية. لكنها صيغت في القرن السادس عندما دخلت البوذية إلى 
البلاد لتعبر عن التراث الدينن الأقدم عهداء وهو «طريق كامي» نسمكاء 
وكثيراً ما توصف بأنها «عقيدة أصيلة» في اليابانء لا لأن عبادتها ذات 
النزعة الطبيعية القوية لا تضاهيها عبادة أخرى في أي مكان: بل لإثراتها 
لروح التدين الياباني المتميز الذي أثر كذلك على صور الإيمان الياباني 
الآخرى. وتعد سمتها «الحدسية» مظهرا واضحا من مظاهرها. مع تشديد 
على التجرية الدينية أعظم من الاستدلال من مبادئ لاهوتية". ونادرا ما 
يسأل المؤمنون بالشنتوية أسئلة أنطولوجية!'''. بل هم بالأحرى يشعرون بحقيقة 
الكامي 1ه وواقعيته؛ لأن المرور بتجربة مباشرة مع الألوهية والإدراك 
المرهف للسر الفامض أكثر أهمية بالنسبة لهم من النظر العقلي لدقائق العقيدة. 


3 - معنى ال كاميى :ص 21201 

غلى الرغم من أن كلمة «كامي» كثيرا ما تترجم «بإله» أو «آلهة», فإن من 
الأفضلء فيما يبدو أن تظل بغير ترجمة لأنها تقال على الوحوشء والطيورء 
والنياتات واليحارء والجيال» وظواهر الطبيعة: كالعاصفة والريح والصدى 
الذي ييث الرعب ويدوي عير الحلق أو الحدائق: أو تنطبق على أسلاف 


22 


اليابان 


العشيرة أو المحاربين. وبعد أن أقر أحد فقهاء الشنتو في القرن الثامن 
عشر- وهو «موتوري نورينجا 24 1101001 »- بعجزه من فقهم معنى هذه 
الكلمة راح يعرفهاء بصورة عامة؛ بألفاظ مقدسة فيقول «جميع الأشياء؛ أيا 
كانت التي تستحق التبجيل وتبعث على الرهبة لأنها فوق المألوف. وكذلك 
القوى الفائقة التي تملكها سس كاسي». «ويفول أيضا إنها لا تستاع أن 
تكون مرموقة بسبب نبلها الفائق أو خيرتها أو نفعها (اقتبسه و. ج. أستون 
في كتابه «الشنتوية: الديانة القديمة لليابان» ص 6- 7) ولا بد أن لفقيه 
الخنتوى الحدوه سيظل يول إن شعي اليابان:تفسه ثيست الذدية شكرة 
واضحة عن الكامي ن«نةك1»- فهو يدرك الكامي؛ بطريقة «حدسية في أعماق 
وجدانه؛ وهو يتصل به اتصالاً مباشراً دون أن يكوّن فكرة عما هو الكامي 
من الناحية التصورية أو اللاهوتية. ومن ثم فمن المستحيل أن نوضح ونصرح 
بما هو في أساسه غامض بحكم طبيعته نفسها (أونو سوكو «طريق الكامي» ص 8). 

ومع ذلك فكلمة «كامي» موجودة في اللغة اليابانية. وهي تعني «فوق» أو 
«أعلى» وسوف يكون من الحكمة أن نربط بينها وبين المقطع «152» الذي هو 
تعبير عن التعجب أو الحيرة التي يثيرها الشيء المخيف, أو مال لا يمكن 
الإحاطة به. وريما يكون مرور الأيام قد جلب معه بعض التنقيح لهذه 
الفكرة؛ لكن التنقيح وعدمه يوجدان معا حتى الآن. 


4- تصورات الالهى: 

يشير «بللاه مهزاه2'78 في تحليله العام للديانة اليابانية» إلى تصورين 
من أساسيين لما هو إلهي «التصور الأول أنه أي «كائن» فائق مستفغني عن 
الغذاء أو الرعاية أو الحب». غير أن هذه النظرة إلى ما هو إلهي لا تميزه 
بوضوح عما هو بشرىء فهي تشبه أن تلقى بظلها على مال لا يدرك حسيا 
فتجعله أقرب إلى الوالدين أو الرؤساء السياسيين الذين نعاملهم على أنهم 
مقدسون على الأقل في جانب من جوانبهم». أما التصور الثاني فهو أساس 
الوجود أو هو الجوهر الداخلي للواقع. وينتمي إلى هذه المقولة تصور 
طبيعة بوذا (التي يقال إنها حاضرة في الكل) وكذلك تأويلات «كامي» التي 
يغلب عليها الطابع الفلسفيء والتي نشأت نتيجة للتأثير البوذي. 

ولقد أثرت الأفكار الكونفوشية عن «التيان د116» (أي السماء) في نظرة 


267 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


كاف مخ عتاب القرين الننايم عفر الأخلاظية إننى العامى شكقي يقول: 
واعتو نا تقول إن الكامى يككلف عبا هر غير ظاهى كان ذلك ورايف قوننا 
نعيش حياة سعيدة وأمينة تنسجم مع إرادة الكامى». كما أراد كاتب آخر أن 
يربط بين كلمة «كامى» كاجامى تمسوعةا (أى المرآة) «ذلك الموجود فى السماء 
(القصيلة الرقيسية فى فكر لقنتو 


5 - طفوس الشنتو : 

كانت طقوس الشنتو في البداية بسيطة إلى أقصى حد, إذ لم تكن 
تتطلب مباني خاصة:؛ بل تقام الصلوات؛ وتؤدي الطقوسء في هياكل طبيعية؛ 
تحت شجرة ساكاكي 531611 المقدسة مثلاء وهي موجودة الآن داخل كل 
هيكل في أية ضاحية. ويتلفظ بالكلمة الإلهية عن طريق الشامان وهو في 
حالة أن حيدواة الكامي عليه ويغبر عنها بلفظ كامي-جاكاري الوه 
أوكانجاكاري 0-0 التي كثيرا ما تتجلى في وعية الوجد. (ولا تزال 
خليفة الشامان الأنثى موجودة في الهياكل حتى يومنا الراهنء وذلك في 
اشخاضى العى مزوية "ورهن مشركات اليكل مح الشماء السؤولا ف عم 
الكاجورا 2تنائة! وهي الرقصة الصوفية التي ترمز عادة إلى توحد المتعبدين 
مع كامي الهيكل). ولم تتطور بالتدريج كهانة نوعية خاصة فحسب. بل ظهر 
كذلك نمط خاص من بناء الهيكل. وليست هناك صورة تمثل «الكامي» بل 
مجرد «شنتاي تماصمنط5 يعبر تعبيرا رمزيا عن الكامي الذي يمكن أن يكون 
واحداً من أدص >آ-01:020-10لا-205ل (حرقيا : ثمانية ملاين كامى) الشى تحدث 
عنها كتابا «كوجيكي» و«نيهونجي». ْ 

كانت العبادة ف بذايتها عسألة عائلية خاصة بشؤون الأسرة لا العشيرة, 
ولما كانت العشيرة امتدادا للأسرة. فهناك عدد كبير من الهياكل مخصصة 
لل «يوجي جامي انمدع نزنا» (أي كامي العشيرة) وهي تختص بالمصالح المشتركة 
للعشيرة؛ والقول بآن الجماعة تستمد وحدتها من علاقاتها «باليوجي جامي» 
بوصفهم «يوجيكو 0«انزنا» (أي أطفال العشيرة)-لا بد أن يوحي في الحال بأن 


اليابان 


«يوجي جامي» يقوم مقام الأب 5امعنتوط معه.آ بالنسبة للجماعة (أعني أنه 
ال أويا ه92 أو «الآب») كما يوحي بأن طلب الحاجات المادية له مغزاه. لآن 
الآب على استعداد أن يمنح أطفاله هبات سخية. وهيكل «يوجي جامي» 
نسي شرك المقيرة ار كو بسني الخيانا وشوكل فقيرة كامس 

وعلى الرغم من أن تنقلات السكان حطمت روابط الأسرة والعشيرة 
القديمة:. فلا يزال هناك إحساس بأن هيكل الجماعة هو يؤرة الهوية الواحدة, 
ويحقق عيدها تماسك التجمع المحلي. وعندما يؤخذ الطفل إلى الهيكل لا 
كه تنما لك يشا راك دش هراد كام و الرتاطن دم يبدل لكي وقهر ف 
ببساطة على الرابطة الأساسية التي تربط بينه وبين جماعته وبين الكامي نسه!. 


6- هشياكل خاصة: 

كان تأثير عبادة الأسلاف يعنيء, بالطبع.؛ أن ال «يوجي جامي» يمكن 
النظر إليه على أنه السلف الرئيسي المحلى أو القائد المحلي؛ ويمكن أن 
يحدث العكسء إذ يمكن للسلف الفعلى أن يتخن مكانة ال «يوجى جامى». 
مدي أن التعاتة الأرك كانت هن بهالة الأسرة الإمبراطورية التى كان فى 
يدها زمام القيادة في مشيرة ياماقو تس كالاميراطون لأ بد أن يكون 
كاهن نفسه في عقيدة «أسرته» التي تحولت في تاريخ مبكر إلى «الهيكل 
الكبير أيس 970156 وأصبح ينظر إلى حارس الأسرة «كامي» بوصفه سلف 
الإمبراطور (وقد احتفظ لمدة طويلة بالنموذج الشاماني الأقدم عهداً حيث 
كان يمثل الإمبراطور فى الهيكل أميرة من الأسرة الإمبراطورية). 

وبالمثل كان هيكل «تيشا 2طكنه1» في إزومو دسدهآ هو هيكل عشيرة 
«إزومو»©'2 كما وصفت العاصفة كامي؛ و هي «سوزانوسو-ميكوتو -ومهمدة 
م1م1ز11-مم» بأنها مشتبكة في صراع م «أماتيرا سو.أو. ميكامي» -وهي 
«كامي» عشيرة «يامات» وكثيرا ما كان يطلق على منطقة «أزومو» اسم 
«أرض كامي» إذ كانت هي مركز الديانة في اليابان القديمة. وهيكلها هو 
أقدم هيكل في اليابان. ويقال إنه في شهر أكتوبر من كل عام يجتمع هناك 
«الكامي» من جميع أنحاء البلاد في لقاء عظيم ويعقدون الزيجات. ولهذا 
السبب يسمى شهر أكتوبر في «أزومو» كامي-أرى-زوكي 0ا2-نمه نسه؟ا (أي 
شهر مع كامي) بينما تتحدث مناطق أخرى عن 14نا2 قمصةك]1 (أي شهر بدون كامي). 


2# 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


تتجه الهياكل؛ في العادة. نحو الجنوبء وأحياناً نحو الشرقء أما الشمال 
والغرب فهما مناطق غير محظوظة كما يعتقدون. وعندما يقترب المتعبد من 
الهيكل فإنه يمرء أو تمر عبر ال توري 71081 (أي بوابة الهيكل)؛ وربما مرٌ عبر 
مجموعة كاملة من هذه البوابات. وبوابة الهيكل تشبه بوابة أي منزل؛ وقد 
تُصنع من الخشب أو الحجر أو البرونز أو حتى من الأسمنت. وكانت الهياكل 
القديمة تستخدم بوابات من خشب السرو. وكثيرا ما كان يحتفظ بالطابع 
الطبيعي للشجرة؛ رغم أننا نلاحظ الأثر البوذي الصيني بعد ذلك في طلاء 
الثوري (البوابة) والهيكل كله (باللون الأحمر في العادة). وإذا تركنا «الثوري» 
وجدنا الطريق إلى الهيكل مملوءاً بمصابيح من الحجر تبرع بها المتعبدون. 
وكان الهيكل في كثير من الأحيان يحرسه كلبان كوريان: أو أسدان صينيان. 
باستثناء هياكل الأناري 1:هم1”' (المخصصة «لكامى» حقول الأرز) التي 
يحرسها تمثال الثعلب الذي اعتقدوا أنه رسول «كامي» وهو كذلك رمز 
للخصومة التي كانت ادف من إقامة هياكل أناري. ا 


7- السلوك المستضيم: 

إذا كانت زيارة اليكل زنارة خاضة عبان التعين على قدمية:يمجرد أن 
يتخطى «الثوري» الأول (البوابة الأولى)؛ ولا بد أن يغسل يديه وفمه من ماء 
نبع طبيعي في مجمع الهيكلء أو من حوض الماء المحفور في الصخرء 
مستخدما أواني يزوده بها الهيكل؛ ثم يصفق المتعبد-أو تصفق إن كانت 
أنثى-وهو يحني الرأس إجلالا أثناء تقديم توسلاته. غير أن التوسل يمكن 
أن يكتب على ورقء؛ ويعلق على إحدى أشجار السكاكي 4كلة1ة5 المقدسة. 

وتتضمن العبادة الرسمية أكثر من ذلك أربعة عناصر هي: -١‏ فعل التطهر 
(هاراي توقمة] بالاضافة إلى الاقعسانة عقدها يايم الكاهن قوع قبن جرد 
السكاكي (أو بورقة منها) على رأس المتعبد . 2- ثم القربان (شينسن مهدمنط5) 
الذي يكون من الحبوب أو الشراب. وإن كانت العادة جرت الآن أن يكون من 
المال أو قد يكون رمزيا في صورة غصن من شجرة السكاكي. 3- وطقوس 
الصلاة 310مم. 4- الوليمة الرمزية (60:1) دلالة على تناول الطعام مع 
كامي. وكثيرا ما يشمل العنصر الأخير رشف قطرات قليلة من خمر الأرز 
(ميكي 31:11 المقدس الذي كان يقدم في البداية في عيد من أعياد الحصاد 


220 


اليابان 


الذي يقدمه الكاهن أو إحدى الكاهنات من الميكو 2/0110 ويمكن لجماعات 
المتعبدين أن تطلب أيضا تأدية الرقصة المقدسة للمعبد (كاجوا ممدىعةء1) 
التي يوجد منها خمس وثلاثون رقصة تعبّر عن الأساطير القديمة). 

وتكاد صلاة نوريتو 710:100 أن تكون محصورة تقريباً في موضوع المطالب 
البشرية. وإحدى هذه الصلوات؛ على سبيل المثال: تضرع للكامي من أجل محصول 
وفير: أولا وقبل كل شيء؛ هناك في حقلك المقدس أيها الإله المهيمن, 

.. ليت حبة الأرز الأخيرة التي سيحصدونهاء 

ليت الحبة الأخيرة من الأرز التي ستحصدء 

بحبات العرق المتساقط من سواعدهم, 

وتشد؛ مع الوحل العالق بالفخدين؛ 

ليت هذه الحبة تزدهر بفضلك أنت؛: 

وتتفتح سنابل الأرز التي تتوق إليها الآيدي الكثيرة. 

فتكون أولى الثمرات في الشراب وأعواد النبات. 

دل فليبي:) «الصلوات» ص 80160 :أممنانط1..2آ.12 26) وكان على الكهنة 
فى كل هيكل إعداد صلوات يرونها ملائمة لكل مناسبة؛ وظلت هذه العادة 
كائية حتى عصر ميجي 1ز2"*/019؛ عندما بدأت الدولة تستخدم ديانة الشنتو 
لأغراض قومية. لكن الدولة قدمت. منن عام 1875: صلوات رسمية تؤدى 
في الأعيار والطقوس المقررة؛ ومنذ عام 1946 بدأت «جمعية هياكل الشنتو» 
-التي يرتبط بها أكثر من 000, 80 هيكل في إعداد الصلوات؛: وإن تركت 
للكهنة حرية تأليف صلواتهم الخاصة بهم إذا ما رغبوا في ذلك. 


8- العبادة فى المغزل: 

جاءت عبادة الشنتو إلى المنزل من خلال «كاميددانا تندنة ع1( ورف- 
كامي) أو والاله على الرسوارهو ميكل الترل وكا من الالو ان قرعد 
فيه ماك بسجايية موسيكل ونس 8 زردن الميكل الذى اسيم سيعلة 
قوميا كلما تورحدت الآمة يوصلدها اشزة واجدة مع الأمبراطون الذى يتوم 
يدوو الآب) ا سيكل العشيرة أو الفيكل المحلن :ولا بد من تقديه القرابين: 
كل صباح وكل مساءء لآلواح الهيكل وألواح الأسلاف في آن معا. ولا بد 
اميد الرية حياط معت هر ابجع الو سوير أناج الويكن إيضران ديية 


20١ 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 
مرتين؛ ثم ينحني مرة أخرى في صمت لمدة دقيقة. 


9- رموز الشنتو: 

تخلو ديانة الشنتو أساساء من الصورء أما الرموز فهي وفيرة: وأكثرها 
شيوعا المرآة التي قريظ الأشاطير ميته ربيخ الألهة واماقير اسو وسطندسة ااالينة 
الشمس) فهي واحدة من ثلاثة رموز: أما الرمزان الآخران فهما السيف والجوهرة 
التي وهبتها لحفيدها عندما هبط إلى الأرضء وقد تعلم «ننيجي- نو-ميكوتو 
مامعانه-مه-نعنه72 ١‏ توقيرها وعبادتها بوصفها «روحها» ولهذا أصبحت المرآة 
هي الرمز المقدس في كثير من الهياكل-لا سيما في هيكل آيس 16 الكبير. 


0- أعياد الصيكل: 

هناك أنماط كثيرة لأعياد الهيكلء: وبغض النظر عن الأعياد الموسمية 
التي تعكس المجتمع الزراعي. وعن عيد السنة الجديدة, فإنها ترتبط بالتراث 
وبالظروف المحلية؛ ويحمل شباب المنطقة أثناء الاحتفال-ميكوشي ناده11/( 
المحمول (المحفة المقدسة للكامي) على أعمدة طويلة وبمصاحبة قدر كبير 
من المرح العفوي. وقد يستعيد الموكب بعض الأحداث التاريخية؛ وقد يكون 
مجرد إشارة إلى أن «الكامي» موجود مع أتباعه وقد جاء لكي يباركهم. 

ولقد ظل هيكل الشنتو مرادفاً لدولة الشنتو حتى عام 1945 عندما 
سحب الاعتراف به. ولقد تأسست الأخيرة على فكرة أن رخاء الآمة وسلامة 
البيت الإمبراطوري؛ وسعادة الشعب هي نعم إلهية توهب عندما تتفق سياسة 
البشر مع إرادة الآلهة (جمعية هياكل الشنتو: المصطلحات الأساسية للشنتو 
ص 33) أما مبداأ سايزي إتشي ناء)ذ »و5 (حدة الطقوس الدينية والسياسة) 
فقد استمد من اقتناع ضمني في الشنتوية بأنه لا ينبغي للحياة أن تقسم 
إلى أجزاءء ولا ينبغي أن تكون هناك تميزات حادة بين المقدس والدنيوي. 


١١‏ - بدايات البوذية في اليابان: 

يبدو أن البوذية دخلت اليابان: لأول مرة عام 539 ميلادية. عندما عقد 
حاكم مملكة كورية صغيرة تحالفا مع حاكم ياماتو 10ةدمدلاء ولكي يرضيه 
أرسل إليه تمثالا صغيرا لبوذاء وبعض النصوص البوذية (السوترا #ند5) 


202 


اليابان 


التي وصفها بأنها «أعظم كنوز» يمكن أن يرسلها إليه. وكانت اليابان قد 
تأثرت بالفعل؛ إلى حد كبيرء بالفكر والثقافة الصينية من خلال إدخال 
النظام الصيني في الكتابة عام 405: كما أن عبادة الأسلاف الصينية كانت 
قد أثرت أيضا على مواقف اليابانيين من الماضيء واتحدت مع عناصر 
السحر التاوي والتنبؤ بالغيب بمعتقدات الشنتو الوطنية. 

ربما يكون من الصواب أن نقول إن الفرق البوذية الأولى التي لا تزال 
ثلاث منها باقية والتي يتألف أعضاؤها من حوالي ١30‏ ألف عضوء قد 
أثرت تأثيرا كبيرا على أعضاء الجماعة الذين كانوا على استعداد كامل 
لقبول ثقافة أجنبية. ولقد كانت فرق نارا :هلا أجنبية تماما (وقد سميت 
بهذا الاسم لأن مدينة نارا كانت هي العاصمة حينئن9” ولم تبذل إلا أقل 
الجهد للتكيف مع القدافة البانافية أو الظطبية مظالن ضاق التاب. 

وعلى الرغم من أن دخول البوذية إلى اليابان جاء عن طريق كورياء فإن 
استمرار الاتصال كان مع الصين؛ حيث تكيفت البوذية بالفعل مع صور 
فكرية من الكونفوشية والتاوية. ومن ثم كان من الطبيعي أن تدخل الصورة 
الصينية من البوذية إلى اليابان؛ وهي بوذية المهاياناء حتى وإن امتزجت 
بعضن اداوس بتعاليم «الهتايانا»," " 

عارضت الكهانة الشنتوية؛ فى البداية؛ بشدة الإيمان الجديدء وعندما 
العقير القناسوح شين الاريك ةذلف إلى أن العبادة اتجهت إلى «كامي» أجنبي. 
وأدى هذا الاتهام إلى حرق المعابد البوذية. وتحطيم تماثيل بوذا . 

غير أن الديانة الجديدة لقيت دعما من دوائر البلاط. فقد أدخل أحد 
القادة المرموقين في الثورة الثقافية والدينية؛ وهو الأمير شوتوكو(574- 
62) تعاممط215) الذي كان وصيا على العرشء. دستورا جديداً يقوم على 
مبادئّ البوذية, فأصبحت البوذية من الناحية العملية: بهذا الدستورء ديانة 
تعترف بها الدولة. (وظهر ميلء سواء في ذلك الوقت أو بعد ذلك إلى 
التوحيد بين البوذية والقوانين الوطنية؛ مما جعل الدولة تتكفل بحماية 
الدين» وتنال حق التصديق الديني في وقت واحد . وبنى الأمير «شوتوكو» 
المعابد والأديرة. بوصفه بوذيا ورعاء كما أظهر سعة اطلاعه وقدرته على 
البحث عتدما نشر شروها على بعض التصوض المقدسة مقرو2". ونجوان 
المعابد توجد علامات واضحة على روح التعاطف البوذية؛ فهناك مستوصفات 


25ظ1 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


للناس وللحيوان.ونزل للمرضىء واليتامى.والمسنين؛ ولا يزال معبد «هوريوجي 
أزناو:ه11» الجميل يقف شاهدا على حماسه الديني30©. 

وقد عقد أحد الكتاب المحدثين مقارنة بين البوذية الأولى وبوذية العصر 
الحديث فأكد أن البوذية الراهنة ترتبط دائما بمعابد مكتئبة وبكهنة يكشفون 
عن مفارقة تاريخية7”. وبإنشاد نصوص «السوترا» للموتى.. «بينما كانت 
البوذية في أيامها الأولى تمثل حركة ثقافية متقدمة, كما كانت النصوص 
المقدسة (السوترا) تعتبر متقدمة في فكرها في ذلك الوقت؛ وكذلك ارتبطت 
الثورة في الفن والأدب والعمارة والموسيقى والسياسة بالبوذية. 


2- البودية الشعبية: 

كانت صورة البوذية التي قبلتها العامة. وعلى نطاق واسع؛ هي الصورة 
التنترية ءممه71*" التي جعلت لها تأثيرا ظاهراً. لقد كانت الكتابات المقدسة, 
والتماثيل والمعابد (ولا تزال) لدى الكثيرين وسائل لضمان منافع مادية, 
سواء في الشفاء من المرضء أو هطول الأمطار على حقول الأرزء أو تحقيق 
السلام للجماعة أو الأمة ككل. وكانت هناك حاجة (ولا تزال) إلى تثبت 
العقيدة» وإلى «أتباع العلامات» لنشر الإيمان واحتاج الأمر من البوذية إلى 
وقت طويلء بلغ سبعة قرون. حتى يستوعبها الناس فلا تظهر بعد ذلك 
بمظهر الديانة الأجنبية. وكان من أيسر الأمور بالنسبة للغالبية العظمى أن 
يفهموا الجوانب الثقافية للبوذية أكثر من فهمهم للجوانب الإيديولوجية 


3- رجال مقدسون: 

كان التراث الشاماني في الشنتوية قويا جداء كما سبق أن رأيناء فقد 
شعر الناس أنه يمكن أن تكون لهم علاقة بالقوى غير المنظورة من خلال 
توسط الشامان. ورغم أن دخول البوذية إلى اليابان كان يعني على المستوى 
الرسميء تطورا واسع المدى لديانة منظمة:؛ فان التراث غير التقليدي للقائد 
الملهم ازداد رسوخا وسعى رجال مقدسون من خارج المؤسسات الدينية 
الرسمية إلى تقديم الحياة الدينية لعامة الناس. 

ويسمى هؤلاء الرجال 11ز11(رجال مقدسون)؛ وهم يركزون كثيراً على 


20141 


اليابان 


أهمية التقوى الفردية وقد سار كثيرون منهم على نهج النساك البوذيين 
وأطلق عليهم أوياسكو نكاةة75] (من الكلمة السنسكريتية ناءكةملآ التي تعني 
«الناسك» أو «الساحر»). وأصبح نظامهم الصارم أساساً لطريقة شوجندو 
ا (أي طريقة النساك). وكان الاعتقاد السائد هو أن الناسك يستطيع 
أن ببلغ قوة سحرية تفوق قوة البشر نتيجة الميزة التي حصل عليها من 
خلال ممارساته الديتية الضارمة: وكان يعضن النساك يققلون هن قرية إلى 
قرية؛ ويعملون كشامانين محليين: وارتبطت طريقة النساك بعبادة الجبال 
الشنتوية البداثية: ولا يزال اليامابوشى نطدداطهصدلا (متسلقو الجبال) فى 
الأستاسن هم سشخرة الحيال الاين سغون إلى حالة والإلهاد» (ش جالة 
الوجد الصوفي) أثناء تسلقهم للجبال. وأضيف إلى الفكر البوذي الفكرة 
التي تقول إن صعود الجبال يوازي الصعود في الطريق ذات الثماني شعب 
والتي تؤدي إلى الغاية وهي الاستنارة. كان جيوجي ع0 749(0- 670) 
واحداً من النساك المبكرين غير التقليدين؛ ثم أصبح بوذيا بدرجة تعادل 
درجة بطريرك ومسؤولا عن تشييد معبد «تودايجي» ©0, في مدينة «نارا» 
الذى جزدان يتخال طكع لبوذا وكير كافانوميهويزه 1" بويفال إن فغيد 
آيس ع1 أبدىء بهذه المناسبة؛ استحسانه لتشييد المعبد عام 742 م؛ وسرعان 
ماتم. بعد ذلك. تشييد هيكل داخل مجمع المعبد ل «هاشمان(ممصسطءه28[)81) 
وهو «كامي» الحرب عند الشنتو. وبترتيب متبادل تم إيداع تمثال بوذا ضفي 
هيكل المعبد داخل هيكل آيس العظيم. ولقد نظر إلى «جيوجي» حتى أثناء 
حياته على أنه «بوذا منتظر». وارتبطت صور الشنتو الأقدم عهداً؛ مع 
خلفاته. بطقوس السحر البوذية وشعائرهاء جنبا إلى جنب مع الخرافات 
الشعبية للتاوية. ترددت في تراث «الرجال المقدسين» أفكار الاستحواذ 
على كامي ننه أو على بوذاء كما أننا نجد الرجال الأفذاذ أو الملهمين 
ينتقلون» في بعض الحالات: من جيل إلى جيل داخل الأسرء كما هي ١‏ تحال 
مع ديا مابوشي نطوسط هس 297, أو كما هي | لحال مع فيكو فلن كاهنة 
هيكل الشنتوء وقد يعملون وسطاء بفضل موهبة خاصة لديهم. 


4 - تأسيس فرق الشنداى ندادء7 والشغهون :دمع مناد 
سميت فرفقة «التنداى» نهدلمء1” على اسم فرفقة «تيان تاى نه1' معن1» 


205 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


البوذية الصينية 22 . وأدخلها الكاهن سيكو وطعنه5 (749- 670) إلى اليابان؛ 
وهو الذي عرف بعد وقاته باسم «دنجيو دايشي تطوتة12] مزع دء10». وقد أقام 
معبدا على منحدرات جبل هياي 11:61 قرب مدينة كيوتو 19010 التى أصبحت 
عاصمة عام 798 م؛ وهو المعبد المسمى «أندريا كوجي 5 الذي 
أصبح مركزا للنشاط البوذي في اليابان لمدة ثمانمائة سنة تقريباء وضي أثناء 
فترة تأثيره العارم امتلً منحدر الجبل با معابد والرهبان الذين كانوا في استطاعتهم 
افيزكروا كذللن هي السياننة عن طاريق عزن العاضبة نمسابات. مس عله كائيت 
فرقة «التنداي» في جوهرها صورة تلفيقية من البوذية سعت لضم التأويلات 
المتناقضة في الظاهر في طريق واحد هو طريق الخلاص. وذهبت في 
أساسها إلى أن الحقيقة أو الواقع واحدء. ومع ذلك كان هذا الواحد يمكن 
أن نعرفه عن طريق ثلاثة آلاف من تجلياته. ومن هنا اشتملت تعاليمها على 
أسرار غامضة؛ وعلى عنصر التأمل الذي أكد عليه؛ فيما بعد؛ تراث «الزن 
مه2 1" مع فكرة الإيمان ببوذا اميتبها 1008م الذي بعث حيا في فرقة 
الأرض الطاهرة في القرن الثالث عشر. وتقع نصوص اللوتس 511552 15أمآ 
في قلب تعاليم فرقة التنداي بتأكيدها على أهمية الأيكايانا #صهنوه!5 (العربة 
المفردة) التي تلغى؛ ومع ذلك تشمل؛ «المركبات» الأخرى سواء أكانت هي 
المهايانا (المركبة الكبرى) أو الهنايانا (المركبة الصغرى). ولقد كان التأكيد 
على حقيقة نهائية واحدة (أكيجيتسو دداذزط»1) مشجعا لفرقة التنداي على 
البحث عن علاقة بالشنتو على أساس الفهم القائم على أن «الكامي» الياباني 
تحتل مكانا لها داخل هذه الوحدة النهائية. 


5 1- السر فى قلب الكون: 

أدخل القديس كوكاي نهعادا) (835- 20774 الذي سمي بعد موته بالكوبو 
دايشي نلدنهط و10 فرقة الشنجون (أي الكلمة الطاهرة) البوذية(7©. وكانت 
الكلمة السنسكريتية الأصل التي اشتقت منها كلمة شنجون-كانت تعني 
والشيعة السعرية» وبيدا يقير الأسم إلن الطايع انور لهذه الفرفة: 
ولقد ادوس كوكاي نكما فمل سيكوتفي الصين«وشيد بعد حودته ديرا بخاضا 
به خلن صل كربا زم ا 

ويكمن السرء طبقاً لتعاليم هذه الفرقة في قلب الكون؛ وهو سر يُعبر 


22 


اليابان 


عنه بالرموز والشعائر الدينية. ولقد ابتكر «كوكاي» اثنين من الماندالا 
14 يقدمان تمثالين رمزيين للكون: فيصور أحدهما عالم الأمور أو 
الحقائق التي لا تفني ويشير الآخر إلى رحم العالم حيث يكمن صراع 
الصيرورة والواحدية المثالية التي لم نبلغها بعد. 

وينظر إلى «كوكاي» على أنه «بوذا منتظر» وأنه ممثل «ميتريا» على 
الأرض!*: (وهو في اللغة اليابانية ميروكو 811:0101) أي بوذا المستقبل. ويعد 
مذهب «شنجون» أكثر صور البوذية حظاً من التوفيقية للبوذية. ولقد قيل 
إن «كوكاي» هو مؤلف ريبو شنتو ماصنطكسناطو ج036 أو اندماج البوذية مع 
الشنتوية الذي أصبح سمة للحياة الدينية اليابانية. وهكذا ظهرت نظرية 
«الهونجي 1زه110(أي الوطن)؛ وسويجاكو دكلةز51(أي آثار الأقدام): التي أصبح 
كامي الشنتو (وكذلك ساكاموني نفسه) بناء عليها مستمدين من الواقع 
الميتافيزيقي النهائي الذي يمثله الوطن. ولقد كان المدافعون عن العقيدتين 
الشنتوية والبوذية قادرين على مناقشة وضع «الكامي» ووضع بوذا على 
الأرض في مقابل بوذا النهائي (المطلق) وفي مواجهة بعضهم بعضاً. 


16- بوذية الأرض الطاهرة: 

اشتملت تعاليم التنداي بالفعل: كما سبق أن رأيناء على عناصر الإيمان 
بالأميدا 48نمرى أو الأميتابها التي لخصت جانب التعاطف والرحمة في 
المهايانا. وأصبحت حركة قوية داخل البوذية اليابانية. فقد عنى بجعل 
الخلاص في متناول الجميع. ولهذا أكد أنه لكي تصل إلى مرتبة «البوذا» 
فلا مفر من العون الخارجي (تاريكي-70(:1 الذي ينفع حيثما يفشل العون 
الذاتي جيريكي 1:111[) . ويأتي هذا العون من بوذا أميتابا (أميدا في اليابانية) 
أي بوذا صاحب النور اللامحدود. والحياة اللامتناهية. وهو تجسيد للرحمة 
ذاتها. ومحب البشر والحمى والملاذ. 

ولقد قيل إن «أميدا هلنسث» ليس شخصا آخر غير الراهب 
«هوزوو و3771 الذي نذرء منن عصور كثيرة مضت,. ألا يدخل مرحلة 
«النزفانا (أي الانطفاء والتلاشي) حتى يصبح من الممكن تعميم مزاياها 
على نحو شامل. ولقد قيل إن تعاطفه ورحمته التي لا حد لها هي التي 
خلقت أرضا طاهرة يستطيع كل إنسان بلوغها بفضل نعمته. ويتم الخلاص 


227 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


من خلال تحول المزايا التي حصل عليهاء ونذره الثامن عشر يشير إلى 
إمكان الميلاد في الأرض الطاهرة من خلال تكرار اسمه. وتذهب فرقة 
الجودو 1000 (الأرض الطاهرة) التي أسسها أتباع «هونن» إلى ضرورة التوسل 
باسم أميدا «الذي ينبغي تكراره بصفة مستمرة» نامو-أميدا-بوتسو ,نادمهلا 
نناونا8 ,ذلندة 229 : فذلك هو الطريق إلى الأرض الطاهرة. وبغض النظر عن 
هذا التشديد على النعمة التي يهبها «أميدا» فإن فرقة الجودو 1000, تشجع 
الأعمال الصالحة لأنها تساعد العضو المتدين على الدخول إلى «الأرض الطاهرة». 

ومع ذلك ذهب شنران متسنط1173(5- 1262)”, الذي كان تلميذا ل 
«هونن» -إلى أن ذلك يقيه من «الجيركي 11:14(أي مساعدة الإنسان لنفسه) 
كما ذهب بتأسيسه لفرقة الجودو سنشو (أي فرقة الأرض الطاهرة الحقة) 
إلى أن الإيمان سلبية كاملة (أو تقبل تام) وعنده أن رحمة «أميدا» لا تفرق 
بين الشخص الخير والشخص الشرير”". يقول في ذلك «ليس ثمة شرير 
يبلغ من القوة حدا يجعله يتجنب أن يشمله حب أميدا اللامتناهي». وعلى 
حين كان «هونن» يقول «حتى الرجل الشرير سوف يقبل في أرض بوذاء 
ناهيك عن الرجل الطيب!». فإن شنران عكس الفكرة؛ فقال إنه؛ «حتى 
الرجل الطيب سوف يقبل في أرض بوذاء فكيف بالرجل الشرير» وهكذا 
أصبح الإيمان هو الشرط الوحيد للخلاص وطرح جانبا كل جهد أخلاقي. 

ويذهب شنران إلى أن الإيمان والنذر شيء واحدء فقوة الإيمان تنبثق 
من النذرء والترديد المستمر لاسم «أميدا» هو نفسه كشف عن وجود الإيمان؛ 
أما النمبوتسو دهاناطدمعة (عرية الخلاص) فهى هبة «أميدا» للبشرية:؛ لآنها 
تذكر الناس بالكارما #دمه! الخاصة بهم أي التفاهة أو الحطة التي تجعل 
بلوغ الإنسان للخلاص من خلال جدارته الشخصية أمراً مستحيلا: إنها 
صيحة الفرح: كما يقال؛ التي تتعرف على نعمة أميدا هنمث . 

ولقد عقدت مقارنات بين الإيمان «بالجودو شنشو» وتعاليم «لوثر». لكن 
هناك فروقا أساسية بينهماء لأن شنران معنهنط5 يظل مشدوداً إلى الفلسفة 
البوذية. كما أن «أميد» ليس أكثر من وسيلة نافعة؛ أي تجسيد لمبدأ الرحمة. 
ولقد كتب الرئيس السابق لإحدى جامعات «شنتو» في كيوتو يقول «من 
خلال النمبوتسو (عربة الخلاص).. حاول شنران إدراك جوهر المهايانا 
البوذية الهندية بأسرهاء وهي التي تتجمع فيها الحكمة والرحمة لتصبحا 


2128 


اليابان 


شيئاً واحداً (س. ياما جوشي: بوذا المتحركء: وبوذا الساكن» ص10). غير 
أن «أميدا» بالنسبة للمؤمن العادي هو موضوع حقيقي للعبادة. 

تأتي الأيام وتمضي وأنا مع أميدا . 

لتغرب الشمس حيثما شاءت. 

فكم أنا ممتن حقا! نامو-أميدا-بوتسو 

(د. ت. سوزوكي «متفرقات من تعاليم شن البوذية» ص 74). 

وما كانت هبة «أميد١»‏ بغير شروط تقيدهاء فقد أصبحت «شنشو» ديانة 
العامة ومن أجل العامة بمعنى الكلمة؛ فليس فيها مقام خاص بأتباعها. بل 
إن «شنران» قد شجع أطراح مذاهب النسك البوذية القديمة؛ فقد تزوج هو 
نفسه؛ وأدى هذا إلى إقامة نظام الكهانة الوراثية الذي أثر كذلك تدريجيا 
على الفرق الأخرى. وكان انجذاب الناس إلى تعاليمه عظيماء كما أنك 
تستطيع أن ترى الطابع الشامل لتعاليمه في واقعة ان الايتا 810 (وهم 
المنبوذون في المجتمع الياباني) قد أصبحوا أتباعا لهذه المدرسة. 


إ(41) 


17 - بسودية زن: 

كلمة زن ه76 هى التحوير اليابانى لكلمة تشن 000 الصينية؛ وهذه 
مقنتقة من العلبة المسكركية ممدواة التي تعني «التأمل» أو «التفكر». 
ولقد كان التأمل دائما جانيا هاماً من جوانب البوذية. وعندما دخلت الصين 
(على يد «بودي هارما «مه208000/): كما تقول الرواية: وهو راهب هندي 
مات عام 528 م) انسجمت مع العناصر المعبرة عن السكينة في تراث التاوية. 

أدمجت «بوذية زن» مع تعاليم تنداي 021م16؛ ولكنها لم تزدهر كمدرسة 
مستقلة حتى أسس الراهب إيزاي ١١41-1215‏ (نهوزة) مدرسة زن 
«رنزاينه2من»0) في سنة 1191. وكان «ايزاي» نفسه انتقائياً إلى حد ماء 
واهتم بالجوانب الثقافية في بوذية زن أكثر من أي جوانب أخرىء وذلك إذا 
ما قارنا بينه وبين دوجن دءعه7)1253-1200(2/), أحد فلاسفة اليابان العظام 
الذي لم يكن لديه هو نفسه أية نية لإنشاء مدرسة خاصة:؛ وأن كان البعض 
قد اعتقد فيما بعد أنه مؤسس مدرسة زن سوتو 50:0 في اليابان!5*) 

وتنظر بوذية زن إلى تتابع استنارة الرسلء ابتداء من سكاياموني 
تسسصوعء1ه5 (يوذا الأكبر) أول مستنير حتى عصر تلميذ شاب وصل في 


210 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


قاعة التأمل-التي أصبحت سمة يتميز بها كل معبد من معابد الزن-إلى 
معنى الكوان ده؟1 الذي سأله معلمه9©". و«الكوان» وسيلة تعليمية قدمت 
إلى الصين حوالي القرن الحادي عشرء واستخدمتها مدرسة «رن زاي م8 
272 في الوقت الذي أصرت فيه مدرسة «سوتو 50:0» على أهمية التأمل 
بما هو كذلك. من حيث إنه يؤدي إلى التوصل الفجائي إلى الحقيقة. وبعد 
أن يقضي الطالب ما يقرب من اثنتي عشرة أو خمس عشرة سنة في الدير 
في ممارسة التأملء وبعد أن يقتنع معلمه أنه وصل إلى المعنى الداخلي 
للبوذية؛ يستطيع أن يحظى بسمة الإجازة التي تسمح له أن يكون بدوره معلما. 

ويدرس صفغار الرهبان (الذين لم يرسموا كهنة بعد) ويتأملون تحت 
إشراف معلم مقيم: كما يتعلمون فن إدارة المعبدء وتأدية الشعائر الرسمية, 
وهم يعيشون حياة خشنة صارمة. ثم تعقد للراهب المبتدئ مقابلات مع 
معلمه. في معبد «رن زاي» لكي يكشف عن مدى فهمه «للكوان» كما تلقى 
عليه مج ارات ل شهدت نكيف يلاعا وال لام 

ويقبل عامة الناس كذلك في دورات تدريبية مؤقتة؛ ولكنا لا نجد فيها 
ذلك النوع من الرعاية؛ بإشراف الكاهن على نحو ما نجده في معابد هو 
نجانجي أزمدع «110عند بوذيه «شن”7”) «زط5ة حيث يحظى الناس؛ في كثير 
من الأحيان؛ بالنصح والإرشاد. غير أن كلمة «زن» ترتبط عند كثير من 
الناس بالفنون: بتنسيق الزهورء إقامة حفلات الشايء أو الصفاء الصوفضي 
الهادئّ-في حديقة ليس لها شكل محدد في الظاهر. وقد يرى البعض أنه 
من خلال ذلك يمكن أن يكون هناك» استبصار مباشرء «بصحوة عميقة» أو 
وثبة حدسية وجودية إلى المطلق. 


8- بسودية نشير ين طنط !481 

أسس نشرين )١1282 -١222(‏ فرقة تحمل اسمه 
3 عدداً قليلاً من الأتباع في «كاماكورا #تسلدصة1» وانتقد جميع الفرق 
البوذية الموجودة في ذلك الوقت؛ فاضطهده الرهبان والعامة؛ كما اضطهده 
الموظفون الرسميون في الحكومة من أنصار هذه الفرق سواء بسواء. وقد 
ظهر ولاؤه لبوذية دهما دسصدط6”*"؛ (التي رأى أنها تمثلت بشكل نهائي). 
وعلى نحو فريد» في نصوص ولقد تميزت هذه الفرقة اللوتس 50128 5تنامآ)» 


* )49( 


اليابان 


كما ظهر إخلاصه لرخاء بلاده في عنوان أطروحته عام ١260‏ (ريسشو 
انكوكو-رون 0ه:-نكاهكلمة مطوو1) التي ترى أن «الأمن القومي يعتمد على 
إقامة القانون البوذي» ذهب إلى أن اليابان لن تبلغ مرحلة السلام الداخلي: 
ولن تكون آمنة من تهديد الغزو المغولي إلا باستقرار التراث الديني التقليدي. 
وكان في الوقت ذاته حريصا على أن يرى تعاليم «سوترا اللوتس» تحققا 
لكات الديدية القرمية وكاقه اند ال وزمهيزويو كا الى ارفكرها مصديفة 
من أشكال الكتابة الصينية المرسومة بالفرشاة, وزاتقي فيه كامي الشنتو 
نسهكا مامنط5 مع آلهة الهند ديفا 16725 مع البوذا المنتظر في البوذية بوديساتفا 
8 في أنشودة تسبيح وشكرء معدة لتكريم الدهما 2«تصند1(0» العجيب؛ 
كما تقضي تعاليم «نصوص اللوتس» (تبجيل القانون الرائع لنصوص اللوتس) . 

طوال تاريخها باهتماماتها القومية وميولها التوفيقية. كما تميزت 
بدعاويها المتطرقة ومطالبها المطلقة. أما دعوة «نشرين» إلى الشاكوبوكو 
انط 251" )(ضرب من الهداية الجبرية) فقد اعتنقتها بعد ذلك فرقة 
سوكو جاكاينهاءطة6 ج7501" . وتعتقد معظم جماعات نشرين أن هذا القديس 
هو التجلي المنتظر لبوذا أو 10870 الذي صورته نصوص اللوتس وقالت إنه 
سيظهر في عصر انهيار التعاليم البوذية. أما جماعة «سوكاجاكاي» 5014 
نكله6 فقد زعمت أنه تجسيد لبوذا الأزلي. 

ويبدو أن «نصوص اللوتس» تعطي لرجل الشارع وضعا مساوياً للراهب. 
ومن الأهمية بمكان أن نلاحظ أنه انبثقت داخل تراث نشرين ما سمى ب 
متكلكانا8 ععلتة2 أي بوذية رجل الشارع؛ وهي ثورة ضد المغالاة في الكهنوتية. 
فبوذية رجل الشارع هي محصلة التشديد على أن الناس العاديين هم في 
الواقع البوذيون المنتظرون (البوديساتفا) الذين يحملون في قلوبهم الرحمة 
ويمكنهم أن يتطلعوا إلى استنارة بوذا . وفي الوقت ذاته فإن الاهتمام بالعامة 
يعني تبسيط الطقوس والتعاليم: كما أنه محاولة للوصول إلى جوهر هذه 
الثفاليه ووفقا لهذا سعت المجلات الشعبية ومواعظ المعبد معاً إلى إعادة 
تفسير الإيمان القديم في لغة معاصرة موجهة مباشرة إلى المواقف الفعلية. 


19 - العبادة في المعبد: 
المعبد هو دائما بناء يحيط به سياج؛ وقد لا يحتوي المجمع على معبد 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


واحد . بل سلسلة كاملة من المعابد. ويبحرس مدخل المعبدء عادة تماثيل 
منفردة ذات وجوه عابسة:؛ يعتقد أنها تمنع الشر. وتغطى المعابد. في العادة 
بالورق؛ لأن المتعبدين يكتبون التماساتهم على قصاصات من ورق»؛ يقذفون 
بهاء بعد أن يلوكوها بأفواهم, إلى التماثيل؛ فإذا التصقت بها كان معنى 
ذلك إجابة الالتماس. وكثيرا ما يحتوى المعبد على «باغودا 706000» ترتفع 
من ثلاثة إلى أربعة طوابق مزخرفة ومنمقة في العادة. ويحتوى المحراب 
الرئيسي على مذبح به شموع مضاءة مع تماثيل لبوذاء والبوذات المنتظرين 
(بودساتفا) وآلهة الهند (ديفا) وحول المذبح صناديق تشتمل على السوترا 
(النصوص). ولن تحصل فرقة واحدة على الشريعة الصينية برمتهاء بل 
سيكون لكل فرقة أن تنتقي منها النصوص التي تعتقد أنها هي النصوص 
الآصولية المعتمدة. وتختلف الصورة المركزية فوق المذبح تبعا لكل فرقة. 

ويقوم الكهنة بإنشاد النصوصء وتلاوة الصلوات بمصاحبة الطبول 
والأجراس؛ وحرق البخور, ونادراً ما يحضر المؤمنون العاديون هذه الصلوات, 
فعبادة هؤلاء شخصية إلى حد كبير. وهي تنحصر في كثير من الأحيان في 
بوتسودن «هلداهانا8 المنزل!*”- وهو صورة مصغرة مما يوجد في المعبد. 

وتقدم كثير من المعابد-بصورة أساسية- وجبات وفقا لحاجة الناسء كما 
تزودهم بتذكارات: وتنقش أسماء المساهمين في موارد المعبد المالية على 
بعض الأشياء المقدسة أو الزخارف التي يمكن وضعها في مذبح الأسرة في 
المنزل. ويتأكد الجو الصوفي الغامض للمعبد بتوزيع التمائم والرقى. مع 
شيء خاص بالمعبد البوذي هو ميدالية تشبه القديس كريستوفر 56 
:عطامونونرو0”*', لسائقي سيارات الأجرة المنهمكين في عملهم في طوكيو. 
أما الكهنة. في معظم المعابد. فهم على استعداد لتأدية الطقوس العامة 
والشعائر الخاصة؛ حيث لا يطلب من التوسل أكثر من التوفير الخرافي 
لصحة النصوص الدينية. 

وبغض النظر عن الحقيقة التي تقول بأن عقيدة الأناتا ماتقسث 
(للأرواح)*) تكمن في قلب البوذية؛ فإن قوة عبادة الأسلاف. كما تمثل في 
القيام بالطقوس الجنائزية والتذكارية للمتوفي. تشغل الكاهن أكثر بكثير 
مما يشغله التعليم المنتظم للبوذية. ونتيجة لذلك كان عيد «أو- بون -0 
الذي يقام في اليوم الخامس-عشر من الشهر السابع)-هو أكثر الأعياد 


اليابان 


شعبية؛ إذ يعتقد أن أرواح الموتى قد عادت إلى موطنها الأصليء فيتم 
الترحيب بها بالفوانيس والألعاب النارية. لقد ظهرت لوحات الأسلاف في 
مذبح الأسرة-وهي التي يعتقد أن أرواح الأسلاف تسكنها-ووجدت لها مكانا 
فيه ابتداء من القرن الثالث عشر الميلاديء فأصبحت تعبد جنبا إلى جنب 
مع التماثيل الصغيرة لبوذا ونسخ من النصوص المقدسة: وكما أن المتعبد 
الشنتوي يتطلع إلى أن يصبح روحا :ةا عندما يموت. فكذلك ينتظر 
البوذي أن يصبح بوذاء ومن المشكوك فيه أن يكون هناك أي فرق بين التصورين. 

أما بالنسبة لموضوع قرابين النذور. فهناك فارق بسيط على المستوى 
الشعبي بين ممارسة الشنتو. فهناك نذور للشفاء من المرضء ونذور للحمل 
السهل أو الولادة الآمنة للطفل. كما يقدم نموذج للثدي قربانا أثناء الصلاة 
ليكون لبن الأم غزيراً. وتقدم مغرفة للطفل أثناء الصلاة؛ لكن إذا كان قاع 
المغفرفة غير صالح. فإن الإجهاض يكون موضوع التوسل. وتقدم شخصيات 
الدهارما تدا (أي بودي دهرما المؤسس المزعوم لبوذية زن) بغير عيون 
حتى يستجاب الطلب. 


0- ديانات جديدة: خلفيتها: 

لم تستطع الحركات الجديدة أن تحظى باعتراف شعبي حتى العصور 
الحديثة. فقد ظلت البوذية لماكتين وخمسين عاماً خلال حكم أسرة شوجن 
توكوجاوا”/ هي الديانة الرسمية؛ على الرغم من حدوث امتزاج على المستوى 
الشعبيء بين أفكار ديانة شنتي و الأفكار البوذية وقبول هذا الامتزاج على 
المستوى الرسميء أما بالنسبة للأخلاق الاجتماعية والعامة؛ فقد جاء الإلهام 
من الكونفوشية أكثر مما جاء عن طريق التراث الديني لبوذية الشنتو. 

وكان هذا العصر عصر فيود صارمة:؛ فزيارة الهيكل المحلى؛ أو الاحتفال 
بأعياد المعبد, أو الحج إلى هياكل مختلفة. خصوصا لسن ع1 الكبير, 
كانت هي وحدها المناسبات التي يستطيع فيها الشخص العادي أن يخرج 
على نماذج السلوك المتعارف عليها أو يسافر فيما وراء الحدود المحلية وقد 
كان أراد الحج بوجه خاص شيئًا محببا إلى نفوس عامة الشعبء. كما كان 
يطلق عليه «أوكاجه ما يرى متنهة]31 مم01 أي «الذهاب لتقديم الشكر». 

وبعد عودة السلطة الإمبراطورية عام 1868: طوّر عامة الناس أغاني 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


شعبية على غرار «السوترا» البوذية: بل واستخدموها وسيلة لعرض رسالة 
اجتماعية جديدة: كما طوروا فى الوقت ذاته رقصات ذات وصفات سحرية 
فم تع وزع برإنيا عليية البن كخللتةاء وعندها اكضص أن الأسنادع 
الاجتماعي والسياسي لن يتم؛ كان من الطبيعي أن تجرب الجماهير حظها 
مع الحركات الدينية التي بدأت تظهر في أواسط القرن التاسع عشرء ولم 
تكن هذه الحركات جديدة تماماء بل لم يكن من الممكن أن يقال عنها إنها 
ديانات جديدة: لأنها تعكس الطابع البسيط للديانة الشعبية التي تؤثر 
عليها عناصر الوجد والتجلي تأثيرا كبيرا. 

ولقد أدخلت حركة مثل حركة تنريكيو منواضه291 الرقصات كمصدر 
للإلهام بينما ظهر اهتمامها بالقضايا الاجتماعية من رؤيتها الطوباوية 
للمستقبل ونقدها للنماذج المعاصرة. 


-2١‏ طوائف الشنتو: 

عندما قامت حكومة «ميجي 1ززه73/1**) في عام 1882 بتقسيم التنظيمات 
الاجتماعية إلى خلاث فكات هي: البوذية. والمسيحية: والشنتوفإن التنظيمات 
الى لم يكن من لمكن القطيفيا مع البودية إز االسيسية حلعية مع فر 
الشنتو. وكان معنى ذلك هو التفرقة بين شنتو الهيكل 1012[ وفرقة كيوها 
الشنتوية 1/008 ولقد كانت هذه الفرق متنافرة تماما. ثم سمح في النهاية 
يشكجيل كلت مشر شركة سي إن كب كباعات يضم بعضها دل 
تايشاكيو 0إاناطونه1 أكثر من ثلاثة ملايين عضو تتمركز حول هيكل 
أزوموتايشا عاقتهة1 مصنة]1 لدي ار وهي فرق شنتوية خالصة. ويعضها 
الآخر استلهم الكونفوشية. أما بعضها الثالث فرأى أن أساس العقيدة عنده 
هو الحالةلحيلية القدووئة :زيرك زيطا الرائع على مقرو يناعن بالتطوية 

غير أن أكثر الفرق إثارة للاهتمام هي الفرق الثلاث ذات الأصل الريفي, 
لأنها تضع نموذجا تحتذيه حركات أخرى كثيرة نشأت في القرن العشرين. 
وهذه الفرق الثلاث هى: فرفقة كروزيميكو منوانصسس !61 وفرفة «تنريكيو 
مكلتتصع1» وفرقة كرك كو وروي لقا وهناك فيما يبدو بعض السمات العامة 
القى مرو يها غذه الدرق وستدوتهرقيها ناا سنس بالدراناة الجديدة منياة 

-١‏ إنها حركات نشأت في زمن الآزمة الاجتماعية. 


504 


اليابان 


ف إن نهنا قاكذا يكاب ندب الجمافيس” 

3- لها علامات تنبؤية وكرامات عجيبة. 

4- سلوك الوجد بين أعضائها وإطلاق العنان لهم في المشاركة التامة 
في العبادة. وضي أنشطة العبادة. 

5- المبل نسو التلفيق: كما أن طايع الاتتشان الخاض بالديانة الشعبية 
ظاهر فيها. وتذهب فرقة «كوزيميكو» إلى أن نقطة بدايتها هي التجربة 
الدينية الشخصية ل «كروزومي مونتادو هل2أعصسا! تستدمسكا (1850-1780) 
الذي كان لديه ولاء عميق لآلهة الشمس «أما تيراسو» فقد اعتبرها مصدر 
حياة الكون: واعتقد أنه بلغ مرتبة الوحدة مع كامي نمهة! «فأطلق عليه 
أتباعه لقب إيكيحامي نتمهع 1 أي كامي الحي. وأطلق على كامي ندسة! اسم 
أويا دوة أي الآأب: وهكذا اعتمد«كروزومي» أن المؤمن قادرء من خلال 
الحالفة حل التفاة إل سضيده العاف 7 


2- ديانة الحكمة السماوية: 

أسست نكياما ميكي (1/110 سدنزه7121 1798- 1887) فرقة تنريكيو- مع1 
110 (أي ديانة الحكمة السماوية). ولقد كانت هذه الكاهنة ابنة عصرها 
وبيئتها بمعنى الكلمة. إذ تتحدث الكيوسودن مع120500 (أي سيرة حياة 
المؤسسة) عن صلتها بالمعابد البوذية (لا سيما معبد الجودو شنشو 1000 
سداعمنم75©) وهياكل الشنتو؛ وعن اهتمامها بالحج إلى آيس 1:6 وتوسلها 
بالإله يامابوشي نطود0ددمه71) لشفاء ابنها. وفجأة تلبسها الكامي نسها 
في 26 أكتوبر سنة 1838: وكان ذلك إيذانا ببداية دين جديد: ويد كتب 
الشريعة لديانة «تنريكيو» على الطابع الكشفي لتجربتها الدينية. وتروي 
أنها عندما أصبحت وسيطا راح الكامي ندمة؟! (الإله الروح يتكلم من خلالهاء 
وهذا «الكامي» هو الذي اتحد بها بعد ذلك باسم «كومي توكو-تاشي-نو- 
ميكيتو 0-1/111016ه-نطاعه1010-1-نستكل» (وهو من أو اثل الكامي الذين تحدث 
عنهم كتاب كوجيكي 1اذزه؟1 وكتاب «نهونجي-0081 2211 - وقد ارتبط بفعل 
الخلق)-وهذا الكامي جعلته «ميكي» مرادضا للقمرء (نلن:7)1* وقد تلاه 
كامي آخر تكلم من خلالها أيضا واتحد مع الشمس 51. وتقول القصة إنه 
أعقب ذلك ثمانية أزواج من «الكامي» كان آخرها «إزاناجي-281 سه2[» 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


و«إزانامي نسددوء1©؟) وهما الإلهان الخالقان الأولان في أسطورة الشنتو 
الشعبية كما أنهما الجدان الأولان للجنس البشري في أسطورة «ميكي» 
الخاصة بالخلق التى تسمىء؛ عادة؛ «السجل القديم ال سما 
فوفر كر كه وتدروك بون إفان حلي لذ القومي العارم قبل عام ١945‏ على أن 
تتقارب في تعاليمها مع ديانة الشنتو الرسمية؛ فإن جهودا أكبر تبذل الآن 
للتوحيد بين الآلهة بحيث تتكامل في ألوهية واحدة. وهكذا أصبح تسوكيهي 
تطتكان15 إلها واحداء وسمى كذلك ياسم «تنري-أو دو-ميكوتو -0-00-تتمع]' 
111100 كما اعتبر «الكامى» الثمانية الآخر أدوات فى يد «تسوكيهى» وليس 
لها وجود مستقل. أما التصوفن المقدسة الأساسية فو ا قندساكي 6 
الذي كتب في الفترة الممتدة من 869١إلى882!‏ و قود الرقصي وك ايراد 
أوتا ةنا ----0 التي كتبت فيما بين 1866 و1882 و«السجل القديم لبحر 
الوحل» وهو يتألف من تدوينات أخذت من الذاكرة مما روته «ميكي» مشافهة, 
«والإرشاد أوساشيزو د2ده:0 الذي يعتقد أنه نبوءات أرسلتها الآلهة. حتى 
بعد موت ميكى 111 وهو موت وصف بأنه يعنى «صعودها إلى السماء». 
وكلمة تتري 5-7 هي الآن اسم المدينة التي له فيها المحراب الركئيسي 
وهي تسمى أيضا باسم «أوساتو 60دكه:0» أي مدينة الأصل (أو الأب)؛ فهم 
يعتبرونها موضع الخلق؛ واكتمال الأشياء جميعا في آن واحد. وذلك عندما 
يسقط الندى السماوي على النصب التذكاري المركزي. وهناك إلى جانب 
الهيكل الرئيسي مصلى مخصص للكاهنة التي أسست هذه الديانة (ديانة 
الحكمة السماوية) ومصلى آخر دفن فيه أسلاف أعضاء هذه الفرقة. ويتم 
التشديد على يوكي جوراشي 01:51 كاهلا (أي الحياة المرحة) التي تنتج من 
النظر إلى الحياة على أنها وديعة من الله. ومن إزالة «الغبار» العالق. كذلك 
يؤكدون أهمية العمل الإرادي الذي يظهر بوضوح الامتتان لله كما أنه هو 
المسؤول إلى حد كبير عن برنامج البناء الواسع في مدينة تنري تندء1'. فها 
هنا نجد خدمات تربوية. وطبية, وثقافية» ورياضية؛. فضلا عن وجود الهيكل 
الرئيسي. ومهاجع تتسع لعشرات الألوف من الزوار. 


3- ديانة المعدن النضى: 
بدأت كونكوكيو 10م»اه10 (ديانة طهارة الطبع أو المعدن النقي) بفلاح 


5300 


اليابان 


غير مثقف يدعى كاواد ع0ههة؟ا1 (1883-1814) اشتهر باسم كونكو دايجن 
سذزنة2 معلده؟] . وادعى عام 1859 أنه «أيكي جامي نسدعك!1» أي «كامي الحي»- 
وذهب إلى أنه وسيط «تنشى-كانن- نوكامي-نصةءا ممدعصهكآ-تاعمع7 . وأعلن أن 
هذا هو الكامي الأعظم., وأنه «أصل الكون» وأن على البشر جميعا أن 
يقوموا بواجبهم نحو الأب «كامي» وأن ينفوا الطبيعة البشرية التي منحها 
لهم: كما أعلن في الوقت ذاته أن وجود «الكامي» نفسه يعتمد على البشر. 
ويشدد«كامي» علئ الفضل الإلهي: دإ بفنضل التعمة الإلهية تحل البركة 
على الإنسان ويتم إنقاذه: ويمضي العالم في سلام ورخاء:. ولقد كانت 
نتائج الموقف الجديد تجاه الحياة مزدوجة, طهناك» من ناحية سكيتة الذهن 
في الحياة وفي الممات. وهناك, من ناحية أخرى؛ انسجام في البيت والمجتمع؛ 
«لأنه لا يوجد شىء تحت الشمس اسمه اللا-علاقة». 

مها عدا كيه ناهذا أصبح عاما ومشتركا بين جميع الديانات الجديدة 
تقريبااخلا بد لهذه الديانة أن ترتبظ بالحياة اليومية ارتباطا وثيقاء ولا بد 
لها كذلك أن تؤدي إلى الحياة الطيبة. 


4- جماعة أموتو :درن للحركات الد ينيية!67): 

بينما يستحيل فحص جميع الحركات الدينية الجديدة. فمان مجموعة 
ديانات أموتو 00010 هي مؤشر للطابع التلفيقي البارز لقدر كبير من الفكر 
الديني الحديث في اليابان. وتبدأ قصة «أموتو» بالسيدة «دجوشي ناو 
0 ناءدعء12» التي تلبسها الكامي عام ١892‏ فظن أنها جنت. وقد كتبت 
وهي في حالة التلبس هذه نصوصا مقدسة تعرف باسم أفوديساكي 
كلة5 0 بأسلة من غصنء قام بتفسيرهاء فيما بعدء أصغر أتباعها الذي 
أصبح زوج ابنتهاء وتسمي باسم «دجوشي أونيسابورو معتاطووته0 تطعنوء2 . 
وتشكل الأفوديساكى التي كتبتها دجوشي و «القصص عن عالم الروح» التي 
كتبها أونيسابورو النصوص المقدسة الأساسية لهذا المذهب. وقد تحدث 
أونيسابور عن نفسه في هذه القصص باعتباره يوحنا المعمدان. 

وتوحي نبرة تعاليم «أموتو»- في بعض الأحيان. بالوحدانية: ثم نراها 
تؤكد أن المذهب يقوم على نظرة للاله تشمل في آن معا كل تناقضات 
الوحدانية؛ ووحدة الوجود (أو شمول الألوهية) وتعدد الآلهة. وهي تؤكد 


5307 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


الغاية منها عندما تزعم أن جميع ديانات العالم قد بشرت «بالأموتو». وعلى 
حين أن «أونيسابورو» قد استلهم أساسا ديانة الشنتو-وفرقته الآن تدخل 
في جمعية فرق الشنتو-فقد قيل إنه أصبح يستضيف روح ميروكو 11:011!(أي 
بوذا المنتظر). وفي ذلك إشارة إلى «مذهب المخلص المنتصر أو المسيحانية 
ماقتصة زدوء]/1»: وى نايدا من فكرة الإله القاضي والمخلص في آن معاء الذي 
يطيح بالنظام القديم: ويقيم المملكة القادمة. لقد تطور الاضطهاد الذي تعرضت 
له فرقة أموتو قبل الحرب إلى أن قامت الحكومة بقمعها عام 1935- ولقد شجّع 
ذلك الفكرة التى تقول إن «كوارث منتظرة» لا بد أن تسبق مجىء المملكة. 
أسس وتاكاني يونوسوك عكلناكمصهل؟ ممدعلة21» عام934! فرقة «أنانيكو-دم 
«كاندصة» عندما انشق عن فرقة «أموتو» غير أن الجماعة الحالية لا يؤرخ 
لها قبل عام 1949: وهو أيضا تابع متحمس المذهب الروح أو المذهب 
الروحي)«:نان:نم5: كما يذهب إلى أنه يتلقى رسائل من العالم الروحيء وأنه 
خليفة دجوشى أو ينسابورو ويقبل «ناكانو» مذهب المخلص المنتظر لعقيدة 
شيخري داخل البوذية» ويتحدث عن توحيد جميع الأديان حول هذه المسألة. 
والاسم أناي نههددكى نفسه يشير إلى نزعته الكلية. فأحد تفسيرات هذه 
الكلمة يني الحبل اللا :يريط اللزمن يعقائق العالم الالكرميع العلح ابانها تقال عن 
حل م حيرظ القق لق .يه الأجراس الرجودة في واجهة شيكل الشتكو. كما 
كنب هيده الكلسة مع الأغداد «3وو5ه وحن التفسيرات آن العدكااثة) يمكل كاذقة 
أديان هي الأموتو. وهنج-وان-تسوهوى. والبهائية!ة) 
في حين أن العدد «خمسة» يمثل خمسة أديان في العالم هي: المسيحية؛ والإسلام: 
والكونفوشية: والبوذية؛ والتاوية. وتشدد هذه الديانة على التأمل؛ وإقامة مراصد 
في جميع أنحاء البلاد؛ إذ ينظر إليها على أنها وسائل اتصال بالكون 05«روم©. 


8 انا -ناة 1 -1111118-15121 ,0102010 


5- القوة فى لؤلوؤة: 

تأسست ديانة سيكايكسكو مءاأءدنوانكاء5 (أي ديانة إنقاذ العالم أو 
العالم المنتظر) على يد «أوكادا موكيتى * 5- ١882‏ (نطءكاه81 01203) عندما 
انشق عن فرقة أموتو 00:0. وقد اعتقد أنه وهب القدرة على الأعمال 
الخارقة. وهي قدرة كانون «مصصة>1 (أي بوذا المنتظر صاحب الرحمة)؛ وتذهب 
إحدى القصص التي تروى عنه إلى أن هذه القدرة تتضمنها لؤّلوّة صغيرة 


اليابان 


داخل جسمه؛ ويشع نور من هذه اللؤلؤة يقتل البكتريا! كما يعتقد أن لديه 
القدرة على شفاء الأمراضء وإثراء المحاصيل؛ وبسبب ذلك سمي هيكارى- 
سان 5ه11-5ه11:1 أي «رجل النور». ويزعمون أنه قادر على تحويل القوة 
الشافية إلى قصاصات من ورق تكتب عليها العلامة اللغوية الدالة على 
«النور». وهناك محاولة داخل مراكز هذا الدين لإقامة «المملكة». فالشغفل 
الشاغل لهذه الفرقة هو «إزالة المرضء والفقرء والحرب من هذا العالم 
وتحويله إلى جنة أرضية». 

ويسمى الإله باسم ميروكو نهاه:31 (بوذا المنتظر) كما يقال إن الصحة 
والثراء والسلام هي علامات مملكته. وتقول إحدى الترانيم:- 

«تعال: يا ميروكوء يا أيها الإله العظيم: مزودا بقوة عظمى؛ 

قوة الثلاثة في واحد: النارء الماء. والتراب. 

ميروكوء يا أيها الإله العظيم؛ لقد أنشأت السماء 

فوق الأرض من قديم الأزل؛ 

ميروكوء يا أيها الإله العظيم: حتى عندما يتسلل لصء فإنك 

تكون قد ولدت تحته بطريقة خفية. 

تاركا خلفك العرش الممجد الرفيع؛ 

فأنت دائما ما تولد تحته لكي تجلب الخلاص». 

وهو يسمى أيضا كوميو ينواري نهرهنرا! مترصره>آ 

(أي بوذا صاحب النور أو أميدا «النور اللامتتاهي»). 


26 - بيت النماء : 

تزعم حركة «سيكو-نو-اي غ1-مم مطعنءو» (أي بيت النماء). «إنها حركة 
غيوطاتنية سبي تخر الحقيفة, وتقول قماليمها إن جميع الأذيام هتدرت 
عن إله واحد كل». ولقد أسس هذه الجماعة تانجوشى ماساهارو ناعناونصهة]” 
نل عام ١1928‏ عندما اقتتع بأنه لا يوجد سوق كاك واحد حقيقي 
أطلق عليه اسم «جيسئو وووزل»”* ؛ أما جميع الموجودات الأخرى فهي. 
ببساطة من اح فكر الإنسان اللخاصضويمكن أن يقال إن ها الريحرد 
الحقيقي هو «الكامي» عند متعبدي الشنتوء ويمكن أن يكون هو «بوذا» أو أميدا 
(النور اللامتناهي) عند البوذيين.. إلخ. ولا بد أن يكون هو المسيح عند المسيحيين. 


500 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


ويمارس «التأمل» عادة في المراكز الرئيسية في مدينة طوكيو في «برج 
النور» وهو يسمى لها 50150 (أي رؤية العقل الإلهي). ومن هذه المراكز 
الركيسية فخرع إلى قنيا م9 لى «امواج اليقية الرويحية .وق السوتزا» 
القدسة كن قلي كاليميم وى وغطول اترتميق الألوى من النذافي 
المقدس». ويفترض أنها ذات قوة فعالة في تحقيق الإنسان لوضعه الحقيقي. 


7- حركات نشرين: 
سوف نشير إلى ثلاث فقط من الحركات الكثيرة التى استمدت إلهامها 
من نشرين وتعاليم اللوتس. تأسست المدرسة الأولى المسماة «ريوكاي نهلسدززه !070 
(أو جماعة أصدقاء الروح) عام 1925 ونالت شعبية واسعة النطاق. ورغم 
أنها زعمت أنها تسير على التعاليم التقليدية لنشرين؛ وأنها تستخدم نصوص 
«اللوتس» في طقوسها اليومية. فإن جاذبيتها الرئيسية تكمن في تشديدها 
على عبادة الأسلاف. وقد جذب ذلك. بصفة خاصة:؛ النساء المكزوجات 
اللائى سمح لهن بإقامة حلقات اتصال بماضي أسلافهن. وقد أظهر من 
المؤسس وخليفته. وهي السيدة «كوتاني ميكي 1/11 1»00201» سمات شامانية, 
فهما يعدان الأتباع بالاتصال بروح العالم من خلالهما . ولم يتم حصر أ عضاء 
«يوكاي». فمعظم المليونين أو الثلاثة ملايين الذين يدعى أنهم أتباع لهاء هو 
فى الوقت ذاته. أعضاء فى جماعات بوذية أو شنتوية أخرى. 
أما الدورسة الأشرق 577 ريسهو كوزايكاي نهكا نهدهاهط271(815. فهي 
جماعة تستهدف إقامة «القانون الحق» في العالم: و«الأخوة» في الإيمان, 
وتحقيق الكمال؛ وقد ظهرت الجماعة إلى الوجود عالم 1938 عندما انسحب 
نيوانونيكيو 1/1100 مصة2[15ة و«ناجانوما ميوكو 113010 72ستصمع213» من جماعة 
«رايوكا». واشتهرت السيدة «ناجانوما» بسبب قدراتها الروحية ومواهبها 
في شفاء الأمراضء فاكسبها ذلك شعبية كبيرة؛ ونظر الناس إليها على أنها 
00 الحي». ومن وفاتها عام 1957 لم تعد العناصر الشامانية بارزة كما 
كانت في السابقء وإنما زاد الاهتمام بجماعات الاستشارة (11022) وبمحاولة 
إظهار البوذية في ثوب حديث. بوصفها عقيدة تمنح السلام والإرادة الطيبة. 
ومن هنا نجد «نيوانو» يتحدث في شروحه الشعبية لنصوص اللوتس 
المقدسة عن الناس الذين يتطلعون لبلوغ مرتبة البوذا (أو التحقيق بالبوذا) 


اليابان 


عندما تزول سحب الخطاً السوداء. ومن حياة الرجال والنساء اليومية 
الذين يتحتم عليهم قبول مطالب بوذا لأن هذا وحده يمكن المرء من إظهار 
التوبة النصوح التي تساعد على تحطيم «الكرماهدعه2/,1 (أو الولادة 
الثانية). وحياة الإيمان تعني الاتحاد مع بوذاء الذي هو اتحاد مع «الحياة 
العظيمة للكون» والدخول إلى عالم بوذا . 

لم تبرز هذه الحركة شيئًا من خصوصية بودذية دشرين المألوفة., وإنما 
كشفت عن الرغبة في إقامة علاقات في جميع الاتجاهات. ومن أمثلها 
الزيارات التي قام بها «نيوانو» إلى الفاتيكان؛ وجنيف, ولامبيث!!72. 

وكانت القاعة المقدسة الكبرى في طوكيو التي افتتحت عام 1964- محصلة 
لمساهمات أكثر من مليون ونصف المليون من الأعضاء؛ وهي تشهد اجتماعات حاشدة. 


8 - نمو رافع: 

كان تطور حركة «سوكاجاي نهاكلة6 25010 أو «جماعة خلق القيم72, 
تطورا غير عادي أكثر من أي حركة دينية أخرى. قبينما كان عدد أعضائها 
لا يزيد عن خمسين ألفا عند افتتاح برنامج «شاكوبوكو ناناطتعلهط5» عام 
اكواء فإنهم يبلغون اليوم ما يقرب من 16 مليوناء و «الحزب الحكومة 
النظيفة» الذي يرتبط بهذه الحركة: ثالث أكبر تمثيل في اثنين من غرف 
المجالس النيابية (فقد بلغ 59 عضوا عام 1980). ا 

واسم هذه الحركة يعنى «الجمعية العلمية لخلق القيم». وهي تعكس 
الهدف النفعي لمؤسسها «ماكي جوشي تسونيسا بورونطء نع كلة1! 
وساطدوعمن1871(15- 20)1944'. وقد قامت في البداية كمذهب في التربية 
يستهدف خلق قيم الخير والجمال والمنفعة. لكنه مع أصغر أتباعه تودا 
جوزي) 1002105 9- 1958) وقع تحت تأثير جماعة «نشرين شوشو 
ناز معتتطء211» (فرع من مدرسة الأرض الطاهرة) وهي جماعة صغيرة: 
ولكنها متعصبة لتراث نشرين: إذ زعمت أنها الممثل الشرعي الوحيد لتعليم 
القديس نشرين؛ وهذه الجماعة هي التي وحدّت بين القديس نشرين وبوذا 
الأزلي. وأهملتا«سيكاموني» نسسهوطة5 (بوذا الأكبر)؛ كما زعمت أن الماندالا 
8 في دايزكجى 1زناء10215 (وهو معبدها الرئيسي قرب جبل فوجي 
أنز) هو المعبد الأصلي الوحيد الذي أنشأه نشرينء ولهذا كان له الأثر 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


الفعال في خلاص البشرية؛ وقد كان هدف هذه الجماعة هو الحصول على 
اعتراف بأن معتقداتها تمثل الديانة القومية. 

فلا يوجد من أعضاء «سوكاجاكاي» سوى نسبة ضئيلة تنتمي كذلك 
لجماعة «نشرين شوشو». ولكن لا شك في أن التطرف ونزعة الخلاص 
الشديدة اللذين اشتهرت بهما الجماعة الكبيرة مستمدان من تعاليم الجماعة 
الأصغرء ويرجع نجاح «سوكوجاكاي» في جانب كبير منه؛ إلى رغبتها في 
التعبير عن الوعي القومي الياباني: فقد صممت بنية الجماعة تصميما 
ويك اسكتيفيين كورام الخرد م ومو الاك ميك الباق بالتيق جما يريا 
متخلصة من مساوئ الجماعة الأكبر. ولقد كانت التجمعات الأولى من 
القوة بحيث أمكن لهذا التنظيم أن يصمد. في حين أن العلاقات المتداخلة 
للجماعات الأولى ضمنت عدم انقسام الحركة إلى عدد لا حصر له من 
الجماعات المنشقة. على نحو ما حدث لبوذية شنجون «معمنط5, وكثير من 
الحركات الدينية الجديدة. ولما كانت الجماعات الأولى قليلة العدد. فإن 
الفرد لم يشعر يها أبدا بالضياع. 


29- الحقيقة المطلقة : 

يعتمد المبدأ اللاهوتي لهذه الجماعة على أنها حركة تقوم على الحقيقة 
المطلقة. وأن السعادة تكفلها هذه الحقيقة. وهذه المقدمة كامنة بقوة فى 
فكايمها برام كاحم نيه براه المتاعير التقايد لمم العنا غير اللجديدة. 
(وهي جماعة عملية ينصب اهتمامها على هذا «العالم الديويي»») كما أنها 
خالية من أخلاقيات الزهد. ويمكن أن تصل بسهولة ويسر إلى الشخص 
العادي القادر على التكيف. والصلوات اليومية مطلوبة وأن كانت بسيطة 
وتتسم بالتكرارء أما الحج إلى ديزكيجي 11ز90ا1056 فهو أبعد شيء عن التتسك. 
وهناك مصدر قوة آخر هو التخلي عن الترتيب الهرمي المألوف في المجتمع؛ 
وتحديد مرتبة الفرد في هذه الحركة اعتمادا على جهده الخاص. 


0- حركات جديدة أخرى: 
وتُعد حركة كيودان 5ه4هر؟1 (أي الحرية الكاملة) مثالا جيدا للحركات 


الجديدة المتنوعة التي ازدهرت في العشرين سنة الأخيرة. أسسها ميكي 


اليابان 


توكوهارو ننهطهاه1 11ز1871(11- 1938) باسم «هيتو-نو-ميشين-نانا0 
نه نمه (أي طريق الإنسان) بيد أن هذه الحركة فُمعت عام 1937؛ ثم أعاد 

ميكي توكوشيكا هعانطهها10 11:1 تأسيسها عام 1946 باسم «جماعة الحرية 
الكاملة». واستخدام اللغة الإنجليزية نفسه يكشف عن زعم التحديث79, 
وتتبع عقيدتها المقدمة الأساسية التي تقول إن «الحياة فن». ويظهر الجانب 
العملى فى الأنشطة الموجودة فى المراكز الرئيسية لهذه الحركة؛. فهناك 
فالكب «للجولف»: وأفران السداعة الفخارء وملاعب رياضية منوعة؛ لأن 
الرياضية: والتربية؛ والرعاية الاجتماعية؛ والصلاة هي كلها رموز للتعبير 
البشري عن الانستجام الذي يكاهم الإنسان ليصل إليه . وللنشاط البشرى 
معنى لأنه يعبر عن الخلق الإلهي. ومن خلال هذا النشاط يتحقق السلام والوثام. 


- الانسان يعكس الاله: 

إن فكرة الموجود البشري بوصفه العالم الصغير 1116:0050 عامل مشترك 
بين معظم الديانات. ولكن الديانات اليابانية-نظرا لتأثرها الكبير بتشديد 
الشنتو على أهمية العالم اهتمت اهتماما بالغا بالنشاط البشرى أكثر جدا 
من اهتمامها بالفكر البشري. ومن هنا ربطت جماعة الحرية الكاملة بين 
النشاط والشخصية. فالناس تعكس الإله في نشاطها الخلاق (أو هم مرآة 
لهذا الإله) وهذا لشاف ققدي كلاش عقوي كبا يحافظ على فكرة الفردية 
التي ترغب المرحلة الديمقراطية لما بعد الحرب في تجسيدها . وضي استطاعة 
«الإنسان» أن «يعبّر عن هذه الفردية في كل فعل يقوم به. ولا شيء في 
شؤون البشر يستعصي على أن يصبح فناً. وحياة الإنسان تبدأ وتنتهي 
بالتعبير عن الذات». (الحرية الكاملة: كيف تحيا حياة سعيدة ص .)١17‏ 

يمكن القول بأن الديانات الجديدة استعادت صلابة الجماعة وتماسكها 
بالنسبة لأناس يعيشون عصر تغير اجتماعي سريع. فقد مروا بتجربة 
انهيار الأنظمة القديمة التي ظهرت لتحقيق أمان الفرد والجماعة. والفرد 
بانضمامه إلى الحركة الجديدة يجد دفئًا جديداً. وإحساساً جديدا 
بالجماعة . ويمكن كذلك أن يكون هيكل الشنتو رمزا لتضامن الجماعة. وإن 
كان تراثها ينقصه تلبية حاجة أولئّك الذين يتطلبون قدرا من التحديث. 
غير أن الإعتمادية ليست هي كل شيء.؛ فهناك أيضا الدعوة إلى التحقيق 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


الإيجابي للذات الذي يعنى نمو الثقة بالنفس. وهكذا بدأت المشكلات 
الشخصية تحل. ولا يترك الحج الجماعيء والخدمة الاجتماعية؛ وقتا 
للاستبطان الذاتي المرضى الذي يؤدي إلى حالة إلى فيوان مهد (القلق) في 
حين أن برامج البناء الشامل الذي جعل البعض يسمون الحركات الجديدة 
باسم هكاتاطا5 0ه تمعنه 1[ أي ديانات المباني) يعطى الإحساس بالنجاح. 


2- إحصاءات دينية: 

ليست الإحصاءات الدينية مما يوثق به دائماء ولا يمكن في أية حال أن 
تكشف عما إذا كان أتباع دين معين حقيقيين أم اسميينء: فكثير من الفرق 
البوذية تحصى الأسر التي توح ألواحها في معابدها ثم بعد ذلك يخصصون 
خمسة أفراد للأسرة. ومن الواضح أن ولاء الأسرة قد يختلف من الولاء 
الشخصي وليس غربياً أن يبلغ المجموع الكلي للاحصاء80! مليون عضوا تقريباء 
رغم أن العدد الإجمالي لسكان اليابان لا يزيد إلا قليلا عن ١١0‏ مليون نسمة! 

وتميل هياكل الشنتو إلى تسجيل جميع الداخلين في سلك الجماعة 
الذين يسهمون في احتفالات الهيكل؛ وهو ما يفسر العدد التقريبي للأتباع 
ب 85 مليون نسمة! ومع ذلك فلا يوجد إلا 22 ألفا من الكهنة يقومون 
بالخدمة الدينية في ثمانين ألف هيكل. والأرقام التي تقول بها الفرق أكثر 
دفة مع فرقة تنريكو مرولتتمء1 التي تذهب إلى أنها تضم حوالي 2 مليون 
عضو لهم ١5‏ ألف كنيسة (أو دار للعبادة) وأكثر من مائة ألف ممن تلقوا 
تدريبا علي القيام بالخدمات الدينية. وتضم فرقة كونكوكيو ه:وامله0ه>]1 
أكثر من 600 ألف عضو يؤدون طقوس العبادة في 350,١‏ معبدء ويقوم 
بالخدمة الدينية 600,3 كاهن. أما فرفة كيروزميكو 1130ا2ه1ن؟1 فمتذهب 
إلى أن عدد أتباعها أكثر من 700 ألفء. وإن كانت لا تملك سوى 300 معبد 
يقوم بالخدمة فيها 3,400 كاهن. 

أما الفرق البوذية (التي تزعم أن مجموع عدد أعضائها يبلغ حوالي 27 
مليون عضوا) فهي فرفة جودو شنشو تاطاوصتط5 1000 «وفرقة نشرين» وهما 
أكثر الفرق شعبية؛ وتضم كل منهما أكثر من تسعة ملايين عضو. وعدد 
أعضاء الجماعات المختلفة المرتبطة» بالشنجن <معمنط5 أكثر من سبعة 
ملايين عضو. وفرق الزن 26 أربعة ملايين ونصف المليون؛ والجودو أربعة 


4 د 


اليابان 


ملايين فما فوقء والتنداي حوالي المليونين. ومن المرجح أن تشمل الأرقام 
بالنسبة لبوذية نشرين أعضاء ديانات جديدة مثل جماعة رشوكوزيكاي 
تهعلءوه1مط1155 وإن كان من الممكن أن ترفع هذه الأرقام لو شملت إحصاءات 
بأعضاء فرقة سوكا جاكاي نه اكله© 5018 . 

أما الديانات الجديدة مثل حركة «جماعة الحرية الكاملة» فهي تضم 
حوالي مليون عضوء كما تضم جماعة «سيكاكيو سيكو» أقل من نصف 
المليون بقليل؛ وجماعة «سيكو نويمي» أكثر من مليونين ونصف مليون عضو. 
غير أن هذا المجموع الكلى يشير ببساطة إلى عدد المشتركين في نشراتها 
الأدبية! وتضم جماعة أموتو 050010 حوالي مائة ألف عضوء وجماعة أنانيكو 
نعانةهددة حوالي 200 ألف عضو. 

أما المسيحيون فهم يشكلون في اليابان أقلية ضئيلة تزيد قليلا عن 
ثلاثة ملايين نسمة: أي حوالي 3/ من السكان. 


المصطلحات 


© : جام ا 5 


زه الططم 
ابويغياة اك رش هن هرق «السيظرة العامة على الخوادي و تريطلة #نوودية للكامل كي 
البوذية؛ وهي تنقسم داخليا إلى تمان مراحل يشعر فيها الإنسان أن العالم المادي أصبح غريبا عنه 
ويذلك يتحر من الأشياء الحسية: 
مله وتسم طل تططام 
مجموعة النصوص الثالثة التي تشكل شريعة ترافادا 1050208ءط1” (أي طريق الشيوخ) في بوذية 
جنوب شرقي آسياء وهي مجموعة كلمات بوذا نفسه للتلاميذ ولفقهاء البوذية. 
لكا دا 
انوس عدون كد يهال شرت الال ارو ةمق الزليقة انعايةافى سويد تسر كاتف تركذ الرقيسي 
لعبادة أوزريس رب الموتى؛ وسيد العالم الآخر. 
00م 
حدد (أو أدد) إله الطقس عند السومريين-يهب الحياة ويمكن أن يدمرها في آن معاء يصورونه 
ورا جامجا كالصاعقة: يحتلط احيانا بالأله «بغلة. 


ناكلم 
أدو-هو نفسه الإله السابق حدد. 
مسرع لمر 
أديما-إلهة مهمتها مراقبة الأطفال في الأساطير الرومانية. 
' أمقتع -تلخم 
آدي جرانت-تعنى حرفيا المجلد الأول-المجموعة الأولى من كتب السيخ المقدسة. 
1-3لم 
السيد الأول لقب للمخلص في الديانة الجينية في الهند . 
1 م 
أبناء أديتي 0نك4 (اللامحدود) في أساطير الفيداء عددهم غير معلوم يقودهم فارونا. 
5تدول م 


أدونيس-(أدون- السيدء أدوني- سيدي) شاب رائع الجمال في الأساطير اليونانية» حبيب أفروديت 
قتله خنزير ترّى؛ توسلت أفروديت عند زيوس فأمر بصعوده من العالم السفلي إلى الأرض ستة 
أشهر-يرمز ظهوره إلى الربيع والخصب والنماء. 

01م 
اللاثنائية» الواحدية-مدرسة من مدارس الفيدانتا في الهند ترفض الثنائية وترى أن الواحدية هي 
الحقيقة النهائية. نشأت في القرن السابع الميلادي. 

دم تلم 
ممنوع الدخولء كانت تستخدم عند اليونان لمنع الجمهور من دخول المحراب في الهيكل أو الكهف 
السري الذي تقيم فيه العرّافة. 


517 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


عم 
إيناس؛ بطل الإنيادة لفرجيل والحد الأسطوري للرومان 
مع مر 
أجابى-المحبة-الحب الروحى أو الدينى فى مقايل 5:05 الحب الشهوانى. 
١‏ | 000 عاء15' عطتمع م 
تيكي أجاثي أو الصدفة الطيبة في أساطير اليونان. 
نام 
عيد رأس السنة الجديدة عند البايليين. 
أمعىم 
أجني-إله النار وهو المحور الذي يربط عالم الناس وعالم الآلهة في أسفار الفيدا 
لقع عم 


اللاادرية. موقف فلسفي يتوقف عن الحكم بوجود أي شيء أو معرفته ويكتفي بالجواب «لا 
أدري!» -وصف به مذهب كونفوشيوس. 

لطم 
أهمسا سنسكرتية تعني حرفيا «اللاأذى» مبدأ أخلاقي أساسي في ديانات الهند: الهندوسية 
والجينية والبوذية :هدم إيذاء الكائنات الحية. 0 


للقستتام 
أهرمان-إله الشر أو الشيطان أو إبليس ضي الديانة الزرادشتية. 
١‏ 02 ناتاه 
أهورا مزدا مكوّن من ثلاث كلمات معناها «أنا الوجود الخالق» إله الخير والإله الخالق في الزرادشتية. 
عاته 
الإله آيتى إله العالم السفلي في الديانة الرومانية القديمة-هاديس عند اليونان. 
لمعاف 
الصفة الثانية لله عند السيخ وتعني الأزلي. 
خطعلة!" لمعلث 
عرش الواحد الأزلي عند السيخ. 
طلمام 
إلخ-الصفة الثالثة لله عند السيخ وتعنى «مالا يمكن وصفه». 
وعمعع طلم 
الألبجنيز-فرقة دينية انشقت عن المسيحية وبشرت بتعاليم مانى الثنائية. 
عمعدرع ام 


ألكيمنا-انتهز زيوس كبير الآلهة فرصة غياب زوجها أمفتريون «0:زناننام:4 في الحرب وتنكر في هيئة زوجها 
وجامعها وأنجب منها البطل هرقل؛ ومن هنا جاءت كراهية هيرا زوجة زيوس لهذا البطل. 
غ41 
اللات-الإلهة الأنثى-أو الإلهة الأم أو «الأم العظيمة» في بعض مناطق الشرق الأدنى. 
ل 0 


الملاتكة المقربون فى الديانة الزرادشتية. 


المصطلحات 


م 
مدرسة في النئحت الهندي ازدهرت فيما بين القرن الثاني قبل الميلاد والثالث الميلادي-أنشأت 
الكثير من المعايد لا سيما المعابد البوذية الضخمة فى الهند. 

00م 
أما تيراسو-إلهة الشمس في اليابان يعتبرونها الجد الأول للأسرة الإمبراطورية. 
تتم 
أمون وأمونت؛ زوجان من الآلهة المصرية القديمة الثمانية التي لعبت دورا جوهريا في خلق العالم 
فى ديانة مصر القديمة. 
قططة تسم 
أميتبها-تعني حرفيا «النور اللامتناهي» الذي هو حقيقة بوذا وماهيته. موضوع الإيمان الأول ضي 
البوذية؛ يفرعون إليه للخلاص في بوذية المهايانا اليابانية باسم أميدا انس 
١‏ ل 
أموجها فاجرا (705- 774م) راهب بوذي هندي أحد ثلاثة يُسمون «بالصوفية النقية» هو الذي 
أدخل بوذية الكلمة الصادقة إلى الصين. 

م 
آمون-ملك الآلهة ورب الأرباب في الديانة المصرية القديمة ازدهر في الدولة الوسطى في طيبة 
وفيها شيد معبده الضخم «الكرنك»؛ هرع الإسكندر إلى معبده في سيوه يتلقى بركاته. 

ملم 


أمورو-إله اليدو القاطن في الصحراء عند السومريين: وهو نفسه إله الطقس. 


حدر 
آن-إله السماء عند السومريينء والكلمة تعنى الأعالي أو السماء وهو زوج الإلهة «كي» أو الأرضء. 
وهو نفسه الإله آنو ناسث 
كنال لم00 0 ماعع [و مم 
مختارات كونفوشيوس-مجموعة من المحاورات والأحاديث لحكيم الصين وتسمى أحيانا شذرات 
كونفوشيوس-هامة في الديانة الكونفوشية. 
كانه مهم 
أنانيكو-فرقة دينية انشقت عن جماعة أموتو-ازدهرت ابتداء من عام 1949 داخل بوذية اليابان؛ 
تنزع إلى توحيد الأديان. 
1م 
أنانسي-شخصية في الأدب الشعبي الأفريقي تلعب دور المخادع. 
11م 
عناة-إلهة الحب والخصب عند السومريين وهي عشتار عند البابليين مذكورة في أسفار العهد 
القديم يشوع 9!: 38 وقضاة 31:3. 
م 
الأناتا-اللاذات أو اللاجوهر. وهي في البوذية الاعتقاد بأنه لا يوجد في الإنسان جوهر خالد دائم يسمى «بالروح». 
0م 


أنجاد (1504- 1552) المعلم الروحي الثاني للسيخ. 


510 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


5م 
أنجاس سنسكريتية معناها أقسام وهي تشير إلى نصوص الشريعة البوذية وأقسامها. 
تلك 
آني-أحد حكماء مصر القديمة ألف كتابا من أمتع ما خلفه الأدب المصري. 
عم 
الزوال» اللادوام صفة أساسية لكل الموجودات في الديانة البوذية. 
منطوره117 لمتستسى 


عبادة الحيوان-أخذت بعض الحيوانات في مصر القديمة تجسيدا لقوى معينة كالإخصاب في 
حالة الثور مثلا-وفي اليونان اتخذت البومة رمزا للحكمة أو الآلهة أثينا لكنه قد يعبد لذاته كما 
هو الحال في الطوطمية. 
ناتك 
آنو-إله السماء عند السومريين وهو نفسه الإله آن. 
5م 
أنوبيس-إله الموتى عند قدماء المصريين-كان حارسا للجبانة ومشرفا على التحنيط-تخيلوه على 
هيئة إنسان له رأس ابن آوى-هو نفسه الإله سوكاريس-طفى عليه أوزريس-يعرف أحيانا باسم أنبو نامسد . 
1121 تتم 
أنوناكي-آلهة العالم السفلي عند الأكاديين. 

١‏ 1 ع1ل امم 
أفروديت-إله الجمال والحب والجنس عند اليونان هي نفسها فينوس عند الرومان-ولدت من زيد 
البحر 5هننامه) - زبد) أو الأعضاء الجنسية لأورانس إله السماء بعد أن قتله ابنه كرونوس وألقاه 
في البحر-راعية غانيات أثينا-هي نفسها عشتار الآسيوية. 


كأمم 
عجل أبيه أو الإله الثور-عبده المصريون في منف كتجسيد للخصوبة؛ من أقدم عبادة للحيوان في مصر. 
دكن 
أبلو-الإسم القديم لعله أبو للو. 
امم 


أبو للو-إله متعدد الوظائف في أساطير اليونان تأثيره قوى بين الآلهة يجعل الناس يدركون 
خطاياهم ويطهرهم منها ولهذا سمي بالمطهر والمضيء-ابن زيوس والإلهة ليتو 1.610[ وشقيق أرتميس . 

ناللهتم 
أرالو-الجحيم المظلم أو العالم السفليء أو دار الأشباح في الأساطير البابلية. 

ل 
أرانياكا:-نصوص الغابة وهي خاصة بالرهبان لكن يمكن أن تهدى الشيوخ الذين تركوا أهلهم 
ليقيموا في الكهوف والغابات. 

مر 
الأرشونتيون؛ حكام الظلام في الديانة المانوية ومن أجسادهم خلق العالم. 

تط لمعه -قطلعة 
لغة كتابة النصوص في الديانة الجينية وهي غير لغة براكريت 6مله: أي اللغة الدارجة أو الشعبية. 


آريس-إله الحرب في أساطير اليونان وعشيق أفروديت إلهة الحب والجمال وزوجة هيناستوس- 
شاهدهما «هليوس» إله الشمس فأخبر الزوج-آرية عند اليونان هو نفسه الإله مارس عند الرومان. 


أقطتم 
راهب البوذية الذي وصل إلى مرحلة النزفانا. 
نام 
الإلهة آرتيمي عند الرومان هي نفسها الإلهة أرتيمس عند اليونان 
م 
أحد أبطال المعركة التي روتها ملحمة البهابهاراتا. 
6101 
الطيقة الدنيا في مجتمع السيخ. 
وتطاع 1م 
آرتميس إلهة الحيوانات البرية والصيد ازدهرت عيادتها في كريت. 
تلم 
أرورو-إلهة سومرية زوجة الإله «أيا» وقد ساعدت زوجها في خلق البشر من الطين بقوة الكلمة الإلهية. 
تر 
أرياديفا (170- 270 م فيلسوف بوذي أسس إحدى الفرق البوذية ذات النطرة الوسط. 
له تر 
النبلاء-علية القوم-الآريون-الهند-أوربيون. 
(3113 3-5 لتر 


الجماعة الآرية. فرقة دينية لإصلاح الهندوسية الحديثة أسسها عام 1875 راهب هندوسي هو 
«ديا نندا سار سفاتي» للعودة إلى السلطة الروحية للفيدا أقدم الكتب المقدسة في الهند. 

5م 
أساج-عفريت الأوبئة والأمراض في الديانة السومرية. 

م 
أسانجا (في القرنين الرابع والخامس م) راهب بوذي أسس مدرسة مثالية داخل البوذية هي 
«التطبيق العملى لليوجا». 

كم 

العالم السفلي في الديانة الهندوسية. 
دم لوك ناعء5وم 
مذهب الزهد أو النسك أو التقشف-انتشر في كثير من الديانات القديمة نهت عنه الزرادشتية. 
5تاأمعاءع5م 
إله الطب والشفاء عند اليونان والرومان-ابن زيوس وعروس البحر كرونيس 0010015 كان بارعا في 
فن الشفاء-خشي أبوه زيوس أن يجعل الناس خالدين فقتله بصاعقة وهو والد هيجيا هنءنع:5] إلهة 

الصحة عند اليونان. 

01م 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


عاتتماقم 
عشتار أو عشتروت إلهة كبيرة في مجمع الآلهة السومري إلهة الحب والجنس والخصب والحرب 
أحيانا. عبيدت باسم أنانا وعشتار وعشتاروت مذكورة فى العهد القديم بكثرة ملوك أول 23 , !١:5‏ 
وثاني 3 - أصبحت إيزيس وحتحور عند المصريين: وأفروديت وأرتميس عند اليونان وفينوس 
وجونو عند الرومان. 


تناك 

عتر-إلهة عند عرب الجنوب في اليمن وهي فتاة عند السوريين. 
عم 

أتارجتيس-الإلهة الأم أو «الأم العظيمة» عند اليونان وهي هيرا . 
م 
القسم الرابع من أسفار الفيدا في الديانة الهندوسية ويحتوى على ترانيم وتعويذات ورقى سحرية... إلخ. 
لتساعطام 

الإلحاد أو الزندقة عكس التآليه درداعم]” 0 

عم 


البنابانية النقية عه البركا دوعي سبد ترهرها شن الزروطابن شر حش مو راس زنوس بعد ان 
أصيب بصداع شديد-إلهة للحرب أيضا وحامية مدينة أثينا . 


م 
أتيشا (982- 1054) مصلح بوذي هندي كانت تعاليمه الأساس لإنشاء فرقة بوذية في التبت. 
م 
الروح في أسفار الفيدا الهندية. 
ام 


أتراحسيس-ملحمة بابلية قديمة تصف خلق الموجودات البشرية فى شىء من التفصيل. 

تلاك 
أتوم-الإله الخالق في الأساطير المصرية القديمة-اسمه يعنى «لإله الذي أتم نفسه بنفسه» فقد 
خلق نفسه أولا ثم خلق العالم وهو نفسه الإله خبري تترمءعط؟1. 


15 نامل 

المتطيرون-جماعة العرافين الذين يدرسون إرادة الآلهة بمعرفة اتجاه الطير في تحليقه. 
لمر 
أفالوكيسفارا-سنسكريتية معناها «السيد المنتظر» أو «يوذا القادم» صاحب الرحمة اللامتناهية. 
251 ار 


طقوس إلزامية في الديانة الجينية. 
22115362 كر 


مجموعة أحاديث بوذا-نصوص مقدسة في بوذية المهايانا-أهم تعاليم بوذا الأكبر. 


م 
أفاتاراسنسكريتية معناها الحرفى «هبوط» فى الهندوسية وهى تعنى تجسد أحد الآلهة فى هينة بشرية أو حيوانية. 
فوع تمر 


الأبستاق-فارسية تعنى «الأصل» أو «المتن» الكتاب المقدس عند الزرادشتية. وهناك هاوء1خ-لصء27 


المصطلحات 


أي الشروح على المتن-يحتوى الكوبنات التانوت-الترانيم-تعاليم زرادشت.... إلخ. 


-18- 


5 
با-الروح عند قدماء المصريين تخيلوها على هينة طائر لقدرتها على ترك الجسم والطواف في 
أماكن كثيرة. 
5تاجاععة 8 
باخوس-إله الخمر والنشوة عند اليونان (انظر ديونسيوس). 
لممتقطة8 
البهائية-مذهب دينى أسسه مفكر فارسي هو بهاء الله (1817- 1892). 
تلوطنتطة8 
باهو بالي-قوى الذراع-ابن المخلص الأول في الديانة الجينية. 
تلد 
بالي-الشيطان في الديانة الهندوسية. 
ةا 
باسافا-مصلح ديني. 
اع8 
بعل-(والكلمة؛ تعنى حرفيا: السيد أو الزوج) إله المطر والسحاب عند البابليين-ويختلط أحيانا بالإله «حدد». 
معطمع8 


بن بن-حجر قديم مخروطي الشكل وجد في معبد الإله رع في هليوبوليس يقال إنه تمت محاكاته 
بدقة فى بناء الأهرامات. 





ططق ط8 
بهادراهو-راهب هندي (توفي 298 ق. م) رأس الجينية وأسس جماعة العراة #كةطسدلط. 
820 
بجفانتارو-إله الرعد والمطر عند القبائل الآسيوية. 
8 
بجفان-الإله الذي يهيمن على الكون عند القبائل الآسيوية. 
اعلقطظ 
باكتى-حركة دينية داخل الهندوسية تشدد على تكثيف عاطفة المتدين فى حيه للاله الذي يعيده. 
5تكلكلتطاظ 
الراهب البوذي-أحد جماعة السئغا. 
8 


بهوتاز الروح القلقة في الهندوسية-ويمكن أن تكون مؤذية إذا لم تؤد لها الطقوس المناسبة-يخشاها 
الأطفال والنساء وحديثو الزواج. 

ه85 
بو-شجرة مقدسة في الديانة البوذية-وصل بوذا تحتها إلى مرحلة الاستنارة. 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


وسدعةطل نطلة 8 


بودهدراما-راهب بوذي اشتهر بقدرته الفائقة على البقاء في حالة تأمل فترة طويلة. 


بون-الديانة الأصلية لسكان التبت قبل دخول البوذية. 

ع8 صقان 2ه عامهظ 
كتاب التغيرات-من الكتب الأساسية في الكونفوشية-قيل إن كونفوشيوس كتبه بنفسه-لكنه جمعه 
من تراث الصين القديم ويسمى 1 

ع 2ه عامه8 
كتاب الموتي-مصطلح أطلقه العلماء على مجموعة من الرقى والتعاويذ التي تحمى الميت وترشده 
في العالم الآخر اسمه المصري «الخروج من الموت بالنهار». 

مسصطة 81 
برهما-أحد آلهة الفيدا الرئيسية في الديانة الهندوسية- ثم مع ظهور الفرق والطوائف طفى عليه «قشنو 
وشيفا» - ولا ينبغي الخلط بين برهما في صورته المذكورة وبين برهمان سددطة:8 المحايد من حيث الجنس الذي 
هو القوة العليا والحقيقة النهائية للكون؛ وقد ارتبط بالإله الخالق في الفيداء وسمى باسم براجباتي. اهمدزهءط 

فسطة 8 
الإله الخالق في الهندوسية (انظر المصطلح السابق)-قيل إن براهما ولد من بيضة من ذهب. ثم 
استذار تفاق الأرطى وجميع الاشياته وذفيت بعص الطواقت الأخرى إلي انه ظهر من إشره 
اللوتس 1.0105 التي خرجت من سره فشنو. 

م81 

العفة-حالة الطالب الديني الهندوسي غير المتزوج, وإحدى المراحل الأريعة في حياته. 
لاممصطة 81 
برهمان: الاسم الذي أعطته الأوبنشاد للموجود الأسمى-وبرهمان محايد من حيث الجنة-وقد تجسد في 
الإله الخالق براهما (المذكر). ووضع في مثلت مقدس هوبرهما (الخالق) فشنو (الحافظ) وشيفا (المدمر). 
ص81 
البرهمي-في السنسكريتية مالك براهما على طبقة اجتماعية في الهندوسية وهي طبقة الكهنة, 
ويرجع وضعهم الرفيع إلى تقسيم الفيدا للسكان إلى أربع طوائف مغلقة. الشروح الملحقة بالفيدا 
أقدم الكتب المقدسة في الهندوسية وهي تفسر معنى الفيدا على نحو ما تستخدم الطقوس 
والقرابين» والمضمون الرمزي لأعمال الكهنة. وكلمة براهمانا هصقصطه:8 قد تعنى إما أقوال البرهمى 
متسطمر8 أو شرح معنى الكلمات المقدسة. 
مك4 مقسطةر8 
برهمانا سباتي-إله قوى السحر التي تمسك بالكون في الهندوسية. البرهميةديانة الهند القديمة 
وهي مستخرجه من كتب الفيدا-وقد استمدت اسمها من أهمية براهمان بوصفه قوة علياء ومن 

وضع طبقة البراهمة (الكهنة في الهندوسية) في آن معا. 

كط ص81 

جماعة براهما-حركة دينية داخل الهندوسية تشبه البروتستانتية. 
[52113حقتقطة81 


تأسست في كلكتا عام 1828, لا تعترف بسلطة الفيدا ولا تؤمن بتجسد الآلهة. 


524 


المصطلحات 


م8 
بوذا (563- 483 ق. م مؤّسس البوذية اسمه الحقيقي سد هارتاجوتاما كلمة بوذي تعنى «المستنير» 
«المتنور» أو المستيقظ-ابن أحد حكام مقاطعة ساكاس (ولهذا يسمى حكيم ساكاس): نقطة التحول 
في حياته مع سن 29 عندما أدرك أن الإنسان يعاني المرض والشيخوخة والموت-أقلع عن حياة 
الإمارة وتحول إلى ناسك متجول حتى جاءه الإلهام (الاستنارة) تحت شجرة البو 80. 
وأتنوء-3طل0نا8 
«حديث عن أعمال بوذا» - كتاب يروى حياة بوذا في قصيدة: كتبه أحد شعراء الهند في القرن 
الثاني الميلادي-نموذج رائع للأدب البوذي. 
2110013-83 
دهمابوذا-الحقيقة الكلية عند يوذاء أو العناصر الأولية التي يتألف منها العالم في ميتافيزيقا البوذية. 
2 8211002 
بودا جهوزار مفكر هندي بوذي في أوائل القرن الخامس الميلادي اشتهر بكتابه «الطريق إلى 
النقاء أو الطهارة» وهو تلخيص للمذاهب البوذية الرئيسية في عمره. 
101 
المرتبة البوذية» حالة الاستنارة التى يمكن أن يصل إليها البوذي وهى مثله الأعلى. 
حمسكنط 80 
البوذية-ديانة وفلسفة أسسها «سد هارثاجوتاما» في شمال الهند في القرن السادس ق.م ثم 
انتشرت في وسط آسيا والصين وكوريا واليابان... إلخ تعتمد على تركيز التأمل للوصول إلى حالة 
الترفاناءوهي تعنى بإنكار الذات وضبط العواطف وقتل الرغبة أكثر من عنايتها بالشعائر. 
5 نط ل نظ 
التأمل البوذي-ممارسة التركيز الذهني من خلال أربع مراحل (الانفصال عن العالم الخارجي-تركيز الوعي- 
زوال المتع-السكينة)-يؤدي إلى الحرية الروحية أو «الترفانا» ويحتل التأمل مركزا رئيسيا في البوذية. 
نطله8 
المتنور أو المستنير أو المستيقظ آخر مرحلة يأمل البوذي في الوصول إليها بعدها يتخلص من دورة 
النتاسخ ويدخل الترفانا أو يصل إلى التحرر الروحي. 
2 
بوذا المنتظر-أو الشخص الذي يصل إلى مرحلة ما قيل الاستنارة-أي الشخص الواعد أن يصبح 
بوذا-وعدد هؤلاء من الناحية النظرية لا حصر له-يحمل أسماء مختلفة فى الصين والتبت واليايان. 
811-00 
فقيه البوذية في التبت (في القرنين الثالث عشر والرابع عشر). 


8 


مذبح الأسرة البوذية في اليابان. خزانة في الحائط توضع فيها أشياء مقدسة مع الشموع والبخور. 


ذي)ت 


ماأكتللة 0 


أحد توابع جوبتر (المشتري) عند الرومان. إلهة صغيرة كانت ترافق أرتميس وترتدي زيها غرر بها 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


زيوس فمسختها أرتميس دبة لغضبها منها. 
عاعمآ له دصممة 
أحكام المنطق-الكتاب الرئيسي للفيلسوف الصيني موتسو 391- 2/10-120(470 قم). 
عع م0 
آلهة تقدم النور والسحر اللازمين لولادة الطفل السهلة في أساطير الرومان. 
ع5 عاوو0 
نظام الطيقات المغلقة في مجتمع الفيدا الهندي وهي أربع: البيراهمة (الكهنة)-الكشاترية (المقاتلون) 
الفيزيا (الزراع والتجار)-الشودرا (أي الخدم). 
دكاءعن2011 عل مك0 
كاستور وبولكس: توأم من «ليدا» ملكة طروادة كان الأول من زوجها الملك فكان فانياء والثاني من 
زيوس فكان خالدا-أصيحا في الفلك الجوزاء. 


ممكتطءعع 0 
التعاليم الشفهية شي الدين عن طريق السؤال والجواب (انظر الزرادشتية). 
ولع 
كيرس-أوسيرس إلهة الأرض والمشرفة على الزراعة-إلهة القمح في أساطير الرومان 
مقط 
تشين-كلمة صينية تعنى التركيز والتأمل ومنها جاءت كلمة زن اليابانية. 
حطسنط 800 صنة حلت 
بوذية المهايانا في الصين؛ ركزت على التأمل ولهذا سميت بوذية التأمل وسميت في اليابان بوذية 
زن (أي التأمل). 
ععمقطت 
الحظ أو الصدقة إلهة سيطرت فى العمر الهلنستى (انظر عطء10) . 
000 
العماء-الفوضى أو الفراغ الأول قبل ظهور الموجودات في أساطير اليونان-ذكره هزيود في أنساب 
الآلهة. 
مل ع0 


القناطير-جماعة من الوحوش البرية؛ في أساطير اليونان: لها رأس إنسان وجسد حصانء وتعيش 
فى الغابات وأعالى الجبال. 
مسكنط لم8 علا معطت 
بوذية الكلمة الصادقة في الصين-وهي نفسها بوذية شنجون في اليابان-محاولة للوصول إلى 
الحكمة الخالدة ليوذا التي لم يعبر عنها في كلماته ولم تكن معلنة للناس. 
لناع صتط 
مدرسة «الأرض الطاهرة» البوذية في الصين تؤمن بعقيدة يوذا أميتيها (صاحب النور اللامتناهي)- 
تأسست في الصين في القرن الرابع انتقلت إلى اليابان في القرن الثاني عشر. 
أعصنا1" نمطت 
فيلسوف صيني من المبشرين بالكونفوشية الجديدة (1017- 1073) وهي المذهب الذي أصبح 
نموذجا للفكر الصيني لمدة ألف عام تقريبا. 


5326 


المصطلحات 


نمه 
المائدة أو المأدبة التاوية-لقاء مشترك من مجموعة من الأسرة التاوية يرشدها ويوجهها معلم 
محلي في أيام معينة ومناسيات خاصة. 

2028-1 ناط1 
شوانج تسو-اسم كتاب يحمل أيضا اسم مؤلفه وهو حكيم صيني ازدهر في القرن الرابع وترجع 
أفميته إلى كاقره الكنير فى #طاور يودي العامل فى |الضين» 

أو نات 
تشوهسي-فيلسوف صيني )1١200 -١130(‏ صاحب نظرية في الكونفوشية الجديدة سيطرت فلسفته 
في الصين وكوريا واليابان لفترة طويلة. 
لق 
الإنسان الأعلى أو المتفوق: حرفيا «الإنسان المهذب الكامل» وهو من تطابق تصرفاته وسلوكه المثل 
العليا للكونفوشية الصينية. 
متاق 
مدينة كلاروس على ساحل أيونياء كان بها غرافة شهيرة للإله أبوللو. 
وعطتصوع 01 
كليانتس (331- 232 ق. م) فيلسوف رواقي كان يتغنى باسم زيوس كبير آلهة اليونان. 

كاعاء 1 0010 
متون التوابيت؛ مجموعة من النصوص الجنائزية في مصر القديمة؛ مكتوبة على التوابيت التي 
تصنع عادة من الخشبء وهي تتميز بأنها تقدم للاشخاص غير الملكيين. 

متكتصةاع نم00 
الكونفوشية-ديانة ومذهب فلسفي أسسه حكيم الصين كونفوشيوس مستمدا عناصر كثيرة من 
العقائد السابقة-يقوم على مبادئ أخلاقية منها حسن العلاقة بين الأفراد, أواصر الود في 
الأسرة-حسن التعامل بين الرنين والمرؤوس, اقترحت قيام حكومة عالمية. 
اع 001 
كونفوشيوس (479-551 ق. م) بالصينية كونج-فو-تسي أي كونج المعلم-أسس الكونفوشية مذهبا 
أخلاقيا فى أساسه إلا أنها تأثرت بعناصر دينية مستمدة من المعتقدات السابقة. 
غختناك]81 ,كناووع:001) 
جبل كوريسوس في أفسس أحد القمم التي أقيم عليها معبد زيوس. 
00512010 
الكسمولوجيا أو الكونيات-دراسة عقلية لأصل العالم وطبيعته وقوانينه العامة... إلخ. 
امناعع 0 0017 
حماية البقرة-على الرغم من أن الثور يضحى به في الديانة الهندوسية ويقدم لحمه قرابين ضي 
فترة الفيدا-فإن ذبح البقرة التي تدر اللبن كان محرماء وهناك نصوص في الريج فيدا تشير إلى تقديسها. 
لم طروع 0 
إحراق جثث الموتي ل5 الهندوسية في مقابل التحنيط عند المصريين القدماء غمعصسلةطدم8؛ والدفن 31:نا8 عند 
البابلين: أو عرض جثث الموتى فوق «أبراج الصمت - 85تتطعلة< ععمع1ز5 04 210523 لتلتهما الطيور الجارحة 
في الزرادشتية حتى تتجنب تلويث الأرض بالدفن أو تلويث الهواء بالإحراق.... إلخ. 


5327 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


0101015 
كرنوس إنه الزمان في أساطير اليونان ابن أورانوس (السماء) وجيا (الأرض) خصى والده بناء 
على نصيحة أمه بمنجل ففصل السماء عن الأرض وتزوج أخته «ريا» فأنجبت له هستياء وديمتر: 
وبوزيدون: وهيراء وهادية: فابتلعهم كرنوس خوفا من أن يفعلوا معه مثلما فعل هو مع والده 
أورانوس» فيما عدا «زيوس» الذي أخفته أمه «ريا» فى جزيرة كريت ووضعت حجرا ف لفائف 
ابتلعها كرونوس على ظن أنها ابنه الأخير الذي أصبح كبيرا للآلهة. 

0000116-60 

الإله-التمساح: ظهرت عبادته في أرض البحيرة في الفيوم في مصر القديمة. 

مسنصنت 
كونينا-إلهة المهد عند الرومان وهي مخصصة لهز المهد لينام الطفل. 

عاعما0 
سيبيل-إلهة الأرض أو الإلهة الأم (وأحيانا أم الآلهة). عرفت بهذا الاسم عند اليونان والرومان وآسيا 
الصغرى حتى القرن الخاص قبل الميلاد, ثم عرفت بأسماء أخرى كثيرة؛ عناة. عشتار؛ إيزيس... إلخ. 


1ك 


10 
دادو-راهب هندوسي أسس فرقة دينية في القرن السادس عشر-رفض سلطة الفيدا أقدم الكتب 
المقدسة عند الهندوس والتميز بين الطبقات وصور العبادة الخارجية 


5تطغصة2 103011 
أتباع دادو وكان معظمهم من الرهبان. 
111 
دجن-إله الطقس عند اليابليين. 
101 


«أبراج الصمت» طريقة للتخلص من جثث الموتى بوضعها فوق الأبراج لتلتهمهما الطيور الجارحة 
عند الزرادشتية (قارن «متهصدعءنت) . 

18 ه1031 
الدلاي لاما-الزعيم الروحي للبوذية شي التبت. 

11001005 
الكلمة تعنى «يرى أو ينظر» فهي وجهة نظر أو مذاهب ستة في الهندوسية. 


طاصة01 تدك ]1 


دسام جرانت-مجموعة من الكتايات مشوبة إلى المعلم الروحي «جويند سنج» المعلم العاشر وآخر 
قائد للسيخ. لا يحظى بمرتبة أدى جرانت (قارن) 
1115 
مجموعة من الآلهة (والكلمة تعني العبودية والقصور الذاتي) يقودهم الإله فارونا في أسفار الفيدا. 
72 1033212103 


المصطلحات 


العودة إلى السلطة الروحية للفيدا أقدم الكتب المقدسة في الهند. 

110 
جزيرة على بحر إيجه-مركز ديني هام في الديانة اليونانية القديمة. 

تطماءدآ1 
دلفي- أقدم وأهم مقر لعبادة الإله أبوللو في اليونان» توجد فيه غرافته الشهيرة-كانوا يعتبرونه 
مركز الكون. 

عاع 101 

الإله ديمتر ابنه كرونوس وريا وآأخت زيوس هي الأرض الأم (اسم الآلهة هيرا في إليوسس) 
اشتهرت بالبحث عن ابنتها برسفوني التي خطفها هاديس إله العالم السفلي. 


تطوته2]آ ملإعمعدآ 
10 


الحتمية-نظرية ترى أن سلوك جميع الأشياءء؛ بما فيها الأفعال الأخلاقية؛ تحددها سلفاً أسباب 
موجودة؛ وبالتالي ترفض أن يكون لدى الإنسان إرادة حرة. 

116 
الديفاز-آلهة الفيدا وتصنف حسب قوى الطبيعة؛ فهناك إله للسماءء والهواء؛ والأرض (فاروناء 
اندراء سوما 50:2) بعد تطور الهندوسية وظهور البوذية والجينية أصبحت هذه توابع لوجود سام 
واحد لا يسمى «ديفا» بل «السيد». 
دع 01 1ع 102/01 
ملتهم الموتى-وحش في أساطير المصريين القدماء يقف في انتظار محاكمة الموتى. فمن كان 
صالحا كتبت له السعادة الأبدية. ومن يدان يلتهمه الوحش. 

11111 

دهما سنسكريتية-تعد من المصطلحات الرئيسية ذات المعاني المختلفة؛ فهي في الهندوسية «القانون 
الأخلاقي» وفي «البوذية» «الحقيقة الكلية» وفي الجينية «الفضيلة الأخلاقية» والجوهر الأزلي 
الذي يحرك العالم في آن واحد. ١‏ 


101 
دهيانا سنسكريتية تعني التأمل أو التفكر-تحولت إلى شن في الصينية و «زن» في اليابانية. 
101 


ديانا-إلهة رومانية اتحدت مع أرتميس اليونانية: واسمها يعني «المنير أو المضي» لهذا كانت إلهة 
القمر وراعية الحيوانات الآليفة-3 تبط باللإخصاب تضرع إليها النساء في الحمل والولادة. 
111611[ 
فريق العراة في الجينية (الفرقة الرئيسية الثانية إلى جانب فريق الأردية البيضاء) ملتحفو 
السماء؛ رهبان الجينية يسيرون عراة باستمرار ويرفضون دخول النساء في سلك الرهبنة. 
101-25 
أرواح الموتى-كان الرومان يشعرون نحوها بالرهبة والإجلال في عبادة الأسلاف عندهم. 
تتعصادآ 
دنجير-إله الريح في الديانة السومرية. 


5320 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


1100 
الإلهة ديون ابنة الأوقيانوس-زوجة زيوس قبل هيرا-وكثيرا ما يقال إنها أم أفروديت من زيوس. 
1010115 


ديونسيوس هو نفسه الإله باخوس في الديانة اليونانية-إله الخمر ومغذي الكروم وحارسها. وهو 
ابن زيوس من سميلي عاعصدء5 ابنه ملك ثيبة: مات وبعث من جديد-تحتسي النساء في عيده 
الخمر بلا حساب في طقوس شديدة الانفعال. 
1 1منا-امآ 
دي أوبتر-الآأب ديوس الإله الهندو-أوربي الذي تحول إلى جوبتر عند الرومان. 
115- لآ 
ابن الإله-لقب كان يتخذه الإمبراطور الروماني-وهو مثل لعبادة الحاكم. 
اع عق 15اتدمه20آ1 
السيد والإله-لقب اتخذه بعض أباطرة الرومان-وهو يعني أن الحاكم هو مالك للعبيد وإله للفانين. 
1 
الثنائية القول بوجود مبدأين أو إلهين للعالم كما هو الحال في المانوية. 
1 101 
إلهة هندوسية-راعية اللصوص وقطاع الطرق-إحدى صور الإلهة شاكتي تسكن الجبال-اشتهرت 
بذبحها للشيطان ماهيشا هامنطة/1 الذي تنكر في صورة جاموسة. 
امآ 
دموزي (أو تموز #ناسسسه1) وهو عند السومريين الشاب الجميل حبيب الإله عشتار وهو أدونيس 
حبيب فينوس وأفروديت-قتله خنزير برّي فتوسلت حبيبته إلى الآلهة أن يبعث لها ستة أشهر من 
كل عام . وهكذا أصبحت حياته وموته رمزا لدورة فصول السنة. 
11115 
ديوس إله السماء وهو الاسم القديم لزيوس كبير الآلهة عند اليونان. 


تقلط 


أب السماء أو إله السماء في أساطير الفيداء وهو يقابل زيوس عند اليونان: وجوبتر عند الرومان. 


ات 


ه18 
إيا-وهو في السومرية أنكى-ثالث عضو في مثلث مع الآلهة السومرى الأكادى إلى جانب آنو (آن) 
وبعل (أنليل)-إله الأعماق والحكمة. 
ه18 
آيا-زوجة إله الشمس فى الديانة السومرية (وهى غير الإله السابق) 
| "تع طأه]/ط -طتمدظط 
الأم الأرض-نظرة دينية ظهرت في الديانات القديمة تجعل من الأرض معينا لا ينضب لكل شيء- 
قد تصبح في بعض الأساطير شخصية محددة هي الأرض الأنثى وزوجها السماء. 
82 


المصطلحات 


إلهة تشرف على نمو الطفل عند الرومان. 


طنوط 10ملغطع 181 
طريق الثمانية-مذهب بوذا الأكبر في أول موعظة له-يسميه الطريق الوسط بين متع الحس وإماتة 
الذات. 

اتا 
ايزاى (1141- 1215) كاهن ياباني مؤسس فرقة رنيزاى من بوذية زن اليابانية. 
ج181 


ايكايانا سنسكرتية تعني العرية الواحدة أو المفردة. مفهوم اختلف تفسيره باختلاف المدارس 
الفلسفية فى البوذية: وهو يميز «سوترا اللوتس». 


م 
آن-رئيس الجماعة الدينية في بابل.. 
تلمع 
أنكى-إله الأرض والحكمة عند السومريين زوج الإله نينكى. 
نل مط 
انكيدو-صديق ورفيق جلجامش في الملحمة الشهيرة. 
اناظ بتلنتصع) 
أنليل-رئيس مجمع الآلهة السومرى-اإله الريح وسيد النسيم وذوج الآلهة نينليل أو الإله الأم. 
أقم 
الإنسي-عندما يرتفع المركز الروحي لرئيس الجماعة «اين» في بايل يصبح حاكما أو ملكا أو أنسي. 
اكناظ ومسسامظط 
إينمواليش-ملحمة الخلق عند البابليين. 
205 


أيوس-إلهة الفجر في ميثولوجيا الرومان وهي نفسها الربة أوروا في أساطير اليونان أخت 
هليوس إله الشمس وسيلين إلهة القمر. 


لدع علطاوعر8 
أريشكيجال-إلهة العالم السفلي في الأساطير البابلية وزوجة الإله نرجال. 
ار كا 
إيروس-إله الحب في الأساطير اليونانية يغلب عليه الارتباط بالجسد والشهوة. 
1 82 
إيزاكيل-أي المعيد الذي تناطح ذروته السماء وهو معبد الإله مردوخ في بايل. 
8 
طبقة المنبوذين في اليابان. 
18 
إيتانا-الراعي الذي حاول أن يرقى إلى السماء على أجنحة النسر ففشل. فكان الموت نصيب 
البشر. 
علمةسعمع 8 


أتمنانكر-المبنى الذي هو أساس السموات والأرض معبد الإله تنار إله القمر في بابل. 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


لامعا 
إيتمو-الروح في أساطير بابل وكانت تؤذي الأحياء إذا لم يدفن الميت بطريقة مناسبة. 
اا 
الأومهيمرية-نظرية أويهيمروس اليوناني في القرن الثالث ق. م تقول إن الآلهة ليسوا سوى أبطال 
وطنيين أدوا خدمات جليلة فرفعهم الخيال الشعبي إلى مصاف الآلهة. 


لآ[ 
متعقط ه11 
فا-هسينى (ازدهر حوالي 9- 414) راهب بوذي صيني-زار الهند عام 452 ودرس البوذية مع 
رهبانها-عاد إلى الصين وترجم النصوص البوذية السنسكريتية إلى الصينية. 
الللنةا 
الفاستي-الأيام المقدسة عند الرومان-الأيام التي يسمح فيها القيام بممارسة الأشغال العامة أو يمنع. 
ةا 
الجبرية-(القدرية) مذهب يرى أن كل ما يحدث لإنسان قد قدر عليه سلفاً. 
1 156ل0 )ه10 
المدرسة القدرية في الزرفانية (الزرادشتية) ترى الموجودات البشرية دمى في يد القدر-تنكر الإرادة الحرة. 
ا وعاة1 
إلهات القدر فى أساطير اليونان وهن ثلاث كلوتو 101650© ولاخيسس ؤزوءط20.آ وأترويوس 0005الى4 
١‏ 13-5 
فاتسائج (643- 712 م) راهب بوذي يعد مؤسس مدرسة هواين دعلا-111 البوذية في الصين. 
كمال ناع]1 
فليسيتاس-إله الحظ في أساطير الرومان. 
جاتلتامعط1 
الإخصاب-قوة الإنتاج في الطبيعة وعند المرأة-حُبدت في مصر واليونان والرومان-وضي الصين 
واليابان وفى الديانة الهندوسية على صور مختلفة. 


قلقناع]1 
الفيتالي-أو المفاوضون الدبلوماسيون-كهنة من الرومان كان اختصاصهم التصديق على المعاهدات. 
ع1 

النار-من الطقوس الأساسية فى الديانة الزرادشتية. 
5ك ع1 


الكافات الخمسة-خمسة شعارات للخلسا في ديانة السيخ تبدأ كلها بحرف «ك» أهمها كسا 6:4(الشعر) 
حيث ينبغي عدم قصه. وكان للعدد خمسة مغزى صوفي في البنجاب «أرض الأنهار الخمسة». 

5 ع1 
الميمات الخمسة-طقوس هندوسية تبداً بحرف الميم مثل 21208 أي الخمر و 2180518 أي السمك 
و فقصة181 أي اللحوم... إلخ. 


ععنك] 4ه ماععط مكل 


المصطلحات 


حركة تمرد دينية بدأت في الصين في أوائل القرن الثاني عشر بقيادة شانج لنج عصنآ وصمقطه الذي 
كان أول قائد دينى فى الكنيسة التاوية فى الصين. 

000 دثلة 1[ معصسةا1 
كاهن الإله جوبتر فى الديانة الرومانية. 

كتله نتن معصة11 
كاهن الإله مارس فى الديانة الرومانية. 

1 نال باعدصة11 
كاهن الإله كوبر نيوس في الديانة الرومانية. وهم يساعدون «الحبر الأعظم» في تأدية الطقوس 
الدينية في روما القديمة. 

الوا 
الطوفان-مذكور في معظم الديانات القديمة-غرق الأرض والإنسان بالمياه بسبب أفعال الإنسان 
الشريرة؛ أشهرها مذكور في ملحمة جلجامش عند البابليين. 


الها 
الآلهة فلورا-ربة الزهور في ديانة روما القديمة. 
10 
مولود من زبد البحر-أفروديت في الأساطير اليونانية. 
101 
فورتونا-إلهة الحظ والصدقة عند الرومان وهي نفسها تيكي (أوتيخي) عند اليونان. 
“الآ ج10 
الإله الثعلب-رسول «كامي» الذي يحرس حقول الأرز في بوذية اليابان 
تطمةكة1 
الفرافاشي- أرواح هادية للبشر ولجميع الأشفاع الطبيعية عند الزرادشية. 
خلنان نجتةتعصباط 
عبادة جنائزية عند المصريين القدماء. 
قطقصة 0 


جانيشا-إله هندوسي له رأس فيل-ابن شيفا وبرفاتي-مزيل العقبات-أول من يضرع إليه في بداية 
العبادة أو في بداية مشروع جديد تجد صورته في مدخل المعابد والمنازل. 


طق ع1 0 
جاريلا ما يزاما-إلهة ترتبيط يالصيد وجمع النياتات الصالحة للأكل عند قبيلة تشنتشو الآسيوية. 
0 

جارودا-طائر الإله فشنو في الريج فيدا (وهو الحدأة). 
كقطنة0 


جاثا-سبع عشرة ترنيمة من ترانيم زرادشت. 
نتاخطة ]1 تنه 033 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


جتري مترا-نصوص من الريج فيدا يتلوها الهندوس في صلواتهم. 


وع0 (عء0) 
الإلهة جي (جيا) إلهة الأرض وزوجة أورانوس (السماء). 
ماع60 
جب-إله الأرض عند المصريين القدماء وزوج نوت إلهة السماء. 
ودع نااء 0 


«نموذج الفضيلة» وآيضا «القيعة الصفراء» فرقة بوذية فى التيت. 
ل عل 5تاتصع © 


القوة الجنسية للذكر والأنثى عند الرومان وكانا موضع عبادة عندهم. 


01 
الجوط-درج يهبط عليه الهندوس إلى الأنهار المقدسة في الهند. 
اللناتق 
جيبيل-إله النار عند البابليين ويمكن أن يكون مصدر خير أو شر وفق التأثير الذي تحدثه النار 
طوعصدع 011 
جلجامش-من أهم الملاحم القديمة-تروى قصة ملك بابلي أراد آلا يموت فراح يبحث عن سر 
الخلود. 
زونك 
جيرسو-إله الحرب والصيد عند السومريين. 
0002001112 


جيتا جوفندا-سنسكرتية تعني حرقيا القصيدة التي غنى فيها قطيع البقر وتروي قصة راعي 
البقر المقدس كرشنا وحبيبته راذا . 
01315 
جلوكس أو جلوكا مجموعة من عرائس البحر عند اليونان ومنهم إله البحر بونطس 5دتادو2 ابن 
الملك مينوس ملك كريت سقط وهو طفل في جرة عسل فأصبح ناعم الملمس. 
طعمند صتطه © 
جو بن سنج (1666- 1708) المعلم الروحي العاشر والأخير للسيخ-مؤسس «الخلسا» رفقة السلاح 


فى ديانة السيخ. 
علقططك1ه 6 
0200515 
غنوص-كلمة يونانية معناها المعرفة الباطنية لعالم ما فوق الحق. 
مقا 2051 


الغنوصية-حركة فلسفية ودينية نشآت في العصر الهلنستي تذهب إلى أن الخلاص يتم عن طريق 
المعرفة أكثر مما يتم بالإيمان. 
وعع013 15ام 060 


الجوبز أو راعيات البقر رفاق اللعب مع كرشنا في الهندوسية. إلهات النعمة أو الحسن وهي ثلاث 


534 


المصطلحات 


شقيقات أجليا دنداعك (التألق) ويوفروزين عدتزهمعطمس5 (البهجة) وثاليا نهط1 دز (النضارة) . 

2922 
جراما ديفاتا-سنسكرتية معناها «إلهة القرية» نموذج للالهة الشعبية الموجودة في ريف الهند-وهي 
باستمرار أنثى راعية للزراعة. 

انطود طنصةن 
كتاب يحوي مجموعة من التراتيل لمعلمي السيخ. 

تعطأه]8! غخوع 01 
الأم العظيمة-عبادة الإلهة الأنثى انتشرت في مناطق واسعة من الشرق الأدنى فهي «أنانا» وعشتار, 
وهيرا وديمتر.. إلخ. 


دمن نل" خمدع 01 
التراث العظيم (في الصين) ويقصد به الكونفوشية والتاوية. 
نالك 
الإلهة جولا-إلهة الشفاء عند البابليين. 
60015 
القوى-أو الخصائص الأساسية التي تسبب الخير والانفعالات الطاغية في مذهب سانخيا 


الهندوسي. 


0 11112-115 


نذور قي الديانة الجينية تحكم سلوك الناس والرهبان على السواء. 


0 
معبد السيخ_دار العبادة في مذهب السيخ. 
ناعنا 
الجورو-المعلم الروحي في الهندوسية والسيخ... إلخ. 
م600 


جيوبى (670- 749) أحد الشاك البوذيين تولى إنشاء معبد تودايجى (زه-700 فى مدينة نارا الذى 
يحوي تمثالا ضخما لبوذا. 


دلآات 


تلماستاعة 11 
هاشيمان تعني باليابانية الريات الثمان لقب لإله في ديانة الشنتو يرعى العشائر والمحاربين بصفة عامة. 
121 

حدد (أو آدد) إله الطقس عند السومريين ويصورونه ثورا جامحا كالصاعقة. 
1 


هاديس (يونانية معناها الحرفي «غير المرئي») إله الجحيم في أساطير اليونان ابن كرونوس وريا 
وشقيق زيوس وبوزيدون. 
11 


هوما-نبات مقدس عند الزرادشتيين وشراب يؤخذن منه ما يشبه العنب سام أحيانا ومسكر أحيانا. 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


مطنة11 
حتحور-إلهة السماء فى الديانة المصرية القديمة. 
م0 قطند1]1 
مرحلة في اليوجا تركز على أوضاع بدنية صعبة حتى يستغرق اليوجي في التأمل. 
(طوط) أعطسو[] 
حوح وحوحيت إله وإلهة في الديانة المصرية القديمة يرتبطان باللانهاية.. 
عاع11 
هيبه-ربة الصبا والشباب ابنة زيوس وساقيته وحاملة كؤوسه تزوجها هرقل. 
عنوعء11 
الإلهة هيكاتي (توحدت مع برسيفويى) إله تراقية سيطرت على السحر والشعوذة. 
5اأكتصملع11 
اللذيون-من يعتبرون اللذة أو المتعة معيارا للسلوك الجيد. 
ع1 


هليوس إله الشمس في أساطير اليونان يقود عربته الإلهية وعليها الشمس يوميا ويقطع بها 
السماء من الشرق إلى الغرب. 


عع عنتامتمعلاء1آ1 
العصر الهلنستى-الحقية اليونانية التى تبداً بعد وفاة الإسكندر الأكبر. 
112605206 
التنبؤ بالغفيب عن طريق تشريح الكبد عند البابليين. 
5ناأوعة طامع1]1 


هيفاستوس_-الإله الأعرج الذي ولدته هيرا قبل اكتماله إله الحدادة والبراكين زوج أفروديت-خالق 
المرأة (برومثيوس خالق الرجل) . 
ع1 

الإلهة هيرا (اسمها يعنى «السيدة») سيدة السماء وزوجة زيوس راعية الزواج والأسرة وأم هيفاستوس 
أنجبته وحدها في لحظة غضب فكان شاتها . 

وعاع ع1 
هرقل (هيركيوليس عند الرومان) أشهر الأبطال في أساطير اليونان والرومان كانت شجاعته 
خارقة وقوته جبارة وكانت هيرا تكرهه لأنه ابن زيوس من الكيمينا عمعسعاه . 

عع 11 
الإله هرميس-الإله المرشد للمسافرين والتجار-رسول الآلهة الذي يرافق الموتى إلى العالم الآخر- 
يتصف بالمكر والخداع ولهذا ثراه أحيانا يحمى اللصوص وقطاع الطرق. 


ماع11 
هستيا-ربة المدفقأة والمنزل في الأساطير اليونانية وهي نفسها فستا عند الرومان. 
11 
الكامي الذي توحد مع الشمس في بوذية اليابان. 
7 11طلك1 


هيبل زيوا-مخلص اقتحم العالم السفلي وهزم الأرواح الشريرة عند فرقة المانديين الزرادشتية. 


5336 


المصطلحات 


11161059 5 


الزواج المقدس عند اليونان كالارتباط في الأساطير بين إله وآلهة الذي يرمز في الأعم الأغلب 


إلى الإخصاب. 
ةا 
الرجال المقدسون-النساك في ديانة اليابان. 
موك م11 
هيكاري سان أو «رجل النور» لقب أطلق على أوكادا موكيشي مؤسس ديانة سيكايكسكو في اليابان. 
ك1 


هيكي في الديانة المصرية القديمة تترجم عادة بالسحر أو القوة السحرية لكن معناها الحقيقى 
مازال غامضا-تجسيد لإحدى صفات رع إله الشمس. 
مه ك1 
الهنايانا_سنسكرتية تعني «العربة الصغرى» اسم أطلقه أصحاب المهايانا (العربة الكبرى) ضفي 
التراث البوذي على المدارس المحافظة. 
مس نم11 
الهندوسية-ديانة معظم شعب الهند تعد الفيدا من أقدم كتبها المقدسة ثم مجموعة شروخ دينية: 
تؤمن بتعدد الآلهة-أضاف اليراهمة مجموعة معقدة من العقائّد. 
طاككلة تمه 1111 
الشيطان؛ في الهندوسية الذي تجسد للالهة فشنو في هيئة خنزير بري وقتله. 
قطء 1110-0-11 
طريق الإنسان حركة دينية جديدة ازدهرت في القرن العشرين في اليابان. 


معم 10 
هونن -١١133(‏ 1212) راهب بوذى أدخل دفعة قوية فى بوذية المهايانا اليابانية عندما جعل الخلاص 
في متناول الجميع. 

أزمهعمه1]1 


معابد بوذية في اليابان يقبل فيها عامة الناس في دورات مؤقتة. 
عع ترعو5 ع25ه110 
التضحية بالحصان له أهمية خاصة لتاريخه الطويل بالهند. 
عمم11010560 
خريطة البروج كان يستعان بها في علم التنجيم في الديانات القديمة. 
5ر110 
حورس ابن إيزيس وأوزريس الذي يصوره المصريون على هيئة صقر أحد عينيه الشمس والأخرى 
القمر انتشرت عبادته في مصر كلها . 


دآ[ات 


مملكة] 


باسيون (أوجاسيون) إله قديم للزراعة قبل مجيء الإغريق (15:05) أنجب من الربة ديمتر الإله 


53237 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


11 
جيل إدا-ولد عليه زيوس كبير الآلهة في اليونان. 
أعاعآ1 
أجيجي آلهة السماء السبعة العظام المسماة بآلهة المصير عند الآكاديين. 
تمصسدعك11 
إيكيجامي أي «كامي الحي» لقب كان يطلق على مون تادر مؤسس إحدى الفرق الدينية في اليابان. 
مم1 


إينانا-إلهة الحب والخصب عند السومريين وهي الإلهة العظمي أنين وإنانا هو الاسم الشعبي لها. 
هيكل ياباني مخصص «لكامي» حارس حقول الأرز. 
111 
اندرا-رب كل حي في الديانة الهندوسية أو هو الشمس التي تولد الحي من الحي-إله الحرب 
والعواصف وملك الآلهة وقائدهم في المعارك في أسفار الفيدا . 1 
نم1 
الترسيم-الاحتفال بدخول عضو في سلك جماعة دينية عن طريق تأدية طقوس معينة. 
نم1 
سيدة السماء عند السومريين وهى عشتار عند اليايليين. 
ع مم1 
انولوكوثيا-هي ربة البحر التي ساعدت أوديسوس في محنته بعد أن حطم بوزيدون زورقه. 
عامط عطماط 01 صمناء تصاممآ1 
«تعاليم بتاح حوتب» كان بتاح حوتب حاكما على منف وكبير وزراء الملك-اعتزل فكتب لابنه كتابا 
يحوي الحكمة الخالدة. 


تقغطة] 
إشتار-إلهة الحب والأمومة عند البابليين وهى نفسها عشتار. 
]1 
إشفارا-الإله فى مذهب اليوجا-فكرة يجوز للانسان تأملها لتكون وسيلة للمعرفة. 
]1 


إيزيس أشهر معبودات المصريين القدماء ثم زوجة لأوزوريس وأم لولده حوريس في الأسطورة 
الشهيرة عبدها الإغريق ثم الرومان ونقلوا عبادتها إلى أوريا. 

15 
إسيمود-رسول الإله إنكي الذي أرسله في أثر الإلهة «أنانا» التي هربت بألواح القدر في الأسطورة 
البابلية. 
أعقة12 
إزاناجي-إله هام في أساطير اليابان ولدت الشمس من عينه اليسرى. 


تستقسصة1]1 


إزانامي-آلهة هامة في أساطير اليابان خلقت مع شقيقها السابق جزر اليابان. 


المصطلحات 


1 


مسقن فطتول 
ح - 17134115 
مجموعة النصوص المقدسة للجينية-تختلف باختلاف الفرق الأردية «البيضاء» ترى أن هناك 45 
كتابا- «فريق العراة» يتشكك فيها كلمة 177:08 سنسكريتية تعني «النذر» -النذور التي تحكم سلوك 
الرهيان وعامة الناسء منها النذر الخمسة الكبرى: (الامتناع عن الإيذاء-وعن الكذب-وعن السرقة- 
العفة-عدم التملك). 
لول 
الجينية؛ ديانة هندية ظهرت في القرن السادس ق. م (مع البوذية) يعتقدون أنه ساهم في 
تأسيسها 24 قديسا آخرهم مهافيرا (البطل العظيم). 
0ل 
جانجيس-تحريك اللنجا أو تجسيد اللنجا في الديانة الشيفية المتفرعة عن الهندوسية. 
ةل 
جانوس-إله البوابات في أساطير الرومان-ثم أصبح إله البدايات بصفة عامة يصورونه بوجهين 
ليرى الجانبين-منه جاء شهر يناير «نددامه1 لأنه يفتتح سنة جديدة. 


أزمةل 
جايجاى-قسم من «آدي جرانت» الكتاب المقدس عند السيخ. 
انا 
جات-مصطلح يشير إلى طبقة الهندوس-علية القوم. 
لل 
الميلاد-.مصطلح شائع فى البوذية يشير إلى أنواع الحياة الكثيرة التى عاشها «يوذا» فى السابق. 
نا 


شاعر ازدهر في البنغال في أواخر القرن الثاني عشر اشتهر بقصيدة سنسكريتية «أغنية قطيع 
البقر» التى تصف حب كرشنا لراذا. 
لمعل 
الود أو العطف أو الشفقة-صفة أخلاقية أساسية في الكونفوشية لا بد من توافرها في 
الحاكم الصالح. 
11 
جينا-سنسكرتية معناها «المنتصر» أو «القاهر» أو «الظافر» - صفة تطلق على مؤسسي 
الجينية الذين تغلبوا على رغباتهم الحسية وقهروا شهواتهم-ومن هذا المصطلح استمدت 
الجينية اسمها. 
ماستطد وزسال 
جنجا-الهيكل أو المعيد أو مستقر الآلهة فى ديانة الشنتو. 
للتتال 
جيركي-مساعدة الإنسان لنفسه ليبلغ مرحلة الاستنارة بجهوده الذاتية عند بوذية اليايان. 


5353© 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


1550ل 
الإله الواحد الحقيقي في جماعة سيكونو (بيت النماء) وهو رحيم شفوق بالموتى من الأطفال. 
نيلا 
جيفا-الجوهر الحي أو «الروح» في مقابل الجوهر المادي عند الجينية. 
10ل 
جيزو-بوذا المنتظر في اليابان-الذي يساعد الموتى-وهو المخلص في بوذية الصين. 
11 
جينانا-المعرفة الشاملة فى الهندوسية-معرفة الوجود الأعلى. 
12121013212 


جيناننا ديفا-(1255١-‏ 1296) راهب هندوسي-مؤّسس مدرسة صوفية هي «مدرسة الحج» في 
الهندوسية التي تشدد على أهمية الحج للاماكن المقدسة. 
عه تتاوع مول 
كتاب الراهب السابق شرح «لأنشودة الرب». 
اأعء5 000ل 
فرقة الجودو البوذية, وهي في اليابان «مدرسة الأرض الطاهرة»» التي تعتقد أن ترديد اسم بوذا 
أميدا قلنسم (أي ضاحب الثوز اللامتناهى) تخلص الإنسان من تكرار الولادة. 
لالامستطك 000ل 
جودو شنشو أي «مدرسة الأرض الطاهرة الحقة» مدرسة بوذية كبيرة في اليابان أسسها 
شنران(73١١- .)١262‏ 
ملاعل 
بوذا المنتظر الذي تجسد فى القديس نشرين -١222(‏ 1282). 
10ل 
جونو-إلهة كبرى عند الرومان زوجة جوبتر (هيرا عند اليونان) راعية النساء وحامية الأنوثة 
والزواج, الزواج في شهرها «يونيو» يكون سعيداء يبدو أن القوة الجنسية عند المرأة مدلا مشتقة 
من اسمها. 
اع تال 
جوبتر (المشتري) كبير الآلهة في الديانة الرومانية هو نفسه «زيوس» عند اليونان-إله السماء 
والمطر والصواعق... إلخ. 


حولت 


1 
كا-مقطع باليابانية يعبر عن التعجب أو الحيرة من المخيف أو مالا يمكن الإحاطة به جاءت منه 
كلمة كامى نسهك1. 
خنطة ك1 
كاير (1440- 1518) شاعر صوفي هندي في العصر الوسيط وضع عدة ترائيم وأناشيد دينية 
استلهمها السيخ في مذهبهم الصوفي. 


5300 


المصطلحات 


طععةكا 
سروال يرتديه جنود «الخلسا» من السيخ كشعار يميزهم (الكافات الخمسة). 

ا 1 
كاجورا-رقصة صوفية تقوم بها النساء المشرفات على هياكل ديانة الشنتو اليابانية ترمز إلى 
اتحاد المؤّمنين مع إله المعيد. 


11 
كلاموكا-فرقة شيفجة ازدهرت حب جنوب الهند بعض الوقت. 
لكا 
كالي-الآلهة القبيحة المتعطشة للدماء (وجه لزوجة الإله شيفا) والوجه الآخر العروس الجميل 
«بارفتي». 
متللةك1 
كالكين-(إنسان برأس حصان) التجسد العاشر للاله قشنو. 
11 


يوم برهما في الهندوسية وهو يساوى أربعة ملايين وثلاثماثة وعشرون آلف من السنوات البشرية. 
نتاناة-ةم 1621 
نصوص دينية تنظر إليها «فرقة الأردية البيضاء» في الجينية بتقديس كبير وهي تروى حياة 24 
جينا «المنتصر» «القاهر» «المخلص») كما تروى حكايات ثلاثة منهم ويقوم الرهبان بتلاوة «سوترا 
الكلبا» بين عامة الناس وهم يعتقدون أن في الاستماع إليها فائدة كبرى. 
الننة»ا 
كامي-مصطلح عسير التعريب (إله-روح-عفريت) القوة الروحية التي تسيطر على الأشياء (حيوانات- 
نباتات-طيور-ظواهر طبيعة) والبشر-عددها لا حصر له. في ديانة الشنتو اليابانية. 
تعلتاج-تسمخنسة 1 
شهر أكتوير الذي يجتمع فيه الآلهة (الكامي) في الهيكل-المصطلح يعني حرفيا «الشهر مع كامي» 
في ديانة شنتو اليابانية. 
علنا200-2-2 تسقك1 
الشهر بدون كامي (بقية أشهر السنة). 
تتمعلدع ص1 
الاستحواذ على كامى-آو تلبس كامى للانسان. 
| 1 تتمكلدع -تطة ك1 
حالة صوفية في ديانة الشنتو تتجلى في رقصة الوجد التي تقوم بها كاهنات المعبد (انظر كاجورا). 
11 
كانون-بوذا المنتظر صاحب الرحمة في بوذية اليابان. 
معلنلهصة ]1 
كاباليكا-فرقة شيفية من النساك المرموقين اسمها يعني «حملة الجماجم»»- فريق من نساك 
الهندوسية يحملون وعاء التسول على هيئة جمجمة. 
]1 


سوار من الصلب يضعه عضو جماعة «الخلسا» من السيخ على كتفه الأيمن (من الكافات الخمسة). 


الل 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


1 


الكرما-سنسكريتية معناها الحرفي «الفعل» - مصطلح أساسي في الديانة الهندية-هذه الحياة 
حلقة في سلسلة حياة يحياها المرء. يحددها فعله في الحياة السابقة يتضمن المصطلح «الجزاء» 


و«التناسخ». 
1631112-2 
المدرسة الثالثة فى بوذية التبت. 
١‏ وزع تلتتكا 
كارتيكيا-إله الحرب في الهندوسية. 
10 
كيرانوس-الصاعقة لقب اتخذه بعض حكام اليونان. 
مع نعل صقطن طقطاوعع] 
كيشاب شاندرسن (1838- 1884) قائد لحركة دينية في الينغال في القرن التاسع عشر. 
م1 


الخلسا من الكلمة الفارسية 5هله!1 أي الطاهر أو النقي جماعة منتقاة من القديسين المقاتلين 
السيخ باتزتوح يكمسة مبادق (الأنماع هن السكرعرمن الددكيؤيوا لخد اس الالخرام بالصسلاف 
والجهاد من أجل الاستقامة). 

م1 
العناصر الخمسة في البوذية التي يتألف منها وجود الفرد المادي والنفسي وهي (الجسد, المشاعر, 
الإحساس.: الذهن؛ الوعي). 


5ع طامع حسم مع ك1 
خنتمانتيس-أحد الآلهة التي تساعد الموتى عند المصريين القدماء. 
تتمعطك1 
خبري هو نفسه الإله أتوم-أسماء لإله الشمس الذي عرف أيضا باسم رع. 
1 
كي-إلهة الأرض عند السومريين-والكلمة تعني «الأسفل» - زوجة الإله آن. 
مك1 


الإله كينجو-اختارته تعامة زوجا لها وهي الأفعى التي قتلها مردوخ ومن دم زوجها خلق الإنسان 
بعد أن مزجه بالطين في أساطير البابليين. 


ستتاسطكل 

الإله خانوم-الإله الصائع فى الديانة المصرية القديمة-خلق البشر عندما جلس إلى دولابه الفخارى- 
والد الملك خوفو. 

إانزة»! 


كوان-سؤال ملفز يعبر عن مأزق عقلي يطرحه المعلم الروحي على الراهب المبتدئ مثال «عندما 
تصفق اليدان تحدثان صوتا» - هل تستطيع الإصغاء إلى صوت اليد الواحدة ؟! 

نعلذزه>1 
كوجيكي- إي «سجلات الآثار القديمة» - كتاب هام مصدر موجز للعادات والطقوس والممارسات 
السحرية في اليابان. 


542 


المصطلحات 


ها ماصهك1 
كونكوكيو-فرقة دينية جديدة في اليابان أسسها فلاح في القرن ١9‏ زعم أن الإله «كونكو معلدمكل» 
عينه وسيطأ بين الله والناس أسس فرقة «المعدن النقي». 

101 1 

الآلهة كورى-وهي نفسها برسفونيء زوجة هاديس إله العالم السفلي عند اليونان. 
مسطم ]1 
كرشنا-واحد من أكثر آلهة الهند توقيرا وشعبية عبده الهنود على أنه التجسيد الثامن للاله فشنو- 
جذب عددا من الفرق التي نظمت له الأشعار والأغاني والقصص الكلاسيكية؛ كلمة كرشنا تعني 
حرفيا «الأسود» أو «الداكن» مما يدل على أنه كان إلها للهنود الأصليين المائلين إلى السواد. 


ع1 
طبقة الكشاترية «الجنود» أو «المقاتلون» الطبقة الثانية في مجمع الفيدا الهندي. 
مك14 
كوان ين-الصورة الصينية لبوذا المنتظر. 
أععلنته ك1 عع عانكا 
كوك وكوكيت-إلهة الظلام في الديانة المصرية القديمة. 
1 
السلحفاة التي ركبتها الآلهة واستولوا على قمة جبل مندارا-التجسيد الثاني للإله فشنو في الهندوسية. 
١ ١‏ 0كانسا 10 مك1 
حركة دينية تُمد نموذجا للحركات الدينية الجديدة في اليابان أسستها كاهنة في القرن التاسع عشر. 
»ا 
الكوشتي-رمز ديني عند الزرادشتيين لأسفار اليسنا. 
خرآات 
تممتطوكلة.] 
لاكشمي؛ إلهة الثروة والحظ السعيد زوجة فشنو اتخذت صورا متعددة لتكون معه في تجسداته الكثيرة. 
نكلة.] 


لاكولا راهب هندوسي في القرن الأول الميلادي اعتبر نفسه تجسيدا للاله شيفا أسس أقدم فرقة 
لشيفا في التاريخ هي «أباشوباتا». 

1 
لاماء معناها «المعلم أو المرشد الروحي» - القائد الروحي لبوذية التبت. 

| | 1211 0مآ 

لاوتسوء أعظم فلاسفة الصين قبل كونفوشيوس وإن كان قد عاصره اسمه يعنى حرفيا «المعلم 
العجوز»- أسس «التاوية» أي السبيل أو المنهج أو الطريق. 

مآ 
اللار-أحد الآلهة المحليين في روما القديمة-أصبح راعيا للأسرة وحارسا للحقول. 


الانلنالنا 


2015 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


مانو-الإنسان الأول شي أساطير الهند (يربطون بينه وبين كلمة 11# الإنجليزية) يطهر في الفيدا على أنه أول 
من قام بالتضحية الأولى تنسب إليه مجموعة من القوانين والشرائع التي تنظم الحياة الاجتماعية في الهند. 
122-23 
ليا يوجا-ضرب من التمرينات على اليوجا داخل الهندوسية تعرف باسم «يوجا الانحلال» تُعبر عن 

جناح اليسار الذي يمارس طقوسا سرية بعيدة عن الأخلاق. 
]1 

الاحتفال بأعياد الآلهة في روما القديمة. 

عتتاصة1' لصد1[-ااع.]1 


الجناح اليساري في التانترية-فرقة بوذية تؤكد أهمية السحر وممارسته. 


ءانآ 
ليبر-إله العنب في أساطير الرومان وهو نفسه ديونيسوس أوباخوس عند اليونان. 
]1 
لييرا-إلهة رومانية ابنة كيرس وأخت ليبر. 
مآ 
ليه تسو أحد ثلاثة فالاسفة عملوا على تطوير الفكر التاوي ازدهر في القرن الرابع ق.م. 
1112 


اللنجاسنسكريتية معناها «العلامة» وهى رمز للقضيب في الهندوسية وهو رمز الإله شيفا- 
موضوع العيادة الرئيسي في المعايد الشيفية. ١‏ 
5101 
فريق اللنجا-غرقة هندية واسعة الانتشار في جنوب الهند-استمدت اسمها من أن الرجال والنساء 
فيها يضعون «اللنجا» على صدورهم بخيط حول الرقبة-باسافا 805500 في القرن الثاني عشر 
وهى نفسها فرقة الفيزاشيفا. 
51001 15خأمآ 


مدرسة اللوتس هي نفسها مدرسة الأرض الطاهرة في البوذية. 


اا - 
سوترا اللوتس-نصوص مقدسة للمدرسة اليوذية السابقة. 
]1 
لوسينا-إحدى إلهات الولادة الآمنة عند الرومان. 
]1 
لدلول-إله الحكمة عند اليابليين. 
عم نامآ 
إخوان الذثب-كهنة في روما القديمة مهمتهم الإشراف على احتفالات السنة الجديدة. 
داآااسات- 
11 (312) 


ما (أومه) القوى الإلهية في السومرية-تشمل وظائف الكهنة والملوك-تسمى أحيانا ألواح القدر. 


54 


المصطلحات 


11 
ماعت ربة العدالة والحقيقة عند المصريين القدماء. 
015 (02ط1/13) 
مابون-مابونس حورية البحر عند الرومان. 
اننا 
مادهيفا-فيلسوف هندوسى )١278 -١1!99(‏ صاحب فلسفة ثنائية تضع اختلافا أساسيا بين الله 
والروح الإنساني. 
انه زط 1/12 


مدرسة مادهياميكا-من أهم مدارس المهايان-العربة الكبرى البوذية-تقف موقفا وسطا بين الواقعية 
والمثالية في الفلسفة البوذية. 
(ذتاع1/]2) 1م113 
المجوس-أتباع زرادشت-مصطلح يوناني اشتق منه كلمة السحر ننأعة11. 
1 
ماهبهاراتا-ملحمة هندية عظيمة تشبه إلياذة هوميروس عند اليونان تروي قصة صراع فرعين 
من الأسرة المالكة حول مقتل زوجة. 


م10 
«الواحد العظيم الأسود» إحدى صور الإله الهندوسي شيقا. 
م1 
مهافيرا (أومهاويرا) (599- 527 ق. م آخر شخصية من 24 أسسوا الجينية والكلمة تعني «البطل 
العظيم». 
110001 
النذور الخمسة الكبرى في الجينية (عدم الإيذاء-أو السرقة أو الكذب-العفة-عدم الاقتناء). 
اانا 


مدرسة المهايانا (العربة الكبرى) إحدى مدرستين كبيرتين في البوذية انتقلت من الهند إلى الصين 
وكوريا واليابان والتبت... إلخ. 
انان 
ماتريا- تعن «بوذا المستقبل» - كان هناك أكثر من بوذا فى الماضى وسيكون هناك أكثر من بوذا فى 
المستقبل-نحن في الحاضر في انتظار «بواذ المنتظر» وهي نفسها كلمة ميروكو 11060 اليابانية. 
11 
ماما-الإلهة الأم في الديانة البابلية وقد ساعدت في خلق البشر من الطين والدم. 
عنجة11 “0 11302 
مانداهايى- أو «معرفة الحياة» اسم المخلص عند المانديين ومنه استمدت هذه الفرقة اسمها. 
111 
مندالا-تعنى حرفيا «حلقة أو دائرة» وهي رمز تخطيطي يرمز إلى الكون وسيلة التأمل عند بوذية 
اليابان. 
مع نوع 01 عنمل صدك/1 


أمر السماء-حق الإمبراطور في الحكم تعطيه السماء في الكونفوشية. 


545 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


11م 


فرقة زرادشتية صغيرة لا تزال تعيش في جنوب العراق بجوار إيران ويطلق عليهم أيضا 
اسمد«النازريون» 5صدعم2ة1ة . 


النلناف! 
مانى بن فاتك مؤّسس الديانة المانوية-كلمة مانى فارسية تعنى الفريد أو النادر. 

1/1] ة نوع اع صة‎ ١ 
المانوية-ديانة فارسية أسسها ماني مزيجا من الزرادشتية واليهودية والمسيحية ثنائية تؤمن بوجود‎ 
إلهين للخير والشر.‎ 

تتطكنازصة]/1 
لقب ليوذا المنتظر الذي تتجسد فيه الحكمة العليا. 
1 
مانترا-الأقوال المقدسة في الهندوسية والبوذية ذات الفاعلية الخفية. 
لنقانان! 
الشيطان في البوذية ظهر متنكرا لبوذا وهو تحت شجرة «البو» في انتظار الاستنارة وحاول منعه 
بطرق شتى لكنه فشل. 
عاتخالضنة ]1 
مردوخ-الإلهة القوي في أساطير اليابليين في عهد حمورابي ابن الإله أنكى. 
مع 11 
مرمار-إله الزراعة والحرث عند الرومان الذي عرف فيما بعد باسم الإله «مارس» إله الحرب. 
15 
مارس إله الحرب عند الرومان. 
نم11 


الماروت في أساطير الفيدا الهندية أبناء الإله المرعب رودرا إله المرض والشفاء وحلفاء أندرا إله 


اننا 
السمكة-التجسد الأول للاله قشنو عندما أنقن مانو (الإنسان الأول) . 
نكا 
مايا-وهم-خداع-صورة العالم في الهندوسية. 
ل ان 


المزدية-هي نفسها الديانة الزرادشتية ويطلق عليها أحيانا اسم المزدكية نسبة إلى أهورا مزد إله 
الخير في هذه الديانة. 
انا 
مينا-الملك الذي وحد الوجه القيلى والوجه البحري فكان أول ملك لمصر الموحدة واتخذ منف 
عاصمة له (فى محافظة الجيزة الآن). 
نامع 1/1 
عطارد-إله التجارة عند الرومان هو نفسه الإله هرمس عند اليونان. 
مقنطء-1/]1 


516 


المصطلحات 


مدرسة التعاليم السرية البوذية وهى نفسها مدرسة «الكلمة الصادقة» وكانت تعاليمها غامضة. 

111-11 
الطقوس الموسيقية لديانة الشنتو في اليابان-الرقصة المقدسة في معبد الشنتو (35 رقصة تعبر 
عن الأساطير القديمة). 


ع1 

كاهنة معبد الشنتو تقوم بتأدية الرقصات السابقة. 
خطومع]1/]11 

ميكوشى-حرقيا «المحمول» المحفة المقدسة لكامى. 
0-1آ-1/]1 


مي-لو-فو-بوذا الرسول الذي يعيد تعاليم بوذا مرة أخرى إلى الأرض عندما تنسى شريعته. 


لي كا 
ميممسا (حرفيا دراسة الطقوس)-مدرسة في الهندوسية لتفسير الفيدا. 
ليلكا 
مين-إله الإخصاب في مصر القديمة الذي يسرق النساء وهو سيد العذارى. 
1 كا 
منيرفا-إلهة الحكمة عند الرومان وهى نفسها أثينا عند اليونان. 
1/1 


مترا-إله آرى الأصل كان يعبد في إيران بوصفة إله العقود والاتفاقات وهو محارب قوى جبار قتل 
الثور المقدس وخلق من دمه د الكائنات الحية وهو الذي يساعد أهورا مزدا في حربه ضد 
أهرمان عند الزرادشتيين. 
حطوزه]!١)‏ تختطه/3) 

الموهية-الموية-مدرسة قديمة في الفلسفة الصينية (أسسها في القرن الخامس ق. م مو-تسو -10 
0 ترى ضرورة الخضوع لمشيئة السماء. كانت ضد الكونفوشية في رفضها للحب الخاص (حب 
الوالدين مثلا) وتبنيها للحب الكلي أو الشامل. 

1011 
ربات القدر والحظوظ في الأساطير اليونانية والقاطنات في العالم السفلي «هاديس 5ع1120» 
يجرى قضاؤهن على زيوس نفسه. 


2 ,بنطع 1/01 

أوكادا موكشى (1882- 1955) مؤسس ديانة العالم المنتظر من الحركات الدينية الجديدة في اليابان. 
لاك 
موكشا-سنسكريتية تعنى حرفيا «الانعتاق» - الفرار من التكرار الملل لتجدد الموت وتجدد الميلاد 


في الهندوسية. 
تطواع طامده]8) دمكتمملة) 
الواحدية أو الوحدانية (عكس الشرك أو التعدد والثنائية) القول بيته واحد لا شريك له؛ المحور 
الأساسى للدين الإسلامى. 
م110 


مونجو لقب لبوذا المنتظر. 


547 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


1 + 1/1059 
المعيار الأخلاقى لروما القديمة وهو يعنى «طريق الأسلاف» تعبير عن عبادة الأسلاف. 
5م18 
ربات الفنون عند اليونان عذارى أو على الأقل لم يتزوجن «كليو» ربة التاريخ: «اراتوربة الشعر» أو 
رانيا ربة الفلك... إلخ 
لزنانا 
الإلهة موت سيدة السماء في مصر القديمة وزوجة الإلهة آمون-كانت تعبد في طيبة (الأقصر) 
وهي أم الإله خنسو إله القمر. 
1 
نط1 
إله الحكمة وراعي العلم وحامي الأدباء في الديانة البابلية-ابن مردوخ. 


1 


ناجانوما-كاهنة يابانية اشتهرت بقدرتها الروحية على شفاء الناس فاعتبروها «بوذا الحي» ماتت عام 1957 


0 
ناجار جونا-راهب وفيلسوف من بوذية الهند (150- 250 م) مؤّسس مدرسة «الطريق الوسط». 
النداناها 
نام-اسم من أسماء الإله في الهندوسية. 
انها 
إله القمر وهو نفسه نار عند السومريين. 
اانا 
نامديف-قديس وشاعر هندي -١1270(‏ 1350) من قادة مدرسة الحج. 
علق سوا 


ناناك (1469- 1539) معلم روحي هندي مؤسس ديانة السيخ كان في بداية حياته من الهندوس وتأثر بقوة 
بالشاعر الهندوسي الصوفي كابيرء :1601 الذي دعا إلى الأخوة بين الهندوس والمسلمين ونبذ عبادة الأصنام. 


قتطاصة2 علمسصدا1 
ناناك بانيتز-أي المتحدون مع ناناك, وهم أتباع المعلم الروحي ناناك الذين تسموا بعد ذلك باسم «السيخ». 
تتقصطصة ل[ 

ننار-إله القمر عند السومريين-هو نفسه الإله سن. 
تاعناععء12 ,مدلا 


دجوشى ناو-فلاحة يابانية تلبسها «الكامي» فكتبت نصوصا مقدسة-جذبت قدرتها على شفاء 
المرضى كثيرا من الأتباع-أسست جماعة «أموتو». 
لسكا 
وليمة دينية رمزية في اليابان ترمز إلى تناول الطعام مع «الكامي». 
أعع5 تنه[ 


فرقة نارا-جماعة بوذية اتخذت من مدينة «نارا» اليابانية مركزا لها. 


5/48 


المصطلحات 


نلا 
الإنسان الأسد-الصورة الرابعة التى تجسد فيها الإله فشنو وقتل الشيطان. 
| ا 
نارايانا-الشخصية التى تجدد فيها الإله فشنو لكى يخلق العالم. 
| 1 لا 


إله الرقص-إحدى صور الإله شيفا في الهندوسية-تمثال من المعدن أو الحجر للاله شيفا وهو 
يرقص في معظم المعابد الهندوسية في جنوب الهند. 


لكان فا 
مجموعة من التراتيل والترانيم مخصصة للإله الهندوسي شيفا. 
طااع لم 
الإلهة نايت إلهة الحرب عند المصريين القدماء. 
ماع18 
نداء في مدرسة الأرض الطاهرة لاسم بوذا المنتظر وهو. ناكانا8 بقلتسك ,نادلا . 
15وع ءلم 
إلهتان للانتقام في أساطير اليونان. 
ومصمع 18 


نمبا-مركز رئيسي للتأمل لرؤية العقل الإلهي ضي طوكيو. 

01 0)-مع11 
الكونفوشية الجديدة-ضي القرن الثاني الميلادي قامت محاولات لتفسير أفكار كونفوشيوس بطريقة 
جديدة-في القرن السابع ظهرت صورة جديدة للكونفوشية. 

ها 
المدينة راعية المعيد في الإميراطورية الرومانية. 
5إاغطمع لا 


نفتيس-إلهة مصرية قديمة أخت إيزيس وأوزوريس وست من الإله جب الأرض-والإلهة نوت السماء. 


ع نامعل 
نبتون-إله المياه العذبة في أساطير الرومان-زوجته «سلكيا» ربة الينابيع اتحد مع الإله بوزيدون فيما بعد. 
النكه 
تيمي-هو الجينا (أي المنتصر) الثاني والعشرون في سلسلة مؤسسي الجينية. 
نعم 


الناريدات-مجموعة من حوريات البحر تزعم الأسطورة الإغريقية أنهن من بنات إله البحر نيروس 5ناءه/<. 
ال 
الإله نرجال-إله بابلي زوج الإلهة أريشكيجال. 
ماوع ل 
النسطورية-نسبة إلى نسطورس بطريرك القسطنطينية ق 5ام ذهب إلى أن الطبيعتين البشرية 
والإلهية في المسيح ظلتا منفصلتين. 
فصو طط نل[ 
هدف ديني في الهندوسية مثل النرقانا. 


500 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


مععتطء ناا 
القديس نشرين -١1222(‏ 1282) أسس فرفة بوذية تحمل اسمه فى مدينة كاماكورا اليايانية. 
1 
نداتا-سنسكريتية حرفياً «المقدمة أو المدخل» تمهيد في النصوص البوذية يبين الغرض منها. 
١‏ اصع 1 
فيلسوف هندي يتحد في التراث الجيني مع ماهافيرا . مؤسسو الجينية المستقلون-معلمو الجينية القدماء. 
أعممطنلط 


ععلتل1 
نيكي-إلهة النصر في أساطير اليونان وابنة العملاق بلاس. 
معلكلتل1 
نيكو-راهب بوذي ياباني من تلاميذ نشرين في القرن الثالث عشر. 
1 
نمرود-في الكتاب المقدس ابن حام بن نوح وكان جباراً-تك 11:8- 10. 
لدع مسلط 
ننجال-زوجة الإله آنو عند السومريين وآم إله الشمس. 
انا لذلا 
ننجرسو-وتعني سيد جرسو وهو إله سومري زوجته الإلهة بابا. 
5 طستل1 
ننخرساج إلهة الأرض عند البابليين وهي نفسها نتماح. 
أعستلط 
الإله ننجى حفيد إلهة الشمس «أماتراسو» وجد أول إمبراطور لليابان الموحدة. 
تتام 
الإلهة ننكى-سيدة الأرض زوج الإله أنكى سيد الأرض عند البابليين. 
انتمتكم 
نينليل-إلهة آشورية زوجة انليل ورفيقته. 
قصلم 
تنماح (السيدة المبجلة)-إلهة الأرض عند البابليين وقد تسمى «ننتو» و«مامى» ودماما» وهى نفسها ننخرساج. 
تأستلع 


ننتى-تعني حرفيا «سيدة الضلع» وهي إلهة سومرية تذكرنا بخلق حواء من ضلع آدم في الكتاب 
المقدس تك 2: .2١‏ 


انها 
نينتو إلهة الأرض عند البابليين قد تسمى «ماما» و«مامي».... إلخ. 
1اسصلل1 
نينورتا-إله الحرب والصيد عند السومريين ابن الإله إنليل. 
ها 


الملكان-في أساطير البوذية اليابانية هناك حارسان يقفان عند مدخل المعبد البوذي لحمايته الأول 


المصطلحات 


اسمه كونجو معده!1 (العاصفة) لأنه يمسك في يده عاصفة يقتل بها الشر وهو يقف على يمين 
المدخل والحارس الثاني اسمه «مسهاكو» وهو يقف غلى يسار المدخل. 


ا 
نيكو لحوم القرابين التي تقدم إلى الآلهة في أساطير البابليين. 
اا 
نرانكر-أول صفة لله عند السيخ تعني «مالا شكل له». 
تتمعلصة ام 
حركة إصلاح ديني داخل السيخ قام بها دايال داس 225 لقترة(توفي 1855) . 
اع لل 


نيرجونا-سنسكريتية تعني حرفيا «اللاتمايز» مفهوم هام في الفلسفة الهندوسية يطرح سؤالا عن 
براهما الموجود الأعلى: هل له صفات تميزه أم 55 

تلاط 
نيرفانا-سنسكريتية تعنى حرفيا «الانطفاء» أو الإخماد الهدف الأسمى في الفكر الديني الهندي 
من تأمل التلاميذ-يميز البوذية أكثر من غيرها وهو عندها يعني الوصول إلى حالة سامية من 
التحرر عن طريق إخماد رغبات الفردووعية. 

تمكح 

نوريتو-طقوس الصلوات أو الكلمات التي يتوجه بها المؤمنون إلى الله في صلواتهم في عبادة 
الشنتو القديمة في اليابان. 


لا 
الأرواح-القوى الروحية في روما القديمة. 
مبالا 
نون-المحيط الذي خرجت منه جميع الكائنات في الأساطير المصرية القديمة. 
عاونالا 
نوسكو إله النار عند السومريين وهو نفسه الإله جيرسو. 
نالا 
نوت-إلهة السماء في الديانة المصرية القديمة وزوجة الإله جب إله الأرض أنجيا إيزيس وأوزوريس 
وست ونفتيس. 
ها 
نيايا-مدرسة من المدارس أو «المذاهب» الست فى الهندوسية: اهتمت بالمنطق ونظرية المعرفة. 
امح ول1 


آلهات الطبيعة في أساطير اليونان عذارى يعشن في الجبال والغابات والمروج والوديان والمياه. 


ارات 


كلهوع 0110 
أفيدى ساكى-النصوص المقدسة الأساسية فى ديانة الحكمة السماوية اليابانية إحدى طوائف 
ديانة الشنتو اليابانية. 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


24) 
أوجدود-جماعة الثمانية وهم الآلهة الأول الذين تعاونوا في خلق العالم في الديانة المصرية القديمة. 
01 
أهورا مزدا-إله الخير فى الزرادشتية. 
عنة]8 ععم1 0 
تعني حرفيا «الذهاب لتأدية الشكر» وهو معنى الحج في ديانة الشنتو اليابانية. 
ماحتم-0 
أوميتو-في الصينية «أميتبها» بوذا صاحب الحياة اللامتناهية. 
000 


أموتو-جماعة دينية من الحركات الدينية الجديدة في اليابان أسستها فلاحة تدعى دجوشى ناو 
عام 2. 
تطعناعوعء12 ,معتاطوكتم 0 
دجوشى أونيسابور-تولى جماعة أموتو بعد وفاة مؤسستها وهو زوج ابنتها نبذ الحرب والتسلح 
توفى 1948. 
نه عط عستمعم 0 
طقوس قفتح الفم في مصر القديمةكان الكاهن يقوم بفتح فم الجثة حتى يستطيع الميت أن يآكل 
ويشرب ويتكلم من جديدء كما فعل أبناء حوريس الآربعة الذين فتحوا فم جدهم أوزوريس بعد 
وفاته بأصابعهم النحاسية ليتمكن من أن يأكل ويتحدث ثانية. 
وعاع 01 
العرافة-وسيط بين الإله والناس-تجيب على لسان الإله عن أسئلة السائلين حول الزواج أو التجارة 
أو المستقبل. قد يكون كاهنا أو كاهنة-لكل إله عرافة خاصة من أشهرها غرافة الإله أيوللو فى 
دلفي-وعرافة زيوس في دودونا في أساطير اليونان. 
5لاعطام01 
الوحوش والطير-تزوج الحورية بورديكا فلما ماتت حزن عليها وهبط إلى عالم الموتى (هاديس) 
ليبحث عنهاء. مؤسس النحلة الأورفية. 


خط 

أورثيا-الإلهة الأم أو ديمتر في اسبرطة. 
لاختطقة05 
نصوص «الإرشاد» من النصوص المقدسة عند ديانة الحكمة السماوية إحدى طوائف ديانة الشنتو اليابانية. 
5و0 


أوزوريس-واحد من أعظم الآلهة في مصر القديمة زوج الآلهة إيزيس دبر له أخوه ست مؤامرة 
وقتله. أصبح إلها للموتى وحاكما للعالم الآخر وأصبح ابنه حوريس إلها للسماء. 
072 
الأب-لقب للاله (أو الكامى) فى ديانة الشنتو اليابانية. 
01 
«مدينة الآباء» في اليابان موضع الخلق واكتمال الأشياء. 


المصطلحات 


لات 


مآ 
بادماسا مهافا-راهب بوذي هندي ازدهر في القرن الثامن أدخل البوذية إلى التبت وشيد أول دير بوذي هناك. 
22 


الباغودا-معبد أو هيكل هندي يختلف عن ال «ستويا #م:ه8» الهندوسية القديمة متعدد الأدوار 
ظهر في الصين واليابان أيضا. 


معنو 2320 
الخالدون الثمانية مجموعة متنوعة من الشخصيات المقدسة فى الديانة التاوية فى الصين. 
وعلة2 
بالس-إله الرعي عند الرومان وهو يوجد في هيئة رجولية وأنثوية معا. 
م2 


بالاس-لقب من ألقاب الإلهة أثينا العذراء-وكان الجبار أبلاس قد حاول مغازلتها فقتلته وحملت 
اسمهة؛ وظلت عذراء. 


ضوط 
الإله بان إله الرعاة والقطعان والغابات في الأساطير اليونانية كانوا يصورنه نصف إنسان ونصف جدي. 
ماع مه 
البانشماكارا-طقوس الميمات الخمسة فى الهندوسية (انظر). 
مآ 


بندورا-المرأة الأولى (حواء) خلقها هيفاستوس الإله الأعرج الشائه جلبت معها الكوارث للرجل 
الذي خلقه برومثيوس (المتيصر) في أساطير اليونان. 


مولع طاصوط 
مذهب شمول الألوهية (أو وحدة الوجود) مذهب فلسفي يوحد بين الوجود الإلهي ووجود العالم. 
وم 
عوط 

البارتتون-هيكل الآلهة أثينا-المعبد الرئيسي على تل الأكروبول في أثينا. 
قاط 


فارماكوس (أي العقار أو الدواء) ضحية بشرية كان اليونان القدماء يلقون بها من الجبل تكفيرا 
عن ذنوب الجماعة فى حالة الكوارث! 


ةم 
بارتولا-إلهة المخاض في الديانة الرومانية القديمة. 
ةا 
بارفاتى-الإلهة الكبرى عروس الإله شيفا الجميلة في الهندوسية. 
تاحاقة 2 


باشو-الحيوان صفة تطلق على الأشخاص تبعاً لكفاءاتهم الروحية. 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


ومتاطقوط 
باشوبا-ضي الفيدا الهندية-حامي القطيع. 
و2 
باشوباتا- ا قدم فرفة لشيفا في التاريخ أسسها لاكولا الذي عاش تقريبا في القرن الأول أو الثاني 
الميلادي-كان يعتبر نفسه تجسيدا لشيفا. 
عقطمتقوط 
باسيفى-زوجة الملك مينوس تولدت في نفسها رغبة شاذة نحو الثور الذي وعد زوجها بذيحه 
قربانا للآلهة ثم عاد واحتفظ به لينتج له سلالة من الثيران على شاكلته. 
سوم 
باتيموكا-فرقة الدير البوذي-227 قاعدة تحكم سلوك رهبان البوذية في الدير. 
2و2 
السلم الإلهي-تأمين رضا الآلهة عن طريق تقديم القرابين وتأدية الطقوس وإقامة الاحتفالات 
المناسية في روما القديمة. 


0 عنوط 
السلم الرومانى-إقامة السلام بين القوميات المختلفة داخل الإميراطورية الرومانية الشاسعة. 
تتقط-عط 


إله شعبي في التبت يقدسه البوذيون لا سيما فريق «القبعة الصفراء» يعتبرونها «المدافع عن الإيمان». 
همرك ,كتاحاعمتاط 
فوبس أبوللو-أي أبول لو المطهر-لقب للاله أبوللو عند اليونان واللقب يعني أيضا المنير أو المضيء. 
ع2 
ربات المدفأة أو آلهة المنزل عند الرومان. 
11 ]21ظآ 
جماعة الحرية الكاملة ترى أن «الحياة فن» («انظر المصطلح التالي») . 
منتتواء50كك تلاتعطئنآ أمععترعط 
جماعة الحرية الكاملة أو التامة-مثال جيد للحركات الدينية الجديدة في اليابان-باليابانية كيودان 
صةله12 أسسها ميكى توكوهار (1871- 1938). 
تفسوماومء6) - عدملامعومءط) 
الآئهة برسفوني (برسبناى) ابنة زيوس. وهي زوجة «هاديس» إله الجحيم وملك العالم السفلي- 
كانت تجمع الزهور في الوادي عندما اختطفها هاديس وهبط بها إلى العالم الآخر. 
دتاعواع2 
برسيوس (أو فرساوس) بطل في أساطير اليونان ذبح المدوسا 1160058 وحش البحر المخيف وأنقذ 
أندروميد-ءء0عترممل صث . 


سام 

البندا-كرات الأرز تقدم في عبادة الأسلاف الهندية القديمة. 
و2] 
الشرك-تعدد الآلهة (عكس الوحدانية) سمة للديانات القديمة كلها باستثناء فترة إخناتون في 


مصر القديمة. 


554 


المصطلحات 


5لامطتلجة ]1 عدع 0111 
الحير الأعظم-كبير الكهنة فى روما القديمة كانت له مكانة سياسية عالية. 
120115 
بونطس[إله البحر في الأساطير اليونانية» ليس له ملامح محددة. 
لع 120 
بوزيدون-إله البحر وشقيق زيوس-مزواج وله عدة عشيقات من عرائس البحر وحوريات الينابيع. 
2 
برجباتى-الإله الخالق عند الهندوس الذي خلعه الإله أندرا عن عرشه. 
5 211 
بريابوس إله الخصب والحدائق-ولد نتيجة اتصال ديونسيوس بأفروديت في أساطير اليونان-كان 
الفنانون يزتنون الزهريات بصورته. 
5ع لاع م0 
برومثيوس-تعني حرفيا «المتبصر أو المتروي». خالق الرجل-خدع زيوس وهو يوزع لحم القرابين 
فأعطاه الشحم بدلا من اللحم-غضب زيوس وأخفى النار عن الإنسان-سرقها برومثيوس فعاقبه 
كبير الآلهة بتكبيله بالأغلال. 
لك فا 
بروتيوس-إله صغير من آلهة البحر في الأساطير اليونانية-يذهب هوميروس إلى أنه كان في 
الأصل جنيا مصريا يخدم بوزيدون إله البحر-كانت له القدرة على التشكل في مختلف الهيئّات. 
طمغط 
الإله بتاح-وهو الإله الخالق لمدينة منف (أو منفيس) أقدم عواصم العالم أسسها الملك مينا 
واتخذها عاصمة للملكة المتحدة القديمة. 


اط 
المأثورات الشعبية في الهندوسية تشمل الحكايات والخوارق والأساطير....إلخ. 
0 ] عتتتاط 
مدرسة الأرض الطاهرة فى البوذية. 
21 


بروشا-أرواح الأفراد من جنب الذكر في الهندوسية (عكس براكريتى المادة أو أرواح الأنثى) . 
ذاعدء 1 لتممرط 
متون الأهرام-نصوص دينية منقوشة على جدران المدفن والممرات بباطن الأهرام وقصد بها أن 
تكفل للملك حياة هانئة في الدارا الآخرة-عرفت عام 1880 ونشرها ماسبيرو عام1882. 
قتطارط 
بثيا الغرافة-كاهنة أبوللو تجلس على مقعد ذي ثلاثة أرجل وتروح في شبة غيبوبة وتجيب عن الأسئلة. 


صذاد 


ملكة السماء إلهة الحب :والخصي عفتان: 


دع نتوع11 01 مععنا0) 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


انافك نلق 
السكينة-مطلب ديني واسع الانتشار في الديانات الهندية. 
خا 
كويرينوس-اإله كبير في الديانة الرومانية يقترب في مكانته من مارس وجوبتر. 
تآ[ 
]1 
راذا-حبيبة كرشنا عبدت معه في الهندوسية. 
نط1 
راهولا-ابن بوذا الأكبر-ازدهر في القرن السادس ق. م. 
]1 
راما صاحب الفأس-التجسيد السادس للاله فشنو الذي دافع عن البراهمة ضد النهب الملكي في الهندوسية. 
2 13112 
راما أيوذا بطل الرمايانا الذي قتل الشيطان الذي يقطن سري لانكا-التجسيد السابع لعله فشنو في الهندوسية. 
كا 


رمايانا-(تعني حرفيا قصة راما) ملحمة سنسكريتية تروي مغامرات راما-وقد تجسد فيه الإله 
فشنو في سبيل الوصول إلى عرشه المسلوب. 
5 15812 
رام داس (1534- (158) المعلم الروحي الرابع للسيخ. 
(0متتتصن]ا) سمسسف] 


رامان (ريمون) إله العاصفة في الديانة السومرية هو نفسه الإله حدد-يسمى «بالمرعد». 


الالتطكة ]1 
راشنو-إله العدالة والحق فى الديانة الزرادشتية. 
]1 
شيطان له عشرة رؤوس قتله راما بمساعدة زوجته سيتا في ملحمة الرمايانا السابقة. 
ع1 


رع-إله الشمس أعظم الآلهة في مجمع الآلهة المصري يعبر السماء يوميا في قاربه الشمسي؛ وفي 
المساء يسافر في قارب آخر عبر العالم السفلي- أصبح الإله الرسمي عند الفراعنة فكان فرعون 
ابن «رع» أو تجسيدا له. 
تمتطخ-ع ]1 
رع-أتوم صيغة تعبر عن اتحاد الإلهين المصريين معا. 
تمعانانوزع ]1 
ريوكاى-حركة أصدقاء الروح تأسست في اليابان عام ١925‏ استمدت إلهامها من مدرسة نشرين. 
دماعناع] عتاوندرآ لماع/1 01 
ديانة طهارة الطبع أو نقاء المعدن أسسها مزارع غير متعلم في اليابان اسمه كاواد -١814(‏ 1883). 


ته عل 5تاصوع ]1 


5356 


المصطلحات 


رومولوس وريموس شخصيتان أسطوريتان أسسا روما وأصبحا شخصية مقدسة لروما. 
وعط] 
ريا-إلهة قديمة في أساطير اليونان ابنة أورانوس وجى (السماء والأرض) تزوجت شقيقها كرونوس 
الذي خلع والده «أورانوس» وحل محله؛ ثم خشي أن يخلعه واحد من أبنائه فبلعهم (بلع هستياء 
ديمتر. هيراء هادسء وبوزيدون) فأخفت عنه ريا مولد زيوس. 
115-12 
ريج فيدا سنسكرتية معناها «الفيدا النارية أو المنسوبة إلى النار» وهي قسمان أدعية وصلوات ثم 
تعاليم تتعلق بالعبادات والواجبات الدينية. 
1وماء5 تدعمنخ]1 
مدرسة رينزاي البوذية في اليابان-واحدة من الفرقتين الرئيستين في بوذية زن اليابانية-تأسست 
في الصين في القرن التاسع ثم انتقلت إلى اليابان في القرن الحادي عشر. 
خط ]1 
الإله الثور المخلص الأول في الديانة الجينية. 
3- اولصف مطوولخ] 
رسالة كتبها القديس نشرين عنوانها «الأمن القومي يعتمد على إقرار القانون البوذي». 
لكآ أعوه>آ-مطة 15كآ 


جماعة ديئية يابانية تعنى حرفيا «جماعة إقرار الاستقامة والعلاقات الأخوية» تفرعت عن حركة 


القديس نشرين. 
نا 
ريتا-النظام الطبيعي والأخلاقي للكون يحرسه الإله فارونا في الديانة الهندوسية. 
ا 
رودرا-إله هندي يجلب المرض والشفاء معا. 
]1 


رومينا-إلهة الرضاعة في الأساطير الرومانية. 

ماصتطكناطم ترج 
ريوشنتو-تعني حرفياً «وجهان للشنتو» الاسم الذي استخدم في وصف تعايش ديانة 
الشنتو مع البوذية. 


جات 


525 
سبازيوس هو نفسه الإله ديونسيوس. 
عاط لعدعوك 
النار المقدسة عند الزرادشتيين. 
عع ع5 
الأضاحي-القرابين تختلف باختلاف الديانات والأساطير. 
ع5لة5 


5357 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


سدرة-قميص يرتديه الزرادشتيون منذ سن البلوغ. 
تتقطل- زقطة5 
طائفة السيخ التى لم يلتزم أفرادها بمبادىّ «الخلسا». 


50 

فرقة من أتباع فشنو الهندوسية ظهرت في القرن السادس عشر. 
مطعتةك 
سايكو-كاهن يابائى (767- 822) أسس فرفة «التنداى» درس الفكرة فى الصين ثم أدخلها إلى 


اليابان. 
خطعن1 أعوتةك 
«ميداً وحدة الطقوس الدينية مع السياسة» في ديانة الشنتو اليابائية. 
خلناتطة 521 
ساكيامونى-تعنى حرفياً «حكيم ساكياس» وهو بوذا الأكبر. 
ختلهك 
الساليون أو القفازون (الوثابون) كهنة في روما القديمة يستقبلون العام الجديد بألوان من الرقص 
المقدسء ومازال الناس يتبعون هذا التقليد حتى الآن! 
م5001 
سمافرتانا-سنسكرتية تعني الاحتفال بعودة الشاب إلى بيته من عند المعلم الروحي ليصبح رب 
البيت وتسمى أيضا 28قتط5 . 
531112-16 
سامافيد|-تعني الفيدا الشمسية أي المنسوبة إلى الشمس وهي قسمان أحدهما مزامير دينية 
والآخر مجموعة من العبادات والواجبات الدينية. 


501 

الاتزان» رباطة الجأش-أحد المثل العليا في الديانة الجينية. 
نط5 

المجموعة الرئيسية من الترانيم في الفيدا عند الهندوسية. 
52 


سمسارا حلقة مفرغة رهيبة تمر بها النفس البشرية عندما تموت ثم تولد من جديد على نحو 
متكرر. عقيدة في الهندوسية. 
511 
طقوس المراحل الحاسمة فى حياة الفرد الهندوسىء؛ من الحمل حتى الوفاة-تختلف باختلاف 
الطبقة والأسرة-يقوم بها الأب داخل الأسرة. 
لقضوك 
سنال-روح المتوضى عند القبائل البدائية شي آسيا. 
5 
السنغا-جماعة الرهبان البوذيين في الدير-نظام لسلوك الرهبان في الدير-نين الحياة الدنيوية 
والإصغاء لكلمات بوذا وتعاليمه-تشمل الرجال والنساء معا. 


المصطلحات 


لوك 
سنكارا (750-700) فيلسوف ولاهوتى هندى-مصدر لكثير من التيارات الحديثة فى الفكر الهندى. 
نت 


المشاركة في تناول البندا (كرات الأرز) مع سلاف يترتب عليه أن تكون خمسة أجيال سن ناحية 
الأب وسبعة من ناحية الأم محرماً عليهم الزواج. 
011 طاصة 5 
سابندا كرما-طقوس تجعل الميت يتناول أقراص الأرز مع الأسلاف. 
50 
سرايبس إله مصري ثم يوناني-إله الشمس يعبد في منفيس ثم اتحد مع عبادة الثور «أبيس» - كان 
في الأصل إله العالم السفلي. 


501 
إلهة هندوسية للثقافة والفنون ثم اتحدت مع الإلهة فاك »75 إلهة الحديث. 
فهك 
موضع في شمال الهند تروي الروايات أن بوذا بدأ يعلم فيه أتباعه. 
نم52 


صرينتيو-تعني بالاكادية «الفضة اللامعة» - زوجة مردوخ وإلهة بابل الرئيسية المختصة بشئون 
الحمل والولادة-تسمى في البابلية «ذربئيتو» أي بانية الذرية أو خالقة النسل. 
500 
مدرسة بوذية من أوائل المدارس في الفلسفة البوذية؛ تعني حرفيا «مذهب كل ما هو موجود» 
مدرسة مثالية ترى أن كل ما هو موجود من الأشياء المادية وهم. 
52 
سات-سنسكرتية تعني «الموجودة» - في الفكر الهندوسي «العالم المرئي» الذي يتبع العالم الآخر 
غير المرتي +5ث (أو نصف الكرة الأرض والسماء في مقابل نصفها الآخر العالم السفلي). 
52 
ساتي سنسكرتيية تعنى «المرأة الفاضلة» في أساطير الهندوسية-إحدى زوجات الإله شيفا-إبنة 
الحكيم «دكشا» تزوجت شيفا ضد رغبة والدهاء ماتت وولدت من جديد على أنها بارفاتري تنةاتة. 
(عأأناك )521 
ساتي (سوتي) عادة دفن الأرملة مع زوجها المتوفي في الهند . 
50 
أقدم المذاهب الستة في الفلسفة اليرهمية-يسمى أحيانا «سانخيال». 
لووك 
ساترن (زحل) إله بذر البذور في أساطير الرومان. 
تمع 1اك عل 5215 
الساطير والسلينات-إلهة الغابات في أساطير اليونان الساطير لها ذيل وأذنا فرس ووجه إنسان, 
والسلينات نصف إنسان ونصف ماعز. 
ا0 51 


المخلص-شخصية هامة في مختلف ديانات العالم-وهو بوذا في البوذية ثم «بوذا المنتظر». كما أنه 


5350 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


موجود في الزرادشية والمسيحية... إلخ. 
مأماء5 
قائد متصوف نقل «الأم الكبرى» (سبيل) من فريجيا إلى روما على هيئة «الحجر الأسود». 
عاعماء5 
الإله سبيك-الإله التمساح في ديانة مصر القديمة انتشرت عيادته حول بحيرة الفيوم. 
51 
سد-عيد في مصر القديمة-الاحتفال الطقسي بتوحيد الوجهين في مصر على يد الملك مينا. 
أعسطااء 5 
سخميت - إلهة الحرب الشرسة في مصر القديمة-دمرت أعداء رع فسميت «عين رع» رفيقة الإله بتاح. 
ع00-1-ماعزعء5 


«بيت النماء»- جماعة دينية يابانية تأسست عام 1928 ترى أن جميع الأديان تصدر عن إله واحد كلى. 


أقطوع5 
سشات-إلهة مصرية مختصة بأرشيف الحوليات الملكية. 
لاع5 
ست الإله الشرير الذي قتل أوزريس في الأساطير المصرية القديمة. 
نك 


شيقا-سنسكريتية «الواحد الميمون أو السعيد» - أحد الآلهة ي الرئيسية في الهندوسية يحمل 
صفات متناقضة فهو «المدمر» و«المنشيّ». والناسك ورمز الشهوة.. إلخ. 
لك 
الشيفية-عبادة الإله شيفا تشكل إحدى الصور الرئيسية الثلاث في الهندوسية الحديثة (إلى 
جانب الفشنوية والشاكتية). 
لاك 
المتعبدون للربة الكبرى شاكتي. 
الك 
شاكتي-الإلهة الرئيسية الثالثة في الديانة الهندوسية (إلى جانب فشنو وشيفا) والكلمة تعني 
«القوة» أو «النشاط» - يقال أنها زوجة شيفا. 
تنا ناعلة 51 
شاكوبوتو تعني باليابانية «إكسر ولطف» ضرب من الهداية الجبرية وسيلة استخدمها البوذيون 
في اليابان لا سيما بعد الحرب العالمية الثانية. 
لك 
الشامان شخص يشتغل بالتطبيب والكهانة والسحر عند الشعوب البداثية والكلمة نفسها تعني 
«ذلك الذي يعرف» ! 

ل 
الشامانية-ظاهرة دينية تعتمد على الشامان الذي يقال إن لديه قوة خارقة لشفاء المرضى والاتصال 
بالعالم العلوي تنتشر في آسيا . 

اكه سقطك 
شماش-إله الشمس عند البابليين وهو الذي أوحى إلى حمورابي بشريعته. 


2300 


المصطلحات 


ناحاطستقطك 
لقب للاله شيفا (الرءوف المحسن) عندما يضرع إليه أتباعه. 
511 
شانجو-اسم الكاهن المحترف فى بابل. 
نك انتنانك 
شانكارا-لقب للاله شيفا (المحسن-المبشر بالخير) عندما يفرغ إليه أتباعه. 
5130-0 


شاويونج (1011- 1077) فيلسوف صيني أثر تأثيراً قويا في تطور الكونفوشية الجديدة. 
ناللعطك5 
شدو-الأرواح الحارسة عند البابليين. 
تحقتطاةى-طتطك 
شيه شيا فو-صورة بوذا الأكبر في الصين. 

١‏ تسكتطل810 ستاك 
بوذية شن - «مدرسة الأرض الطاهرة الحقة» إحدى المدارس البوذية فى اليابان «كلمة منط5 تعنى 
الحقة أو الصادقة». 1 

مك 
فرقة شنجون-جماعة بوذية سرية كان لها انتشار ملحوظ في اليابان شنجون تعنى «الكلمة الطاهرة, 
أو الصادقة». أسسها الراهب كوكاي في القرن 9 م. 

لفطك 
شنران )١262 -١١73(‏ فيلسوف بوذي ومصلح ديني أسس مدرسة جودوشنشو بطاحصتط5 (أي الأرض 
الطاهرة الحقة). 

لاك 
القربان في ديانة شنتو اليابانية قد يكون من الحبوب أو المال أو الشراب... إلخ ويقدم إلى «كامي» 
(الإله أو القوة الروحية). 


تاكامطاقستطك 
كاهن ديانة الشنتو في اليايان. 
لاعاستطك 
مجموعة النصوص المقدسة لديانة الشنتوء الديانة الأصلية لليايان. 
مأاستطك 


الشنتو-الديانة الأصلية لليابان ويمكن ملاحظتها في الحياة الاجتماعية للشعب الياباني؛ محور 
الديانة الإيمان بوجود قوي روحية هي «الكامي». 
تماستطك 
«الرمز المقدس للكامى» أو الإله فى ديانة الشنتو اليابانية. 
مط لتك 
شراذا-عقيدة قيام الأحياء بتقديم الطعام إلى الأسلاف الذين يقطنون عالم الآباء-كرات الأرز 
والماء الرابطة بين الأحياء والأموات. 


اك 


اد 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


المعلمون الروحيون القدماء أو النساك المتجولون في الهند-حركة تميزت عن البراهمة بعقيدتهم 
في الخلاص عن طريق الزهد والإلحاد. 

١‏ ناك 
شو-إله مصري قديم-والكلمة تعني «الفضاء» يصورونه على هيئة رجل يقف فوق الأرض ويسند 
[السحاء نيديد هو الذى بزع نمه بين الي السماء خوت وزوجها زله الأرطى بحب يذلاك فصل 
السماء عن الأرضن: 


ك5 
طبقة الشودرا طبقة الخدم والعبيد في مجتمع الفيدا الهندي. 
عع نااك 
طريق النساك في الديانة اليابانية القديمة. 
ينك 


شون-إمبراطور أسطوري في الصين في العصر الذهبي القديم أشار إليه كونفوشيوس على أنه 
نموذج الاستقامة والفضيلة المتألقة. 


51111 
شنياتا-المطلق عند البوذيين وهو يخلو من كل صفة. 
لك 
السيدها-طبقة من نساك الإله شيفا ينتشرون في شمال الهند-يتميزون بقوة روحية وسحرية خارقة. 
لسطكتط11ك 


السيخ جماعة دينية في الهند وباكستان أسسها المعلم الروحي (ناناك 1469) نادت بالوحدانية 
والتقارب بين جميع الأديان» عارضت نظام الطبقات المغلقة بالهند والنظام الكهنوتي. 
لك 

سنن-إله القمر عند السومريين وهو زوج الإلهة ننجال وابن إنليل ونينليل. 

511 
السرينات-مجموعة من كائنات أسطورية نصفها الأعلى جسد امرأة والأسفل جسد طائر كانت 
تسحر الملاحين بغنائها فتوردهم موارد الهلاك: ولهذا اضطر أديسيوس إلى إغلاق آذان رجاله 
بالشمع عندما مر بجزيرتهم عند عودته من حرب طروادة. 


تمعلكلة0 م1هك 
سوكو جاكاي-جماعة خلق القيم-إحدى الفرق الدينية البوذية في اليابان التي ارتبطت بفرقة نشرين. 
كتتعاه0ك 
سوكاريس-إله الموتى في مصر القديمة وهو نفسه أنوبيس. 
501 
إله الشمس-عيادة قديمة في روما. 
50 
السوما-شراب مقدس عند الهنود يصاحب تقديم الأضاحى والقرابين وهو «الهوما» عند الإيرانيين. 
م501 
المخلص في أساطير اليونان لقب كان يطلق على بعض الآلهة أو الملوك الذين يؤّلههم الناس. 
500 


5302 


المصطلحات 


فرقة سوتو-مدرسة بوذية يابانية كبيرة تعتمد على الجلوس في هدوء وسكينة للوصول إلى مرحلة الإستنارة. 
اك 
شعبة من فريق الأردية البيضاء في الجينية يتميزون بوضع قطعة من القماش على الفم لكي 
يتجنبوا إيذاء الحشرات والهوام رغما عنهم. 
نك الك 
سكان القاعات-حركة إصلاح ديني داخل الجينية قامت عام 1653 ترفض الأيقونات وطقوس 
المعبد لأنها لا تتفق مع تعاليم «مهافيرا» مؤسس الجماعة. 


50 
ضريحهيكل في الهند ثم تطور إلى «الباغودا» في الهندوسية والبوذية لا سيما في جنوب شرقي آسيا. 

نالك 
سوليزآالهة الينابيع الحارة عند الرومان. 

50 


سوترا-سنسكريتية تعني «الخيط» ثم أصبحت تعني الخيوط المرشدة-مجموعة من النصوص 
الهادية في الهندوسية والبوذية. 

51 
الرداء الأبيضء فريق الأردية البيضاء في الجينية. إحدى ضرقتين رئيستين في الجينية يرتدي 
رهبانها أردية بيضاء في المعبد وهم عكس «فريق العراة» اللذين لا يرتدون شيئًا ويرفضون وجود 
النساء في سلك الرهبان. 


1ب 


1 
تابو-مصطلح عام يطلق على ما هو محرم دينيا-ظهر في أواخر القرن الثامن عشر أثناء المناقشات 
حول أصل الدين-قد يحمل صفات متعارضة مثل المقدس والخطرء والطاهر والدنس.... إلخ. 
مولقطكتة 1" 
عفاكين هرق هي رديانة ادك في الجاياج تكالة من «مابوخ عضو كي وعيهة تمرك رفن 
منطقة إزمو متتناجآ. 


عمقتطد قطكتة 1" 
هيكل تيشا-أو مزارتيشا-أقدم مزار في منطقة أزومو أنشئت مبانيه في القرن التاسع على مساحة 
أريعين فدانا. 

لنسة 1" 
اللغة التاميلية-لغة ولاية مدارس فى الهند. 
1 


تقفسيه أدونئيس عند اليونان-وأنديموت الراعي عند الرومان. 
5الة اص 1 


تنتالوس-ابن زيوس في أساطير اليونان عاقبته الآلهة إما لأنه 


205 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


أفشى للناس الأسرار التي تعلمها من السماء أو لأنه. على الأرجح. سرق طعام الآلهة وشرابهم 

وكانت عقوبته في «هاديس» (العالم الآخر) أن يقف في الماء حتى رقبته وأن تتدلى أغصان الفاكهة 

حتى شفتيه فإن حاول أن يأكل أو يشرب ارتدت بعيدا. عنه؛ ومن هنا كان الافتراض الثاني أرجح. 

1 

تنترا-سنسكرتية معناها «خيوط الطيف»»؛ وهي مجموعة من النصوص المقدسة التي تشبه «سوترا». 

مع فارق هام أن الأولى وثائق لا يطلع عليها سوئ الاختضين أمنا «السوترا» فهي عامة وشائعة وضي 
متناول الجميع. 

لسخنطلل0نا8 عتاسة 1" 

البوذية التنترية-تطور هام في بوذية الهند والبلاد المجاورة-لا سيما التبت-تستخدم لغة موغلة في 


الرمزية. 
مونم م1 
الهندوسية التنترية نظام من الطقوس السرية يستخدم لتحقيق التجارب الروحية وإشباع الرغبات 
في آن معا. 
وا تماصة 1" 


التنترية.مصطلح يشير إلى الديانة التي تعتمد نصوصها على الحوار بين الإله شيفا والربة شاكتي. 
10 
التاو-كلمة صينية معناها «الطريق» أو «النهج» أو السبيل ويقصد بها أسلوب الحياة أو الطريق 
الصحيح: طريق السماء. 
1151 
التاوية أو الطاوية-ديانة ومذهب فلسفي لا وقت واحد-اسسها في القرن السادس قبل الميلاد «لاو- 
تسو» يخاطب العواطف وينزع إلى التأمل الصوضي؛ حاول أنصاره فيما بعد العناية بالكيمياء بهما 
عن أكسير الحياة. 
عصتطاء-ع1320-1 
تاو-تي-كنج معناها الحرفي «تعاليم التاو» كتاب صغير يطلق عليه أحيانا اسم «الكتاب ذي الخمسة 
آلاف كلمة» لصغر حجمه. كلاسيكيات طريق القوة؛ من أعظم الكلاسيكيات الصينية يقال إنها 
من تأليف «لاو- تسو» كان تأثيره شي الفكر الصيني هائلا. 
1 11211-15/ق-130 
تاو-يوان-منى (375- 427) أحد الشعراء الصينيين الذين تأثروا بالتاوية. 
علتة1” 
تاريكي-مساعدة الإنسان من الخارج تأتي لتعينه على بلوغ مرتبة بوذا وهي غير الجيركي (أو 
مساعدة الإنسان لنفسه). 
تمه 1 
طار طاروس-العام السفلي أو الجحيم في الأساطير اليونانية. 
11 
تثاجيتيا-عيد الإله أبوللو حيث تلقى خطايا الجماعة على فردٍ واحد يختارونه. ويلبسونه ثيابا 
كهنوتية ثم يلقون به من قوق صخرة:؛ لعله يكفر بذلك عن سيئاتهم. ويسمون هذه الضحية 
فارماكوس 5م ل مقاط . 


5041 


المصطلحات 


م111 
التوروبوليوم-التعميد بدم الثور الذي يجلب حياة أبدية في ديانة روما القديمة-وكان الفرس يعبدون 
الثور الذي مات ثم بعث حياء ووهب الجنة البشري دمه ليسبغ عليه نعمة الخلود وسموه «هوما». 
ع1 
تي- «فضيلة» في الكونفوشية: النية الحسنة والسلوك السليم تجاه الآخرين وهى في التاوية قوة 
«التاو» الغامضة التى لا يمكن تعريفها. 
أعمعلء 1 
تفنت-تف نوت-زوجة الإله شو في الديانة المصرية القديمة-عبدها المصريون على شكل أسد- 
خلقت بطريقة البصق-ومازال العامة في مصر يستخدمون كلمة «تف» بمعنى بصق. 
11211 دنسطاء 1" 
تلوس ماتر-إلهة الأرض أو الإلهة الأم في ديانة مصر القديمة. 
15 
قاعة الأسرار الدينية في معابد اليونان القديمة-الراب. 
نلمع1 
تنداي-غرقة بوذية يابانية أدخلها الكاهن سيكو (767- 822) إلى اليابان واستمدت اسمها من فرقة 
«تيات تاي» الصينية البوذية؛ انقسمت إلى فرقة «سامون» و«جيمون». 
م6 (تامتمصع 1) 
التموية-أو التموية من ممرءعا التي تعني «الملك السماوي» لقب لحاكم الدولة في اليايان ثم أصبحت 
لقبا للاميراطور. نظرية ترى أن الحاكم يستمد سلطته من السماء. 


كارع 1" 
تنريكيو-عبادة الحكمة الإلهية-غرفة دينية في اليابان أسستها كاهنة يابانية في القرن التاسع عشر. 
1 
ترمينوس-إله الحدود في الديانة الرومانية القديمة وهو يجلس على صخرة الحدود . 
ماناطوع 1" 
تشوب-إله الجو والطقس عند البابليين وهو نفسه الإله. 
ع1 
التأليه-القول بوجود إله مستقل تعتمد الأشياء فى وجودها عليه. 
ع1" 
تيمس-إلهة النظام والعدالة والمشورة الطيبة ابنة أورانوس (السماء) وجيا (الأرض). 
إع10عمع1 
التيوقراطية-الحكم الدينى:؛ حكم الكهنة أو رجال الدين. 
١‏ 1لمع1" 


التيوديسا-من ومعط1 إله و عاط عدالة في اليونانية». التوفيق بين وجود إله خير لا يفعل الشر 
ووجود الشر في العالم. 
11605017 


أنساب الآلهة-تسلسل الآلهة كما رواه الشاعر اليوناني هزيود. 
اع 10معط1 


25305 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


اللاهوت-العلم الذي يبحث في الله وصفاته وعلاقته بالعالم: علم الكلام علم الربوبية. 
لإم5مع1 
التيوصوفية؛ فلسفة دينية صوفية ترى أن معرفة الله تتم عن طريق الكشف الصوضي أو التأمل 
الفلسفى. تشدد على التجارب الصوفية السرية. 
مس نط0 ن8 02 نتوجرعط1" 
بوذية تراغادا- «أو طريق الشيوخ» فرع كبير من البوذية ينشر في سرى لانكا وبورما وتايلند.. الخ 
يردون أنفسهم إلى شيوخ أو كبار أو قدامى الرهبان في البوذية. 
طامط]1" 
تحوت-إله مصري في الديانة المصرية القديمة يقال إنه مخترع الكتابة والنظام الاجتماعي وخالق 
اللغات وممثل إله الشمس «رع». يرمز إليه بالطائر «أبي منجل». 
11 
تعامة-أو تيمات (تنين البحر) الذي حاربه مردوخ في أسطورة الخلق البابلية وشقه نصفين صنع 
منهما السماء والآرض. 

11 درع 11 
فرقة تيان تاى البوذية الصينية استمدت اسمها من اسم جبل «تيان تاى» الذي كان مركز | 
لتعاليمها في جنوب شرقي الصين. 

11 
تنيا-إله للصواعق والعواصف عند الأتروسكان اتحد بعد ذلك مع زيوس عند اليونان وجوبتر عند الرومان. 
مسق11 
تيرنكارا-صانعو المخاوض أو مرشدو الأرواح لعبور نهر التناسخ-وهم معلمو الجينية. 
115 
التيتان وهم الجبابرة أو المردة في الأساطير اليونانية وعددهم اثنا عشرة ستة بنين وست بنات 
كانوا آلهة قدامى يتصفون بالوحشية أصغرهم كرونوس وأخته «ريا» والدا زيوس كبير الآلهة. 
ماع10 
الطوطم-مشتقة من كلمة هندية الأصل تعني علامة الدم بين الأخ وأخته ثم أطلقت في الغالب 
على الحيوان الذي تنحدر منه العشيرة ويعتبر لحمه محرماء. كذلك تحرم الصلات الجنسية بين 
أفراد الطوطم الواحد. 
10 
الطوطمية-نظام ديني عند الشعوب البدائثية لا سيما أهل استراليا وأفريقيا يجعل العشيرة منحدرة 
من نبات أو حيوان» وهو الأغلب» فيكون لحمه محرما على أفرادها كما يحرم الزواج الداخلي. 
11101 
تناسخ الأرواح: انتقال الروح بعد الوقاة إلى جسد آخر ثم تالف الخ في الديانة الهندوسية. 

111 

ترشالاء والدة مهافيرا مؤسس الجينية. ثم أصبحت أما للأربعة وعشرين قديسا أو مخلصا في الجينية. 

1110 
تريتون؛ نصف إله من آلهة البحر عند الإغريق له جسم رجل وذيل سمكة ابن إله البحر بوزيدون 
وزوجته أمفتريت-<عاتائط سد يعيش مع والديه في قصر من ذا في أعماق البحر. 


5300 


المصطلحات 


عانا5 1" 

إله القمر في أساطير اليابان. 
11 
شاعر هندوسي (1543- 1623) كتب «البحيرة المقدسة وأعمال راما» أعظم إنجاز للآدب-الهندوسي 
في العصر الوسيط. ْ 
١‏ ع1" 


توت عنخ آمون حكم من ١36١‏ إلى 1352 ق. م في عهده استعاد الدين التقليدي في مصر القديمة 
مكانته ثانية بعد ثورة التوحيد التي قام بها في تام العمارنة الملك إخناتون. 


تخطمة 11 
تفاشترى-الإله الصائع البارع الذى يعد الصواعق فى الديانة الهندوسية. 
عطاء:1" 
تيكى (أوتيخى) إلهة الحظ والصدفة في أساطير اليونان. 
5 م عداء 1 
تيكى أجاثوس-الصدفة الطيبة؛ زوجة الإله أجاثوس. 
1211-5211" 
فيلسوف صينى (483- 402 ق. م حفيد كونفوشيوس مؤلف كتاب «عقيدة الوسط». 
ناكاكة1] 
أوباسكو-الناسك البوذي في اليايان. 
تتصوع نزلآ 
يوجى جامى-هيكل العشيرة أو الهيكل المحلي في ديانة الشنتو اليابانية. 
معلنزنآ 


أطفال العشيرة: مصطلح يطلق على أعضاء العشيرة. في ديانة الشنتو من حيث علاقتهم بالكامي 
الذي يقوم مقام الآب. 
للق 
يوني-إلهة قديمة للاتروسكان زوجة الإله تنيا-اتحدث بعد ذلك مع الآلهة يونو أو جونو 5لا عند 
الرومان وهيرا عند اليونان. 
15 
أوشاس-إلهة الفجر في الهندوسية وهي ايوس 806 عند اليونان. 
سغطة ام هصان] 
أوتنابشتيم الملقب بالبعيد وهو الذي صنع السفينة وهرب بها من الطوفان في أساطير بابل. 


طعةما1 
فا ش-سنسكريتة تعني «الكلمة» بواسطتها ثم خلع الإله أندرا عن عرشه في الهندوسية. 


5307 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


15 
فاجيتانوس-الهة وظيفتها استخراج الصرخات الأولى للطفل عند ميلاده في أساطير الرومان. 
متعفتلة 17 


ناسك هندوسى يعيد إحدى صور الإله فشنو فى الهندوسية. 
ةن متتة17 


فايروكانا- سنسكريتة تعني المستنير لقب يطلق على بوذا الأكبر. 


معلتطاوعط5 1721 
فيشيشكا أحد المذاهب الست في الهندوسية يذهب إلى أنه ليس في العالم«إلا ذرات وفراغ». 
ةلق طط 1/1 


القشنية عبادة الإله فشنو إحدى الصور الرئيسية الثلاث للهندوسية (إلى جانب الشيقية والشاكتية) . 
12 
طبقة الفيزا-الطبقة الثالثة فى ترتيب الطيقات المغلقة في الهند وهي تعني بمسائل الحياة الضرورية: 
الزراعة» التجارة الحرف. ١‏ 
17> 
عربة الماس.تسمى أيضا البوذية التنترية؛ وهي فرقة تمثل تطورا هاما في بوذية الهند والبلاد 
المجاورة لا سيما التبت. 


مط 11 

فالا يها (1479- )١531‏ فيلسوف هندوسى مؤسس فرقة تعرف باسم «طريق النعمة الإلهية». 
1ك 
فمانا-القزم الذي تجسد فيه الإله فشنو (التجسيد الخامس) ليهزم الشيطان بالى في الهندوسية. 
فتن 7 

فراها-الخنزير البري الذي تجسد فيه الإله فشنو (التجسيد الثالث) وقتل هيرانيكاشا وأنقن الأرض. 
1 


الطبقة المغلقة في الهند-والكلمة تعني أصلا اللون-الطبقات أربع: الكهنة (أو البراهمة) خرجت 
من رأس الإله؛ والمقاتلون (أو الكشاترية) خرجت من ذراعيه. وطبقة التجار (أو الفيزا) خرجت من 


تمة 7 
فارونا-إله السماء المهيمن فى الهندوسية وحافظ القانون الطبيعى والأخلاقى. 
١‏ ناطلصة طاناقة 17 
فازدياندو-(ازدهر في القرن الرابع) فيلسوف بوذي هندي وعالم في المنطق. 
52121 
من أقدم الحركات الدينية في الهندوسية-جماعة دينية تعبد كرشنا. 
لكك 
فايو-إله الريح في الهندوسية. 
51 


الفيدا-الكتب المقدسة في الهندوسية كتبت بالسنسكرتية تضم أربعة أسفار )١(‏ الريج فيدا (أنشودة لتمجيد الآلهة)(2) 
السمافيدا ترانيم لتقديم القرابين (3) اليايور فيدا إضافات مرتبة حسب القرابين (4) أثرافيدا سفر الفقراء. 


25308 


المصطلحات 


مأسحلع1 
الفيدانتا-أجزاء من الأوبانيشاد تشمل ستة مذاهب تهدف إلى إزالة الألم بواسطة اليوجا-والمصطلح 
يعنى فى السنسكرتية «خاتمة الفيدا». 

00 تقتطة تتماععء 17 
النباتيون-مذهب يعيش أصحابه من نساك الهنود على الخضروات والفواكه والحبوب ويحرمون 
اللحوم والأسماك والطيورء بينهم اختلافات كبيرة. 

ناماع 17 
فينوس إلهة الحب والجمال والجنس عند الرومان هي نفسها أفروديت عند اليونان وهى عشتارء 
أو اشتار في أساطير البابليين والسومريين. 

متطاعمرع 1 
فيرتيرا-إله هندوسي؛ اسمه يعني الغلاف أو الغطاء يقود مجموعة الآلهة المسماة بالديفاز. 
1 
فيرتومنوس-إله قديم في الديانة الرومانية ارتبط اسمه بتغير السنة وتفتح الأزهار ثم ارتبط في 
النهاية بالآلهة بومونا-ةه0<: 20 إلهة أشجار الفاكهة. 
517 
فستا إلهة المدفأة أو الموقد في الديانة الرومانية القديمة وهي نفسها الآلهة هستيا عند اليونان- 
توجد عبادتها في كل منزل. 
كستععزلا لماوء17 
عذارى فستا-ستة من العذارى يعملن كاهنات للآلهة فستا يرتدين ثيابا بيضاء ويقسمن أن يبقين 
عذارى في خدمة الآلهة ثلاثين سنة. 
171 
فيكتوريا-إلهة الانتصار في الديانة الرومانية وهي نفسها الإلهة نيكى عند اليونان-كان يعبدها 
الجيش بصفة خاصة. 2 
1 
فيجنانا سنسكرتية تعني «المعرفة» - مصطلح هام في بوذية الهند. 
171332 
نظرية فلسفية في الهندوسية تذهب إلى أن الواقع الحقيقي الذي يدركه الإنسان لا وجود له؛ بل 
هو أقرب إلى الصور التي يدركها الراهب في تأملاته. 


51112 
فينايا- نظام سلوك الراهيات في الدير في البوذية. 
مل 17103 
مجموعة الشرائع التي تنظم سلوك الرهبان في الدير في البوذية. 
111 


الونديداد-تعني حرفيا القانون المضاد للشياطين في الزراد-شتية وهي تشبه سفر اللاويين ضفي 
العهد القديم من حيث أنها تضع التعاليم التي يخضع لها رجال الكهنوت. 
1 


فيراسنسكرتية تعني البطل-تصنيف الأشخاص تبعا لكفاءتهم الروحية في الهندوسية. 


5300 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


اك 
الفيراشيفا-هي نفسها فريق اللنجا (انظر المصطلح). 
لاتطاك11 
الإله فشنو-أحد الهين رئيسيين في الديانة الهندوسية وتصوره الفيدا على أنه قزم صغير عبر الكون بثلاث 
خطوات عملاقة (يشكل مع الإله شيفا الآلهة الرئيسية في الهندوسية إلى جانب الإلهة شاكتى). 
5111 
فشتاسبا-الحاكم المحلي الذي كان تلميذا لزرادشت. 
متم كله خطو1/1 
فيشفاكارمن-مهندس الآلهة في أساطير الهندوسية صانع المدن وإله الحرفيين؛ وصانع الأسلحة والعربات الحربية. 
1/15112011-2 
«الطريق إلى النقاء أو الطهارة» - كتاب ألفه أحد حكماء البوذية في القرن الخامس. 


مدعلن/ا 


فولكان-إله النيران والبراكين واللهب-له صفات الإله هفاستوس عند اليونان-عبادته قديمة عند الرومان. 


--- 


62١-12ناية‏ لا 
ياجورا فيدا-الفيدا الهوائية المنسوبة إلى الهواء؛ وهي مجموعة من الترانيم المقدسة في الهندوسية. 
1 علهلا 
ياك-ثور يستخدم الهندوس ذيله في طقوس العبادة داخل المعبد. 
مطسعلة لا 
ياكشا-مجموعة من أرواح الطبيعة عادة ما تكون ذات علاقة حسنة بالإنسان-تختبئ في جذور الأشجار. 
0 
ياما-إله الموت عند بعض القبائل الآسيوية-وتقول الفيدا إنه أول إنسان مات ففتح طريق الفناء 
آمام البشر. وهو حارس منطقة الجنوب (منطقة الموت). 
تتمعا 20 قدلا 
آلهة الجيال في الديانة الشعبية اليابانية. 
تأكناطة ةلا 
يامابوشي تعني حرفيا «الواحد الذي ينام في الجبال» هو إله كان يعمل مرشدا للحجاج الذين 
يقومون بزيارة الجبال المقدسة التي تسكنها آلهة الشنتو في اليابان. 


وغطقةلا 
اليشتاسفر المديح عند الزرادشتين إحدى وعشرون ترنيمة تتلى في مديح الملائكة المشرفين على أيام الشهور. 
1 0 
اليسنا-سفر العبادة أو التسابيح عند الزرادشتين. 
25 


اليازات-الملاتكة الذين خلقهم أهورا مزدا في الديانة الزرادشتية ليساعدوه في حربه ضد أهرمان 
وأعوانه من الشياطين. 


25310 


المصطلحات 


قط لاعلا 
فرفة بوذية في التبت هي «نموذج الفضيلة» أطلق عليها ابتداء من القرن السابع عشر اسم 
«أصحاب القبعة الصفراء» تشترط على الراهب أن يكون أعزب-وتحرم الخمر واللحوم. تسمية 
القبعة الصفراء أطلقها عليهم الغربيون لأنهم يضعون غطاء أصفر تمييزا لهم عن الصينيين الذين 
يضعون غطاء أحمر. 
2 
يوجا (سنسكرتية معناها «النير» أو «الاتحاد» مدرسة هامة في الفلسفة الهندوسية أثرت بقوة في 
الفكر الهندي. نصوصها الأساسية هي «سوترا اليوجا» جانبها العملي أهم من النظريء ضبط 
التنفس؛ الجلوس في وضع معين. الامتناع عن الجنس... الخ. 


عه 

ممارسة اتحاد اليوجا-مدرسة مثالية فى بوذية المهايانا هاجمت المدارس البوذية الأخرى. 
تاه تناع كاملا 
يوكى جوراشى أي الحياة الروحية المرحة التي تنتج من النظرية القائلة بأن الحياة وديعة من الله. 
خملا 


يونا-رمز لعضو الجنة عند الأنثى (رمز للآلهة شاكتى زوجة 


الإله شيفا في الهندوسية) وهذا الرمز مع «اللنجا» تعبر عن تلازم الجنسين إلى الأبد. 


ح و7 


منكلكانا8ظ ععلتة2 
زيكى بوكيو-بوذية رجل الشارع ثورة ضد المغالاة في الكهنوتية تفرعت داخل مدرسة نشرين في 
اليابان. 
تمسعنط 500 معرعه 
بوذية زن-أي بوذية التأمل مدرسة هامة في اليابان تذهب إلى أنها تمثل جوهر البوذية وهو 
الوصول إلى مرحلة الاستنارة التي بلغها بوذا الأكبر. كلمة هه يابانية تعنى التأمل وهي نفسها 
كلمة شن «هع“© الصينية. 
كناع2 
زيوس-كبير الآلهة في أساطير اليونان (جوبتر عند الرومان) إله السماء والجو لا يخضع إلا لربات 
القدر-كان أبوه كرونوس يبتلع أبناءه لكن زوجته «ريا» أنقذت زيوس الذي قاد الآلهة والناس-كانت 
غرامياته كثيرة. 
2161 
زيجورة أو زقورة أو زكورة-تعني المكان المرتفع-معبد هرمي على شكل مصاطب في بابل. 
:]27201035 
زرادشت نبي الإيرانيين القدامى؛ قال إنه تلقى وحيا من أهورا مزدا إله الخير ليبشر بالحق. 
2011 


الزرادشتية-الديانة التي أسسها زرادشت في إيران في القرن السادس ق. م. ذات ملامح ثنائية- 


57١ 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


يرى البعض أنها ديانة توحيد وأن «أهرمان» ليس إلها وإنما هو الشيطان أو إبليس. 
2/11 
زرفان-إله الزمان اللامتناهي عند الزرفانية وهو أيضا إله القدر الذي يحدد مصير البشر. 
1 21 
الزرفانية-صورة معدلة من الزرادشتية ظهرت في فارس خلال الفترة الساسانية (من القرن 
الثالث إلى السابع الميلادي)؛ عندهم أن الزمان وحده هو اللامتناهمي الأزلي غير المخلوق وهو 


مصدر كل شيء. 


53712 


الهو امش 


هوامش المضخدمة 

(!) هيجل «موسوعة العلوم الفلسفية» ص 47- 48 ترجمة د. إمام عبد الفتاح إمام؛ دار التنوير 
بيروت عام 1983.: ط ١‏ دار الثقافة بالقاهرة عام |١985‏ ط 2. 

(2) ولتر ستيس «الزمان والأزل مقال في فلسفة الدين» ص 45 ترجمة الدكتور زكريا إبراهيم 
ومراجعة الدكتور أحمد فؤاد الأهواني, المؤسسة الوطنية للطباعة والنشر بيروت عام 1967. 

(3) العجيب أن كلمة «الكفر» في اللفغة العربية تؤيد هذا المعنى! فكفر يعنى غطى وسترء والكافر: 
الزارع لستره البذر بالتراب؛ وهو الليل المظلم لأنه ستر بظلمته كل شيء وبهذا المعنى يكون 
«الكافر» بالمعنى الديني-هو الذي يغطى إيمانه ويحجبه ويمنعه من الظهورء قارن مثلا «لسان 
العرب لا بن منظور» المجلد الخامس ص 3839 دار المعارف بمصر.والمعجم الوسيط «المجلد 
الثاني» ص 797. 

(4) قارن مقالنا «الخبرة الدينية والإيمان» في مجلة الفكر المعاصر العدد 6١‏ مارس 1970 . 

(5) قارن ول ديورانت قصة الحضارة المجلد الثالث عشر ص 186 ترجمة الأستاذ محمد بدران-لجنة 

التأليف والترجمة والنشر بالقاهرة. 

(6) قام على نشر هذا السفر العظيم عام 887ام المستشرق الألماني إدوارد سخاو بهدعه8.5. 

(7) الملل والنحل؛ ص 23 طبعة مصطفى الحلبي عام 196١‏ . 

(8) المرجع نفسه ص 19. 

(9) منها مثلا ما كتبها «ابن حزم» في كتابه الشهير «الفصل في الملل والأهواء والنحل» وإن كان 
قد وقف من المخالفين موقف المهاجم! 


هوامش الفصل الأول 

(1) أوروك (وهي المساة آرك في التوراة والمعروفة الآن باسم الوركاء) مدينة قديمة في بلاد ما 
بين النهرين على الفرات بالقرب من مدينة أور. كانت عاصمة بابل السفلى؛ وكشف التنقيب 
عن معبد «نانا», وهو مبنى على قمة هرم غير منتظم من ثلاث درجات «زيجورات» وكان 
جلجامش هو الملك الخامس عليها بعد الطوفان (المترجم). 

(2) يعنى هذا الاسم في اللغة السومرية الأعالي أو السماء ويعنى رمزه بالخط المسماري الإله 
بصفة عامة ويسبق هذا الرمز كل أسماء الآلهة وآن هو الإله الرئيسي في مجمع الآلهة 
السومري (المترجم). 

(3) «كي» تعني الأرض أو الأسفل وهي زوجة الإله آن ويظهر الزوجان معا في النصوص البابلية 
القديمة.؛ ولقد كان «آن» إله السماء المذكرء «وكي» إلهة الأرض المؤنثة ملتصقين في البداية ثم 
تزوجا وأنجبا إبنهما إنليل؛ وهو إله الجو والعواصف وسيد النسيم عند السومريين (المترجم). 

(4) «مه» من أصعب المصطاحات في الديانة السومرية وهي تعنى القوى الإلهية؛ وهي بهذا المعنى 
تشمل مؤسسات الوجود؛ ونظام الكون الدنيوي والسماوي؛ وبواسطتها تتحكم الآلهة في أمور 
العالم؟ والقائمة تضم مهام ووظائف «مه»» وقد تزيد عن الماثة. وهي تشمل وظائف الكهنة 


5315 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


الحياة الجنسية والفنية والمهنية والأسطورية (المترجم). 

)5( قاره موقع أثري في جنوب الرافدين والاسم السومري القديم له هو شورباك (المترجم. 

() إله الريح (المترجم). 

(7) إنليل 8111 هو إله الهواء والعاصفة عند السومريين» واسمه يعنى فى اللغة السومرية «سيد 
النسيم» وهو يأتي في المرتبة الثانية بعد آنو إله السماء ورئيس مجمع الآلهة, إلا أن قيام 
«إنليل» بتنظيم الكون وإخراجه من لجة العماء أعطاه أهمية كيرى في مجمع الآلهة., فحاز 
لنفسه ما كان لآنو من هيبة؛ وكذلك بعد أن قام بفصل السماء عن الأرض بعد أن كانا 
ملتصقين. واستمر إنليل فيما بعد عضوا في مجمع الآلهة البابلي؛ ولكن في مركز ثانوي لأن 
مردوخ استولى على المركز الأول في ذلك المجمع لا (المترجم). 

(8) هو الإله آن.أول السايق ذكره الذي يعنى في اللغة السومرية السماءء وهو يلفظ بالأكادية آنوم 
أو آنو (المترجم) . 

(9) انكى هو سيد الأرض ويقابله في الأكاديه اسم (أيا)؛ وهو إله الحكمة والتعويذات وسيد 
محيطات المياه العذبة في جوف الأرض. وبذا يكون الإله أنكى هو إله الخير والعذوبة ومائح 
الخصب ومفجر الينابيع وزوجته نينكي. وإنكى هو الذي يدير شؤون القوى الإلهية «مه» 
وبذلك يدير شئون الكون ويحدد نظامه (المترجم). 

)10( يبدو أن اسمهة في الأصل «مار-دوكو» أي ابن الإله «دوكو» ويذكر حمورابي أنه ابن الإله اتكن 
وهو إله مدينة بابل؛ ثم صعد إلى قمة مجمع الآلهة البابلية لأسباب سياسية خالصة؛ فبعد أن 

(11) إيناناء دممههة إلهة الحب والخصب عند السومريين: اختارت أن تهبط درجات الموت السبع 
في العالم السفلي. فكان في نزولها غياب لمظاهر الخصوبة في التربة؛ وغرس الأشجار. 
وموت النبات. وضي صعودها بعد أن قهرت الموت انتعاش لقوى الخصوبة الممثلة فيها وانبثاق 
الخفرة والحياة في مملكة النباتات انظر في أسمائها المختلفة وأماكن عبادتها وانتشار طقوسها 
«قاموس الآلهة والأساطير في بلاد الرافدين» لادزارد وبوب ورولينغ وترجمه محمد وحيد 
خياطة ص 53- 58 (المترجم). 

)١2(‏ تتخن الإلهة «إينانا» عند اليابليين اسم «عشتار» وهي تهبيط إلن العالم السفلي لمتحريق 
زوجها تموز الأسير هناك. وذلك عكس «إيانا» التي أرسلت زوجها «دوموزي» للموت مكانها 

(13) لفظ «أيا» هو الاسم الأكادي للاله أنكى السومري. (المترجم) . 

(14) إنليل هو ابن الإله آن أو آنو إله السماء وزوجته هي الإلهة يننليل أو الإلهة الأم التي تبرز في 
نصوص العصر البابلي القديم كما سبق أن أشرنا. (المترجم). 

(15) كان يطلع البشر على خطط الآلهة ومن هنا فقد أفشى للانسان س الطوفان: كما علم 
الناس طقوس التعاويذ (المترجم) . 

(16) هو إله الحكمة فهو إله الكتابة وحامي حمى الأدباء والمدافع عنهم: وبهذا اكتسب صفة 
الحكمة ويرمز إليه؛ عادة, بالقلم وهو المذكور شي التوراة باسم نبو (المترجم). 

(17) «حدد» إله المطر والصواعق والسحاب والرعد. وهو بصفة عامة إله الطقس يكتب أحيانا أدد (المترجم). 

(18) لفظ سن هو اسم القمر في اللغة الأكادية ويقال إنه ابن الإلهين إنليل ونينليل وقرينته هي 


57 


الهوامش 


الآلهة يننجال وولداها الرئيسيان (أنانا-عشتار) و(أوتو-شمش إله الشمس). (المترجم). 

(19) هو إله المطر والسحاب وكل مظاهر الخصب ويختلط أحياناب «حدد» وتحت هذا الاسم 
دخل مجمع الآلهة البابلي؛ وبعل هو السيد (وهو في اللغة العربية الزوج): وفي التنزيل «أتد عون 
بعلا وتذرون: أحسن الخالقين».. الصافات ١25‏ (المترجم). 

(20) ننخرساج هي الأرض-الأم عند البابليين. انبثق عنها كل الأحياء من نبات وحيوان وبشر, 
وهي النموذج الأمومي الأول؛ واسمها السومري «كي» - كما سبق-ولها | أسماء أخرى منها 
«ننماخ» و «ننتو» و «ما مي» و «ما ماء (المترجم). 

(21) ننجال: إلهة سومرية يعني اسمها «السيدة الكبرى»؛ وهي زوجة إله القمر السومري «نانا» أو 
ننارء والأكادي «سن» وأم إله الشمس. أما «أنانا» فهي أيضا إلهة سومرية تدعى في اللغة 
الأكادية «عشتار». وأصل الاسم ضي اللغة السومرية «نين-أنا» ويعنى سيدة السماء. ومن الأسماء 
الأخرى الثانوية «أنين» وتدعى بصفتها إلهة الزهرة «فينوس» نينسيانا-راجع في ذلك كله 
«قاموس الآلهة والأساطير في بلاد الرافدين» تأليف. إدزارد وترجمه محمد وحيد خياطة ص 
2 و53 وأيضا ص 136 (المترجم). 

(22) مدن قديمة في بابل على نهر الفرات (المترجم). 

(23) إلهة شعبية انتشرت عبادتها في العالم القديم كله وهي إلهة الحب والحرب معا. وقد 
ذكرتها أسفار العهد القديم بالصفتين معا الأولى حيث توضع أسلحة شاؤول وأبناته التي 
غنموها في الحرب في معبد الإلهة «ووضعوا سلاحه في بيت عشتاروت وسمروا جسدم». 
صموقيل الأول 31:10. وكان سليمان يقدسها بالصفة الثانية وبثى لها معبدا شرق القدس 
فقد: «أحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة. فأمالت نساؤه قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه 
كاملا مع الرب. فذهب سليمان وراء عشتاروت.. فغضب الرب على سليمان لأن قلبه مال عن 
الرب إله إسرائيل.. لأنهم تركوني وسجدوا لعشتاروت». سفر الملوك الأول !:!! و 4 و5 و33 
كذلك: «المرتفعات التي بناها سليمان ملك إسرائيل لعشتاروت (الملوك الثاني 11423) وما زال 
هذا المعنى الجنس في اللغة العربية: عشرت الناقة وأعشرت حملت. وعبدت هذه الإلهة عند 
اليونان باسم أفردديت وعند الرومان باسم فينوس» (المترجم) . 

(24) قارن العهد القديم «الأبناء يلتقطون حطباء والآباء يوقدون النار والنساء يعجن العجين 
ليصنعن كعكا لملكة السماوات» إرميا 7: ١8‏ وأيضا 44: 19. (المترجم) . 

(25) عبدها عرب الجنوب في اليمن كإله ة ذكر باسم عثتر أو «إله نجم الصباح»»؛ وقد ذكرت 
أيضا في أسفار العهد القديم باسمها العربي (المترجم). 

(26) كانت تعبد عند اليونان ياسم أفروديت عغ)نلهمامة ويرى بعض الباحثين أنها تحريف يوناني 
للاسم السامي عشتروت وهي ربة الخصب (خصب الأرض وخصب المرأة). وبالتالي ربة 
الحب. انظر مثلا «التاريخ اليوناني» ج ١‏ ص 319 للدكتور عبد اللطيف أحمد علي. (المترجم). 

(27) دوموزي وهو اسم سومري يعنى «ابن شرعي» وانتقل إلى اللغة الأكادية بلفظ تموز كما عرف 
بهذا الاسم في الروايات الآرامية وأسفار العهد القديم. وقد روى جيمس فريزر؛ الصور 
المختلفة لعلاقة دوموزي أو تموز أو أدونئيس بعشتار أو عشتاروت أو أفروديت في كتاب 
«أدونيس أو تموز. وهو قسم من الجزء الرابع من كتابه الضخم الغصن الذهبي»؛ وترجم هذا 
القسم إلى العربية جبرا إبراهيم جبراء المؤسسة العربية بيروت 1982 . (المترجم). 

(28) احتفظ الأكاديون باسم «أنوناكي» ليطلقوه على إلهة العالم السفلي مقابل «أجيجي» أو آلهة 


53715 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


السماء السبعة العظام وهي المسماة بإلهة المصير. (المترجم). 

(29) إله سومري يعنى اسمه «سيد الأرض» وهو ابن الإله إنليل اكتسب شخصيته القتالية عندما 
بدأت شعوب جبلية تهدد أمن الدولة البابلية واستقرارها . (المترجم). 

(30) نمرود في الكتاب المقدس ابن حام بن نوح وكان جبارا «نمرود الذي ابتدا يكون جبارا في 
الأرض والذي كان جبار صيد أمام الرب. ولذلك يقال كنمرود جبار صيد أمام الرب». سفر 
التكوين الإصحاح العاشر 8- 0(المترجم). 

(31) نوسكو: إله سومري قديم معروف بوصفه ابن الإله إنليل وهو يظهر في النصوص الأكادية 
إلها للضوء والنار. (المترجم). 

(32) جبيل هو إله النار الذي يمكن أن يكون مصدر خير أو شر وقق التأثير الذي تحدته النار 
نفسها. (المترجم). 

(33) أمورو-وهو أيضا «مارتو» الاسم السومري لإله البدو القاطن في الصحراء. وهو أيضا إله 
الطقس الذي يعصف بالمدن والقرى مسببا الخراب. وكان السومريون يشبهون هجوم البدو 
بالصاعقة. (المترجم). 

(34) إله الشمس عند البابليين. وقد كان إلها للعدل أيضا وهو الذي أوحى إلى حمورابي بشريعته. (المترجم) . 

(35) جولا-ومعناها «الكبيرة» هي إلهة الشفاء ويرمز لها بالكلب كشعار؛ وفي بعض الأحيان 
يصورونه كلبا مجنحا ذا رأس بشرى. (المترجم) . 

(36) هي القوى الروحية أو القوانين الثابتة للكون ومن يحصل عليها يتحكم في الأشياء ولهذا 
تسمى أحيانا «ألواح القدر» وقد وضعت الإلهة أنانا نصب عينيها الحصول عليها . (المترجم). 

(37) أنكى هو إله الحكمة كما ذكرنا ولهذا كان يسيطر على القوى الروحية «مه» وعندما زارته 
الإلهة أنانا في مدينة أريدو المركز الرئيسي لعبادته؛ استقبلها بحفاوة بالغة وعندما لعبت 
الخمر برأسه وهبها ألواح القدر فأسرعت بها قبل أن يفيق من سكره؛ لكنه أرسل خلفها وزيره 
«إسيمود» للبحث عنها في المحطات السبع التي تتوقف فيها؛ وزوده بمجموعة من العفاريت. 
لكن سفيرتها نينشوبور تساعدها حتى تصل سفينة الألواح المسروقة إلى شاطئ الأمان في 
أوروك سالمة. (المترجم). 

(38) ملحمة التكوين البابلية «الاينوما ايليش» والاسم يعنى حرفيا «عندما في الأعالي». وهى 
الكلمات الافتتاحية التي تبداً بها الملحمة «عندما في الأعالي لم يكن هناك سماء.. وضي 
الأسفل لم يكن هناك أرض».. لم يكن في الوجود سوى المياه الأولى ممثلة في ثلاثة آلهة هي 
أبسبو وتعامه ومموء أما أبسيو فهو الماء العذب. وتعامه زوجته هي الماء المالح؛ وأما ممو 
فيعتقد البعض أنه الأمواج المتلاطمة وقد ترجمها أنيس فريحه مع ملحمة جلجاميش بعنوان 
«ملاحم وأساطير من الأدب السامي» بيروت 1967: كما ترجمها فراس السواح في كتابه 
مغامرة العقل الأولى-دراسة في الأسطورة-سورية وبلاد الرافدين-دمشقء العربي للطباعة 
والنشرء 1987 ص -5١‏ 89 (المترجم) . 

(39) انكي في السومرية هو نفسه «أيام في الأكادية» (المترجم) . 

(40) أتراحسيس في اللغة الأكادية يعنى الرجل الحكيم: ويبدو أنه أحد أبطال الأسطورة التي 
تتحدث عن خلق الإنسان بواسطة الإلهة الأم «مامي» فيغضب انليل بسبب الضجيج الذي يحدثه 
البشر ويرسل الطاعون وسبع سنين عجاف إلا أن أتراحسيس يتمكن بمساعدة أنكى من تجنيب 
البشر هذه المصائب في كل مرة؛ عندها يقرر إنليل التخلص من البشر بواسطة الطوفان. لكن 


5310 


الهوامش 


أتراحسيس يبنى سفينة بناء على نصيحة الإله أنكى لحفظ أرواح البشر (المترجم) . 

(41) الإله كينغو هو الذي اختارته تعامة أو تيمات زوجا لها وقائدا لجيوشها في حربها مع 
مردوخ: وبعد أن قتلها مردوخ وسجن زوجهاء خلق الإنسان من دماء الإله السجين كينفو عندما 
قتله وفرج عن بقية الأسرى كما خلق النباتات والحيوانات.. الخ (المترجم) . 

(42) تصور أسطورة العمر الذهبي الإنسان في الفردوس قبل هبوطه إلى الدنيا حيث كان سيد 
نفسه وسيد الطبيعة. (المترجم) . 

(43) تصف الأسطورة أرض دلمون بقولها «أرض دلمون مكان طاهرء أرض دلمون مكان نظيف؛ 
أرض دلمون هي الجنة». (المترجم) . 

(44) تذهب الأسطورة إلى أن «أنكى» أخرج ماءه وسقى تربة زوجته الأرض فحول دلمون إلى جنة 
إلهية خضراء. ومن اتحاد الماء (أنكي) والتربة (ننخرساج) امتلاً الفردوس بالحقول والأشجار 
والثمار. وتظهر مجموعة من إلهات النباتات ويقوم «إنكي» بإغوائهن تاركا زوجته! غير أن 
ننخرساج تقوم بخلق ثمانية أنواع من النباتات العجيبة؛ وقبل أن تفرح بزرعها يرسل إنكى 
رسوله «إيسمند» ليقطف له تلك النباتات ويأكلها جميعا. وما أن تعلم زوجته ذلك حتى تغفضب 
غضبا شديدا وترسل على إنكي لعنة مقيمة «إلى أن يوافيك الموت لن أنظر إليك بعين الحياة»؛ 
فتهاجمه ثمانية علل بعدد النباتات التي أكلها . لكن تخضع ننخرساج في النهاية لمشيئة الآلهة: 
وتقوم بشفاء إنكى عن طريق خلق ثمانية من الآلهة يختص كل إله بشفاء أحد أعضاء إنكي 
العليلة. (المترجم). 

(45) كلمة «تي» في اللغة السومرية تعني «الضلع» كما تعنى أيضا «أحيا» أو بعث فيه الحياة. أما 
كلمة «نن» فهي تعنى سيدة-انظر مغامرة العقل الأولى-فراس السواح ص 193 (المترجم) . 

(46) تروى أسطورة سومرية أن بستانيا اسمه «شوكاليتودا» زرع شجرة تعهدها بالرعاية والعناية 
حتى كبرت ونشرت ظلها الواسع على معظم أجزاء حقله. وحدث أن دخلت الإلهة «أنانا» 
البستان متعبة بعد رحلة طويلة قامت بهاء وغلبها النوم. فرآها البستاني فضاجعهاء وتنتقم 
الإلهة لنفسها بأن ترسل ثلاث مصائب متلاحقة إلى بلاد سومر الأولى: تجعل الآبار تنبع دما 
عوضا عن الماء؛ والثانية تغرق سومر بالسيول والعواصف,. والثالثة غير واضحة. قارن المرجع 
السابق ص 57! والقاموس ص 66 (المترجم). 

(47) سبق أن ذكرنا أن الإله إنكى هو صديق الإنسان وهو أشبه بالإله بروميثوس ضي الميثولوجيا 
اليونانية في مساعدته المستمرة للجنس البشرى (المترجم) . 

(48) أوتنابشتيم «الملقب بالبعيد» هو الشخص الذي كان يبحث عنه جلجامش بعد عبوره نهر 
العالم السفلي ليعرف منه سر الحياة الأبدية التي وهبتها له الآلهة (المترجم). 

(49) أرسل في البداية حمامة لكنها عادت؛ ثم أرسل سنونو ولكن ما لبث أن عاد؛ ثم جاء بغراب 
وأطلقه في السماء؛ فكان الغراب بعيدا؛ ولما رأى الماء قد انحسر أكل وحط ولم يعد . قارن ذلك 
بما جاء في سفر التكوين «وحدث من بعد أربعين يوما أن نوحا فتح طاقة الفلك التي كان قد 
عملها وأرسل الغراب؛ فخرج مترددا حتى نشفت المياه من الأرض . ثم أرسل الحمامة من عنده 
ليرى هل قلت المياه عن وجه الأرض. فلم تجد الحمامة مقرا لرجلها فرجعت إليه في الفلك 
فلبث أيضا سبعة أيام آخر وعاد فأرسل الحمامة من الفلك فأتت إليه الحمامة عند المساء 
وإذا ورقة زيتون في فمهاء فعلم نوح أن المياه قد قلت من الأرض. فلبث أيضا سبعة أيام أخر 
وأرسل الحمامة فلم تعد ترجع إليه أيضا..» سفر التكوين الإصحاح الثامن 6- ١3‏ (المترجم). 


53717 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


(50) نينورتا-إله سومري يعنى اسمه «سيد الأرض» وهو ابن الإله إنليل. وزوجته هي آلهة الشفاء 
«جولا». وهو يجسد الخصوبة في أقدم مظاهرها . أما «أساج» فهو عفريت سومري يعني 
اسمه «الذي يضرب الذراع» وتحول هذا الاسم إلى «إسباكو» في اللغة الأكادية. وكان في 
الأصل عفريت الأوبثة والأمراض ثم أصبح عفريت- ا عداء سومر-القاطن في الجبال. والقصة 
التي يشير إليها المؤلف تروي الحملات التي كان الإله نينورتا يشنها ضده في الجبال (المترجم) . 

(51) «إتان» هو ا ملك الثاني عشر من الملوك السومريين بعد الطوغان البابلي وهو يوصف #بالراعي 
الذي صعد إلى السماء». وكان عقيما فنصحه إله العدالة (شمش) أن يتوقف خلال بحثه عن 
نبتة الإنجاب عند حفرة كانت حية قد حبست فيها نسرا وأن يحرره منها. وعرفانا بالجميل 
يقوم النسر بحمل «إتانا» الذي أعتقه من الأسر. على ظهرهء وينطلق به تجاه السماء إلى المكان 
الذي توجد فيه النبتة المقصودة؛ وعندما تغيب الأرض عن ناظريه يتملك «إيتانا» الشعور 
بالخوف والغاق) فيعرن الكف هن البدث والمودة إلى الآرطن إلا أن لبر وإيدانا يستغطان 
على الأرض. انظر قاموس الآلهة ص 27 (المترجم) . 

(52) لهذه الأسطورة الكثير من الصور «غدموزيه الراعي الذي تختاره الإلهة أنانا عشيقا وزوجا 
يصطحب عروسه إلى بيت أهله؛ وفي الطريق يلقنها آداب السلوك وكيف ينبغي عليها أن 
تتصرف تجاه والديه فتشعر الإلهة أن زوجها قد حط من شأنها وقلل من أهميتها وعاقبته 
الإلهة وتخلت عنه وهو في العالم السفلي؛ وقد عاقبت عشتار تموز أيضا في النص الأكادي 
لللحمة جلجامش. أما أسطورة أدونيس وأفروديت فقد كان قرار زيوس هو الذي حكم بأن 
يقضى أدونيس شطرا من السنة تحت الأرض وشطرا فوقها وهو شكل آخر من الأسطورة عبّر 
فيه الإغريق عن احتجاب أدونيس وعودته إلى الظهور مرة أخرى-قارن مثلا جيمس فريزرء 
أدونيس أو تموز ترجمة جبرا إبراهيم جبرا ص 23 (المترجم) . 

(53) «آرالو» أو «أزالي» هو العالم السفلي أو عالم الأموات وهو «الوطن بلا عودة»؛ وهو عالم 
مظلم موحش وإن كان إله الشمس يقوم برحلة ليلية إليه عبر بوابته بعد أن يفرغ من دورته 
القهارية على الأرض: واشععة هن البصيص الوحيف من الثوو الذي يدكل إلى هذا العالم 
(المترجم). 

(54) الإقامة في العالم السفلي جبرية؛ لا مفر منها حتى إن الآلهة نفسها لا تستطيع مغادرته إلا 
بعد أن تضمن البديل؛ حتى العظماء والأبطال من الحكام الأرضيين الذين ارتقوا إلى مصاف 
الآلهة يتحولون إلى آلهة من آلهة العالم السفلي مثل جلجامش وإتانا. وحياة الأموات حياة 
قاتمة مظلمة غير مبهجة ويحمل إله الشمس الضوء والطعام والشراب خلال رحلته الليلية. 
وللعالم السفلي نهر يشكل حدوده وعلى الآلهة أن تعبر سبع بوابات للوصول إليه. قارن في 
ذلك كله قاموس الآلهة ص 4!! المترجم). 

(55) اريشكيجال هي آلهة العالم السفلي وزوجها هو الإله نرجال وابنها ووزيرها الإله تمتار 
«وحارس بوابتها نتى وأمينة سرها وكاتبتها هي الإلهة بعلة صيرى أو بلت صيرى في الرواية 
الأكادية(المترجم). 

(54) أشوم إله أكادي تذكر الروايات البالية أنه بطل ومستشار الإله نرجال وهو صديق البشر (المترجم). 

(57) كانوا يعتقدون أن الميت إذا لم يدفن على خير وجه عدّب الأحياء؛ وإذا لم يدفن قط حامت 
روحه حول البالوعات تطلب الطعام (المترجم). 

(58) الزقورة أو الزكورة-تعنى حرفيا «المكان المرتفع» وهو هيكل بابلي وآشوري يتكون من طبقات 


5318 


الهوامش 


مكمبة الشكل بعضها فوق بعض تتناقص كلما علت ويحيط بها سلم من خارجها (المترجم). 

(59) أقدم برج مدرج هو الذي شيد في مدينة أور لعبادة الإله العظيم إنليل (المترجم). 

(60) بنيت الأبراج السومرية على هيئة طوابق متتابعة متناقصة في السعة. وتشيد الواحدة فوق 
الأخرى.وهذه الأبراج ذات سلالم خارجية عريضة:؛ أو ذات سطوح خارجية مائلة تلتف صاعدة 
حول البرج كاللولب لصعود الكهنة والتابعين لهم للوصول إلى القمة «جورج سارتون» تاريخ 
العلم ج3 ص174- 175 المترجم) . 

(61) نينجرسو: يعني اسم هذا الإله في اللغة السومرية «سيد جرسو» ويذكر ضمن أسماء آلهة 
مقاطعة لجش وزوجته هي الآلهة بابا. (المترجم). 

(62) صربنيتو: والاسم يعني في اللغة الأكادية «الفضة اللامعة» وهي زوجة «مرودخ»». وإلهة بابل 
الرئيسية المختصة بشؤون الحمل والولادة. وفسر هذا اللقب فيما بعد في اللغة البابلية (ذر 
بنيتو) أي بانبة الذرية أو خالقة النسل «قاموس الآلهة والأساطير» ص 109؛ ترجمة محمد 
وحيد خياطة (المترجم). 

(63) دراسة التدبير الإلهي في الكون وأهم عناصر التيوديسية هو محاولة نفي حقيقة الشر أو 
التوفيق بين وجود الشر ووجود العناية الإلهية. وقد أطلق علماء الآشوريات اسم «التيوديسية 
البابلية» على أحد نصوص الحكمة البابلية المشهورة وهو نص الحوار بين المعذب والصديق (المترجم). 

(64) رسم للسماء كان المنجمون يستعملونه لكشف الطوالع (المترجم) . 

(65) كان الاعتقاد السائد في الأمم القديمة أن الكبد هو مركز العقل في الحيوان والإنسان على 
حد سواء. ومن هنا كانت دراسته أساسية في التنبؤ بالغفيب. ولم يكن الملك يجرؤٌ على شن 
حرب أو الاشتباك مع جيرانه في قتال؛ إلا إذا استعاذ بكاهن أو عراف يقرأ له طالعه. بل لم 
يكن المواطن البابلي العادي يجرؤ على البت في أمر من الأمور إلا إذا فعل الشيء نفسه؛ وهي 
عادة قديمة سوف نجدها في معظم الحضارات القديمة كما أنها بارزة عند اليونان على نحو 
ما سنعرف فيما بعد (المترجم). 

(66) من الكلمة اليونانية.. 725 التي تعني العلامة أو التنبية على أمر عجيب. فهو علم دراسة 
الانحرافات الخطيرة والأشكال الشائهة؛ والكائنات العجيبة بين موجودات العالم (المترجم). 


هوامش الفصل الثاضى 

)١(‏ «المصطبة» لفظة عامية تقال على البناء غير المرتفع الذي يتم الجلوس عليه؛ وقد أطلقته 
العامة على بعض قبور الفراعنة؛ وقبل علماء الآثار الاسم فغدا من المصطاحات الأثرية (المترجم) . 

(2) كان معبد الإله «رع» في هليوبوليس ولم يكن في المعبد صورة لهذا الإله بل حوى قطعة 
مخروطية من الحجر تسمى «بن بن» توضع في فناء مكشوف واعتقد المصريون أن الشمس 
يجب أن ترسل أشعتها الأولى على هذا الحجر (المترجم) . 

(3) كان للاله تحوت زميلة تقاسمه وظيفته ككاتب وعالم هي الإلهة «سشات» الكاتبة وسيدة دور 
الكتب؛ أي المكتبات: وكانت هي الإلهة الأولى التي كتبت وقد كانت في الأصل هي الإلهة 
«نفتيس» ووظيفتها أن تسجل أعمال الملوك وتنقش أسماءهم على شجرة في معبد هليوبوليس, 
بينما يقوم تحوت بتسجيل سني كل ملك على غصن طويل. راجع «ديانة مصر القديمة» أ. 
أرمان ترجمة عبد المنعم أبو بكر ص 68 واللوحة رقم 2(المترجم) . 


5370 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


(4) أحد الحكماء ألف كتابا من أمتع ما خلفه الأدب المصري يحوي مجموعة كبيرة من الآداب 
العامة. انظر «ديانة مصر القديمة» ص. ١82-180‏ (المترجم). 

(5) كان «سيرابيس» هو الإله الرئيسي في مملكة البطالمة. وهي التسمية التي أطلقها الإغريق 
على الإله المصري أوزريس (المترجم) . 

(6) الغنوصية دروزء02056 نسية إلى 5زومم© أي «المعرفة». وهى حركة فلسفية ودينية نشأت في 
العصر الهلنستي (بعد وفاة الإسكندر) وأساسها أن الخلاص يتم عن طريق المعرفة أكثر مما 
يتم بالإيمان والأعمال الخيرة؛ تأثرت بها بعض الفرق اليهودية والمسيحية. وبعبارة أخرى: 
الغنوص هو المشاهدة الباطنية لعالم ما فوق الحق عن طريق المشاهدة أو الرؤية الإلهية. 
والغنوصيون فلاسفة ورجال دين عاشوا في القرون الأولى للمسيحية؛ وتعرفوا على الأسرار 
الخفية لإيمان من خلال التأمل الفلسفي. (المترجم). 

(7) الطوطم (حيوان في الأعم الأغلب؛ وقد يكون نباتا) يرتبط باسم العشيرة عند الشعوب 
البدائية ويعتبر لحمه محرما على أفرادها الذين يعتقدون أنهم انحدروا منه ويحملون لذلك 
اسمه. ويحرم نظام الطوطم الصلات الجنسية بين أغراد الطوطم الواحد لأنهم أخوة وأخوات 
لانحدارهم من طوطم واحد (المترجم) . 

(8) الحروف الآصلية في كلمة «أتوم» تعني الإله الذي أتم نفسه بنفسه أي أنه خلق نفسه أولا ثم 
خلق العالم. ومن صفاته «ذلك الذي جاء للوجود من تلقاء ذاته» (المترجم). 

(9) «نون»- هو المحيط الذي خرجت منه جميع الكائنات (المترجم) . 

(10) هوتل موغل في القدم: كان أول ما ظهر على سطح الماء وكانوا يسمونه «التل المزدهر الذي 
ظهر في أول العصور» (المترجم) . 

)١١(‏ كلمة «شو» تعني في اللغة المصرية القديمة الفضاء. وقد صورته اللغة؛ والفن؛ على أنه رجل 
يقف فوق الأرض ويسند بيديه السماء (المترجم) . 

)١2(‏ هي زوجة الإله شو وعبدها المصريون على شكل الأسد وزوجته في الدلتاء وشاركت «تفنت» 
زوجها أعباء مهمته السلمية في حمل الأفق وهذان الإلهان خلقا كما يدل اسمهما بطريقة 
البصق الأول أشش والثانية تف ولا يزال المصريون يستخدمون كلمة «تف» العامية بمعنى 
بصق (المترجم) . 

(13) تخيل المصري الأرض على أنها ذكر. على عكس ديانات العالم القديم: والسبب في ذلك هو 
أن كلمة السماء في اللغة مؤنثة؛ وكلمة الأرض مذكرة. وهكذا صور إله الأرض «جب» مستلقيا 
على بطنه وقد نبتت المزروعات فوق ظهره. أما المرأة التي تنحني فوقه فهي زوجته «نوت» إلهة 
السماء (المترجم). 

(14) أنجب شو وتفنت جب إله الأرض ونوت إلهة السماء؛ ثم أنجب الأخيران أوزيرس وست 
وأيزيس ونفتيسء ولقد حكم هؤلاء العالم في أول الأمر قبل أن تتجمع السلطة في يد حوريس 
فكانوا الآلهة العظام. ولأن عددهم بلغ التسعة. فقد سماهم المصريون التاسوع العظيم 
لهليوبوليس . (المترجم) . 

(15) كان أتوم الذي يعبد في هليوبوليس هو نفسه الإله خبرى وهي أسماء إله الشمس الذي 
عرف أيضا باسم الإله رع (المترجم) . 

(16) انتشرت فى كثير من الأساطير المصرية القديمة طريقة اللعب بالألفاظ فمثلا تقول إحدى 
الأساطير إن الإله رع قال مرة: «نادوا لي تحوت» فأحضروه إليه في الحال؛ فقال له «سوف 


الهوامش 


أجعلك تحتضن 1000 السماء بجمالك وبأشعتك فنشأ عن ذلك القمر <(واثم في مناسبة 
أخرى قال له «سأرسل 1105 إليك من يفوقك عظمة فنشاً أيبس 1115 طائر تحوت». وينسب 
المؤرخون هذه الظاهرة إلى شغف المصريين بتحميل اللفظ الواحد معاني كثيرة يحوي كل 
معنى شيئًا من كنه هذا الاسم: ومن هنا كان إله الشمس «أتوم» يحمل صفتين «الذي خلق 
نفسه» و«الذي أنشأاً اسمه». راجع «ديانة مصر القديمة» تأليف أدولف أرمان ص 77 وما 
بعدها (المترجم). 

(17) هي مدينة منف (ومنفيس تسمية ترجع للاغريق) من أقدم عواصم الدنيا أسسها الملك مينا 
واتخذها عاصمة للمملكة المتحدة القديمة؛ لم يبق منها غير أطلال من مختلف العصور حول 
قرية «ميت رهينة» الآن بمحافظة الجيزة بالقاهرة (المترجم). 

(18) تسمى أيضا «تعاليم منف الكهنونية» التي اعتبرت من أهم الوثائق التي حفظت بين كنوز 
معبد منف آلافا من السنين وهى تبداً بالحكمة التي تقول «أن بتاح خلق من نفسه ثمانية آلهة 
أخرى سميت باسم بتاح وقد أطلق عليها البشر أسماء أخرى». (المترجم) . 

(19) وقارن أيضا إنجيل القديم يوحنا «في البدء كان الكلمة 5معم.آ»... (المترجم) . 

(20) هي مدينة شمون واسمها يعني «الثمانية» ففيها كان ذلك التل القديم الذي ظهرت فوقه 
المعالم الأولى للحياة والكائنات التي ظهرت في البداية: الليل: والظلام والاختفاء والذبذبة 
وغير ذلك وعددها ثمانية (المترجم). 

(21) اللفظ المصري «آمون». يعني الخفي وكان هذا الإله الخفي يتجلى في أشكال كثيرة والبعض 
يفسر هذه الآلهة الثمانية على النحو التالي: لعبت هذه الآلهة دورا جوهريا في مولد العالم 
وهي ثمانية من ذكر وأنثى وكان يطلق عليها نون ونونت؛ والمحيط الأول وحح وححت,. الفراغ 
الذي لا نهاية له. وككو وككت: الظلمات:؛ وآمون وأمونت الذي لا يمكن تعريفه. وكانت تصور 
برؤوس ضفادع وثعابين تثير ذكرى الحياة الصاخبة,؛ آلهة مصر ص 67- فرنسو دوماس 
وترجمة زكي سوس (المترجم) . 

ترجمة لاسم جماعة الثمانية وهم الآلهة الأول الذين تعاونوا في خلق العالم: ويقابلها 4ههع22(0) 

«(في اللغة العربية «ثمان» (المترجم 

(23) ما يحط عليه الطير بعد طيران طويل (المترجم) . 

(24) عندما يظهر هذا النجم في آخر شهر يوليو في السماء صباحا يكون ذلك بمثابة البشير 
بوصول الفيضانء واعتبر هذا رمزا لبدء السنة الجديدة للمزروعات (المترجم). 

(25) ظهر التمساح كمعبود محلي يعطي الحياة للنباتات فوق الشاطئ؛ وانتشرت عبادته في أرض 
البحيرة في الفيوم؛ إذ اعتاد الناس الاحتفال هناك بظهور الفيضان كل عام: ولهذا يرى 
البعض أن «سبك» كان إلها للماء «ديانة مصر القديمة» ص 54- 55 (المترجم) . 

(26) كان حوريس ابن الإله أوزريس الذي قتل نتيجة مؤامرة «ست» وكان فرع «حوراختى» ومعناه 
«سيد الجميع» يرأس جلسات المحكمة التي تحاكم ست (المترجم). 

(27) كان أوزريس إله الموتى عند المصريين جميعا . لكن كان لكل مدينة إله محلي لرعاية جبانتها 
وكثيرا ما يتخذ شكل «ابن آوى» الحيوان الذي يجوب المناطق الصحراوية ليلا حيث تقع المقابر 
كما اتخذ أيضا شكل الكلب والذثب.... إلخ (المترجم) . 

(28) كانت الإلهة نايت تمثل إلهة الحرب ورمزها المعروف يتكون من قوسين ودرع؛ ومن بين 
ألقابها «التي تمهد الطريق» وهذا يعنى أنها كانت تتقدم الملك في المعركة (المترجم) . 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


(29) هو إله الإخصاب الذي يسرق النساءء؛ وسيد العذارى؛ لكنه أيضا حامى طرق الصحراء 
ويمثل هذا الإله واقفا وقضيبه منتصب وعلى رأسه ترتفع ريشتان عاليتان؛ ولعلهما ما يقصده 
المؤلف. (المترجم). 

(30) في بلاط بطليموس الأول والثاني كان يعيش الكاهن «مانيثو» الذي تم على يديه تأويل رؤيا 
الملك؛ فتحول أوزريس-أبيس إلى سيرابيس. ومنذ ذلك الوقت أصبح سيرابيس الإله الرئيسي 
في مناعة البلطاكة دوكاع على الأخريق والصريوة على تحن يدوام اتدينية وكياق ته ريحي 

(31) كانت تماثيل هذا الإله الجديد تنحت في الهينة التي شاهده عليها الملك في رؤياه بشعر 
ولحية أشعثين وعلى رأسه مكيال الحبوب (المترجم). 

(32) اتخذ «بتاح» إله منف أن «سخمت» -الإلهة القوية التي عبدت في منف أيضا ومثلت على 
شكل لبوةازوجة لددواتجبا ذلك العبود الصطير «تغرتم الذي لم يكن سوق زهرة. وهكذا تكون 
الثالوث من الزوج والزوجة والابن (المترجم) . 

(33) هذا ثالوث آخر من مدينة طيبة يتألف من الإله «آمون» والإلهة «موت» وابنها الإله «خنسو» 
وكانت موت 1/06 سيدة السماء. وقد عبدت في طيبة تحت هذا الاسم؛ وإن كانت كلمة موت 
تعني «الأم». وقد لقبت في النقوش المتأخرة بلقب «أم الشمس» التي تشرف منها. أما الإله 
مكتسو كوو إله الغمره ركد :ميق الناى نه ,طيية أيضناء وكلم:ة عسو وقيتي الذي يجرب 
السماء. «وقد صوروه طفلا آدميا وبذلك أصبح ابنا للالهة المحلية التي تمثل السماء» موت 
(المترجم). 

(34) كان سوكاريس إلها للموتى-في منف كما سبق أن ذكرناء ثم اندمج في جاره الكبير وأصبح 
يسمى «بتاح؛ سوكاريس». وعندما أصبح أوزريس بعد ذلك هو إله الموتى الكبير سمي باسم 
«أوزريس-سوكاريا». (المترجم). 

(35) يقولون أحيانا إنها «عين الشمس» وأحيانا أخرى إنها «عين القمر» التي تصغر رويدا رويدا 
تم الاظيد ام كبر يسفن عجري حص كقيل الدرج)ء 

(36) كلمة أوبت هي اسم معبد الأقصر وهي تعني أيضا «الحريم» ولهذا يظن الباحثون أن ذلك 
العيد الذي ينتقل فيه الإله إلى الأقصر ثم يعود إلى الكرنك يشير إلى أن الإله كان يذهب إلى 
هناك كل عام ليحتفل بزواجه (المترجم). 

(37) يبدأ الاحتفال بتقدمه يرفعها الملك أمام قارب أمون-أي أمام محرابه المحمول قبل أن يغادر 
هذا المحراب دعبن الكرتك :كم يرج اللوكي م شرج النرى. والكيئة يسملون الشوارب هوق 
أكتافهم؛ ويجب ألا يقل عدد الذين يحملون قارب أمون عن ثلاثين. ويصحب الموكب الغناء ودق 
الطبول ويتقدم المشهد جندي ينفخ شي النفير. أما على الشاطئْ فكان هناك موكب طويل 
يرافق الحملة المقدسة والناس تصيح صياح الغبطة والتهليل؛ ومنهم المكلفون بسحب القوارب 
في اتجاه مضاد للتيار... إلخ. راجع هذا العيد بالتفصيل في كتاب «ديانة مصر القديمة» 
أدلف أرمان ص 223- 224 (المترجم). 

(38) منن أن أقام ملوك الأسرة الأولى في أبيدوس ودفنوا فيهاء نشأ الزعم بأن أوزريس هو أول 
الموتى الذين سكنوا الغرب الذي هو «دار الماوى»! وكان يعبد في هذه المدينة الثي يوجد فيها 
أهم أشلائه وهو رأسه المدفونة في صندوق صغير (المترجم). 

(39) كان شكل الإله الميت يصنع من الرمل والشعير في هذه الاحتفالات, ثم يُروى بالماء فإذا ما 
نبت الشعير واكتسى جسد الإله بالخضرة. كان هذا دليلا على عودة الحياة للاله (المترجم). 


الهوامش 


(40) فتح الفم والعينين أهم الطقوس جميعاء فكان وجه الميت يمس بقدومين صغيرين حتى 
يستعيد المبت قدرته على تناول الطعام (المترجم) . 

(41) كان الكاهن يقوم بفتح فم الجثة حتى يستطيع الميت أن يآكل ويتكلم من جديد كما فعل أبناء 
حوريس الأربعة الذين فتحوا فم أوزريس بعد وفاته بأصابعهم النحاسية ليتمكن من أن يآكل 
ويتحدث ثانية (المترجم). 

(42) كان أنوبيسء وهو الابن الرابع للاله رع.إلها للدفن منذ عهد الدولة القديمة. وقد احتل هذه 
المكانة لأن والده «رع» أرسله من السماء ليدفن أوزريس بعد أن قتله أخوه ست؛ فجمع أنوبيس 
أشلاء الإله الذي لم يبق منها سوى العظام ثم طواها في لفائف وأتم كل المراسيم التي 
أصبحت فيما بعد نموذجا يحتذيه المصريون (المترجم). 

(43) مجموعة من نصوص الأدب الجنائزي القديم ظهرت في عهد ملوك الأسرتين الخامسة 
والسادسة وهي معروفة منذ عام 1880, وقد نشرها ايوق عام 1882 (المترجم). 

(44) يقول ديورانت عن «تعاليم بتاح حوتب» إنها من المؤلفات الفلسفية؛ ويرجع تاريخها إلى 2800 
ق. م أي ما قبل كونفوشيوس وسقراط وبوذا بألفي عام وثلثمائة. وكان «بتاح حوتب» حاكما 
على منف وكبير وزراء الملك فى الأسرة الخامسة:؛ فلما اعتزل منصبه قرر أن يترك لولده كتابا 
يحتوي على الحكمة الخالدة قصة الحضارة ج 2 ص 49! المترجم). 

(45) هي ربة الحقيقة التي تعرف أهل الطبقة الممتازة على آلهتهم. حظيت بتقدير كبير في 
أوساط المتعلمين؛ والحقيقة باستمرار هي أهم دعامة للكمال الخلقي في عالم تسوده الفضيلة. 
قال عنها أحد الملوك المصريين «هي خبزي. وإني أشرب من نداها»! وكان القاضي الأول 
والوزير يسمى نفسه كاهنهاء ويحمل صورتها فوق صدره كشارة لوظيفته (المترجم) . 

(46) الإله العظيم وسيد القضاء هو الإله أوزريس (المترجم). 

(47) كان ينبغي على كل ميت وهو يلج مملكة الموتى أن يعلن أنه طاهر مبراً من كل إثم حتى يمكن 
أن يستقبله الإله العظيم سيد القضاء «اوزريس» وهو أشبه بإعلان المتهم الآن أمام المحكمة 
أنه «غير مذنب» حتى يمكن محاكمته (المترجم) . 

(48) تصور المصريون الروح وكانوا يسمونها «با 8» في مختلف الأشكالء ولما كانت قادرة على أن 
تترك الجسد وتنفلت منه عند الموت فقد تخيلوها عادة كأنها طائر. (المترجم). 


هوامش الفصل الثالث 
)١(‏ مذكورة في أسفار العهد القديم «بيت عناق وبيت شمس تسع عشرة مدينة.. إلخ». يشوع 
9 38: وسفر القضاة 3:31 0 إلخ (المترجم). 


(2) يقال إن مقطع متر :3116 في اسمها مشتق من ماتر :]113 بمعنى الأم. وفي تفسيرات القدماء 
إن «دى» هي صيغة من «جى» الأرضء وبذلك يكون معناها أمنا الأرض أو الأرض الأم. (المترجم) . 

(3) كانت كالليستو رفيقة صغيرة لأرتميس وكانت ترتدي دائما زي الربة نفسها وتشاركها هواية 

الصيد؛ وقد غرر زيوس بهذه الفتاة وجامعها وهو متنكر في صورة دب. وقد مسحتها أرتميس دبة 

لغضبها الشديد عظ ما اكتشفت وهي تستحم معها شي الينابيع أنها حبلى؛ وانتزع زيوس الطفل 
من بطن أمه قبل مصرعها (المترجم). 

(4) رحلت أفروديت-التي انبثقت من زبد البحر الذي اختلط بقضيب أورانس إله السماء بعد أن 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


مزفه أبناؤه إربا-رحلت إلى قبرص حيث شيد لها في مدينة بافوس أقدم معبد في العالم اليوناني كله (المترجم) .. 

)5( بوتشيلي؛ ساندر متفصة5 و ذلاءء8)ه8 (1510- 1445) رسام إيطالي من مواليد فلورنسا استوحى 
الوثنية القديمة في لوحاته من أشهرها أفروديت وهي تخرج من البحر عارية ناضحة الأنوثة 
(المترجم)... 

(6) استرابو (64- 23 ق. م) جغرافي ومؤرخ يوناني تعد آثاره مرجعا معتمدا في دراسة التاريخ 
القديم (المترجم). 

(7) تعرف أيضا باسم الديانة الكريتية وتسميتها بالمينوية نسبة إلى مينوس 31105 الملك؛ أو البيت 
الحاكم الذي سيطر على جزيرة كريت لفترة طويلة (المترجم). 

(8) باسيفي هي زوجة الملك مينوس (انظر الهامش التالي) وقد تولدت في نفسها رغبة شاذة نحو 
الثور الذي وعد زوجها بذبحة قربانا للآلهة؛ ثم عاد واحتفظ به لينتج له سلالة من الثيران 
على شاكلته (المترجم). 

(9) ايروبا مهس ابنة ملك مدينة صور-وهي التي سميت باسمها قارة أوروبا-رآها زيوس فهام 
بها حباء ولكي يفوز بها تقمص شكل ثور وديع؛ وراح يقفز حولها وهي تمشي على الساحل 
الفنيقي. وأخيرا تمكن من إغرائها بالركوب فوق ظهره وقفز في الماء حاملا حبيبته إلى كريت, 
وهناك أنجب منها ثلاثة ذكور منهم مينوس :31100 الذي أصبح حاكما للجزيرة (المترجم). 

(10) ياسيون 125:05 إله قديم للزراعة قبل مجيء الإغريق: ويروي هزيود أنه أنجب من الربة 
«ديمتر» الإله «بلوتو» الذي يظهر في الاحتفالات على هيئة طفل يحمل ثمار المحصول رمزا 
للوفرة والغنى. ويروي هوميروس في الأوديسة أن ياسيون جامع ديمتر في حقل محروث ثلاث 
مرات؛ وأن زيوس قتله بصاعقة عندما علم بذلك (المترجم). 

(11) الكلمة في الأصل تعني السماء (المترجم). 

(12) لقب من ألقاب أثينا شاع منذ هوميروس ذلك أن الجبار بلاس حاول مغازلتها فقتلته 
وأضنافت اسمه إلى اسمها ليكون :ذلك نذيرا لقيره من الخطاب: وهكذا ظلت أثينا عذراء 
(المترجم). 

(13) كانت العذراء بلاس واحدة من خادمات المعارك الاثنى عشرة. تطوف أرض المعركة؛ وتختار 
من القتلى من تقودهم إلى العالم الآخر (المترجم). 

)014 الأورستيا : ثلاثية للشاعر اليوناني أسخيلوس 6- 5(525نااتإطءوعة) كتيها في ثلاث مسرحيات 
هي أجاممنون ويصور القائد بعد عودته من حرب طروادة وخيانة زوجته. ثم مسرحية «حاملات 
القرابين» وهن جماعة من النساء يأتين بالقرابين إلى قبر الملك بعد أن قتلته زوجته مع 
عشيقها. وفيها أيضا نجد أورست يقتل أمه انتقاما لأبيه. أما المسرحية الثالثة فهي «ربات 
الرحمة» أو «الراجيات الخير» وفيها يتضرع أورست إلى«الإلهة أثينا» أن تنجيه. وتحتج ربات 
الانتقام. فتنعقد محكمة من الآلهة لمحاكمته.. إلخ. وتعد الأورستيا أورع آيات الأدب اليوناني 
في نظر كثير من الباحثين (المترجم). 

(15) خطيب وبلاغي روماني (35- 96 م) أنشأ في روما معهدا لتعليم الخطابة: وألف كتابا ضخما 

عن أسس الخطابة في 12 جزءا (المترجم). 

(16) بعد أن انتصر زيوس على أبيه كرونس في حرب طاحنة؛ راح يورع ملكوت العالم على أخوته. 

فنصب أخاه بوزيدون ملكا على الماء واتخذ من هيرا زوجة وحامية للأسرة ومن ديمتر راعية 

للحصاد ...إلخ (المترجم). 


5064 


الهوامش 


(17) لقب فوبس الذي يخلعه عليه هوميروس يعني المضيء والمنير كما يعني المطهر (المترجم). 

(18) اسم هرمز مشتق من لفظ 116772 أو هرمايون دمنةدته11 بمعنى كومة من الحجارة: أو نصب 
حجريء وكانت الأكوام الحجرية تستخدم كعلامات على جوانب الطريق تحديدا لها وهداية 
للمسافرين (المترجم) . 

(19) وصف هرمز بأنه محتال مخادع ومكار ومن هنا نشأت شهرته في اللصوصية ورعاية 
اللصوص وهي حرفة أعانته عليها خفة حركته ومعرفته التامة بالطرق والدروب؛ ونظرا 
لمعرفته بهذه الطرق فقد أصبح إلها للتجار (المترجم) . 

(20) القيوط ذئب صغير ماكر في أمريكا الشمالية؛ والأنانسي شخصية تلعب دور المحتال في 
الأردب الشعبي الأفريقي (المترجم). 

(21) كان هرمس أيضا «إله الخطر». ولما كان يرمز إليه بعمود حجري يحيط بقاعدته كومة من 
الحصىء فقد أخذ العمود والإله يقتربان من الصورة الآدمية في أذهان الناس حتى شبهوه 
بعضو الذكورة استجلابا للخصب والوفرة (المترجم) . 

(22) هام حبا بأفروديت وبادلته الربية هذا الحب؛ فكان يزورها في قصر زوجها هيفايستوس من 
وراء ظهره. لكن هليوس 1161105 إله الشمس الذي لا يخفى عليه شيء رأى العشيقين في 
خلوتهما فأخبر الزوج الذي كان آخر من يعلم فصنع شبكة من حديد وألقاها عليهما ليضبطا 
متلبسين! (المترجم). 

(23) ألواح من الطين مكتوبة بخط يسمى الكتابة الخطية ب 8:ه56ز](حوالي ١200‏ ق. م) اكتشفت 
بإقليم مسينا وفي ميكياس وقد سميت كذلك تميزا لها من الألواح المكتوبة بالخطية أ مهعدنآ 
4 التي لم تكتشف إلا في كنوسوس بجزيرة كريت (المترجم) . 

(24) العمر الميكيني (حوالي 0اق. م وسمي كذلك لأن مدينة ميكيناي عددءء:2 بالبليونيز 

كانت أقوى مدن هذه الفترة وأغناها وأوسعها نفوذا (المترجم). 

(25) في الاحتفال بموت ديونسيوس وبعثه. كانت النساء تصعد التلال في فصل الربيع لرؤية 
الإله حين يولد من جديد . وكن يقضين يومين كاملين في احتساء الخمر بلا حساب حتى 
يفقدن العقل من شدة السكر وكن يرقصن أثناء الشراب بطريقة هستيرية ويمسكن بماعز أو 
ثور يمزقنه إربا وهو على قيد الحياة إحياء لذكرى تمزيق ديونسيوسء ثم يشرين من دمه؛ 
ويآكلن لحمه معتقدات أن الإله سيد خل بهذه الطريقة أجسامهن: ولفظ الحماس الإنجليزية 
0 مشتقة من انثيوس-0605)م18 أي «إله في الداخل» أو أن يتملك إله جسم الإنسان 
(المترجم). 

(26) كان زيوس ملك الملوك؛ وسيد الإلهة» يطيعه كل شيء إلا ربات القدر أو المقادير وعله1 

القاطنات في العالم السفلي هاديا واللائي يجري قضاؤهن على زيوس نفسه! (المترجم) . 

(27) بريابوس إله الخصب والحدائق ولد نتيجة لاتصال ديونسيوس بأفروديت وكان الفنانون 
يزينون المزهريات بصورته. وقد نشأت عبادته أصلا في بلدة لابساكوس على الدردنيل (المترجم) . 

(28) الإله بأن هو إله الرعاة والقطعان والغابات والمراعى. وكانوا يصورونه نصف إنسان من 
الرآس حتى الفخدينء. ونصف جدي (فيه من الجدي ساقاه وآذناه وقرناه) تسمع صفارته في 
كل جدول ووادء وتبعث صيحته الفزع. وكلمة منمهم الإنجليزية التي تعني الفزع مشتقة من 
الإله بان(المترجم) . 

(29) الساطير: آلهة الغابات في أساطير الإغريق لها ذيل وأذنا فرسء وتميل إلى العريدة 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


والانغماس ضي الملذات (المترجم) . 

(30) القناطير: جماعة من الوحوش البرية. يقال إن لها رأس إنسان وجسد حصانء وكانت تعيش 

في الغابات وأعالي الجبال. وهم من نسل اقنطورس بن اكسيون «هذ»طآ؛ ويقال إنه كان يجامع 
الأفراس قرب جبل بيليون (المترجم). 

(31) بروتيوس: إله صغير من آلهة البحرء كان في البداية راعي قطعام البحر كالأسماك وكلاب 

البحر.. إلخ. وعند هوميروس أنه كان جنيا مصريا يخدم بوزيدون إله البحر وكانت له القدرة 
على التشكل في أشكال الوجود (المترجم). 

(32) جلوكا أو جلوكس واحدة من عرائس البحر. وكانت تسمى بالرمادية المائلة إلى الزرقة؛ وهذا 
هو معنى الكلمة (المترجم) 

(33) كانت حورية البحر «ليوكوثيا» هي التي ساعدت أوديسيوس في محنته بعد أن هشم بوزيدون 

زورقه؛ فأعطته وشاحا لفه حول وسطه واستطاع أن يسبح به ثلاثة أيام حتى وصل إلى الشاطئ 

(المترجم). 

(34) الناريدات: مجموعة من حوريات البحر تزعم الأسطورة الإغريقية أنهن من بنات إله البحر 

نيريوس 5داءءه]2 (المترجم) . 

(35) التريتون: نصف إله من آلهة البحر عند الإغريق له جسم رجل وذيل سمكة. (المترجم) . 

(36) مجموعة من كاثنات أسطورية لها رؤوس نساء وأجسام طيور كانت تسحر الملاحين بغنائها 

فتوردهم موارد الهلاك. ولهذا اضطر أوديسوس إلى إغلاق آذان رجاله بالشمع عندما مر 
بجزيرتهم أثناء 

عودته من طروادة(المترجم). 

(37) هو الفيلسوف اليوناني انكساجوراس 427- 725(496معجحمصثف ق. م ذهب إلى أن الشمس 
ليست إلها وإنما هي حجر ملتهب تفوق في الحجم شبة جزيرة المورة وأن القمر مسكون وفيه 
جبال ووديان..إلخ (المترجم). 

(38) في بداية المحاورة يبحث فايدروس وسقراط عن مكان منعزل على ضفة نهر اليوسس 
«فهناك ظل ونسيم عليل وحشائش خضراء نجلس أو نستلقي عليها إن شئّنا» 279 س ترجمة 
ذ. آفيرة مطرص هه (المثرجم): 

(39) ديوتيما امرأة من «مانت» صاحبة أعمال جليلة وهي على ما يروي سقراط في «المأدبة». هي 
التي علمته فن الحب. (المترجم). 

(40) عالم سويدي متخصص في الحضارة الإغريقية (المترجم). 

(41) ابنة ديمتر التي اختطفها هاديس إله العالم السفلي؛ وعرفت بعد زواجها مته باسم 
برسيفوني-076امء5 56 وهي ربة الربيع (المترجم). 

(42) ميجالوبوليس مدينة رئيسية في الجزء الغربي من إقليم أركاديا وتقع على نهر الفيوس 
وسعطماى (المترجم) . 

(43) أورست هو ابن أجاممنون الذي انتقم من أمه وعشيقها لقتلهما لأبيه وقد سبق أن أشرنا 
إليه عند الحديث عن ثلاثية «الأورستيا» لايسخيلوس االمترجم) . 

(44) اسم شهر من الأشهر اليونانية: والتراجيليا عيد حصاد الحب (المترجم). 

(45) كانوا إذا داهم المدينة قحط أو مرض قدموا للآلهة ضحية بشرية تطهيرا للمدينة: ففي عيد 
«الثارجيليا» يأتون بمواطن فقير ويطعمونه ويلبسونه ثيابا كهنوتية ويزينونه بالأغصان المقدسة 


53060 


الهوامش 


ثم يلقون به من فوق صخرة ويدعون من حوله أن يكفر بعقابه هذا عن سيئات مواطنيه! أما 
كلمة-02105: :ددا فكانت تعنى في الأصل «رقية سحرية» ثم أصبح معناها «العقار الشافي» 
(المترجم). 

(46) إليوسيس هي المدينة التالية لأثينا وكانت تقع على خليج شبه مقفل على سهل ساحلي 
خصيب. وكانت تقام فيها أسرار عبادة ديمتر وكورى (برسيفونى) التي كان يفد إليها الناس 
من جميع أرجاء اليونان. (المترجم) . 

(47) يقال إن كورى أكلت حب الرمان وهى في العالم السفليء لهذا كانت تنام نصف العام في 
العالم السفلي وتصحو نصفه الآخر فوق سطح الأرض! أما الاحتفالات بالطقوس السرية 
الكبرى باليوسيس فهي تقام في شهر سبتمبر لمدة ستة أيام. وكانت تقترن بذكرى عودة كورى 
إلى أمها ديمتر في مستهل الخريف عندما تكون الخضرة قد عادت إلى الحقول بعد جفاف 
الصيف (المترجم) . 

(48) كانت كورى تمثل الروح المودعة في القمح والحبوب؛ تجيء بمجيئها وتختفي باختفائها. ومن 
هنا كانت صلتها بالعالم السفلي تحت التربة حيث تدفن البذور. ومن هنا أيضا جاء ارتباطها 
بإله العالم السفلي «بلوتو» أو «هاديس» الذي اختطفها ونزل بها إلى دولته تحت الأرض 
وبحثت ديمتر عن ابنتها دون جدوى حتى بلغت اليوسس... إلخ (المترجم) . 

(49) كانت الاحتفالات تصل إلى ذروتها بزواج خفي بين كاهن يمثل زيوس وكاهنة تمثل ديمترء 
وكان هذا الزواج رمزيا (المترجم). 

(50) «ترنيمة إلى ديمتر» منسوبة إلى هوميروسء وفيها وردت قصة اختطاف هاديس إله العالم 
السفلي للعذراء كورى وهبوطه بها إلى مملكته تحت الأرض. (المترجم). 

(51) هم الجبابرة أو المردة وعددهم اثنا عشرء ستة بنين وست بنات كانوا آلهة قدامى بدائيين 
يتصفون بالوحشية أصغرهم كرونوس وأخته «ريا» وهما والدا زيوس (المترجم). 

(52) كان «أبامينونداس» قائدا فذا لإقليم «بويوتيا»» وعاصمته طيبة؛ في منتصف القرن الرابع 
(371- 362 ق. م) (المترجم). 

(53) ميناندر شاعر يوناني كان زعيما للكوميديا في عصره. امتاز برقة أسلوبه وسلامته وتصويره 

للشخصيات وتحليل مواقفها عاش في أواخر القرن الرابع وأوائل الثالث ق. م وعثر في مصر 
على مخطوطات بعض مسرحياته المفقودة (المترجم) . 

(54) سوف يذهب الفلاسفة الذريون فيما بعد إلى أن حركة الدوامة هي التي تجعل الذرات 
المتشابهة تتجمع فتتكون العناصر الأربعة التي ظهرت منها جميع الموجودات؛ ويريد المؤلف أن 
يقول إن طاليس وضع قدمه على بداية الطريق الفلسفي الذي أنهى التفكير الأسطوري فحلّت 
الفلسفة: ثم العلم. محل الدين في تفسير ظواهر الطبيعة (المترجم). 

(55) كان بحر «الاوقيانوس الأعظم» في الأساطير اليونانية هو ذلك البحر الذي لا تثيره ريح: 
وهو مصدر جميع الماء الذي تفيض به البحار والأنهار والقنوات والينابيع والعيون. ويجرى 
باستمرار في حلقة دائرية حول الأرض (المترجم) . 

(56) اكزينوفان 5(570-480عمقطمممع< ق. م فيلسوف يوناني كبير كان من أقوى الفلاسفة الذين 
هاجموا النزعة التشبيهية بعنف حيث يقول «إن الناس هم الذين استحدثوا الآلهة؛ وأضافوا 
إليها عواطفهم: وصورتهم وهيئتهم: فالأحباش يقولون عن آلهتهم إنهم سود فطس الأنوف, 
ويقول أهل تراقيا إن آلهتهم زرق العيون حمر الشعور. ولو استطاعت الثيران والخيول لصورت 


5367 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


الآلهة عل مثالها .. إلا أنه لا يوجد غير إله واحد هو أرفع الموجودات السماوية والأرضية: ليس 
مركبا على هيئتناء ولا مفكرا مثل تفكيرنا... إلخ» (المترجم). 

(57) نظرية أو يهيميروس أحد مواطني مسئيناء عاش في أواخر القرن الثالث ق. م؛ وكان يرى أن 

أبطال الأساطير كانوا بشرا في الأصلء أدوا للناس خدمات جليلة؛ فنسج الخيال الشعبي 
القصصي تمجيدا لهم ورفعهم إلى مصاف الآلهة: اعترافا بفضلهم أو تزلفا إليهم (المترجم). 

(58) العرّافة عا0ة:0 مشتقة من اللفظ اللاتيني صن لساعة:0 بمعنى النبوة والمقصود إجابة الإله عن 
طريق كاهن أو كاهنة على أسئلة السائلين فيما يتعلق بمستقبلهم كالزواج والتجارة؛ والمشروعات 
بالنسبة للدول؛ وإقامة المستعمرات!... إلخ وكانت الآلهة تتميز بقدرتها على كشف الفيب 
(المترجم). 

(59) كانت «بيثيا» كاهنة أبوللو تقدّم الإجابات عن أسئلة المتسائلين عن المستقبل؛ تجلس على 
مقعد ذي ثلاثة أرجل وتروح في شبه غيبوبة بطريقة لا تزال خافية وتتقمصها روح الإله أبوللو 
فتهذي بإجابات تحتمل في الأعم الأغلب تأويلات شتى. (المترجم) . 

(60) يقال أحيانا إن الكاهنة التي تتلقى الوحي. كانت تجاس فوق نضد عال وتستنشق رائحة 
كريهة مقدسة تنبعث من غار عجيب يخرج من فتحة في الأرض تحت الهيكل ويعزوه الناس 
إلى تحلل الأفعى التي قتلها أبوللو في ذلك المكان. (المترجم) . 

(61) كان معنى الإجابة غامضا ويحتمل تأويلين. ذلك لأن الإله الذي تتحدث الكاهنة بوحي منه. 

معصوم من الخطأ. فإذا حدث ولم تنطبق النبوءة؛ فإن ذلك لا يرجع إلى خطأ الإله وإنما يرجع 
إلى أن السائل لم يفهم الإجابة على وجهها الصحيح (المترجم). 

(62) إشارة إلى ما جاء في المسرحية حيث يسأل آيون المرأة وزوجها «اجثتما من أجل محصول 
التربة أم من أجل الذرية5!» وكانا قد جاءا إلى معبد دلفي لاستشارة الكاهنة. انظر الترجمة 
العربية للدكتور عبد المعطي شعراوي ص 44 المسرح العالمي عدد (8ا(المترجم). 

(63) المقصود بالسلم الروماني في الأصل هو إقامة السلام بين القوميات المختلفة داخل 
الإمبراطورية الرومانية الشاسعة (المترجم). 

(64) عرافة مدينة ايف 1 في النيجر شهيرة بين شعب يوربا 2نملا وكانت تستخدم 256 تمثالا 
صغيرا مرقمة على لوحة من الرمل يقوم خبراء التنجيم بتأويلها . وقد سبق للمؤلف أن تحدث 
عنها في فصل خاص بالديانة الأفريقية ورأت هيئة تحرير السلسلة حذفه (المترجم). 

(65) كانت شجرة البلوط مقدسة عند زيوس كما ذكر المؤلف من قبل. وفي بعض الأحيان كانت 
تعلق في الشجرة أوان نحاسية لتجعل الحفيف أكثر وضوحا ورنينا. وفي أحيان أخرى كانت 
الإجابات على أسثلة السائلين تقوم على تفسير هديل الحمام الوافق على أغضان الشعزة.. 
(المترجم). 

(66) الكوركيريون: اسم قديم لسكان جزر أيونيا (المترجم) . 

(67) تروفونيس: كان في الأصل مهندسا معماريا عظيما قام بالاشتراك مع أخيه ببناء معبد 
أبوللو في دلفي ثم رفعه الناس إلى مرتبة التقديس (المترجم) . 

(68) ديديما: مدينة يونانية تقع على الساحل الأيوني وتبعد عن ملطية مسافة أحد عشر ميلا 
تقريبا(المترجم). 

(69) تقع مدينة كلاروس على ساحل أيونيا بالقرب من مدينة كولوفون (المترجم). 

(70) دالماتيا: إقليم بيوجوسلافيا يمتد بحذاء شاطُئ الأدرياتي. (المترجم). 


الهوامش 


(71) نوميديا: إقليم قديم شمال غرب أفريقيا وهو على وجه التقريب الجزائر الحديثة (المترجم) . 

(72) ثاوفراسطوس «272- 287 ق. م) فيلسوف يوناني خلف أستاذه أرسطو في زعامة المدرسة 
الأرسطية. كتب في موضوعات كثيرة وكتابه «الطباع» رسم فيه عدة شخصيات من أنماط 
مختلفة صور بها معاصريه (المترجم). 

(73) إلهة جاءت في الأصل من تراتيا ويقال إنها ابنة برسيس :2:05 واستريا 41710 ثم توحدت 
مع الإلهة برسيفوني فيما بعد؛ ومن هنا كان ينظر إليها على أنها تسيطر على طقوس السحر 
والشعوذة (المترجم). 

(74) عندما عاشرت أفروديت هرمس أنجبت منه مولودا يجمع بين صفتي الذكورة والأنوثة كما 
يتضح من اسمه «هرمفروديت» فهو مخلوق خنثى (المترجم) . 

(75) نكياس (توفي 413 ق. م) سياسي أثيني وقائد عسكري في حرب البليوثيز تفاوض من أجل 

السلام لكنه كان سلاما مؤقتا فحسب وسمي باسمه (المترجم). 

(76) أي أن عليه أن ينتظر سبعة وعشرين يوماء ولقد كان ذلك القول هو نص نصيحة النبوءة 

(المترجم). 

(77) كان عامة الناس يتشاءمون من العطسء فكانت عطسة أو عثرة قدم تكفي في بعض الأحيان 

لحمل العاطس أو العاثر على العدول عن سفر أو عمل هام (المترجم). 

(78) ديمتريوس الأول الملقب بفاتح المدن (337- 283 ق. م) قائد على جانب كبير من الكفاية. 

استطاع أن يطرد بطليموس من أثينا ويهزم الأسطول البطلمي عند سلاميس (المترجم) . 

(79) قارن: «ملوك الأمم يسودونهم؛ والمتسلطون عليهم يدعون محسنين» إنجيل لوقا إصحاح 25: 
2 (المؤلف). 

(80) ايسكلوبس هو إله الطب في العالم القديم؛ ويقال إن عبادته الأصلية كانت في أبيدوس ثم 

اختار الثعبان المقدس رمزا لإله جزيرة التيبر مقرا له فبنى له فيها معبدا (المترجم) . 

(/8) «لم يكن سيرابيس سوى أوزريرس-أبيسء ومنذ ذلك الوقت كان سيرابيس هو التسمية 

الإغريقية لاوزريس»-إرمان «ديانة مصر القديمة» ص 427. 

(82) أرخيلوخوس: أشهر شعراء اليونان في الهجاء عاش في منتصف القرن السابع قبل الميلاد 

(المترجم). 

(83)أعظم الشعراء والغنائين عند اليونان (518- 438 ق. م) نظم أناشيد كثيرة لأبطال الألعاب 

الرياضية ضمنها أسطورة تتصل بالفائز (المترجم) . 

(84) شاريتون أو خارتون روائي يوناني ازدهر في القرن الثاني الميلادي في آسيا الصغرى وتعتبر 
قصته أقدم رؤية رمانسية في الأدب الغربي. (تدور حول زوج وزوجة يمتحن حبهما سلسلة من 
الأحداث في صقلية وفارس ومصر وتنتهي نهاية سعيدة (المترجم) . 

(85) كاتب لاتيني من أصل أفريقي اشتهر في القرن الثاني الميلادي» وتعتبر قصته من أهم ما 
وصل إلينا من القصص الرومانيء وقد ذاعت شهرتها في العالم القديم (المترجم). 

(86) أنطيوخوس الأول الملقب بالمنقذ ابن سلوقس الأول (324- 262 ق. م) آخر حكام سوريا من 

خلفاء الإسكندر الأكبر (المترجم). 

(87) الكسندر بوب (1688- 1744) شاعر إنجليزي من أشهر الشخصيات الأدبية في القرن الثامن 

عشر وأبعدهم تأثيرا لا تطوير الشعر (المترجم) . 

(88) له قصيدة مشهورة وجهها لزيوس يقول فيها «تحية لك يا أعظم الخالدين: أيازيوس المعبود بآألف 


560 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


(89) نيومينوس: فيلسوف يوناني سوري الأصل في القرن الثاني الميلادي كان فيثاغوريا ورائدا 
أيضا للافلاطونية المحدثة (المترجم). 


هوامش الفصل الرابع 

() سكان «أتروريا» وهي بلاد قديمة غرب إيطاليا. (المترجم). 

(2) إقليم قديم غرب آسيا الصغرى ازدهر حوالي/687- 450 ق. م. كانت حضارته راقية: وقد 

ارتبط بعلاقات وتيقة بالمدن الإغريقية. وعندما انتصر الفرس على ليديا أدمجوها في 
إمبراطوريتهم (المترجم). 

(3) كان العبيد أو الأسرى في روما القديمة يدخلون في صراع دموي حتى الموت مع الحيوانات 

المفترسة؛ أو مع بعضهم البعض لإمتاع الناس؛ وكانت العروض الثانية بصفة خاصة تسمى 
عروض المجاليد (المترجم). 

(4) لوكريتس: فيلسوف وشاعر لاتيني (95- 55 ق. م) عرض فلسفته بعنوان «في طبيعة الأشياء» 

شرح فيه مبادئ الفلسفة الأبيقورية قصيدة طويلة مضيفا إليها «حلاوة عسل الشعر» على حد 
تعبيره (المترجم). 

(5) مقاطعة في شمال إيطاليا على نهر البو (المترجم) . 

(6)إمبراطور روماني حكم روما عشر سنوات 69- 79 أعاد الاستقرار والازدهار إلى الإمبراطورية 

(المترجم). 

(7) جوليان (331- 363) هو كلوديوس جوليانوس الملقب بالمرتد حكم روما من 36١‏ إلى 363 
(المترجم). 

(8) هذه الكلمات اللاتينية تعني لغويا عمليات زراعية مختلفة: لكنها تشير كذلك إلى آلهة أو قوى 

روحية. تسيطر على هذه العمليات يبلغ عددها اثني عشر إلها هي على التوالي: إله الحرث 
الأول إله الحرث الثانى: إله الأخاديدءإله بذر البذورء إله تغذية النبات.إله تسوية التربةءإله 
عزق التريةءإله الحصادء إله جمع الحصادءإله التخزين؛ إله الصرف من المخازن (المترجم) . 

(9) الأرض التي تحرث ثم تترك موسما كاملا من غير زرع لإراحتها ثم يعاد حرثها وزراعتها مرة 
أخرى (المترجم). 

(10) «اللار» - أحد الآلهة المحليين وهو أتروسكاني الأصلء غير أن الرومان جعلوه فيما بعد أحد الآلهة 
الراعية للأسرة؛ وهو يحرس الحقول والمباني فضلا عن إشرافه على سعادة الأسرة (المترجم). 

)١!(‏ كانت «يونو» ملكة السماء وحامية الأنوثة والزواج؛ ولهذا اعتقد الرومان أن الزواج ضفي 
شهرها وهو شهر يونيوء يكون زواجا سعيدا (المترجم). 

(12) كان الرومان يستقبلون العام الجديد بألوان من الرقص المقدسء ومازال الناس يتبعون هذا التقليد 
حتى الآن! لكن الساليين كانوا يقفزون إلى أعلى إيحاء للاله لإطالة ساق النبات! (المترجم). 

)١3(‏ كان يسمى في بعض الأحيان بعيد «السو-أوفي- طوريلية» والكلمات الثلاث تعني على 
التوالي: الخنزير-الشاة-الثور وهي القرابين التي كانت تقدم للاله مارس (المترجم). 

(14) كلمة سدستش9 تعني المواطن الروماني الحر-وكانت في الأصل اسم قبيلة انضمت إلى 
اللاتين: والظاهر أنها أخذت اسمها من اسم هذه الروح التي كانت تشرف على الطقوس 


25300 


الهوامش 


السرية, وتروي الأساطير أن روميلوس مؤسس روما عندما مات صعد إلى السماء في عاصفة: 
وأصبح بعد ذلك إلها من آلهة الرومان المحبوبين يعبدونه باسم كويرينوس 5دسنن0 (المترجم) . 

(15) تقل الكابتول هو أعلى تلال روما السبعة والمركز الديني للمدينة القديمة شيد عليه المعبد 
الكبير للاله «جوبتر كابتولينوس» والقلعة ومبنى سجلات الدولة (المترجم). 

(16) آلبا لونجا: مدينة قديمة في لاثيوم تروي القصص أنها كانت مسقط رأس روميليوس 
وريموس المؤسسين الأسطورين لمدينة روما (المترجم). 

(17) كانت طائفة العذارى الفستية ذوات الثياب البيضء والخمر البيض؛ يقسمن أن يبقين 
عذارى في خدمة الإلهة فستا ثلاثين سنة (المترجم). 

(18) هو نفسه الإله هرميس رسول الآلهة. وإله التجارة: والمكر واللصوصية عند اليونان 

(المترجم). 

(19) ديانا هي إلهة القمر والغابات وكان الرومان يزعمون أنها كانت في الأصل روح شجرة جيء 
بها من أريكيا دعهنتة حينما خضع هذا الإقليم لروما وكان بالقرب من أريكيا بحيرة نيمي 
أدعلة وأيكتها حيث معبد ديانا. وتذهب الأسطورة إلى أن هذه الآلهة ضاجعت في هذا المكان 
فربيوس «ناذط:ة/املك الغابات الأول وكان الكهنة يعوذون أنفسهم بغصن من شجرة البلوط 
المقدسة يسمى عندهم «بالغصن الذهبي» ومنه أخذ فريزر اسم كتابه (المترجم). 

(20) شاعر روماني عاطفي أقوى من عبّر قديما عن الحب (84- 54 ق. م)(المترجم) . 

(21) سيرجيمس فريزر (1854- 1941) أنثروبولوجي اسكتلندي كتب «الغصن الذهبي» في ١2‏ 

مجلدا وهو دراسة عميقة للسحر والدين تقوم على معرقة وثيقة وإلمام واسع؛ حيث يرجع الكثير 
من الأساطير والشعائر إلى بداية ظهور الزراعة (المترجم) . 

(22) أوفيد (63 ق. م-17 م) شاعر لاتيني كتب الكثير من القصائد الغنائية والأسطورية منها 
قصائد«الحب»»؛ و«فن الحب». وأشعاره في الأساطير أهمها «ميتامورفيسس» أي التحولات أو 
مسخ الأشكال. وقد ترجمها الدكتور ثروت عكاشة وراجعها الدكتور مجدي وهبه (المترجم) . 

(23) اختير قيصر عام 64 ق. م رئيسا أعلى للدين الروماني وكان منصب الحبر الأعظم يمكنه من 
السيطرة على الشؤون الدينية (المترجم) . 

(24) كانت أعظم طوائف الكهنة نفوذا هي جماعة العرافين التسعة الذين يدرسون إرادة الآلهة 

ومقاصدهم بمعرفة اتجاه الطير في تحليقه. والتطير في اللغة العربية هو التفاؤل أو التشاوم 
من حركة الطير (المترجم). 

(25) هي الكتب التي كانت الحكومة الرومانية تدّعي أنها تعرف ما تريده الآلهة عن طريق الرجوع 

إليهاء لأنها سجلت فيها تنبؤات سيبيل 1نز6ز5 أو كاهنة أبوللو (المترجم). 

(26) إخوان الريف أو أصدقاء الحقل (المترجم). 

(27) السابيين: شعب قديم من شعوب أواسط إيطاليا حارب روما طويلاء لكن في القرن الثالث 

ق. م أصبح أهله مواطنين رومانيين (المترجم) . 

(28) أو المفاوضون الدبلوماسيون (المترجم) . 

(29) تقع حياته تقريبا فيما بين 203- 120 ق. م دعا إلى الحياد بين روما ومقدونياء وانتتصرت 
روماء فأخذ سجينا سياسيا سبعة عشر عاماء ثم أصبح صديقا لأسرة سيبيو وكتب في 
رعايتها تاريخ عالم البحر المتوسط في 40 مجلدا ١‏ يتبق منها سوى الخمسة الأولى (المترجم). 

(30) كانت «كيريس» في وقت من الأوقات إلهة الأرض. والأم المشرفة على الزراعة؛ وهي ابنة 


50١ 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


الإلهة «ساترن» وأخت جوبتر وبلوتو. والإله ليبر إله روماني قديم اتحد فترة مع إله اليونان 
باخوس أو الإله ديونسيوسء وليبرا هي ابنة كيرس وأخت ليبر وهي أحيانا إريان زوجة 
باخوسء أو الإلهة برسيفوني عند اليونان (المترجم) . 

(31) في عام 205 ق. م أعلن مجلس الشيوخ أن الكتب السبيلية تنبىّ أن هانيبال سيغادر إيطاليا 

إذا ما جيء «بالأم الكبرى». وهي صورة من الإلهة سبيل 0906616 من «بسينوس» في فريجيا-إلى 
روما. وكان الحجر الأسود في اعتقادهم يمثل جسد الأم الكبرى (المترجم) . 

(32) كان كلوديوس بللكر قنصلا عام 249 ق. م وقائدا للأسطول الروماني في الحرب مع 
القرطاجيين وهزم في ميناء دربانون «تناهدمء:2 (المترجم). (2) قائد وسياسي روماني من 
أسرة شعبية كان قنصلا عام 223 ومرة أخرى عام 217 هزمه هاينيال وقتله عام 217 (المترجم) . 

(33) سميت بهذا الاسم لأنها لم تكن تقام إلا على فترات متباعدة (المترجم) . 

(34) إينياس ابن فينوس وبطل الانيادة لفرجيل: والجد الأسطوري للرومان (المترجم). 

(35) «ربات المدفأة» وهو الاسم الذي يطلق على آلهة المنزل اللاتينية القديمة على اعتبار أنهم 
يحرسون مدفأة البيت (المترجم) 

(36) من أعظم شعراء الرومان في القرن الأول قبل الميلاد. كان صديقا لفرجيل الذي قدّمه إلى 

مايكناس وزير البلاط في عصر أغسطس الذي كان يشجع الآداب. (المترجم) . 

(37) يعد فرجيلء هوميروس الرومانء عاش في القرن الأول قبل الميلاد وكتب ملحمة الانيادة 
على غرار إلياذة هوميروس كما كتب الرعويات والزراعيات وقصائد أخرى كثيرة (المترجم) . 

(38) أوفيد 42 ق. م- 8ام شاعر غناتي لاتيني كتب «القصائد الغرامية» و«قصائد الحب». و فن 
الحب «و دواء الحب» كما سبق أن ذكرنا (المترجم). 

(39) تيتوس ا8- 45 أحد أباطرة الرومان وهو الابن الأكبر للامبراطور قسيبسان وشريكه في 
الحكم عام ا7- اشتهر بمنشآته لا روما واستمتع الناس بالرخاء في عهده حتى سموه «أنوار 
البشر» (المترجم). 

(40) جايوس فيروس-سياسي روماني؛ كان حاكما على قبرص,؛ اشتهر بالابتزاز والاغتصاب وفرض ضرائب 
باهظة واحتقار حقوق المواطن الروماني؛ حوكم وأمر مارك أنطونيو بإعدامه (المترجم). 

(41) طرود 1:04 مدينة قديمة في آسيا الصغرى جنوب مدينة طرواده ويرى البعض أنها المنطقة 

المحيطة بمدينة طروادة القديمة (المترجم). 

(42) قائد روماني (106- 48 ق. م) أدى خدمات جليلة في ساحات القتال فمنح لقب (الأكبر) عام 
9 ق.م ولعل هذا هو ما يعنيه المؤلف من أن بومبى حاكى الإسكندر الأكبر (المترجم). 

(43) أشهر الأبطال في أساطير اليونان والرومان. كانت شجاعته خارقة وقوته جبارة: فهو ابن الإله زيوس 
من الكميناء قام باتني عشر عملا خارقا رفعته إلى مصاف الآلهة الخالدة. (المترجم). 

(44) ناد «دوميتيان» بتأليه أبيه وأخيه وزوجته وأخته وطلب إلى الموظفين ألا يذكروه في وثائقهم 
إلا بلقب «سيدنا والهنا» (المترجم). 

(45) انظر إنجيل يوحنا (أجاب توما وقال له ربي وإلهي) 20: 28 (المترجم) . 

(46) قال هذه العبارة ثم وقف على قدميه وهو يكاد يفمى عليه وقال «إن الإمبراطور يجب أن 
يموت واقفا»!! (المترجم). 

(47) المفروض أن «آينياس» - بطل الايناده-هو أحد أبطال طروادة: ظهر له شبح هكتور القتيل؛ 

ومدينة طروادة تحترق: وطلب منه أن يستعيد من اليونان ما كان في طرواده من «أشياء مقدسة 


502 


الهوامش 


والهة منزلة» ويركب مع أبيه وابنه سفينة تقف بهم في أماكن مختلفة ويقوم بمغامراته أشبه 
بأوديسيوس في الأوديسه- وهو يصل في النهاية إلى نهر التيبر. ولهذا ينظر إليه الرومان على 
أنه مؤسس مدينتهم (المترجم). 

(48) أورئيان (212- 275) إمبراطور روماني خلف كلوديوس الثاني ودافع دفاعا مجيدا عن 

الإمبراطورية (ا لمترجم). 

الأم إلى ربات القدر. أما جوبتر أفضل الآلهة وأعظمهم فقد أصبح له مكانة هامة في العبادة 
الكلتية الرسمية؛ وكان من الطبيعي أن توجد عبادة للامبراطورء ولا يزال من الممكن 

(49) الإمبراطور قسطنطين؛ إمبراطور روماني أصدر منشور ميلان الذي أقر التسامح مع المسيحية؛ اعتنق 
المسيحية وهو على فراش الموت فأصبحت لأول مرة الديانة الرسمية لروما (المترجم). 

(50) مدينة في جنوب غرب إنجلترا (المترجم). 

)5١(‏ مدينة جنوب شرفي إنجلترا في مقاطعة اسكس (المترجم). 

(52) مملكة قديمة شرقي فرنسا (المترجم). 

(53) فيلسوف يوناني رواقي في بداية القرن الأول ق. م؛ ولد في سوريا وتعلم في رودس وكتب في 
التاريخ العام؛ والفلسفة الطبية؛ كما كتب مقالا عن الآلهة (المترجم). 

(54) تبروس (42 ق. م-37) إمبراطور روماني ابن أغسطس بالتبني خلفه على العرش واتخذ 
كابري مقرا له(المترجم). 

(55) مدينة إغريقية قديمة على بعد 16 ميلا من بحر إيجه. وجدت منذ القرن الخامس ق. م لكنها لم 
تصبح ذات أهمية إلا في العصر الهلنستي (323- 330 ق. م) وكانت مدينة مزدهرة اشتملت على 
أسواق وملاعب ومعابد لا سيما معبد الإلهة هيرا ومعبد آخر للإله دمتر (المترجم) . 

(56) أديب متفلسف من القرن الثاني الميلادي اشتهر بكتابين هما «التحولات» و «الحمار الذهبي» 
وهي قصة يتحول فيها البطل إلى حمارء ويقوم بعدة مغامرات ثم يستعيد شخصيته في نهاية 
القصة بمساعدة الإلهة إيزيس (المترجم). 

(57) بلينوس الأكبر (23- 79) عالم نبات روماني مات مختتقا عندما ذهب لرؤية بركان فيزوف. 
كتب عن التاريخ الطبيعي (37جزءا) تكلم فيه عن الكون والجغرافيا وعلم الأجناس والحيوان 
والنبات مما يدل على سعة الاطلاع وتنوع المعارف مما أثار دهشة النقاد وإعجابهم (المترجم). 

(58) «طريق ابيا» نسبة إلى القنصل الروماني «أبيوس كلوديوس» وكان هو الذي بدأ في إقامة 
هذا الطريق الذي يؤدي من روما إلى كابوا 4دامه© ثم امتد أبعد من ذلك. (المترجم). 

(59) اريان ابنة مينوس 31005 ملك كريت (المترجم). 

(60) كاستور ابن تينداروس 5نمه0م/ز1 ملك طروادة وليدا 1.608 وتوأم بولكس وشقيق هلن؛ وكان 
آدميا. أما أخوه بولكس فكان خالدا . ولما مات الأول حصل الأخير على تصريح من جوبتر أن 
يتناوب الشقيقان الحياة معا (المترجم). 

(/6) لويكبوس: والد فويب ه2000 وهيليرا 1111212 اللتين غاز بهما كاستور وبولكس (المترجم) . 

(62) اندميون «منس:زلمظ الراعي هو أجمل شباب الميثولوجيا الرومانية؛ أحبته سيلين إلهة القمر 
وأيقظته من نومه بقبلة (المترجم). 

(63) الناريدات مجموعة من حوريات البحر والتريتون تصفه إله من إلهة البحر بجسم رجل وذيل 

سمكة. وقد سبقت الإشارة إليها (المترجم) . 

(64) منطقة قديمة لم تتضح معالمها أبدا بتميز وهي تمتد على ساحل البلقان (المترجم) . 


205 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


(65) مدينة بعلبك على سفح جبل لبنان الشرقي على بعد 85 كم شمال بيروت وشيد بها معبد الإله بعل (المترجم). 

(66) من وناء11 في اليونانية بمعنى الشمس و ونا20 بمعنى مدينة (المترجم). 

(67) إمبراطور روماثي من (206- 222) وكان في شبابه كاهنا في معبد إله الشمس (المترجم) . 

(68) سيفيروس «نات5616 أسرة من أباطرة الرومان؛ ولهذا فاسم سيفيروس يطلق على أربعة منهم 
هم فلافيوس (306- 307): وليفيوس (461- 465) ولوشيوس (193- 211) ثم ماركوكوس (222- 
35 (اللترجة): 

(69) هليوجابوس هو نفسه الإمبراطور الروماني السابق ذكره أنطونينوس فقد نصبه الجنود 
إمبراطورا تحت اسم ماركوس أورليوس أنطوينيوس عام 208 (المترجم) . 

(70) اسمه اللاتيني بالكامل لوشيوس دوميتوس أورليانوس كان إمبراطورا لمدة خمس سنوات 
(275- 275) كان في الأصل جنديا ثم ارتقى إلى أعلى المناصب العسكرية اختاره الجيش 
إمبراطورا عام 276 (المترجم). 

(71) إرنست رينان (1823- 1892) مؤرخ وناقد ومستشرق فرنسي اهتم بالدين من الناحية 
التاريخية لا من الناحية العقيدية فكتب «تاريخ نشأة المسيحية»» «وتاريخ شعب إسرائيل» وألف 
رسالة عن ابن رشد والرشدية.. إلخ (المترجم). 

(72) إله الشمس أو النور عموما وقاهر الظلام عند الفرس (المترجم). 

(73) مدينة بومبى جنوب شرق نابلي دمرت في إحدى ثورات بركان فيزوف واكتشفت آثارها في 
ق 6(المترجم). 

(74) عبد الفرس القدامى الثور الذي مات ثم بعث حيا ووهب الجنس البشري دمه شرابا ليسبغ 
عليه نعمة الخلود وسموه «هوما» (المترجم). 

(75) مدينة على الساحل في كمبانيا شهيرة بالمياه المعدنية وهي منتجع مفضل عند الرومان 

(المترجم). 

(76) شاعر مسيحي لاتيني في القرن الرابع كتابه الشهير «المراع بين الفضيلة والرذيلة» (المترجم) . 


هوامش الفصل الخامس 

)١(‏ جوي 0001 صحراء رملية تقع في الصين ومنغوليا جردتها الرياح من معظم تربتها (المترجم). 

(2) كلمة «الجاثا» معناها الغناء أو الإنشاد وهي أهم أجزاء الابستاق وأكثرها قداسة (المترجم). 

(3) «الأبستاق» هي الترجمة العربية القديمة لكلمة 40508 الفارسية التي تعنى الأصل أو المتن. 
(المترجم). 

(4) فقدت جميع نسخ الأبتساق بعد غزو الإسكندر لفارس عام 330 ق. م وفقدت معها تفاسيره 

والمؤلفات التي كانت تشتمل على شيء من أجزائه. ثم بدأ ملوك فارس في القرن الأول الميلادي 
في تدوين ما بقني من حوافظ الناس أن الأبستاق: وأكملوا هذا العمل في القرن الثالث ثم في 
القرن الخاص وهكذا (المترجم). 

(5) سفر «اليسنا» ومعناها العبادة أو التسبيح؛ يشمل أدعية وصلوات كان يتجه بهما إلى الله 
وملائكته والكائنات المقدسة (المترجم). 

(6) «الونديداد» تعني حرفيا القانون المضاد للشياطين؛ وهو يشبه سفر اللاويين في العهد القديم 
من حيث أنه يوضح التعاليم التي يخضع لها رجال الكهنوت من الزرادشتيين كما يتضمن 


50/4 


الهوامش 


وجهة نظر الزرادشتية في الموت والزواج وغيرها من المشكلات الاجتماعية (المترجم) . 

(7) إحدى وعشرون ترنيمة تتلى في مديح الملائكة المشرفين على أيام الشهر (المترجم) . 

(8) «تعاليم المجوس» ترجمها ر. ك. تسنير ونشرها د. م. مارن؛ لندن 1956 ص 194 (المؤلف) . 

(9) «أهوامزدا» مركبة من ثلاث كلمات هي «هو» - «را»؛ «مزدا» ومعناها على التوالي «أنا الوجود 

خالق» أو أنا خالق الكون ولقد أطلق الله على نفسه في سفر الخروج اسم الوجود أيضا إصحاح 
3 اما أهرمان فهي تعني الخبيث أو القوى الخبيثة (المترجم). 

(10) الفرافاشي أرواح مرشدة نقية للبشرء فهي تقود الإنسان في هذه الحياة الدنيا ثم ترشد 
الميت إلى مستقره الأخير. ولقد جاء في الأبستاق أن هناك فرافاشي لجميع الأشياء الطبيعية, 
لكن لا يوجد للأشياء المصنوعة؛ فمثلا يوجد للأشجار ولا يوجد للكرسي أو المنضدة (المترجم) . 

)١١(‏ مودى-المرجع السابق ص 29 وما بعدها (المؤلف). 

(12) رشن: اسم اليوم الثامن عشر من كل شهر شمسي_-المعجم الذهبي للغة الفارسية ص 297 

د. محمد التويخي (المترجم). 

(13) انظر كتاب تسينر «تعاليم المجوس» السالف الذكر ص 108 (المؤلف) . 

(14) المرجع السابق ص 25 (المؤلف) . 

(15) تسمى بالفارسية سدرة وهي مريول يلبسه الزردشتيون منذ سن البلوغ «المعجم الذهبي في 

الفارسية» ص 3218 (المترجم). 

(16) فرضت على اتباع الزرادشتية أن يؤدوا خمس صلوات في اليوم هي صلاة الصبح «كاه 
هاون». وصلاة الظهر «كاه رقون» وصلاة العصر «كاه إزيرن» وصلاة الليل «كاه عيوه سرتيرد» 
وصلاة الفجر «كاه إشهن» وهناك صلوات خاصة أخرى (المترجم). 

(17) البارسيون هم أتباع الديانة الزرادشتية أو المجوس كما أطلق عليهم اليونانيون عندما فتحوا 
فارس (المترجم). 

(18) هوم: نبات بدون أوراق ثمر يشبه عنب الثعلب وهو سئمي «المعجم الذهبي» السالف الذكر 

(المترجم). 

(19) زرفغان هو إله الزمان المتناهي والقدر المسيطر الذي يؤثر من بعيد في مصير البشر. 
والزرفانية صورة معدلة من الزرادشتية بعد أن أصبحت الأخيرة ثنائية (المترجم). 

(20) الأخمينيون أسرة حكمت فارس أكثر من قرنين (550- 330 ق. م) ويرجع اسمها إلى جدها 

الأكبر أخمينيس الذي كان حاكما على قسم جبلي بجنوب غربي إيران (المترجم) . 

(21) هي الفترة التي خلفت السلوقيين في فارس في منتصف القرن الثالث ق. م (المترجم). 

(22) هي الفترة التي تلت عمر البارثيين حيث قامت إمبراطورية جديدة حوالي 266 ق. م تحت 
حكم الأسرة الساسانية وازدهرت حتى استولى العرب على حضارة فارس وحل الإسلام مكان 
مذهب زرادشت حوالي عام 642 (المترجم). 

(23) انظر جبرشفتشى «انشودة أيستاقية خثراء هن 145 (المؤلف). 

(24) كانت هناك نبؤؤات من هذا النوع بمولد السيد المسيح إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلى 
أورشليم قائلين أين هو المولود ملك اليهود فإننا رأينا نجمه في المشرق..؟! وإذا النجم الذي 
رأوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ووقف فوق حيث كان الصبيء فلما رأوا النجم فرحوا فرحا 
عظيما جدا. إنجيل متى الإصحاح الثاني 2-١‏ و9- 10 (المترجم). 

(25) هذه الطقوس موجودة في الديانة المسيحية فيما يسمى بالتناول أو العشاء الرباني الذي 


25305 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


يتناول فيه الشخص المسيحي مع القسيس خبزا وخمرا ليتحد مع المسيح؛ وذلك اعتمادا على 
ما قاله السيد المسيح «من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه» إنجيل يوحنا 
4 االمترجم). 
(26) أرض أو بلاد البارثيين أو الفرثيين شمالي إيران؛ وقد حكموا من250 ق. م إلى 247 بعد 
الميلاد (المترجم). 
(27) معنى كلمة ماني بالفارسية «الفريد, النادر». وهو ماني بن فاتك مؤسس الديانة المانوية التي 
كانت مزيجا من الزرادشتية واليهودية والمسيحية. وكان أبوه من رجال همدان هاجر إلى بابل وولد 
ماني هناك؛ ادعى النبوة بعد أن اطلع على الأديان الموجودة وسمى نفسه «فارقليط» الذي أخبر عنه 
المسيح ومن أقواله «يبشر الأنبياء بأوامر الإله أحيانا من الهند بواسطة زرادشت والآن أرسلني الله 
لنشر دين الحق في بابل» و «أرسلني الله نبيا من بابل حتى تصل دعوتي العالم أجمع» (المترجم) . 
(28) مجموعة من أعضاء فرقة دينية انشقت عن المسيحية وبشرت بتعاليم ماني الثنائية في جنوب 
فرنسا في الفترة الممتدة من القرن الحادي عشر حتى الثالث عشر. وجاءت التسمية من أن 
الحركة بدأت في مدينة وتقمعو الى في مقاطعة آلبى أطلك شمال شرق مدينة تولوز (المترجم). 
(29) كلمة المجوس 21361 كلمة يونانية الأصل 112805 أطلقها اليونانيون على كهنة زرادشت عندما 
دخلوا فارس بقيادة الإسكندر الأكبر. والكلمة معناها العظيم أو الهائل؛ وذلك لأنهم برعوا في 
السحر ه3126 ولهذا اشتقت الكلمة الأوربية التي تعني السحر من اسمهم (المترجم. 
(30) إله البحر في الأساطير اليونانية وليست له ملامح محددة (المترجم) . 
(31) لا نعرف شيئًا اسمه «المعابد» في الإسلام لأن مكان العبادة هو المسجدء كما أن تكيف هذه 
المعابد الإسلامية المزعومة مع الزرادشتية كلام لا معنى له لأن الزرادشتية تنائية في حين أن 
الفكرة المحورية في الإسلام هي التوحيد «إن الله لا يغفر أن يشرك به؛ ويغفر مادون ذلك لمن 
يشاء» النساء: 48. أما كلمة «شاه» الفارسية فهي تعني ملك أو سلطانء وكذلك كملة «بهلوي» 
التي تعني ملكيء ولا علاقة للاسلام بهذه الألقاب فهي مجرد كلمات فارسية! (المترجم) . 
(32) مرة أخرى لا نستطيع أن نفهم ما الذي يقصده المؤلف بهذه العبارة الغريبة: فالمعروف تاريخيا أن 
الفتوحات الإسلامية بدأت في عهد الخليفة أبى بكر عندما بعث بأربعة جيوش إلى الشام عام 633 م: 
وبجيش آخر بقيادة خالد بن الوليد إلى العراق ولم ينته عام 634 م حتى سيطر خالد على شاطى الفرات 
الغربي ثم اتجه إلى فلسطين. وانتصر على البيزنطيين في موقعة أجنادين 634 م؛ ودخل دمشق 635 م وقضى 
على أعدائه في معركة اليرموك 636 م. واستمرت الفتوحات الإسلامية في عهد عمر بن الخطاب في 
الميدان الفارسي بقيادة سعد ابن أبي وقاص؛ وأحرز العرب نصرا باهرا في القادسية عام 637 م؛ وسار 
عمرو بن العاص من فلسطين لفتح مصر عام 639 م وآلت البلاد كلها للمسلمين بمقتضى معاهدة الإسكندرية 
عام 642 م. واستؤنفت الفتوحات في عهد معاوية فهاجم القسطنطينية وغزت جيوشه أفريقيا... إلخ دون 
أن نجد أثرا لإيران» كما يقول المؤلف. في هذه الفتوحات ولا فيما بعد ذلك من انتشار للاسلام.! وفضلا عن 
ذلك كله فالإسلام بطبيعته دين عالمي شامل؛ لم ينتظر مساعدة إيران لينتقل إلى العالمية (المترجم). 


هوامش الفصل السادس 


)١(‏ الهندوسية بالفعل ليست عقيدة محددة لأنها أسلوب لا الحياة أكثر منها مجموعة من 
العقائد؛ ولهذا فليست لها صيغة محددة المعالم. ومن هنا كانت تشمل من العقائد ما يهبط 


25300 


الهوامش 


إلى عبادة الحجارة والأشجارء وما يرتفع إلى التجريدات الفلسفية الدقيقة (المترجم). 

(2) هذا هو ما يسمى في المنطق التعريف بالسلب وهو أضعف أنواع التعريفات كلها (المترجم). 

(3) نسبة إلى الفيدا 7702 كتاب الهندوس المقدسء وهي كلمة سنسكريتية معناها العلم أو المعرفة 

(المترجم). 

(4) الدرافيديون؛ اسم أطلق على أكبر مجموعة من سكان الهند قبل مجيء الآريين إليها . ويطلق 
اليوم على مجموعة بشرية كبيرة تعيش بجنوبي الهند؛ ويفترض أنهم من سلالة درافيدي ما 
قبل التاريخ ويتميزون بخصائص زنجية واضحة (المترجم) . 

(5) الريج فيدا-سنسكريتية معناها الفيدا النارية أو المنسوبة إلى النار وهي قسمان: الأول أدعية 

وصلوات وأوراد منظومة تتلى غي بعض المناسبات نثرا والآخر يشتمل على تعاليم تتعلق بالعبادات 

والواجبات الدينية ويسمى براهمانا (المترجم) . 

(6) ساما فيدا ومعناها الفيدا الشمسية أي المنسوبة إلى الشمسء وهي أيضا قسمان أحدهما 
مزامير دينية يتغنى بها في بعض المناسبات (منترا) ويشتمل الآخر على تعاليم متعلقة بالعباد 
والواجبات الدينية براهمانا (المترجم). 

(7) ياجورا فيدا و معناها الفيدا الهوائية أي المنسوبة إلى الهواء. وهي مجموعتان يطلق على 
إحداهما اسم ياجورا فيدا البيضاء وعلى الأخرى ياجورافيدا السوداء, (المترجم) .. 

(8) ربما جاءت التسمية نسبة إلى حكيم من حكماء الهند يدعى «أثارا». وهي أيضا قسمان؛ 
الأول يحتوي على أوراد وأدعية للاستغفار والرقي ضد السحر والأرواح الشريرة المدمرة 
والخبيثة (تترا) ويشتمل الآخر على طائفة من شرائع الديانة البرهمية (براهمانا)(المترجم). 

(9) الآرانياكا أو نصوص الغابة؛ وهي خاصة بالقديسين الرهبان أساساء لكنها يمكن أن تكون 
هداية للشيوخ والمعمرين الذين تركوا أهلهم ليقيموا في الكهوف والغابات. وهي تهديهم إلى 
أعمال سهلة يقومون بها بدل القرابين التي أصبحوا يعجزون عن تقديمها (المترجم) . 

(10) اليوبانيشاد مؤلفة من مقطعين «يوبا» ومعناها: وبالقرب من.. «وشاد» معناه اجلس أو 
مجلس. فهي حرفيا تعني «الجلوس بالقرب من المعلم» ثم أصبحت تطلق على المذهب الغامض 
الذي أسره المعلم إلى خيرة تلاميذه. وفيها ١08‏ محاوره مما جرى بين المعلم وتلاميذه. ألفها 
كثير من القديسين والحكماء فيما بين سنتي. 800 و500 ق. م (المترجم) . 

(11) كان الهنود يقدمون طعاما لأرواح الأسلاف آنا بعد أن حتى لا تفنى أرواحهم إذا امتنع عنها 
الطعام (المترجم). 

(12) لم يكن للديانة الفيدية في أولى مراحلها معابد, بل كانت المذابح التي تقدم أمامها القرابين؛ 

تنصب لكل قربان يراد تقديمه (المترجم). 

(13) الجوط :680 درج يهبط عليه الناس إلى أحد الأنهار في الهند لا سيما الأنهار المقدسة مثل 
نهر الكنج (المترجم). 

(14) الترسيم هو مجموعة من الطقوس التي يتم بواسطتها دخول فرد ما في جماعة دينية؛ فهي 
تعني الاحتفال-بطريقة ما-بدخوله سلك الديانة المعنية (المترجم) . 

(15) الزواج في النظام الهندي إجباري للجميع؛ والرجل الأعزب طريد الطبقات ليس له في 
المجتمع مكانة ولا اعتبارء وكذلك الفتاة» إن طال بها الأمد وظلت عذراء بغير زواج (المترجم). 

(16) أب السماء أو إله السماء في أساطير الفيداء وهو يقابل «زيوس» عند اليونان: و جوبتر عند 

الرومان (المترجم) . 


5327 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


(17) السوما هو الشراب المقدس عند الهنود. وهو يتلازم مع تقديم الأضاحي والقرابين. ويعد 
في الأساطير الهندية سبب خلود الآلهة. وهو يستخرج من نبات القنب الهندي بأن يعصر 
باليد أو يطحن بحجر ثم تسيل منه العصارة نقطة نقطة ليتجمع في قنينة ثم تخمر (المترجم) . 

(18) كان الفرس يحتفلون بشرب عصير «الهوما» المقدس مع ملاحظة أن حرف «سي» في اللغة 

السنسكريتية يقابل «الهاء» الفارسي. ومن هنا نجد أن «سوما» كما أصبحت «هوما»: ما أبحت 

السند؛ هي الهند عند الفرس (المترجم) . 

(19) يقال إن الآريين جلبوه معهم في الهند وهو «ميتهرا» في إيران؛ ووظائفه الرئيسية هي ضمان 

المعاملات التجارية والعقود والاتفاقات ونحوها وكلمة مترا تعني الصديق (المترجم). 

(20) انتشرت ديانة مترا وعبادته في الإمبراطورية الرومانية في القرون الأولى للمسيحية وكانت 
المنافس الرئيسي الخطر لهاء ولهذا ذهب رينان إلى أن العالم يمكن أن يصبح من أتباع مترا لو 
انهارت المسيحية (المترجم) . 

(21) الإسم الذي أعطته الأوباتيشاد للموجود الأسمى؛ و«برهمان» محايد من حيث الجنس االمترجم). 

(22) كان النشيد الذي يتغنى به نساك الهنود : «في البدء لم يكن ما هو موجود, أو ما لم يوجد, ولم يكن 
هناك ما تثبته وما تنفيه». «لا أجواء؛ ولا سماء وراء الأجواء. لم يكن موت ولم يكن خلود». «لم يكن 
ثمة نهار ولا ليل. لم يكن سوى «الأوح» يتنفس حيث لا أنفاس و «لا شيء سواه!«(المترجم). 

(23) بعض آلهة «الفيدا» مثل «أندرا» و«مترا وغارونا» مذكورون في معاهدة عقدت بين الحيثيين 
و الآريين والميتانيين في بداية القرن الرابع عشر قبل الميلاد (المترجم) . 

(24) وهو رب كل حي. ويقال إنه الشمس التي تولد الحي من الحي؛ وقد تحول إلى عظيم جديد 
اتخذ اسم «برجاباني» وحل محل إندرا . (المترجم) . 

(25) هناك أسطورة هندية ترى أن «الروح الكوني» تشكل في الوجود الإنسانيء لكن خاف الوحدة 
والعزلة فمزق نفه قطعتين؛ قطعة تحولت إلى امرأة فكانت زوجته وقطعة بقيت كما هي. 
وهكذا بدأ تسلسل خلق الإنسان. ولكن هناك أسطورة أخرى ترى أن الإنسان الأول كان رجلا 
هائلا ضحى بنفسه وجسده على مذبح الآلهة فحول جسده ذرات صغيرة عادت جزئياتها 
تتحد ومنها تكونت الأرض وكل ما يحيط بها (المترجم) . 

(26) يقول ديورانت «اللنجايات هم أخلص عباد اللنجا عقيدة؛ وهم يمثلون أشد مذاهب الهند 

تزمتا وطهرا». قصة الحضارة ج 3 ص 224 (المترجم) . 

(27) شاكتي معناها القوة التي تبعث النشاط (المترجم). 

(28) سلسلة من الجبال فضي شمال الهند موازية لنهر نارباد 42دطمه1(المترجم) . 

(29) هذه الطقوس كلها تبدأ بحرف الميم ولهذا تسمى بالميمات الخمسة وهي على التوالي 21202 
أي الخمر و 21254 أي السمك وممسا (اللحوم) 318258 ثم الحبوب 52 واآخيرا العملية 
الجنسية همناطانه]3 (المترجم). 

(30) الأتباع اليساريون هم الذين ينظمون عبادتهم عن طريق طقوس سرية بعيدة عن الأخلاق. 
أما الأتباع اليمينيون فهم الذين ينظمون عبادتهم التي تتركز في تقديس الآلهة والحياة 
والصحة (المترجم) . 

(31) تروي القصة أن الشاب كرشنا راح يغازل فتاة بكرا تحلب اللبن من بقرة؛ ثم وقع في حبها 
وهذه الفتاة هي راذا (المترجم). 

(32) كان كمشا ملكا ظالما يقتل كل طفل ذكر وفقا لما تقوله النبوءة (المترجم) . 


5308 


الهوامش 


(33) يقول «ديورانت» إنها بمثابة العهد الجديد في الهند (وأن الهنود) يبجلونها بعد كتب الفيدا 
نفسها ثم يستعملونها لحلف الإيمان في المحاكم كما يستعمل الإنجيل والقرآن. قصة الحضارة 
جة ص 298 (المترجم) . 

(34) طبقة الزراع والتجار (المترجم). 

(35) طبقة الخدم (المترجم) . 

(36) كانت أول هجمات المسلمين على ملطان غرب البنجاب عام 664 م ثم قاموا بغارات مختلفة على مدى 
القرون الثلاثة التالية حتى انتهى بهم الأمر إلى توطيد سلطانهم في وادي نهر السند. على أن الفتح 
الإسلامي الحقيقي لم يقع إلا بعد نهاية الألف الأولى من التاريخ الميلادي. (المترجم). 

(37) لعله يقصد محمود الغزنوي سلطان وادي غزنة التي تقع في الجزء الشرقي من أفغانستان 
وقد غزا الهند عام 997 م ثم قامت قبيلة تركية من الأفغان عام ١186‏ بغزو الهند والاستيلاء 
على دلهي بقيادة السلطان قطب الدين أبيك (المترجم). 

(38) يستخدم المؤلف هنا لفظ ::ذط وهي كلمة فارسية معناها مشايخ الطرقء انظر المعجم 
الفارسي السابق (المترجم) . 

(39) طائفة الفيشناقا معبودها الأعلى «فشنو» وبعض أتباعها يجد شبها بين التجربة البشرية 
والعشق البشري (المترجم). 

)40 «قلابها» من شراح الفيداء عاش في القرن السادس عشرء وقد جمع حوله عددا كبيرا من 
التلاميذ فكوّن مدرسة:؛ ثم تولى ابنه فيتهال هذه المدرسة من بعده (المترجم) . 

(41) كان توكارام من الصوفيين المارثيين الذين يكتبون باللغة العامية (المترجم). 

(42) إمبراطور المغول الذي حكم الهند من 1055- 1605 م واسمه الأصلي جلال الدين ولقب 

بالأكبرلما قام به من جلائل الأعمال؛ لكنه كان مستبدا شديد القسوة؛ أمكنه شن حروب متواصلة 

لتوسيع رقعة إمبراطوريته. وكان أكبر أميا لكن بلاطه كان مقصد العلماء ورجال الآدب والفنون 

(المترجم). 

(43) إمبراطور المغول (1618- 1707) والتاريخ الذي يذكره المؤلف هو فترة حكمه. كان محبا 

للاطلاع والعلم. وتشدد في إقامة العدالة بين رعيته والتمسك بأهداب الإسلام. كان عصره 
أزهى عهود الأباطرة المغول في الهند (المترجم). 

(44) المارثيون شعب يقطن في وسط الهند ويتكلم اللغة المارثية أعلن زعيمهم الكبير سيفاجي (1627- 
0)) استقلاله عن إمبراطورية المغول في القرن 17 ثم حل المارثيون مكان إمبراطورية المغول 
بوصفهم القوة التي عقدت لها الزعامة في الهند حتى أخضعتهم بريطانيا عام 18/8 (المترجم). 

(45) كلمة 3[ تعني الأمير في الهند؛ وكان «رام موهن روى» (1774- 1833) أحد المصلحين 
الدينيين الهندوس ومؤسسي فرقة «براهمو سماج» ولد في البنغال ونشر عام 1790 كتاب ضد 
الوثنية وعمل في الخدمة البريطانية (18/4-1800) ثم استقر في كلكتا عام ١814‏ وكرس نفسه 
للاصلاح الديني فكون جماعة روحية عام ١816‏ تطورت فيما بعد عام 1830 إلى «براهمو 
سماج». لعبت دورا بارزا في إلغاء عادة «سوتي عا أناة» عام 0 (دفن الآرملة) ومنحه إميراطور 
دلهي لقب راجا أو أمير ثم زار إنجلترا عام 1831 حيث توفي هناك عام 833 (المترجم). 

(46) معناه الحرفي «جمعية براهما». واسمها الكامل هو جمعية المؤمنين ببراهما الروح الأعلى. 

(المترجم). 

(47) هو والد الشاعر العظيم رابندرات طاغور (1861- 1941) الذي نال جائزة نوبل في الآداب 


500 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


لعام ١913‏ (المترجم). 

(48) كشاب شادرا سن (1838- 1884) مصلح ديني هندوسي تعلم في كلكتا وعمل في أحد 

البنوك في البنغال ثم كرس نفسه للدين والفلسفة من عام ١86١‏ والتحق بجماعة «براهمو سماج» 

وأصبح قائدا نشطا له كتب «مرآة الهند» وغيره (المترجم). 

(49) معناها الحرفي «الجمعية الآرية» وهي جمعية إصلاح ديني أخرى أسسها واحد من البراهمة 

(المترجم). 

(50) ديند اسار سفتى (1817- 1883) أحد البراهمة؛ أسس جمعية لإصلاح الحركة الدينية في 
ديانة الفيدا عرفت باسم الجمعية الآرية: وكانت تعاليمها تتلخص في أن هناك ثلاثة جواهر 
أزلية هي: الله؛ والروح:؛ والمادة. كما تذهب إلى أن الترانيم الفيدية هي وحدها الكتب المقدسة 
الملهمة. كما دعت إلى إصلاح نظام الطوائف ونشر التعليم وإلغاء زواج الأطفال (المترجم). 

(51) كان فيفيكانندا (1863- 1902) فى البداية تلميذ «براهما كرشنا» لكنه أعطى للعقيدة الجديدة 
منحى فلسفيا ويقال أنه أصبح ناسكا بعد موت أستاذه عام 1886 وألقى محاضرات في الولايات 
المتحدة وبريطانيا أدهشت الكثيرين نشرت مؤلفاته في 8 مجلدات عام 1972 (المترجم) . 

(52) حركة روحية حديثة نشأت في الولايات المتحدة عام 1875 وبنيت في المقام الأول على أساس 

التعاليم البوذية والبرهمية (المترجم). 

(53) بلافتسكي ا189- |812728511(183) رحالة روسية ابنة نبيل ألماني. تزوجت جنرالا روسيا 
لكنها هجرته وزارت التبت والهند واهتمت بالحياة الروحية؛ ثم سافرت إلى الولايات المتحدة 
عام 1973 وأسست الجمعية الثيوصوفية عام 1875 ثم فرعا لها-في الهند-بومباي عام 1879. 
أصدرت جريدة خاصة هي الثيوصوفيء وعندما ماتت كان لها أكثر من مائة ألف من الأتباع 
في مختلف أنحاء العالم. كتبت الكثير من المؤلفات مثل «إيزيس بلا قناع» في مجلدين عام 
77 والمعتقدات السرية؛ في مجلدين عام 888اوالطريق إلى الثيوصوفية عام ١889‏ ودصوت 
الصمت» عام ١889‏ (المترجم). 

(54) «آني بزنط» 1847- 1933 ثيوصوفية إنجليزية وزعيمة سياسة في الهند تزوجت من فرانك 
يزتطاعاه 7 ثم انضمت إلى الجمعية الثيوصوفية عام 21889 وأصنبدك تلميذة مخلصة: 
«لمدام بلافتسكي» رئيسة الجمعية. أسست كلية هندية في بنارس 65ةمء8 ورأست المؤتمر 
القومي الهندي عام 1917. كتبت الكثير من الكتب منها «تناسخ الأرواح» عام ١892‏ «والكرما» 
والثيوصوفية وعلم النفس الجديد 1904؛ والمشكلة الدينية في الهند 1902 (المترجم) . 

(55) جورج كيرزن (1859- 1925) سياسي إنجليزي وعضو البرلمان عن المحافظين عام ١885‏ سافر 
كثيرا إلى آسياء وعين بالخارجية لشؤون الهند (1891- 1892) ثم حاكما عاما للهند (1899- 1905) 
وهو الذي نظم العلاقات المالية بين المقاطعات الهندية والحكومة؛ وتقاعد بسبب خلافه مع لورد 
كتشنرء وعاد إلى مجلس اللوردات 1908 فوزيرا للخارجية عام 1919. له الكثير من المؤلفات منها 
مشكلات الشرق الأقصى عام 1894 وكتاب «لورد كيرزن في الهند» 1906 ... إلخ (المترجم) . 

(56) أهمسا أو أهمشا ددصنطة كلمة سنسكريتية معناها الحرفي «لا أذى» أو الامتتاع عن إيذاء 
أي كائن حي وهي الفضيلة الأخلاقية الأساسية التي أذاعتها الهندوسية والبوذية في الهند 
عبر عصور طويلة؛ ثم طورها المهاتما غاندي إلى نظريته المعروفة في المقاومة السلبية (المترجم). 

)57( هنري ديفيد ثورو -١862‏ 1(!817اهء:مط181.2.1) أديب ومفكر أمريكي؛ عمل مدرسا في بداية 
حياته وتعرف على الشاعر الأمريكي «أمرسون» وأصبحا صديقين حميمين. اعتزل المجتمع 


000 


الهوامش 


في كوخ بجوار بحيرة والدن حيث كرس نفسه لدراسة الطبيعة والكتابة» كان يميل إلى العزلة 
والتأمل؛ والدفاع عن قيمة الفرد في مجتمع مادي جمعت مؤلفاته بعد وفاته في عشرين 
مجلداء ونشرت عام 1906 (المترجم) . 

(58) جون رسكن 5140(1819-1900 «ناه1) كاتب ومفكر وناقد إنجليزي؛ ولد في لندن ودرس في 
أكسفورد وأراد أبوه إعداده للكنيسة فتأثر تفكيره وذوقه بلغة الإنجيل في سن مبكرة. نشر كتابا 
بعنوان «يالرسامون المحدثون» دافع فيه عن الرسام الإنجليزي ترنر وأسلوبه في الفن وأصبح أول 
أستاذ للفن في إنجلترا (أكسفورد 1870) حيث كان يلقي محاضراته في حشد من الطلاب (المترجم) . 

(59) ليون تولستوي (1828- 19/0) روائي وفيلسوف من أعظم أدباء العالم؛ مر بأزمة روحية عنيفة 
كانت نتيجتها ارتداده إلى الإيمان بالمحبة المسيحية؛ واعتناقه مبدأ المقاومة السلبية للشر.. وأدت 
الاعتبارات الخلقية والاجتماعية دورا أخطر في مؤّلفاته التي ألفها بعد ارتداده (المترجم). 


هوامش الفصل السابع 

(2) المايا 8 هي أيضا الوهم أو العدم أو اللاوجود . (المترجم). 

)3( الإميراطور جهانكير :اع مقطة1 -١569‏ 1627 الملقب «يقاهر العالم» إمبيراطور هندوستانو رابع 
إمبراطور مغولي وهو ابن أكبر العظيم (المترجم) . 

(4) النقشبندية طريقة من طرق الصوفية أسسها بهاء الدين النقشبندي (1367- 1389) في فارس 
وألف فيها مجموعة من الكتب «كالأنوار البهائية» و سلك الأنوار و«هدية السالكين» واهتمت 
بالذكر وكان لها أفرع في الصين والهند وتركستان وتركيا (المترجم) . 

(5) أسس جوبند سنغ (1666- 1708) قوة عسكرية وأصبح قائدا عسكريا وأضاف إلى اسمه سنغ 

أو أسد وكون فقوة أخوية تحمل اسم «خلسا» الطاهر (المترجم). 

(6) كلمة الخلسا تعني حرفيا الطاهر أو النقي؛ والمقصود بها هنا «جماعة الأبرار الأنقياء» وتلك 
صورة جماعة السيخ في أواخر القرن السابع عشر على يد المعلم العاشر الذي أسس من 
ناحية أخرى قوة عسكرية للجماعة! (المترجم). 

(7) المقصود أنها كلها تبدأ بحرف «ك» مما يصعب نقله إلى اللغة العربية على هذا النحو 
(المترجم). 

(8) يتخذ كل سيخي ينتمي إلى جماعة المحاربين أو ينتسب إلى طائفة الخلسا لقب سنغ أي أسد 

(المترجم). 

(9) الجوردوارا: هو المعبد عند السيخ (المترجم). 

(10) أي إلى المزارعين أو الفلاحين من السيخ (المترجم). 


هوامش الفصل الثامن 

)0( تترجم أحيانا بالمستنير الكامل أو الحكيم, أو «المنقذ المنتظر» وهي تعني حرفيا باللغفة 
للستت > تية. .را ا الذي حضر» وهواحد أسماء «يوذا» الثلاثة إلى جائنب باجيفا أي 
السيد .(المترجم). 

(2) تشبه جدا تجربة الأربعين يوما في المسيحية حيث كان الشيطان يحاول غواية السيد المسيح 


420) 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


«أخذه إبليس إلى جبل عال وأراه جميع ممالك العالم؛ ومجدها . وقال له أعطيك هذه جميعها 
إن خررت وسجدت لي حينئذ قال له يسوع اذهب يا شيطان لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد» 
متى 4: 7- 8 (المترجم). 

(3) سمعت صوتا بداخلي يقول بقوة: «نعم في الكون حق أيها الناسك؛ هناك حق لا ريب فيه؛ 
جاهد نفسك حتى تناله» (المترجم) . 

(4) تسمى أحيانا «شجرة العرفان» التي تحتها أشرقت شمس الهداية على بوذاء ويرى البعض 
أنها شجرة من فصيلة التين وقد عنى البوذيون بأمرها عناية كبيرة. جعلوها موضع تقدير إلى 
درجة التقديس. ويرى البعض أنها كانت فصيلة التين. ويربطون بينها وبين الآية الكريمة 
«والتين والزيتون* وطور سنين» فالتين رمز لبوذا الأكبرء والزيتون رمز لعيسى عليه السلام: 
وطور سنين لموسى-وتقديم التين على الزيتون إشارة إلى أن ظهور بوذا كان قبل ظهور عيسى ..إلخ. 

راجع في ذلك كله الأستاذ حامد عبد القادر في كتابه «بوذا الأكبر» ص 54- 57. (المترجم). 

(5) أو موعظة دوران عجلة الحقيقة على اعتبار أن الحقيقة هنا هي فلسفة بوذا الأكبر التي 
تقدم تفسيرا لأسرار الحياة؛ وبداية دوران العجلة أو تحريكها يعني أن بوذا انطلق مبشرا 
بديانته الجديدة (المترجم). 

(6) سبق أن ذكرنا أنها تعني الجلوس بالقرب من المعلم (المترجم) . 

(7) السنغا هي جماعة المتصوفة دعاة البوذية (المترجم). 

(8) كانت جماعة الرهبان البوذيين: وفقا للتقليد البوذي؛ تستخدم الكهوف منن أقدم الأزمنة لا 
سيما كملاجيٌّ في موسم الأمطار ومع أن هذه الملاجيّ استبدل بها تدريجيا أديرة مبنية فقد 
استمر التقليد القديم في بعض أجزاء الهند. حيث كشفت الحفريات عن عدد من الكهوف 
التي لم تكن تستعمل للسكن بل للعبادة (المترجم). 

(9) تقول الرواية إن بوذا ومعه أتباعه ذهبوا إلى مقر الملك؛ وألقى عليه بوذا مواعظ «ذاب لها 
قلبه» فقبل الدين الجديد وأصبح من أشد تلاميذه إخلاصا ! (المترجم). 

(10) الخندات هي المجموعات. وهي خمس مجموعات رئيسية تنقسم إلى مجموعات فردية 
يتألف منها الفرد عند البوذيين (المترجم) . 

)1١(‏ وهي على الترتيب: فينايا-بيتاكا هعلهان2-2ترههذ/: سوتا-بيتاكا ل!114-2ن5: وأبهيدهاما-بيتاكا 
لازم مسمنسه10ل 4 (المترجم) . 

(12) كلمة دم:1 تعني الشكل والمادة معاء وهي هنا تعني التمثال الذي يجسد هيئة بوذا (المترجم). 

(13) المعنى الحرفي للكلمة هو «القريبون من اليقظة» أو الذين هم على أعتاب الصحوة؛. على 
اعتبار أن كلمة «بوذا» تعني «المستيقظ على الحقيق» في بعض معانيها . وبالتالي «فالبوذيستفا» 
هم الذين على وشك بلوغ هذه المرحلة؛ ويسميهم البعض «البوذات الصغرى». على اعتبار أنهم 
أقل درجة من بوذا الأكبر «المترجم». 

(14) تعرف أحيانا بمذهب «أهل الحل الوسط» (المترجم) . 

(15) أي مدرسة اليوجا العملية (المترجم). 

(16) لم تكن هذه المراكز مجرد أديرة للرهبان كغيرهاء بل كانت جامعات دينية بمعنى الكلمة: فقد 

احتوت على معابد. وكليات متعددة ذات تأثير بالغ؛ وكانت المناقشات الحامية تدور بين هذين 

المركزين الكبيرين حول الطريقة التنترية (المترجم) . 

(17) يريد المؤلف آن يقول إن المؤسسات البوذية كانت تترنح بالفعل فجاءت الضربة مجهزة عليها, 


4102 


الهوامش 


ولهذا يستخدم تعبير «ع286عء0مناده» أي رصاصة الرحمة:, كما تترجم أحياناء وهي الرصاصة 
التي تطلق على من تم إعدامه فعلا للتأكد من موته السريع بحيث لا يترك يتعذب (المترجم) . 

(18) كونز «تاريخ موجز للبوذية» عام 960اص 89 (المؤلف) . 

(19) سيلان في السابق (استقلت عام 1948) وهي جزيرة استوائية آسيوية في المحيط الهندي: 
وفي القرن السادس ق. م أقيمت فيها أول مملكة سنغالية؛ وقد دخلتها البوذية في القرن 
الثالث ق. م وأصبحت أنورا ضابورا مركزا بوذيا عظيما (المترجم). 

(20) لغة هندية آرية كان يتحدثها أهل الهند في الشمال في القرنين الثاني والثالث ق. م. وأصبحت 
لغة الجزء الأكبر من الكتابات البوذية المقدسة ثم انتقلت إلى سري لانكا وبورما (المترجم) . 

(21) شجرة من فصيلة التين أشرقت تحتها شمس الهداية على بوذا الأكبر. عنى البوذيون بأمرها عناية 
كبيرة وجعلوها موضع تقدير إلى درجة التقدير. وقد سبقت الإشارة إليها في بداية الفصل (المترجم). 

(22) عاصمتها الآن كولمبو وهي أهم موانيها (المترجم) . 

(23) انظر قصة نقل هذه الفسيلة عام 254 ق. م وغرسها في مكانها الحالي؛ وانظر أيضا عن الربط بين شجرة التين 
والزيتون أو البوذية والمسيحية كتاب الأستاذ حامد عبد القادر «بوذا الأكبر» ص 54 وما بعدها (المترجم). 

(24) بوذا جايا قرية شمال شرقي الهند في إقليم بيهار (المترجم) . 

(25) كانت عاصمة بورما العليا من 1860 حتى ١885‏ وأصيب قصرها الملكى ومعابدها المشهورة 

بالقنابل في الحرب العالمية الثانية (المترجم). ا 

(26) الباغودا معبد بوذي مكون من عدة طوابق ذات تصميم خاص االمترجم). 

(27) عاصمة جمهورية بورما الآن (المترجم) . 

(28) ستوبا 2م56 الهيكل أو الضريح الذي كان يقام على رفات بوذا ثم تطور إلى الباغودا البوذية 
في جنوب شرق آسيا (المترجم) . 

(29) الجنس التابي أو السيامي هو الذي يؤلف العنصر السائد في تايلاند التي كان اسمها سيام من قبل (المترجم). 

(30) هي نفسها أسرة شاكري 1131© حكم راما الأول (1782- 1809) والرابع 1859- 1868) وهو 
الذي بدأ تحديث سيام وعقد معاهدة مع إنجلترا عام 1855) (المترجم). 

(31) يطلق هذا اللفظ على رهبان الصين واليابان بصفة خاصة (المترجم) . 

(32) هو معبد فخم بالقرب من مدينة جاكارتا «بجاوة» حيث ترقد حفنة من رماد بوذا (المترجم). 

(33) لعله يقصد «بنمط الحياة الدينية» هنا الحياة الصوفية التي تتشابه في جميع الديانات (المترجم). 

(34) نادى في حركته الإصلاحية بأن يعود رجال الدين إلى التقاليد البوذية فيحرموا على أنفسهم الزواج 
ويلبسوا الملابس الخشنة تقشفا. ولكي يميز أنصاره دعا مريديه من رجال الدين إلى ارتداء أردية 
صفراء أو برتقالية كما كان يفعل بوذاء فأطلق الناس عليهم اسم «أصحاب القبعة الصفراء» (المترجم). 

(35) كلمة لاما دسمها8-هكذا بلغة التبت؛ وحرف الباء ساكن-تعني راهب الدير. أما الدلاي نقلهط 
فهي تعني الكبير؛ وعلى ذلك «فالدلاي لاما» تعني حرفيا «الراهب رئيس الدير» لكنها تدل 
اصطلاحا على الزعيم الروحي في التبت (المترجم) . 


هوامش الفصل التاسع 


(1) كانوا يستخدمون صدف السلحفاة: فيقوم العراف بإحداث ثقب فيها. ويعرضها للحرارة 
فتظهر شروخ يفسرها العراف يأنها إجابة عن سؤاله؛ قارن مثلا حكمة الصين للأستاذ فوّاد 


05 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


شبل ج١‏ ص 33 دار المعارف بمصر (المترجم). 

(2) مصطلح عسير التعريب ولهذا يفضل د . أحمد أبو زيد أن يكتبه كما هو «الأنيمزم» انظر كتابه 
عن تايلور ص 100 وما بعدها من نوابغ الفكر الغربي. ويترجم أحيانا بالمذهب الحيوي وهو 
بعيد عن المعنى الدقيق الذي يشير إلى نظرة الإنسان إلى مظاهر الطبيعة من حوله بوصفها 
مليئة بالأرواح آو الأشباح أو الآلهة (المترجم). 

(3) أو هكذا شاءت السماء كما يقولون أحيانا (المترجم). 

(4) حوليات الربيع والخريف: كتاب جمعه كونفوشيوس من محفوظات مملكة «لو» وسجل فيه 
تسجيلا موجزا خاليا من التنسيق أهم ما وقع من الأحداث لا هذه الولاية أو مملكة «لو» وهي 
مسقط رأسه. ولما كانت نصوص الحوليات مختصرة وغامضة:؛ دأب الكتاب الصينيون على 
شرحها وتفسيرها والتعليق عليها (المترجم) . 

(5) ترك كونفوشيوس وراءه خسة مجلدات كتبها أو أعدها للنشر أصبحت تعرف في الصين 
باسم الجنجات الخمسة «أو كتب القانون الخمسة» وكان من بينها هذه الحوليات (المترجم). 

(6) المصفار آلة موسيقية بدائية تتألف من سلسلة من الأنابيب المتدرجة في طولها (المترجم). 

(7) كانت هذه أيضا هي فكرة كونفوشيوس الذي يقول عن نفسه «إنه ناقل وليس مبدعا». وقد سبقت 
الإشارة إليهاء قارن في ذلك الأستاذ فؤاد شبل حكمة الصين ج ا ص ا8: دار المعارف بمصر (المترجم). 

(8) ملكان من أعظم الملوك الخمسة الذين حكموا الصين في العهود الغابرة (المترجم) . 

(9) كان المبدأ المتبع من قبل أن يعين الإمبراطور قبل وفاته من يخلفه على العرش. غير أن يو 
جعل الملك؛ لأول مرة؛ وراثيا في أسرته (المترجم) . 

(10) تقترب من قول السيد المسيح «لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماءء فإنه يشرق شمسه 
على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين» إنجيل متى 5: 45 (المترجم) . 

(11) «التاو» من أهم مصطلحات الفلسفة الصينية ومعناها الطريق أو النهج أو أسلوب الحياة 
(المترجم). 

(12) قارن الترجمة العربية للكتاب المقدس للطاوية بعنوان «تاو تي- كنج - كتاب الطريق إلى 
الفضيلة» ترجمة وتقديم د. عبد الغفار مكاوي. ومراجعة د. مصطفى ماهر -القاهرة سلسلة 
الألف كتاب رقم 643- مؤسسة سجل العربي عام 1967 (المترجم). 

(13) من كبار فلاسفة التاوية؛ بل يعتبر المؤسس الثاني لهذه المدرسة؛ انتقد بعض آراء «موتسو» 
وعاب عليها مناهضتها للطبيعة البشرية (المترجم). 

(14) تترجم أحيانا بالجانب السلبي والجانب الإيجابي؛ أو الجانب القمري والجانب الشمسي 
انظر مثلا حكمة الصين خاص 45 (المترجم). 

(15) أي من بارثينا #نطتهم منطقة قديمة في إيران (المترجم). 

(16) أسماء لشعوب قديمة فالسوجديان كانوا يسكنون واديا في جمهورية أزبكستان الحديثة 
والبارثيون سكان منطقة خورسان في إيران قديما .. الخ (المترجم) . 

(17) هسوان تسانج (596- 664 م) حكيم صيني يعد من أعظم الفلاسفة والآدباء الذين أنجبتهم 
الحضارة الصينية (المترجم) . 

(18) أميتبها *ناطهاندرة تعني حرفيا «النور اللامتناهي» وهو موضوع الإيمان الأول في بوذية 
المهايانا اليابانية. وهم يضرعون إليه للخلاص باسم «اميدا دلنسث» (المترجم). 

(19) كانت هذه المدينة عاصمة في عهد كثير من الأسر التي حكمت الصين: شوء وهان.. 


2404 


الهوامش 


وغيرهماء وهى مدينة صناعية كبيرة ومركز تجارى هام في الصين (المترجم) . 

(20) «هوى- يوان». كاهن بوذي صيني شهير كوّن جماعة من الرهبان؛ ومن عامة المتعبدين لعقيدة بوذا 
أميتبهما. وهي الجماعة التي تفرع عنها بعد عدة قرون (في القرنين السادس والسابع) مدرسة 
«الأرض الطاهرة» التي أصبحت اليوم اكثر صور البوذية شعبية في شرق آسيا. وكان «هوى- يوان» 
في بداية حياته منتميا إلى التاوية ثم انتقل إلى الكونفوشية وأخيرا اهتدى إلى البوذية (المترجم) . 

(21) ساكياموني تعني حرفيا حكيم ساكياس 531225 وهو «بوذا جوتاما» التاريخي أو بوذا الأكبر 
(المترجم). 

(22) كوان-ين «ذ-مهد هو الصورة الصينية لبوذا المنتظر الرحيم الشفوق الذي عرف في اليابان 
باسم كانون «0همة؟! وينظر إلى هذا المصطلح عادة على أنه الترجمة الحرفية للكلمة 
السنسكريتية-تة؟ 21012165 47 التي تعني «السيد المنتظر» أو بوذا القادم الذي يتحلى بصفات 
الرحمة والشفقة (المترجم). 

(23) سنسكريتية معناها الحرفي «رحم الأرض» وهي تشير إلى بوذا المنتظر على نحو ما عرف 
في الهند في القرن الرابع الميلادي؛ ثم أصبح شخصية شعبية في الصين باسم- «تي- سوانج» 
وفي اليابان باسم جيزو 1120 وهو مخلص المضطهدين والمحتقرين؛ نذر نفسه ألا يوقف نشاطه 
حتى يخلص أرواح الموتى الذين حكم عليهم بالبقاء في الجحيم. ولهذا نظروا إليه في الصين 
على أنه صاحب السيطرة على الجحيم؛ وكان يضرع إليه المحتقرونء أما في اليابان فقد 
أصبح جيزو الإله الرحيم الشفوق الذي يهتم بالموتى من الأطفال (المترجم) . 

(24) سلسلة من الجبال تمتد إلى ما يقرب من 675,١‏ ميلا من الاتحاد السوفيتي غربا حتى 
التبت. وهي تُعد أطول سلسلة جبال في آسيا الوسطى. 

(25) مدرسة «تيان تاي» مدرسة عقلية في الفكر البوذي استمدت اسمها من سلسلة جبال «تيان 
تاي» في جنوب شرقي الصين حيث كان يعيش مؤسسها ويلقى تعاليمه في القرن السادسء ثم 
انتقلت إلى اليابان وعرفت باسم تنادى«120051» والكتاب المقدس الرئيسي عندها هو «سوترا 
اللوتس» أو نصوص اللتوتس. وتستند عقيدتها إلى حقيقة ثلاثية هي: -١‏ تفتقر الأشياء جميعا 
إلى حقيقة أنطولوجية. 2- ومع ذلك فللأشياء وجود مؤقت عابر. 3- الأشياء جميعا موجودات 
غير حقيقية ومؤقتة في آن معا وكل واحدة من هذه الحقائق تتضمن الأخرى. وكان أول من 
علّم هذه الحقيقة الثلاثية «هوى-ون هه'8111-3» (550- 577). لكن الرئيس الثالث لهذه المدرسة 
«تشيه يي» هو الذي ينظر إليه على أنه مؤسسها لأنه هو الذي نظم الشريعة البوذية بطريقة 
جديدة (المترجم). 

(26) كلمة د05 صينية من السنسكريتية 21:78 التي تعني التركيز في التأمل؛. وهي صورة من 
بوذية المهايانا نشأت في الصين؛ وشددت على أهمية الوعي أو الإدراك الحدسي المباشر 
لطبيعة بوذاء وهي التي انتشرت انتشارا واسعا في العصور الحديثة في اليابان باسم بوذية زن 
دع رالمترجم) . 

(27) راهب بوذي هندي وأحد ثلاثة يطلق عليهم اسم «الصوفيون الأطهار» هو الذي جلب فرقة 
«الكلمة العادقة» البوذية إلى الصين في عهد أسرة تانج عمه1(المترجم) . 

(28) فرقة بوذية سرية كان لها تطور في اليابان منذ أن قدمت إلى الصين في القرن التاسع. 
وشنجون تعنى الكلمة الصادقة وهي بالصينية «شن ين» ترجمة لكلمة مانترا هنامةل< 
السنسكريتية؛ وهي محاولة للوصول إلى حكمة بوذا الأزلية التي لا يعبّر عنها بكلمات ولا تكون 


05 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


موضوعا لتعاليم عامة (المترجم). 

(29) مادة كان قدماء الكيمايئيين يعتقدون أنها قادرة على تحويل المعادن الخسيسة إلى ذهب 
(المترجم). 

(30) مجموعة من الكتابات الصينية الكلاسيكية وهى تعنى «الطريق إلى القوة» وكانت تسمى قبل 
ذلك كتابات «لاو- تسو» على اعتقاد أنها من تأليفه؛ وهي ترسم طريقا في الحياة لاستعادة 
الانسجام والسكينة في المملكة التي فرقتها الاضطرابات (المترجم). 

(31) ولاية هندية تقع شمال شرق الهند على حدود بنجالاديش (المترجم) . 

(32) شاو يونغ (1011- 1077) فيلسوف صيني كان له أثر كبير في تطوير الجانب المثالي من 
الكونفوشية الجديدة. ويقال أن أبحاثه غي الرياضة أثرت في الفيلسوف الألماني ليبنتز. انتمى 
في بداية حياته إلى التاوية ن ورفض جميع المناصب الحكومية؛ مفضلا الاعتزال في صومعة 
متواضعة قرب مدينة «لو يانج» يناقش الأصدقاء ويعكف على النظر الصوفي. ثم اهتم 
بالكونفوشية من خلال دراساته للكتابات الكلاسيكية الكونفوشية.فطور نظرياتها على نحو 
رياضي عندما ذهب إلى أن الأعداد هي أساس الوجود كله (المترجم) . 

(33) «شوتون - آي»(1017- 1073) فيلسوف صيني يعد من المبشرين بالكونفوشية الجديدة؛ وهو 
المذهب الذي أصبحت أفكاره الأخلاقية والميتافيزيقية ممثلة للفكر الصيني لما يقرب من ألف 
عام (المترجم) . 

(34) «الأخوان شنج» - هما «شنج هاو 1120 ومءعده» «وشنج آي 1 00608» ولد الأول في مدينة لو 
يانج عام 1032 وتوفي بها عام 1085 . ولد الثاني عام ١033‏ وتوفي عام 1107. وقد عملا معا على 
تطوير الكونفوشية الجديدة في صورة مدرسة فلسفية منظمة. وعلى الرغم من أن فلسفتهما 
تكاد تكون واحدة؛ فإن الأول أثر في الجانب المثالي من الكونفوشية الجديدة؛ في حين كان 
للثاني أثره في تطوير مدرسة عقلية تلخصها حكمته الشهيرة «المبدأ واحد. لكن تجلياته 
متعددة» (المترجم). 

(35) شوهسي (1200-1130) أعظم الفلاسفة الصينيين أثرا طوال ألف عام حيث سادت الكونفوشية 
الجديدة التي طورها وسيطرت على الحياة العقلية في الصين ثم امتد أثرها إلى كوريا 
واليابان ولا بد من دراسة شروحه للكتابات الكلاسيكية الصينية لكل من أراد أن يعرف 
الكونفوشية الجديدة؛ فقد كان فقيها وعالما وشارحا ! أكمل في عام ١١89‏ شروحه الأربعة 
للنصوص الكونفوشية؛ وقد عرفت هذه الشروح باسم «الكتب الأربعة للكونفوشية الجديدة». 
(المترجم) 

(36) القديس توما الآكويني (1225- 1274) فيلسوف ولاهوتي إيطالي؛ ومن أشهر وأهم ممثلي 
الفكر الكاثوليكي, يلقب باسم «الدكتور الملائكي» دلالة على صفاء ذهنه. كتب «الخلاصة 
اللاهوتية» وهي عرض شامل للعقيدة المسيحية و«الخلاصة ضد الأمم» وهي دفاع عن المسيحية 
ضد اليهود (المترجم). 

(37) نسبة إلى نسطورس بطريرك القسطنطينية في القرن الخامس الميلادي» وقد ذهب إلى أن 
الطبيعتين الإلهية والبشرية ظلتا منفصلتين في المسيح-وألف مذهبا أثار الكثير من الجدل بين 
الكنائس المسيحية (المترجم). 

(38) مذهب المانوية هو ديانة ماني بن فاتك الفارسيء. وقد ظهرت في القرن الثالث الميلادي 
وانتشرت في أنحاء الإمبراطورية الرومانية وآسيا تأثرت بالزرادشتية فقالت بإلهين أحدهما 


2100 


الهوامش 


للنور والآخر للظلمة-أو الخير والشر-وآن الصراع قائم بينهما (المترجم) . 

(39) هي نفسها الديانة الزرادشتية ويطلق عليها أحيانا اسم «المزدية» نسبة إلى أهورا مزدا إله 
الخير في هذه الديانة (المترجم) . 

(30) الدلاي لاما هو الزعيم الروحي للبوذية اللامية في التيبت؛ ويقع في عاصمتها لهاسا قصر 
بوتالا وهو المركز الرئيسي للدلاي لاما. ولما استولى الشيوعيون الصينيون على التيبت حرموه 
من معظم حقوقه عام 1950 (وكان قد جلس على عرش بلاده منذ 22 قبراير 1940) فاضطر 
إلى مغادرة بلاده عام 1959 وأقام حكومة بالمنفى في الهند (المترجم). 


هوامش الفصل العاشر 
)١(‏ الشنتو: مجموعة المعتقدات الدينية الأصلية في اليابان: والمعتقد الرئيسي فيها هو الإيمان بالقوى 
الغامضة المسماة «بالكامي»؛ وتوجد في أشكال منوعة انظر الهامش الخاص بها. (المترجم). 
(2) الأينيون هم العنصر البدائي الأبيض الذي وفد إلى اليابان من منطقة نهر أمور ضفي العصر 
الحجري ثم جاء عنصر أصفر مغولي من كوريا في نحو القرن السابع قبل الميلاد (المترجم). 
(3) كتاب «كوجي» أو «سجلات الآثار القديمة» مصدر هام موجز للعادات والطقوس والممارسات 
السحرية في اليابان؛ ويشمل على حكايات وأساطيرء وأحداث من البلاط الإمبراطوري من أقدم 
العصور. هو مكتوب بلغة شبه صينية؛ وقد ترجم إلى الإنجليزية لأول مرة عام 1882 (المترجم). 
(4) كتاب «نيمونجي» ومعناها الحرفي «الأحداث التاريخية لليابان» يؤلف مع الكتاب السابق؛ أول 
سجل مكتوب لليابان؛ وللنصوص المقدسة لديانة الشنتو. وهو يتألف من ثلاثين فصلا تغطي 
تاريخ اليابان كله منن بداية العالم حتى عام 697 م ويتناول الجزء الأول منه كثرة من الأساطير 
والحكايات الخرافية عن اليابان القديمة. وهو مصدر هام لفكر الشنتو. أما الفصول الأخيرة 
فهي تروي أحداثا تاريخية وسياسية أكثر دقة؛ كما تتحدث عن العشائر والأسرة الإمبراطورية. 
وقد كتب الكتاب باللغة الصينية؛ وهو يعكس أثر الحضارة الصينية المبكرة على اليابان (المترجم) . 
(5) تعني حرفياء «مدونة فترة إنجي». وهي مجموعة من القواعد الإدارية الدقيقة التي سادت اليابان في 
فترة قانون العقوبات الإداري من القرن السابع حتى القرن التاسع وأهملت المدونة وأصبح يعمل بها ضي 
المحاكم عام 1967 وتعد الأجزاء الأولى منها مصدراً هاما لطقوس وشعائر ديانة شنتو القديمة (المترجم). 
(6) الوريتو 110.هلا أي الكلمات التي يتوجه بها المؤمنون إلى الله في صلواتهم في عبادة الشنتو 
القديمة. وكان الاعتقاد السائد هو أن فاعلية الصلاة تعتمد على قوة الكلمات فالكلمات الجميلة, 
والمناسبة تجلب الخيرء أما الكلمات الفظة القبيحة فإنها تجلب الشرء والتالي فإن «النوريتو» 
يتألف من مجموعة من الكلمات الجميلة الأنيقة على غرار لغة كتاب «إنجيشيكي» (المترجم). 
(7) هو القديس فرانسيس إكسافير (1506- 1552): وهو مبشر أسباني قام على رأس بعثة تبشيرية 
تتألف من سبعة من الجزويت بالعمل على إدخال المسيحية إلى الهند التي وصلها عام ١542‏ 
وحقق نجاحا مذهلا بعد ثلاث سنوات؛ وافتتح مركزا لتدريب القساوسة ثم وصل إلى اليابان 
في أغسطس عام 549اوعاد إلى الهند عام ١55١‏ ومات وهو ينتظر دخول الصين (المترجم) . 
(8) الإميراطور «تويتومي هديوشي» تحاده:زء1110 تدرمؤهنزه1537(10 - ١|598‏ )هو الذي أكمل وحدة اليابان 
في القرن السادس عشر. ولقد أصدر هذا الإمبراطور أمرا للبعثة التبشيرية المسيحية بمغادرة 
البلاد خلال عشرين يوما: «وعلى من يعصى الأمر تقع عليه عقوبة الإعدام.. ذلك لأنهم 


207 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


أرغموا الناس على اعتتاق المسيحية: بل ذهبت بهم الجرأة إلى تحطيم معابد الآلهة القديمة». 
على حد ما جاء بالمرسوم الإمبراطوري (المترجم). 

(9) أسرة من الشوجن «دهها5(أي الحكام) العسكريين أسسها ايياسو توكوجاوا (1543- 1616) 
بعد أن ظفر لنفسه بالسلطات بقوة السلاح. وقد استشاط غضبا عندما عرف أن المبشرين 
المسيحيين كانوا أحيانا يستخدمون طلائع للفاتحين: فأمر سنة 1614 بتحريم العبادة المسيحية 
أو التبشير بها شي اليابان. وطالب المعتنقين لهذه الديانة: إما أن يغادروا البلاد وأما أن يرتدوا 
عن عقيدتهم. وعندما مات تولى ابنه «هيديتاما توكوجاوا» (1579- 1632) فاحكم قبضته على 
البلاد وواصل سياسة أبيه تجاه المسيحية. وشهد حكمه موجة وحشية من الاضطهاد الديني 
كان من أثرها أن محيت المسيحية من اليابان محوا تاما تقريبا. كما اتخذ أولى الخطوات نحو 
عزلة البلاد وانفلاقها فمنع التجارة أو الاتصال بالدول الأجنبية-وباختصار كان عهد هذه 
الأسرة الديكتاتورية مليثا بالأفكار الرجعية المختلفة (المترجم). 

(10) الطابع الحدسي يعني الإدراك الباطني السريع للحقيقة بغير مقدمات: وهو عكس الاستدلال 
العقلي الذي يسير خطوة خطوة من المقدمة إلى نتيجتها (المترجم). 

)١١(‏ أي أسئلة تتعلق بطبيعة الوجود بصفة عامة مثل: هل هذا الوجود الذي نعيش فيه يتألف من 
عنصر واحد أو عنصرين أو أكثر؟. وهل هو عنصر روحي أو مادي أو محايد .. إلخ (المترجم) . 

(12) كامي 01:ه»! هو موضوع العبادة في الديانة الشنتوية اليابانية وكثيرا ما تفهم الكلمة بأنها 
تعني «إله» أو «روح» لكنها تشمل قوى أخرى كثيرة في الطبيعة خيّرة وشريرة معاء وأصبحت 
هذه القوى لتفوقها أو سموهاء موضوعا للتوقير والاحترام. فالأرواح الخالقة والأسلاف 
العظام: والأشياء الحية وغير الحية كالنباتات والطيور والوحوش والأسماك والصخور يمكن 
أن تكون أمثلة للكامي. ولقد كان الكامي السماوي في الشنتوية المبكرة أكثر سموا من الكامي 
الأرضي أو يقيم في موضوعات رمزية كالمرآة التي يعبدونه على صورتها يخا هياكل الشنتو 
وتتحدث أساطير الشنتو عن أكثر من «800 عثرة آلاف» من الكامي للتعبير عن العدد اللامتناهي, 
بل تظهر أعداد جديدة من الكامي بصفة مستمرة. (المترجم). 

(13) روبرت بللا 1.1140 ولد عام 1927 (عالم اجتماع أمريكي؛ ومن أكبر المتخصصين في تراث 
اليابان والشعوب الأسيوية (المترجم). 

(14) الميكو 110 كاهنة كانت تلحق بمبعد الشنتو الياباني؛ وتقوم بتأدية الرقصات الدينية, 
ومساعدة الكاهن في حفلات الزواج وهي في العادة فتاة عذراء تخدم المعبد من خمس إلى 
عشر سنوات قبل أن تتزوج. وقد تكون امرأة تقوم بدور الوسيط وإبلاغ كلمات الإله للناس 
وهي في حالة غيبوبة (المترجم). 

ننه ايان على خليج آيس على المحيط الهادي وهي تضم أعظم هياكل ديانة الشنتو »1 (15) 

وأكثرها أهمية وقد شيد في القرن الثالث الميلادي؛ ويتألف من هيكل داخلي وهيكل خارجي . 

أما الداخلي فهو مخصص لعبادة الآلهة «أماتيرا سو» آلهة الشمس وللجد الأول في الأسرة 

الإمبراطورية اليابانية. وهو يضم «المرأة المقدسة» التي هي جزء من الرموز الللكية وتجسيد 
تاؤلية: ما الميكل الشارحى فقو كاسن :فق أواكن الغرق الخامين المبلادى زخصطن لاذلهة 

إلهة الزراعة وتربية دودة القز. وكان التقليد أن يكون القيم نسى!ن/1 1 «تويوك ميكامي» 

«(أو الحارس لهذه الهياكل أميرة غير متزوجة (المترجم 

(16) كانت مدينة «أزومو» في بدايتها سوقا تجاريا هاما للمنتجات الزراعية المحيطة بها. لكن 


008 


الهوامش 


ترجع شهرتها إلى أنها مركز ديني هام للشنتوية؛ وفي ضاحية «تيشا» التي تبعد خمسة أميال 
في الشمال الغربي يقع أقدم هيكل لديانة الشنتو في اليابان وهو يجذب الحجاج طول العام. 
وهناك هياكل كثيرة في منطقة «أزومو». وكان يعتقد أن آلهة الشنتو تجتمع في شهر أكتوبر من 
كل عام في أحد الهياكل الصغيرة ولهذا كانوا يسمون أكتوبر «شهر بلا آلهة» (المترجم) . 

(17) هو الإله الذي يحمي زراعة الأرز في الأساطير اليابانية: وهو أيضا إله الرخاء؛ وكانوا 
يصورونه على هيئة رجل ملتح يمتطي ثعلبا أبيض أو امرأة طويلة الشعر تحمل حزم الأرز. 
وكان الثعلب هو رسول «أناري»؛ ولهذا توجد تماثيل كثيرة للثعلب داخل الهياكل الملخصصة 
لإله الأرز وخارجها (المترجم). 

(18)-عصر ميجي في تاريخ اليابان (868 -١‏ 1912) نسبة إلى الإمبراطور ميجي (1852- 1913) 
الذي تولى عرش اليابان عام 1867. وهو عمر تحديث اليابان وإضفاء الطابع الغربي عليها. 
وفتح الموانيّ اليابانية أمام الأجانب. وقد بدأ هذا العصر بالإطاحة بحكم أسرة «توكوجاوا» 
القديمة التي سبق أن تحدثنا عنهاء والتي كانت فترة حكم عسكري رجعي:؛ وبدأت الأفكار 
الغربية عن الحياة النيابية وحقوق المواطن تدخل اليابان. ومن ثم فهو عصر النهضة اليابانية 
وخروجها من العصور الوسطى (المترجم) . 

(19) حفيد إلهة الشمسء ومنه نشأت سلسلة مقدسة من البشر هم كل أباطرة اليابان (المترجم) . 

(20) كانت مدينة «نارا» قديما مركزا ثقافيا ودينيا هاما ثم عاصمة لليابان من 700 إلى 784 
ويوجد بها أقدم المعابد البوذية التي ترجع إلى القرن السابع الميلادي (المترجم) . 

(21) «تايشي شوتوكونطونة1 ,نهاهامط5» (574 -621) واحد من أعظم الشخصيات اليابانية الحاكمة, 
عين وصيا على العرش عام 593 وظل في هذا المنصب حتى وفاته. لكنه كان مثقفا نشطا عمل 
على تطوير البوذية والكونفوشية, وأنشأ الكثير من المعابد البوذية من أهمها المعبد الذي أقامه 
عام 607 قرب مدينة «نارا» وأصبح أقدم بناء خشبي في العالم. كما جمع الأحدات التاريخية 
الهامة في تاريخ اليابان» على غرار ما كان يفعل الصينيون: وألف أول كتاب في تاريخ اليابان؛ 
فضلا عن شروحه الدينية الكثيرة (المترجم). 

كلمة سنسكريتية تعني حرفيا «الخيط» ولم يكن فلاسفة الهند الأول يميلون إلى تأليف دده (22) 

الكتب. ثم ظهرت حاجة ماسة إلى إعداد شروح دينية موجزة تهدي المؤمنين فظهرت خيوط 

وهي مجموعة النصوص الموجزة التي أصبحت هامة وأساسية في هتاداه مرشدة هي السوترا 
البوذية بغض النظر عن استخداماتها الهندوسية. ومن هنا أصبحت كلمة «سوترا» تدل على 
.(كتب العقائد أو النصوص الشارحة لها في آن معا (المترجم 

(23) «أي حماس الأمير» شوتوكو ومعبد هوريوجي هو المعبد الخشبي الذي سبق أن تحدثنا عنه 
وقد شيده عام 607- انظر الهامش السابق (المترجم) . 

(24) المفارقة التاريخية دونه معطعدسهى أن تتحدث عن شيء في غير زمانه؛ كأن تتحدث عن 
السيارة قديما فتقول مثلا أن قيس بن الملوح كان يستخدمها في تنقلاته أو أنه كان يتحدث 
إلى ليلى بالتليفون.. (المترجم). 

سنسكريتية معناها «خيوط الطيف» وهو اسم عام يطلق على نصوص بعض الفرق الهندوسية تنامه1 (25) 

والبوذية والجينية. وتعمل هذه النصوص على تحرير المرء من الجهلء والولادة الثانية... إلخ وهي تشبه 

نصوص «السوترا» مع فارق أساسي هو أن «التنترا» وثائق خاصة سرية لا يستخدمها سوى المختصين؛ 

في حين أن السوترا نصوص عامة شائعة في متناول الجميع (المترجم). 


09 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


(26) معبد رئيس ضخم أقيم في مدينة «نارا» عام 745 م ثم اكتمل عام 752 م؛ و يعد أوسع 
وأضخم دير للبوذية في اليابان» شيدت في وسطه «قاعة بوذا الأكبر» على مساحة ميلين 
مربعين تحيط بها باغودات ومباني جانبية: ويقع في القاعة الرئيسية المبنى الخشبي الكبير 
الذي يتوسطه تمثال بوذا الضخم المصنوع من البرونز ويبلغ ارتفاعه أكثر من 53 قدما (حوالي 
7 مترا)(المترجم). 

(27) فيروكانا 2صةء71:0 كلمة سنسكريتية معناها «المستنير» وهو لقب كان بوذيو المهايانا في 
الشرق الأقصى والتبت ونيبال يطلقونه على «بوذا الأكبر» (المترجم). 

(28) «هاشيمان» وتعني باليابانية «الرايات الثماني» - وهو لقب أطلق على أكثر آلهة الشنتو 
شعبية: وهو الإنه الذي يرعى العشاكر والمحاربية: بصفة غامة: وكثيراً ما يشان إليه على أثه 
إله الحرب (المترجم). 

(29) يا مابوشي-تعني حرفيا «الواحد الذي ينام في الجبال» وهو إله كان يعمل مرشداً للحجاج 
الذين يقومون بزيارة الجبال المقدسة التي تسكنها آلهة الشنتو (المترجم). 

مدرسة بوذية هامة دخلت إلى اليابان من الصين؛ واستمدت اسمها من اسم جبل نقلس7 (30) 

«تيان تاي» في جنوب شرق الصين الذي كان مركزا لتعاليمها. وقد أسس هذه المدرسة في 

وكان قد سافر إلى الصين معلنا أنه ذاهب صراحة لدراسة806اليابان الكاهن سيكو عام 
وإنشين منصمظ ويرأسها الراهبان إنين ه20هزآ , والثانية فرقة جيمون00< دمه5-تعاليم فرقة سامون 
«(غير أن الفوارق بينهما لم تكن جوهرية (المترجم منطءم8 

تعني حرفيا «التأمل» وهي مدرسة من أهم المدارس البوذية في اليابان» وتزعم أنها تعبر م26 (31) 

عن جوهر البوذية وروحها عندما تحاول المرور بتجربة الاستنارة التي بلغها «بوذا الأكبر». وقد 

وهي صورة من 0180 نشأت هذه المدرسة في الصين في القرن السادس باسم مدرسة شان 
.(صور المهايانا البوذية ثم انتشرت في اليابان منذ القرن الثاني عشر (المترجم 

(32) كوكاي هن ك17701_منث) واحد من أشهر وأحب القديسين البوذيين في اليابان» أسس مدرسة 
شعبية هي مدرسة شنجون التي تؤمن بالرقى والتمائم والسحر... إلخ. كما أسهم مساهمة كبيرة 
في تطوير الفن والأدب اليابانيين؛ إذ كان نحاتا ومصورا وأديبا وقديساً في آن واحد! (المترجم) . 

(33) شنجون دمعمنط5 فرقة بوذية خفية كان لها انتشار ملحوظ لا اليابان منن أن قدمت من 
الصين في القرن التاسع الميلادي؛ وتعني كلمة شنجون «الكلمة الصادقة» وهي ترجمة للكلمة 
السنسكريتية مانترا 8:انه31. ويمكن أن نعتبرها محاولة لتعليم الحكمة الخالدة لبوذا التي لا 
يمكن التعبير عنها في كلمات:؛ وبالتالي لم يقلها في تعاليمه المعلنة. وتعتقد هذه المدرسة أن 
هذه الحكمة يمكن تطويرها وتحقيقها من خلال وسائل شعائرية خاصة تستخدم الجسد. 
والكلام: والذهن... إلخ وذلك مثل استخدام الإيحاءات؛ والإيماءات الرمزية؛ والمقاطع الصوتية, 
والتركيز الذهني (اليوجا) ويستهدف ذلك كله إيقاظ الإحساس المباشر بالحضور الروحي 
لبوذا الذي يكمن في كل كائن حي (المترجم). 

(34) تعني حرفيا «حلقة أو دائرة» وهو رسم تخطيطي رمزي في تأدية الشعائر المقدسة كأداة 
للتأمل. وتمثل «الماندالا» أساسا للكون أو منطقة تصلح لمشاهدة الآلهة. ويدخل الإنسان أو 
العالم الصغير ذهنيا إلى «الماندالا» التي ترمز بصريا إلى العالم الكبير (أو الكون) ويتقدم نحو 
مركزه. وقد ترسم الماندالا على ورق أو قماش بغرض التأمل كما ترسم على أرض معدة بعناية 
بخطوط بيضاء أو ملونة. ويبدو أنها قريبة الشبه بكلمة «المندل»العامية (المترجم) 


210 


الهوامش 


تعني «بوذا المستقبل» فقد كان هناك؛ على ما يقول تراث البوذية؛ أكثر من بوذا في #رعنانة11 (35) 

الماضيء وسوف يكون هناك أكثر من بوذا في المستقبل؛ وميتريا موجود الآن في الحاضر 

بوصفه «بوذا المنتظر» وهو يسكن واحدة من السماوات الست الدنيا التي يسكنها أيضا 
مجموعة من الآلهة والإلهات. ومعهم يوجد «بوذا» منتظرا أن يظهر إلى الدنيا ليعلم الناس 
شريعة بوذا . وكلمة «ميتريا» مشتقة من السنسكريتية التي تعني «الصداقة» وهي نفسها 

(المترجم) 31:01 الكلمة التي تحولت في اليابانية إلى ميروكو 

(36) تعني حرفيا «وجهان للشنتو» وهو الاسم الذي يستخدم للتعايش الياباني بين البوذية والديانة 
الأصلية الشنتو؛ وهو يطلق بتخصيص أكثر على مدرسة توفيقية ألفت بين الشنتو وتعاليم 
مدرسة شنجون البوذية (وهي تعرف أيضاً باسم سنجون-شنتو) (المترجم). 

(37) كاهن بوذي ياباني هو الذي أسس فرقة «الأرض الطاهرة» في اليابان باسم «الجيدو000ناز» 

(المترجم). 

(38) أي منشدا باسم بوذا المنتظر (المترجم) 

(39) شنران: فيلسوف بوذي ومصلح ديني أسس مدرسة «جودو شنشو» ناداكمنط5 1000 (أي مدرسة 
الأرض الطاهرة الحقة)؛ وهي من أكبر المدارس البوذية في اليابان الحديثة (المترجم). 

(40) نفس الفكرة المسيحية التي تقول إن الأب «الذي في السموات يشرق شمسه على الأشرار 

والصالحين؛ ويمطر على الأبرار والظالمين» إنجيل متى الإصحاح الخامس: 45 (المترجم) 

(41) «نامو-أميدا- بوتسو» هي الصيحة التي تحدث عنها المؤلف من قبل وهي نداء ل «اسم بوذا» 
المنتظر! (المترجم) . 

(42) بودي هارما #دتنةان8004 راهب هندي ازدهر في القرن السادس الميلادي أسس فرق زن 
البوذية. وتردد الكثير من الحكايات عن إخلاصه للتأمل؛ منها أنه جلس متأملا فترة طويلة 
جدا حتى ضمرت ساقاه ومنهما أنه قطع جفون عينيه في نوبة غضب لأنه راح في النوح أثناء 
التأمل؛ ومن جفنيه؛ بعد أن سقطا على الأرض تحت شجرة الشايء وكانت هذه الحكاية هي 
الأساس التقليدي لرهبان بوذية زن الذين اعتادوا شرب الشاي ليظلوا في حالة يقظة (المترجم) . 

(43) مدرسة أسسها الراهب البوذي «إيزاي» وهي إحدى فرقتين رئيستين في بوذية زن اليابانية, 
وتركز على بلوغ الاستنارة بطريقة مفاجئة عن طريق إيقاظ الوعي المتبصر. ثم انقسمت هذه 
الفرقة حديثاً إلى خمس عشرة فرقة فرعية لها ما يقرب من ستة آلاف معبد عام 1975 (المترجم) . 

(44) كجين دوجن دءععهك أحد قادة البوذية اليابانية في حقبة «كاما كورا» -١192(‏ 1333) وهو الذي 
أدخل بوذية زن إلى اليابان على شكل فرقة «سوتو» وكان شخصية مبدعة جمعت بين ممارسة 
التأمل والنظر الفلسفي. ولد من أسرة نبيلة وأصبح يتيما في السابعة؛ ورسم راهبا في الثالثة 
عشرة؛ ودرس الكتب المقدسة البوذية ولكنها لم ترو تطلعاته الروحية؛ كما درس التأمل في 
الصين فيما بين 1223- 1233؛ وقد وصل إلى مرحلة الاستنارة بعشرات أحد معلمي الزن ثم 
عاد إلى اليابان وعاش في معابد مختلفة كما عمل على نشر ممارسات التأمل؛ وألف كتابا عن 
هذه الممارسات (المترجم). 

(45) فرقة «سوتو» الفرقة الثانية الكبيرة في بوذية زن اليابانية. وهي تتبع أسلوب التأمل الهادئّ 
للوصول إلى الاستنارة وقد تأسست في الصين في القرن التاسع وعرفت باسم فرقة تستوتنج 
نسبة إلى الدير الرئيس المقام على جبال تسوتنج؛ ثم أدخلها كوجن إلى اليابان وأسس لها 
معبدا عام 244 وأصبحت شعبية في القرنين الثالث عشر والرابع عشر (المترجم) . 


1ك 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


(46) الكوان هده>1 سؤّال موجز أو عبارة مقتضية: تعبر عن مأزق عقلي أو حيرة ذهنية يستخدمه 

الراهب المبتدئ في تأملاته ويبذل جهدا في حله. والهدف إنهاك العقل والإرادة حتى يصبح 
الذهن مهيئأ لتلقي الجواب بطريقة حدسية. ومن أمثلته السؤال الآتي: «عندما تصفق اليدان 
تحدثان صوتاء فهل تستطيع الإصغاء إلى صوت اليد الواحدة5!». ويقال إن هناك 700,١‏ كوان 
جمع معظمها الراهب الصيني فوان وون-صهن١(المترجم)‏ . 

)47( كلمة منطد معناها «الحقيقى» أو «الصادق» وهى الفرقة التى أسسها «شنران» مق القرن 
الثالث عشر في اليابان تحت اسم «مدرسة الأرض الطاهرة الحقة» وكانت ترى الخلاص من 
خلال الإيمان ببوذا المنتظرء والإيمان وحده يكفي عندهاء وذلك بترديد اسم «المنتظر» كثيراً: 
ولهذا تقوم فيها الموسيقى والآناشيد بدور هام (المترجم) . 

(48) ولد «نشيرين» في 30 مارس ١222‏ . ودخل الدير في سن الحادية عشرة ورسم كاهنا يعد ذلك 
بأربع سنوات. ثم ذهب إلى مدينة «كاماكورا» لدراسة المذاهب الدينية الرئيسية؛ وانتهى عام 
3 إلى أن تعاليم «سوترا اللوتس» هي وحدها العقيدة الحقة؛ وأن جميع المذاهب الأخرى 
زائفة. فطرد من الديرء وراح يعظ الناس في مفترق الطرق المؤٌدية إلى «كاماكورا» وجمع حوله 
الأتباع فحوكم وحكم عليه بالإعدام؛ ثم خفف الحكم إلى النفي إلى جزيرة سادو 5200. وضي 
هذه الجزيرة كتب مؤّلفاته الرئيسية. ومات في توفمير 282| (المترجم). 

(49) مدرسة نشرين-وهي مدرسة من أوسع المدارس البوذية انتشارا في اليابان في القرن الثالث 
عشر وسميت باسم القديم نشرين: وبلغ أتباعها في تعداد سبعينات القرن الحالي أكثر من 
ثلاثين مليونا وهي تؤمن بأن جوهر تعاليم بوذا تكمن في «سوترا اللوتس» (أو الكتاب المقدس 
ل «لوتس» قانون الخير)»؛ وبالتالي فإن بقية الفرق أساءت فهم الحقيقة: لهذا عارضتها بقوة 
كما عارضت الحكومة التي تساند هذه الفرق. وأعلنت أن خلاص الأمة اليابانية يعتمد على 
الإيمان بالمضمون الحقيقي الكامن في اللوتس ونصوصها المقدسة. واعتبر «نشرين» نفسه 
فرقتين أهمهما فرقة «نشرين شو» التي مازالت تسيطر على المعبد الرئيسي. (المترجم). 

(50) كلمة ةدتصدطاط سنسكريتية؛ تعد مصطلحا رئيسيا ذا معان متعددة فى الهندوسية والبوذية 
والجينية؛ فهو في الهندوسية: القانون الأخلاقي والديني الذي يحكم سلوك الفرد. أما في 
البوذية فهي الحقيقة الكلية التي يشترك فيها جميع البشر في كل العصور والتي أعلنها بوذا 
الأكبر. أما فى الجينية فهو الفضيلة الأخلاقية. فضلا عن أنه-وهذا خاص بالجينية وحدها 
هو الجوهر الأزلي الذي يحرك الموجودات جميعا (المترجم). 

(51) كلمة ماندالا 19دلصة/1 (أو المندل) سنسكريتية معناها «حلقة أو دائرة» وهي رسم تخطيطى 
رمزي يستخدم في تأدية الشعائر المقدسة كأداة للتأمل وقد سبق أن تحدثنا عنها (المترجم). 

(52) تعني حرفياً باليابانية «اضرب ولطّف» وهي وسيلة استخدمتها البوذية في اليابان لإجبار 
العامة على اعتناق البوذية لاسيما بعد الحرب العالمية الثانية (المترجم). 

(53) تعني حرفيا باليابانية «جماعة الخلق القيم» وهي إحدى الفرق الدينية التي ارتبطت بفرقة 
«نشرين» ونمت بسرعة في خمسينات القرن الحالي. وتعد من الحركات الدينية الجديدة 
الناضجة في اليابان؛ والمؤمنة بتعاليم نشرين. وقد بدأت بثلاثة آلاف عضو ازدادوا إلى نصف 
مليون. وأصبحوا الآن ستة عشر مليونا. (المترجم) . 

(54) مذبح الأسرة البوذية في اليابان-وهو أشبه بخزانة الحائط التي تشمل مجموعة من الأرفف. 


412 


الهوامش 


يوجد فيها عادة ما يسمى «بإله الرف» كما تحتوي على ألواح لذكرى الأسلاف ومجموعة من 
الشموع والبخور كما تقدم إليه الزهور في الطقوس اليومية وفي المناسبات (المترجم). 

(55) القديس كريستوفر-شخصية ازدهرت في القرن الثالث الميلادي لقديس يرعى المسافرين, 
ثم أصبح في القرن العشرين راعيا لركاب السيارات أو سائقيهاء ورغم أنه من أشهر القديسين 
وأكثرهم شعبية. فليس ثمة ما يؤكد وجوده التاريخي (المترجم). 

(56) الآناتا همندمخ «اللاذات» أو «اللاجوهر» - وهي في البوذية الاعتقاد أنه لا يوجد في الإنسان 
جوهر خالد ودائم يسمى: الروح» وتمثل هذه الفكرة ابتعادا عن معتقدات الهندوسية (المترجم). 

وهي آخر فترة في868١-‏ 603 اتوكوجاوا حقبة استمرت في تاريخ اليابان من ه«معدهاه1 (57) 
اليابان التقليدية قبل دخولها العصر الحديثء وكلمة «شوجن» تعني المحارب أو الحاكم 
العسكري؛ وهو لقب اتخذه لنفسه الإمبراطور«إياسو» مؤسس الأسرة. وسوف يرد الحديث 

عن خصائص هذه الحقبة فيما بعد (المترجم 

(58) تنريكيو «لإعانتدء1 أو عبادة الحكمة الإلهية في اليابان, وهي أوسع وأنجح فرق الشنتو 
الحديثة. وعلى الرغم من أنها تأسست في القرن التاسع عشر فإنه ينظر إليها بوصفها من 
الديانات الجديدة المعاصرة فى اليابان. أنشأت هذه الفرقة الكاهنة ميكى نكاياما 1/11 
مسيمعلة8 (1817- 1887) التي كانت امرأة ذات قدرة كبيرة على اجتذاب العامة. وقد زعمت 
وهي في سن الأربعين إن روحا تلبستها وهي روح «سيد الحكمة الإلهية» فأنشأت عبادة تتميز 
برقصات وجد وممارسات شامانية. وكانت النبوءات تصل عن طريقها مركزة على الإحسان 
والصدقات وشفاء المرضىء؛ واشتهرت الفرقة في حياتها رغم أنها كانت تتعرض بين الحين 
والحين لاضطهاد السلطات الحكومية (المترجم). 

(59) ميجي (1852- 19/2) إمبراطور ياباني حكم من 1867 وحتى وفاته. ازدهرت اليابان في 
عصره حتى تحولت إلى واحدة من القوى العظمى في العالم الحديث (المترجم) . 

(60) مكان واسع يبعد عن مدينة «أزومو» ثمانية كيلو مترات؛ ويقع فيه أقدم هيكل للشنتو في 
اليابان» ويجدذب الحجاج طوال العام؛ آنشئت مبانيه في القرن التاسع عشر على مساحة 
أربعين فدانا. ويضم مجموعة من المعابد تحتوي على آيات فنية ثمانية. كما يوجد في هذه 
المنطقة عدد كبير من الهياكل الأخرى حيث يعتقد أن جميع آلهة الشنتو يجتمعون في واحد 
منها في شهر أكتوبر من كل عام؛ ولهذا يسمونه «شهرا بلا آلهة»! (المترجم). 

(61) كروزيميكو-حركة دينية تعد نموذجا للحركات الدينية الجديدة؛ أنشأها في القرن التاسع عشر 
كاهن من الشنتو وهو كيروزومي (1850-1780) والمؤمنون بهذه الحركة يجلون آلهة الشمس أما تراسو 
ويعتبرونها أسمى الآلهة وخالقة الكون؛ أما جميع الآلهة الأخرى فليسوا سوى تجليات لها (المترجم) . 

(62) الكونكوكيو حركة دينية نموذجية للديانات الجديدة أسسها فلاح غير مثقف في القرن التاسع 
عشر زعم أن الإله كونكو د10 عيّنه وسيطا بين الله والناس؛ وبذلك أصبح قادرا على أن يحمل 
عن الناس عذابهم وآلامهم لينقلها إلى الإله. ولقد شددت هذه الديانة على الاعتماد المتبادل بين 
الإله والناس: وهي نفسها العلاقة بين الأب والابن. وهي أساسا فرقة من فرق الشنتو (المترجم). 

(63) أي معبد مدرسة الأرض الطاهرة الحقة-وقد سبق الحديث عنها (المترجم) . 

(64) يامابوشي-تعني باليابانية حرفيا «الواحد الذي ينام في الجبال» وكان هذا الإله يرشد 
الحجاج الذين يقومون بزيارة الجبال المقدسة التي تسكنها آلهة الشنتو (المترجم) . 

(65) تسوكي فلا55 إله القمر ولد من عين إزاناجي اليمني (ويقال إن الشمس ولدت من عينه 


2153 


المعتقدات الدينيه لدى الشعوب 


اليسرى!) وهو في بعض الأساطير شقيق إلهة الشمس أما تيراسوء. وشقيق إله العاصفة 
سوسانوو 0«مصه5ن5 (المترجم) . 

(66) إله وإلهة. وهما شخصيتان رئيستان في أسطورة الخلق اليابانية» وهما ضمن ثمانية أزواج 
من الآلة والإلهات-أخوة وأخوات-تظهر بعد انفصال السماء والأرض عن العماء 2805© وكانت 
الآلهة تنجب ذكرا وأنثى ثم تموت. حتى صدر الأمر في النهاية من شيوخ الآلهة إلى اثنين 
منهما هما «ازاناجي» و «إزانامي»وهما أخ وأخت من الآلهة-بأن يخلقا اليابان» فوقفا على 
جسر السماء العائم؛ وقذفا في المحيط برمح مرصع بالجواهرء ثم رفعاه إلى السماء فتقطرت 
من الرمح قطرات أصبحت هي «الجزرة المقدسة». وشهدت الآلهة ما تصنعه الضفادع في 
الماء فتعلمت منها سر اتصال الذكر بالأنثى؛ ومن ثم التقى أزاناجي وأزانامي التقاء الزوجين 
وأنسلا الجنس الياباني (المترجم) . 

(67) تقوم تعاليم «أموتو» على نبوءات إلهية كانت الإلهة تبعث بها من خلال فلاحة يابانية تدعي 
«دجوشي ناو 2120 1اءسوء2» جذبت قدرتها على شفاء المرضى كثيرا من الأتباع في مرحلة مبكرة. 
وكان أول وحي تلقته عام 1892 ينب بانهيار العالم؛ وظهور المخلص المنتظر. ثم تولى قيادة المذهب 
وتنظيمه زوج ابنتها «دجوشي أوينسابورو» (1871- 1948) الذي نبن الحرب والتسلح؛ وأعلن نفسه 
قائدا لنظام جديد في العالم. وجذب أكثر من مليونين من الأتباع في ثلاثينات هذا القرن. لكنه 
عادى الحكومة فاعتقلته مرتين الأولى عام 1921 والثانية عام 1935 وهدمت معابد المذهب, ثم 
عادت وأفرجت عنه عام 1945 فأعاد بعث الفرقة التي عرفت بأسماء كثيرة (المترجم) . 

(68) البهائية مذهب ديني أسسه مفكر فارسي هو بهاء الله. وتولاه من بعده ابنه عبد البهاء 
(1921-1841) وهو مذهب شديد القرب من البابية: ومتأثر بالكثير من المذاهب الصوفية 
والغنوصية-يدعو إلى وحدة الأديان بضرب من التربية والدعوة إلى السلام على الأرض؛ 
والأخن بلغة عالمية واحدة. (المترجم). 

(69) إله رحيم يهتم بالموتى من الأطفال؛ وقد سبقت الإشارة إليه (المترجم). 

(70) ريوكاي نهكددزنه8 أو جماعة أصدقاء الروح وهي جماعة دينية يابانية تقوم على تعاليم 
مدرسة نشرين البوذية أسسها عام 1925) نجار يدعى كوبوكالوتا «رعانءلة؟1 ونا وتولت قيادتها 
سيدة تدعى كوتاني ميكي فانم نهه:ة؟1 عام 1944 بعد وقاة «كوبو» ووصلت إلى قمة نشاطها في 
السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية وبعدها. ولقد كانت هذه الجماعة هي الأصل 
الذي تفرع عنه سبع ديانات جديدة كانت أكثر منها نجاحا منها الجماعة المسماة «رسهو 
كوزاي كاي» نهك1-أ115500-16056. وتشدد جماعة أصدقاء الروح على عبادة الأسلاف. وفعالية 
نصوص اللوتس وهي لا تعتمد على كهانة بل على معلمين من عامة الشعب؛ يعقدون لقاءات مع 
الأعضاء في منازلهم؛ وهي تزعم أنها تضم أكثر من أربعة ملايين عضو (المترجم). 

لهك[ أعوهع1-م1555] (71) 
جماعة دينية يابانية تقوم على تعاليم مدرسة نشرين البوذية. واسمها يعنى حرفيا جماعة 
إقرار الاستقامة والعلاقات الأخوية». وهو فرع من جماعة «ريوكاي» السابقة وانفصلت 

وقد أسسها بائع لبن هو «نيوانو نيكيو» وزوجة ورعة هي «ناجنوما»-وقد938اعنها عام 

وهذه الجماعة:؛ مثلها مثل الجماعة الأخرى التي انشقت عن مدرسة957اتوفيت عام 

نشرين-تشدد على أهمية نصوص اللوتس والترنم بها (المترجم. 

سنسكريتية معناها «الفعل». وقد سبقت الإشارة إليها من قبل. وهي من آهم مدسه؟ا (72) 


414 


الهوامش 


مصطلحات الفلسفة الهندية: وتعكس اعتقادا عاماء بأن هذه الحياة ليست سوى حلقة في 
سلسلة من الحيوات 550:8 تحددها أفعال المرء في الحياة السابقة. وهم يعتقدون أن ذلك 
هو قانون الطبيعة الذي لا يحتمل أي نقاشء؛ ويكشف هذا القانون عدم كفاءة المخلوقات. ففي 
مجرى سلسلة الحياة وحلقاتها المتعددة يستطيع المرء بكفاءته؛ وكماله الخلقي أن يرتفع إلى 
مصاف الإله براهما أو أن ينحط بنفسه ليولد من جديد حيواناء وسلوك المرء هو الذي يحدد 
سعاذتة أو شقاءه (المترجم). 

(3© حي من أحياء مدينة لندن يقع فيه مقر كبير أساقفة كانتريري (المترجم). 

4 جياسة خاق الخري تجيناضة دينية ازكيمات فى الباناج 'يتركة تشرون الموؤنة وقفت طبن 
سريعا منذ خمسينات القرن الحالي حتى أصبحت أنجح حركة دينية في اليابان: وإن كانت 
قنن مريت ارباطها بالقدوس تغتروة: إلى ترات القرن الاللت عشي وقد اتشات عام 
4 خزيا سيانيا هو معزب الحكومة النطيفة» كاز بمقاعد كثيرة في اللجلستين التشتريدين 
في اليابان (المترجم). 

55 ثاظر مدوعة متابه افلكم بانهاقب الجر مسا (العان)) لسن طرطع كمسن عليه اقيق 
ثلاثة أهداف هي قيم «الجمال» و«الخير» والربح أو المنفعة. عانى من اضطهاد الحكومة أثناء 
الحرب العالمية الثانية. وبعد وفاته قام تلميذه «تودا» وإحياء الجماعة عام 01946 أما الرئيس 
الثالث «ايكيوا» فهو الذي يتولى قيادة الجماعة منن عام 1960 (المترجم) . 

(76) انفردت جماعة «كيودان» - والكلمة اليابانية تعني كنيسة أو جماعة دينية-باستخدامها 
للكلمات الإنجليزية. وهي ترى أن هدت الإنسان هو التعبير عن نفسه على نحو ممتع؛ ولهذا 
جعلت النشاط البشري كله فنا (المترجم) . 


215 


المؤلف في سطور: 
جفري بارندر 

* أستاذ مقارنة الآديان في جامعة لندن. رسئم قسيسا في الكنيسة 
الإصلاحية. قضى فترة طويلة في أفريقياء كما طاف بكثير من بلدان 
الشرق الأوسط. درس الديانات المختلفة ونشر عنها أكثر من عشرين كتابا 
ترجم بعضها إلى سبع لغات منها : «الديانات التقليدية في أفريقيا»» «السحر 
في أوربا وأفريقيا»» «المسيح في القرآن»؛ «النفس التي لا تبلى»» «الإنسان 
وآلهته». 

الملترجم في سطور: 

أ.د إمام عبدالفتاح إمام 

* رئيس قسم الفلسفة بجامعة الكويت عن عام 1992 . 

* ولد بمحافظة الشرقية بمصر-نال درجة الدكتوراه سنة 1972. 

* له عدد من المؤلفات منها : «المنهج الجدلي عند هيجل» 1969- كيركجور 
جداء ج 2 (1982- 1986)- 
توماس هوبرز (1985) 
ودراسات هيجلية (1981). 

والمترجمة منها: فلسفة 
هيجل )١1980(‏ محاضرات فى 
فلسفة التاريخ (1984-1980) 
وأصول فلسفة الحق(1982) 
وفي هذه السلسلة ترجم 
«الوجودية» عدد 58 أكتوير 
2- ومراجعة «الموت في 





الفكر الغربى» عدد 76 أبريل 5 
4 . الهندسة الوراشية وا ةخلاق 
تأليف: 
ناهدة حسن البقصمى 


4217 











المراجع في سطور: 

د. عبدالغفار مكاوي 

* من مواليد جمهورية مصر العربية عام ١930‏ 

* حصل على الدكتوراه في الفلسفة والأدب الألماني الحديث من جامعة 
فرايبورج بألمانيا عام 1962. 

* نشر أكثر من عشرين مسرحية. ونشر ثلاث مجموعات قصصية. 

وله في الفلسفة مدرسة الحكمة؛ لم الفلسفة 5: المنفنذ-قراءة لقلب 
أفلاطون ونداء الحقيقة وغيرها. وفي هذه السلسلة «قصيدة وصورة» عدد 
9 وترجمات لنصوص من أرسطو وكانط وهيدجر. 

*يعمل في الوقت الحاضر أستاذا بكلية الآداب-قسم الفلسفة جامعة 
الكويت. 


218 








حصا | التتايب 


يعالج هذا الكتاب المعتقدات الدينية بين شعوب العالم من أقدم 
العصور إلى العصر الحاضر. والفكرة الرئيسية التي يؤكدها أنه لا 
توجد جماعة بشرية؛ مهما تكن بداثية, ليس لديها أفكار عن موجودات 
تعلو على الطبيعة يعتمد الإنسان فى وجوده عليها . فإذا كانت الديانات 
النداكية كل المتقدات البسيظة: كما هى الحا عت فباكل السيد 
وجامعي الطعام: فإن الكتاب يتناول الحضارات المبكرة في الشرق 
الأدنى القديم حيث أصبح الدين أكثر تنظيماء ثم في الحضارات 
المصرية, واليونانية» والرومانية. حيث تظهر الطقوس المعقدة؛ وطبقة 
الكهنة ونظام الدفن كما تظهر الأفكار الأخلاقية المختلفة. 

كذلك يعرض الكتاب لديانات الهند : الهندوسية: والسيخ: والبوذية 
محللا أفكارها الأساسية عارضا لتطورها وانتشارها في آسيا (على 
نحو ما حدث للبوذية في الصين واليابان) ومسايرا هذا التطور حتى 
الفضين الحاضن: وهق يذكرنا بالموسوهات الذيقية ف شراكنا ,انكل 
والنحل» للشهرستانيء. و«الفصل», لابن حزم: ووتحفين ها لهند هن 
مقولة» للبيروني: وغيرها من أمهات الكتب التي عالجت معتقدات 
الشعوب الدينية: